قالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان اليوم إن حزب الله وإسرائيل لا ينبغي لهما مهاجمة المدنيين في إسرائيل أو في لبنان بأي حال من الأحوال. وناشدت المنظمة جميع الأطراف أن يحرصوا بشدة على الالتزام بحظر استهداف المدنيين حظرا تاما.
وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "إن حزب الله وإسرائيل يجب أن يضعا في اعتبارهما أن الأولوية هي لحماية المدنيين، وأن يوجها هجماتهما للأهداف العسكرية فقط".
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الهجمات على المدنيين والأفعال التي تروع المدنيين تعتبر انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي، ويمكن أن تشكل جريمة حرب حتى إذا ارتكبت ردا على هجمات شنها عدو على المدنيين في الجانب الآخر المهاجم.
ومما يذكر أن عقب قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في الجانب الإسرائيلي من الحدود اللبنانية بالأمس، قامت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي لأهداف في لبنان، بما في ذلك مطار بيروت الدولي وجسور وطرق سريعة في جنوب العاصمة اللبنانية، وأقامت حصاراً من الجو والبحر والبر. وأفادت تقارير وسائل الإعلام أن الهجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 55 مدنيا حتى الآن وإصابة أكثر من مائة بجروح. وأطلق حزب الله عشرات القذائف الصاروخية عبر الحدود على شمالي إسرائيل مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة 150 مدنيا تقريبا.
وقد تبادل مسئولون في الجيش الإسرائيلي وقادة من حزب الله اليوم تهديدات بمهاجمة مناطق مأهولة بالمدنيين. وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي دان هالوتز في تعليقات علنية إلى أن كبار قادة حزب الله يقيمون ويعملون في جنوب بيروت، وقال إن من المحتمل أن تستهدف بيروت إذا استمر حزب الله في إطلاق القذائف الصاروخية على شمالي إسرائيل. وقال هالوتز "الأمر ببساطة هو أنه لا يوجد أمان في لبنان)".
وجاء في بيان لحزب الله أن "في حالة تعرض الضواحي الجنوبية لبيروت أو مدينة بيروت للهجوم الإسرائيلي المباشر، نعلن أننا سنقصف مدينة حيفا وضواحيها". ونقلت التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن ضابط في قوات الدفاع الإسرائيلية لم تذكر اسمه قوله "إذا هاجموا حيفا وحديرا (الخضيرة)، فهذا سيكون سببا لإلحاق دمار كبير بالبنى التحتية اللبنانية، بما في ذلك مباني حزب الله التي تتكون من 20 طابقا داخل بيروت".
وذكرت بعض وسائل الإعلام مساء اليوم أن قذيفة صاروخية واحدة على الأقل أطلقت من لبنان لتسقط في حيفا أو بالقرب منها. ونقلت الأنباء عن حزب الله أنه نفى شن مثل هذه الهجمات. وحتى هذه اللحظة ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي يسقط منشورات في بيروت يناشد فيها السكان مغادرة المناطق التي يقيم فيها أو يعمل فيها قادة حزب الله.
ويشترط القانون الإنساني الدولي أن تميز القوات المسلحة بين المقاتلين والمدنيين، وبين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية في أي زمن. كذلك، يحظر شن هجمات – عشوائية أو غير ذلك - تحدث ضررا لا يتناسب مع المكسب العسكري المحدد المرتقب.