للمساعدة في منع التفشي الكارثي لفيروس "كورونا" في سوريا، على "منظمة الصحة العالمية" أن تحث مجلس الأمن الدولي بحزم على ضمان السماح بإدخال المساعدات الطبية وغيرها من مواد الإغاثة الإنسانية إلى سوريا عبر معبر حدودي مع العراق.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت "هيومن رايتس ووتش" بحثا جديدا يظهر أن القيود على تسليم المساعدات من دمشق والعراق تقيّد وصول الإمدادات الطبية والعاملين اللازمين للمساعدة في حماية مليونَي شخص في شمال شرق سوريا من فيروس كورونا. تفشي المرض بشكل لا يمكن السيطرة عليه في هذه المنطقة التي دمرتها النزاعات، والتي شهدت حتى الآن وفاة واحدة على الأقل بسبب الفيروس، سيكون كارثيا.
كما حثت منظمة الصحة العالمية مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة على تجديد التفويض باستخدام "معبر اليعربية" بين منطقة شمال شرق سوريا، التي يسيطر عليها الأكراد، والعراق. وبحسب "رويترز"، أرسلت منظمة الصحة العالمية إلى المجلس مذكرة خاصة الأسبوع الماضي تطلب فيها تجديد التفويض باستخدام اليعربية "كمسألة ملّحة" بسبب خطر فيروس كورونا. معبر اليعربية هو واحد من أربعة معابر سمح به المجلس في 2014 لإيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال سوريا وجنوبها. في يناير/كانون الثاني 2020، وتحت التهديد باستخدام حق النقض الروسي، ألغى المجلس التفويض بالعمل في اليعربية، الذي ما زال تحت سيطرة السلطات الكردية، إضافة إلى معبر آخر.
لكن في 28 أبريل/نيسان، أرسلت منظمة الصحة العالمية إلى أعضاء المجلس مذكرة محدثة غاب عنها، ولسبب غير مفهوم، الدعوة الواضحة لتجديد التفويض باستخدام اليعربية. وبحسب العديد من دبلوماسيي المجلس، فإن الرسائل المخففة الجديدة تقوّض جهود المجلس لتجديد تفويض استخدام اليعربية. لم تقدم منظمة الصحة العالمية أي رد عندما سُئلت عما إذا كانت قد تعرضت لضغوط لتغيير توصيتها.
تقول روسيا إن اليعربية لم يعد ضروريا لأن المناطق التي يخدمها هي الآن تحت سيطرة الحكومة السورية ويمكن تزويدها من دمشق. لكن المذكرة الأصلية لمنظمة الصحة العالمية، التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش، أوضحت أن المساعدات من دمشق "لن تكون كافية لدعم استجابة فعالة لفيروس كورونا". وقد أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، مارك لوكوك، على هذا في 29 أبريل/نيسان. أظهرت بحوثنا العقبات الكبيرة التي تواجهها منظمات الإغاثة في نقل المواد والأفراد من دمشق إلى مناطق في شمال شرق سوريا خارج سيطرة الحكومة.
بالنظر إلى المخاطر التي يشكلها فيروس كورونا، على المجلس تجديد التفويض باستخدام اليعربية فورا. سيسمح ذلك لمنظمة الصحة العالمية بزيادة الدعم للمنطقة، بما في ذلك من خلال استئناف الإمدادات والتمويل لمنظمات الإغاثة الدولية المتمركزة في شمال شرق سوريا.
على منظمة الصحة العالمية ألا تتنازل عن طلبها الأصلي ولا ترضخ للضغوط، فالأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس بتجنب النقد.