Skip to main content

كان ينبغي على السلطات الأمريكية أن تكون أفضل استعداداًللتصدي لموجة من جرائم الكراهية

ارتفاع معدل جرائم التمييز ضد المسلمين بنسبة 1700 في المائة في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول

قالت منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" في تقرير جديد لها صدر اليوم إن المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة قد سعوا سعياً جاداً لاحتواء موجة من جرائم الكراهية في الولايات المتحدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

وبالرغم من هذا فقد تصاعدت جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة 1700 في المائة خلال العام 2001. وتسجل المنظمة في تقريرها حوادث العنف ضد العرب والمسلمين وردود فعل المسؤولين لها على المستوى المحلي ومستوى الولايات والمستوى الفيدرالي.

ويستند التقرير الذي يقع في 41 صفحة، والصادر تحت عنوان: "نحن لسنا العدو"، إلى نتائج أبحاث وتحريات أجريت مع الشرطة ووكلاء النيابة ونشطاء المجتمع المحلي، وضحايا جرائم الكراهية في ست مدن كبرى (سياتل بولاية واشنطن، وديربورن بولاية ميتشيغان، وشيكاغو بولاية إيلينوي، ولوس أنجيليس بولاية كاليفورنيا، وفينيكس بولاية أريزونا، ومدينة نيويورك بولاية نيويورك)، بهدف استعراض الخطوات التي اتخذها المسؤولون الحكوميون للحيلولة دون وقوع جرائم الكراهية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في نيويورك وواشنطن العاصمة، وإحالة مرتكبيها إلى القضاء. كما يفحص التقرير مدى ونطاق جرائم الكراهية هذه التي شملت القتل العمد، والاعتداء، والإحراق والتخريب المتعمد للمباني والممتلكات.

ويقول مؤلف التقرير أمارديب سينغ، الباحث المعني بالولايات المتحدة في منظمة "مراقبة حقوق الإنسان":
"إن الحكومة لم تقف ساكنة بينما تعرض المسلمون والعرب للاعتداءات في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول؛ ولكن كان ينبغي على الهيئات المعنية بتنفيذ القانون، وغيرها من الهيئات الحكومية، أن تكون أفضل تأهباً لمثل هذا النوع من الاعتداءات".
ففي أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ندد مسؤولون بارزون على كافة المستويات الحكومية، بدءاً من الرئيس جورج بوش، بأعمال العنف التي وقعت "كرد فعل" لهذه الهجمات. وتوثق منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" في تقريرها الإجراءات التي واكبت هذه التصريحات التي تؤكد التزام السلطات بحماية الجماعات المعرضة للإيذاء. ومن أهم الممارسات والإجراءات التي تستعرضها منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" في هذا الصدد نشر قوات الشرطة، وتعقب جرائم التحيز، وتحريك الدعاوى القضائية، والسعي للوصول إلى الجاليات العربية والإسلامية لتوفير هذه الحماية لها.
وقد تزايدت أعمال العنف ضد العرب والمسلمين بصورة مفاجئة في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول؛ فقد ذكرت الحكومة الفيدرالية أن جرائم الكراهية ضد المسلمين تزايدت بمقدار 17 ضعفاً، من 28 في عام 2000 إلى 481 في عام 2001. وتلقت المنظمات الإسلامية والعربية أكثر من 2000 بلاغ عن المضايقة والعنف وغيرهما من الأفعال التي تنطوي على التحيز والمتعلقة بالحادي عشر من سبتمبر/أيلول. وخلال عام 2001، شهدت مدينة شيكاغو ومقاطعة لوس أنجيليس زيادة قدرها 15 ضعفاً في جرائم الكراهية ضد العرب.

على أن أعمال العنف التي تقع كرد فعل ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة ليست أمراً غير مسبوق؛ فمثلما يبين التقرير، كثيراً ما أدت الحرب في الشرق الأوسط أو أعمال الإرهاب ضد الولايات المتحدة المرتبطة بالعرب أو المسلمين فيما مضى إلى تصاعد وتيرة أعمال العنف المحلية المرتكبة بدافع التحامل على العرب والمسلمين. وحيث أن أعمال العنف ضد العرب والمسلمين كان بالإمكان التنبؤ بوقوعها، فإن منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" ترى أن الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون والموظفين الحكوميين كان ينبغي أن يكونوا أفضل استعداداً للتصدي لها.
ويشيد التقرير بالتنديد الرسمي بجرائم الكراهية التي وقعت في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول باعتباره جانباً مهماً من الاستراتيجية الحكومية الرامية إلى الحد من العنف بسبب التحيز؛ غير أن الحكومة الأمريكية ناقضت رسالتها المناهضة للتحيز والتحامل على العرب والمسلمين بجعل جهودها المناهضة للإرهاب - بما في ذلك الاعتقال السري للأشخاص بسبب مخالفات قوانين الهجرة، والمقابلات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي مع الآلاف من غير المواطنين - موجهة نحو العرب والمسلمين.
وقال سينغ:
"منذ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بدأت الشكوك تحوم حول العرب والمسلمين في الولايات المتحدة؛ وبمقدور المسؤولين الحكوميين المساعدة في الحد من أعمال العنف المرتكبة ضدهم بدافع التحيز، وذلك بالتحقق من أن 'الحرب ضد الإرهاب' تتركز على السلوك الجنائي وليس على جاليات بأسرها".
اعتباراً من 14 نوفمبر/تشرين الثاني، يمكن الاطلاع على التقرير في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/reports/2002/usahate/
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، سوف يكون بالإمكان الاطلاع على الترجمة العربية للتقرير وشهادات الضحايا، في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/arabic/reports/2002/usahate/
https://www.hrw.org/arabic/press/2002/usahate-test.htm

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة