أقبية التعذيب

الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية منذ مارس/آذار 2011

ملخص

علقني الحراس من معصمي في السقف لمدة ثمانية أيام. وبعد أيام قليلة من التعليق والحرمان من النوم صرت أشعر بأن عقلي توقف عن العمل و بدأت أتخيل أشياء. تورمت قدماي في اليوم الثالث وكنت أشعر بألم لم أشعر به في حياتي كلها. كان الألم شديداً وكنت أصرخ بأنني بحاجة للذهاب إلى المستشفى، لكن الحراس اكتفوا بالضحك علي.
ـ إلياس يصف كيف تم تعذيبه في الفرع 285 التابع لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق.

منذ بدء الاحتجاجات المعارضة للحكومة في مارس/آذار 2011، قامت السلطات السورية بإخضاع عشرات الآلاف من الأشخاص للاعتقال التعسفي، والاحتجاز غير القانوني، والاختفاء القسري، وإساءة المعاملة، والتعذيب باستخدام سلسلة من مراكز الاعتقال، تمثل أرخبيلاً من مراكز التعذيب المتناثرة في كافة أنحاء سوريا.

استناداً إلى أكثر من 200 مقابلة مع معتقلين سابقين، بمن فيهم نساء وأطفال، ومنشقين عن الجيش السوري وأجهزة المخابرات والأمن السورية، يركز هذا التقرير على 27 من مراكز الاعتقال تلك، التي يحتوي معظمها على زنازين وغرف تعذيب، وطابق أو أكثر تحت الأرض. كما يقدم التقرير موقع كل مقر بدقة، ويحدد هوية الأجهزة المسؤولة عن تشغيله، ويوثق نوعية الإساءة والتعذيب المستخدمة فيه، ويسمي الأشخاص الذين يديرونه بأسمائهم، بقدر الإمكان. والمراكز الواردة في هذا التقرير هي تلك التي أشار عدد من الشهود إلى نفس الموقع تحديدا، وقدموا وصفاً تفصيلياً لاستخدام التعذيب فيها. أما العدد الفعلي لتلك المراكز فالأرجح أن يكون أكثر من ذلك بكثير.

إن المسؤول عن شبكة مراكز الاعتقال السورية هي أجهزة المخابرات السورية الأربعة، المعروفة إجمالاً بـ"المخابرات":

  • شعبة المخابرات العسكرية
  • إدارة الأمن السياسي
  • إدارة المخابرات العامة
  • إدارة المخابرات الجوية

يحتفظ كل جهاز من هذه الأجهزة الأربع بمقر مركزي في دمشق، إضافة إلى فروع إقليمية وعلى مستوى المدن وفروع محلية في أنحاء البلاد. وفي أغلب هذه الفروع توجد مراكز اعتقال مختلفة الأحجام.

جرى العرف التاريخي على أن تعمل أجهزة المخابرات السورية في استقلال عن بعضها البعض، وبدون حدود واضحة لنطاق اختصاص كل منها. واعتماداً على قانون الطوارئ الفضفاض الساري في البلاد، تتمتع المخابرات بتاريخ طويل من اعتقال الناس بدون إذن قانوني، وحرمان المعتقلين من بقية ضمانات الأصول القانونية المتبعة. أما رفع حالة الطوارئ في أبريل/نيسان 2011 فلم يغير الكثير من حيث الممارسة، فالتشريع الذي يقصر المدة التي يمكن للشخص قضاؤها رهن الاحتجاز بدون الإحالة إلى قاض خلال 60 يوماً في بعض الجرائم، وهو التشريع الذي تم تقديمه أيضاً في أبريل/نيسان 2011، لا يلبي متطلبات القانون الدولي بضرورة العرض على قاض "سريعا". علاوة على هذا فإن عدداً من المعتقلين السابقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش قالوا إنهم خضعوا للاحتجاز بدون العرض على قاض لمدد أطول من الستين يوماً التي يسمح بها القانون السوري.

كما قامت السلطات أيضاً، لتدبر أمر آلاف المعتقلين على خلفية المظاهرات المناهضة للحكومة، بإنشاء العديد من مقار الاعتقال المؤقتة في أماكن مثل الملاعب الرياضية والقواعد العسكرية والمدارس والمستشفيات. وكانت السلطات تجمع الناس فيها وتحتجزهم في حملات مداهمة ضخمة، قبل نقلهم إلى فروع أجهزة المخابرات.

قام كافة الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش بوصف ظروف الاعتقال ـ التزاحم الشديد ونقص الطعام والحرمان الموسع من المساعدات الطبية الضرورية ـ التي تعد بذاتها نوعاً من أنواع إساءة المعاملة، بل التعذيب في بعض الحالات. إلا أن كل المعتقلين السابقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش تقريباً قالوا أيضاً إنهم خضعوا للتعذيب أو شاهدوا تعذيب آخرين في أثناء اعتقالهم. كما استخدم المحققون والحراس والضباط تشكيلة واسعة من أساليب التعذيب، تشمل الضرب لفترات طويلة، الذي كثيراً ما يتم بأدوات مثل العصي والأسلاك، وتثبيت المعتقلين في أوضاع مؤلمة أو مجهدة لمدد طويلة، باستخدام أدوات خاصة في أحيان كثيرة، والاعتداء الجنسي والإذلال، وانتزاع الأظافر، والإعدام الوهمي. لقد وثقت هيومن رايتس ووتش ما يزيد في المجمل عن 20 طريقة مختلفة للتعذيب تستخدم في أقبية التعذيب السورية الكثيرة.

تعرض هذه الخريطة 27 مركز اعتقال تعرف على كل منها عدد من الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش. قابلت هيومن رايتس ووتش أكثر من 200 شخص تعرضوا للتعذيب أو شهدوا عليه، ومنهم منشقون من أجهزة المخابرات شاركوا في الانتهاكات .

قال معظم المعتقلين الذين أجريت معهم المقابلات أنهم خضعوا للتعذيب بطرق مختلفة، تُمارس غالباً بمستويات متصاعدة من الألم. في بعض الأوقات تم إرغام المعتقلين على البقاء عراة أو بالملابس الداخلية في أثناء التعذيب. قال عدد من المعتقلين السابقين الذين أجريت معهم المقابلات أثناء إعداد هذا التقرير، قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شهدوا وفاة بعض الأشخاص من التعذيب في أثناء الاعتقال. كما تلقت هيومن رايتس ووتش أيضاً معلومات عن حالات وفاة تحت الاحتجاز من أقارب أو أصدقاء الضحايا.

وصف ضابط مخابرات سابق لـ هيومن رايتس ووتش مختلف الأساليب المستخدمة في قاعدة المخابرات الجوية بمطار المزة في دمشق:

أخف أشكال التعذيب هو ضرب الناس بالعصيّ على أذرعهم وسيقانهم وحرمانهم من الطعام والشراب. بعد ذلك يعلقون المعتقل من السقف من يديه لساعات أو لأيام في بعض الأحيان، رأيت هذا وأنا أكلم المحققين. كانوا يستخدمون آلات الصعق الكهربائي وماكينة للصدمات الكهربائية، وهي عبارة عن محول للتيار الكهربي. إنها ماكينة صغيرة بسلكين بهما مشابك يشبكونها بحلمتي الثديين ومقبض ينظم التيار. علاوة على هذا كانوا يضعون الناس في النعوش ويهددون بقتلهم ويغلقون النعش. كان الناس يلبسون ثيابهم الداخلية. كانوا يسكبون الماء الساخن على الناس ثم يجلدونهم بالسياط. رأيت المثاقب هناك أيضاً، إلا أنني لم أرها تستخدم قط. رأيتهم يستخدمون حركات فنون القتال، مثل كسر الضلوع بركلة من الركبة. كانوا يضعون الدبابيس تحت قدميك ثم يضربونك حتى تضطر لوطئها بقدميك. سمعتهم أيضاً يهددون بقطع الأعضاء الذكرية للمعتقلين.

وصف معتقل عمره 31 عاماً، تم اعتقاله بمحافظة إدلب في يونيو/حزيران، وصف لـ هيومن رايتس ووتش كيف عذبه أعوان المخابرات في سجن إدلب المركزي:

أجبروني على خلع ثيابي ثم بدأوا في عصر أصابعي بالكماشة. غرسوا الدبابيس في أصابعي وصدري وأذنيّ. كان مسموحاً لي بنزعها فقط إذا تكلمت. كانت المسامير في الأذنين هي الأكثر إيلاماً. استخدموا سلكين موصولين ببطارية سيارة لصعقي كهربياً. واستخدموا آلة الصعق الكهربائي على أعضائي التناسلية مرتين. ظننت أنني لن أرى عائلتي ثانية. عذبوني على هذا النحو 3 مرات وعلى مدار 3 أيام.

ورغم أن معظم ضحايا التعذيب الذين أجرت هيومن رايتس ووتش معهم المقابلات كانوا رجالاً في سن 18 لغاية-35 سنة، إلا أن الضحايا الذين أجريت معهم المقابلات كانوا يضمون أيضاً بعض الأطفال والنساء وكبار السن. وقال أفراد منشقون عن الأجهزة المخابراتية لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شهدوا تعذيب المحتجين وإساءة معاملتهم أو شاركوا فيه، بما يؤيد أقوال المعتقلين السابقين.

وقد وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام التعذيب وإساءة المعاملة في مرافق الاعتقال التالية:

الجهاز

اسم الفرع

المدينة

رئيس الفرع

المخابرات العسكرية

الفرع 215

دمشق

العميد شفيق

المخابرات العسكرية

الفرع 227

دمشق

اللواء رستم غزالة

المخابرات العسكرية

الفرع 291

دمشق

العميد برهان قدور (حل محل العميد يوسف عبدو في مايو/أيار 2012)

المخابرات العسكرية

الفرع 235 ("فلسطين")

دمشق

العميد محمد خلوف

المخابرات العسكرية

الفرع 248

دمشق

لم يتم التعرف عليه

المخابرات العسكرية

الفرع 245

درعا

العقيد لؤي العلي

المخابرات العسكرية

فرع حلب

حلب

لم يتم التعرف عليه

المخابرات العسكرية

فرع 271

إدلب

العميد نوفل الحسين

المخابرات العسكرية

فرع حمص

حمص

محمد زمريني

المخابرات العسكرية

فرع اللاذقية

اللاذقية

لم يتم التعرف عليه

المخابرات الجوية

فرع مطارالمزة

دمشق

العميد عبد السلام فجر محمود (مدير فرع التحقيقات)

المخابرات الجوية

فرع باب توما

دمشق

لم يتم التعرف عليه

المخابرات الجوية

فرع حمص

حمص

العميد جودت الأحمد

المخابرات الجوية

فرع درعا

درعا

العميد قصي ميهوب

المخابرات الجوية

فرع اللاذقية

اللاذقية

العقيد سهيل العبد الله

الأمن السياسي

فرع المزة

دمشق

لم يتم التعرف عليه

الأمن السياسي

فرع إدلب

إدلب

لم يتم التعرف عليه

الأمن السياسي

فرع حمص

حمص

لم يتم التعرف عليه

الأمن السياسي

فرع اللاذقية

اللاذقية

لم يتم التعرف عليه

الأمن السياسي

فرع درعا

درعا

لم يتم التعرف عليه

المخابرات العامة

فرع اللاذقية

اللاذقية

العميد خضر خضر

المخابرات العامة

الفرع 285

دمشق

العميد إبراهيم معلى (حل محل العميد حسام فندي في أواخر 2011)

المخابرات العامة

فرع الخطيب

دمشق

لم يتم التعرف عليه

المخابرات العامة

فرع حلب

حلب

لم يتم التعرف عليه

المخابرات العامة

الفرع 318

حمص

العميد فراس الحمد

المخابرات العامة

فرع إدلب

إدلب

لم يتم التعرف عليه

مشترك

السجن المركزي ـ إدلب

إدلب

لم يتم التعرف عليه

وفي غالبية حالات الاعتقال التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، لم يستطع أفراد العائلة الحصول على معلومات عن مصير المعتقلين أو مكانهم، ولم يسمح للمعتقلين بأي اتصال بالعالم الخارجي. وبالتالي يمكن توصيف كثير من حالات الاعتقال على أنها اختفاء قسري.

تطالب هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن بضمان المحاسبة عن هذه الجرائم، من خلال إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. كما تدعو هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى أن يضمن قيام الحكومة السورية بمنح مراقبي الاعتقال الدوليين المعترف بهم حق الوصول إلى كافة مراكز الاعتقال، بما فيها تلك المذكورة في هذا التقرير.


التوصيات

إلى مجلس الأمن

  • مطالبة سوريا بمنح مراقبي الاحتجاز الدوليين حق الوصول إلى كافة مراكز الاعتقال، الرسمية وغير الرسمية، دون إخطار مسبق، بما فيها تلك المذكورة في هذا التقرير.
  • ضمان أ ن ت شمل بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا على مكون مناسب من الأفراد والتجهيزات الخاصة بحقوق الإنسان، يتمتع أفرادها بالخبرة في مراقبة الاحتجاز والقدرة على التعرف على استخدام الاحتجاز التعسفي، وزيارة مراكز الاحتجاز، وإجراء المقابلات بشكل آمن ومستقل مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وحمايتهم من التنكيل. كما ينبغي أن تضم البعثة بين أفرادها أشخاصاً مدربين على اكتشاف العنف الجنسي وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان المبنية على الجنس، وأفراداً مدربين على العمل مع الأطفال.
  • مطالبة سوريا بتنفيذ التزامها، بموجب النقطة الرابعة من خطة عنان، بالإفراج عن كافة الأشخاص المعتقلين تعسفياً، "بمن فيهم فئات الأشخاص المستضعفين، والأشخاص المشاركين في أنشطة سياسية سلمية"، وبتقديم "قائمة بكافة الأماكن التي يجري احتجاز أشخاص فيها" دون إبطاء.
  • إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
  • تبني نظام العقوبات محددة الهدف على المسؤولين المتورطين في الانتهاكات بأدلة مقنعة.
  • إلزام الدول بتعليق كافة المبيعات والمساعدات العسكرية للحكومة السورية، بما فيها التدريب والخدمات التقنية، بالنظر للخطر الحقيقي المتمثل في إمكان استخدام تلك الأسلحة والتقنيات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
  • مطالبة سوريا بالتعاون التام مع بعثة التحقيق التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومع بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا.
  • المطالبة بحق التنقل للبعثات الإنسانية والصحفيين الأجانب ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة.

إلى البلدان كافة

  • العمل بشكل فردي، أو بشكل مشترك من خلال الآليات الإقليمية حيث وجدت، على تبني العقوبات محددة الهدف ضد المسؤولين السوريين المتورطين بأدلة مقنعة في الانتهاكات الجارية لقانون حقوق الإنسان الدولي.
  • التحقيق مع كبار القادة العسكريين والمدنيين السوريين المشتبه في ارتكابهم لجرائم دولية، وملاحقتهم قانونياً، بموجب مبدأ الاختصاص القضائي العالمي وبما يتفق مع القوانين الوطنية.
  • مطالبة مجلس الأمن بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، بوصفها أقدر المحافل على التحقيق مع من يتحملون أكبر المسؤولية عن الانتهاكات في سوريا، وملاحقتهم قانونياً.

إلى جامعة الدول العربية

  • المحافظة على العقوبات محددة الهدف ضد المسؤولين السوريين المتورطين بأدلة مقنعة في انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي الجسيمة وواسعة النطاق والممنهجة، الجارية في سوريا منذ أواسط مارس/آذار 2011، وتقوية تلك العقوبات، بشكل فردي أو مشترك.
  • تأييد اشتمال بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا على مكون حقوقي قوي (كالموصوف في التوصية أعلاه).
  • مطالبة مجلس الأمن بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

إلى روسيا والصين

  • دعم إجراءات وتحركات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا (كما وصفت في التوصيات أعلاه)، بما فيها إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
  • تعليق كافة المبيعات والمساعدات العسكرية للحكومة السورية، بالنظر للخطر الحقيقي المتمثل في إمكان استخدام تلك الأسلحة والتقنيات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
  • إدانة انتهاك السلطات السورية الممنهج لحقوق الإنسان بأشد العبارات.

إلى الحكومة السورية

  • الإفراج عن كافة الأشخاص المعتقلين تعسفياً، "بمن فيهم فئات الأشخاص المستضعفين، والأشخاص المشاركين في أنشطة سياسية سلمية"، وتقديم "قائمة بكافة الأماكن التي يجري احتجاز أشخاص فيها" دون إبطاء، اتفاقاً مع النقطة 4 من خطة عنان.
  • الإيقاف الفوري لممارسات الاختفاء القسري، والاعتقال والاحتجاز التعسفي، واستخدام التعذيب.
  • إجراء تحقيقات سريعة ودقيقة وموضوعية في مزاعم الاحتجاز التعسفي واستخدام التعذيب والاختفاء القسري والوفاة تحت الاحتجاز، بما فيها تلك الواردة في هذا التقرير، وتقديم المرتكبين للعدالة.
  • إيقاف أفراد الأجهزة الأمنية الذين توجد بحقهم مزاعم مقنعة بانتهاك حقوق الإنسان عن العمل، على ذمة التحقيقات.
  • إلغاء المرسوم التشريعي رقم 14 بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني 1969، والمرسوم التشريعي رقم 69، الذين يوفران الحصانة لأفراد الأجهزة الأمنية إذ يفرض استصدار مرسوم من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة لملاحقة أي فرد من أفراد قوات الأمن الداخلية أو الأمن السياسي أو شرطة الجمارك قانونياً.
  • نشر قوائم بأسماء كافة المعتقلين.
  • توفير حق الوصول الفوري ودون معوقات لمراقبي الاحتجاز الدوليين المعترف بهم إلى كافة مراكز الاعتقال، الرسمية وغير الرسمية، بدون إخطار مسبق، بما فيها تلك المذكورة في هذا التقرير.
  • توفير كافة التصاريح اللازمة لأفراد بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا، بما فيها تأشيرات دخول سوريا واستخدام المرافق الجوية المملوكة للأمم المتحدة، لتنفيذ مهمتهم.
  • توفير حق الدخول الفوري ودون معوقات للمراقبين المستقلين والصحفيين ومراقبي حقوق الإنسان، بمن فيهم مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالإعدام خارج نطاق القانون أو بإجراءات موجزة أو التعسفي، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ولجنة التحقيق في سوريا التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والمقرر الخاص عن سوريا، والتعاون معهم.

منهج التقرير

قامت هيومن رايتس ووتش بتوثيق الاستخدام الممنهج للتعذيب من قِبل السلطات السورية منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة في مارس/آذار 2011.[1] يستند هذا التقرير إلى أكثر من 200 مقابلة مع معتقلين سابقين ومنشقين عن الجيش السوري، وعن أجهزة المخابرات. تم إجراء المقابلات في سوريا، وفي البلدان المجاورة التي تستضيف لاجئين من سوريا ـ الأردن ولبنان والعراق وتركيا ـ في الفترة بين أبريل/نيسان 2011 ومايو/أيار 2012.

كما تم إجراء المقابلات بالعربية أو بالإنجليزية بمساعدة مترجم فوري. وبسبب احتمالات التنكيل العالية فقد حجبنا أسماء الضحايا والشهود الذين قابلناهم، واستخدمنا بدلاً منها أسماء مستعارة للتعريف بمصادر المعلومات.

لتحديد مواقع مراكز الاعتقال، كنا نطلب من الضحايا والشهود والمنشقين الإشارة إلى المبنى الذي تم اعتقالهم فيه أو زاروه أو خدموا فيه، باستخدام صور القمر الصناعي. عجز بعض المعتقلين عن التعرف على المقر الذي تم اعتقالهم فيه لأنهم كانوا معصوبي الأعين. إلا أن آخرين تمكنوا من هذا، إما لأنهم احتجزوا بالقرب من مكان سكناهم فكانوا يعرفون المنطقة جيداً، أو لأنهم لم يكونوا معصوبي الأعين حين تم إحضارهم إلى المقر أو الإفراج عنهم. في حالات قليلة طلب من المعتقلين العودة إلى نفس مقر الاعتقال لمتابعة الاستجواب بعد إطلاق سراحهم.

طلبنا أيضاً من المعتقلين السابقين والمنشقين وصف المراكز بالتفصيل ورسم خريطة للطوابق التي احتجزوا بها وتم استجوابهم فيها. وقد ساعدنا هذا على تأكيد المعلومات [الواردة] من مصادر مختلفة.

كما طلبنا من المعتقلين السابقين والمنشقين تسمية المسؤولين عن مراكز الاعتقال تلك. في بعض الحالات تسنى تأييد المعلومات من خلال مقابلات مستقلة مع شاهدين أو أكثر أو من مصادر علنية مُتاحة. ومع ذلك، وبالنظر للسرية التي تحيط بأجهزة المخابرات السورية، فربما تتضح أسماء القادة وغيرهم من المسؤولين، وطبيعة المسؤولية القيادية، مع تكشف المزيد من المعلومات.

مراكز الاعتقال المذكورة في هذا التقرير هي تلك التي اتفق عدة مصادر على أنهم شهدوا أو تعرضوا للتعذيب أو إساءة المعاملة بداخلها. لم نحدد الموقع إلا بالنسبة للمراكز التي تعرف عليها شخصان أو أكثر.


I . التوقيف والاعتقال والتعذيب في سوريا

التوقيف التعسفي والاعتقال غير القانوني

بالنظر إلى محدودية قدرة المراقبين المستقلين على التنقل، والسرية شبه التامة التي تحيط بالاعتقال ومراكز الاعتقال في سوريا، فإنه يكاد يستحيل التحقق من عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم منذ اندلاع المظاهرات في مارس/آذار 2011. اعتباراً من 22 يونيو/حزيران 2012، قام مركز توثيق الانتهاكات، وهو مجموعة رصد سورية تعمل بالتنسيق مع لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من النشطاء السوريين، قام بتوثيق أكثر من 25 ألف حالة اعتقال[2] . الأرجح أن العدد الفعلي أعلى بكثير.

تم تنفيذ معظم حالات الاعتقال التي وثقتها هيومن رايتس ووتش على يد أجهزة المخابرات، بمساعدة الجيش في أحيان كثيرة، في أثناء الاحتجاجات المعارضة للحكومة وبعدها مباشرة؛ وفي سياق عمليات "مسح" واسعة النطاق تداهم البيوت؛ وفي نقاط التفتيش على الطرق. قامت قوات حفظ النظام، والجيش، والمليشيات الموالية للحكومة في بعض الأحيان، بعمليات اعتقال أيضاً، لكن في النهاية كان يجري نقل هؤلاء المعتقلين إلى المخابرات.

داهمت قوات الأمن أيضاً بيوت الأشخاص "المطلوبين"، وفي بعض الأحيان التي لا يكون هؤلاء الأشخاص فيها داخل بيوتهم، كانت تحتجز أقاربهم بدلاً منهم. وكثيراً ما كانت المداهمات تقترن بأعمال النهب والسلب وتدمير الممتلكات، وبالضرب وغيره من أشكال المعاملة السيئة للمعتقلين. وكما تم توثيقه في منشورات سابقة لـ هيومن رايتس ووتش، كانت تلك الأفعال تتم بأمر أو تفويض أو تواطؤ من الضباط القادة [3].

وفق الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش، لم يقم أفراد قوات الأمن القائمين بالاعتقال بالإفصاح عن هويتهم، ولم يقدموا أي تبرير قانوني للاعتقال، ولم يخبروا المعتقلين بالجهة التي يجري أخذهم إليها. في أعقاب الاعتقال كان يتم أخذ المعتقلين في المعتاد إلى مراكز الاعتقال المحلية ـ مخافر الشرطة أو الفروع المحلية لأحد أجهزة المخابرات أو المرافق المؤقتة مثل الملاعب الرياضية والمدارس والمرافق المملوكة لشعبة الشبيبة بحزب البعث (المعروفة محلياً بالطلائع)، أو المستشفيات. بعد الاستجواب المبدئي وجمع البيانات الشخصية، كانت القوات الأمنية في المعتاد تنقل المعتقلين إلى مراكز اعتقال أكبر في المراكز الإقليمية مثل دمشق وحمص وإدلب واللاذقية ودرعا وحماة.

