Skip to main content

رسالة إلى الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

لقد أعلنت منظمتكم، حركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن جميع التفجيرات الانتحارية الستة التي استهدفت مدنيين داخل إسرائيل خلال العام المنصرم، وكان آخرها في 19 يناير/كانون الثاني 2006. وقد أدت هذه الهجمات إلى مقتل 20 مدنياً وإصابة عشرات آخرين بجروح، وكانت جروح الكثيرين منهم بالغة الخطورة. كما أعلنت الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ محلية الصنع على بلدات في إسرائيل، بما في ذلك هجوم وقع اليوم، 3 فبراير/شباط، وأدى إلى إصابة طفل رضيع في الشهر السابع من العمر.

ومثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين أو تلحق بهم الأذى عشوائياً، أياً كان مرتكبها، هي فظائع تشكل انتهاكاً سافراً لأبسط المبادئ الجوهرية التي يقوم عليها القانون الإنساني الدولي؛ ومن ثم فإنها محرمة تحريماً واضحاً لا يشوبه أي لبس أو غموض، وهو تحريم يسري بنفس القدر سواء أكان مرتكبو هذه الهجمات عملاءً لحكومة ما أم من عناصر جماعات مسلحة، وبغض النظر عن الأهداف التي يرمي إليها المسؤولون عن تلك الهجمات. ومنظمة هيومن رايتس ووتش تحث حركة الجهاد الإسلامي على الكف عن مثل هذه الهجمات فوراً، وتدعوها لأن تعلن أنها لن تقدم على أي هجمات تستهدف المدنيين في المستقبل، مهما كانت الظروف.

وهيومن رايتس ووتش هي منظمة دولية تُعنى بحقوق الإنسان، وتوثق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في جميع أنحاء العالم، وتنشط من أجل وضع حد لها. ولقد ظلت المنظمة سنوات طويلة تجري الأبحاث حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجهر بانتقادها لها؛ وأصدرت المنظمة تقارير وبيانات علنية بهذا الشأن باللغتين الإنجليزية والعربية، ويمكن الاطلاع عليها في موقعنا على شبكة الإنترنت (www.hrw.org). وقد نشرت المنظمة تقريرا حول التفجيرات الانتحارية الفلسطينية التي تستهدف المدنيين، يوضح هذه الحجج القانونية بالتفصيل (https://www.hrw.org/reports/2002/isrl-pa/). وتُعد جرائم قتل المدنيين عمداً، بما في ذلك الهجمات الانتقامية، بمثابة جرائم حرب إذا ما ارتكبت في حالات الصراع المسلح، كما تشكل جرائم ضد الإنسانية في حال ارتكابها على نطاق واسع أو بصورة منهجية؛ ويتحمل مرتكبو الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب مسؤولية جنائية فردية عن هذه الأفعال، ويخضعون للولاية القضائية العالمية – أي أن جميع الدول مسؤولة عن تقديمهم لساحة العدالة، بغض الطرف عن مكان ارتكاب الجريمة أو جنسية المجني عليه أو الجاني.

وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عما يلي من هجمات التفجير الانتحاري التي استهدفت المدنيين في إسرائيل خلال الشهور الاثني عشر الماضية:

  • في 19 يناير/كانون الثاني 2006، قام شاب فلسطيني من نابلس، في الثانية والعشرين من العمر، يدعى سامي عنتر، بتفجير عبوة ناسفة يحملها على جسده في مطعم بتل أبيب، يتردد عليه العمال المهاجرون، مما أدى إلى مقتله وإصابة أكثر من 24 إسرائيلياً بجروح. وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً لوسائل الإعلام تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجوم.
  • في 5 ديسمبر/كانون الأول 2005، قام رجل فلسطيني، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنه يدعى لطفي أمين أبو سعادة، بتفجير نفسه في مركز تجاري بمدينة نتانيا شمالي إسرائيل، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، فضلاً عن منفذ الهجوم، وإصابة نحو 40 آخرين بجروح، بعضهم كانت جروحهم بالغة.
  • في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2005، قام حسن أبو زيد، البالغ من العمر 20 عاماً، بعملية تفجير انتحاري في بلدة الخضيرة، شمالي إسرائيل، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة بضع عشرات آخرين بجروح. وفي تصريح لوكالة الأسوشيتد برس، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إن تفجير الخضيرة كان "انتقاماً طبيعياً" لقيام إسرائيل بقتل لؤي سعدي، وهو قائد الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية، قبل الهجوم الانتحاري بيومين.
  • في 28 أغسطس/آب 2005، فجر مهاجم انتحاري نفسه عند محطة مزدحمة للحافلات في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، بعد أن منعه أفراد الأمن من ركوب إحدى الحافلات. وأدى التفجير إلى مقتل منفذه، وإصابة عشرة أشخاص، كانت جروح بعضهم بالغة الخطورة. ووفقاً لما جاء في تقارير وسائل الإعلام، فقد أعلنت كلٌ من حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
  • في 12 يوليو/تموز 2005، نفذ شاب فلسطيني في الثامنة عشرة من عمره، يدعى أحمد سامي أبو خليل، تفجيراً انتحارياً عند مدخل مجمع تجاري في مدينة نتانيا شمالي إسرائيل. وأدى الهجوم، الذي أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عنه، إلى مقتل أربعة مدنيين وأحد الجنود، فضلاً عن منفذ الهجوم، وإصابة 30 بجروح. وأفادت وكالة رويترز للأنباء أن أبو خليل قال في تسجيل مصور أصدرته حركة الجهاد فيما بعد "نحن نؤكد مجدداً التزامنا بالتهدئة، ولكننا مضطرون للرد على الخروقات الإسرائيلية".
  • في 25 فبراير/شباط 2005، قام عبد الله سعيد بدران، وهو فلسطيني في الحادية والعشرين من عمره، من قرية دير الغصون بالقرب من طولكرم، بتفجير نفسه خارج ملهى ليلي بتل أبيب، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بالإضافة إلى منفذ الهجوم، وإصابة نحو 50 آخرين، كانت جروح ستة منهم على الأقل بالغة الخطورة. وفي اليوم التالي، بثت قناة الجزيرة الفضائية رسالة من بدران مسجلة على شريط مصور أرسلته سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، حسبما ورد.

كما نفذت سرايا القدس هجمات صاروخية على مدن داخل إسرائيل، فضلاً عن هجوم على كيبوتس كرميا في وقت سابق اليوم، حسبما ورد في موقع حركة الجهاد الإسلامي على شبكة الإنترنت alquds.net. وفي 14 يناير/كانون الثاني، على سبيل المثال، أفاد الموقع أن سرايا القدس أطلقت خمسة صواريخ على بلدة سديروت انتقاماً لاغتيال ثلاثة من أعضاء الجهاد الإسلامي في جنين. وفي 3 يناير/كانون الثاني 2006، ورد في الموقع نبأ يقول إن الحركة أطلقت ستة صواريخ على سديروت؛ ومن المستحيل تصويب هذه الأسلحة بأي قدر من الدقة، مما يجعل استخدامها ضد المناطق المأهولة بالمدنيين، أو بالقرب منها، انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي الذي يحرم استخدام أسلحة لا يمكن تصويبها على أهداف عسكرية محددة.

وكثيراً ما تزعمون، بالاضافة الى عدد من الناطقين باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن هذه الهجمات التي تشنها منظمتكم تأتي رداً على هجمات إسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وأنها شكل مشروع من أشكال مقاومة الاحتلال؛ بيد أن القانون الدولي ينص على أن الهجمات التي تستهدف المدنيين أو تلحق بهم أضراراً عشوائية تمثل نوعاً من أخطر الجرائم وأفدحها؛ والتحريم المطلق لاستهداف المدنيين يشمل الأفعال الانتقامية التي يقوم بها طرف ما رداً على الهجمات التي تقع على المدنيين لدى هذا الطرف، فضلاً عن الأفعال التي تقوم بها جماعة ما بدعوى مقاومة الاحتلال؛ ولا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير مثل هذا التجاهل والاستخفاف السافر بتلك المبادئ الإنسانية الأساسية.

ونحن نحث حركة الجهاد الإسلامي بشدة على تبني سياسة تقوم على الاحترام الكامل لمبادئ القانون الإنساني، وإعلان هذه السياسة على الملأ، والإقلاع فوراً عن أسلوب استهداف المدنيين، أو شن هجمات عشوائية تؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين. كما نطالبكم توجيه دعوة علنية، لا لبس فيها ولا غموض، إلى الجناح العسكري لمنظمتكم، سرايا القدس، وإلى غيره من الجماعات والأفراد الذين يعملون لصالح الجهاد الإسلامي أو بالنيابة عنها، لأن يكفوا جميعاً عن شن أي هجمات أو أفعال انتقامية تستهدف المدنيين عمداً، أو تلحق بهم أضراراً عشوائية.

وتفضلوا بقبول التحية

سارة ليا ويتسون
المديرة التنفيذية
قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
منظمة هيومن رايتس ووتش

نسخة للسيد خضر حبيب
الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي
غزة

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة