(نيويورك) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومة السورية أن تفرج فوراً عن طل الملوحي، طالبة المدرسة الثانوية والمدُوّنة البالغة من العمر 19 عاماً المحتجزة بمعزل عن العالم الخارجي دون توجيه اتهامات إليها منذ تسعة أشهر. وهي محتجزة من طرف الأجهزة الأمنية السورية منذ القبض عليها في 27 ديسمبر/كانون الأول 2009.
أمن الدولة (فرع 279) أحد أجهزة سوريا الأمنية العديدة، استدعى الملوحي إلى دمشق للاستجواب في ديسمبر/كانون الأول، وسرعان ما ألقى القبض عليها. بعد يومين، ذهب بعض عناصر الجهاز الأمني إلى منزل الملوحي وصادروا حاسبها الآلي، وبعض الأقراص المدمجة (سي دي) وكتب وأغراض شخصية أخرى. ومنذ الاعتقال لم تسمح الأجهزة الأمنية لأسرتها بالاتصال بها كما لم تبد أية أسباب للقبض عليها.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "احتجاز طالبة ثانوي مدة تسعة أشهر دون توجيه اتهامات إليها هو نموذج على سلوك الأجهزة الأمنية السورية القاسي والمتعسف". وتابعت: "الحكومة التي تعتقد أنها قادرة على الإفلات بسحق حقوق مواطنيها هي حكومة فاقدة لكل صلة تربطها بشعبها".
سبب احتجاز السلطات للملوحي غير معروف. طبقاً لأسرتها، فهي لا تنتمي لأي فصيل أو تجمع سياسي، وكانت في عامها الدراسي الأخير بالثانوية. بعض النشطاء السوريين أعربوا عن القلق لاحتمال أن أجهزة الأمن تحتجزها بسبب قصيدة كتبتها تنتقد فيها بعض القيود على حرية التعبير في سوريا. مدونتها، التي تضم أشعاراً وتعليقات على قضايا اجتماعية، تركز بالأساس على مصاب الفلسطينيين ولا تتعرض لقضايا سياسية سورية. صفحتها الأساسية على المدونة تُظهر صورة لغاندي وفوقها كتبت "ستبقى مثلاً".
وفي الأول من سبتمبر/أيلول، أصدرت أم الملوحي طلباً علنياً للرئيس بشار الأسد، تدعوه فيه إلى توفير معلومات عن ابنتها.