Skip to main content

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم أن القوات البرية الأمريكية في العراق تستخدم أسلحة عنقودية تتسم بارتفاع بالغ في معدل فشلها في الانفجار، الأمر الذي يسفر عن أخطار فورية وطويلة الأجل على المدنيين وجنود القوات الصديقة.

وعلى الرغم من عدم صدور تأكيد من أي مصدر عسكري أمريكي رسمي، فإن الصور التي تبثها القنوات التليفزيونية والأخبار التي ينقلها الصحفيون المرافقون للوحدات الأمريكية تؤكد أن القوات الأمركية تستخدم قذائف وصواريخ مدفعية تضم عددا كبيرا من المقذوفات الصغيرة، أو ما يعرف بالأسلحة العنقودية. وفي حالة عدم انفجار هذه المقذوفات عند ارتطامها بالهدف المقصود فإنها تظل "أجساماً خاملة" خطيرة قابلة للانفجار في أي لحظة - أي تصبح كالألغام الأرضية المضادة للأفراد في سلوكها الذي يتسم بالتقلب والعشوائية.

وقد لقي اثنان من مشاة البحرية الأمريكية مصرعهما في حادثين منفصلين يومي 27 و28 مارس/آذار عندما داسا على قنابل عنقودية لم تكن قد انفجرت بعد، وكانت المدفعية قد أطلقتها على جنوبي العراق.
وقال ستيف غوس، المدير التنفيذي لقسم الأسلحة بمنظمة هيومن رايتس ووتش
"يجب ألا تستخدم الولايات المتحدة هذه الأسلحة، لأن المدنيين العراقيين هم الذين سيدفعون الثمن بفقد حياتهم وأطرافهم على مدى سنوات طويلة قادمة".
وقد تبين لمنظمة هيومن رايتس ووتش من خلال مشاهدة بعض التسجيلات المرئية أن وحدات المدفعية التابعة لفرقة المشاة الثالثة تستخدم "نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد" الذي لا يستخدم حالياً سوى شحنات متفجرة تتألف كل منها من قنيبلات صغيرة. وجدير بالذكر أن الكتيبة الأولى بفوج المدفعية الميدانية التاسع والثلاثين التابع للفرقة المذكورة يستخدم ما لا يقل عن 18 وحدة من وحدات الإطلاق الصاروخي المتعدد.

ويلاحظ أن الرأس الحربي المعتاد من طراز "إم 26" الذي يطلقه هذا النظام الصاروخي يحتوي على 644 مقذوفاً صغيراً من طراز "إم 77" (تسمى أيضا "القنابل المزدوجة الغرض"). وطبقاً لما جاء في تقرير رفعته وزارة الدفاع الأمريكية إلى الكونجرس في فبراير/شباط 2000، فإن معدل فشل هذه المقذوفات الصغيرة في الانفجار تبلغ 16%؛ أي أن دفعة المقذوف المعتادة، التي تطلق 12 صاروخاً عبر نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد، يمكن أن تتمخض عن سقوط أكثر من 1200 مقذوف خامل لتتبعثر بصورة عشوائية دون انفجار حول النقطة المستهدفة على مساحة تتراوح بين 120 ألفاً و240 ألف متر مربع.

وقد أشارت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر يوم 29 مارس/آذار إلى أن نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد لدى القوات الأمريكية أطلق 18 صاروخاً حربياً تكتيكياً على مواقع يشتبه في أنها مواقع للدفاع الجوي، وذلك دعماً لهجوم بالمروحيات المسلحة شنته وحدات الفرقة 101 المحمولة جواً يوم 28 مارس/آذار. وأشارت الصحيفة إلى أن الشحنة المتفجرة الواحدة في نظام الصواريخ الحربية التكتيكية يحمل 300 أو 950 مقذوفاً صغيراً من طراز "إم 47"، ويقال إن نسبة المقذوفات الخاملة في هذا النوع تصل إلى 2 %.

كما اطلعت منظمة هيومن رايتس ووتش على شريط فيديو يصور وحدات من مدفعية مشاة البحرية الأمريكية التي تدعم كتيبة الاستطلاع الثالثة المدرعة الخفيفة، وهي تستخدم قذائف مدفعية عيار 155 ملم لإطلاقها على المواقع العراقية؛ وقد تحدث صحفي مرافق لهذه الوحدات عن إطلاق "مئات من القنابل" على العراقيين، ويبدو أنها قنابل من طرازي "إم 483 إي 1" و"إم 864" التي تتسم مقذوفاتها الصغيرة (القنابل المزدوجة الغرض) بمعدل فشل في الانفجار يصل إلى 14%. والمعروف أن القذيفة من طراز "إم 483 إي 1" تحتوي على 88 قنبلة مزدوجة الغرض، بينما تحتوي القذيفة من طراز "إم 864" على 72 قنبلة مزدوجة الغرض.

وليس من الواضح ما إذا كانت القنابل العنقودية التي يتم إسقاطها جوا قد استخدمت في الحملة الجوية أم لا؛ وكان المسؤولون العراقيون قد زعموا مرارا أن الطائرات الأمريكية والبريطانية استخدمت القنابل العنقودية، لكن هذه الأنباء لم تتأكد. وجدير بالذكر أن القوات الجوية الأمريكية كانت قد استخدمت القنابل العنقودية، وخصوصا المقذوفات ذات الآثار المختلطة من طراز "سي بي يو 87"، على نطاق واسع في حرب الخليج الأولى عام 1991، وفي يوغوسلافيا/كوسوفا عام 1999، وفي أفغانستان عامي 2001 و2002.

وكان ما لا يقل عن 80 أمريكياً قد أصيبوا في حرب الخليج عام 1991 بسبب المقذوفات العنقودية التي لم تنفجر، كما أدى هذا النوع من الحوادث إلى مقتل أو إصابة أكثر من أربعة آلاف من المدنيين بعد انتهاء الحرب.
وقد دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى وقف استخدام الأسلحة العنقودية على مستوى العالم حتى تتم معالجة المشاكل الإنسانية الناجمة عن هذه الأسلحة؛ وفي حالة عدم تحقق هذا الالتزام، فإن المنظمة تحث الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي قد تستخدم الأسلحة العنقودية في العراق على حظر استخدام أي نوع من الأسلحة العنقودية في الهجوم على المناطق الآهلة بالسكان أو المناطق القريبة منها، ووقف استخدام الأسلحة العنقودية التي تمت تجربتها وثبت أنها تتسم بارتفاع نسبة مقذوفاتها الخاملة. وفي حالة استخدام الأسلحة العنقودية، يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على تسجيل المناطق التي تتعرض للهجوم بالأسلحة العنقودية فعلا أو التي يشتبه في تعرضها للهجوم بهذا النوع من الأسلحة، والإفادة عنها ومتابعة أخبارها وإبرازها على الخرائط بالعلامات الواضحة والاحتفاظ بالمعلومات المتعلقة بها؛ حتى يمكن تقديمها على وجه السرعة في سياق جهود إزالة المقذوفات الخاملة.
وقال غوس
"إن الولايات المتحدة يجب أن تسارع بتقديم معلومات وتحذيرات مستفيضة للسكان المدنيين حماية لهم من المقذوفات العنقودية الخاملة؛ فالولايات المتحدة تتحمل الآن مسؤولية خاصة عن المساعدة على إزالة مخلفات الحرب المميتة بأسرع ما يمكن".
وقال غوس إن ارتفاع عدد المقذوفات العنقودية الخاملة سيؤدي إلى تعقيد عملية إعادة إعمار العراق، إلى جانب تهديد المدنيين وقوات حفظ السلام.
كما أن العراق قد استخدم الألغام الأرضية المضادة للأفراد على نطاق واسع. للاطلاع على خلفية من المعلومات بشأن الألغام العراقية والقذائف التي لم تنفجر، يرجى الرجوع إلى الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/iraqmines1212.htm
يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن الحرب في العراق في الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة