Skip to main content

لبنان: الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على حيفا تستهدف قتل المدنيين

الغرض من محامل الكريات المعدنية المضادة للأفراد هو الإضرار بالأهداف "الرخوة"

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إن الهجمات التي شنها حزب الله على إسرائيل يومي الأحد والاثنين هي على أحسن تقدير هجمات عشوائية على مناطق مدنية، وعلى الأسوأ استهدافٌ متعمدٌ للمدنيين؛ وأياً كان الأمر فهي انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، بل هي على الأرجح جرائم حرب.

وفضلاً عن هذا، فإن الرؤوس الحربية المستخدمة توحي برغبة في إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمدنيين؛ فبعض الصواريخ التي أطلقت على حيفا خلال اليومين الماضيين تحتوي على المئات من محامل الكريات المعدنية ذات الفائدة المحدودة في ضرب الأهداف العسكرية، ولكنها تلحق ضرراً بالغاً بالمدنيين والمنشآت المدنية، إذ تستقر في أنسجة الجسم محدثةً ضرراً خطيراً.

وقد ورد أن حزب الله أطلق أكثر من 800 صاروخ على إسرائيل من جنوب لبنان خلال الأيام الخمسة الماضية، مما أدى إلى مقتل 12 مدنياً وجرح كثيرين آخرين؛ ومثلما حدث في الصراعات السابقة، فقد كانت الأغلبية العظمى من هذه الصواريخ من نوع الكاتيوشا، وهي صواريخ صغيرة يقتصر مداها على المنطقة الحدودية، ولا يمكن تصويبها بدقة. وخلال القتال الحالي، أطلق حزب الله أيضاً بعض الصواريخ التي سقطت على مسافة 40 كيلومتراً داخل إسرائيل.

وتقول سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش "إن شن هجمات عشوائية على المناطق المدنية هو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وقد يُعد بمثابة جريمة حرب؛ ومما يزيد من فداحة الجريمة أن حزب الله يطلق رؤوساً حربية ذات استخدام عسكري محدود، ومن شأنها أن تسبب معاناة جسيمة للضحايا".

وقد قام باحثو منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاثنين بتفقد عمارة سكنية مؤلفة من ثلاثة طوابق في حي بات غاليم في حيفا بعد أن أصابها صاروخ في حوالي الثالثة بعد الظهر، مما ألحق أضراراً جسيمة بالطابقين العلويين، وأسفر عن جرح ستة من السكان، أصيب أحدهم بجروح بالغة. وجمع الباحثون محامل الكريات المعدنية التي اخترقت جدران العمارة السكنية الواقعة على الجانب المقابل من الشارع، وزجاج السيارات المتوقفة قرب مجموعة المباني السكنية المجاورة.

وقال خبير إسرائيلي متخصص في إزالة الأسلحة والذخيرة في الموقع لباحثي منظمة هيومن رايتس ووتش إن الصاروخ المستخدم في الهجوم كان يحتوي على رأس حربية طولها 240 مم؛ ووفقاً لما ذكرته تقارير وسائل الإعلام، فقد أعلن حزب الله أنه أطلق العشرات من صواريخ "رعد 2" و"رعد 3" المضادة للدبابات على حيفا رداً على "الاعتداءات على مختلف المناطق اللبنانية"؛ وقال مسئول عسكري إسرائيل لوسائل الإعلام يوم الأحد إن حزب الله أطلق ثلاثة على الأقل من صواريخ "فجر 3" السورية الصنع.

وأدى أحد صواريخ حزب الله إلى مقتل ثمانية من العاملين في محطة القطارات الرئيسية في حيفا يوم الأحد؛ وقال الأطباء الذين عالجوا الجرحى لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن الصواريخ كانت تحتوي على محامل كريات معدنية؛ وأفاد الأطباء أن هذه الكريات المعدنية أدت إلى زيادة عدد وخطورة الإصابات الناجمة عن الصواريخ.

وقال الدكتور إران تال أور، مدير قسم الطوارئ الجراحية بمستشفى رامبان في حيفا "رأيي الطبي هو أنها [أي هذه الصواريخ] من المفترض أن تصيب أكبر عدد ممكن من الناس بجروح؛ فإن أردت أن تهدم بيتاً، فإنك تصنع سلاحاً يحدث انفجاراً أشد، ولن تشغل بالك حينئذ بالكريات التي يحتوي عليها، والتي لا تلحق ضرراً كبيراً بالمباني، وإنما بالأشخاص".

وتحدثت هيومن رايتس ووتش إلى ثلاثة جرحى من العاملين بالسكة الحديدية أثناء علاجهم بالمستشفى، وقد أصيبوا بجروح ناجمة عن الكريات المعدنية في الانفجار المميت الذي وقع يوم الأحد.

وقال أليك فينسباوم، وهو عامل بهيئة القطارات الإسرائيلية في الحادية والستين من العمر "سمعنا دوي ثلاثة انفجارات شديدة، وبدأت في الركض إلى خارج المحطة؛ وصاح أحد الأشخاص، وهو نسيم الذي لقي حتفه فيما بعد – صاح في الجميع ليسرعوا إلى المخبأ؛ وفوجئت بالانفجار الرابع وأنا عند الباب تقريباً، فأصبت بالشظايا... أصبت بقطع تشبه محامل الكريات المعدنية في عنقي ويدي وبطني وقدمي".

أما سامي راز، وهو كهربائي بالسكة الحديدية في التاسعة والثلاثين من العمر، فقد قال إن إحدى محامل الكريات المعدنية اخترقت رئته، واستقرت بالقرب من قلبه؛ ومضى قائلاً "شعرت بصعوبة بالغة في التنفس بعد إصابتي".

وأصيب 12 شخصاً في الهجوم، من بينهم أربعة كانت جروحهم خطيرة.

ويحظر القانون الإنساني الدولي على أطراف أي صراع مسلح استخدام أسلحة تفتقر إلى الدقة في مناطق مدنية بحيث لا يمكن تصويبها على أهداف عسكرية دون تعريض المدنيين لخطر الإصابة بأضرار جسيمة؛ ومثل هذه الهجمات يمكن أن تشكل جرائم حرب؛ وشن هجمات متعمدة على المدنيين هو أمر محظور في جميع الظروف، ويعد جريمة حرب.

وقد دعت هيومن رايتس ووتش كلاً من حزب الله والجيش الإسرائيلي لمراعاة التحريم المطلق لاستهداف المدنيين أو شن هجمات عشوائية على المناطق المدنية.

ومنذ بدء القتال في 12 يوليو/تموز، ورد أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 209 أشخاص في لبنان، معظمهم من المدنيين؛ وقد دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة الإسرائيلية يوم الاثنين إلى تقديم معلومات مفصلة عن حادث القصف الذي وقع في 15 يوليو/تموز الجاري، وأسفر عن مقتل 16 مدنياً كانوا في قافلة سيارات بالقرب من قرية مروحين.

للاطلاع على البيان الصحفي الذي أصدرته هيومن رايتس ووتش، ودعت فيه الجيش الإسرائيلي إلى التحقيق في الهجوم على قافلة المدنيين في لبنان يوم السبت، انظر الموقع التالي:
https://www.hrw.org/english/docs/2006/07/17/isrlpa13756.htm

للاطلاع على وثيقة "سؤال وجواب" التي أصدرتها هيومن رايتس ووتش بشأن القتال بين إسرائيل وحزب الله، انظر الموقع التالي:
https://www.hrw.org/english/docs/2006/07/17/lebano13748.htm

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.