Skip to main content

العراق: الشهود يؤكدون صلة القبور الجماعية بقمع انتفاضة عام 1991

تقاعس الولايات المتحدة عن حماية مواقع القبوروإرساء الإجراءات الصحيحة لإخراج الجثث

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم أن أحد الناجين من أعمال القتل الجماعية المنظمة التي ارتكبها أفراد الحرس الجمهوري الخاص ومسؤولو حزب البعث العراقي، قال إن الآلاف من الجثث التي عُثر عليها في مقبرة جماعية في وقت سابق من الشهر الحالي هي جثث لضحايا أعمال القتل المذكورة؛ وكان هذا الناجي قد لاذ بالفرار بعد أن ألقي به في مقبرة جماعية ظناً بأنه قد لقي حتفه. كما شهد المزارعون المقيمون بالقرب من هذه المواقع أعمال القتل المشار إليها، مؤكدين رواية الناجي.

وقد أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً جديداً يقع في 14 صفحة، تحت عنوان: المقابر الجماعية في المحاويل: الكشف عن الحقيقة، قدمت فيه أول توثيق مستقل لوسائل البطش التي لجأت إليها الحكومة العراقية لقمع انتفاضة الشيعة في أعقاب حرب الخليج عام 1991.

وحتى الآن، استعاد الأقارب جثث نحو ألف من الضحايا، الذين يقدر عددهم بالآلاف، والذين اكتشفت مقابرهم عند قاعدة المحاويل العسكرية شمالي مدينة الحلة الواقعة جنوب العراق، وبالقرب من هذه القاعدة.
وقال أقارب الضحايا لباحثي هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن العراقية قد "أخفت" أقاربهم المفقودين بعد أن اعتقلتهم عند حواجز الطريق أو أثناء حملات تفتيش المنازل التي جرت في أعقاب انهيار الانتفاضة الشعبية، وهي الانتفاضة التي اجتاحت المنطقة أثناء انسحاب القوات العراقية من الكويت.

وقال بيتر بوكيرت، كبير الباحثين المختصين بحالات الطوارئ في منظمة هيومن رايتس ووتش
"إن هذه القبور قد نُبشت على نحو يتسم بالفوضى، وسوف يكون من شبه المستحيل التعرف على الكثير من الرفات. يجب على الولايات المتحدة أن تبذل المزيد من الجهود لتأمين مواقع المقابر الجماعية، ومساعدة زعماء المجتمع المحلي في إنشاء الأساليب والإجراءات الصحيحة لحفر المقابر وإخراج الجثث والرفات"
. وقد لبث باحثو هيومن رايتس ووتش أربعة أيام في مواقع المقابر الجماعية بالحلة، حيث عكفوا على جمع الأدلة، وأجروا مقابلات مع أقارب الضحايا والشهود المحليين والناجي المشار إليه آنفاً، وهو شاب كان في الثانية عشرة من عمره في ذلك الوقت، وألقي به في مقبرة جماعية مع أمه واثنين آخرين من أقاربه.

وقال بوكيرت "لقد كان للسلطات الأمريكية كل الحق في أن تتوقع أن تكون حماية المقابر الجماعية أمراً ملحاً؛ ولكنها رغم ذلك لم تبذل أي جهد للعمل مع السلطات المحلية على إرساء آلية يمكن أن تساعد العراقيين في استعادة رفات أحبائهم بصورة تصون كرامتهم، في الوقت الذي تحافظ فيه على الأدلة التي قد تستخدم في إدانة المسؤولين عن تلك الجرائم البشعة".

يمكن الاطلاع على التقرير في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/reports/2003/iraq0503/

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة