عبير موسي (50 عاما) هي محامية ورئيسة أحد أحزاب المعارضة الرئيسية في تونس، وهو "الحزب الدستوري الحرّ". وكانت أيضا عضوا في برلمان 2019 الذي حلّه الرئيس سعيّد في مارس/آذار 2022. في 28 سبتمبر/أيلول 2023، أعلن الحزب الدستوري الحر رسميا ترشيح موسي للانتخابات الرئاسية لعام 2024. وبعد أيام قليلة، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتقلت قوات الأمن موسي من أمام أحد مباني الإدارة العامة بالقرب من قصر قرطاج الرئاسي.
في اليوم الذي اعتُقلت فيه، حاولت موسي الطعن في المراسيم الرئاسية التي تعيد صياغة حدود الدوائر الانتخابية وتنظيم الانتخابات المحلية. رفض المسؤولون الإداريون بشكل تعسفي تسجيل طعنها. وقررت موسي الاحتجاج على هذا القرار من خلال بث مباشر على فيسبوك أمام مبنى الإدارة فتم اعتقالها، حسبما قال محاميها نافع العريبي. حُرمت موسي من حقها في مقابلة محاميها إلى حين مثولها أمام قاضي التحقيق الذي أمر بحبسها في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تواجه موسي اتهامات بالسعي إلى "تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج"، و"يتسبب بالعنف أو الضرب أو التهديد أو الخزعبلات في توقف فردي أو جماعي عن العمل أو يتسبب أو يحاول أن يتسبب في استمرار توقفه"، بالإضافة إلى اتهامات تتعلق بمعالجة معطيات شخصية دون موافقة. وقد تواجه عقوبة الإعدام في حال إدانتها.
وفقا للعريبي، استخدمت قوات الأمن القوة المفرطة أثناء اعتقالها، مما أدى إلى إصابتها جسديا وحرمانها من الحصول على العلاج الطبي، مما أدى إلى مضاعفات ونقلها إلى المستشفى في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
تواجه موسي إجراءات قضائية في عدة قضايا أخرى، بما في ذلك بموجب المرسوم عدد 54 بشأن جرائم أنظمة المعلومات.
رفعت هيئة الانتخابات أربع شكاوى ضد موسي، بموجب هذا التشريع بين ديسمبر/كانون الأول 2022 ومارس/آذار 2023، بما في ذلك اثنتان على الأقل فيما يتعلق بالانتقادات العلنية للعملية الانتخابية، كما في رسالة مفتوحة إلى الرئيس سعيّد تندد بافتقار الهيئة للشرعية. احتُجزت موسي، في فبراير/شباط 2024، في تحقيقين استنادا إلى الفصل 24 من المرسوم 54 المتعلق بجرائم أنظمة المعلومات في أعقاب شكويين من هذه الشكاوى. في 5 أغسطس/آب 2024، حكمت عليها المحكمة الابتدائية بتونس بالحبس عامين سجنا على خلفية تصريحاتها حول الانتخابات التشريعية. في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، خُفِف الحكم على موسي في الاستئناف إلى السجن لمدة 16 شهرا. حتى كتابة هذا التقرير، كانت لا تزال تنتظر المحاكمة في قضية ثانية بموجب المرسوم 54.
في 24 فبراير/شباط، أدينت موسي في قضية أخرى وحُكم عليها بدفع غرامة قدرها 500 دينار (157 دولار) بسبب جريمة تتعلق بالتعبير عن الرأي.