Skip to main content
تبرعوا الآن

على الولايات المتحدة رفض تزويد إسرائيل بالقذائف العنقودية

أدى استخدام هذه القذائف في لبنان إلى قتل المدنيين وتشويههم

قالت هيومن رايتس ووتش في رسالة وجهتها اليوم إلى مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي أن على الولايات المتحدة أن ترفض أي طلب لإمداد إسرائيل بالقذائف العنقودية لاستخدامها ضد أهداف لبنانية. فقد قتل مدنيون لبنانيون جراء استخدام هذه الأسلحة التي تغطي منطقة واسعة بالقنابل القاتلة الصغيرة.

وطبقاً لعدد 11 أغسطس/آب من صحيفة نيويورك تايمز، طلبت إسرائيل تزويدها بقذائف المدفعية الصاروخية السطحية M26 لاستخدامها ضد المواقع التي تعتقد أن مقاتلي حزب الله يطلقون صواريخ الكاتيوشا منها على إسرائيل. إن الانتشار الواسع للقنابل الصغيرة الناجمة عن هذه القذائف يجعل من تفادي إصابة المدنيين في المنطقة أمراً شديد الصعوبة. كما أن عدم انفجار نسبة مرتفعة من القنابل الصغيرة يجعل صواريخ M26 تخلف عدداً كبيراً من الأجسام الخطرة القابلة للانفجار "القنابل العاطلة" التي تماثل في خطرها الألغام الأرضية إذ أنها تظل تقتل المدنيين وتجرحهم لفترات طويلة بعد الهجوم.

قال كينيث روث، المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش: "لا يمكن تفادي إنزال الأذى بالمدنيين إذا استخدمت إسرائيل صواريخ M26 في لبنان. أدت هذه الصواريخ إلى قتل وجرح مئات المدنيين في العراق عام 2003. وعلى واشنطن واجب عدم تقديم يد العون في تكرار هذه الحصيلة في جنوب لبنان".

وتبين سجلات وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن وافقت على بيع إسرائيل ما قيمته 615496 دولاراً من صواريخ M26 في السنة المالية 2005. ويقال أن الوزارة تدرس الآن طلباً إسرائيلياً بالتعجيل في تسليمها.

يتم إطلاق صواريخ M26 عبر نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد، ويبلغ مداها 32-38 كيلومتراً. وهي تصيب منطقةً واسعة بنثرها 644 قنبلة من طراز M77. ويمكن للرشقة الصاروخية التقليدية المكونة من ستة صواريخ نشر 3864 قنبلةً في منطقة يبلغ قطرها كيلومتراً واحداً (0.6 ميلاً).

وتقول بيانات الاختبارات الأمريكية أن نسبة العطالة الأولية في قنابل M77 تتراوح بين 5% و23%. أما الاختبارات العسكرية البريطانية فتبين أن هذه النسبة تتراوح بين 5% و10%. وتقول الحكومتان أن نسب العطالة الأولية تعتمد على طبيعة الأرض ومدى الرمي وغيرها من العوامل العملياتية.

قال روث: "تعتبر صواريخ M26 مثالاً على التراجع عن القذائف دقيقة التوجيه". وأضاف: "إنها تقتل المدنيين في منطقة واسعة وتخلف قنابل جاهزة للانفجار تنتشر في الأرض وتظل قادرةً على قتل المدنيين لسنوات كثيرة. وليس من الجائز استخدام هذه الأسلحة الخطرة في أي مكان قريب من المدنيين".

وفي هذه الحرب استخدمت إسرائيل القذائف المدفعية العنقودية ضد المناطق المأهولة ملحقةً إصابات بالمدنيين. ويقول عدد من شهود العيان ومن الناجين من الهجمات ممن قابلتهم هيومن رايتس ووتش أن إسرائيل أطلقت كثيراً من قذائف المدفعية العنقودية على قرية بليدا قرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 19 يوليو/تموز. وتحدث ثلاثة من شهود العيان عن إسقاط قذائف المدفعية مئات القنابل الصغيرة فوق القرية.

وقتل ذلك الهجوم مريم إبراهيم البالغة 60 عاماً داخل منزلها. كما دخل ما لا يقل عن قنبلتين صغيرتين قبواً كانت أسرة علي تلتجئ إليه فجرحت 12 شخصاً كان من بينهم سبعة أطفال.

ونقلت نيويورك تايمز عن المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية ديفيد سيغال إنكاره استخدام القذائف العنقودية في بليدا. لكن هذا الإنكار الشكلي كاذب بكل بساطة.

وحتى تشجع إسرائيل الولايات المتحدة على تسليمها القذائف العنقودية تعهدت بعدم استخدامها في المناطق المأهولة. لكن ما فعلته حتى اليوم يحمل على الشك في هذه التعهدات. وكما بينت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الأخير "الضربات القاتلة: هجمات إسرائيل العشوائية ضد المدنيين في لبنان"، فقد شن الجيش الإسرائيلي هجمات عشوائية متكررة في المناطق المأهولة مستهدفاً السيارات المدنية والبيوت كما لو أنه لم يبق مدنيون في جنوب لبنان. أما في الواقع، وعلى الرغم من الإنذارات الإسرائيلية بإخلاء المنطقة، فقد بقي ما يقدر بمئة ألف مدني في جنوب لبنان إما بسبب المرض أو عدم القدرة على تحمل أجور السيارات المرتفعة أو بفعل الخوف من التعرض للهجمات الإسرائيلية على الطرقات.

قال روث: "إن إصرار إسرائيل على عدم الاعتراف ببقاء كثير من المدنيين في جنوب لبنان يجعل وعودها بعدم استخدام القذائف العنقودية في المناطق المدنية موضع شك".

لمحة عامة
في يوليو/تموز 1982 أعلنت إدارة ريغان أنها ستحظر أية صادرات جديدة من القذائف العنقودية إلى إسرائيل. ورأت الولايات المتحدة أن استخدام إسرائيل القذائف العنقودية الأمريكية ضد أهداف مدنية أثناء عملياتها العسكرية في لبنان وإبان حصار بيروت يمكن أن يشكل خرقاً لاتفاقية المساعدة الدفاعية المشتركة لعام 1952 بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن الولايات المتحدة عادت في عام 1988 لترفع ذلك الحظر.

تملك الولايات المتحدة 369576 صاروخاً من طراز M26 في مخزونها العامل. وقد أعلنت الدنمرك عام 2005 عن خطة لتفكيك مخزونها البالغ 16000 من هذه الصواريخ بسبب قلقها من قدرة هذه الأسلحة على التسبب في أضرار غير متناسبة. ويوجد مخزون من هذه الصواريخ لدى كل من البحرين ومصر وفرنسا وألمانيا واليونان وإسرائيل وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدة. وتدرس فرنسا حالياً استبدال صواريخ برؤوس حربية مفردة بصواريخ M26 التي تحوي قنابل صغيرة غير موثوقة. ولا تفكر ألمانيا باستخدام هذه الصواريخ قبل أن تحصل على آلية للحد من زمن فاعلية القنابل الصغيرة التي تحملها.

وقد سبب استخدام الولايات المتحدة صواريخ M26 في مناطق كثيفة السكان عام 2003 إصابة مئات المدنيين في الحلة والنجف وكربلاء. وكانت تلك الهجمات قاتلةً لأنها غطت منطقة واسعة ونثرت فيها عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة غير المنفجرة.

للإطلاع على رسالة هيومن رايتس ووتش إلى مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي باللغة الإنجليزية، يرجى زيارة الرابط:
https://www.hrw.org/english/docs/2006/08/11/israb13972.htm

وللإطلاع على تقرير هيومن رايتس ووتش ""الضربات القاتلة: هجمات إسرائيل العشوائية ضد المدنيين في لبنان"، يرجى زيارة الرابط:
https://www.hrw.org/arabic/reports/2006/lebanon0806

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة