(القدس) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن قتل المراهقين الإسرائيليين الثلاثة المختطفين عمل بائس وقد يرقى إلى مصاف جريمة حرب إذا كانت من ارتكبت الجريمة جماعة مسلحة.
تم الإبلاغ عن اختفاء إيال يفراح، 19 سنة، وغلعاد شاعير ونفتالي فرنكل، وكلاهما في السادسة عشرة، بعد أن حاولوا استيقاف سيارة للعودة من جنوب الضفة الغربية، بالقرب من مستوطنة كفار عتصيون، يوم 11 يونيو/حزيران 2014، بحسب تقارير إخبارية. أفادت قوات إسرائيلية بالعثور على جثثهم في قبر ضحل العمق شمالي الخليل يوم 30 يونيو/حزيران. واستشهدت تقارير إخبارية بـ"تقديرات مبدئية" لمسؤولين إسرائيليين تفيد بمقتل المراهقين بعد اختطافهم بقليل فيما يبدو.
قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "في جميع الأحوال يعد اختطاف المدنيين وقتلهم جريمة لا يمكن تبريرها، ومن المروع أن يتضمن الضحايا أطفالاً في هذه الحالة".
وكانت هيومن رايتس ووتش قد أدانت عمليات الاختطاف ودعت إلى الإفراج الفوري عن المراهقين دون شروط.
كان الثلاثة يذهبون إلى مدارس دينية يهودية في كفار عتصيون وكيريات عربا، وهي مستوطنة أخرى، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. واتصل أحد المراهقين بخط ساخن للشرطة الإسرائيلية في نحو الساعة 10:25 من مساء 12 يونيو/حزيران قائلاً: "إننا نتعرض للاختطاف"، قبل قطع المكالمة، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
ولم يتسن تحديد الجماعة الفلسطينية المسلحة، إن كان ثمة، المسؤولة عن عمليات الاختطاف أو القتل، من جملة الجماعات التي تبنت مسوؤلية عمليات الاختطاف كل على حدة. ادعى بيان منشور على الإنترنت أن سرايا القدس، الجناح المسلح للجهاد الإسلامي، احتجزت المراهقين الإسرائيليين. وادعى بيان ثان، تم تداوله كمنشور في الخليل، أن جماعة مسلحة مرتبطة بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هي التي احتجزت الإسرائيليين. وفي 26 يونيو/حزيران نشرت السلطات الإسرائيلية اسمي فلسطينيين مشتبه بهما، قالت إنهما ينتميان إلى حماس ومطلقي السراح. أنكرت حماس مسؤوليتها.
أفادت تقارير بأن قوات إسرائيلية طردت سكاناً من منازل عائلات المشتبه بهما، مروان القواسمة وعامر أبو عيشة، وفجرت مفرقعات أدت إلى تلفيات جسيمة بمنزل القواسمة قرب الخليل، في ليلة 30 يونيو/حزيران. قالت هيومن رايتس ووتش إن تدمير منازل عائلات المشتبه بهما دون ضرورة، رغم عدم وجود مزاعم بقيامهم بأدي دور في جرائم القتل، يعد عقاباً جماعياً. والقيام بهذا قبل توجيه الاتهام لأي مشتبه به، فضلاً عن محاكمته، يظهر الاستهانة بأبسط الحقوق في سلامة الإجراءات القانونية.
تحقق هيومن رايتس ووتش أيضاً في عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بعد 12 يونيو/حزيران التي اشتملت على قيام قوات إسرائيلية باعتقال مئات الفلسطينيين، ومداهمات وتدمير ممتلكات، وفرض قيود مشددة على حرية التنقل، واستخدام واسع النطاق للاعتقال الإداري، وإطلاق نيران مميت على ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين.
قالت سارة ليا ويتسن: "إن قتل المراهقين الثلاثة أمر مروع، لكنه لا يبرر انتهاكات القوات الإسرائيلية، وعلى الجيش الإسرائيلي الرد على جرائم القتل المروعة بما لا يتجاوز التزاماته القانونية الدولية".