(نيويورك، 23 فبراير/شباط 2010) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومة الإيرانية أن تكف فوراً عن مضايقة واحتجاز أعضاء الطائفة البهائية تعسفاً.
ويأتي اعتقال 13 بهائياً في 10 و11 فبراير/شباط إثر اعتقال 13 آخرين مطلع يناير/كانون الثاني. وتزعم الحكومة أن المعتقلين في يناير/كانون الثاني ساعدوا في تنظيم المظاهرات المناوئة للحكومة في الآونة الأخيرة، لكنها لم تكشف علناً عن أية اتهامات منسوبة إلى المحتجزين في فبراير/شباط. وتأتي هذه الاعتقالات في سياق حملة القمع الحكومية التي تستهدف نشطاء المعارضة.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يبدو أن الحكومة الإيرانية تستغل اضطرابات ما بعد الانتخابات في تغطية استهداف البهائيين". وتابع: "هذه الاعتقالات لا تزيد عن كونها فصل جديد من اضطهاد الحكومة الممنهج للبهائيين".
وعلى النقيض من الأقليات اليهودية والمسيحية والزرادشتية، المكفول لها حماية دستورية، فإن الحكومة الإيرانية لا تعترف بالديانة البهائية وتعتبر أتباعها مرتدين عن الإسلام الشيعي. ومنذ الثورة الإسلامية في عام 1979، طبقت الحكومة الإيرانية عدة سياسات تمييزية ضد البهائيين، منها التضييق على فرص التعليم والعمل.
ومنذ أكتوبر/تشرين 2009، احتجزت السلطات 47 بهائياً على الأقل في طهران ومشهد وساري وسمنان ويزد، طبقاً لأرقام مكتب الأمم المتحدة لطائفة البهائيين الدولية في جنيف. وفي مايو/أيار 2008 اعتقلت الحكومة سبعة قيادات من البهائيين في طهران، وهم بدورهم محتجزون منذ ذلك الحين. وبدأت محاكمتهم في 12 يناير/كانون الثاني قبل ان يتم تأجيلها للعاشر من أبريل/نيسان.
ونسب القضاء الاتهام لسبعة من القيادات البهائية بجملة من الاتهامات الأمنية، منها التجسس لصالح جهات أجنبية، والدعاية ضد النظام، وإنشاء والترويج لتنظيمات محظورة، وتقويض صورة الجمهورية الإسلامية في أعين المجتمع الدولي، ونشر "الفساد في الأرض". أغلب هذه الاتهامات يُعاقب عليها بالإعدام. وطوال أكثر من عام ونصف العام قضاه هؤلاء الرجال وامرأتين رهن الاحتجاز، لم يُسمح لهم إلا بزيارات محدودة من الأهالي والمحامين.
وأحد هؤلاء المحتجزين في 10 فبراير/شباط كان علاء الدين خانجاني. وطبقاً للجنة مراسلي حقوق الإنسان في إيران، فإن عملاء وزارة الاستخبارات دخلوا منزله في طهران حوالي الساعة 2:30 صباحاً، وفتشوا المكان، وصادروا ممتلكات شخصية منها حاسب آلي وكتيبات دينية، ثم احتجزوه. خانجاني هو أحد أبناء جمال الدين خانجاني، أحد القيادات البهائية السبعة الخاضعين للمحاكمة في طهران. كما اعتقل عملاء وزارة الاستخبارات ابنة علاء الدين خانجاني البالغة في يناير/كانون الثاني. وخلال ساعات من اعتقال علاء الدين، اعتقل عناصر الأمن سبعة بهائيين آخرين، بزعم تورطهم في التظاهرات العلنية الأخيرة. وفي 11 فبراير/شباط اعتقل الأمن خمسة بهائيين آخرين من منازلهم في طهران. ولم يتم نسب اتهامات إلى أي من الـ 13 المعتقلين.
وفي 3 يناير/كانون الثاني داهم عملاء وزارة الاستخبارات منازل 13 بهائياً واحتجزتهم، ثم أفرجت عن ثلاثة منهم بعد أن أوضحوا أنهم لن يشاركوا في أية مظاهرات علنية أخرى. وبالإضافة إلى المعتقلين في 10 فبراير/شباط, فإن من تم اعتقالهم في 3 يناير/كانون الثاني ثم أُفرج عنهم، أعيد اعتقالهم في 10 فبراير/شباط.
وفي بيان صحفي صدر في 12 يناير/كانون الثاني، قال عباس جعفري دولت آبادي، النائب العام لطهران، إن البهائيين العشرة المحتجزين منذ 3 يناير/كانون الثاني قد وُجهت إليهم اتهامات بـ "تنظيم الاضطرابات يوم عاشوراء [27 ديسمبر/كانون الأول] وإرسال صور الاضطرابات إلى الخارج". وفي بيان سابق في 8 يناير/كانون الثاني، زعم أن السلطات عثرت على أسلحة وذخائر في بعض من منازل المحتجزين. ونفى دولت آبادي أن الاعتقالات لها أية صلة بانتماء هؤلاء الأفراد للديانة البهائية. وتناقلت التقارير اعتقال قوات الأمن لمئات الإيرانيين جراء تورطهم المزعوم في مظاهرات يوم عاشوراء.
وتتحفظ السلطات على المحتجزين يوم 3 يناير/كانون الثاني في سجن جوهردشت في الخرج ولم تسمح لهم بالاتصال بمحاميهم. وطبقاً لمكتب الأمم المتحدة للبهائيين، فإن قلة منهم تم السماح لهم بالاتصال بأقاربهم بعد قضاء عدة أسابيع قيد الاحتجاز.
كما أشار مكتب البهائيين في الأمم المتحدة إلى أن 60 بهائياً محتجزين في الوقت الحالي، مع الإفراج عن 90 آخرين على ذمة المحاكمة. وأثناء الشهور القليلة الماضية، تمت إدانة 99 بهائياً بعدة اتهامات، منها العمل ضد الأمن القومي، وبث تعاليم ضد الجمهورية الإسلامية، والدعاية ضد النظام، والتورط في إنشاء جماعات وتنظيمات غير قانونية، وإهانة المؤسسات المقدسة للإسلام. هؤلاء الافراد ما زالوا طلقاء على ذمة الاستئناف في الأحكام. وتم استدعاء آخرين واستجوبهم الأمن والاستخبارات دون احتجازهم، طبقاً لمكتب البهائيين بالأمم المتحدة.
البهائيون الخمسة الذين تم اعتقالهم في طهران يوم 11 فبراير/شباط هم: ترانه قانوني، نغمه قانوني، شيدا يوسفي، آريا شادمهر، رياض فيروزمندي.
وبالإضافة إلى علاء الدين خارجاني، فإن المعتقلين في 10 فبراير/شباط هم: أشكان بصري، ماريا إحسان جعفر، بشير إحساني، رومينا زبيحيان، هوتن سيستاني، سيمين غفاري، بدرام ثنايي.
والمعتقلون في 3 يناير/كانون الثاني هم: مهران روحاني، فريد روحاني، بابك مبشر، لوا مبشر خانجاني، بيام فنائيان، زينوس غضنفري سبحاني، أرتين غضنفري، نيكاو هويدايي، إبراهيم شادمهر، زاوش شادمهر، نجار ثبات، مونا هويدايي ميساقي، نسيم بيجلري. بينما تم الإفراج عن كل من نجار ثبات ومونا ميثاقي ونسيم بيجلري في 3 يناير/كانون الثاني، لكن مونا ميثاقي تم استدعاؤها من قبل وزارة الاستخبارات مجدداً في 10 فبراير/شباط وأعيد اعتقالها.
وبدأت محاكمة سبعة من القيادات البهائية في 12 يناير/كانون الثاني وهم: فريبا كلام آبادي، جمال الدين خانجاني، عفيف ناعمي، سعيد رضايي، مهوش ثبات، بهروز توكلي، وجيد تيزفهم.
خلفية
بسبب القيود الحكومية على الممارسة العلنية للبهائية في إيران، فإن البهائيين هناك لا يمكنهم الاجتماع وإدارة المجلس الوطني الروحي كما هو الحال في أغلب الدول التي توجد فيها تجمعات بهائية. وبدلاً من ذلك شكلوا هيئة تنسيقية غير رسمية معروفة باسم "أصدقاء إيران". والأعضاء السبعة الذين يواجهون المحاكمة هم القيادات الستة لهذه الهيئة التنسيقية إضافة الي سكرتيرها.
وحيفا، في إسرائيل، هي المستقر الحالي لرفات بهاء الله، مؤسس الديانة البهائية، والمقر الإداري للديانة منذ عام 1868، عندما كانت حيفا تحت الحُكم العثماني، ورغم أن المواقع في حيفا وما حولها تعتبر مقدسة للبهائيين منذ قبل إنشاء الدولة الإسرائيلية، فإن الحكومة الإيرانية تكرر استخدامها لهذه الصلة كمبرر لاتهام البهائيين في إيران بالتجسس لصالح إسرائيل، التي تربطها بإيران علاقات عدوانية.
وأثناء مراجعة تمت مؤخراً لسجل إيران الحقوقي أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تجاهل المسؤولون الإيرانيون عدة بواعث قلق أبدتها الدول الأعضاء بشأن معاملة الحكومة للأقلية البهائية، باعتبار أنها أمر غير مهم. وقال محمد جواد لاريجاني، رئيس بعثة إيران في الأمم المتحدة، في 15 فبراير/شباط إنه "لا يتم مقاضاة بهائيين في إيران بسبب كونهم بهائيين"، ورفضت الحكومة توصيات الحكومات الأخرى لها التي طالبت فيها بـ "وضع حد للتمييز والتحريض على الكراهية بحق البهائيين".