Skip to main content
تبرعوا الآن

القذائف العنقودية الإسرائيلية تصيب المدنيين في لبنان

على إسرائيل عدم استخدام الأسلحة العشوائية

قالت هيومن رايتس ووتش أن إسرائيل تستخدم قذائف المدفعية العنقودية في المناطق المأهولة في لبنان. وأكد الباحثون الميدانيون في لبنان أن هجوماً بالقذائف العنقودية استهدف قرية بليدا في 19 يوليو/تموز فقتل وجرح 12 مدنياً على الأقل كان من بينهم سبعة أطفال. كما التقط باحثو هيومن رايتس ووتش صوراً للقذائف العنقودية في ترسانة بطاريات المدفعية الإسرائيلية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش: "إن القذائف العنقودية أسلحةٌ لا يعتمد عليها وقليلة الدقة إلى حدٍّ غير مقبول عند استخدامها على مقربةٍ من المدنيين، ولا يجوز استخدامها أبداً في المناطق المأهولة".

وطبقاً لشهود العيان والناجين من ذلك الهجوم ممن قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أطلقت إسرائيل عدداً من قذائف المدفعية العنقودية على قرية بليدا حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 19 يوليو/تموز. وروى الشهود كيف أمطرت قذائف المدفعية مئات من القنابل العنقودية الصغيرة فوق القرية، وقدموا وصفاً واضحاً لتلك القنابل التي كانت على هيئة مقذوفاتٍ صغيرة خرجت من القذائف الكبيرة.

وقتل هذا الهجوم بالقنابل العنقودية مريم إبراهيم البالغة 60 عاماً داخل منزلها. كما دخلت قنبلتان عنقوديتان صغيرتان القبو الذي تستخدمه عائلة علي ملجأً لها فجرحت 12 شخصاً بينهم سبعة أطفال. أما أحمد علي، وهو ربّ أسرة ويعمل سائق سيارة أجرة، ففقد ساقيه بفعل الإصابة بالقذائف العنقودية. كما جرح خمسةٌ من أطفاله، وهم: ميرا (16 عاماً)، فاطمة (12)، علي (10)، آية (3)، عُلا (1). وجرحت أيضاً كل من زوجته إكرام إبراهيم (35 عاماً) وحماته عُلا موسى (80 عاماً). وإضافةً إلى هؤلاء، جرح أربعة من أقاربهم الذين يحملون الجنسيتين الألمانية واللبنانية وكانوا يختبئون مع العائلة، وهم: محمد إبراهيم (45)، وزوجته فاطمة (40)، وطفليهما علي (16) ورولا (13).

والتقط باحثو هيومن رايتس ووتش صوراً لقذائف مدفعية عنقودية من جملة ترسانة بطاريات المدفعية التابعة للجيش الإسرائيلي كانت متمركزة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أثناء الزيارة البحثية التي قاموا بها في 23 يوليو/تموز، (https://www.hrw.org/images/pressers/photos/high_res/israel_lebanon/index.htm).

وتبين الصور قذائف تقليدية مطوّرة مزدوجة الاستخدام من نوع (M483A1)، وهي قذائف مدفعية عنقودية صنعتها الولايات المتحدة وسلمتها لإسرائيل. وتوضح الصور العلامات المميزة للقذائف العنقودية من هذا النوع، بما في ذلك خاتماً على هيئة ماسة؛ إضافةً إلى شكلها الذي يكون أطول من القذائف العادية، وذلك طبقاً لما قاله مقدمٌ متقاعدٌ في الجيش الإسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته.

وتحوي كل قذيفة مدفعية من طراز (M483A1) 88 قنبلة عنقودية صغيرة. وهي تتميز بمعدل خطأ كبيرٍ غير مقبول يبلغ 14%، والذي يخلف مشكلةً خطيرة تتمثل في القنابل غير المنفجرة التي تشكل خطراً إضافياً على المدنيين. ويقول المقدم المتقاعد أن دليل العمليات في الجيش الإسرائيلي يحذر الجنود من أن استخدام هذه القذائف العنقودية يخلق حقول ألغام خطيرة بفعل النسبة العالية للقنابل غير المنفجرة.

وقد اتهمت قوات الأمن اللبنانية، التي لم تشارك في القتال بين حزب الله وإسرائيل حتى الآن، إسرائيل باستخدام القذائف العنقودية في هجومها على قرية بليدا وعلى قرى لبنانية حدودية أخرى. وتشير هذه المصادر أيضاً إلى وجود أدلةٍ لديها على استخدام إسرائيل القذائف العنقودية في وقتٍ سابقٍ من هذا العام أثناء قتالها مع حزب الله في محيط منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها.

هذا وتواصل هيومن رايتس ووتش تحقيقاتها في هذه الادعاءات الجديدة. وهي ترى أن استخدام القذائف العنقودية في المناطق المأهولة يمكن أن يمثل خرقاً للحظر المفروض على الهجمات العشوائية والذي يرد في القانون الإنساني الدولي. فمن شأن تناثر القنابل العنقودية الصغيرة على مساحةٍ واسعة أن يجعل تجنب إصابة المدنيين أمراً شديد الصعوبة عند وجودهم في المنطقة. كما أن القذائف العنقودية، وبفعل النسبة المرتفعة للقنابل غير المنفجرة، تخلف عدداً كبيراً من الأجسام الخطرة القابلة للانفجار والتي تقتل المدنيين وتجرحهم حتى بعد انتهاء الهجوم. وترى هيومن رايتس ووتش أن من غير الجائز أبداً استخدام القذائف العنقودية، حتى في أماكن بعيدةٍ عن المدنيين، ما لم يكن معدل الخطأ فيها أقل من 1%.

وكانت هيومن رايتس ووتش قد أجرت أبحاثاً تفصيلية في استخدام جيش الولايات المتحدة القنابل العنقودية في حرب يوغوسلافيا عام 1999 (https://www.hrw.org/reports/1999/nato2)، وفي حرب أفغانستان 2001 – 2002 (https://www.hrw.org/reports/2002/us-afghanistan)، وفي حرب العراق عام 2003 (https://www.hrw.org/reports/2003/usa1203). وتثبت أبحاث هيومن رايتس ووتش أن استخدام القذائف العنقودية في المناطق العراقية المأهولة كان العامل الأول المسؤول عن الإصابات في صفوف المدنيين في العمليات العسكرية الكبرى التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2003 والتي أسفرت عن قتل وجرح أكثر من ألف مدني عراقي. كما كان ما يقارب ربع القتلى المدنيين في قصف حلف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999، والذين بلغ عددهم 500 قتيلاً، ناجماً عن القذائف العنقودية.

وقال روث: "تبين أبحاثنا في العراق وكوسوفو عدم إمكانية استخدام القذائف العنقودية في المناطق المأهولة دون وقوع خسائر كبيرة في أرواح المدنيين". وأضاف: "وعلى إسرائيل أن تكف عن استعمال القذائف العنقودية في لبنان فوراً".

ودعت هيومن رايتس ووتش جيش الدفاع الإسرائيلي إلى وقفٍ فوري لاستخدام الأسلحة العشوائية في لبنان، من قبيل القذائف العنقودية.

لمحة عامة
استخدمت إسرائيل القذائف العنقودية في لبنان في عام 1978 وفي الثمانينات. وفي ذلك الوقت فرضت الولايات المتحدة قيوداً على استخدامها. ثم فرضت حظراً على نقل القذائف العنقودية لإسرائيل بسبب القلق من الإصابات في صفوف المدنيين. ومازال استخدام هذه الأسلحة في لبنان منذ أكثر من عقدين من السنين يلحق أضراراً بذلك البلد حتى الآن.

ولدى إسرائيل قذائف عنقودية جوية ومدفعية وصاروخية. وهي منتجٌ ومصدِّرٌ رئيسي للقذائف العنقودية، وخاصةً القذائف المدفعية والصاروخية التي تحوي قنابل عنقودية صغيرة من طراز M85 (قذائف تقليدية مطوّرة مزدوجة الاستخدام). وتفيد الأنباء أن الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وكذلك مصانع الأسلحة التي تملكها حكومة إسرائيل، أنتجت أكثر من 60 مليوناً من قنابل M85 العنقودية. وتنتج إسرائيل أيضاً ما لا يقل عن ستة أنواع من القذائف العنقودية التي تسقطها الطائرات. كما استوردت من الولايات المتحدة صواريخ M26 من أجل أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة لديها.

ثمة دفعٌ دوليٌّ متعاظمٌ لوقف استخدام القذائف العنقودية. وكانت بلجيكا البلد الأول الذي يحظر تلك القذائف في فبراير/شباط 2006، وتبعتها النرويج التي أعلنت حظراً عليها في يونيو/حزيران 2006. وتمثل القذائف العنقودية، وعلى نحوٍ متزايد، محور المناقشات التي تدور في اجتماعات معاهدة الأسلحة التقليدية، والتي تشهد دعوة عددٍ متزايدٍ من الدول إلى اتفاقيةٍ دوليةٍ جديدة تتناول القذائف العنقودية.

إن هيومن رايتس ووتش عضو مؤسس في "تحالف القذائف العنقودية"، وهي عضوٌ في لجنته التوجيهية أيضاً: www.stopclustermunitions.org.

وللحصول على معلومات إضافية عن القذائف العنقودية، يرجى العودة إلى تقارير هيومن رايتس ووتش:

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة