Skip to main content

كردستان العراق: نقص شديد في الخيام والغذاء

أزمة تهدد الآلاف من النازحين

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إن حكومة كردستان العراق ومنظمات الإغاثة الدولية تفتقر افتقاراً شديداً للاستعدادات اللازمة لاستيعاب الآلاف أو حتى عشرات الآلاف من العراقيين الذين قد ينزحون إلى كردستان العراق في أي وقت.

وقد زارت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان، خلال الأيام الأخيرة، اثنين من مراكز استقبال المدنيين النازحين على الجبهة بين المنطقة الكردية والمنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية؛ كما زار الباحثون مدينة ديانا في محافظة أربيل، وهي المنطقة التي خصصتها سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني في ديسمبر/كانون الأول 2002 لإنشاء ملاجئ لإيواء المدنيين النازحين في حالات الطوارئ.

ومن المفترض أن تتسع هذه المواقع الثلاثة لنحو 10500 نازح؛ ولكن حتى اليوم لم تُنصَب سوى مائة خيمة بدون أي مرافق عاملة للصرف الصحي.

وقالت هانية المفتي، الباحثة بمنظمة هيومن رايتس ووتش في أربيل "لقد كان بمستطاع وكالات الأمم المتحدة الاستعداد لهذه الكارثة المحتملة خلال الشهور الماضية، ولكن ها نحن الآن نرى عمال الإغاثة من الأكراد المحليين يبذلون جهوداً مستميتة لإقامة الخيام في حقل موحل خارج بلدة ديانا.

ومما يزيد من وطأة هذه الكارثة المحتملة أن جميع الموظفين الأجانب بالأمم المتحدة ومعظم عمال الإغاثة الأجانب قد رحلوا عن العراق في وقت سابق من الأسبوع الحالي، ولم يتركوا وراءهم سوى الحد الأدنى الأساسي من الموظفين المحليين، في غياب أي بنية أساسية فعالة.

وفي الأيام السابقة لنشوب الحرب، فر بضعة آلاف من العراقيين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى داخل المنطقة الخاضعة للسيطرة الكردية؛ وفي الوقت ذاته، رحل مئات الآلاف من المدنيين عن ديارهم في مدن وبلدات كبرى في المناطق الكردية خوفاً من التعرض لأي هجمات بالأسلحة الكيميائية على أيدي قوات الجيش العراقي. ولحق هؤلاء النازحون الجدد بنحو 800 ألف ممن نزحوا عن مواطنهم بسبب صراعات سابقة، أو بسبب عمليات تهجير قسرية ذات دوافع عرقية من المناطق الغنية بالنفط. وقد أوى الكثيرون من هؤلاء النازحين الجدد إلى الأقارب والأصدقاء في المناطق الريفية، فيما لجأ آخرون إلى مخيمات مؤقتة في المنطقة الجبلية شمالي أربيل.

هذا، وقد ذكر برنامج الغذاء العالمي أن لديه 36000 طن متري من المواد الغذائية في شمال العراق في مخازن تابعة له في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك؛ وقال الاتحاد الدولي للصليب الأحمر إن لديه من مواد الإغاثة ما يكفي لنحو 55000 شخص في العراق.

غير أن النازحين الذين وصلوا مؤخراً إلى محافظة أربيل قد ألقوا عبئاً ثقيلاً على موارد السلطات الكردية المحلية؛ وتفتقر هذه السلطات إلى الموارد اللازمة لتوفير ما يكفي من الغذاء والدواء والمأوى ومرافق الصرف الصحي للنازحين داخل العراق. وجدير بالذكر أن أي تدفق للمزيد من المدنيين العراقيين إلى داخل كردستان أو أي نزوح آخر لهم داخل المنطقة الكردية من شأنه أن يفضي إلى كارثة إنسانية.

وتشير الأنباء الواردة من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر إلى أن نقص المأوى قد يكون واحداً من أخطر بواعث القلق؛ فوفقاً للمناشدة التي أصدرها الاتحاد في 20 مارس/آذار 2003، فإن الوكالة ليس لديها سوى 2000 خيمة لإيواء النازحين على مستوى العراق بأكمله؛ كما اتسمت استعدادات الهلال الأحمر التركي في شمال العراق بالبطء.
وقد أعيد توطين نحو 1000 من المدنيين النازحين، الذين ليس لديهم أي أقارب يؤونهم، في ديانا حيث يقيمون اليوم في مدارس محلية أو في منازل بعض سكان البلدة. وقالت هانية المفتي "لولا المساعدة التي قدمها سكان ديانا والسلطات المحلية، لكان هؤلاء النازحون يرزحون الآن تحت ظروف أسوأ بكثير".

وذكرت عائلات نازحة لمنظمة هيومن رايتس ووتش أنه لا توجد أي وسائل للتدفئة في المدارس التي يقيمون بها، وأنهم لا يحصلون على أي طعام سوى ما يقدمه لهم سكان البلدة. أما المرافق الطبية في ديانا فهي غير كافية لتلبية احتياجات النازحين.

وعلى مدى الأسبوع الماضي، أجرت منظمة هيومن رايتس ووتش مقابلات مع بعض العراقيين الفارين من عدة مدن في المناطق الخاضعة للسيطرة العراقية، بما في ذلك كركوك والموصل وتكريت والرمادي وبغداد. وقال الكثيرون منهم إنهم فروا من ديارهم خوفاً من ويلات الحرب؛ وقال آخرون ممن فروا من مدينتي الموصل وكركوك إن السبب المباشر الذي دفعهم للفرار هو الحملة التي تقوم بها الحكومة العراقية، خاصةً في الأحياء السكانية الكردية، لاعتقال الذكور ممن في سن الخدمة العسكرية، أي ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و45 سنة. وأعرب هؤلاء عن مخاوفهم من أن يكون الغرض من هذه الحملة هو تجنيد الرجال في صفوف القوات المسلحة، ثم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية ليكونوا بمثابة أهداف يمكن التضحية بها في مقدمة القوات العراقية.

يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن الحرب في العراق في الموقع التالي: https://www.hrw.org/campaigns/iraq/

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة