قالت نورا الصفدي أمس إنها تلقت تأكيدا بأن السلطات السورية أعدمت زوجها باسل (الصفدي) خرطبيل قبل عامين. بحثت نورا عن باسل منذ اختفائه من سجن سوري في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
استخدم باسل، مهندس كمبيوتر فلسطيني سوري، خبرته في تعزيز حرية التعبير في سوريا. أدرجت مجلة "فورن بوليسي" اسم باسل كواحد من أفضل 100 مفكر عالمي عام 2012 "لإصراره على سلمية الثورة السورية رغم كل الظروف". اعتقلت قوات الأمن السورية باسل في مارس/آذار 2012، وقال أحد الأقارب إن باسل تعرّض للتعذيب في منشأة احتجاز غير رسمية تديرها المخابرات العسكرية. تُخضع أجهزة الأمن السورية المحتجزين لأشكال تعذيب مروعة بشكل ممنهج في شبكة من المرافق تشكل أرخبيلا للتعذيب.
في ديسمبر/كانون الأول 2012، نقلت السلطات باسل إلى سجن عدرا حيث تمكنت نورا من زيارته أخيرا، وعلمت أنه سيحاكم في محكمة ميدانية عسكرية بسبب نشاطه السلمي. عادة ما تكون إجراءات المحاكم العسكرية سرية وتستمر بضع دقائق فقط، دون أي تمثيل قانوني للمدعى عليهم، ولا تخضع قراراتها للاستئناف. مثُل باسل أمام محكمة ميدانية في ديسمبر/كانون الأول 2012 ولكنه لم يسمع الحكم.
قالت نورا إن باسل بقي في سجن عدرا حتى 3 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عندما نقلته السلطات إلى مكان مجهول. اختفى باسل، مثل عشرات آلاف السوريين المحتجزين لدى الحكومة. سألت نورا عن مكان وجوده دون جدوى إلى أن سمعت أنه أعدِم، على ما يبدو تنفيذا لحكم المحكمة.
قضية باسل مثال بارز على نظام العدالة المروع في سوريا. لم تقم السلطات بتعذيبه وإعدامه فحسب، بل تسببت أيضا في معاناة عائلته بإخفاء مصيره. احتجزت الحكومة آلاف السوريين بشكل غير قانوني، من بينهم عديد من النشطاء السلميين مثل باسل، ومات آلاف في الأقبية في سوريا. لدى هيومن رايتس ووتش صور لحوالي 7000 جثة لأشخاص ماتوا أثناء الاحتجاز.
يجب أن يشكل موت باسل تذكيرا بأن إصلاح نظام العدالة في سوريا عنصر أساسي في أي حل سياسي للنزاع، مثل محاسبة جميع الجناة. يجب البدء بمنح مراقبين مستقلين إمكانية الوصول إلى مراكز الاحتجاز في سوريا.