Skip to main content

رسالة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

مع افتتاح الألعاب الأوليمبية في سوتشي.. تصدر 37 منظمة من المنظمات الإنسانية والحقوقية والعاملة من أجل السلام نداءً إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفتح باب للمساعدات إلى سوريا

السيد وزير الخارجية:

بينما يجتمع العالم في سوتشي لافتتاح دورة الألعاب الأوليمبية، يعيش السوريون تحت الحصار. واستلهاماً لروح التقليد العريق الذي يقضي بفرض هدنة أوليمبية، والذي ردده الأمين العام للأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني، ندعو مجلس الأمن إلى وضع حد لأساليب الحرب اللاإنسانية وغير المشروعة، عن طريق تأييد قرار يطالب بحق الوصول الإنساني دون قيد أو شرط إلى كافة مناطق سوريا. مع افتتاح الأوليمبياد الشتوي، ينبغي لسوريا أن تنفتح على المساعدات الإنسانية الكفيلة بإنقاذ الأرواح.

إن الكلمات لتعجز عن نقل الفزع والمعاناة اللذين يتحملهما السوريون كل يوم: لقد فر 9 مليون شخص، أو ما يقرب من نصف سكان سوريا قبل الحرب، من ديارهم، وهناك 6,5 مليون نازح داخلي، كما تعرض 37 بالمئة من المستشفيات للتدمير التام، واضطر 2 مليون طفل لترك مدارسهم، وقتل في النزاع ما لا يقل عن 110 ألف شخص، بحسب تقرير حديث لمجموعة أكسفورد البحثية.[1]

ورغم أن هذه الأرقام صاعقة، إلا أنها لا تكاد تبدأ في سرد القصة كلها.

في بعض أنحاء سوريا يجري احتجاز مدنيين كرهائن في مدنهم نفسها. وتقدر الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 242 ألف شخص يخضعون لهذه الوسيلة الحربية التي يبدو وكأنها تعود للقرون الوسطى، والتي تنتهك القانون الدولي الإنساني. وبعد أكثر من عام تحت الحصار، بدأ مخزون السكان في تلك المناطق من الطعام والدواء في النفاد. ويواجه النساء والأطفال سوء التغذية الحاد، والموت جوعاً في بعض الحالات، لأن المساعدات الغذائية والدوائية ممنوعة من الدخول والأشخاص ممنوعون من الخروج. وفي مناطق توصف بأنها "يتعذر الوصول إليها"، يتدبر 3 مليون شخص آخرون أمر معيشتهم بالكاد، حيث يعمل قصف المدنيين، وخطوط الجبهة المتقلبة، واستهداف عمال الإغاثة، والقيود البيروقراطية على توصيل المعونات، تعمل على منع مدنيين سوريين في أمس الاحتياج من الحصول على السلع والخدمات الأساسية.

في تصريح رئاسي بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وافق مجلس الأمن الأممي بالإجماع على خطوات محددة يتعين على كافة أطراف النزاع اتخاذها حتى تمتثل لالتزامها بموجب القانون الدولي الإنساني بتسهيل المساعدات. وبعد مرور أكثر من 4 شهور، ورغم المفاوضات الجارية التي سهلت الوصول بشكل هامشي إلى اليرموك وربما تسمح بوصول جزئي إلى حمص، اتضح أن الأطراف ما زالت إلى حد بعيد تتجاهل تصريح أكتوبر/تشرين الأول.

بينما يتحد العالم للاحتفال بروح الألعاب الأوليمبية، ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى تأييد قرار ملزم يطالب كافة أطراف النزاع بضمان توصيل المساعدات الإنسانية على نحو آمن وتام وخال من المعوقات إلى التجمعات السكانية المحتاجة في كافة مناطق سوريا. وينبغي للقرار تضمن جميع بنود تصريح أكتوبر/تشرين الأول الرئاسي والمضي إلى مدى أبعد، إذ ينبغي له أيضاً:

  • أن ينشئ آلية للرصد والإبلاغ عن أي طرف يعوق الوصول، بما في ذلك رصد معوقات الوصول المباشر للمساعدات من البلدان المجاورة؛
  • أن يطالب بالوصول الفوري إلى كافة المناطق المحاصرة؛
  • أن يطالب بوقفات إنسانية للقتال بحيث تتيح توصيل الغذاء والدواء الذي ينقذ الأرواح إلى الأشخاص في المناطق الأشد تضرراً من القتال، وتتيح للمدنيين الانتقال الآمن إلى مناطق أخرى إذا شاءوا؛
  • أن يطلب من الأمم المتحدة دعم المنظمات الإنسانية المحايدة التي تقوم بتوصيل المساعدات إلى داخل سوريا عبر الحدود.

إن الكثير من السوريين يموتون لعجزهم عن الوصول إلى المساعدات التي من شأنها إنقاذ حياتهم، وعلى مجلس الأمن تحويل لحظة التضامن الدولي الأوليمبية هذه إلى فعل ملموس، نيابة عن الشعب السوري. كما أن عليه تبني قرار يطالب بالوصول الإنساني التام وبلا معوقات إلى جميع أرجاء سوريا لإنقاذ الأرواح الآن.

الموقعون:

  1. الفعل المسيحي للقضاء على التعذيب (فرنسا)
  2. البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان
  3. آركيه نوفا إي.في (ألمانيا)
  4. برودرليك ديلين/باكس كريستي فلاندرز (بلجيكا)
  5. اللجنة الكاثوليكية لمناهضة الجوع ومن أجل التنمية (فرنسا)
  6. مركز ضحايا التعذيب (الولايات المتحدة)
  7. المعونة المسيحية (بريطانيا)
  8. مبادرة الكومنولث لحقوق الإنسان (الهند)
  9. كونيكتاس لحقوق الإنسان (البرازيل)
  10. المبادرة المصرية للحقوق الشخصية (مصر)
  11. الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان (فرنسا)
  12. زمالة المصالحة (الولايات المتحدة)
  13. لجنة الأصدقاء للتشريع الوطني (الولايات المتحدة)
  14. النداء الإنساني (بريطانيا)
  15. هيومن رايتس ووتش فيرست (الولايات المتحدة)
  16. مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (اليمن)
  17. هيومن رايتس ووتش (الولايات المتحدة)
  18. إنترناشنال أليرت (بريطانيا)
  19. الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (فرنسا)
  20. اللجنة الدولية للإنقاذ (الولايات المتحدة)
  21. الغوث الإسلامي (بريطانيا)
  22. الغوث الإسلامي (الولايات المتحدة)
  23. كونتراس (إندونيسيا)
  24. أطباء العالم (فرنسا)
  25. مديكو الدولية (ألمانيا)
  26. شراكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنع النزاعات المسلحة
  27. شبكة اللاعنف في البلدان العربية
  28. المجلس النرويجي للاجئين (النرويج)
  29. مؤسسة المجتمع المفتوح (الولايات المتحدة)
  30. باكس (هولندا)
  31. باكس كريستي الدولية
  32. المحتاجون (جمهورية التشيك)
  33. حركة السلام الدائم (لبنان)
  34. أطباء لحقوق الإنسان (الولايات المتحدة)
  35. التضامن الدولية (فرنسا)
  36. الجمعية الطبية السورية الأمريكية (الولايات المتحدة)
  37. صندوق تير (بريطانيا)
 

[1]مجموعة أكسفورد البحثية (2013) "المستقبل المسروق: الثمن الخفي لخسائر الأطفال في سوريا" بقلم هنا سلامة وحامد دردغان، http://www.oxfordresearchgroup.org.uk/publications/briefing_papers_and_r...

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع