حذرت هيومن رايتس ووتش فورميولا 1 من عقد سباق جائزة البحرين الكبرى الأسبوع المقبل، كونه دعم لنظام المملكة، رغم مزاعم بأن الرياضة والسياسة لا يختلطان. جو ستورك – نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش التي تراقب حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم – كاد يدعو إلى إلغاء السباق في مقابلة مع أوتوسبورت. لكنه يعتقد أن السباق إذا تم، فسوف تُرى فورميولا 1 على أنها مؤيدة للحكومة البحرينية.
وقال جو ستورك لـ أوتوسبورت: "لا يمكن تجاهل وجود خلط بين السياسة والرياضة عندما نرى تحيزاً لجانب على آخر. ربما تفضل ألا تواجه اختيار المضي قدماً في السباق أو إلغاؤه، لكن هذا هو الاختيار الذي تواجهه فورميولا 1. وأي كان القرار الذي ستتخذه فورميولا 1، فهناك بُعد سياسي له".
وأضاف ستورك: "نحن نشعر أننا لسنا في حل من دعوة فورميولا 1 إلى مقاطعة فعالية البحرين. لكن الوضع هناك ليس جيداً، وهو يتدهور باستمرار. نحن لسنا خبراء أمنيين، فالمسألة الأمنية قضية أخرى على فورميولا 1 أن تأخذها في اعتبارها".
وتابع: "ما نحن بصدده هو موقف لا حل له في الأفق. فورميولا 1 ليست من اختصاصي، لكن يبدو أن الأجواء الحالية أجواء مزعجة لا يستقيم معها عقد ما يُفترض أن يكون حدثاً رياضياً تنافسياً احتفالي الطابع. في هذه الظروف، لا أعرف من الذي سيستمتع بوقته".
يرى جو ستورك أنه حتى رغم وجود فرصة جيدة لأن تؤمن قوات الأمن في البحرين السباق، فسوف تواجه فورميولا 1 تساؤلات عن استعدادها لتنظيم السباق هناك.
هناك احتجاجات ضد السباق في البحرين منذ أسابيع، طبقاً لتقارير صحفية كثيرة، ومن المتوقع أن تستمر ما إن تصل فورميولا 1 إلى هناك.
وأضاف ستورك: "أرى أن [فورميولا 1] ستضطر لتفسير بعض تصرفاتها. أتخيل بكل سهولة أن الحالة الأمنية ستكون قوية بما يكفل عدم مقاطعة حلبة السباق، وأن الأمن سيحاول إبقاء الوضع تحت السيطرة".
"لكن مع وجود مظاهرات كل ليلة – إن لم يكن كل نهار – فالمصادمات مع قوات الأمن غير المعروفة بتوخيها سبل السيطرة على الحشود بحرفية عالية، لن تؤدي إلى نتائج جيدة".
"لن يكون الوضع جيداً للبحرين ولا لـ فورميولا 1، إذا حدثت أحداث من هذا النوع أثناء انعقاد السباق، أو عندما يتضح أن المظاهرات تهدف بالأساس إلى وقف السباق. هذا هو الطابع الذي ستتخذه الأحداث".
يُقر ستورك بأن تنظيم السباق سيكون ذات آثار إيجابية على بعض الناس في المملكة – لا سيما الحكومة – ويرى أن هذا ليس بالحجة المقبولة للمضي قدماً في تنظيم السباق.
قال عندما سألناه إن كانت هناك مزايا متوقعة من تنظيم السباق: "من وجهة نظر الحكومة البحرينية: بالطبع. إنهم حريصون بشدة على توضيح أن الحالة الآن طبيعية من وجهة نظر الأمن، وعادية من وجهة نظر حالة العصيان المدني، وأن الجميع في البحرين سعداء ولا مشاكل هنالك".
"لكن الوضع في الحقيقة ليس طبيعياً. لا أعرف إن كانت المشاركة في مثل هذه الأنشطة من اختصاص أو مهام فورميولا 1".
"ثم هناك الأبعاد المالية للقضية. اقتصاد البحرين ليس في أفضل حالاته نظراً لغياب الاستقرار المدني منذ أكثر من عام. فورميولا 1 سباق صانع للأرباح، وهو يصب في صالح المصالح المالية والسياحة في البحرين".
"الأسرة الحاكمة، آل خليفة، في أمس الحاجة لانعقاد السباق [الجائزة الكبرى]. لكن هذا لا يعني أنه من الواجب أن ينعقد السباق".
