(بيروت) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن توقع على المعاهدة الدولية لحظر استخدام الذخائر العنقودية. وحتى الآن لم توقع على المعاهدة في المنطقة سوى لبنان وتونس، وتم فتح المعاهدة للتوقيع في ديسمبر/كانون الأول 2008. ووقع لبنان المعاهدة في ديسمبر/كانون الأول، وقامت تونس بالتوقيع في 12 يناير/كانون الثاني 2009.
وهذا السلاح القاتل، الذي يُخلف ورائه قنابل عنقودية صغيرة قادرة على قتل الأشخاص حتى بعد مرور سنوات، تم استخدامه في المنطقة، على الأخص في لبنان والعراق والكويت وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وسوريا والصحراء الغربية. وهيومن رايتس ووتش، برفقة تحالف من المنظمات الأخرى، قامت بالترويج في حملة تهدف لصياغة معاهدة دولية لمنع استخدام الذخائر العنقودية إبان الاستخدام الإسرائيلي الموسع لهذه الأسلحة في الجنوب اللبناني فترة يوليو/تموز وأغسطس/آب 2006. وهذه الأسلحة خلفت بقعاً كبيرة من الأراضي في لبنان ملوثة بقنابل عنقودية صغيرة غير متفجرة تهدد حياة الأفراد، ومنذ انتهاء القتال أسفرت عن مقتل وإصابة 218 مدنياً وكذلك 47 شخصاً حاولوا تحديد أماكنها والتخلص منها.
وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لقد أدرك كل من لبنان وتونس أهمية إخلاء العالم من هذه الأسلحة المهلكة". وتابعت قائلة: "ولم تستخدم دولة عربية واحدة القنابل العنقودية على مدار الـ 15 عاماً الماضية، وعليها الآن أن تعد بعدم استخدامها في المستقبل وأن تنضم إلى أعضاء المعاهدة".
وقامت 94 دولة، منها لبنان، بالتوقيع على اتفاقية الذخائر العنقودية في أوسلو بالنرويج في 3 و4 ديسمبر/كانون الأول 2008. والمعاهدة مفتوحة حالياً للتوقيع في الأمم المتحدة في نيويورك. وقد شاركت في اجتماعات صياغة الاتفاقية 13 دولة من المنطقة، لكنها لم توقع عليها بعد، وهي الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات واليمن. ورفضت المشاركة في عملية صياغة الاتفاقية كل من إيران وإسرائيل وسوريا، كما رفضت أيضاً التوقيع على الاتفاق.
وقالت سارة ليا ويتسن: "كلما زاد عدد الدولة العربية الموقعة، زادت وصمة العار المصاحبة لاستخدام هذا السلاح في المنطقة وزادت صعوبة استخدامه من قبل إسرائيل أو أية دولة أخرى تسعى لاستخدامه".
واتفاقية الذخائر العنقودية تُعد تقدم واسع تم إحرازه على مسار حماية المدنيين أثناء وبعد النزاعات المسلحة. وهي تحظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الذخائر العنقودية. كما تدعو الاتفاقية الدول إلى تطهير المناطق المصابة بها خلال 10 سنوات وإلى تدمير المخزون من الذخائر العنقودية لدى الدول في أثناء 8 سنوات، وتشمل أيضاً أحكاماً تنص على مساعدة الدول في التطهير ودعم الضحايا المتأثرين من الأشخاص. والمعاهدة الجديدة تشمل أيضاً أحكاماً هامة وجديدة تنص على أن تنشط الدول الأعضاء في المعاهدة في تثبيط عزم الدول الأخرى عن استخدام الذخائر العنقودية في العمليات العسكرية المشتركة.
وقالت سارة ليا ويتسن: "لا يكفي أن يشتكي قادة العرب من فظائع وويلات الذخائر العنقودية في لبنان والدول الأخرى في المنطقة". وأضافت: "بل عليهم أيضاً العمل على منع استخدام هذا السلاح في المستقبل بشكل مطلق وألا تستخدمه هذه الدول نفسها".