Skip to main content
تبرعوا الآن

رأي – رحلة يائسة هربا من تقدم "داعش"

تأوي الخيمة الملتهبة الحرارة، حسين وزوجته وخمسة من أطفاله الصغار، والتي لا تحتوي تقريبا على أي شيء، سوى المراتب الإسفنجية والأتربة. كان عمال الإغاثة كانوا قد أنزلوا حقيبة عملاقة من مساحيق التنظيف، ولكن لم يكن هناك مياه للشرب، ناهيك عن مياه للغسيل. كانت الأسرة قد تسلمت كذلك أداة شواء، لكنها لم تكن تملك أي أطعمة لتطهوها باستخدامها أو وقود لإشعالها.
قال حسين، عامل البناء ذو الـ42 عاما: "أنا عطشان، وأبناء عطشى". كان يمسح على رأسه بمنشفة متسخة، وقال: "غادرنا لنخرج بجلدنا سالمين، ولهذا فقط رحلنا".
خيمة تلو الأخرى، كان المشهد مماثلا اليوم في كلك، وهي بلدة تبعد 40 كيلومترا غرب مدينة إربيل، اجتاحها في الأسبوع الماضي، العراقيون الفارون من القتال الدائر بين القوات الحكومية والجماعة المسلحة المتشددة التي يطلق عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". جاء العدد الأكبر من الألفي عراقي الذين لجأوا إلى مخيم كلك، جاءوا من الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، والتي سيطر عليها تنظيم "داعش" الأسبوع الماضي. أما الآخرون، ومن بينهم حسين، فجاءوا من بلدة تلعفر القريبة، التي وقعت أيضا تحت سيطرة "داعش".
بالكاد تسللت نسمات باردة إلى تلك الخيام، التي تبرعت بها الأمم المتحدة، والتي أقيمت على أرض رملية ملتهبة تصل حرارتها إلى 42 درجة مئوية (107 درجة فهرنهايت). وكان معظم سكان المخيم من الأطفال. جلسوا جميعهم متكومين في الخيام وتحت الشمس، وقد بلغوا من العطش مبلغا لا يجعلهم يفكرون في اللعب. قال عمال الإغاثة المحليين والدوليين في المخيم إن النزلاء يحصلون على الماء والطعام في وقت محدد كل يوم، ولكن ما هو مطلوب أكثر بكثير، كما كان تأمين المخيم أكثر ندرة.
إن سكان خيام كلك ليسوا سوى جزء صغير جدا من العراقيين المشردين داخليا بسبب القتال، الذين يصل عددهم إلى نصف مليون من الموصل لوحدها. وظروف المخيمات الأخرى في العراق ليست أفضل كثيرا، ما يهدد بخلق أزمة إنسانية في خضم تصاعد الهجمات العشوائية على المدنيين، وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء، وغير ذلك من الفظائع من قبل جميع أطراف القتال.
تدرس الولايات المتحدة ما إذا كان ستزيد من شحنات الأسلحة أو التدخل عسكريا في العراق. لكن إدارة أوباما وحلفائها في حاجة للتأكد من أن أي دعم أو عمل عسكري لن يفاقم من انتهاكات حقوق الإنسان، وأن يضغطوا على رئيس الوزراء نوري المالكي لتشكيل حكومة تمثل الجميع فعلا- وهو المفتاح الحقيقي لإضعاف شعبية جماعات مثل "داعش".
في غضون ذلك، يظل العراقيون اليائسون يتدفقون على مخيمات مثل كلك. وقال حسين، الذي هو أب لخمسة أطفال من تلعفر: "الشيء الوحيد الأسوأ من أن تكون هنا، أن تعود إلى الوراء".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد
الموضوع

الأكثر مشاهدة