Skip to main content

 

منذ منتصف أبريل/نيسان، والحكومة البحرينية تحث مواطنيها على توقيع تعهدات بالولاء "لحكومة البلاد الحكيمة" قائلة أن التوقيعات سيتم نقشها على سيف ذهبي سيدخل موسوعة جينس للأرقام القياسية، ضمن فئة... "السيف الذي يحمل أكبر عدد من التوقيعات"، حسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

 

"فعاليات" الولاء قائمة في كل أنحاء الجزيرة المملكة - في الإستادات، والمدارس، وفي شهر يونيو/حزيران في الشركات، حيث اصطف المواطنون على سبيل الواجب لتوقيع التعهد.

 

لم ترد تقارير بعد عما إذا كانت الحملة تشمل السجون أم لا، حيث المئات من المتظاهرين والمعارضين السياسيين.

 

اعتداء البحرين الممنهج على الحركات الاحتجاجية المطالبة بالديمقراطية في البلاد تضاءل إلى جانبالأحداث العنيفة في سوريا، وليبيا، واليمن. رغم ذلك، البحرين مهمة جيو-إستراتيجيا ولا ينبغي أن يتم تجاهلها. الأسطول الأمريكي الخامس موقعه في البحرين. الأسرة الحاكمة في البحرين والمملكة العربية السعودية، الإقليم الرئيسي الداعم للبحرين، وضعا مملكة صغيرة في قلب زلزال المنافسة المتوترة مع إيران.

 

يمكن لهذا أن يكون دافعاً لحل أزمة البحرين كأولوية بالنسبة لكل من الحكومة والداعمين الدوليين. حتى الآن، الإستراتيجية هي القمع بطاقته القصوى.

 

في 5 يوليو/تموز، أصدرت هيومن رايتس ووتش ورقة بحثية تعرض تفصيلاً الحملة المنظمة على منتقدي الحكومة منذ منتصف مارس/آذار، عندما وضعت الشرطة وقوات الجيش في نهاية الشهر حداً لتظاهرات سلمية في الأغلب الأعم.  ظل مئات من المحتجزين في السجون بمعزل عن العالم الخارجي؛ ومرت اتهامات ذات مصداقية بالتعذيب دون الالتفات إليها.

 

لأول وهلة، لا تقارن 30 حالة وفاة على أيدي قوات الأمن بوفاة مئات المدنيين في سوريا وليبيا. لكن تعداد السكان في البحرين هو 525,000 نسمة وقد حل العنف الرسمي بشكل حصري بالمواطنين المسلمين الشيعة الذي يمثلون 60 بالمائة من البحرينيين. وأكثر من ذلك، يبلغ مدى القمع درجة مقلقة: بجانب التعذيب، الاعترافات المسجلة تلفزيونيا، وهجمات الرجال المقنعين على البيوت في منتصف الليل بالسلاح، والضرب، والفصل الجماعي من الوظائف في القطاع الخاص، وسحب المنح التعليمية من الطلبة الذين قاموا بالتظاهر، بالداخل والخارج.

 

لعلك لم تسمع عن كل ذلك، ليس فقط لأن الانتباه الإعلامي متركز في أماكن أخرى. في 24 مايو/أيار، أمرت الحكومة فريدريك ريختر، مراسل رويترز والصحفي الدولي الوحيد المقيم بالبحرين في الأعوام الأخيرة، أن يرحل. لم يتم السماح لـ هيومن رايتس ووتش بالدخول منذ منحتها السلطات في 20 إبريل/نيسان مهلة 24 ساعة لترحل بعد أن طلبت تمديد تأشيرة الإقامة.

 

تحاول الحكومة أحيانا أن تفرض نسختها من الأحداث، وفي بعض الأحيان بطريقة خرقاء تماما. في أوائل إبريل/نيسان، انتشرت على الإنترنت صورة جسد علي إبراهيم عيسى صقر، والذي مات في السجن وكانت جثته مجروحة ومصابة بالكدمات. هددت الحكومة نبيل رجب، ناشط حقوق الإنسان بالحبس،  "لنشره صورا ملفقة" لجثة صقر، لكن الصور التي رأيتها كانت متطابقة مع حالة صقر  التي شهدتها عندما لاحظت جثته في الغسل قبل الدفن.

 

فاطة البلوشي، وزيرة التنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان، وفي ذلك الوقت، أيضا القائمة بأعمال وزير الصحة، قالت بأن الصور ملفقة. ثم، أخبرها المراسل الصحفي لـ البي بي سي في مؤتمر صحفي أن فريقه شاهد الجثة. بدلا من ذلك وعدت البلوشي بتردد أنها "ستطالب بتحقيق" كان هذا آخر ما سمعناه عن أي تحقيق.

 

لو كان هناك حاجة لأي  دليل إضافي على القسوة في التعامل، ستكون صورة صقر وهو لايزال حيا والتي عرضها التلفزيون البحريني في 28 إبريل/نيسان، يعترف بقتل اثنين من رجال الشرطة.

 

النهاية الرسمية للحكم العرفي في 1 يونيو/حزيران توجت حملة لإظهار أن كل شىء عاد لما يرام. بعد ذلك بفترة قصيرة، أعلن القائمون بتنظيم فورمولا1 أنهم سيتسابقون في البحرين أكتوبر/تشرين الأول القادم لتحل مكان المسابقة التي كان جدولها الزمني المفترض في فبراير/شباط، لكن تم إلغاؤها لاضطراب الأوضاع. صرح المسئولون البحرينيون أن السباق، الحدث السنوي، "سيذكر الناس أن البحرين هي الأفضل"

 

لكن فجأة... فرق السباق اعترضت، وقام المنظمون بإلغاء السابق ثانية.

 

في الثالث من يونيو/حزيران، قالت وكالة الأنباء البحرينية أن مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، اعترفت للوزيرة البلوشي في جنيف أن بيلاي تلقت "معلومات مغلوطة" بشأن وضع حقوق الإنسان في البحرين. ربما لم تعتقد الوزيرة أنه بإمكان بيلاي قراءة الجرائد. في السابع من يونيو/حزيران اشتكى المتحدث الشخصي باسم بيلاي من "تشويه وكالة الأنباء الصارخ لكلماتها".

 

أعلنت الحكومة حوارا وطنيا حول الإصلاحات السياسية، قائلة أنها تريد للمحادثات أن تكون غير مشروطة. هذه بالأساس كلمة شفرية لإبقاء المنشقين والمحتجين في السجن. خرج الحزب الشيعي الأكبر في البلاد عن المحادثات يوم الاثنين، قائلا أن آراءه لم يتم التعامل معها بجدية.

 

في 22 يونيو/حزيران حكمت المحكمة العسكرية على ثمانية من ناشطي قادة الشيعة المعارضين في المظاهرات المناهضة للحكومة بالسجن مدى الحياة. عبدالهادي الخواجة، ناشط حقوق الإنسان السابق وإبراهيم شريف، قائد سني سياسي علماني كانا من بينهم.

 

مطر إبراهيم مطر وجواد فيروز، من أعضاء البرلمان السابقين من حزب الوفاق الحزب الشيعي الأكبر، في السجن منذ 2 مايو/أيار انتظارا للمحاكمات.

 

أخيرا أخذ الملك حمد بن عيسى آل خليفة خطوة مبشرة في 29 يونيو/حزيران عندما شكل لجنة تحقيق لفحص "الأحداث الحاصلة في البحرين في فبراير/شباط ومارس/آذار 2011، وأي توابع للأحداث المذكورة آنفا" يرأس اللجنة شريف بسيوني وهو خبير معروف في حقوق الإنسان وجرائم الحرب وتتضمن كذلك نيجل رودلي، عضو لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

 

هذه الخطوة بالتأكيد مبشرة أكثر من مناورة الولاء -والتي تحوي في حد ذاتها جانبا مشؤوما. في 29 يونيو/حزيران، ذكرت رويترز في تقريرها أن البحرين تطالب الطلبة بتوقيع تعهد الولاء أو التخلي عن حقهم في التعليم العالي. تلقيت رسائل من الطلبة تقول أنه تم حشدهم للتوقيع، وفعلوا ذلك خوفا من من الانتقام لو امتنعوا عن التوقيع. من بين المطالب: على الطلبة ان يتعهدوا بتجنب "إيذاء ممتلكات البحرين أو سمعتها الدولية".

 

لكنهم آل خليفة الحاكمين هم من شوه سمعة البحرين. على حكام البحرين أن يضعوا في اعتبارهم منهجا مختلفا. ما رأيهم مثلا في تعهدات ولاء لحقوق المواطنين في البحرين في حرية التعبير، والتجمهر السلمي والعدل؟

 

دان ويليامز باحث أول طوارئ في هيومن رايتس ووتش

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة