سيتقلّد السفير الإيطالي الجديد مهامه في القاهرة غدا، بعد نحو عام ونصف على استدعاء إيطاليا سفيرها السابق احتجاجا على تحقيق مصر "غير المرضي" في فبراير/شباط 2016 في مزاعم تعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني على أيدي قوات الأمن المصرية.
قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، مدافعا عن قرار تطبيع العلاقات، إن مصر "شريك حيوي" و"يستحيل عدم إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى معها". دعا والدا ريجيني ذاك التصرف "استسلاما منمّقا".
رغبة الوالدين في معرفة حقيقة ما حدث لابنهما - الذي عُثر على جسده المعذب على قارعة طريق صحراوي في القاهرة – وتقديم قاتليه إلى العدالة مرارة مألوفة لمصريين كُثر. في الأسبوع الماضي، أصدرت "هيومن رايتس ووتش" تقريرا يوثق التعذيب المنهجي واسع النطاق لقوات الأمن المصرية، بما في ذلك الضرب، الصعق بالكهرباء، الأوضاع المجهدة، وأحيانا الاغتصاب. من المرجح أن يشكل وباء التعذيب في البلاد، والذي يقابله إفلات مرتكبيه التام من العقاب، جريمة ضد الإنسانية.
يصر ألفانو على عدم تخلي السلطات الإيطالية عن سعيها للحقيقة في قضية ريجيني، وتخطيطها لإحياء ذكرى الباحث الشاب. لكن أسرته أو بلده لا ينتظران نصبا تذكارية واحتفالات. على إيطاليا وسفيرها الجديد، أولا وقبل كل شيء، مضاعفة جهودهما لضمان تحقيق شفاف وفعال في قضية ريجيني وضمان محاكمة معذبيه. ثانيا، عليهما العمل مع الحلفاء الأوروبيين للضغط على مصر لإنهاء التعذيب والاختفاء القسري وضمان المساءلة. مثلا الضغط على مصر لإنشاء منصب مدع عام مستقل خاص للتحقيق في مزاعم التعذيب ومقاضاة مرتكبيه، ودعم دخول خبراء الأمم المتحدة بشأن التعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري إلى مصر.
السعي إلى تحقيق العدالة لمقتل جوليو ريجيني، وعدم نسيان الشبان المصريين الكُثر الذين يشاركونه المصير ذاته، هما أفضل طريقة لتكريم ذكراه.