Skip to main content

ليبيا: اعتقالات واعتداءات قبيل الاحتجاجات المُخطط لها

يجب وقف الهجمات عن المتظاهرين السلميين والإفراج عمّن تم القبض عليهم

(نيويورك) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن قوات الأمن الداخلي الليبية اعتقلت 14 شخصاً على الأقل مع بدء الاحتجاجات المرتبطة بالتظاهرات السلمية المخطط لها يوم 17 فبراير/شباط 2011. وقالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات الليبية أن تفرج فوراً عن جميع النشطاء والكُتاب والمحتجين، المحتجزين لمجرد أن لهم دور في تحضير احتجاج 17 فبراير/شباط، وأن تسمح لليبيين بممارسة حقهم في الاحتجاج السلمي.

مساء 15 فبراير/شباط، استخدمت السلطات القنابل المسيلة للدموع والهراوات وأفراد في ثياب مدنية، في تفريق المتظاهرين في بنغازي، ثاني أكبر مدينة ليبية، مما ألحق الإصابات بـ 14 شخصاً، حسبما أفادت صحيفة قورينا اليومية الصادرة على الإنترنت. وقالت مصادر في ليبيا لـ هيومن رايتس ووتش إن شخصاً واحداً قد قُتل في أحداث العنف.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "مع تأكيد الشعوب من تونس إلى مصر إلى البحرين إلى إيران على حقهم في الاحتجاج، نرى الحكومة الليبية ترد بنفس الأسلوب الخاطئ. على العقيد معمر القذافي أن يتعلم من جيرانه السابقين أن الاستقرار يجب أن يضم احترام الحق في التظاهر السلمي".

في أعقاب احتجاجات موسعة في تونس ومصر، أصدرت مواقع ليبية دعوات لـ "يوم الغضب" في 17 فبراير/شباط، وهي الذكرى السنوية لتظاهرة سلمية تمت عام 2006 وفيها قتلت قوات الأمن 12 متظاهراً على الأقل.

وقالت مصادر ليبية طلبت عدم ذكر أسمائها لأسباب أمنية لـ هيومن رايتس ووتش إن مظاهرة 15 فبراير/شباط بدأت بعد أن قبضت السلطات على عضوين هامين من أهالي ضحايا مذبحة سجن أبو سليم عام 1996. وكانت المجموعة تنظم احتجاجات عامة منتظمة على مدار عامين، مطالبة بتحقيق مستقل في وقائع القتل في السجن ومقاضاة المسؤولين عنها.

حوالي الثالثة والنصف مساءً، ذهب خمسة من ضباط الأمن الداخلي إلى بيت المتحدث باسم اللجنة والمحامي، فتحي تربل، فقاموا باعتقاله ومصادرة حاسبه الآلي (لاب توب). قال إنهم بعد ذلك اعتقلوا متحدثاً بارزاً آخر باسم المجموعة، هو فرج الشراني، وتم احتجاز الاثنين في مقر الأمن الداخلي بمدينة بنغازي.

بحلول التاسعة مساءً، كان العشرات من الأهالي الآخرين قد تجمعوا أمام مقر الأمن الداخلي مطالبين بالإفراج عنهما. سرعان ما انضم إليهم مئات آخرين، منهم كُتاب وناشطين. حوالي الحادية عشرة مساءً، قبضت قوات الأمن الداخلي على محمد السريط، الصحفي الذي يكتب لصالح الموقع المستقل "جيل ليبيا". وقال إدريس المسماري - الكاتب والسجين السياسي السابق - لقناة الجزيرة، إن ضباط أمن في ثياب مدنية قد فرقوا المتظاهرين باستخدام "القنابل المسيلة للدموع والهراوات والمياه الساخنة".

قال أحد المتظاهرين لـ هيومن رايتس ووتش: "هذا هو نفس سيناريو مصر، إنهم يُخرجون علينا بالبلطجية كي يضربوننا". أفرج ضباط الأمن الداخلي على تربل والشراني حوالي الواحدة صباحاً من يوم 16 فبراير/شباط، لكن السريط ما زال محتجزاً.

استمرت الاعتقالات يوم 16 فبراير/شباط إلى الخامسة فجراً، إذ كان المسماري على لقاء على الهواء عن طريق الهاتف مع الجزيرة، عندما سكت صوته فجأة. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن في تلك اللحظة اعتقل الأمن الداخلي المسماري.

حوالي السابعة صباحاً، قبض الأمن الداخلي على محمد سحيم من منزلة. سحيم كان يكتب بشكل منتظم لمواقع ليبية مستقلة مثل المنارة، وحضر احتجاج الليلة الماضية ونشر مقاطع فيديو للأحداث عن طريق موقع الفيس بوك. سرعان ما انتشرت المقاطع على الإنترنت. كما ذهب الأمن الداخلي إلى بيت الشقيقين سالم وأبو بكر العلواني، وتم القبض عليهما. الاثنان من أهالي ضحايا سجن أبو سليم الذين شاركوا في الاحتجاجات الليلة الماضية. في وقت لاحق من اليوم نفسه، في مسراتة، قبض الأمن الداخلي على الشقيقين حبيب ومحمد الأمين، الذين يدير شقيقهما حسن موقع المعارضة ليبيا المستقبل، من لندن.

قالت مصادر من ليبيا لـ هيومن رايتس ووتش إن في 16 فبراير/شباط قبض عناصر الأمن الداخلي أيضاً على أربعة سجناء سياسيين سابقين - الأشقاء فرج والمهدي والصادق وعلي حميد، في طرابلس. احتجزتهم السلطات في فبراير/شباط 2007، عندما قاموا ومعهم 10 آخرين بنشر دعوة على الإنترنت للاحتجاج السلمي في 17 فبراير/شباط من ذلك العام. وقبض ضباط الأمن الداخلي على الـ 14 رجلاً قبل يوم من الموعد المحدد ثم "أخفاهم" عدة شهور قبل ظهورهم جميعاً أخيراً أمام محكمة أمن دولة طرابلس.

في 10 يونيو/حزيران 2008، حكمت المحكمة على الرجال بما تراوح بين 6 إلى 25 عاماً في السجن. أُفرج عنهم الشهور التالية بعد أن تدخلت لصالحهم مؤسسة القذافي - برئاسة سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي. جمال الحاجي كان آخر من تم الإفراج عنه وبعد ذلك تم القبض عليه تعسفاً مرتين، آخرهما في 1 فبراير/شباط بعد أن طالب بتظاهرة 17 فبراير/شباط.

وقال جو ستورك: "17 فبراير/شباط موعد ذات مغزى في ليبيا لأنه أصبح رمزاً للتظاهر السلمي في مواجهة قسوة الشرطة". وأضاف: "هذه المرة على السلطات الليبية أن تحمي الحق في التظاهر السلمي، لا أن تنتهكه".

قائمة بالمعتقلين حتى الآن:

  • 1. جمال الحاجي [تم القبض عليه في 1 فبراير/شباط]
  • 2. فرج حميد
  • 3. علي حميد
  • 4. المهدي حميد
  • 5. الصادق حميد
  • 6. محمد السريط
  • 7. حبيب الأمين
  • 8. محمد الأمين
  • 9. إدريس المسماري
  • 10. محمد سحيم
  • 11. أبو بكر العلواني
  • 12. سالم العلواني
  • 13. فتحي تربل [تم الإفراج عنه]
  • 14. فرج الشراني [تم الإفراج عنه]

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة