Skip to main content

العراق: يجب على الأطراف المتحاربة الالتزام بقوانين الحرب

نيويورك -  قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إن سلوك جميع الأطراف المتحاربة في العراق سوف يخضع لتمحيص لم يسبق له مثيل، ومن واجب هذه الأطراف الالتزام الصارم بقوانين الحرب. جاء ذلك في خطابات وجهتها المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم إلى حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والعراق. 

وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش جميع الأطراف المتحاربة على الالتزام بتعهداتها بحماية المدنيين العراقيين من أخطار الحرب. 
 
وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش "إن الجدل الدولي المحتدم حول هذه الحرب يعني أن سلوك الولايات المتحدة وحلفائها سوف يكون خاضعاً لتمحيص دولي غير مسبوق؛ صحيح أن لصدام حسين سجلاً طويلاً من جرائم الحرب، غير أن هذا لا يقلل من التزامات الدول المعادية للعراق في زمن الحرب". 
 
واستناداً لخبرتها في رصد الصراعات السابقة - بما في ذلك حرب الخليج عام 1991، وتدخل حلف شمال الأطلسي في منطقة البلقان، والحرب في أفغانستان عام 2001 - سلطت منظمة هيومن رايتس ووتش الضوء على بواعث القلق التالية 
 
لا يجوز لأي طرف في الصراع استخدام أسلحة الدمار الشامل، الكيميائية أو البيولوجية أو النووية، تحت أي ظرف من الظروف، سواء في الضربة الأولى أو في أي هجمات انتقامية. 
 
يجب على العراق الامتناع عن استخدام الدروع البشرية، ولكن في حال لجوئه إلى ذلك، يجب على قوى التحالف تقدير الضرر المحتمل الذي قد يصيب المدنيين، واتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة عند شن مثل هذه الهجمات. 
 
في حالة نشوب حرب في المدن، يجب على جميع الأطراف المتحاربة إصدار تحذيرات كافية للمدنيين، وإتاحة سبل الفرار أمامهم. 
 
يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الامتناع عن شن هجمات على أي أهداف ذات استخدام مزدوج، أي يمكن استخدامها لأغراض مدنية أو عسكرية، إذا كانت من الأهداف الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، من قبيل مرافق إمدادات الكهرباء، ومخازن الغذاء، وهياكل البنية الأساسية. أما الأهداف الأخرى المزدوجة الاستخدام فيجب عدم تدميرها، وإنما تعطيلها فحسب، بقدر ما تسمح به الظروف. وأشارت المنظمة في خطابها إلى ما اتسمت به الصراعات الأخيرة، مثل الصراع في كوسوفا وأفغانستان، من الامتناع عن مهاجمة مثل هذه الأهداف. 
 
يجب على القوات الأمريكية وحلفائها بذل كل ما في وسعها لتحديد الأهداف على الوجه الصحيح قبل مهاجمتها؛ ويسلط خطاب المنظمة الضوء على أنماط من صراعات سابقة وقعت فيها أخطاء كثيرة في التعرف على الأهداف المتحركة، مثل القوافل، بسبب سوء المعلومات الاستخبارية والضمانات الوقائية. 
 
يجب على الولايات المتحدة وحلفائها ألا تستخدم سوى الأسلحة ذات التوجيه الدقيق في المناطق الآهلة بالسكان؛ ولا يجوز استخدام القنابل العنقودية في المناطق السكانية، ولا الألغام المضادة للأفراد تحت أي ظرف من الظروف. وقد أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في خطابها إلى الارتفاع غير المقبول لمعدلات الفشل في استخدام القنابل العنقودية وما تحدثه القنابل الصغيرة والألغام المضادة للأفراد من آثار عشوائية على المدنيين. 
 
تسهيل استسلام القوات المعادية ومعاملة سجناء الحرب على نحو يتمشى تماماً مع اتفاقيات جنيف؛ كما أكدت المنظمة في خطابها على أهمية التحقق من توفير الحماية للأسرى الذين يقعون في أيدي الجماعات المحلية، كالقوات الكردية مثلاً، مشيرةً إلى مقتل المئات من الأسرى من مقاتلي طالبان أثناء احتجازهم لدى قوات التحالف الشمالي في أعقاب القتال في أفغانستان. 
 
تقع على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها مسؤولية خاصة عن منع الجماعات المحلية من ارتكاب أي انتهاكات، وحماية المدنيين في المناطق المحتلة وتلبية احتياجاتهم، وضمان أمن اللاجئين والنازحين داخل العراق. ويجب السماح للوكالات الإنسانية بحرية الوصول إلى التجمعات السكانية المعرضة للخطر دون التعرض لأي أخطار أو عوائق. 
 
وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أنه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن تكفل إجراء تحقيق على الفور بشأن أي ادعاءات تفيد بارتكاب قواتها لجرائم حرب أو غيرها من الانتهاكات. 
 
وقال روث "بغض النظر عما في هذا الصراع من الحق أو الباطل، فإن من واجب جميع الأطراف مراعاة قوانين الحرب؛ لقد عانى المدنيون في العراق بما فيه الكفاية، وينبغي تجنيبهم الويلات الرهيبة للصراع المسلح".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.