Skip to main content

العثور على ألغام أرضية عراقية في أحد المساجد وإدانتها بوصفها انتهاكا للقانون الدولي

قالت منظمة هيومان رايتس ووتش اليوم إن العراق انتهك القانون الإنساني الدولي بتخزينه ألغاما أرضية مضادة للأفراد داخل أحد المساجد في قرية قادر كرم في شمال العراق، ووضعها حول المسجد قبل التخلي عن المنطقة في 27 مارس/آذار.

وأفادت المجموعة الاستشارية المعنية بالألغام، وهي منظمة بريطانية تتولى عملية إزالة الألغام، أنها دخلت المسجد اليوم [الثاني من أبريل/نيسان] وقامت بتفكيك أكثر من 150 لغما. ويمكن الاطلاع على صور للأنشطة التي قامت بها المجموعة على الموقع التالي: http://www.magclearsmins.org

وجدير بالذكر أن العراق ليس من بين البلدان الأطراف في معاهدة حظر الألغام المبرمة عام 1997، وعددها 132 بلدا، والتي تحرم أي شكل من أشكال استخدام الألغام المضادة للأفراد أو إنتاجها أو تخزينها أو الاتجار فيها. إلا أن منظمة هيومن رايتس ووتش تعتقد أن أي استخدام للألغام المضادة للأفراد من جانب القوات المسلحة أمر محرم بمقتضى القانون الإنساني الدولي العرفي لأنها بطبيعتها أسلحة تصيب ضحاياها بصورة عشوائية. كما أن القانون الإنساني الدولي يحظر استغلال دور العبادة دعما للمجهود الحربي.

وقال ستيف غوس، المدير التنفيذي لقسم الأسلحة بمنظمة هيومن رايتس ووتش
"إن الألغام المضادة للأفراد يجب اعتبارها أسلحة شديدة البشاعة، واستخدامها مرفوض تماما مثل أسلحة الدمار الشامل. ويجب إدانة استخدام العراق لهذه الأسلحة الخبيثة، فعلى المدى البعيد لا شك في أنها ستتسبب في مزيد من الألم والمعاناة للمدنيين العراقيين أكثر من جنود الأعداء".
وطبقا لمعلومات منظمات إزالة الألغام - مثل المجموعة الاستشارية المعنية بالألغام ومنظمة المعونات الشعبية النرويجية - وطبقا لإحصاءات وسائل الإعلام، فقد بدأت القوات العراقية في زرع الألغام قبل اندلاع الحرب، وظلت تزرعها في عدد من المناطق.

وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر اليوم [الثاني من أبريل/نيسان] أن القوات الأمريكية التي دخلت النجف الأشرف وجدت أن قوات حزب البعث والميليشيات كانت قد زرعت الألغام على الطرق والجسور المؤدية إلى خارج المدينة. وأخبر النازحون الداخليون في منطقة كركوك المجموعة الاستشارية المعنية بالألغام أن القوات العراقية زرعت حقولا ضخمة بالألغام على امتداد الطرق الرئيسية وحول المواقع التي غدت مهجورة. كما وردت أنباء صحفية في الأيام الأخيرة عن قيام بعض المقاتلين الأكراد (البيشمركة) بإزالة عدة مئات من الألغام المزروعة حديثا. ومنذ منتصف مارس/آذار وردت أنباء عن زرع العراقيين للألغام في الجنوب قرب الحدود الكويتية وحول البصرة وحول آبار النفط وفي مناطق أخرى.

ويلاحظ أن العراق أصلا بلد يعج بالألغام، فقد استخدم العراق والولايات المتحدة وقوات التحالف الأخرى الألغام الأرضية على نطاق واسع في حرب الخليج عام 1991. كما تتناثر الألغام في العراق منذ مرحلة الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات والصراع الداخلي الذي استمر عدة عقود.
وقد قتل اليوم مصور بهيئة الإذاعة البريطانية في العراق عندما داس على لغم أرضي؛ كما سبق أن أصيب ثلاثة من مشاة البحرية الأمريكية بسبب ألغام مضادة للأفراد في حوادث متفرقة في العراق.

والولايات المتحدة مثل العراق ليست طرفا في اتفاقية حظر الألغام، على الرغم من أن جميع شركائها في التحالف تقريبا أطراف فيها، حتى المملكة المتحدة وأستراليا. وهكذا تحظر المعاهدة على المملكة المتحدة وأستراليا المساعدة بأي شكل من الأشكال في ما قد تقوم به الولايات المتحدة من استخدام الألغام المضادة للأفراد.

وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لم تستخدم الألغام المضادة للأفراد منذ حرب الخليج عام 1991، ولكنها احتفظت بالحق في استخدامها في هذا الصراع. وحتى الآن اقتصرت الأنباء عن استخدام الأمريكيين للألغام على الإشارة إلى الذخائر الانشطارية الموجهة من طراز "كليمور" التي تستخدم بطريقة التحكم في التفجير (من جانب الجنود)، وهذه الأسلحة لا تحظرها اتفاقية حظر الألغام لأن الجندي هو الذي يفجرها، لا الضحية.

للاطلاع على مزيد من المعلومات، انظر تقرير "Landmines in Iraq: Questions and Answers" (الألغام الأرضية في العراق: سؤال وجواب) في الموقع التالي (بالإنكليزية):
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/iraqmines1212.htm
للاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن القنابل العنقودية في العراق، انظر البيان الصحفي المعنون "الولايات المتحدة: استخدام القنابل العنقودية في العراق" في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/press/2003/04/us040103.htm
ويمكن الاطلاع على موقع قسم الأسلحة بمنظمة هيومن رايتس ووتش في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/arms/clusterbombs.php

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة