Skip to main content

أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم عن أسفها لإغلاق اثنتين من أبرز الصحف المستقلة في إيران يوم السبت، ودعت السلطات إلى السماح بإعادة إصدارهما دون إبطاءٍ.

وقال جو ستورك، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش بواشنطن العاصمة
"إن ما تبقى من الصحف المستقلة في إيران كان بمثابة منتدى جماهيري أساسي للنقاش، من قبيل النقاش العام حول مساعي البرلمان للحد من سلطات مجلس أمناء الدستور".وكانت الدائرة 1408 التابعة لمحكمة طهران العامة قد أمرت يوم 11 يناير/كانون الثاني 2003 بإغلاق صحيفة "بهار" (الربيع) اليومية "حتى إشعارٍ آخر". وقالت المحكمة، في رسالةٍ إلى أحمد مسجد جامعي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، إن الصحيفة "أهانت السلطات"، ولكن المحكمة لم تقدم أية إيضاحات. يُذكر أن مدير صحيفة "بهار"، سعيد بور عزيزي، يشغل منصب المدير العام للإعلام والأنباء في مكتب الرئيس محمد خاتمي.

وفي اليوم نفسه، أمرت المحكمة الخاصة برجال الدين بإغلاق صحيفة "حيات نو" (الحياة الجديدة) لأنها نشرت رسماً كاريكاتورياً للرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت وهو يضغط بإبهامه على رأس أحد الرؤساء السابقين للمحكمة العليا الأمريكية. وكان هذا الرسم قد نُشر أصلاً في الولايات المتحدة قبل 65 عاماً. وادعت المحكمة أن صورة القاضي، الذي بدا في الرسم كهلاً وملتحياً ومتشحاً بعباءةً سوداء، تشبه صورة الزعيم الراحل آية الله الخميني.

وقد نُشر الرسم في إيران في الأسبوع الماضي ولم يُثر رد فعلٍ يُذكر، ولكن في أعقاب قرار المحكمة تظاهر مئات من طلاب المعاهد الدينية المحافظين في قم، وهي مدينة ذات طابعٍ ديني في وسط إيران، للتعبير عن إدانتهم لنشر الرسم. وقد صدر أمرٌ بإغلاق المعاهد الدينية في شتى أنحاء إيران يوم الأحد احتجاجاً على الإساءة التي زُعم وقوعها.
ومضى جو ستورك قائلاً
"إن المحافظين يتحينون أية ذريعة لإغلاق منتديات الحوار التي توفرها الصحافة".
وأشار ستورك إلى أن صحيفة "بهار" كانت قد نشرت قبل إغلاقها تقريراً عن تمويل "مؤسسة إذاعة وتليفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، التي تخضع لإشراف قائد الجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، وحده. كما نشرت الصحيفة مؤخراً تقريراً عن قيام "جمعية الزهراء"، وهي مؤسسة خيرية يضم مجلس إدارتها اثنين من كبار أعضاء مجلس أمناء الدستور، بشراء أسهم بمئات الملايين من الريالات.

وقد استدعت المحكمة الخاصة برجال الدين للمثول أمامها مدير صحيفة "حيات نو"، هادي خامنئي، وهو رجل دين وعضو في البرلمان ومن أشد المعارضين لسياسات شقيقه قائد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي.
كما أمرت المحكمة الخاصة برجال الدين بمحاكمة جميع المشاركين في نشر الرسم الكاريكاتوري. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أنه أُلقي القبض يوم الأحد على اثنين من هيئة تحرير صحيفة "حيات نو"، وهما علي رضا إشراقي ورحمان أحمدي؛ ولا يُعرف مكان احتجازهما.
ويقضي القانون الإيراني بأن هيئة الإشراف على الصحافة التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي هي وحدها التي يمكنها إصدار أوامر بإغلاق الصحف والمجلات؛ إلا إنه في الواقع العملي أُغلق أكثر من 90 صحيفة منذ إبريل/نيسان 2000 بأوامر من مسؤولين قضائيين.
واختتم جو ستورك تصريحه قائلاً إن
"القضاء الإيراني يواصل فرض قيودٍ على حرية التعبير، مما يُعد انتهاكاً للقانون الإيراني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان. ينبغي السماح فوراً بإعادة صدور صحيفتي "بهار" و"حيات نو" وإطلاق سراح من قُبض عليهم بسبب تلك التهم الزائفة".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة