Skip to main content

سوريا : إطلاق نار واعتقالات عقب احتجاجات حماة

مقتل مالا يقل عن 16 شخصا خلال الـ 48 ساعة الماضية

(نيويورك) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم، إن قوات الأمن السورية ردت على احتجاج سلمي كبير في 1 يوليو/تموز 2011، في مدينة حماة، وسط سوريا، بسلسلة من الغارات المميتة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا على الأقل في الساعات الـ48 الأخيرة. وداهمت قوات الأمن الموالية للحكومة والجماعات المسلحة، المعروف محليا باسم الشبيحة، هاجمت المنازل وفتحوا النار عدة مرات، وأقاموا نقاط تفتيش تُطوق مدينة حماة، رابع أكبر مدينة في سوريا.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "حماة هي آخر مدينة تسقط ضحية قوات أمن الرئيس بشار الأسد رغم وعوده بأن تتسامح حكومته مع الاحتجاجات السلمية. لقد ردت قوات الأمن على الاحتجاجات بالوحشية التي أصبحت مألوفة على مدى الأشهر القليلة الماضية".

وكانت قوات الأمن غائبة إلى حد كبير عن حماة، وهي مدينة عدد سكانها يصل إلى 800 ألف نسمة، منذ 3 يونيو/حزيران، عندما فتحوا النار على متظاهرين مناهضين للحكومة مما أسفر عن مقتل 60 شخصا على الأقل، وفقا لتقارير إعلامية. وفي الأسابيع التالية، خرج السكان إلى شوارع حماة للمشاركة في الاحتجاجات العادية المُنتظمة، التي ذكر المشاركون وتقارير وسائل الإعلام أنها سلمية.

وتُوجت المسيرات بمظاهرة ضخمة في ساحة العاصي في 1 يوليو/تموز، والتي تُعادل عشرات الآلاف من المحتجين - مئات الآلاف حسب بعض التقديرات. وأشاد ناشطون سوريون بأنها أكبر احتجاج في سوريا منذ بدء الانتفاضة في منتصف مارس/آذار. وكان الاحتجاج سلميا ودون عوائق من قبل القوات الحكومية، وفقا لشهود عيان وتقارير وسائل الإعلام، ومقاطع الفيديو التي راجعتها هيومن رايتس ووتش.

في اليوم التالي أقال الرئيس بشار الأسد محافظ حماة، أحمد عبد العزيز خالد، وبدأت قوات الأمن بحسب سكان من حماة ونشطاء حقوق الإنسان تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش بدأت في حملة اعتقالات. وقالت محامية حقوق الإنسان، رزان زيتونة ، لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن دخلت مشارف المدينة في 2 يوليو/تموز، وشرعت في اعتقال الناس، مما دفع السكان إلى إضرام النار في الإطارات لمنع قوات الأمن من دخول شوارعهم. ووصف أحد السكان رد الحي الذي يقيم فيه:

"كان لدينا نظام مُعد في حالة مجيء قوات الأمن لاعتقال الناس. عندما رأيناهم مُقبلين، فإننا نضرب بالقدور والمقالي لتنبيه الجميع، وبالتالي يُمكن لشباب الحي أن يُغادروا منازلهم وأن يهربوا. بعد بضع ساعات، فطنت قوات الأمن للنظام، فبدأوا بإلقاء الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت حتى يخاف الناس لا يستطيعون ترك منازلهم والهرب. اعتقلت قوات الأمن عددا كبيرا من الناس وحملتهم في سيارات كبيرة، ونحن لا نعرف أين أخذوهم. كانوا يستهدفون الرجال ما بين 10 و 45 سنة".

وقال شهود عيان لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن انتشرت في اليوم التالي، وفي الساعات الأولى من يوم 3 يوليو/تموز، بأعداد كبيرة في المدينة، وأقاموا نقاط تفتيش عند مداخل المدينة في الساعة الرابعة صباحا. وقال أحد السكان إنه سمع إطلاق النار ابتداء من الساعة 2:00 صباحا، ثم شاهد انتشار الجيش في الساعة 5 صباحا.

وقال سكان لـ هيومن رايتس ووتش إن الاعتقالات تمت في وقت لاحق في أحياء عيون اللوزة، وغرب المشتل، جنوب الملعب، والجرعجمة، والغراية، والحضر، والعلاليات في حماة. وقال شهود عيان إن معظم قوات الأمن الذين أجروا الاعتقالات كانوا يرتدون ثياباً رسمية، لكن هناك أيضا رجال يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بالبنادق.

قال أحد الشهود لـ هيومن رايتس ووتش: "إن القوات تُحيط بالبناية بعدد كبير من السيارات، ثم ينتقلون إلى الداخل لاعتقال أهدافهم". وأضاف: "إنهم يقودون أيضا دبابات في الشوارع لتخويفنا من خلال تذكيرنا بمجزرة عام 1982". في فبراير/شباط 1982، قامت قوات خاصة بالجيش السوري بسحق التمرد المناهض للحكومة في مدينة حماة بوحشية، ودمرت أحياء بأكملها وقتلت ما يُقدر بنحو 10000 شخص.

ووصف ساكن آخر، والذي قال إنه يعرف شخصيا ما لا يقل عن 20 شخصا كانوا قد اعتقلوا، ما حدث في الحي الذي يقيم فيه، المحطة، في الساعات الأولى من 3 يوليو/تموز:

"عندما يسمع الناس ضجة [قوات الأمن وهي تقترب]، يهربون خارجا، ويبدأون في ترديد "الله أكبر"، باستخدام مكبرات الصوت ليستيقظ الجميع. ثم يخرج المزيد والمزيد من الناس ويبدأون بحرق إطارات السيارات لعرقلة الطرق. كانت هناك مواجهات صغيرة بين هؤلاء وقوات الأمن، الذين بدأوا يطلقون النار على الناس. وواجههم الناس بواسطة الحجارة".

وقال سكان لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن فتحت النار في بعض المناطق خلال المداهمات، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين. ونشرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، وهي جمعية سورية لحقوق الإنسان، قائمة بـ 22 قتيلا.

قال أحد السكان المحليين، إن قوات الأمن، في 4 يوليو/تموز، أطلقت النار على عامر خلوف، 13 عاما، من قرية كازو غرب مدينة حماة، بينما كان واقفا في الشارع مع أولاد آخرين. وقال طبيب وناشطين محليين الذين تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن قتلت أيضا ناصر الشامي في شارع المرابط بينما كان يقف مع مجموعة من الشبان الذين كانوا يراقبون حيهم، فقاده السكان إلى أحد المستشفيات المحلية. وأفادوا أن الشامي توفي لاحقا متأثرا بجروحه. وأفاد الشاهد الذي كان في مستشفى حوراني في مساء 4 يوليو/تموز إنه رأى تسعة أشخاص مصابين وبدأ أنهم في حالة حرجة.

وقال سكان لـ هيومن رايتس ووتش، إنه تم تكثيف حملة الاعتقال وإطلاق النار في 5 يوليو/تموز. وأمدوا هيومن رايتس ووتش بأسماء 14 شخصا من السكان الذين قتلوا في ذلك اليوم: محمد بيطار ، وعماد خلوف، وعلي النهار، وحسن سركبي، وبهاء حبلوسي، وجمال دالاتي، وخالد دالاتي، ومحمد القاسم،، وبهاء فايز النهار، وأحمد البيطار، وفؤاد مخللاتي، وعبد السلام إبراهيم العرعور، ومحمد سويد. توفوا كلهم متأثرين بإصابتهم بطلقات نارية، استنادا إلى شهادات ومقاطع فيديو لأجسادهم التي نُشرت على موقع يوتيوب، ورغم ذلك فإن الظروف الدقيقة لمقتلهم لا تزال غير واضحة.

وقال مسؤول في مستشفى حوراني لـ هيومن رايتس ووتش إن المستشفى تلقى جثث أربعة أشخاص يوم 5 يوليو/تموز، وأسعفوا 60 شخصا أصيبوا بطلقات نارية، 7 منهم لا يزالون في حالة حرجة. وحاصر الجيش السوري مستشفى حوراني في 5 يوليو/تموز مما أخاف العديد من أولئك الذين كانوا قد تجمعوا في محيط المستشفى، ولكنهم لم يدخلوا المستشفى أو اعتقلوا أي من الجرحى هناك.

وقالت سارة ليا ويتسن: "لا تزال قوات الأمن السورية تعتقد أن بإمكانها أن تُطلق النار على الشعب لإخضاعه". وأضافت: "لكن أساليبهم الدموية لا تؤدي إلا إلى تعميق الهوة بين المواطنين والمؤسسات التي من المفترض أن تحميهم".

من بين الذين اعتقلوا 3 يوليو/تموز هناك محمد سيد، من حي البعث؛ وعمرو الأقرح، من حي السجوة؛ ونديم حسن القرعور من حي السجوة؛ وهاشم عقرة، وحسان البنية. وقال أحد أعضاء عائلة محمد سيد السيد لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن اعتقلت 35 شابا في حي الحضر في الساعة 5 صباحا من يوم 3 يوليو/تموز، بعضهم من منازلهم وبعضهم من مسجد المناخ، واعتقلت ثلاث نساء في حي السلومية. وقال هذا الشخص إنه تم الاعتداء على النساء أيضا وتعرضوا للضرب في حي العربيين.

من بين الذين اعتقلوا في 4 و 5 يوليو/تموز أشرف داوود، وحمزة هوى، وحازم أجنيد، وطارق الجدوع، وعز الدين ملاص، وعامر الشامي، وحمدو الجدوع، وفرج  الجدوع، وسام الأشقر، وعبد العزيز هنداوي، ومحمد تلقاوي، ومعاد زيدان، وزياد زيدان، وعبد العزيز زيدان.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة