Skip to main content
تبرعوا الآن

الولايات المتحدة: اعتقال طالب لجوء يُبرز المخاطر المُحدقة بـ "كأس العالم"

الرجل الذي أوقفه جهاز "آيس" في فعالية لـ "الفيفا" أُعيد إلى بلده الأصلي

منظر عام لملعب "متلايف" خلال "كأس العالم للأندية" في إيست رذرفورد، نيو جيرسي، الولايات المتحدة، 8 يوليو/تموز 2025.  © 2025 باميلا سميث/أسوشيتد برس فوتو

(نيويورك) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن اعتقال وإعادة طالب لجوء اصطحب طفليه إلى نهائي "كأس العالم للأندية" لكرة القدم في 13 يوليو/تموز 2025 يثير مخاوف جدية بشأن سلامة غير المواطنين الذين سيحضرون "كأس العالم 2026" في الولايات المتحدة.

في مايو/أيار،كتبت هيومن رايتس ووتش إلى "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا)، المؤسسة التي تنظم كأس العالم، لتُعرب عن مخاوفها بشأن مخاطر سياسات الهجرة الأمريكية وتأثيرها على كأس العالم 2026 وكأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، وأوصت بـ "اتخاذ إجراءات فورية" لمعالجة السياسات الأمريكية التي تخلق مخاطر وتُهدد قدرة الفيفا على الحفاظ على قِيَمها المعلنة بشأن حقوق الإنسان والإدماج والمشاركة العالمية.

ردت الفيفا في 3 يونيو/حزيران، قائلة إنها "تتوقع من الدول المضيفة اتخاذ تدابير لضمان تمكن أي شخص مؤهل معني بالمسابقة من دخول البلدان المعنية"، وإنها "تعمل بنشاط على هذه المسألة مع السلطات المختصة". قالت الفيفا أيضا إنها ستتواصل مع السلطات المختصة إذا علمت بأي مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

لكن الحادثة التي وقعت في نهائي كأس العالم للأندية، والتي كشفت عنها هيومن رايتس ووتش، توضح محدودية جهود الفيفا لمعالجة المخاطر الحقوقية الجسيمة التي يواجهها غير المواطنين خلال فعاليات الفيفا.

قالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش: "أب يحب كرة القدم، خطط لقضاء يوم خاص مع أطفاله في بطولة للفيفا، فانتهى به الأمر محتجزا ثلاثة أشهر، ثم أُعيد إلى بلد قال إن حياته معرضة فيه للخطر. في ظل سياسات إدارة ترامب، يمكن أن تؤدي إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة في الأحداث الرياضية الكبرى إلى تمزيق الأسر وتعريض الأشخاص الفارين من الاضطهاد لخطر يُهدد حياتهم".

احتُجز الرجل، الذي لم يُكشف عن اسمه وبلده الأصلي بناء على طلبه، في نيوجيرسي قبل نهائي بطولة كأس العالم للأندية بين "تشيلسي" (إنغلترا) و"باريس سان جيرمان" (فرنسا). كان في موقف سيارات "أمريكان دريم مول" قرب ملعب متلايف مع اثنين من أطفاله، وعمرهما 10 و14 عاما، في انتظار بدء المباراة.

أخبر الرجل وأفراد أسرته هيومن رايتس ووتش أن الشرطة استجوبته ثم احتجزته بعد أن حاول إطلاق مسيّرة صغيرة لالتقاط صورة لأسرته. عندما تعطلت المسيّرة، أعادها إلى سيارته، فاعتُقل أثناء قيامه بذلك.

تحظر لائحة محلية استخدام المسيّرات فوق مجمع متلايف، تنفيذا لتوجيه من "إدارة الطيران الفيدرالية" يحظر تحليق المسيّرات داخل الملاعب وحولها أثناء الأحداث الرياضية. وفقا لمحامٍ متخصص في شؤون الطيران استشارته هيومن رايتس ووتش، فإن انتهاك هذا الحظر عن غير قصد هو مُخالفة مدنية وعادة ما تنتج عنها غرامة مالية فقط.

قال الرجل إن عنصر الشرطة الذي استجوبه أخبره في البداية أنهم سيُحررون بحقه مخالفة ويطلقون سراحه سريعا. بدلا من ذلك، سأله عناصر الشرطة عن وضعه كمهاجر ثم سلموه إلى "جهاز الهجرة والجمارك" (آيس). احتجز عناصر آيس الرجل في اليوم نفسه وبدأوا بإجراءات ترحيله.

أخبر الرجل هيومن رايتس ووتش في مقابلة أجريت معه في مركز الاحتجاز أن آخر ما يتذكره من يوم اعتقاله هو "رؤية طفليَّ يبكيان لأنني اعتُقلت". اعتقد طفلاه أنه سيُفرج عنه لحضور المباراة. لكن عندما تفقد أحدهما هاتفه، رأى أن موقع والده يبعد 40 دقيقة، حسبما أخبرت زوجة الرجل هيومن رايتس ووتش.

الأشخاص الذين يواجهون الترحيل لديهم الحق في طلب اللجوء. قال أفراد الأسرة إنهم فروا من بلدهم الأصلي في 2022 بعد أن هددت جماعات مسلحة بقتلهم.

لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تسمح عادة بالإفراج عن المعتقلين في مراكز احتجاز المهاجرين، حتى لو كان بإمكان طالبي اللجوء دفع كفالة، وهي مبلغ من المال لضمان استمرار حضورهم الجلسات الخاصة بالترحيل.

بعد ثلاثة أشهر في مركز لاحتجاز المهاجرين، قرر الرجل عدم الاستئناف عندما رفض قاضي الهجرة طلب اللجوء الذي قدمه. قال لـ هيومن رايتس ووتش إن احتمال البقاء في الحبس لفترة أطول جعله يشعر باليأس. "ما يفعلونه بك هناك يؤثر عليك نفسيا... تريد الخروج بشدة".

صرحت إدارة ترامب مرارا أن إنفاذ قوانين الهجرة يستهدف "أسوأ الأسوأ"، لكن أبحاث هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى أظهرت أن الأشخاص الذين يُقبض عليهم في مداهمات أو عمليات أكثر استهدافا غالبا ما لا يكون لديهم سجل جنائي.

قبل انطلاق كأس العالم للأندية، وردا على سؤال حول ما إذا كان لديه أي مخاوف بشأن وجود عملاء إدارة الهجرة والجمارك في المباريات، قال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو: "ليست لدي أي مخاوف... نريد أن يقضي كل من يحضر المباريات وقتا ممتعا... أنا متأكد من أن الحدث سيكون احتفالا عظيما جدا". 

قالت هيومن رايتس ووتش إنه في ضوء الحملة التعسفية التي تشنها إدارة ترامب ضد المهاجرين، ينبغي عموما للأجهزة الأمنية القانونية المحلية وعلى مستوى الولاية التي ليس لديها اتفاقيات مع آيس لتنفيذ قوانين الهجرة ألا تسأل عن الوضع القانوني للمهاجرين ولا تحتجزهم كي يحقق آيس في وضعهم. على الأجهزة التي لديها مثل هذه الترتيبات، المعروفة بـ اتفاقيات برنامج "287 (ز)"، أن تُدركالانتهاكات المتأصلة فيها وأن تتخلى عنها. على آيس تجنب احتجاز طالبي اللجوء إلى أقصى حد يسمح به القانون.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على الفيفا دعوة السلطات الأمريكية إلى عدم استهداف فعاليات كأس العالم لإنفاذ قوانين الهجرة، بما يشمل العمليات التي تتم من خلال ترتيبات اتفاقيات 287 (ز). 

قالت ووردن: "ينبغي أن يكون كأس العالم 2026 احتفالا بكرة القدم، وليس عملية لفرض قوانين الهجرة التي تُدمر الأسر وتُهدد الأرواح. تسلط هذه القضية الضوء على التناقضات الصارخة بين استعدادات الولايات المتحدة لاستضافة أكبر حدث رياضي في العالم، وتنفيذها في الوقت نفسه سياسات لتشتيت الأسر وترحيل طالبي اللجوء".

للمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على النسخة الإنغليزية.

GIVING TUESDAY MATCH EXTENDED:

Did you miss Giving Tuesday? Our special 3X match has been EXTENDED through Friday at midnight. Your gift will now go three times further to help HRW investigate violations, expose what's happening on the ground and push for change.