قضى معظم المعتقلين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش مدداً تتراوح بين أيام قليلة وعدة أشهر قيد الاحتجاز. في معظم الحالات كان يجري اعتقال المعتقلين في أكثر من مقر اعتقال واحد. ولم يكن يندر نقل المعتقلين بين 4 أو 5 مراكز اعتقال تديرها أجهزة أمنية مختلفة في أثناء الاعتقال، وإخضاعهم للتعذيب، أو إحداث الألم المبرح عمداً، في عدة مراكز منها.

في مثال نموذجي، قامت قوات الأمن باعتقال خليل البالغ من العمر 31 سنة في أثناء احتجاج ببلدة في محافظة إدلب يوم 29 يونيو/حزيران 2011. فأخذوه في البداية إلى قسم الشرطة المحلي حيث استجوبه ضباط الشرطة ثلاثة مرات في خلال الليلة التالية للاعتقال، مع ركله وضربه. في اليوم التالي قامت قوات الأمن بنقل خليل إلى سجن إدلب المركزي، حيث قضى في البداية 16 يوماً بالطابق الثالث، خاضعاً لتعذيب شديد من ضباط الأمن السياسي الذين سيطروا على الطابق. بعد ذلك قام ضباط الأمن السياسي بنقله إلى مقر للمخابرات العسكرية يقع في قبو السجن، حيث تواصل التعذيب. بعد 13 يوماً في عهدة المخابرات العسكرية بإدلب، نقل خليل إلى دمشق، حيث احتجز في فرع المخابرات العسكرية رقم 215 لمدة 5 أيام، وفي الفرع رقم 291 لمدة 6 أيام، ثم في الفرع رقم 248 قبل إطلاق سراحه أخيراً، بعد نحو شهرين من اعتقاله.[4]

تم الإفراج عن بعض المعتقلين بدون أية إجراءات رسمية، حين قال لهم المحققون في النهاية إن بوسعهم الانصراف؛ وتم أخذ آخرين إلى المحكمة حيث عُرضوا على قاض وتم توجيه الاتهام إليهم أو الإفراج عنهم بكفالة، أو إطلاق سراحهم ببساطة. تم الإفراج عن أكثر من نصف المعتقلين السابقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش بدون رؤية قاض أو توجيه أي اتهام رسمي إليهم. لا تعرف هيومن رايتس ووتش عدد الأشخاص الذين حكم عليهم بالسجن بعد اعتقالهم.

يمكن توصيف الأغلبية الساحقة من حالات الاعتقال التي وثقتها هيومن رايتس ووتش بأنها حالات اختفاء قسري. وتعريف الاختفاء القسري في القانون الدولي هو تلك الحالات التي تقوم فيها أجهزة الدولة أو أشخاص آخرين يتصرفون بمساندة الدولة باعتقال شخص ثم ترفض الاعتراف باعتقاله، أو تخفي مصيره أو مكانه.[5] في معظم الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، لم تحصل عائلات المعتقلين على معلومات عن مكانهم أو مصيرهم عقب الاعتقال طيلة أسابيع أو شهور في بعض الحالات، رغم استعلامهم لدى مختلف أجهزة المخابرات. لم تسمح السلطات للمعتقلين بأي اتصال مع العالم الخارجي وتركت عائلاتهم تتساءل إن كان أقاربهم المعتقلون قد ماتوا أم هم على قيد الحياة.

الاختفاء القسري واسع النطاق أو الممنهج، حين يجري تنفيذه كجزء من سياسة للدولة، يمكن اعتباره جريمة ضد الإنسانية.[6]

ظروف الاعتقال

قام كافة الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش بوصف ظروف الاعتقال في تلك المراكز بعبارات تجعلها تمثل بذاتها إساءة للمعاملة، أو تعذيباً في بعض الحالات.

في كافة المراكز التي وصفها الشهود لـ هيومن رايتس ووتش، تم وضع المعتقلين في زنازين مزدحمة. قام المعتقلون السابقون بالتفرقة بين ما أسموه الزنازين العمومية والزنازين الفردية. كان هناك تباين في مساحة الزنزانة العمومية، إذ وصلت حتى 70 متراً مربعاً. على سبيل المثال قال اثنان من المعتقلين السابقين لـ هيومن رايتس ووتش إن زنزانة عمومية مساحتها نحو 20 متراً مربعاً في فرع المخابرات العسكرية رقم 291 كانت تضم 60-75 فرداً.

أوضح معتقلون سابقون لـ هيومن رايتس ووتش أن ما يطلقون عليه الزنازين الفردية كان في أكثر الأحيان حجرة مساحتها متر مربع أو اثنين، وفي كثير منها حفرة في وسط الأرض بمثابة مرحاض. ورغم أن بعض المعتقلين السابقين أبلغوا عن اعتقالهم بمفردهم في مثل تلك الزنازين إلا أن معظم المعتقلين قال إن تلك الزنازين الفردية كانت تضم عادة عدة أشخاص. في الزنازين العمومية والفردية على حد سواء، كان الازدحام من السوء بحيث لم تتسع الزنازين في أحيان كثيرة إلا لوقوف المعتقلين، أو اضطرتهم للنوم بالتناوب.

قال حاتم، الذي احتجز في أواخر سبتمبر/أيلول 2011 في أحد فروع إدارة المخابرات العامة بكفر سوسة في دمشق، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

في الأيام الثلاثة الأولى كنت في زنزانة عمومية. كنا نحو 65 شخصاً في الزنزانة التي أبعادها 3 أمتار ونصف في 3 أمتار. في أثناء وجودي في تلك الزنزانة بقيت واقفاً لمدة 3 أيام. حين كنت أرغب في النوم كنت أتكيء على الحائط وأنام. كان الحمام بداخل الزنزانة. بعد أول 3 أيام تم نقلي إلى زنزانة انفرادية. كنا خمسة في تلك الزنزانة، وكانت أبعادها متر في مترين. في الزنزانة العمومية التي تضم 65 شخصاً، بسبب العجز عن النوم والاضطرار للوقوف طوال الوقت، بدأ الناس يفقدون عقولهم، ويهلوسون. كانت هناك مجموعة من 5 أو 6 أشخاص في زنزانتي قد بدأت تفقد عقلها. في وقت من الأوقات كان البعض يجلسون وينامون في الزنزانة، بينما هناك شخص يهلوس ويبول على الناس وهم نائمين. تخيل![7]

قال أغلبية المعتقلين السابقين ممن قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم كانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي معظم الوقت في أثناء اعتقالهم، كما قال بعضهم إنه تم إبقاؤهم عراة عدة أيام.

قال كافة المعتقلين السابقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم حرموا من الطعام اللائق (كانت الوجبة التي شاع وصفها تتكون من كسرة خبز يابس ونصف بيضة أو ثمرة طماطم، تقدم مرة كل يوم) كما تم حرمانهم من الماء الصالح للشرب، ومن دخول المرحاض بشكل منتظم.

قال سمير، الذي احتجز بفرع المخابرات العسكرية رقم 235 (المعروف بـ"فرع فلسطين") في دمشق من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول 2011، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

جاءوا بي إلى حيث توجد الزنازين ووضعوني في حجرة أبعادها مترين في متر ونصف. لم يكن السقف مرتفعاً. تركوني هناك بمفردي. بقيت بتلك الحجرة طيلة فترة اعتقالي. كانت الزنزانة تحتوي على كل أنواع القذارة، الصراصير والبراغيث ورائحة الوسخ والعفن. لم يكن هناك مرحاض. لم تكن هناك سوى زجاجة "بيبسي" كبيرة مليئة بالبول. وعلى الأرض حشية مهلهلة برائحة غير معقولة... لم يكن هناك ضوء و[حين دخلت] لا طعام ولا شراب. [كنت] تسمع صوت التعذيب والضرب وإهانة الناس وإذلالهم، كان كل هذا روتينياً. كانوا يسمحون لك بدخول الحمام مرتين يومياً. كنت تأخذ زجاجة "البيبسي" الخاصة بك وتفرغها، وهناك زجاجة أخرى للماء، كنت تملأها. لم يكن هناك استحمام ولا صابون. لمدة 61 يوماً لم أستحم مرة واحدة. لكنك تعتاد الأمر بعد بعض الوقت.
كانت هناك 3 وجبات يومياً، لكن طريقتهم في توزيعها كانت شديدة الغرابة. كانوا يوزعون الخبز على الأرض. وكان هناك في باب الزنزانة المعدني فتحة تهوية صغيرة. كانوا يلقون بالخبز من هذه الفتحة. وكان الخبز أما عجيناً [لم ينضج] أو محروقاً بالكامل. لم نكن نحصل إلا على الخبز اليابس. كانوا يقدمون الطعام في علب "الحلاوة" القديمة... كان الحارس الذي يوزع الخبز ساعة الغداء يصيح فيك أن تقف عند الباب وتمد طبقك لتحصل على الطعام. ثم يلقي بالسائل، عصيدة البرغل ـ المليئة بالشوائب ـ من الفتحة. كان يلقي بها إلقاءً، فيسقط بعضها على الأرض وبعضها على الطبق، لا تدري أين. كان هذا يتم بين الساعة 12 و2. في الرابعة عصراً تذهب إلى الحمام. كانوا يعطون كل شخص حبة بطاطس للعشاء. لم يكن هناك أي طعام آخر في أثناء الليل. كنت تذهب إلى الحمام للمرة الثانية في السادسة صباحاً. تذهب إلى الحمام ويجهز لك حارس السجن الطعام، كيلا يتعب نفسه، يجهزه لك على باب الحمام ويعطيه لك وأنت تخرج. والوجبة مكونة من 4 حبات زيتون وملعقة صغيرة من المربى أو نصف بيضة أو بعض الحلاوة أحياناً، لكنها أسوأ أنواع الحلاوة. [8]

قال المعتقلون السابقون أيضاً إنه لم يكن هناك تقريباً أي مساعدة طبية متاحة للمعتقلين في كثير من مراكز الاعتقال، حتى لمن تعرض منهم للإصابة أو طلقات الرصاص في أثناء الاعتقال، أو لمن يعاني من مرض مزمن. قال شهود عديدون لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شهدوا مصرع بعض رفاقهم المعتقلين بمضاعفات ناتجة عن نقص الأدوية المطلوبة لعلاج مرض السكري أو القلب.

على سبيل المثال قال جلال، وهو معتقل سابق بسجن إدلب المركزي، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن أحد المعتقلين مات بسبب نقص العلاج الطبي في يوليو/تموز 2011:

كان أحد الرجال مصاباً بالسكري. ظللنا نطالب الحراس بإحضار رعاية طبية له، لكنهم كانوا يأخذونه للخارج ويضربونه. وظل طوال أسبوع عاجزاً عن تناول الطعام أو الوقوف. كنا نضطر لحمله إلى الحمام. وبعد ذلك دخل في صدمة سكرية. صلى الرجل ثم مات. وبينما كان يصلي أدرك سجين آخر أنه يحتضر فبدأ يركل الباب. لكن الحراس أخذوا الرجل الذي ركل الباب للخارج وضربوه. وألقوا بجثة الرجل الميت على الأرض خارج الزنزانة واستدعوا الممرضة التي أكدت وفاته.[9]

استخدام التعذيب بشكل ممنهج والموت أثناء الاعتقال

قال كافة المعتقلين السابقين الذين أجريت معهم مقابلات تقريباً، قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إنهم خضعوا للتعذيب، بمعنى إحداث الألم المبرح عمداً، في أثناء اعتقالهم، وشهدوا تعذيب آخرين. وأيد تلك الشهادات منشقون من أجهزة المخابرات ممن شهدوا أو شاركوا في تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم.

كان أقسى التعذيب يجري في أثناء جلسات التحقيق، غالباً في غرف منفصلة للتحقيق أو التعذيب، أو في الردهات والممرات في مراكز الاعتقال الأصغر حجماً. في أثناء تلك الجلسات، كان المحققون والضباط يريدون من المعتقلين الاعتراف بالاشتراك في المظاهرات، وتقديم أسماء المتظاهرين والمنظمين، والاعتراف بامتلاك واستخدام الأسلحة، وفي بعض الحالات تقديم معلومات عن التمويل المزعوم للمظاهرات من الخارج.

لكن كثيراً من المعتقلين السابقين الذين أجريت معهم المقابلات كانوا يرون أيضاً أن أحد الأسباب الرئيسية لاستخدام التعذيب ليس الحصول على معلومات فقط، بل معاقبة وتخويف المعتقلين أيضاً.

استخدم المحققون والحراس والضباط تشكيلة واسعة من أساليب التعذيب، بما فيها الضرب لمدد طويلة، في أحيان كثيرة بأدوات مثل العصيّ والأسلاك، وتثبيت المعتقلين في أوضاع مجهدة لمدد طويلة، واستخدام الكهرباء والصدمة الكهربية. في بعض الأوقات تم إرغام المعتقلين على البقاء عراة أو بثيابهم الداخلية في أثناء التعذيب.

وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام أساليب التعذيب التالية.[10]

  • الضرب المبرح واللكم والركل لمدد طويلة.
  • الضرب بأدوات (الأسلاك والسياط والعصي والمواسير).
  • الفلقة (ضرب الضحية بالعصي أو السياط على باطن القدمين).
  • الشبح (تعليق الضحية من السقف من المعصمين بحيث لا تكاد قدماه تلمسان الأرض أو تعليقه في الهواء تماماً بحيث يقع ثقله كله على المعصمين، مما يؤدي إلى التورم والألم الشديد).
  • "البلانكو" (تعليق الضحية مع تقييد المعصمين خلف الظهر).
  • "بساط الريح" (تقييد الضحية على لوح مسطح، مع تعليق الرأس في الهواء حتى لا يدافع الضحية عن نفسه. في أحد صور هذا الأسلوب يتم شد أطراف الضحية وهو يرقد على اللوح. في صورة أخرى تم وصفها لـ هيومن رايتس ووتش يجري طي اللوح نصفين بحيث يلمس وجه الضحية ساقيه، مما يؤدي إلى الألم ويشل حركة الضحية بشكل أكبر).
  • طريقة الدولاب "أو طريقة إطار السيارة" (يرغم الضحية على الانحناء من الخصر ووضع رأسه وعنقه وساقيه وأحياناً ذراعيه داخل إطار سيارة بحيث تشل حركته تماماً ويعجز عن حماية نفسه أو نفسها من الضرب اللاحق).
  • الصعق الكهربي (بأقطاب كهربية أو أسلاك موصولة ببطارية).
  • الإعدام الوهمي.
  • تهديد المعتقل (بالإعدام، بالاغتصاب).
  • تهديد أفراد العائلة (بالاعتقال، بالاغتصاب).
  • التعريض للبرودة/الحرارة.
  • الاعتداء الجنسي.
  • الأوضاع المجهدة المؤلمة، كإرغام الضحية على الوقوف منتصباً لمدة ساعات أو أيام.
  • التعليق مع قلب الرأس إلى أسفل.
  • "الإيقاف على الحائط" (يقف الضحية وظهره إلى الحائط. يتم تقييد يديه إلى الحائط في مستوى الرأس. هناك عمود حديدي يبرز من الحائط ويلكز ظهره مسبباً الألم، لكنه لا يستطيع التحرك بسبب تقييد يديه. قدما الضحية على الأرض.
  • انتزاع الأظافر.
  • نتف الشعر/اللحية.
  • استخدام الأحماض لحرق الجلد.
  • الإحراق.
  • العري لمدد طويلة.

تنطوي بعض أساليب التعذيب هذه، مثل الصعق الكهربي والدولاب وبساط الريح، على استخدام أدوات، بعضها على ما يبدو مصنوع خصيصاً، مما يدل على سابق التخطيط للتعذيب. جرى استخدام الكثير من أساليب التعذيب هذه في سوريا في الماضي. في 1991 وثقت هيومن رايتس ووتش الكثير من صنوف التعذيب هذه[11].

وبينما تشير المعلومات المقدمة من المعتقلين السابقين إلى تفضيل مراكز اعتقال بعينها، أو ضباط تحقيق بعينهم، لبعض أساليب التعذيب، إلا أن تطابق أساليب التعذيب فيما بين الفروع، بل فيما بين الأجهزة، يبين أن استخدام التعذيب كان ممنهجاً.

الشبح

وصف المعتقلون تعليقهم من السقف من معاصمهم. بعض المعتقلين وصفوا كيف أن أصابع أقدامهم كانت بالكاد تلامس الأرض، فيما قال آخرون إنهم عُلقوا في الهواء وكان ثِقل أجسادهم بالكامل يضغط على معاصمهم، مما أدى إلى تورم ضخم وإحساس كبير بعدم الراحة. أثناء التعليق، على حد قول عدد من المعتقلين لـ هيومن رايتس ووتش، كانوا يتعرضون للضرب.

"كانوا يضربونني ويقولون: ألا تريد الاعتراف! علقوني لمدة ساعة ونصف. لم أعترف فأنزلوني. وقتها كانت الساعة 3:30 أو 4:00 صباحاً".

- معتقل في حي كفر سوسة بدمشق في سبتمبر/أيلول 2011. قابلته هيومن رايتس ووتش بطريق الهاتف فيما كان داخل سوريا.

كلفت هيومن رايتس ووتش فناناً سورياً برسم هذه الرسوم التوضيحية (إسكتش) بناء على الأقوال التي حصلت عليها من معتقلين سابقين ومن منشقين عن أجهزة الأمن. تصور هذه الرسوم التوضيحية ستة من أكثر أساليب التعذيب انتشاراً في مراكز الاعتقال في شتى أنحاء سوريا، وهي الشبح والدولاب والضرب بأدوات والفلقة والصعق بالكهرباء وبساط الريح. ولا يظهر فيها أشخاص حقيقيين بعينهم.

© 2012 Human Rights Watch

الدولاب

وصف المعتقلون ثني أجسادهم من عند الخصر ثم إجبارهم على إدخال رؤوسهم وأعناقهم وسيقانهم داخل إطار سيارة بحيث يتم شل حركتهم تماماً ولا يمكنهم حماية أنفسهم من الضرب على الظهر والساقين والرأس، بالهراوات والسياط وأدوات أخرى. وصف بعض المعتقلين إدخال سواعدهم داخل الإطار أيضاً.

"ثنوا جسدي بدءاً من ساقيّ ثم وضعوني في الإطار، بحيث لا أتمكن من الحركة على الإطلاق. بدأوا في ضربي، بسلك كهرباء مجدول. لم يتحدث أحد. ظل الوضع على هذا الحال ثلاثين دقيقة ثم أخرجوني وسكبوا الماء على ساقي وعلى يديّ. مياه باردة. شعرت بالموت يقترب".

- جندي تعرض للاعتقال في فرع المخابرات العسكرية في اللاذقية في يونيو/حزيران 2011. قابلته هيومن رايتس ووتش في هاتاي بتركيا في يناير/كانون الثاني 2012.

الضرب بالأدوات

في الطريق إلى مراكز الاعتقال وداخلها، وصف المعتقلون تقييدهم وتعصيب أعينهم مع التعرض للضرب بالهراوات والكابلات والسياط وغيرها من الأدوات.

"كان هناك نحو 20 عنصراً أمنياً. للترحيب بنا بدأوا في ضربنا بالسياط ونحن واقفون. كنا عشرة أشخاص في طابور [واحد وراء الآخر]. ضربني الضابط على صدري فسقطت على من كانوا خلفي فسقطوا. راحوا يضربوننا وهم يضحكون. أجبرونا على الرقاد على بطوننا وضربونا على أخمص الأقدام".

- معتقل في سجن إدلب المركزي في شهر يوليو/تموز 2011. قابلته هيومن رايتس ووتش في هاتاي بتركيا في يناير/كانون الثاني 2012.

الفلقة

وصف المعتقلون تعرضهم للضرب على أخمص القدمين بالعصي والسياط لدرجة فري الجلد وتورم القدمين والنزيف، مما جعل السير مستحيلاً عليهم.

"أمرني بأن أرفع قدميّ ثم بدأ في ضربي على أخمص القدمين بهراوة خشبية غليظة. بدأت أصرخ قائلاً: لم أفعل شيئاً، لا أحتمل الألم.. ضربني خمس مرات وأمرني بالوقوف. بعد الوقوف قال لي أن أجري في المكان. لم أقدر على رفع قدميّ من الألم"."

- معتقل في نقطة تفتيش على طريق تدمر، تم أخذه إلى فرع الأمن السياسي في حمص. قابلته هيومن رايتس ووتش عن طريق برنامج سكايب للاتصال على الإنترنت فيما كان داخل سوريا، في أبريل/نيسان 2012.

الصعق بالكهرباء

وصف المعتقلون تعرضهم للربط، إلى مقعد في بعض الأحيان، مع تشبيك عصي وخز الماشية بأجسادهم، ثم يسري التيار الكهربائي في أجسادهم عدة مرات. كان يتم تشبيك كلابات بالكهرباء في مناطق حساسة من الجسد، منها منطقة العضو التناسلي، وداخل الفم، وعلى الرقبة والصدر واليدين والساقين.

"لم أعترف. قال المحقق: أحضروا لي الكهرباء... جاء الحارس بكلابتين للكهرباء. وضع واحدة في فمي، على سنّة من أسناني. ثم بدأ في تشغيل الكهرباء ووقفها بسرعة. فعل هذا 7 إلى 8 مرات. أحسست وكأن كل شيء انتهى، وأنني لن أخرج من هذا الفرع [حياً]".

- جندي تعرض للاعتقال في فرع المخابرات الجوية في اللاذقية في يونيو/حزيران 2011. قابلته هيومن رايتس ووتش في هاتاي بتركيا في يناير/كانون الثاني 2012.

بساط الريح

وصف بعض المعتقلين تعرضهم للتعذيب على "بساط الريح". أشار بعضهم إلى أن هذا الأسلوب يشتمل على الربط من اليدين إلى لوح مسطح بحيث لا يمكن للشخص المربوط أن يحمي نفسه، ويكون الرأس معلقاً في الهواء. قالوا إن الأيدي والأقدام كانت تُربط معاً ويتم وضع أربطة فوق الصدر والساقين. قال معتقلون آخرون إنه قد تم بسط أطرافهم أو جذبها على امتدادها، وقال آخرون إن اللوح الخشبي كان يُطوى إلى نصفين بحيث تلامس وجوههم أقدامهم، مما يؤدي إلى ألم والمزيد من الصعوبة في القدرة على التحرك.

"قاموا بطي جسدي بحيث لامس رأسي أصابع قدمي. كانت يداي فوق رأسي، ومرفقي محني. راحوا يضربونني بكابل من السليكون وشيء كسلك الكهرباء المجدول. فقدت الوعي. في البداية طوى [البساط]. أحسست بأن عضلات جسدي كلها تتعرض للشد. طوى اللوح وضربني، ثم فقدت الوعي".

- معتقل من مارس/آذار أو أبريل/نيسان 2011، تم اعتقاله في مركز اعتقال يديره الشبيحة في اللاذقية. قابلته هيومن رايتس ووتش في هاتاي بتركيا في يناير/كانون الثاني 2012.

قال كافة المعتقلين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن المحققين عمدوا إلى إذلالهم بالقول والفعل، وهددوهم هم وأقاربهم على السواء بالمزيد من الانتهاك، أو الإعدام في بعض الحالات.

قال عشرة من المعتقلين الذين أجرت معهم هيومن رايتس ووتش مقابلات إنهم تعرضوا لانتهاك جنسي وقال ثلاثة إنهم شهدوا الاعتداء الجنسي على آخرين. كان الانتهاك الجنسي يشمل الاغتصاب وإيلاج الأدوات والتحسس الجنسي والتعري القسري لمدد طويلة والصعق الكهربي والضرب على الأعضاء التناسلية.[12] قال حليم البالغ من العمر 31 سنة، والذي احتجز في محافظة درعا يوم 8 أغسطس/آب 2011 ثم نقل لاحقاً إلى الفرع 291 حيث قضى نحو 20 يوماً، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

أخذوا خمسة منا إلى الردهة. ظل أربعة ينتظرون ريثما يتم استجواب الخامس. كنا واقفين، معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي. ضربوني. وضع أحد الضباط مسدساً على رأسي وصعقني كهربياً بمسدس صاعق، ثم جعلني أجلس على عصا في الأرض [منتهكاً إياي جنسياً]. لم تكن هناك أسئلة حقيقية ـ مجرد اتهامات. لكنني أنكرت كل شيء.[13]

في معظم الحالات التي قامت هيومن رايتس ووتش بتوثيقها، خضع المعتقلون لتشكيلة من أساليب التعذيب هذه، في الأغلب بمستويات متصاعدة من الألم. أطلع عفيف، وهو جندي محترف سابق تم اعتقاله في 9 أبريل/نيسان 2011، أطلع هيومن رايتس ووتش على آثار حروق بمعصميه، أوضح لنا أنها نجمت عن التعذيب بالكهرباء في خلال اعتقاله لمدة 40 يوماً في فرع المخابرات العسكرية رقم 291 في دمشق:

في أول يوم لخروجي من الاستجواب لكمني أحد الضباط في وجهي فكسر إحدى أسناني. وقال آخر لشخص دخل الحجرة لتوه إن عليه أن "يوسعني ضرباً". رفعوا ساقيّ وضربوني بالعصيّ على باطن قدميّ. ونتيجة لهذا كسروا اثنين من أخامص القدم اليسرى. كما ركلوني بأحذيتهم. لا أدري كم دام هذا. لعله دام 12 ساعة. كانوا يتناوبون. وكلما استغثت أو صحت "توقفوا" كانوا يضحكون.
ثم قالوا "صلوه بالكهرباء". وضعوني على مقعد ووضعوا سلكاً في يدي وشبكوا آخر بمعصمي الأيمن. لم يكن عندي ما أقوله لهم.
فقدت الوعي، ولذا لا أعرف كم دام الأمر. أفقت حين سكبوا عليّ الماء. ثم أعادوني إلى الزنزانة. كنت عارياً، ولم أتلق طعاماً ولا ماء. لكنني كنت عاجزاً عن مجرد الاستلقاء، لأن المساحة لم تكن كافية وكان على الأرض ماء.
بعد ساعتين أعادوني للاستجواب. هذه المرة وصلوني بالكهرباء قبل أن يتحدثوا معي حتى. هذه المرة كانت الأسلاك موصولة بأسفل ساقي. أخبرني طبيب فيما بعد بأنني فقدت 60% من حساسية ساقي اليمنى.
هددوني باعتقال زوجتي وابنتي وابني الأكبر. كانوا يستخدمون اسم زوجتي. كنت آخذ تهديداتهم بجدية شديدة. فقدت الوعي ثانية من الصدمة الكهربية، ولا بد وأنهم جروني عائداً، لأنني أفقت لأجد نفسي في زنزانتي.
بعد ساعتين أخذوني للتحقيق مرة أخرى. وفي هذه المرة بدأوا يستخدمون الصدمة الكهربية على أعضائي التناسلية كما هددوني بـ"حمام الحامض".[14]

وصف عامر، وهو رجل عمره 23 عاماً من بلدة بمحافظة إدلب، وصف لـ هيومن رايتس ووتش كيف تم تعذيبه في أثناء اعتقاله الذي امتد لـ42 يوماً في فرع الأمن السياسي باللاذقية:

خلعوا عني ثيابي وقيدوا يديّ خلف ظهري وضربوني على أعضائي التناسلية. ثم شبكوا يديّ إلى ماسورة معدنية ورفعوني بحيث لم تكد قدماي تلمسا الأرض. أبقوني هكذا لمدة يومين. حين حلوا وثاقي كنت عاجزاً عن الوقوف، حيث كانت قدماي متورمتين تماماً.
ثم قضيت 5 أيام في زنزانة واحدة مع 6 أشخاص آخرين. بعد هذا أخذني 15 ضابطاً إلى حجرة منفصلة. كانوا يسبون أمي وأختي ويهددون باغتصابي. وضعوني على بساط الريح ـ كنت أرقد على ظهري، مقيداً إلى لوح، وقد رفعوا رأسي وساقيّ. كنت عارياً طوال هذا الوقت. لفوا الأسلاك حول قضيبي وشغلوا الكهرباء. كنت أسمع أزيز الكهرباء فقط. فعلوا هذا ربما 5 مرات، لمدة 10 ثوان. فقدت الوعي.
حين استعدت وعيي كانوا يدفعون ساقيّ ويديّ داخل إطار سيارة. كان جسمي كله مرزقاً من الضرب.[15]

قال عدد من المعتقلين السابقين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شهدوا موت بعض الأشخاص من التعذيب تحت الاعتقال. كما قال 5 من ضباط الأمن المنشقين لـ هيومن رايتس ووتش أيضاً إنهم شهدوا إعدام بعض المعتقلين وضربهم حتى الموت في أثناء اعتقالهم.[16]

وثقت هيومن رايتس ووتش حالات وفاة قيد الاعتقال في مراكز الاعتقال التالية:

  • فرع المخابرات الجوية بمطار المزة في دمشق[17]
  • فرع إدارة المخابرات العسكرية بإدلب[18]
  • فرع إدارة المخابرات العسكرية بحمص[19]
  • سجن إدلب المركزي[20]
  • مركز اعتقال مؤقت في استاد درعا[21]

حتى 18 يونيو/حزيران 2012، كان مركز توثيق الانتهاكات، وهو جماعة رصد سورية تجمع أسماء المقتولين والمعتقلين على ذمة الانتفاضة المناهضة للحكومة، كان قد سجل أسماء 575 شخصاً ماتوا قيد الاعتقال منذ مارس/آذار 2011.[22]

قال وليد، وهو أحد أفراد اللواء 121، كتيبة 225، بقوات حفظ النظام، قال لـ هيومن رايتس ووتش:

في ديسمبر/كانون الأول قتل أحد المتظاهرين في قاعدتنا بتل الحارّة بمحافظة درعا. كنا قد اعتقلناه سابقاً في مظاهرة وأخذناه إلى القاعدة. كان مقيد اليدين، وأمرناه بتمجيد بشار [الأسد]. لكنه رفض فضربه آخرون في وحدتي. بعد ضربه ظل الرجل على تحديه وأجاب "قائدكم لا شيء وأمهاتكم عاهرات". فغضب عقيد وأمر باستخدام قدر أكبر من العنف مع المعتقل. فظل سبعة ضباط يضربونه بالعصي لمدة تزيد على الساعة في تلك الأمسية حتى مات. فيما بعد قال العقيد "أخرجوا هذا الكلب من هنا" فوضعوا جثته بمنزل خاو. رأيت الجثة قبل أخذها، كان وجهه دامياً ـ كنت أعرف أنه نفس الشخص الذي أحضروه لكن وجهه كان الآن يختلف تماماً بسبب التشوه. الضرب شائع عند اعتقال الناس، ولكن ليس الموت. إلا أن أحداً لا يحتفظ بمظهره بعد اعتقاله ونقله إلى [المخابرات العامة].[23]

قال غسان، وهو رقيب منشق من اللواء 18 كتيبة 627، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه في يوم 11 أو 12 يناير/كانون الثاني رأى 12 جثة لرجال كان قد جيء بهم أحياء في وقت أسبق في تلك الليلة إلى قاعدته في الزبداني. قال غسان:

كانوا جميعاً يرتدون ثياباً مدنية وكان اثنان منهم يرتدون منامات. لم يكن لأحد منهم لحية. رأيت وجوههم وأنا أسير بجوارهم، كانت وجوههم مشوهة من أثر الضربات الراضة. بالقرب من الجثث رأيت جواريف عليها دماء وما يشبه فتات المخ. قال لي جندي من الفرقة الرابعة ممن شاركوا في قتلهم إنهم أُمروا بقتلهم لأنهم جميعاً من الإرهابيين الأجانب. لكنني حين دخلت مكتب العقيد رأيت بطاقات القتلى الشخصية ظاهرة للعيان على مكتبه. كان الرجال جميعاً سوريين من سرغاية. أخبرني الجندي بأنه قتل الرجال هو وجنود آخرون. لم يقل كيف، لكنهم كانوا جميعاً أحياء عند إحضارهم.[24]

تلقت هيومن رايتس ووتش أيضاً معلومات عن حالات وفاة تحت الاعتقال من عائلات وأصدقاء الضحايا. قال أقارب الضحايا لـ هيومن رايتس ووتش إنهم لم يتلقوا معلومات عن مكان أقاربهم أو مصيرهم بعد اعتقال السلطات لهم، حتى يوم تلقيهم لمكالمة، عادة ما تأتي من مستشفى عام محلي، تطلب منهم تسلم جثة قريبهم. في بعض الحالات تم العثور على الجثة ملقاة في الشارع. في كافة الحالات التي قامت العائلات فيها بوصف العثور على جثث أقاربهم لـ هيومن رايتس ووتش، قالت العائلات إن الجثث كانت تحمل آثاراً تتفق مع التعذيب، بما فيها الكدمات والجراح والحروق.

لم تقدم السلطات للعائلات معلومات عن الظروف المحيطة بوفيات أقاربهم، ولم تجر على حد علم هيومن رايتس ووتش تحقيقات فيها. في كثير من الحالات اضطر أقارب المقتولين تحت الاعتقال للتوقيع على وثائق تبين أن "عصابات مسلحة" هي التي قتلت أقاربهم، كما اضطروا للتعهد بعدم إقامة جنازة عامة كشرط لتسلم الجثة.

يعد التعذيب أحد المحظورات الأكثر تحريماً في قانون حقوق الإنسان الدولي. لا توجد ظروف استثنائية تبرر التعذيب. وسوريا دولة طرف في المعاهدات الدولية الأساسية التي تحظر التعذيب في كافة الظروف، حتي في حالات الطواريء المعترف بها، وتفرض التحقيق مع المسؤولين عن التعذيب وملاحقتهم قضائياً.[25] وحين يتم التعذيب كجزء من هجوم ممنهج وواسع النطاق على السكان المدنيين فإنه يمثل جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي العرفي ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. [26]

يتحمل الأفراد الذين نفذوا جرائماً ضد الإنسانية أو أمروا بارتكابها مسؤولية جنائية فردية عن تلك الجرائم بموجب القانون الدولي، بما فيه نظام روما الأساسي.[27]

يمكن أن يتحمل القادة العسكريون ومسؤولو المخابرات أيضاً المسؤولية عن الانتهاكات التي ارتكبها أفراد تحت قيادتهم المباشرة أو الضمنية، اتفاقاً مع مبدأ مسؤولية القيادة، إذا كانوا يعلمون أو كان يجب أن يعلموا بالجرائم وفشلوا في منعها أو في تقديم القضية للعدالة.[28] وينطبق هذا، دون استثناء، لا على المسؤولين المشرفين على مراكز الاعتقال فحسب، بل أيضاً على رؤساء الأجهزة الأمنية، وأعضاء الحكومة، ورأس الدولة، الذين لا يُعفى أحدهم من المسؤولية.[29]

اعتقال وتعذيب الأطفال والنساء وكبار السن

رغم أن أغلبية المعتقلين السابقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش كانوا رجالاً في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، إلا أن قوات الأمن قامت أيضاً باعتقال وتعذيب المستضعفين، مثل الأطفال والنساء وكبار السن.

وكما هو الحال فى مسألة العدد الإجمالي للمعتقلين، يستحيل تقريباً تحديد عدد الأطفال والنساء وكبار السن الذين احتجزتهم الأجهزة الأمنية، لكن النشطاء المحليين سجلوا اعتقال 635 طفلاً و319 امرأة حتى 22 يونيو/حزيران 2012[30]. من خلال مقابلات مع أطفال ومعتقلين آخرين شهدوا تعذيب أطفال في أثناء اعتقالهم، وثقت هيومن رايتس ووتش اعتقال وتعذيب الأطفال في 12 حالة.[31]

على سبيل المثال قال حسام البالغ من العمر 13 سنة لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن احتجزته هو وقريب له، عمره 13 عاماً أيضاً، في مايو/أيار 2011 وعذبته لمدة 3 أيام بفرع للأمن العسكري يبعد نحو 45 دقيقة بالسيارة عن تلكلخ:

بين الحين والآخر كانوا يفتحون باب زنزانتنا ويصيحون فينا ويضربوننا. كانوا يقولون "أيها الخنازير، أتريدون الحرية؟" استجوبوني بمفردي. سألوني "من هو إلهك؟" فقلت "الله". فصعقوني بالكهرباء على بطني، بمنخس، فأغشي عليّ. حين استجوبوني للمرة الثانية، ضربوني وصعقوني مرة أخرى. في المرة الثالثة كانت معهم زردية، انتزعوا بها أظافر قدمي. قالوا لي "تذكر هذه المقولة واجعلها حلقة في أذنك: نحن نأخذ الكبار والصغار، ونقتل الكبار والصغار". بدأت أبكي، فأعادوني إلى الزنزانة.[32]

كان اعتقال وتعذيب أطفال من بلدة درعا الجنوبية في مارس/آذار 2011 هو ما أشعل فتيل أول الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا، وفي الشهور التالية أدت عدة حالات أخرى، منها تعذيب وقتل حمزة علي الخطيب البالغ من العمر 13 سنة، أدت إلى احتجاجات سورية ودولية.[33]

في الحالات التي قامت هيومن رايتس ووتش بتوثيقها، كان الأطفال المعتقلون بين 13 و17 عاماً، رغم إبلاغ بعض الشهود والمنشقين عن رؤية صبية في عمر الثامنة تحت الاعتقال. وكانوا في الأغلب يحتجزون في نفس الزنازين ونفس الظروف كالكبار، في الحبس الانفرادي أحياناً، ويخضعون لكثير من أساليب التعذيب الموصوفة أعلاه.

ورغم أن الأغلبية العظمى من المعتقلين السابقين الذين أجريت معهم المقابلات كانوا من الرجال، إلا أن هيومن رايتس ووتش قابلت أيضاً نساء خضعن للاعتقال. وصفت صباح، وهي معتقلة بالغة تم إيداعها فرع المخابرات العسكرية بجسر الشغور في محافظة إدلب في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وصفت لـ هيومن رايتس ووتش كيف تم ضربها وتحسسها جنسياً على يد حارس وهي قيد الاعتقال. قالت صباح:

سألني المدير لماذا أذهب إلى المظاهرات... لم أكذب. سألني عما أقوله في المظاهرات فأخبرته... ثم صفعني. لن أنسى هذا قط. قال للرجال أن يأتوا لأخذي... فأخذوني إلى حجرة مغلقة. كانت بها صناديق. كانت أشبه بمخزن. كانت بها أيضاً مقاعد مكسورة وأشياء أخرى. خلعوا عني عبايتي. كنت أرتدي تحتها سروالاً من الجينز وتيشيرت، وقام حارس بتقييد يديّ خلف ظهري. قلت "كلب مثلك ليس من حقه القيام بأي شيء [أن يلمسني]..." أمسك بثدييّ. [في النهاية] سمح لي بفك يديّ. قلت "اضربني، أطلق عليّ الرصاص، لكن لا تضع يدك عليّ"... جاء يمسك بثدييّ ثانية فدفعته... حين دفعته سقط فوق الصناديق. ثم أمسك بي من صدري وألقاني بإزاء الحائط. فسقطت وبدأ يضربني بعصا. على الركبتين والكاحل. كان كاحلي مكسوراً أيضاً [بخلاف يدي]...[34]

وصفت نور وهي معتقلة أخرى ، وصفت لـ هيومن رايتس ووتش كيف تم انتهاكها جنسياً وهي قيد الاعتقال في فرع المخابرات العسكرية رقم 235 في دمشق في أواخر 2011 وأوائل 2012 لمدة شهرين أو ثلاث:

كانت هناك 3 نساء أخريات في الزنزانة عند وصولي... طيلة وجودنا في تلك الزنزانة كنا نحن الأربعة في وضع واحد من أربعة أوضاع: يربطون أيدينا المقيدة فوق رؤوسنا بسلسلة تتدلى من السقف، ويقيدون أقدامنا معاً بالسلاسل مع وضع أقدامنا على الأرض. أو يقيدوننا ووجوهنا إلى أعلى بسرير معدني عليه لوحان من الخشب فقط ـ في وضع حرف " X " بحيث تقيد معاصمنا وكواحلنا بالأركان الأربعة لهيكل السرير. أو يضعون جسمنا المنحني بأسره في فتحة إطار سيارة كبير مع ثني الظهر للأمام. أو يقيدوننا بكرسي معدني بدون قاعدة أو ظهر، يوصلونه أحياناً بأقطاب كهربية لصعقنا.
مع كل مناوبة جديدة للحراس كانوا يغيرون وضعنا. كنا ننام في تلك الأوضاع. كانوا يصعقوننا بالكهرباء مراراً وتكراراً... وفي كل مرة كان جسمي وخاصة فكي ينقبض لمدة طويل ـ كان ألمها مبرحاً...
فعلوا بنا أشياء أخرى أيضاً... اغتصبونا ونحن فوق السرير... اعتاد [أحدهم] إرغام الجنود ممن امتلكهم التردد بعبارات مثل "عندي أخت"، لاغتصابنا. في حالتي اغتصبوني نحو 4 أو 5 مرات... في مرتين، اغتصبني أكثر من رجل واحد، واحداً بعد الآخر. لا أذكر كم كان عددهم في كل مرة.[35]

كان بين المعتقلين عدد من كبار السن أيضاً. قال أبو غسان الذي يبلغ عمره 73 عاماً لـ هيومن رايتس ووتش إنه في الصباح الباكر لأحد أيام مارس/آذار 2012، جاء الجيش إلى المسجد ببلدته في محافظة إدلب. قال أبو غسان إنه بينما كان يصلي مع أخيه البالغ من العمر 71 عاماً وصل نحو 50 جندياً إلى المسجد بالدبابات وغيرها من المركبات العسكرية، وبعد تفحص وثائقه قالوا إنه مطلوب من السلطات. قال أبو غسان:

وضعوني في السيارة مقيد اليدين وأبقوني بها طوال اليوم، حتى السابعة صباحاً. قلت لهم "أنا رجل شيخ، دعوني أذهب إلى الحمام"، لكنهم ضربوني على وجهي. ثم أخذوني إلى أمن الدولة في إدلب، ووضعوني في زنزانة مساحتها 30 متر مربع مع نحو 100 معتقل آخر. كنت أضطر للنوم في وضع القرفصاء على الأرض. كان هناك مرحاض واحد لنا جميعاً. استجوبوني 4 مرات، وفي كل مرة يسألونني لماذا التحق بعض أفراد عائلتي بالجيش السوري الحر. لم أنكر هذا لكنني قلت إنني لا أملك التحكم فيما يفعله أقاربي. فصفعوني على وجهي كثيراً[36].

II . مراكز الاعتقال السوريّة

شبكة مراكز الاعتقال السورية السريّة تديرها أجهزة المخابرات السورية الأربعة، ويُشار إليها بشكل عام بمسمى "المخابرات":

  • شعبة المخابرات العسكرية.
  • إدارة المخابرات الجوية.
  • إدارة الأمن السياسي.
  • إدارة المخابرات العامة.

لكل من هذه الأجهزة الأربعة فروع مركزية في دمشق وكذلك فروع إقليمية، وفي المُدن وفروع محلية في شتى أنحاء البلاد، وفي كل الفروع تقريباً مراكز اعتقال سرية ذات أحجام متفاوتة.

بالإضافة إلى عدد مراكز الاعتقال الكبير داخل فروع المخابرات، أنشأت السلطات السورية أيضاً عدداً من مراكز الاعتقال المؤقتة غير الرسمية في الاستادات والمدارس والمستشفيات والقواعد العسكرية. مراكز الاعتقال المؤقتة هذه عادة ما تخدم كنقاط تجميع كبيرة حيث تجمع قوات الأمن مئات المعتقلين، قبل فحصهم وإحالتهم إلى مختلف مراكز الاعتقال الأخرى.

وفي بعض المدن، استخدمت أجهزة المخابرات بعض مراكز الاعتقال هذه المنشأة حديثاً في اعتقال الأفراد لفترات أطول، ربما لأن مراكز الاعتقال السرية الخاصة بالمخابرات قد أصبحت ممتلئة بالمعتقلين. على سبيل المثال، سيطرت أجهزة المخابرات على طابق واحد على الأقل وقبو سجن إدلب المركزي، وعرضت المعتقلين لفترات اعتقال مطولة واستجواب وتعذيب في تلك المنشأة.

في الفصول التالية معلومات عن مراكز الاعتقال التي تديرها هذه الأجهزة الأربعة، وتشمل المعلومات، في حال توفرها، أسماء الأشخاص المسؤولين عن مراكز الاعتقال، ومواقع المراكز وتعليقات عامة وأساليب التعذيب التي وثقتها هيومن رايتس ووتش في كل مركز، وأقوال لشهود العيان والضحايا.


شعبة المخابرات العسكرية

المدير:

العميد عبد الفتاح قدسية [37]

الفرع 291 - دمشق [38]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد برهان قدور (رئيس الفرع منذ مايو/أيار 2012)[39]
  • العميد يوسف عبدو (رئيس الفرع حتى مايو/أيار 2012)[40]
  • العميد صلاح حماد (نائب رئيس الفرع)[41]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 36.274799E[42] 33.50462N,

دمشق، شارع 6 أيار، الشهير بمسمى "شارع الفروع"، في الركن الشمالي الشرقي لتقاطع مع شارع 17 نيسان.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الشبح، الصعق بالكهرباء، تهديد المعتقلين، التعريض للطقس البارد، تهديد الأقارب، الانتهاكات الجنسية.

تعليقات عامة:

قابلت هيومن رايتس ووتش معتقلين قالوا إنهم كانوا في الطابق الثاني أو الثالث تحت الأرض. في الطابق السفلي كانت توجد مجموعة من الدرجات المؤدية قاعة استقبال كبيرة. أغلب التعذيب تم في هذه الحجرة أو في حجرات الاستجواب في الطابق نفسه، ويتم الدخول إلى تلك الحجرات من خلال القاعة الرئيسية. كما تمت عمليات استجواب في الطابق الأرضي. ومن قاعة الاستقبال في الطابق الواقع تحت الأرض، تؤدي أبواب مزدوجة إلى ردهة فيها عدة زنازين عادية على كل جانب من الجانبين، ونحو 16 زنزانة فردية على امتداد ردهتين أقصر تتفرعان من الردهة الأساسية.

قال المعتقلون إن الزنازين كانت مزدحمة للغاية. قال ثلاثة معتقلين إن الزنازين الجماعية، ومساحتها حوالي 20 متراً مربعاً، كانت تضم 60 إلى 75 شخصاً. قال اثنان من المعتقلين إن الزنازين الفردية، ومقاسها نحو متر مربع واحد، كانت تضم خمسة أو ستة اشخاص. (باستخدام يده، قدر أحد المعتقلين أن مقاس الزنزانة حوالي 1.5 متراً في 0.7 متراً).

تعرض هذه الخريطة مواقع مراكز الاعتقال التي تعرف على كل منها عدد من الشهود. باستخدام صور القمر الصناعي، طلبت هيومن رايتس ووتش من الضحايا والمنشقين الإشارة إلى المباني التي وقع فيها التعذيب. أكد معتقلون سابقون ومنشقون النتائج بأن وصفوا المنشآت تفصيلاً ورسموا رسوماً توضيحية مبسطة للطوابق التي احتجزوا فيها وتعرضوا فيها للاستجواب. كما توضح الخريطة أسماء القادة المعروفين. يذكر التقرير حيث وُجد، الأدلة على التورط المباشر أو غير المباشر من خلال مسؤولية القيادة للقادة، لكن هيومن رايتس ووتش ليست لديها أدلة على هذا الأمر في كل حالة من الحالات الموصوفة.

© 2012 Human Rights Watch

شهادات للضحايا وشهود العيان:

أخذوا خمسة منّا إلى الردهة. كان هناك أربعة ينتظرون بينما يتم استجواب الخامس. كنا واقفين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي. ضربوني، وضع ضابط مسدس لصق رأسي، وصعقني بالكهرباء، بأداة صعق بالكهرباء، وأجبرني على الجلوس على عصا تبرز من الأرض [أساء إليّ جنسياً]. لم تكن هنالك أية أسئلة حقيقية، بل مجرد اتهامات. لكنني أنكرت كل التهم.

ثم استدعى الضابط جندياً وأخبره أن يعلقني في وضع الشبح. لم أكن أعرف وقتها ما هذا الشيء. أخذوني إلى الردهة. وكان هناك باب كبير مزدوج يؤدي إلى الردهة المصطفة على جانبيها الزنازين. وكان هناك حلقة معلقة في حلق الباب من أعلى. ربطوا يديّ بالأصفاد من وراء ظهري ثم علقوا الأصفاد بالحلقة بحيث كانت أصابع قدماي تكاد تلامس الأرض، مما أدى إلى ضغط هائل على معصميّ وكتفيّ. كل من يمر كان يضربني. أبقوني هكذا لمدة 48 ساعة. لم أتمكن من الحركة لمدة ثلاثة أيام بعد هذا التعليق، وكنت بحاجة للمساعدة كلما احتجت لارتياد دورة المياه.

- حليم البالغ من العمر 31 عاماً، تم اعتقاله في محافظة درعا في 8 أغسطس/آب ثم نُقل بعد ذلك إلى الفرع 291 الذي أمضى فيه نحو 20 يوماً.[43]

***

أجبروني على الركوع، ثم وضعوا قطعة ثلج في فتحة شرجي ست مرات. ثم ربطوني وعلقوني مقلوباً لمدة ست ساعات. كان التعذيب بالثلج صعباً. كنت مستعداً للاعتراف بأن عندي دبابة. كنا ستة أشخاص في زنزانة صغيرة، كانت فيما سبق مرحاضاً. كان مكيف الهواء يعمل والطقس بالغ البرودة. بدأت في التقيؤ وأصبت بالإسهال.

- خليل البالغ من العمر 31 عاماً، تم اعتقاله في محافظة إدلب في 20 يونيو/حزيران 2011 وأمضى شهرين تقريباً في عدة مراكز اعتقال، منها ستة أيام في الفرع 291.[44]

***

بعد الأسبوع الأول أخذوني للاستجواب. قرأوا عليّ ما قالوا إن عليّ أن أعترف به، بينما كنت في فرع المخابرات العسكرية في حلب. لكن المعلومات كانت مختلفة تماماً عمّا أخبرت به المحققين هناك]. اشتملت المعلومات على إنني اعترفت بحمل الأسلحة، وأنني عضو في العصابات، وأننا كنا على اتصال بعصابات أخرى، وما إلى ذلك. أنكرت كل شيء لمدة ثلاث ساعات. ثم وضعوا وجهي لصق الحائط وقيدوا يديّ من وراء ظهري لسبع أو ثماني ساعات.

في اليوم التالي استمر الاستجواب. بدأوا في تهديدي وتهديد أسرتي. قالوا إنني إن لم أعترف فسوف يأتون بأمي وشقيقاتي ويغتصبوهن ويتحرشون بهن. بدأ المحقق يتفحص هاتفي ويسألني عن الأسماء.

ضربوني بالهراوات والكابلات الكهربائية قبل أن يجبروني على الوقوف مرة أخرى لمدة ثلاث إلى أربع ساعات، ثم أعادوني إلى الزنزانة. استمر الحال على هذا المنوال ثلاثة أو أربعة أيام متعاقبة.

كنا نسمع الناس في الزنازين الأخرى يُعذبون، ومنهم نساء يصرخن أثناء تعرضهن للصفع.

تم إجبار بعض الناس على الوقوف لصق الجدار مع حرمانهم من النوم حتى سبعة أيام. كانوا ينهارون فيشرعون في الاعتراف بكل شيء دون أن يُسألوا.

- فوزي، الذي تعرض للاعتقال لمرة ثانية في 6 أغسطس/آب وأمضى نحو 70 يوماً في الاعتقال، منها نحو 40 يوماً في الفرع 291.[45]

***

بما أنهم قالوا إنني قمت بتنظيم مظاهرات، فقد عذبوني بالكهرباء. علقوا طرف سلك الكهرباء بأذني. كنت في زنزانة مع 40 شخصاً. كان 27 من المعتقلين من إدلب، وعشرة من درعا، والبقية من دير الزور. كنا تحت الأرض بثلاثة طوابق... ضربوني في حجرة الاستجواب وأنا معصوب العينين. كنت واقفاً وهناك شخص يضربني. اعترفت بالذهاب للمظاهرات... أخذوني إلى رجل آخر وضع كلابات الكهرباء على أذني. كانت تلك حجرة أكبر، وفيها الكثير من الأشخاص الواقفين.

- عمار، الذي احتجز في يونيو/حزيران 2011 وأمضى شهرين تقريباً رهن الاعتقال.[46]

الفرع 235 ("فرع فلسطين") - دمشق [47]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد محمد خلوف[48]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.491501N, 36.319008E

مدينة دمشق. المُحلق الجنوبي، في الطرف الشمالي الغربي من التقاطع مع طريق مطار دمشق.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الدولاب، الصعق بالكهرباء، الشبح، التهديدات.

تعليقات عامة:

قال عدد من المعتقلين السابقين إن الفرع 235، أو "فرع فلسطين" كما يُدعى، من أكثر مراكز الاعتقال التي يخشاها الناس. طبقاً لمعتقلين سابقين فإن الفرع 235 فيه عدة طوابق تحت الأرض يُوضع فيها المعتقلين. قال معتقلون سابقون إنهم احتجزوا في الطابق الثاني أو الثالث تحت الأرض. تم استجواب المعتقلين في الطابق الثالث تحت الأرض وفي الطابق الأرضي.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

استجوبوني مرتين. في المرة الأولى استخدموا الدولاب. وضعوا ساقيّ ورأسي في الإطار وضربوني بكابلات كهرباء. وكلما تحركت زادت ضربهم لي. كانوا يضربونني أكثر من 100 ضربة في الساعة. تورمت ساقيّ بعد ذلك لدرجة أنني لم أكد قادراً على المشي إلا بصعوبة بالغة. في المرة الثانية استخدموا الكهرباء. أُجبرت على الانحناء واستخدموا عصا كهربائية لصعقي في بطني وظهري ورقبتي.

وضعوني في زنزانة صغيرة بلا تهوية أو إضاءة. كان فيها نحو ستين شخصاً. مقاس الزنزانة ثلاثة في أربعة أمتار. كنا نتناوب في النوم ونتناوب في إخراج قمصاننا من بين قضبان الزنزانة والتلويح بها لتحريك الهواء.

- مروان، الذي احتجز في درعا في يونيو/حزيران 2011 وأمضى أربعة أشهر رهن الاعتقال، منها نحو أسبوع في الفرع 235.[49]

***

عندما وصلت إلى الفرع رحبوا بي بضربي 12 مرة بالكابلات. تعرض آخرون للضرب أيضاً. أمضيت في فرع فلسطين يومين. استدعوني للاستجواب، وقال المعتقلون الآخرون إنني لن أُضرب إن التزمت بالاعتراف المطلوب. ضربوني خمس مرات بالكابلات أثناء الاستجواب. وأثناء جلسة الاستجواب التالية قالوا لي إن جريمتي جسيمة للغاية وأنهم سيرسلونني إلى إدارة المخابرات العامة. ضربوني 15 مرة.

- رودي البالغ من العمر 23 عاماً، تم اعتقاله في حلب في 17 أكتوبر/تشرين الأول وأمضى 47 يوماً رهن الاعتقال، منها يومين في فرع 235.[50]

عندما وصلنا إلى الفرع 235 بدأوا في ضربنا ما إن أخرجونا من الحافلة. جمعونا في حجرة كبيرة وبدأوا في المناداة على أسمائنا. تم إرسال المعتقلين الذين معهم بطاقات هوية إلى الزنازين. تبقى نحو 50 شخصاً بلا أوراق هوية بالمرة وقال الضباط للجنود: "تسلّوا بهم".

كنت جالساً على ركبتيّ ووجهي للحائط. ضربونا على الظهر والرقبة بعصا غليظة. عندما كانوا ينادون على أحد الأسماء، يقف خمسة أشخاص عند الباب ويضربوننا بكابلات الكهرباء والعصي والهراوات. ضربونا لمدة 30 دقيقة تقريباً قبل أن يأخذونا إلى الحجرة التالية ويجردوننا من ثيابنا تماماً. بدأوا في ضربنا بحزام غليظ، يطلقون عليه "الحزام خماسي الطبقات"، لأنه عبارة عن عدة أحزمة مربوطة ببعضها بشريط بلاستيكي.

- طلال البالغ من العمر 16 عاماً، تعرض للاعتقال في درعا في 1 أبريل/نيسان مع شقيقه البالغ من العمر 23 عاماً. أمضى 11 يوماً رهن الاعتقال، تسعة منها في الفرع 235.[51]

***

أخذوا بصمات اصابي وضربوني. كنت حافي القدمين. ضربوا رأسي بالحائط ثم أخذوني إلى حجرة الاستجواب حيث استمروا في ضربي وصعقوني بالكهرباء. بعد 30 دقيقة أخذوني إلى تحت الأرض بطابقين حيث مكثت هناك خمسة أيام.

كانت هناك حجرة استجواب أخرى. كانت على نفس المنوال، لكن هذه المرة لاحظت وجود شخص يكتب. قام أحدهم بضربي بيديه وحطم أسناني. دفعوني على الأرض واستمروا في ضربي. أجبروني على وضع بصمات أصابعي على أربع وثائق مختلفة.

- سامر البالغ من العمر 21 عاماً، تم اعتقاله في تلكلخ في 14 مايو/أيار وأمضى خمسة أيام رهن الاعتقال في الفرع 235.[52]

***

في اليوم الثامن نقلوني إلى الفرع 235 برفقة معتقل آخر تعرض للاعتقال لأن قناة الجزيرة أجرت معه مقابلة. مكثت هناك ثمانية أيام وقاموا بضربي طوال فترة إقامتي هناك. وضعوا رجل الجزيرة في الأصفاد طوال الوقت وفيما بعد قال لي إنه وُضع في الحبس الانفرادي. كنا عشرة أشخاص في زنزانة مساحتها أربعة في أربعة أمتار، وكنا من مناطق مختلفة.

- وائل البالغ من العمر 29 عاماً، احتجز في تلكلخ في 14 مايو/أيار وأمضى ثمانية أيام في الفرع 235.[53]

***

أمضيت هناك ما بين 10 إلى 15 يوماً. بدأ العنف على الفور. وضعوني في الحبس الانفرادي بعد 30 دقيقة من الضرب. أمضيت في الزنزانة خمسة أيام. الطعام الوحيد المتاح كان الخبز. كانت هناك مياه في الزنزانة، من صنبور، لكنها كانت مياه قذرة. كانت صفراء اللون، وفي بعض الأحيان حمراء. أثناء الاستجواب كانوا يسألونني إن كنت قد حملت السلاح، فأقول لا.. علقوني من معصمي، في وضع الشبح، فكانت أصابع أقدامي فقط هي التي تلامس الأرض، وضربوني بكابل كهربائي. كانوا يسكبون علينا الماء الساخن – وكان لا يغلي لكنه ساخن – عندما نفقد الوعي حتى نفيق... تعرضت للتعذيب في كل الأيام، باستثناء اليومين الأخيرين.

- نبيه، الذي احتجز في اللاذقية في يونيو/حزيران 2011.[54]

***

بعد وصولنا إلى الفرع وضعوني في حجرة، وقد تبينت من الأصوات المختلفة أثناء ضربي أن هناك نحو 15 شخصاً يقومون بالضرب... بقيت في الحجرة لبعض الوقت، وقد تركوني جالساً على ركبتيّ ثلاث ساعات. كان المكان وكأنه ردهة يروح ويجيئ الناس من حولي فيها. مع اقترابهم كانوا يضربونني بأيديهم وأرجلهم وبنادق الكلاشنيكوف والكابلات الكهربائية، وكانوا يشتمون. ثم وضعوني في حجرة مع محقق...

المحقق ليس بشراً. إنه غير طبيعي. كان يعطي الأوامر لأربعة أشخاص آخرين في الحجرة. وضعوني على الأرض. إنه ضرب لا يمكن وصفه، ضربوني على ظهري وقدميّ بكابل كهربائي كبير. لم أتمكن من النوم على ظهري لمدة 25 يوماً. وما زالت هناك ندبات على ظهري من أثر الضرب.

هددوني بأن يأتوا بأمي، وسألوني إن كنت أريد أن أرى زوجتي هنا وأن ينام معها جميع الرجال. وقالوا فليأت ربك وينقذك... وصلت إلى حالة انعدم فيها الإحساس بأي شيء...

ثم أخذني إلى السجن... قابلنا اثنان من الحراس وراء باب معدني ضخم... فك الحارسان قيود يدي وعصابة عيني وبدأوا في ضربي من جديد. ضرباني بشكل لا يمكن تصوره. وكان الضرب بأيديهما وعلى وجهي فقط.

أنت لا تفهم كم هو صعب تحمل ضرب حراس السجن. يعرفون أفضل من أي إنسان كيف يشتمونك ويهينونك ويضربونك. لا يمكنك التحمل... ما حدث يُبعد الإنسان عن أي شيء إنساني.

- سمير، الذي تعرض للاعتقال في دمشق في يوليو/تموز 2011.[55]

الفرع 248 - دمشق [56]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.507938N, 36.274066E

مدينة دمشق. "شارع الفروع".

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الصعق بالكهرباء، الدولاب.

تعليقات عامة:

في الفرع 248 منشآت اعتقال تحت الأرض.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

عندما وصلت إلى الفرع 248 كنت أصرخ من الألم بسبب كسر ساقي [من إصابات بالرصاص]. وضعوني في ردهة في طابق تحت الأرض. بعد خمس دقائق جاء خمسة رجال وبدأوا في ضربي. كنت ما زلت معصوب العينين، لكنني تمكنت من رؤية القليل من تحت عصابة العينين. لكموني في وجهي لدرجة أنني بدأت أنزف من أنفي. تركوني عندما تظاهرت بأنني فقدت الوعي. بعد ذلك جاء رجل وضرب رأسي بالأرض. أخيراً جاء ضابط. كانوا يريدون نقلي إلى زنزانة، لكن لا توجد حجرة لشخص مكسور الساقين، فنقلوني إلى المستشفى 601 بدلاً من الزنزانة. بعد ستة أيام في المستشفى أخذوني إلى 248 مرة أخرى. وفي الزنزانة باعد حارسان ما بين ساقي وضرباني في منطقة الخصيتين.

- حسين البالغ من العمر 32 عاماً، احتجز في درعا نهاية شهر أبريل/نيسان بعد أن أصيب في ساقيه.[57]

في الفرع 248 كنا خمسة أشخاص في زنزانة مساحتها 3.5 في 1.5 متراً. عرفت مساحة الزنزانة من عدّ وحدات البلاط. لم تكن هناك بطانية أو أي شيء. لم يكن هناك مرحاض في الزنزانة. كانت معنا زجاجة مياه يملأونها من دورة المياه. أمضيت 20 يوماً في الزنزانة قبل أن يعيدوني إلى الفرع 291.

- عمّار، الذي تم اعتقاله في يونيو/حزيران 2011.[58]

***

عندما وصلت [من منشأة المخابرات العسكرية في حمص إلى الفرع 248] وجدت المعاملة سيئة جداً. نزعوا ثيابي وعصبوا عيني. ثم راحوا يضربونني وأنا عارٍ من الأمام. ضربوني بالسياط في شتى أنحاء جسدي. تورم جسدي كله، وأخذوني إلى زنزانة انفرادية. كنت ممنوعاً من الجلوس أو النوم، وكنت مربوطاً بالسلاسل مجبراً على الوقوف طوال الوقت. وعلى مدار أكثر من ثلاثة أيام لم أتمكن من النوم. لم أكن قادراً على إغماض عيني. في اليوم التالي أخذوني إلى رئيس الفرع. قال، انظر، أنت اعترفت. أظهر لي بصمات أصابعي وقال إن المحققين سيشهدون ضدي.

أخذوني إلى حجرة التعذيب فكنت أسمع ضوضاء لا يمكن أن تكون حقيقية. عندما أخذوني إلى الحجرة كان أغلب الضرب يتم بالسوط. كنت معصوب العينين. استخدموا الكهرباء، كيف أخبرك بهذا... في مناطق حساسة. بعد أربعة شهور ما زالت هناك علامات لذلك التعذيب على جسدي. بعد التعذيب كنت أعود إلى الزنزانة. تم تعذيبي لا أكثر من 3 أيام. لم يحدث أي استجواب، ولا أي شيء. لم يكلمني أحد. بعد ثلاثة أيام من التعذيب أخذوني إلى الاستجواب. مكثت هنا ستة [أيام]. لم يُسمح لي بالنوم، ولا بالجلوس. إذا رأوني جالساً يضعوني في الإطار ويضربونني. بسوط.

- منير، الذي تم القبض عليه في مايو/أيار 2011 في حمص.[59]

الفرع 227 - دمشق [60]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • اللواء رستم غزالي (رئيس الفرع). [61]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.510586N, 36.274689E

مدينة دمشق. شارع 6 أيار عند ركن شارع عمر بن عبد العزيز، بالقرب من وزارة التعليم العالي.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الفلقة، الشبح، التعريض للطقس البارد، أوضاع مؤلمة.

تعليقات عامة:

الفرع 227 هو فرع المخابرات العسكرية المسؤول عن محافظة دمشق باستثناء مدينة دمشق. قال معتقل سابق إن منشأة الاعتقال تحت الأرض تشمل زنازين فردية وحجرة كبيرة محيطها حوالي 100 متر مربع، وكان فيها نحو 400 شخص وهو هناك. طبقاً لهذا المعتقل حدث أن نُقل بعض المعتقلين الأكبر سناً إلى زنزانة مختلفة فيها ظروف أفضل قليلاً. [62]

أقوال للضحايا وشهود العيان:

أخذوني لأعترف في 12 أغسطس/آب. لم تكن هنالك أية أسئلة حقاً، بل ضرب لا أكثر. استخدموا الفلقة والشبح ووضعوا رأسي في ماء بارد. فقدت الوعي مرتين أثناء جلسة الاستجواب. استخدموا الماء البارد لإفاقتي في المرتين. تم التعذيب في الردهة. كما جلبوا إلى ذلك المكان صبية في الـ 14 والـ 15 من العمر. عندما عدت إلى الزنزانة، وجدت الناس في الزنزانة يبكون. سمعوا صراخي. كان جلد قدمي اليمنى قد تقشر بسبب التورم من أثر الضرب.

- مصطفى البالغ من العمر 56 عاماً، وقد تم اعتقاله في مطلع أغسطس/آب 2011 وأمضى نحو الشهرين في الاعتقال. اطلعت هيومن رايتس ووتش على ندبات على قدم مصطفى اليمنى، وقد ذكر أنها تورمت بعد الضرب.[63]

***

أخذوني من قاعدة الجيش إلى الفرع 227 حيث وصلت ظهراً. بدأوا في تعذيبنا حتى الثامنة مساءً. في البداية كنا نقف على أصابع أقدامنا وأيدينا معلقة في الردهة، معصوبي الأعين. أي شخص يسير إلى جوارنا يضربنا. ثم دفعونا على درجات السلم، نحو 15 إلى 20 درجة، ووضعونا في زنزانة مساحتها مترين في ستة أمتار، فيها نحو 50 إلى 60 سجيناً.

في اليوم الخامس استدعانا الحراس للاستجواب. كان المحقق لطيفاً لكن أخذني بعد ذلك ثلاثة ضباط إلى حجرة التعذيب. ضربوني كثيراً، لكن لم أقل شيئاً. بعد عشرة أيام من الاعتقال أفرجوا عني، لكنهم أعطوني ورقة تفيد بأن عليّ العودة إلى الفرع 227 لمزيد من الاستجواب.

- لطفي البالغ من العمر 20 عاماً، وتم اعتقاله في وحدته العسكرية بعد أن اتهمه ضابط وأربعة آخرين بالتخطيط للانشقاق.[64]

الفرع 215 - دمشق [65]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.507379N, 36.274010E

دمشق، في "شارع الفروع"، إلى جوار فندق كارلتون.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بالأدوات، الشبح.

تعليقات عامة:

في الفرع 215 منشآت اعتقال تحت الأرض. قال معتقل سابق إنه كان هناك 76 شخصاً في زنزانة مساحتها 11 في 3.8 متراً. [67]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

عندما وصلنا بدأوا في لكمنا وركلنا وضربنا بالكابلات الكهربائية. في الصباح التالي بدأ استجوابنا. لم نحصل على طعام على مدار أربعة أيام. أحضروا لنا مياه في اليوم الثالث فقط. وكان من يسألون عن الطعام يُضربون.

في اليوم الخامس حان دوري في الاستجواب. أخذوني إلى حجرة أخرى وبدأوا في قراءة أقوال واردة من إدلب. عندما قلت إنني أُجبرت على الاعتراف بحيازة كلاشنيكوف، ربطني أحدهم بالأصفاد من يدي إلى ماسورة تحت السقف. تم ذلك حوالي الثانية ظهراً، وكنت ألامس الأرض بالكاد بأطراف أصابع قدميّ. في اليوم التالي خفف أحد الحراس ربط الأصفاد عن يدي قليلاً حتى أتمكن من الوقوف على قدميّ. استمر وضعي على هذه الحال لمدة 3 أيام. لم يُسمح لي حتى بالذهاب إلى دورة المياه.

- خليل البالغ من العمر 31 عاماً، احتجز أثناء مظاهرة في بلدة قريبة من الحدود مع تركيا في 29 يونيو/حزيران وأمضى خمسة أيام في الفرع 215. أظهر خليل لـ هيومن رايتس ووتش آثار تقييد معصميه بالأصفاد.[68]

***

نقلونا إلى زنزانة مساحتها 11 في 4 أمتار فيها 76 شخصاً. لم يكن هناك مكيف هواء ولا دورة مياه. كان مسموحاً لنا بالذهاب لدورة المياه ثلاث مرات يومياً. وكان الطعام سيئاً للغاية. كان الكثير من الناس على وشك الموت بسبب مشكلات طبية مثل أمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم والربو وأنواع الحساسية المختلفة. أثناء الأربعين يوماً التي قضيتها هناك، استحممت مرتين أو ثلاث مرات لا أكثر. كان هناك الكثير من القمل، وكان الحراس يضربوننا عندما نذهب إلى دورة المياه، لكن لم يأخذوني إلى الاستجواب.

- يامن، الذي تم اعتقاله في محافظة درعا في 3 يوليو/تموز وأمضى شهرين رهن الاعتقال، منها 40 يوماً في الفرع 215.[69]


الفرع 245 - درعا [70]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العقيد لؤي العلي (رئيس الفرع)[71]

الموقع:

إحداثيات جغرافية: 32.627697N, 36.09988E

مدينة درعا. شارع هنانو.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بالأدوات، التعليق في وضع مقلوب، الدولاب.

تعليقات عامة:

قال معتقلون سابقون إنهم وضعوا تحت الأرض، عادة لفترات قصيرة، قبل أن يُنقلوا إلى مراكز اعتقال في دمشق. وصف الشهود مركز الاعتقال بأن فيه عشرة زنازين على امتداد ردهة بعرض مترين، وأن التعذيب يحدث في الردهة، وقالوا إن هناك حجرة استجواب في نهاية الردهة.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

مع سيرنا على الدرج كان الناس على الجانبين يضربوننا بكابلات كهربائية وأدوات أخرى. لم أكن أعرف من أين تأتيني الضربات. . ثم أخذونا إلى حجرة الاستجواب.

كان الوضع قاسياً. لم يسألونا أية أسئلة، بل ضربونا فحسب. لا أعرف متى سأتلقى الضربة التالية أو متى أُضرب بالجدار.

أخذونا إلى حجرة الاستجواب وأجبرونا على الوقوف ووجوهنا صوب الحائط، وكنا نقف على الركبتين. إذا تحرك أحد أو استرخى أو حاول تعديل وضعه، كان يضربه شخص ما. كنا معصوبي الأعين، ومكثنا هكذا حتى وصلت مناوبة الحراسة الجديدة، ربما لمدة يوم.

أمضينا 15 إلى 20 دقيقة لا أكثر في حجرة الاستجواب. كانوا يستخدمون معنا طريقة الدولاب. في البداية يقوم الضابط بالاستجواب والتعذيب، ثم يأتي ضابط آخر. راحوا يتهمونني بأنني قتلت شخصين.

- محسن، الذي تعرض للاعتقال في درعا بالقرب من مسجد العمري في 23 مارس/آذار.[72]

***

نزعوا عصابة العينين عندما وصلنا وأخذونا إلى تحت الأرض. أجبرونا على الوقوف لصق الحائط. كانت الزنازين مزدحمة بالنزلاء. أخذونا واحداً تلو الآخر للاستجواب. سألونا عن المسلحين، وعندما قلت إنني لا أعرف أي مسلحين، قالوا لي: اختر أي شخص فحسب.

قاموا بسبنا وإهانتنا وقالوا عنّا "خونة" وشتمونا. أخذونا إلى فناء بالخارج، وأجبرونا على الرقاد، وبدأوا في ضربنا. قالوا لنا إنهم لا يعذبون الناس في درعا، فالأفضل أن نعترف إذن قبل نقلنا إلى دمشق.

- أيوب، الذي تعرض للاعتقال في درعا في أبريل/نيسان مع شقيقه.[73]



فرع حلب [74]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 36.199165N, 37.108498E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، والضرب بأدوات، وبساط الريح، والشبح، والصعق بالكهرباء، والفلقة، والتهديدات.

تعليقات عامة:

قال معتقلون سابقون إن المعتقلين كانوا يوضعون تحت الأرض، لكن بعض الاستجواب على الأقل كان يتم في الطابق الثاني. قدّر أحد المعتقلين وجود نحو 400 شخص في المنشأة الواقعة تحت الأرض وقال إنه كان هناك في أغسطس/آب 2011. [75]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

في البداية ضربوني لمدة يوم مع بعض الأسئلة الأساسية للغاية. في الليل بدأوا في الاستجواب. كنت في قاعة كبيرة، وهناك الكثير من الناس فيها. كنت أرتدي ثيابي الداخلية، وكنت معصوب العينين فلم أتمكن من معرفة عدد الناس والحراس الذين يضربوننا. أخذوا متعلقاتنا وعرفوا [منها] معلومات إضافية.

أخذوني إلى زنزانة مساحتها متر في 1.5 متراً تقريباً. كنت هناك وحدي لمدة أربع أو خمس ساعات، ثم أخذوني للاستجواب.

عندما اكتشفوا أنني صيدلاني بدأوا في ضربي أكثر، وقالوا إنني بصفتي شخص علّمته الحكومة كان لابد أن أساند الحكومة. كما أنني سبقت لي الإقامة في المملكة العربية السعودية فضربوني أكثر لأنني أقمت في السعودية. دام الأمر خمس أو ست ساعات. راحوا يتهمونني بأشياء ويحاولون إجباري على الاعتراف، ويطلبون مني بعض الأسماء.

ثم عدت إلى الزنزانة. تعرضت للاستجواب لمدة 4 أيام، وكان إجمالي مدة الحبس 10 أيام. لم يأخذونني خارج الزنزانة خلال الأيام الستة الأخيرة.

في الليلة الأولى للاستجواب أخذوني إلى حجرة التعذيب أيضاً. كنت معصوب العينين وموثوق اليدين من وراء ظهري. ربطوني ووضعوني على الأرض وبدأوا في ضربي. استخدموا لوحاً وضعوه تحت ساقيّ وكابل لتثبيت ساقيّ وثنيها إلى الخلف، ثم ضربوني بكابل كهربائي.

- فوزي، الذي تعرض للاعتقال في حلب أثناء مظاهرة في 20 أبريل/نيسان وتم اعتقاله 10 أيام في فرع المخابرات العسكرية في حلب.[76]

***

ما حدث هو نفسه ما تعرضت له في المرة الأولى، لكن هذه المرة استخدموا أسلوب تعذيب مختلف، هو أسلوب الشبح، أي تعليقي من المعصمين إلى السقف مع ضربي بالكابلات والهراوات والعصي الكهربائية. كان هناك أشخاص آخرين معلقين إلى جواري، ربما أربعة أو خمسة.

ضربوني حتى فقدت الوعي. كان الألم رهيباً لدرجة أنني لم أعد قادراً على تحمله. كانوا يحاولون التأكد مما إذا كنت فاقد للوعي فعلاً بإطفاء سجائر في جسدي. إن كنت لا أشعر بها، يتوقفون لأن ما فائدة الضرب إن كنت لا تشعر به.

ثم بعد ست أو سبع ساعات سكبوا الماء عليّ ووضعوني في زنزانة انفرادية لعدة ساعات بينما يعذبون الآخرين. كنا نسمع الأشخاص يُعذبون هكذا طوال الوقت. كان هناك أفراد يقومون بالتعذيب هكذا طوال الوقت.

ثم أخذوني للاستجواب. كنت ما زلت أنزف. سألوني نفس الأسئلة. تذكروني من اعتقالي للمرة الأولى، فزاد الضرب واللكمات والصفعات والضرب بالهراوات، ودام الأمر نحو ساعة ونصف الساعة.

وقتها كان هناك نحو 400 شخص [معتقلين] فلم يُتح لهم الوقت للاستجواب لفترات طويلة. راح الحراس يضربوننا طوال الوقت، لدى جلبهم للطعام ولدى أخذنا إلى دورة المياه، إلخ.

في الاستجواب التالي، استجوبتني "لجنة" محققين. سألوني عن "تنظيمنا". دخلوا إلى بريدي الالكتروني ورأى اتصالاتي. تم الاستجواب على مدار ثلاثة أيام. وتحفظوا عليّ لمدة أربعة أيام أخرى.

- فوزي، الذي تم اعتقاله للمرة الثانية في حلب أثناء مظاهرة في 6 أغسطس/آب. أمضى 70 يوماً رهن الاعتقال.[77]

***

أخذوني إلى الطابق الثاني للاستجواب. سألوني عن أرقام هاتفية وعناوين بريد إلكتروني وحسابات على الفيسبوك. زعموا أن لديّ صفحتين على الفيس بوك، لكنني أنكرت.

في الجمعة التالية أخذوني في الثامنة صباحاً، واستجوبوني حتى التاسعة مساءً. استخدموا الفلقة. استخدموا لوحاً خشبياً وحزاماً جلدياً لربط ساقي بعد ضمهما معاً، ثم ضربوني على أخمص القدمين. كان الضرب مؤلماً، وقد ضربوني كثيراً.

ثم علقوني في وضع الشبح فيما كانوا يضربونني بكابل كهرباء على ظهري. استمروا في هذا الضرب لمدة يوم بأسره. ثم أنزلوني خمس مرات لضربي بالفلقة. كما تم صعقي بالكهرباء. وضعوا أسلاكاً على ساقيّ، وعندما هددوني بوضع الأسلاك فيما بين ساقيّ اعترفت بكل شيء يريدونني أن أعترف به. استمر الاستجواب في اليوم التالي، لكن حينها لم أعد قادراً على الوقوف بلا مساعدة.

- رودي، الذي تم اعتقاله للمرة الثانية في حلب في 17 أكتوبر/تشرين الأول وأمضى 47 يوماً رهن الاعتقال، منها نحو 5 أيام في فرع المخابرات العسكرية في حلب.[78]

الفرع 271 - إدلب [79]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد نوفل الحسين (رئيس الفرع) [80]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.922901N, 36.634163E

مدينة إدلب، في نفس شارع تمثال إبراهيم هنانو، على مسافة 300 متر جنوبي التمثال، أمام فرع الأمن السياسي.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الشبح.

تعليقات عامة:

قال معتقلون سابقون إن المعتقلين كانوا تحت الأرض (4 أو 5 درجات سلم لأسفل) أو في الطابق الأرضي. قدّر معتقل سابق وجود 200 إلى 300 معتقل في مركز الاعتقال هذا. [81] هناك نحو 20 زنزانة فردية في الطابق الواقع تحت الأرض.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

بدأوا في تعذيبي على الفور. بدأوا في ضربي بالكابلات، لكن لم أر شيئاً لأنني كنت معصوب العينين. ضربوني على رأسي وكتفيّ. لم يضربوني كثيراً كالآخرين لأن أسرتي دفعت لهم نقود، وهو ما اكتشفته فيما بعد. كان هناك رجلان يقفان ورائي يضربانني أثناء عدم توجيه أسئلة لي. سمحوا لي بالراحة لمدة ساعتين، ثم جلبوني للاستجواب مرة ثانية. وكانت نفس الأسئلة السابقة. أعطيتهم أسماء لأشخاص ماتوا حتى لا أورط أحداً، لكنهم عرفوا أنهم ممن قتلوا فضربوني ثانية.

- يوسف البالغ من العمر 37 عاماً، احتجز في جسر الشغور في 14 سبتمبر/أيلول. تم حبسه شهرين ومنها شهر قضاه في فرع المخابرات العسكرية في إدلب.[82]

***

منذ يوم الاعتقال الأول بدأوا في أخذي للاستجواب، كل يوم على مدار أسبوع، لمدد متفاوتة، من نصف ساعة إلى ساعة إلى ثماني ساعات. اكتشفوا وجود بعض الأغاني الثورية على هاتفي الجوال، فضربوني على ذلك.

ثم أخذوني إلى ردهة وعلقوني في وضع الشبح. كل من يمر يضربني. أطول مدة في الشبح كانت ثلاث ساعات، لكن بقى آخرون في هذا الوضع مدد أطول، بلغت ست أو سبع ساعات.

بعد سبعة ايام نقلوني إلى زنزانة أفضل وجلبوا لي طعاماً أفضل لأغير رأيي واتصل بأخي [لإقناعه بتسليم نفسه]. كانت الزنزانة خمسة في ثمانية أو عشرة أمتار، وهناك 250 إلى 300 معتقل فيها. كانت رائحة الزنزانة كالخراء، حتى إن الزنزانة الانفرادية كانت أفضل منها.

في اليوم الثالث عشر اتصلت بأخي. لم أتمكن من التحمل. قالوا لي أن أطلب منه المجيئ، لكن أخي لم يرد. كان يعرف أنني معتقل، ثم أخذوني إلى سجن [إدلب] المركزي.

- عصام الذي اعتقل من متجره في بلدة قريبة من الحدود مع تركيا في 31 يوليو/تموز لأن اشقائه شاركوا في المظاهرات. أمضى 53 يوماً رهن الاعتقال، منها 13 يوماً في الفرع 271.[83]

***

عندما وصلنا إلى فرع المخابرات العسكرية في إدلب بدأوا في استجوابنا، سألونا بعض الأسئلة عن التهريب. عندما قلت لهم إنني اعترفت تحت التعذيب بدأوا في ضربي حتى وافقت مجدداً على الاعتراف بأي شيء.

وضعوني في حجرة كبيرة مع زهاء 70 شخصاً. لم يكن هناك مكاناً للنوم. في الطابق نفسه كانت توجد حجرة الاستجواب. أعطونا قطعاً صغيرة من الخبز مع البطاطس واللبنة. كان العديد من السجناء مصابين بأمراض معدية ومشكلات في التنفس. مكثت هناك ليلة واحدة ثم نقلونا إلى فرع التحقيق الجنائي.

- حسيب، الذي احتجز في بلدة بداما أثناء الأسبوع الأخير من شهر رمضان.[84]

فرع حمص

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • محمد زمريني[85]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 34.719236N, 36.708575E

ميدان الحاج عاطف في حي المحطة.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بالأدوات، الصعق بالكهرباء، الشبح، الدولاب، الفلقة، البلانكو.

تعليقات عامة:

قال معتقلون سابقون لـ هيومن رايتس ووتش إن المعتقلين كانوا في مبنيين في فرع المخابرات العسكرية في حمص. أحد المعتقلين السابقين يقدر وجود 300 سجين في الزنزانة التي كان فيها.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

جلبونا إلى القاعدة ومضوا بنا بين صفين من الجنود راحوا يضربوننا بالكابلات. في ركن مساحة مفتوحة قيدوني برجل مصاب بكسر في الساق. نقلوني إلى حجرة استجواب. في الطريق كنت أسمع الناس يصرخون. أعرف أنني كنت داخل مبنى رغم أنني كنت معصوب العينين، فقد كنت أسمع الاستجواب من حولي.

ما إن نقلوني حتى بدأوا يقولون إنني زعيم الثورة وسألوني عمّا يحدث في كتيبتي. قلت إنني لا أعرف شيئاً فاستخدموا معي عصا الوخز بالكهرباء وضربوني بالكابلات. قيدوا يدي بالأصفاد إلى ماسورة معلقة في السقف فكنت بالكاد ألامس الأرض. ظللت معلقاً هكذا لمدة ست ساعات، وراح ثلاثة أشخاص يضربونني ويسألونني أسئلة. سكبوا الماء عليّ واستخدموا عصي الوخز بالكهرباء. عندما لا أتكلم نقلوني إلى زنزانة. كانت مساحتها ثلاثة في ثلاثة أمتار، وفيها نحو 25 شخصاً. كنا نجلس متلاصقين على الأرض. أمضيت الليلة هكذا. في اليوم التالي بدأ الاستجواب مرة أخرى.

وضعوا ساقي ورأسي في إطار، وقلبوني على ظهري، وأوثقوا رباط قدميّ، ثم بدأوا في ضربي على أخمص القدمين. استمر تعذيبي سبعة أيام. في اليوم الثامن نقلوني إلى فرع فلسطين في دمشق.

- سامر البالغ من العمر 20 عاماً، وقد احتج في تلكلخ في 14 مايو/أيار وأمضى ثمانية أيام رهن الاعتقال في فرع المخابرات العسكرية في حمص.[86]

***

صباح اليوم الثاني جلبوني معصوب العينين إلى أعلى لتعذيبي. كان هناك أشخاص آخرين كثيرين، ربما 10 أشخاص، يضربونني على وجهي وفي بطني وعلى ساقي. استخدموا طريقة البلانكو معي – وهي مثل السلسلة التي يعلقون فيها اللحم.

رفعوني من قدميّ فأصبح وزني كله يعتمد على يديّ وقدميّ. أدى الكابل الذي يقيدني إلى وقف تدفق الدماء في أطرافي. وكان هناك عامود خشبي في السقف، علقوني منه وكانت أطراف أصابع قدمي تلامس الأرض بصعوبة. كان هذا هو أصعب أشكال التعذيب، أسوأ من الكهرباء. قلت لهم: سوف أعترف بأي شيء، بالله عليكم أنزلوني.. وكان هناك ثلاثة أو أربعة أشخاص إلى جواري في نفس الحالة. تبينت من الأصوات المجاورة لي ومن الصراخ، وقلت: انزلوني، انزلوني.

أخذوني إلى مكتب فيه أحد الضباط. كان معه سوط، من أسلاك الكهرباء المجدولة، ورفعوا قدمي وبدأ في ضربي على جسدي بالكامل. كان يستجوبني، قائلاً إن الكاميرا الخاصة بي معهم وأنهم يعرفون أنني أرسل الصور ومقاطع الفيديو إلى الجزيرة. أخذوا رأسي وشدوا شعري وضربوا رأسي بالطاولة. في اليوم التالي ضربوني بسوط.

- منير، الذي اعتقل في مايو/أيار 2011 في حمص.[87]

فرع اللاذقية [88]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • اللواء رياض الأحمد (رئيس الفرع) [89]
  • المساعد الأول أبو علي مرسي (رئيس الاستجواب) [90]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.52067N, 35.794256E

مشروع الأوقاف، أمام مسجد ياسين.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الأوضاع المؤلمة (الوقوف)، بساط الريح.

تعليقات عامة

فرع المخابرات العسكرية في اللاذقية فيه منشأة اعتقال تحت الأرض، يفصلها عن الطابق الأرضي سلم من عشر درجات.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

بعد حوالي ساعة من وصولنا أخذوني إلى حجرة الاستجواب. كان في الحجرة مصباح واحد. قالوا لي ألا أتحرك وإذا تحركت فسوف يضربونني. كانت يداي موثوقتان وكنت معصوب العينين. وقفت مستقيماً، ودام هذا الأمر ثماني ساعات. كنت مستعداً لأن أقول أي شيء لأخرج من ذلك المكان، لكنهم لم يسمعونني وقالوا لي أن أصمت. في النهاية سقطت.

ثم أوثقوا يديّ وقدميّ إلى عصا خشبية. وضعوا إطاراً حول ركبتيّ وقلبوني رأساً على عقب فأصبح وجهي لصق الأرض ووقف اثنان منهم على العصا من الجانبين. ضربوني بكابل. خففوا القيد مرتين ليعود الدم للتدفق في أطرافي، ثم شدوا وثاق الرباط مرة أخرى. لم يسألونني أية اسئلة لمدة 4 ساعات. بعد ذلك لم أتمكن من الوقوف على قدميّ فسحبوني إلى الزنزانة. لم أعرف كم قضيت من الأيام في تلك الزنزانة. كنت أسمع أصوات المعتقلين الآخرين، لكن لا يمكنني الحديث معهم. أخذوني بعد ذلك إلى اللواء الكبير المسؤول عن الفرع. كان يريد أن أعمل لصالحهم لكنني رفضت.

- كمال، الذي تم اعتقاله في اللاذقية في 22 أبريل/نيسان.[91]

***

[بعد الوصول إلى المنشأة] قالوا لي أن أتصل بأبي وأخبره أن يأتي ليأخذني من موقع معين. اتصلت بأبي وقلت له أنني معتقل ثم بدأوا في ضربي. ضربوني بكابل كهربائي على كليتي وصدري وقدمي. وضعوني على بساط الريح. كانت معهم عصا خشبية، كانوا يضعونها في الخلف، لكنهم لم يستخدموها عليّ، فلم يسمح لهم الضابط بذلك، مكثت هناك ستة أيام وما زلت مصاباً بألم في الظهر، وكنت في زنزانة انفرادية. تركوني ثلاثة أيام بلا طعام. وأخيراً أعطوني كسرة خبز، هذا كل شيء. كانت هناك مياه في صنبور ترتطم بها قدمي كلما جلست على أرض الزنزانة. كان السقف منخفضاً، ولا يمكنني الوقوف. وكانت دورة المياه في الخارج، وكان يجب أن أطرق على الباب كلما أردت الذهاب إلى دورة المياه، فكنت أتعرض للضرب. ولم يكن هناك ضوء بالزنزانة.

- نبيه، الذي احتجز في اللاذقية في يونيو/حزيران 2011.[92]


إدارة المخابرات الجوية

المدير: اللواء جميل حسن. [93]

فرع مطار مزّة - دمشق [94]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد عبد السلام فجر محمود (مدير قسم التحقيقات)[95]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.484886N, 36.223209E

مطار المزّة العسكري، جنوب غرب وسط دمشق.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بالأدوات، الشبح، الصعق بالكهرباء، التهديد بالاعتقال، الدولاب، الفلقة، الحرق بالمياه الساخنة والحمض.

تعليقات عامة:

فرع مطار المزّة التابع للمخابرات الجوية يحتوي على ثلاثة مراكز اعتقال على الأقل، منها هناجر. وصف معتقلون سابقون أحد مراكز الاعتقال، وربما كان مبنى لقسم التحقيقات، وهو مبنى كبير وأبيض من طابق واحد، ومسطح، ويحيط بجدرانه أسلاك شائكة. هناك طابقين تحت الأرض بسقف منخفض. الطابق الأول تحت الأرض يحتوي على زنازين جماعية، بينما الطابق الثاني تحت الأرض يحتوي على 12 زنزانة انفرادية على الأقل وحجرة كبيرة تستخدم للتعذيب. قال معتقلون سابقون ومنشقون إن المعتقلين كانوا يتجمعون في فناء قبل نقلهم إلى مراكز الاعتقال. الفناء بدوره يستخدم للتعذيب.

الكثير من المعتقلين السابقين في مطار المزّة جاءوا من ضواحي مدينة دمشق أو من بلدات قريبة مثل دوما والمعضمية. لكن هيومن رايتس ووتش وثقت أيضاً وجود المعتقلين في مطار المزّة من مناطق أخرى، مثل درعا. قال عدد من المعتقلين السابقين إنهم نقلوا إلى أو من قاعدة الفرقة الرابعة الخاصة بالجيش، ومكانها قريب من المطار.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

رأيت الناس يُعذبون هناك عندما احتجزت وعندما كنت أعمل هناك. أخف أشكال التعذيب هو الضرب بالهراوات على الأذرع والسيقان وعدم إعطاء المعتقلين أكل أو شرب. ثم يعلقون المعتقلين من السقف، يربطون أيديهم، وأحياناً يتم ذلك لساعات أو أيام. رأيت هذا يحدث وأنا أتكلم مع المحققين. استخدموا عصي الوخز بالكهرباء وآلة للصعق بالكهرباء، هي عبارة عن محول كهربائي. إنها آلة صغيرة فيها سلكين بكلابات يعلقونها بالحلمات، ومعها مقبض ينظم التيار الكهربائي. بالإضافة إلى ذلك كانوا يضعون الناس في النعوش ويهددون بقتلهم ويغلقون النعوش. كان الناس في ثيابهم الداخلية. يسكبون عليهم الماء الساخن ويضربونهم بالسياط. كما رأيت مثاقب هناك، لكنهم لم يستخدموها قط أمامي. كما رأيتهم يؤدون حركات رياضات قتالية، مثل كسر الضلوع بركلات من الركبة. كانوا يضعون الإبر تحت القدمين ويكيلون ضربات للمعتقل حتى يقف عليها. كما سمعتهم يهددون بقطع أعضاء المعتقلين الذكرية.

- رامي، الذي كان ضابطاً في المخابرات الجوية في مطار المزّة وفيما بعد احتجز هناك. انشق في أغسطس/آب 2011.[96]

***

شاركت في مرافقة المعتقلين من المظاهرات إلى الفناء في قاعدة المخابرات الجوية ثم إلى مراكز الاعتقال. في الفناء يبدأ ضرب الناس عشوائياً دون سؤالهم أية أسئلة. كنا نجلب المصابين إلى نفس الفناء ويضربون بدورهم. كان معنا طبيباً واحداً في الفرع. يسأل أحدهم الحراس أن ينقل المعتقلين إلى الطبيب، فيضرب الحراس المصابين في الطريق إلى الطبيب. وفي منطقة الصالة الرياضية [القريبة من قسم التحقيق] كان الحراس يعلقون المعتقلين من أيديهم مع صعقهم بالكهرباء، أو ضربهم بالسياط. كنت أراهم عندما كنت أوصل شحنات المعتقلين. لم أكن قادراً على الجلوس في مكتبي المجاور للصالة الرياضية، بسبب أصوات التعذيب.

- جاد، الذي خدم في قاعدة المخابرات الجوية في المزّة لمدة عام ونصف قبل أن ينشق في أغسطس/آب 2011.[97]

***

علقوني في وضع الشبح ثلاث مرات. في المرة الأولى عُلقت ثماني ساعات، وكنت مقيد اليدين بالأصفاد إلى الجدار مرفوعاً عن الأرض. بعد فترة فقدت الوعي. حدثت المرتان الأخريان لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات.

ضربونا بعصي الوخز بالكهرباء وكابلات الكهرباء. كما ألقوا الحامض من بطارية سيارة على قدمي. أجبروني على الرقاد وأنا مقيد اليدين إلى طاولة، ثم رفعوا قدميّ إلى وجهي وضربوني على أخمص قدمي. كما استخدموا طريقة الدولاب. أجبروني على وضع يدي وقدمي ورأسي عبر إطار سيارة، ثم قلبوني على ظهري وضربوني على أخمص قدمي. كما قيدوا يديّ تحت ركبتي واستخدموا عصا في تعليقي بين سريرين. وضعوني هكذا لمدة ساعة أو ساعتين، مرة أو مرتين يومياً لمدة 4 أيام.

- زخيا البالغ من العمر 48 عاماً، وقد احتجز بمحافظة دمشق في 28 مايو/أيار. رأت هيومن رايتس ووتش ندبات وكدمات على ساقيه، من استخدام الحمض على حد قوله.[98]



فرع باب توما – دمشق [99]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.517811N, 36.313969E

بين شارع المنامة وشارع خليل جبران، على مقربة من ميدان التحرير.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، والضرب بأدوات، الصعق بالكهرباء، الدولاب، البلانكو، الشبح، الحرق بالسجائر.

تعليقات عامة:

طبقاً لمعتقل سابق أمضى خمسة أشهر في مبنى القسم القديم بفرع المخابرات الجوية بباب توما، فإن المنشأة مكونة من 43 زنزانة انفرادية، وفي كل منها 3 أشخاص تقريباً، وحجرتين للاعتقال الجماعي، في كل منها نحو 90 شخصاً. [100]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

بعد اعتقالي بثلاثة أيام أخذوني إلى المحقق. قبل دخول حجرة التحقيق صفعوني وضربوني وركلوني بأحذيتهم السوداء، واستخدموا عصا الوخز بالكهرباء عليّ وأطفأوا سجائر في ظهري، ووقفوا فوقي.

أثناء اعتقالي فقدت الوعي مرة لأنني كنت أعاني من ظمأ شديد. هناك ممرض يعرف أقل القليل عن الرعاية الطبية جاء ليفحصني، لكن بدلاً من أن يساعدني بدأ في ضربي وصفعي لإيقاظي. كان مع الممرضين دائماً عصي خشبية في أيديهم في حال احتاج الضباط المساندة في تعذيب السجناء. رأيت ضباطاً يعذبون أكثر من 30 رجلاً بالعصي الخشبية الغليظة وعصي الوخز بالكهرباء وبطريقة البلانكو فيما كنت مربوطاً في الفناء. ربطوني وعلقوني من يدي وكانت قدميّ مفكوكتان من القيد وكانت أصابع أقدامي فوق الأرض بسنتيمترات قليلة. عذبوني أيضاً بطريقة الدولاب.

- بشير، طالب طب تم القبض عليه في جامعة دمشق في 22 أغسطس/آب وأمضى خمسة أشهر رهن الاعتقال.[101]



فرع درعا [102]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العقيد قصي ميهوب (من دمشق، أُرسل إلى درعا في بداية الاحتجاجات للإشراف على العمليات هناك). [103]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 32.622852N, 36.124829E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات.

تعليقات عامة:

فرع المخابرات الجوية في درعا فيه مركز اعتقال تحت الأرض فيه زنزانة واحدة على الأقل مساحتها 16 متراً مربعاً. يقدر أحد المعتقلين أن الزنزانة كانت تضم 130 شخصاً وقت اعتقاله هناك في يونيو/حزيران 2011. [104]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

ذهبت إلى الجنازة في المقبرة. بعد أن تركتنا قوات الأمن نخرج من المقبرة، فتحوا النار علينا. رقدت على الأرض. استمر إطلاق النار 10 إلى 15 دقيقة. بعد ذلك عندما نهضت قام شخص ما بضربي على مؤخرة رأسي بعصا. سقطت أرضاً، لكنهم استمروا في ضربي. ضربوني على عيني بعصا.

عندما أفقت وجدت نفسي في فرع المخابرات الجوية. كان هناك 4 أشخاص في الزنزانة. ثم نُقلت إلى خارج الزنزانة وتعرضت للضرب في الردهة. أخذوني إلى الفناء في الخارج، حيث ضربوني لمدة ساعتين قبل إعادتي إلى الزنزانة ونقلي إلى فرع آخر.

- فهيم البالغ من العمر 23 عاماً، وقد ضُرب حتى فقد الوعي في جنازة بدرعا في 8 أغسطس/آب. أمضى 3 أيام رهن الاعتقال.[105]

انتظرنا لساعتين ثم بدأوا في استجوابنا مرة أخرى، واحداً وراء الآخر، في زنزانة انفرادية مع شخصين آخرين. ثم أخذونا إلى حجرة التعذيب.

كانت حجرة تحت الأرض. وهناك مقعد يجلس عليه المحقق، وطاولة. كان هناك شخصان في الحجرة يضربونك بكابل يبلغ طوله متراً داخله سلك معدني ومن الخارج مغلف بالبلاستيك، واتهموني بالمشاركة في المظاهرات وبحمل السلاح. كنت على ركبتيّ ويديّ وراء ظهري. الآخر كان يستخدم حذائه في ضربي في فمي. رحت أنزف. أظهروا لي صورة لبشار الأسد وقالوا لي: من هذا؟ قلت: الرئيس. قالوا: لا، هو ربك.. وضع أحدهم حذائه على رقبتي ووضع الآخر الصورة تحت أنفي. استمر الوضع هكذا لمدة ساعة.

ثم أخذوني إلى الزنزانة وكان فيها نحو 130 شخصاً. كانت مساحة الزنزانة أربعة في أربعة أمتار. وكان الناس مكومون فوق بعضهم البعض، وواقفون وراقدون، إلخ.. كان هناك 10 تقريباً من بين الـ 130 يعانون من الضرب المبرح. كان من الواضح أن أحدهم جاسوس، لكن لم نعرف من هو داخل الزنزانة. قالوا لنا: مرحباً بكم في فرع المخابرات الجوية. هنا تفقدون إيمانكم بالله.

- مروان، الذي اعتقل من بيته في بلدة دعيل في محافظة درعا في يونيو/حزيران. أمضى ليلة في فرع المخابرات الجوية قبل أن يُنقل إلى منشأة اعتقال أخرى.[106]


فرع حمص [107]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد جودت الأحمد[108]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 34.750208N, 36.714788E

إلى جوار دوار الجوية، أمام وزارة الزراعة.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، التهديد، أوضاع مؤلمة، الدولاب.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

أخذونا إلى فرع المخابرات الجوية [في حمص]. كنا ستة في زنزانة واحدة. كانت دورة المياه بالخارج وكان مسموحاً لنا باستخدامها مرتين يومياً. كانوا يعدون "واحد، اثنان، ثلاثة" وعليك الانتهاء مع ثلاثة. إن لم تنته، يأخذونك إلى الدولاب. يضعونك في إطار ويضربونك بالهراوة. الأمر غير طبيعي، لا يمكن تفسيره. حتى اليوم، بعد 3 شهور، ما زالت قدماي عليهما علامات. بدأوا في ضربي واتهامي بإطلاق النار في المدرسة. قاموا بربطي وسحبي من الحبل وضربي. لا يمكنك تحريك رأسك، كما أنك معصوب العينين. يهددوني بالقول بأن علي الاعتراف بأنني أحمل أسلحة وأنني أطلقت النار على الجيش في نقاط تفتيش.

- توفيق، الذي اعتقل في 22 أغسطس/آب 2011.[109]


فرع اللاذقية [110]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العقيد سهيل العبدالله

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.529489N, 35.799074E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الصعق بالكهرباء، الفلقة، الدولاب، التهديدات، الاعتداءات الجنسية.

تعليقات عامة:

في فرع المخابرات الجوية باللاذقية مركز اعتقال تحت الأرض.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

أمرني المحقق بأن أخبره كل شيء. قلت له إنني لا أعرف شيئاً لكن لو كانت لديه أسئلة فسوف أجيبه. طلب من الضباط أن يأخذوني بعيداً ويلقنونني درساً ثم يعيدوني. أخذني الضباط إلى الحجرة المجاورة. بدأوا في ضربي حتى سقطت على الأرض. أجبروني على الرقاد على ظهري ووضعوا قدميّ داخل الإطار ثم دفعوا رأسي ويدي داخل الإطار أيضاً. ثم بدأوا في ضربي بعصا حديدية على ركبتيّ. بعد ذلك سكبوا الماء على ساقي وأخذوني لأقابل المحقق. فيما بعد عرفت أنهم سكبوا الماء حتى تدور الدماء مرة أخرى في ساقيّ.

لا أعرف مدة ضربهم لي، وكان هناك شخصان يقومان بضربي. كرر المحقق نفس الأسئلة التي لا إجابة لها عندي. قال للحراس أن يأخذوني إلى الزنزانة وقال لي أن أسأل من معي في الزنزانة عما سيحدث لي إذا لم أخبره بكل شيء أعرفه. أخذوني إلى الزنزانة دون ملابسي وسكبوا الماء على الأرض حتى لا أتمكن من الرقاد كي أنام.

- شهيد، الذي اعتقل من بيته في 20 مايو/أيار 2011.[111]

***

صعدنا للطابق العلوي إلى مكتب مدير الفرع. بدأ مساعده في طرح الأسئلة عليّ. لماذا أنا هنا؟ اتهمني بالذهاب للمظاهرات وقال إن هناك من يعطيني النقود كي أذهب للمظاهرات. وقال إنني أعمل في تهريب الأسلحة ولصالح الحريري [سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق]. أنكرت ما قاله.

ثم أخذوني للدور الأسفل إلى حجرة التحقيق لكي أُعذب. كان ذلك المكان تحت الأرض بطابق واحد. ربطوني إلى المقعد الكهربائي. كانوا يسألون نفس الأسئلة ويسبونني ويضربونني. ضربوني بأيديهم واقدامهم وكانت هناك بطارية موصل بها سلك، متصلة بأصبعي.

[فيما بعد] ضربوني على أخمص قدميّ بعصا. كان هناك حزاماً غليظاً مربوطاً حول ساقي حتى لا أتمكن من تحريكهما. كنت راقداً ووجهي للأرض وساقي مشرعان لأعلى. كان هناك شخصان يضربانني على رقبتي. في هذا الوضع تتمنى الموت، تأمل في أن يأتيك الموت. طوال الوقت أثناء الاعتقال لم تعرف أسرتي شيئاً عني. لم يعرفوا إن كنت حياُ أو ميتاً.

- فادي، الذي اعتقل في أبريل/نيسان 2011 عندما ذهب إلى فرع المخابرات الجوية يسأل عن قريب مفقود.[112]

***

[في فرع المخابرات الجوية في اللاذقية] أخذوني إلى الطابق الأسفل، مجموعتان من درجات السلم بينهما انعطافة. كل مجموعة 15 درجة... لم أر وكانت يداي موثوقتان [وكنت عارياً]. كنا في حجرة الاستجواب. راحوا يضربونني على مدار الساعة الأولى بأيديهم. وقد استخدموا بعد ذلك هراوة خشبية. لم أعترف. قال المحقق: أحضرا لي الكهرباء... جلب الحارس كلابتين كهربائيتين. وضع واحدة في فمي، على سنة من أسناني، ثم بدأ في تشغيل الكهرباء ووقفها سريعاً. فعل هذا الأمر سبع أو ثماني مرات، وحسبت أن هذه هي النهاية، أنني لن أخرج من هذا الفرع حياً.

ثم بدأوا في سؤالي: هل ستعترف الآن؟ قلت إن ليس لدي شيئاً أعترف به. أبعدوا الكهرباء من فمي ووضعوها على ركبتيّ. تدفق التيار الكهربائي لأطول مدة هذه المرة. ما زالت هناك علامة في هذا الموضع. شغلوا الكهرباء لمدة طويلة ثم أوقفوها. بدأوا في تعذيبي هنا [مشيراً إلى عضوه الذكري] [بالكهرباء]. كما ضربوني وكان هناك حارس خلفي يشغل الكهرباء. فقدت الوعي، فضربوني ثم صعقوني بالكهرباء مرة أخرى. راح المحقق يضربني بكابل على جميع أنحاء جسدي. كنت ما زلت لا أرتدي أي ثياب ... كانوا يسألونني كل 30 دقيقة إن كنت سأعترف. قلت لا. في تلك اللحظة قالوا، سوف نقتلك، فقلت: لا بأس اقتلوني، الموت أفضل من التعذيب. عندما تصعق بالكهرباء يصاب جسدك كله بالألم. أمضيت هناك ساعات. اضطروا لحملي على حشية إلى الزنزانة. لم أتمكن من السير بعد ذلك.

- سالم، الذي اعتقل في يونيو/حزيران 2011 فيما كان في عطلة لمدة يومين من الخدمة العسكرية.[113]


إدارة الأمن السياسي


المدير: محمد ديب زيتون [114]

منطقة المزّة - دمشق [115]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.498100N, 36.239823E

تعليقات عامة:

قال معتقلون سابقون لـ هيومن رايتس ووتش إن فرع الأمن السياسي في منطقة المزّة يحتوي على منشآت اعتقال تحت الأرض. قال معتقل إنه و25 إلى 30 معتقلين آخرين وضعوا في زنزانة رقم 21، وكان الرقم مكتوباً على الباب.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الشبح، الصعق بالكهرباء، تهديدات للأسرة، الحرق بالسجائر.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

اتهمني أحد الضباط بأخذ نقود من لبنان لإسقاط النظام. بعد أن استدعى مساعد له لضربي، أخذوني إلى حجرة قريبة من حيث يُعذب الناس وعلقوني من سلسلة طويلة معلقة بمعصميّ بحيث كانت أصابع قدمي تكاد تلامس الأرض. أبقوني معلقاً هكذا ثلاث ساعات.

في الزنزانة لم أتمكن من النوم لأن الزنزانة كانت قريبة من حجرة التعذيب. كانوا يضربون الناس باستخدام العصي الكهربائية، وكنت أسمع الصرخات.

في اليوم التالي علقوني مرة أخرى. كان هناك أشخاص كثيرين معلقين مثلي، في وضع الشبح. كل 30 إلى 45 دقيقة يأتي أحد ليضربني. كنا نحو 6 أو 7 أشخاص معلقين هكذا في أي وقت.

تعرض الجميع للضرب. لم يتحمل البعض الضرب وانهاروا وفقدوا الوعي. لم يركزوا عليّ. عندما كنت أنام كانوا يسكبون الماء عليّ ويطالبونني بالوقوف.

في اليوم الثالث، هددني الضابط بجلب أسرتي وتعذيبهم. أحد السجناء تعرض للضرب أمامي واعترف. قال الضابط للآخرين أن يأخذوه إلى الزنزانة وأن يعاملوه معاملة جيدة. ثم رفع اثنين من مساعديه قدميّ واستخدم الضابط عصا في ضربي على القدمين وعلى مختلف أنحاء جسدي. أطفأوا أعقاب سجائر في يديّ وقدميّ. كما وضعوني لصق الجدار، وراح المساعدون يتسلون بضرب رأسي بالجدار أو ضربي في منطقة مفرق الساقين.

في اليوم الرابع، نقلوني من زنزانة فردية إلى زنزانة عادية. كان الوافدون حديثاً يوضعون في الزنازين الفردية أولاً دائماً. لم يُسمح لنا بالكلام. كنا نجلس إلى جوار بعضنا في صمت. عندما يأتي الضباط قرب الزنزانة المفترض أن يقف الجميع، حتى من هم نائمون، إن لم ننهض نتعرض للضرب.

كان بعضنا يعانون من بقاع سوداء في أجسادهم من أثر الصعق بالكهرباء. لا يمكن للبعض الذهاب لدورة المياه وحدهم. وكان البعض ممن كتبوا شعارات أحرقوا أيديهم بالسجائر. احترقت يداي بالسجائر بدوري. في النهاية اعترفت، لكن تعرضت للضرب مرة أخرى على الجرائم التي اعترفت بها.

- فريد، الذي اعتقل لمدة 25 يوماً. [116]

فرع إدلب [117]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • عاطف نجيب (رئيس الفرع، والرئيس السابق لرفع الأمن السياسي في درعا). [118]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.926529N, 36.629993E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الصعق بالكهرباء، بساط الريح.

تعليقات عامة:

لفرع الأمن السياسي في إدلب مركز اعتقال تحت الأرض، قوامه خمسة زنازين جماعية إلى الجانب الأيسر من ردهة وزنازين فردية ودورة مياه للضباط في الجانب الأيمن. هناك حجرة تحقيق في نفس الطابق. قال اثنان من المعتقلين السابقين كل منهما على انفراد إن المعتقلين كانوا يُعذبون بالكهرباء في الردهة. [119]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

أخذونا إلى رئيس الفرع عاطف نجيب، وكان قد نُقل إلى إدلب من درعاً. سألنا عن أسمائنا ثم قال للآخرين أن عليهم أخذنا للطابق الأسفل و"مضايفتنا".

أخذونا إلى الطابق الأول تحت الأرض وبدأوا في ضربنا بكابلات وعصي كهربائية. وضعونا على جهاز للربط. راحوا يضربوننا ويسبوننا حتى الثامنة صباحاً. أسوّد جسدي من الضرب. في ذلك الحين لم يكونوا قد بدأوا في سؤال أية أسئلة.

وضعوا 25 شخصاً منّا في زنزانة 4 في 4 أمتار. كان قد تم القبض على خمسة أشخاص برفقتي. كل مرة يفتحون الباب يضربوننا.

- سلطان، الذي اعتقل في 15 مايو/أيار على الطريق بين اللاذقية وجسر الشغور. [120]

***

تم إخراج أحد المعتقلين في الزنزانة للاستجواب لأنهم وجدوا اسمه على هاتف أحد النشطاء. عذبوه ببساط الريح وضربوه بالكابلات. صعقوه بالكهرباء ست أو سبع مرات في أجزاء مختلفة من جسده. كان فاقداً للوعي عندما أعاده إلى الحجرة. راح يتبول دماً لمدة ثلاثة أيام. عندما أفرجوا عنّا كان ما زال هو داخل السجن.

- جلال، تم اعتقاله في 25 يونيو/حزيران من قريته في محافظة إدلب، وأمضى 45 يوماً في الاعتقال، منها 19 يوماً في فرع الأمن السياسي بإدلب. [121]

أخذوني إلى حجرة الاستجواب وهي في نفس الردهة. أوثقوا رباط يدي لكنهم لم يعصبوا عيني. كان أحد الضباط يجلس إلى طاولة وهناك آخر يجلس إلى جواره. خاطبني بنفس الشكل المهين. عندما لم أرد على أسئلته نهض وركلني تحت ذقني بقدمه. سقطت فركلني مرة أخرى. اتهموني بالمشاركة في الانتفاضة لكنني قلت إنني ذهبت لجنازة الشهداء لا أكثر. قال إنه لا يوجد شهداء، بل خنازير. استدعى أحدهم وقال له أن "يعلمني" لأنني قلت على المتظاهرين الموتى شهداء.

أخذني إلى الردهة وأوثق رباطي بالباب، وبدأ في صعقي بالكهرباء. لا أعرف الأداة التي استخدموها في صعقي. وبقيت على هذا الوضع لمدة ساعة. راحوا يصعقوني مرة كل خمس دقائق، وفي كل مرة يدوم الأمر ثواني قليلة. كان رأسي معلقاً لا أقدر على تثبيته، وفقدت الوعي، لكنهم سكبوا الماء البارد عليّ.

عندما فكوا يديّ سقطت على وجهي. لم أتمكن من الوقوف فبدأوا في ركلي. عدت إلى حجرة الاستجواب زحفاً. سألني المحقق إن كنت ما زلت أرى أن الموتى شهداء. أجبت بأنني لم أعد أرى هذا، وأنهم محرد موتى.

- عبد الله، تم اعتقاله لمدة يوم في أواسط إبريل/نيسان بعد أن حضر جنازة في جسر الشغور. [122]


فرع حمص [123]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد حسام لوقا (منذ أبريل/نيسان 2012) [124]
  • العميد نصر العلي (حتى أبريل/نيسان 2012، تولى العلي بعد ذلك منصب مدير فرع درعا). [125]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 34.721644N, 36.708581E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الشبح، الدولاب، الصعق بالكهرباء، البلانكو.

تعليقات عامة:

لفرع الأمن السياسي في حمص مركز اعتقال في الطابق الثاني تحت الأرض. طبقاً لمعتقل سابق، تتكون المنشأة من تسع زنازين فردية وحجرة استجواب وحجرة تعذيب في طابق واحد. [126]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

دفعوني على درجات السلم إلى القبو، حيث حجرة التعذيب. أخذوا بطاقة هويتي وحبسوني في زنزانة مترين في متر. كان هناك تسع زنازين انفرادية. بعد ساعتين أخذوني لأقابل المحقق. كانت أمامه أوراق مكتوب فيها أنني أرسل مقاطع فيديو لقناة الجزيرة. أنكرت التهمة، والنتيجة أنني بقيت سبعة أيام معلقاً من يديّ. كانوا ينزلوني ثلاث مرات يومياً لآكل. وكانوا يضربونني على سبيل التسلية.

في القبو طابقين تحت الأرض. أمام حجرة الاستجواب هناك حجرة فيها كل آلات التعذيب. اتهموني بالتحريض على التظاهر وحيازة أسلحة. عذبوني عدة مرات، ورأيت أحد الآلات وكانت تبدو كطاولة عليها أربطة للتقييد. وهناك قيد من تحت الظهر وقيود أخرى عند القدمين. بعد سبعة أيام أخذوني إلى الحبس الانفرادي. في اليوم التالي وضعوني في الإطار. وضعوا قدميّ في الإطار ثم دفعوا راسي داخل الإطار أيضاً. لم أعترف فوضعوني ثلاث مرات على المقعد الكهربائي. كانوا يعذبونني ويعيدونني بعدها إلى الزنزانة.

بعد 16 يوماً نقلوني من الزنزانة إلى حجرة مساحتها 20 في 15 متراً وفيها نحو 60 شخصاً. كل يوم يفرجون عن البعض ويأتون بأشخاص جدد.

- زياد البالغ من العمر 20 عاماً، اعتقل في 25 يونيو/حزيران 2011 وأفرج عنه في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011. [127]


فرع اللاذقية [128]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.527367N, 35.804268E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الاعتداء الجنسي، التهديدات، الدولاب، الشبح، بساط الريح.

تعليقات عامة:

لفرع الأمن السياسي في اللاذقية مركز اعتقال تحت الأرض فيه حجرة استجواب في الطابق نفسه.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

بدأوا في ضربنا (40 شخصاً) قبل أن يسألوا أية أسئلة. كنا معصوبي الأعين مقيدي الأيدي. ركلونا بالأحذية وكسروا بعض أسناني. وضعونا في زنازين انفرادية ثم كانوا يأخذوننا لساعات لضربنا.

بالنسبة لغير المتزوجين، عروهم من ثيابهم وضربوهم على أعضاءهم.

بعد نحو ثلاثة أيام وضعونا في الزنازين، في كل زنزانة سبعة أشخاص. كنا جميعاً عراة، من ثم كنا نرى علامات الضرب على العائدين، وهم يبكون ويبولون الدماء.

كانت الزنزانة تحت أربعة مستويات من درجات السلم، تحت الأرض. كانت باردة ورطبة. كان الطعام كسرة خبز وبعض اللبنة. مكثنا في الزنزانة خمسة أيام عراة طوال الوقت.

استجوبوني 4 مرات. في كل مرة يعذبونني باللكمات والركلات والضرب بالكابلات. وضعوني في إطار. وكانوا يريدون أن أعترف بحمل السلاح وبأنني عضو في عصابة مسلحة.

أجبروني على البصم بأصابعي على بعض الأوراق، لكنني لا أعرف القراءة والكتابة، فلم أعرف المكتوب فيها.

بعد ذلك، اختبأت في مستشفى خاص. أصبت بكسر في بعض الضلوع فلم أكن قادراً على الحركة. أفرجوا عني بعد صدور عفو رئاسي.

- غالب، تم القبض عليه في أواسط أبريل/نيسان إثر مظاهرة في اللاذقية. [130]

***

جردوني من ثيابي وأوثقوا رباط يديّ وراء ظهري وضربوني على عضوي. ثم كبلوا يدي بماسورة معدنية ورفعوني فكانت أصابع قدميّ تكاد تلامس الأرض. أبقوني هكذا لمدة يومين. وعندما أفرجوا عني لم أكن قادراً على الوقوف، إذ كانت قدماي متورمتان تماماً.

بعد ذلك أمضيت خمسة أيام في زنزانة مع ستة أشخاص آخرين. بعد ذلك أخذني 15 عوناً للأمن إلى حجرة منفصلة، وقاموا بسبي بأمي وأختي وهددوني باغتصابي. ثم وضعوني على بساط الريح – كنت راقداً على ظهري موثوق الرباط إلى لوح، ثم رفعوا رأسي وساقي. طوال الوقت كنت مجرد من الثياب. ربطوا أسلاك حول قضيبي وشغلوا الكهرباء. كنت أسمع الطنين. فعلوا هذا نحو خمس مرات لمدة 10 ثواني في كل مرة. فقدت الوعي.

عندما أفقت كانوا يدفعون ساقي ويدي داخل إطار. أصبح جسدي كله أزرق من الضرب.

- عامر البالغ من العمر 23 عاماً، تم القبض عليه في مارس/آذار 2011 بمحافظة إدلب. [131]


فرع درعا [132]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد ناصر العلي (منذ أبريل/نيسان 2012. كان قبلها رئيس فرع الأمن السياسي في حمص) [133]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 32.630235N, 36.108123E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

وضعوني في سيارة وتحركوا بي إلى فرع الأمن السياسي في درعا. هناك كان يوجد نحو 50 معتقلاً آخرين [وصلوا لتوهم بدورهم]. أعرف ذلك لأنهم نادوا على جميع الأسماء. ثم دفعونا جميعاً على الأرض وكانت وجوهنا لصق الأرض. مكثنا هكذا عدة ساعات. أي شخص يتحرك يضربونه أو يقفون فوقه. ثم وضعونا في سيارة كبيرة وأخذونا إلى دمشق. داخل السيارة استخدموا عصي الوخز بالكهرباء كلما تحدثنا.

- جهاد، تم القبض عليه في درعا في 4 أبريل/نيسان 2011. [134]


إدارة المخابرات العامة


المدير: علي مملوك [135]

الفرع 285 - دمشق [136]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد إبراهيم معلّا (رئيس الفرع منذ أواخر 2011)[137]
  • العميد حسام فندي (رئيس الفرع حتى أواخر 2011)

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.499805N, 36.291313E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الصعق بالكهرباء، بساط الريح، أوضاع مؤلمة (الوقوف لفترات طويلة)، اعتداءات جنسية (التعرية لفترات طويلة).[138]

تعليقات عامة:

يقع الفرع 285 داخل مجمع يحتوي على الفرع الإداري لإدارة المخابرات العامة. طبقاً لمنشق من الفرع 285، فإن مركز الاعتقال يقع تحت مرأب. هناك خمسة طوابق فوق الأرض وطابقين تحت الأرض. الطوابق الخمسة فوق الأرض هي مكاتب. وفي الطابق الأرضي هناك حجرات استجواب ونحو 250 زنزانة حبس انفرادي. وهناك 17 حجرة استجواب، لكن العدد زاد. هناك أيضاً خمس زنازين جماعية كبيرة في كل طابق. المدخل يقع في الطابق الأرضي. يقدر المنشق أن هناك 1500 معتقل في الفرع 285.[139] قال معتقل سابق إنه وضع في زنزانة مساحتها 25 متراً مربعاً مع 74 معتقلاً آخرين.[140]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

كنا نحتجز الرجال وبعض الأطفال في سن 13 عاماً وأكبر. ربما قمت بنفسي بالقبض على 40 طفلاً كانوا يذهبون للمظاهرات. وربما كان في المنشأة نحو 1500 معتقل، يأتون ويذهبون.

يقومون بالتعذيب بالكهرباء. يقومون بربط الشخص إلى سرير عسكري حديدي تماماً ويقومون بكهربة السرير أو وضع مياه على الأرض وإجبار الشخص على الرقاد على المياه ثم يوصلون الكهرباء. كنت أذهب أحياناً إلى حجرات الاستجواب، رغم أنني لم أكن متواجداً هناك بشكل عام، وهناك أرى [التعذيب]... [من الأساليب الأخرى] يجبرون المعتقل وهو موثوق اليدين أعلى الرأس ومربوط إلى قضيب معدني يبرز من الحائط، بالوقوف على الحائط. يؤدي هذا إلى ألم كبير في الظهر. أحياناً يتركون المعتقلين عراة، ويصاحب ذلك الصفع واللكم المتكرر. ترى المعتقلين يفقدون الوعي من هذا الأمر...

ترتيب [عملية الاستجواب] غير مهم. تفهم من الناس حولك ما المطلوب منك. لا أحد يقول: لماذا تضرب، بل يقولون: اضرب! إن لم تضرب أو تعذب تخشى على نفسك. ذات مرة قال أحدهم لي: لم لا تضربه، اضربه... لم أرغب في الانشقاق. طلب مني أبي أن أنشق، فالأشياء التي رآها لم أرها [أثناء خدمتي].

- فخري البالغ من العمر 24 عاماً، كان يخدم في الفرع 285 قبل أن ينشق.[141]

***

لم يوجهوا أية أسئلة، بل بدأوا في تعذيبي على الفور. أخذوني إلى طابق تحت الأرض، وأنا معصوب العينين مقيد اليدين. ما إن دخلت الحجرة حتى ركلني أحدهم من الخلف، فسقطت أرضاً. بدأوا في ضربي بكل ما تصل إليه أيديهم، بالعصي والكابلات واللكمات والركلات. دام الأمر نحو الساعة. بعد ذلك، أخذوني إلى حجرة أخرى للاستجواب.

سألوني لماذا أتظاهر، وماذا أريد. لم أقل لهم شيئاً. أمر أحد الضباط جندياً بأن يصعقني بالكهرباء. أجلسوني وكنت ما زلت معصوب العينين، لكنني كنت أرى من تحت عصابة العين أنهم يضعون كلابة على إصبع قدمي اليسرى الأكبر. ثم فقدت الوعي على الفور.

- فراس البالغ من العمر 27 عاماً، تم القبض عليه في 7 يوليو/تموز وأمضى 23 يوماً رهن الاعتقال في الفرع 285.[142]


فرع الخطيب - دمشق [143]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 33.520416N, 36.311783E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الأوضاع المؤلمة، الفلقة، الصعق بالكهرباء، التهديدات.

تعليقات عامة:

يتكون فرع الخطيب من ثلاث مباني. هناك مبنى واحد على الأقل منها فيه منشأة اعتقال تحت الأرض قوامها سبع زنازين عادية وأربع زنازين انفرادية.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

تم استدعائي للاستجواب مرتين. كانت حجرة الاستجواب في الطابق الثاني. كنا نُضرب من الجميع ونحن ي الطريق إليها. كنا ما زلنا معصوبي الأعين. أثناء الاستجواب جلست على ركبتي. راحوا يلكمونني ويركلونني . كان اتهاماً أكثر منه استجواب. في طريق العوة أجبروني على السقوط من على درجا السلم. إذا لم تتدحرج على السلم يجبرونك على السقوط من عليه مرة أخرى

- بسام البالغ من العمر 30 عاماً، تم القبض عليه قبل مظاهرة في دمشق بقليل، في أواسط يوليو/تموز 2011.[144]

***

كنا نسمع طوال الليل والنهار أصوات رجال يُعذبون. هناك شخص ساعد في تنظيم المظاهرات، أجبرونه على الوقوف على ركبتيه طوال مكوثه في الزنزانة. أثناء التحقيق كانوا يهددوني بالتجريد من الثياب والتعذيب بالدولاب. لم نكن نعرف الوقت فلم نعرف متى موعد الصلاة. لم نتمكن من النوم بسبب أصوات التعذيب. الفتاة الأخرى معنا في الزنزانة قالت لي إنهم صفعوها عدة مرات وركلوها في بطنها.

رأيت قوات الأمن تصفع صبياً يبلغ من العمر 12 عاماً في الردهة. كما جلبوه ليقول إنه رآنا في المظاهرة. لكن الصبي أقسم أنه لم يرنا من قبل، فصدقوه. كانت الزنازين قريبة من بعضها وهناك ثقوب في الباب كنت استخدمها لأرى ما يحدث في الخارج.

- مروة البالغة من العمر 25 عاماً، تم القبض عليها مع صديقة لها بالقرب من مظاهرة في دمشق في يناير/كانون الثاني 2012.[145]

***

عندما وصلنا إلى فرع الخطيب رأينا رجال بأعين معصوبة، وهم يُعذبون. رأيت الدم على الأرض. وضعونا في حجرة ثم جاءت امرأة لتفتيشنا بعد أن أمرتنا بأن نخلع ثيابنا. كنا ثلاث فتيات في الحجرة. في الليلة الأولى لم يحدث أي استجواب.

كنا نرى الحجرات من حولنا لأن هناك ثقب صغير في الباب معلقة عليه شبكة معدنية. فقدنا الإحساس بالوقت. تمكنّا من رؤية كيف يُضرب الرجال ويستجوبون. بعض الرجال لم يكونوا يرتدون أي ثياب وكانوا جالسون في وضع السجود. لا أصدق كيف ضُربوا كثيراً هكذا بالهراوات المكهربة.

في اليوم التالي أخذونا كل على انفراد لنقابل المحقق. كنت أول من ذهبت. طلب مني المحقق مرة أخرى أن أعترف وأن أقدم أسماء أصدقائي. إن فعلت، على حد قوله، فسوف يدعني أخرج فوراً. خذوا تفاصيل حسابي على الفيس بوك وبدأوا في فحصه والبحث عليه. قال إنني صديقة لرجل من حماة وبدأ يسألني أسئلة عنه. سألني كيف عرفته وما الذي يحدث بيننا. أوضحت له أننا أصدقاء لا أكثر. ثم أمرني بأن أخبره باسم الرجل الحقيقي وإلا ضربني بفلقة. ثم سألني إن كنت محافظة أو ليبرالية، فقلت له لا هذا ولا ذاك. ثم سألني إن كان الرجل من حماة ينتمي للإخوان المسلمين. قلت له بالطبع هو لا ينتمي إليهم.

بعد أن انتهى عدنا إلى الحجرة، ومعي صديقتي والفتاة الأخرى. فيما كنا هناك في الحجرة سمعنا شخصاً يصرخ من الخارج لأنه يتعرض لألم بشع. اعترف بأسماء خمسة من أصدقائه. نفس الرجل أخذوه إلى حجرة الاستجواب وسأله المحقق إن كان قد رآني في المظاهرة فقال نعم. أخذوا الفتاة الثالثة للاستجواب، وبدأنا نسمع نساء يصرخن. سألناها عندما عادت لكنها أعلنت أنها ليست من صرخت. كانوا يضربون طفلاً كان قد ذهب للمظاهرة. رحت أفكر أن هذا هو نفس الطفل الذي جلبه المحقق وسأله إن كان قد رآنا في المظاهرة، وقال إنه لم يرنا.

بينما كنا هناك جلبوا أكثر من 50 معتقلاً. يوم الجمعة أجبرونا على البصم بالأصابع على ورقة ورد فيها إننا كنا في مظاهرة نردد شعارات طائفية، وأننا قمنا بسب الرئيس وطالبنا بقلب نظام الحكم، وأننا نحمل ملصقات تخص الجيش السوري الحر. قمت بالبصم على الورقة وكذلك على ورقتين خاليتين.

- سلمى البالغة من العمر 20 عاماً، تم القبض عليها مع صديقة في دمشق.[146]


فرع اللاذقية [147]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.529572N, 35.803867E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الصعق بالكهرباء.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

كنت جالساً على ركبتي في حجرة الاستجواب. أحسست برجلين يضربانني. ركلوني وصفعوني. قال المحقق إن هناك شهود ضدي يقولون إنني أنظم مظاهرات. كان يقول إنني شجعت الناس على الخروج للتظاهر. قلت لا، فوضعوني على الجانب وجلبوا رجلاً آخر قال إنني أعطيته نقوداً ليذهب للمظاهرات. لم أتعرف على صوته., وقعت على ورقة بيضاء تفيد بأنني لن أذهب للمظاهرات أو أقول الله أكبر. بقيت في الاعتقال لمدة 15 يوماً، وكنت في الحبس الانفرادي ولم أر أحداً.

[كان هناك صبية أيضاً] وكانوا يتعرضون للضرب. سمعتهم يقولون: نحن لا نعرف يا عمي.. وكان يبدو من الصوت أن عمر الولد 13 عاماً.

صعقوني بالكهرباء في أماكن لا يمكنني ذكرها. فعلوا ذلك أكثر من مرة. كان ذلك في حجرة الاستجواب. كل يوم هناك استجواب. وكانت أسئلتهم تعتمد على أجوبتي. كانوا يريدون أن أتعاون معهم لكنني رفضت وعندما استخدموا الكهرباء.

- مالك البالغ من العمر 28 عاماً، تم القبض عليه في اللاذقية أواخر أبريل/نيسان 2011 ومكث في الاعتقال لمدة 15 يوماً.[149]



فرع حلب [150]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 36.211922N, 37.134705E

تعليقات عامة:

تحت الأرض.

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الفلقة، الصعق بالكهرباء، البلانكو.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

أخذوني إلى فرع أمن الدولة، حيث جردوني من ثيابي. كانت يديّ مربوطتين بقيود بلاستيكية من وراء ظهري. كنت عارياً وجالساً على ركبتي. كنا تحت الأرض. راحوا يضربونني باللكمات والهراوات والركلات. كان هناك أشخاص إلى جواري يتعرضون للضرب.

كان هناك طفل يبلغ من العمر 8 أعوام وكان يتعرض بدوره للضرب. سمعت الجنود يسألون بعضهم: "أين الصبي؟" كان في المسجد معنا عندما تم القبض علينا. وهم يضعوننا في الشاحنة قال أحد رجال الأمن للسائق [متحدثاً عن الصبي]. "هذا الصبي هو هديتك اليوم". لا أعرف ما الذي حدث له.

فصلونا وقسمونا حسب الحي. من هم من حماة وحمص تلقوا أسوأ معاملة. لم يكن هنالك أي طعام. في اليوم التالي أخذونا [إلى منشأة أخرى].

- سليمان البالغ من العمر 23 عاماً، طالب في جامعة حلب، وتم اعتقاله في أغسطس/آب 2011 بعد القبض عليه من المسجد.[151]

***

اتهمني المحقق بأنني على صلة "بالإرهابيين" فأنكرت التهمة. كان يريدني أيضاً أن أعترف بأنني منظم المظاهرات، فرفضت. ثم دخل شخص آخر الحجرة وبدأ يضربني بسوط، وانضم إليه شخص ثالث. دفعوني على الأرض وأجبروني على رفع قدميّ، وبدأوا في ضربي على أخمص القدمين. بعد نصف ساعة أخذوني مرة أخرى إلى الزنزانة، وهم يقولون إن علي التفكير فيما أقوله. ضربوني هكذا مرتين آخريين قبل وضعي في سيارة وأخذي إلى فرع المخابرات الجوية.

- نضال، تم القبض عليه في حلب يوم 4 يوليو/تموز 2011.[152]



فرع إدلب [153]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.923065N, 36.633038E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات، الصعق بالكهرباء، نزع الأظافر، الأوضاع المؤلمة، الفلقة، الشبح، التهديدات.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

سألوني إن كنت اذهب إلى المظاهرات فقلت "أجل". سألوني كم مرة، فقلت "كثيراً". لم يضربونني. حاولوا مناقشة الأمر معي. كنت معصوب العينين وهناك ثلاثة محققين. أثناء الاستجواب كنت مربوط اليدين.

في اليوم الرابع ذهبت للاستجواب وبدأوا في سؤالي عن الصور، فقلت لا، لم ألتقط صوراً، فقال المحقق إن هناك من أخبره بشأني. ثم بدأوا في عرض أسماء عليّ فقلت لا لا أعرف هؤلاء الناس، فقالوا في هذه الحالة فسوف أعترف بطريقتهم.

راح أربعة منهم يضربونني. كانوا يضربونني على قدميّ من أعلى، على أصابع أقدامي، بهراوة خشبية، وهناك شخص آخر يضربني بعصا وخز بالكهرباء واثنين آخرين يضربانني بأيديهم. سقطت على الأرض ولم أعترف.

ثم ربطوا يديّ فوق راسي. كنت قادراً على الوقوف، لكن يدي فوق رأسي. بقيت على هذا الوضع أربع ساعات. اضطررت للوقوف على قدم واحدة. عندما أنزل قدماً يضربونني، وكنت معصوب العينين.

ثم أخذوني إلى حجرة التعذيب لصعقي بالكهرباء. ضربوني بسوط وصعقوا أصابع أقدامي. لم أعترف بشيء. في حال عدم الإجابة على سؤال تتعرض للصعق. استمر الأمر هكذا ست ساعات كل يوم. في اليوم الحادي عشر كان هناك محقق جديد وضعني على الأرض وأوثق رباط يديّ وضربني. كان معه سوط. كنت معصوب العينين، وكان يجلس على مقعد وأنا تحته. ضربني بسوط معدني على أخمص قدمي وعلى فخذيّ وكذلك أعلى... جذبني من أصابع أقدامي. قلت هذه هي النهاية. جذب لحيتي وأظافري بكلابات. ما زال نصف الظافر مفقوداً. ثم أخذوني وعلقوني في وضع الشبح من الباب لست أو سبع ساعات. هددوني بجلب أمي وأشقائي الأصغر. لم أعترف بشيء سوى بالذهاب للمظاهرات.

- طارق الذي كان يصور المتظاهرين، تم القبض عليه في إدلب في 27 أغسطس/آب وأمضى 24 يوماً في فرع المخابرات العامة في إدلب.[154]



فرع حمص [155]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • العميد فراس الحمد [156]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 34.732488N, 36.702074E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الضرب بأدوات.

شهادات للضحايا وشهود العيان:

أخذني ثلاثة حراس إلى زنزانة وبدأوا في ضربي على ظهري، وسألوني عن أنواع الأسلحة التي معنا ومن أين تأتينا. عندما سألت: أي أسلحة؟ ضربوني مرة أخرى. في النهاية بدأت أوافقهم على أي شيء كي أنقذ حياتي. لم يعد هناك مكان في جسدي لم يتعرض للضرب. ضربوني بالهراوات والكابلات، كنت لأوافقهم على أن لدي دبابة.

- عاصي، تم القبض عليه في حمص في 1 يوليو/تموز 2011، واحتجز في فرع المخابرات العامة في حمص ستة أيام.[157]

***

كان هناك الكثير من المعتقلين معي. ضربونا على الرأس بكعوب البنادق. لم أتمكن من تحريك قدمي لمدة عشرة أيام بعد الإفراج عني. كنت في زنزانة مساحتها ثلاثة في ثلاثة أمتار، مع 40 معتقلاً آخرين. كانت مزدحمة لدرجة أننا كنا نتناوب في النوم. جعلوني أضع بصمات أصابعي على وثيقة، لكن لم أر المكتوب فيها. مكثت في ذلك المكان شهرين.

- شفيق، تم القبض عليه بالقرب من بلدة تلبيسة في أبريل/نيسان 2011.[158]

***

استجوبوني في نفس يوم وصولي، لكنهم كانوا قد أخذوا بالفعل جميع المعلومات من الاستجوابات في الفرع السابق، وكانت الأوراق أمامهم. سألوني أسئلة وبين الأسئلة يضربونني بكابلات كهربائية على ظهري. وضعوني في زنزانة فردية أكبر. كان هناك نحو 12 شخصاً فيها، وقد مكثت هناك نحو 7 أو 8 أيام دون أن يستجوبني أحد. كان هناك رجل معي في الزنزانة مصاب بالاختناق، وكان يحتضر. كان الظلام دامساً وكان الكلام محظوراً. عندما تنتهي قدرتنا على التنفس نطرق على الباب بقوة حتى يحضر أحد الحراس فيفتح الباب لدقيقتين ثم يغلقه ثانية.

عندما أخذوني للاستجواب رأيت نحو 14 رجلاً يقفون في الردهة وكان الضباط يضربونهم بظهر مسدساتهم. استخدموا البلانكو... إذ علقوني من قدمي وكان رأسي مدلى لأسفل، وقاموا بضربي. سألني الضابط نفس الأسئلة. عندما انتهى أخذوني إلى الزنزانة.

- زياد البالغ من العمر 25 عاماً، تم اعتقاله في 25 يونيو/حزيران 2011 وأفرج عنه في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.[159]


مراكز اعتقال مؤقتة ومشتركة


السجن المركزي - إدلب [160]

الضباط المسؤولون عن المنشأة:

  • باسل بلال (ضابط شرطة متورط بشكل مباشر في التعذيب) [161]
  • أحمد كفان (ضابط شرطة متورط بشكل مباشر في التعذيب) [162]
  • بسام المرسي (ضابط شرطة متورط بشكل مباشر في التعذيب) [163]

الموقع:

الإحداثيات الجغرافية: 35.926587N, 36.636158E

أساليب التعذيب والمعاملة السيئة الموثقة:

الضرب، الفلقة، بساط الريح، الصعق بالكهرباء، الاعتداءات الجنسية.

تعليقات عامة:

يتكون سجن إدلب المركزي من خمسة طوابق، منها القبو. طبقاً لحارس سابق في السجن، فإن قوات الأمن أخذت ما هو فوق الطابق الثالث والقبو بنهاية أبريل/نيسان وبدأت في جلب المعتقلين إليه لأن مراكز الاعتقال الأخرى أصبحت ممتلئة عن آخرها. [164] أغلب المعتقلين السابقين في السجن المركزي الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش كانوا معتقلين على صلة بحملة اعتقالات موسعة إثر قتل 120 عنصراً من الأمن في مطلع يونيو/حزيران. [165] شدد العديد من المعتقلين السابقين على أنه كان بين المعتقلين أطفالاً، وأنهم كانوا يُعذبون بدورهم. [166]

أوضح حارس سابق ومعتقلين سابقين إن "اللجنة الأمنية" من الممثلين للقطاعات الأمنية والأجهزة المخابراتية الأساسية كانت مسؤولة عن الطابق الثالث والقبو، لكنهم رأوا مدير السجن هناك. قال بعض المعتقلين إن الأمن السياسي مسؤول بالأساس عن الطابق الثالث، بينما المخابرات العسكرية مسؤولة عن القبو.

الطابق الثالث يتكون من زنزانة جماعية كبيرة واحدة على الأقل، 50 إلى 70 متراً مربعاً. بينما عدد المعتقلين في الزنزانة كان يتباين من فترة لأخرى، فقد كان عادة ما بين 120 إلى 130 شخصاً. كما كان الطابق الثالث يضم عدداً من حجرات التعذيب ذات الأبواب المعدنية وحجرات استجواب بأبواب خشبية وحجرة طبية. [167] القبو عبارة عن مساحة كبيرة مفتوحة – قدر معتقل سابق أنها 400 متر مربع – مقسمة إلى زنازين تفصل بينها فواصل.

قام عدد من الأجهزة الأمنية بتعذيب المعتقلين في الطابق الثالث وفي القبو. عرض عدد من المعتقلين والحارس السابق أوصافاً تفصيلية بكيفية تورط ضباط الشرطة الثلاثة المذكورين أعلاه بشكل مباشر في الكثير من أعمال التعذيب في الطابق الثالث. [168]

قال حارس السجن السابق الذي كان مسؤولاً عن جلب الطعام للمعتقلين، قال إنه كان يوجد نحو 900 سجين في القبو وأكثر من 300 سجين في الطابق الثالث، في أكتوبر/تشرين الأول 2011. تقدم المعتقلين السابقون بتقديرات مشابهة. [169]

شهادات للضحايا وشهود العيان:

بعد وصولنا إلى الطابق الثالث، بدأ الحراس في المناداة على أسماء المعتقلين. كان لابد من إعادتهم إلى الزنزانة في بطانية بسبب التعذيب. كانت أقدام بعض الأشخاص حمراء ومتورمة من الضرب.

في اليوم التالي نادوا على اسمي. لم أتمكن من السير بسبب الضرب في اليوم السابق، لكن أحد الحراس ضربني بكابل فقفزت على قدميّ.

جرجروني إلى حجرة فيها مقعدين طوليين. وضعوني على أحدهما ورفعوا قدميّ وضربوني 32 مرة على أخمص القدمين. لم أتمكن من الكلام. كنت لأخبرهم بكل شيء.

ثم أعادوني إلى الزنزانة، وقد حملوني في بطانية لأنني غير قادر على السير. وضعت قدمي في الماء ثم بدأت أبكي.

بعد 25 يوماً [من التعذيب عدة مرات] أرسلوني إلى القبو حيث استجوبوني 3 مرات. كان الوضع أسوأ في القبو. قالوا لي إنهم لن يعذبوني إذا صدقوني. قالوا: لكننا لا نصدقك، نحن سنقتلك... ثم وضعوني على بساط الريح وقالوا إنهم سيضربونني 130 مرة وأن عليّ إحصاء عدد الضربات. قالوا إنهم سيبدئون من البداية لو أخطأت في العدّ. عندما أحصيت حتى 99 ضربة، استخدم المحقق عصا وخز بالكهرباء في ظهري ليجعلني أقف وأجبرني على العودة إلى الزنزانة.

- يزيد البالغ من العمر 31 عاماً، تم القبض عليه في 9 يونيو/حزيران وأمضى 69 يوماً في سجن إدلب المركزي. [170]

***

أجبروني على خلع ثيابي. ثم بدأوا في الضغط على أصابعي بكلابات. استخدموا دباسة ورق لغرس دبابيس في أصابعي وصدري وأذني. لم يُسمح لي بإخراجها إلا إذا تكلمت. كانت الدبابيس في الأذنين هي الأكثر ألماً. استخدموا سلكين موصلين ببطارية سيارة لتعذيبي بالصدمات الكهربائية. استخدموا عصي الوخز بالكهرباء على عضوي الذكري مرتين. حسبت أنني لن أرى أسرتي مرة أخرى. عذبوني هكذا ثلاث مرات على مدار 3 أيام.

- خليل البالغ من العمر 31 عاماً، تم القبض عليه في محافظة إدلب في 29 يونيو/حزيران وأمضى نحو الشهرين في عدة مراكز اعتقال، ومنها شهر تقريباً قضاه في سجن إدلب المركزي. [171]


شكر وتنويه

أجرى بحوث هذا التقرير وقام بكتابته أولى سولفانغ، باحث قسم الطوارئ، وأنا نيستات نائبة مدير قسميّ البرامج والطوارئ، وباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضل عدم ذكر اسمه. وقدم عدد من العاملين بالمنظمة واستشاري – فضلوا بدورهم عدم ذكر أسمائهم – مساعدات بحثية قيّمة.

قام بمراجعة وتحرير التقرير كل من نديم حوري، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكلايف بالدوين، استشاري قانوني أول، وتوم بورتيوس، نائب مدير قسم البرامج. راجع سامر مسقطي – الباحث بقسم حقوق المرأة – أجزاء من التقرير، وراجعت بريانكا موتابارثي الباحثة في قسم حقوق الطفل أجزاء أخرى من التقرير. أعد التقرير للنشر آدم كوغل – منسق قسم الشرق الأوسط – وغريس شوي مديرة المطبوعات وفيتزروي هوبكنز مدير الإنتاج. نسق عمرو خيري ترجمة التقرير إلى العربية وساعد في الإنتاج. أنتج المالتي ميديا المصاحبة للتقرير مدير المالتي ميديا بيير بيرين، وأماندا بايلي ومريم دويدار، المنتجتان المساعدتان، وآنا لوبريور، منتجة المالتي ميديا.

نعرب عن وافر الامتنان للأفراد الذين أطلعونا على تجاربهم رغم احتمال تعرضهم لعواقب ذلك من السلطات. كان التزامهم بالكشف عن تجاربهم رغم المخاطر والتحديات مصدر إلهام لنا.



[1] انظر "اعتداءات جنسية في المعتقلات السورية"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 15 يونيو/حزيران 2012، http://www.hrw.org/ar/news/2012/06/15-1

هيومن رايتس ووتش، "أحرقوا قلبي: جرائم حرب في شمال إدلب في أثناء مفاوضات خطة السلام، مايو/أيار 2012، http://www.hrw.org/reports/2012/05/02/they-burned-my-heart-0 ،

" سوريا : يجب الكف عن تعذيب الأطفال"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 3 فبراير/شباط 2012، http://www.hrw.org/ar/news/2012/02/03-0

وأنظر أيضاً هيومن رايتس ووتش، "وكأننا في حرب: قمع المتظاهرين في محافظة حمص، سوريا، نوفمبر/تشرين الثاني 2011. http://www.hrw.org/ar/reports/2011/11/11-0

هيومن رايتس ووتش، "لم نر مثل هذا الرعب من قبل: ارتكاب قوات الأمن السورية جرائم ضد الإنسانية في درعا، يونيو/حزيران 2011، http://www.hrw.org/ar/reports/2011/06/01-0

"سوريا: تعذيب متفش للمتظاهرين المعتقلين"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 15 أبريل/نيسان 2011، http://www.hrw.org/ar/news/2011/04/15-1

[2] مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، إحصائيات عدد المعتقلين، http://vdc-sy.org/ index.php/ar/ (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[3] هيومن رايتس ووتش، "بأي طريقة": مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا، ديسمبر/كانون الأول 2011، http://www.hrw.org/ar/reports/2011/12/15-0

[4] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012

[5] الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، التي تم تبنيها في 20 ديسمبر/كانون الأول 2006، بقرار الجمعية العامة رقم 61/177، وثيقة الأمم المتحدة أ/قرار/61/177 (2006)، G.A. Res. 61/177, U.N. Doc. A/RES/61/177 (2006), ودخلت حيز التطبيق في 23 ديسمبر/كانون الأول 2010، المادة 2 [لم تصدق سوريا على الاتفاقية].

[6] نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وثيقة الأمم المتحدة أ/مؤتمر 183/9، 17 يوليو/تموز 1998، , U.N. Doc. A/CONF.183/9 ودخل حيز التطبيق 1 يوليو/تموز 2002، المادة 7.

[7] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حاتم، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[8] مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع سمير، 14 ديسمبر/كانون الأول 2011.

[9] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012. أيد المعتقل الذي ضرب لركله الباب هذه الأقوال في مقابلة منفصلة بموقع مختلف. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يزيد، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[10] انظر أيضا منظمة العفو الدولية، "سوريا: ‘كنت أريد أن أموت‘: الناجون من التعذيب السوري يتكلمون" ، A.I. Index MDE 24/016/2012 ، 14 مارس/آذار 2012، http://www.amnesty.org/ar/library/info/MDE24/016/2012/en (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[11] هيومن رايتس ووتش/الشرق الأوسط، سوريا تخلع القناع: قمع حقوق الإنسان على يد نظام الأسد ( New Haven: Yales University Press, 1991 )، ص 54-57

[12] "اعتداءات جنسية في المعتقلات السورية"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 15 يونيو/حزيران 2012، http://www.hrw.org/ar/news/2012/06/15-1 .

[13] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حليم، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 .

[14] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عفيف، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[15] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عامر، 10 يناير/كانون الثاني 2012

[16] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع وليد، 13 أبريل/نيسان 2012؛ مع غسان، 15 أبريل/نيسان 2012؛ مع غسان ج.، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2011؛ مع محمد م.، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[17] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حبيب، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يزان، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رمزي، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زخيا، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2011؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مهدي، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[18] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زاهي، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[19] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فتحي، 30 يوليو/تموز 2011.

[20] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زاهي ، 7 يناير/كانون الثاني 2012؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[21] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فارس، 23 مايو/أيار 2011؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أيمن، 23 مايو/أيار 2011.

[22] وفق مركز توثيق الانتهاكات، مات 428 من الـ575 جراء التعذيب، وتم إعدام 76 دون تعذيب، وإعدام 71 بعد تعذيبهم. تم استبعاد من جرى إعدامهم ميدانياً، واستبعاد الإعدام والتعذيب الذين تما دون أدلة على تورط الدولة. لكل حالة وفاة، جمع مركز توثيق الانتهاكات الاسم والعمر وتوقيت الوفاة ومكانها، انظر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، إحصائيات عدد الشهداء، http://vdc-sy.org/index.php/en/ (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[23] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع وليد، 13 أبريل/نيسان 2012

[24] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع غسان، 15 أبريل/نيسان 2012.

[25] العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تم تبنيه في 16 ديسمبر/كانون الأول 1966 بقرار الجمعية العامة 2200أ (21)، ملحق 21 U.N. GAOR (رقم 16) في 52، وثيقة الأمم المتحدة أ/6316 (1966)، 999 U.N.T.S. 171 ، ودخل حيز التطبيق في 23 مارس/آذار 1976، وانضمت إليه سوريا في 21 أبريل/نيسان 1969، المواد 4 و7 من اتفاقية مناهضة التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (اتفاقية مناهضة التعذيب)، قرار الجمعية العامة 39/46، وثيقة الأمم المتحدة أ/39/51 (1984) التي دخلت حيز التطبيق في 26 يونيو/حزيران 1987، وانضمت إليها سوريا في 19 أغسطس/آب 2004.

[26] نظام روما الأساسي. وقعت سوريا، وإن لم تصدق، على نظام روما الأساسي وبهذا فهي ملزمة بالامتناع عن الأفعال التي من شأنها "إهدار الغرض من المعاهدة". انظر المادة 18 من اتفاقية فيينا بشأن قانون المعاهدات، 1969، الأمم المتحدة، سلسلة المعاهدات، مجلد 1155، ص 331، التي انضمت إليها سوريا في 1970. وقعت سوريا على نظام روما الأساسي في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2000.

[27] نظام روما الأساسي، المادة 25 (3)، التي تنص جزئياً على: "اتفاقاً مع النظام الأساسي، يتحمل الشخص المسؤولية الجنائية ويقع تحت طائلة العقوبة عن جريمة داخلة في اختصاص المحكمة إذا كان ذلك الشخص:

(أ‌) قد ارتكب مثل تلك الجريمة سواء كفرد أو بالاشتراك مع آخر أو عن طريق شخص آخر، بغض النظر عن مسؤولية ذلك الآخر الجنائية من عدمها؛

(ب‌) قد أمر بارتكاب مثل تلك الجريمة أو كلف الغير به أو حرض عليه، حين تقع الجريمة فعلياً أو يتم الشروع فيها".

[28] نظام روما الأساسي، المادة 28.

[29] نظام روما الأساسي، المادة 27.

[30] مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، إحصائيات عدد المعتقلين، http://vdc-sy.org/index.php/en/ (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[31] "سوريا: يجب الكف عن تعذيب الأطفال"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 3 فبراير/شباط 2012، http://www.hrw.org/ar/news/2012/02/03-0

[32] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسام، 28 يناير/كانون الثاني 2012.

[33] ليام ستاك، "مقطع مصور لجثة صبي تم تعذيبه يعمّق الغضب في سوريا"، النيويورك تايمز، 30 مايو/أيار 2011، Liam Stack, “Video of Tortured Boy’s Corpse Deepens Anger in Syria,” New York Times, May 30, 2011, http://www.nytimes.com/2011/05/31/world/middleeast/31syria.html (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[34] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع صباح، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[35] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نور، 23 يونيو/حزيران 2012.

[36] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أبو غسان، 26 أبريل/نيسان 2012.

[37] فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على عبد الفتاح قدسية في 9 مايو/أيار 2011 بسبب "التورط في القمع للسكان المدنيين" في سوريا. انظر: قرار المجلس رقم 442/2011 بتاريخ 9 مايو/أيار 2011 بشأن الإجراءات التقييدية على ضوء الوضع في سو ريا. الجريدة الرسمية للمجلس: Official Journal L 121/1, May 10, 2011, http://eur-lex.europa.eu/LexUriServ/LexUriServ.do?uri=OJ:L:2011:121:0001:0010:EN:PDF (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[38] قابلت هيومن رايتس ووتش تسعة أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[39] مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع سيد، 20 يونيو/حزيران 2012.

[40] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أمين، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ومقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع سيد، 20 يونيو/حزيران 2012.

[41] طبقاً لأمين، فإن العميد صلاح حماد شارع بنفسه في تعذيبه. أمين، ضابط الجيش سابقاً، خدم مع حماد ويعرف صوته جيداً. طبقاً لأمين، فإن حماد أقر بهويته في أثناء استجواب أمين. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أمين، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[42] جميع الإحداثيات معروضة بصيغة خطوط الطول ودوائر العرض باستخدام النظام العشري للإحداثيات الجغرافية.

[43] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حليم، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[44] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[45] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فوزي، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[46] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عمار، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[47] قابلت هيومن رايتس ووتش عشرة أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا على التعذيب في هذه المنشأة.

[48] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع غادي، 7 يناير/كانون الثاني 2012. تناقلت وسائل الإعلام أن محمد خلوف انشق في يناير/كانون الثاني 2012، لكن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من تأكيد هذا النبأ. انظر على سبيل المثال: "خدام يكشف للمصري اليوم تفاصيل إحباط محاولة هروب عائلة الأسد، المصري اليوم، 30 يناير/كانون الثاني 2012: http://www.almasryalyoum.com/node/629086 (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[49] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مروان، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[50] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رودي، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[51] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طلال في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[52] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سامر، 28 يوليو/تموز 2011.

[53] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع وائل، 28 يوليو/تموز 2011.

[54] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نبيه، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[55] مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع سمير، 14 ديسمبر/كانون الأول 2011.

[56] قابلت هيومن رايتس ووتش 8 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[57] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسين، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[58] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عمّار، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[59] مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع مني، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[60] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 شهود تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[61] قال مصطفى لـ هيومن رايتس ووتش أنه مثل أمام رستم غزالي وأن غزالي هو الذي كان يمنح أوامر ضربه. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مصطفى، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2011. انظر أيضاً مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فارس، 23 مايو/أيار 2011، وغادي، 7 يناير/كانون الثاني 2012. فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على رستم غزالي في 9 مايو/أيار 2011 لأنه "تورط في قمع السكان المدنيين" في سوريا، قرار المجلس رقم 442/2011 بتاريخ 9 مايو/أيار 2011.

[62] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مصطفى، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[63] السابق.

[64] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع لطفي، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[65] قابلت هيومن رايتس ووتش 4 شهود تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[66] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عمر، 11 يونيو/حزيران 2012.

[67] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يامن، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[68] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[69] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يامن، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[70] قابلت هيومن رايتس ووتش 6 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[71] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حليم، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011. فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على لؤي العلي في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، لكونه "مسؤول عن أعمال عنف ضد المتظاهرين" في درعا. قرار مجلس الاتحاد الأوروبي التنفيذي رقم 1151/2011 بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بتنفيذ قرار الاتحاد الأوروبي رقم 442/2011 بشأن الإجراءات التقييدية على ضوء الوضع في سوريا". الجريدة الرسمية: Official Journal L 296/3, November 15, 2012, http://www.damaskus.diplo.de/contentblob/3335114/Daten/1737139/COUNCIL_IMPLEMENTING_EU_REGULATION_No_1151_2011_of_14Nov11_Syria_eng.pdf (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[72] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محسن، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[73] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أيوب، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[74] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[75] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فوزي، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[76] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فوزي، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[77] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فوزي، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[78] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رودي، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[79] قابلت هيومن رايتس ووتش 7 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[80] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الثاني 2012، غادي، 7 يناير/كانون الثاني 2012، عماد، 8 يناير/كانون الثاني 2012، نجيب، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[81] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[82] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يوسف، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[83] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[84] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسيب، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[85] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع غادي، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[86] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سامر، 28 يوليو/تموز 2011.

[87] مقابلة هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع منير، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[88] قابلت هيومن رايتس ووتش 5 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[89] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طالب، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[90] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سالم، 12 يناير/كانون الثاني 2012.

[91] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع كمال، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[92] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نبيه، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[93] فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على جميل حسن في 9 مايو/أيار 2011، على "تورطه في أعمال قمع السكان المدنيين" في سوريا. قرار مجلس الاتحاد الأوروبي رقم 442/2011 بتاريخ 9 مايو/أيار 2011.

[94] قابلت هيومن رايتس ووتش 9 اشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[95] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيد، 20 يونيو/حزيران 2012، ومع رامي، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[96] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رامي، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[97] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جاد، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[98] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زخيا، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[99] قابلت هيومن رايتس ووتش شخصين تعرضا للتعذيب وشهدا عليه في هذه المنشأة.

[100] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع بشير، 25 يناير/كانون الثاني 2012.

[101] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع بشير، 25 يناير/كانون الثاني 2012.

[102] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[103] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيد، 20 يونيو/حزيران 2012.

[104] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مروان، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[105] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فهيم، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[106] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مروان، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[107] قابلت هيومن رايتس ووتش شخصين تعرضا للتعذيب وشهدا عليه في هذه المنشأة.

[108] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيد، 20 يونيو/حزيران 2012.

[109] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع توفيق، 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[110] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[111] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شهيد، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[112] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فادي، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[113] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سالم، 12 يناير/كانون الثاني 2012.

[114] فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على محمد ديب زيتون في 9 مايو/أيار 2011 جراء دوره في "أعمال العنف ضد المتظاهرين" في سوريا. قرار المجلس رقم 442/2011 بتاريخ 9 مايو/أيار 2011.

[115] قابلت هيومن رايتس ووتش 4 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[116] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فريد، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

[117] قابلت هيومن رايتس ووتش 9 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[118] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سلطان، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[119] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع وضيح، 7 يناير/كانون الثاني 2012، ومع عبد الله في 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[120] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سلطان، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[121] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[122] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عبد الله، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[123] قابلت هيومن رايتس ووتش شخصين تعرضا للتعذيب وشهدا عليه في هذه المنشأة.

[124] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حماد، 25 أبريل/نيسان 2012، ومع عمر، 11 يونيو/حزيران 2012.

[125] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عمر، 11 يونيو/حزيران 2012.

[126] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زياد، 25 يناير/كانون الثاني 2012.

[127] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زياد، 25 يناير/كانون الثاني 2012.

[128] قابلت هيومن رايتس ووتش 6 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[129] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع غالب، 7 يناير/كانون الثاني 2012، ومع سالم، 12 يناير/كانون الثاني 2012.

[130] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع غالب، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[131] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عامر، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[132] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذا الفرع.

[133] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيد، عن طريق الهاتف، في 20 يونيو/حزيران 2012.

[134] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جهاد، 22 مايو/أيار 2011.

[135] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فخري، 11 يناير/كانون الثاني 2012. فرض مجلس الاتحاد الأوروبي حظر سفر وتجميد أصول على علي مملوك في 9 مايو/أيار 2011 لتورطه في "العنف ضد المتظاهرين" في سوريا. قرار المجلس رقم 442/2011 بتاريخ 9 مايو/أيار 2011.

[136] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[137] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عمر، 11 يونيو/حزيران 2012.

[138] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فخري، 11 يناير/كانون الثاني 2012.

[139] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فخري، 11 يناير/كانون الثاني 2012.

[140] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فراس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[141] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فخري، 11 يناير/كانون الثاني 2012.

[142] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فراس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[143] قابلت هيومن رايتس ووتش 4 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[144] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع بسام، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[145] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مروة، 25 يناير/كانون الثاني 2012.

[146] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سلمى، 24 يناير/كانون الثاني 2012.

[147] قابلت هيومن رايتس ووتش شخصين تعرضا للتعذيب وشهدا عليه في هذه المنشأة.

[148] مقابلة لـ هيومن رايتس ووتش، 18 يونيو/حزيران 2012.

[149] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مالك، 10 يناير/كانون الثاني 2012.

[150] قابلت هيومن رايتس ووتش شخصين تعرضا للتعذيب وشهدا عليه في هذه المنشأة.

[151] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سليمان، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[152] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نضال، 6 يناير/كانون الثاني 2012.

[153] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[154] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طارق، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

[155] قابلت هيومن رايتس ووتش 3 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[156] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيد، 20 يونيو/حزيران 2012.

[157] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عاصي، 6 يوليو/تموز 2011.

[158] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شفيق، 7 يناير/كانون الثاني 2012.

[159] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زياد، 25 يناير/كانون الثاني 2012.

[160] قابلت هيومن رايتس ووتش 6 أشخاص تعرضوا للتعذيب وشهدوا عليه في هذه المنشأة.

[161] قال ثلاثة معتقلين سابقين ومنشق كان يعمل في سجن إدلب المركزي لـ هيومن رايتس ووتش أن الضباط الثلاثة المذكورين تورطوا بشكل مباشر في التعذيب، ووفروا تفاصيل عن أساليب التعذيب المستخدمة. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الثاني 2012، ومع عماد، 8 يناير/كانون الثاني، ومع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012، ومع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[162] السابق.

[163] السابق.

[164] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الثاني 2012. هناك معتقل سابق تم احتجازه في 8 يونيو/حزيران قال لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن أخذته إلى فرع المخابرات العسكرية أولاً ثم إلى فرع الأمن السياسي في إدلب، لكن لأن المكانين ممتلئين، تم نقله إلى السجن المركزي. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يزيد، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[165] انظر على سبيل المثال: “Syria Vows ‘Decisive’ Response in Jisr al-Shughour,” BBC News, June 6, 2011, http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-13677200 (تمت الزيارة في 25 يونيو/حزيران 2012).

[166] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[167] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012، ومع يوسف، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[168] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الأول 2012، ومع عماد، 8 يناير/كانون الثاني 2012، ومع جلال، 8 يناير/كانون الثاني 2012، ومع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[169] يقدر معتقل تم احتجازه في سجن إدلب المركزي، في القبو، في أغسطس/آب أنه كان يوجد 800 سجين هناك. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عصام، 7 يناير/كانون الثاني 2012. يقدر معتقل آخر أنه كان يوجد 300 شخص في الطابق الثالث أواسط يوليو/تموز. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

[170] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع يزيد، 9 يناير/كانون الثاني 2012.

[171] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خليل، 8 يناير/كانون الثاني 2012.

الموضوع