Skip to main content

لبنان: شهر دامي لعاملات المنازل

يجب التحقيق في 8 وفيات وأسباب وفاة هذا العدد الكبير من العاملات

(بيروت، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2009) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومة اللبنانية أن تحقق في وفاة ثماني عاملات منازل مهاجرات في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2009، وكذلك عليها التحقيق في أسباب هذه النسبة العالية من الوفيات في صفوف هذه الفئة من العمال. وثمة ما يُقدر بمائتي ألف عاملة منازل يعملن في لبنان، هن بالأساس من سريلانكا والفلبين وإثيوبيا.

أربع وفيات صنفتها محاضر الشرطة وتقارير سفارات العاملات على أنها انتحار، وثلاث أخرى على أنها قد تكون جراء حوادث في مكان العمل، وواحدة جراء أزمة قلبية. ست وفيات وقعت إما جراء سقوط أو قفز العاملات من مكان مرتفع. وانتحرت سيدة منهن بشنق نفسها من شجرة. والمتوفيات أربع منهن من إثيوبيا، واثنتين من نيبال واثنتين من مدغشقر.

وقال نديم حوري، باحث في هيومن رايتس ووتش: "معدل الوفيات الشهر الماضي دليل واضح على أن الحكومة لا تبذل ما يكفي من جهد لتخفيف أوضاع العمل الصعبة التي تواجهها هؤلاء النساء". وتابع: "وعلى الحكومة أن توضح لماذا ينتهي المطاف بهذا العدد الكبير من السيدات اللاتي يقدمن إلى لبنان للعمل بمغادرة البلاد في أكفان".

وفي أغسطس/آب 2008، نشرت هيومن رايتس ووتش دراسة أوضحت أن عاملات المنازل الوافدات على لبنان يلقين حتفهن بمعدل أكثر من عاملة في الأسبوع.

وقال لـ هيومن رايتس ووتش دبلوماسي من قنصلية دولة إحدى المتوفات: "هؤلاء النسوة يتعرضن لضغوط دون أي سبيل متاح أمامهن للخروج. فجوازات سفرهن تتعرض للمصادرة وأرباب عملهن غالباً ما يقفلن عليهن في المنازل. وكأنهن يعشن في قفص أو زنزانة. البشر يحتاجون للاختلاط بالغير، وإلا فقدوا إرادة الحياة".

وتم تشكيل لجنة تسيير رسمية في مطلع عام 2006 تحت إشراف وزارة العمل واتخذت اللجنة بعض الخطوات الإيجابية على مسار تحسين أوضاع عاملات المنازل الوافدات. وفي يناير/كانون الثاني 2009 خرجت وزارة العمل بعقد عمل نموذجي فيه بعض الشروط والمواصفات الخاصة بتوظيف عاملات المنازل، مثل تحديد حد أقصى لساعات العمل اليومية، وكذلك نظام جديد لوكالات استقدام العمال يهدف إلى تحسين الإشراف على أعمالها. إلا أن هاته العاملات ما زلن مستبعدات من قانون العمل اللبناني، وما زالت لا توجد آليات لتنفيذ القواعد الحالية الحاكمة لعمل عاملات المنازل.

وقال نديم حوري: "طالما أن لبنان لم يعين مفتشي عمل لضمان الالتزام بالقواعد الجديدة، فسوف تبقى هذه القواعد مجرد حبر على ورق".

وقد دعت هيومن رايتس ووتش لجنة التوجيه الرسمية المعنية بتحسين أوضاع عاملات المنازل إلى البدء في تعقب حالات الوفاة والإصابات، لضمان تحقيق الشرطة فيها على النحو الملائم وللخروج باستراتيجية واضحة لتقليل هذه الوفيات. ويجب أن تشمل هذه الاستراتيجية مكافحة ممارسات الحبس داخل المنزل، وتوفير خط ساخن للعاملات لتقديم الشكاوى، وتعيين مفتشي عمل، وتحسين أوضاع العمل وضمانات الحماية في قانون العمل.

كما دعت هيومن رايتس ووتش حكومات دول العاملات الوافدات إلى زيادة الخدمات التي توفرها سفارات هذه الدول وبعثاتها الدبلوماسية في لبنان، عبر توفير خدمات المشاورة والمأوى للعاملات المتعرضات للضغوط.

معلومات عن وفيات عاملات المنازل الوافدات في أكتوبر/تشرين الأول 2009

 

في 8 أكتوبر/تشرين الأول، سونيت بولان، من التابعة النيبالية، 22 عاماً، تم الإبلاغ عن انتحارها.

في 16 أكتوبر/تشرين الأول، كاساى إتسيغينيت، من التابعة الإثيوبية، 23 عاماً، ماتت بعد أن قفزت من الطابق السابع في بناية بجادة شارل حلو في بيروت. تركت إتسيغينيت رسالة تعلن فيها أن قرار انتحارها يعود لأسباب شخصية، وهو تحديداً شجار مع أحد أفراد أسرتها.

في 21 أكتوبر/تشرين الأول، زيديتو كيبيدي ماتينتي، من التابعة الإثيوبية، 26 عاماً، تم العثور عليها ميتة في بلدة حريص مشنوقة من شجرة زيتون.

في 23 أكتوبر/تشرين الأول، سانيت مريم، من التابعة الإثيوبية، 30 عاماً، ماتت بعد سقوطها من شرفة أصحاب عملها في بلدة مستيتا.

في 23 أكتوبر/تشرين الأول، مينا روكايا، من التابعة النيبالية، 24 عاماً، ماتت بعد نقلها من منزل أصحاب عملها في بلاط إلى مستشفى. تقرير الشرطة ورد فيه أنها ماتت جراء أزمة قلبية.

في 28 أكتوبر/تشرين الأول، تيزيتا يلمويا، من التابعة الإثيوبية، 26 عاماً، ماتت بعد سقوطها من الطابق الثالث من بناية سكنية تعمل بها في عبرا، في جوار صيدا. طبقاً لتقارير الصحف المحلية، فقد سقطت أثناء تنظيفها للشرفة.

وتناقلت الصحف في مدغشقر مقتل امرأتين من مدغشقر في لبنان في شهر أكتوبر/تشرين الأول. العاملة الأولى، المذكورة باسم مامبيونونا في الصحف، تناقلت التقارير أنها سقطت من شرفة في الطابق الثالث أثناء تنظيفها إياها. وكانت قد وصلت لبنان في الأول من سبتمبر/أيلول. الأخرى، المذكورة باسم فولولونا، ماتت بعدما قفزت من الطابق الرابع، حسب التقارير.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة