- ما هي مخاطر التسمم بالرصاص؟ ومن هم الأكثر عرضة للخطر؟
- لماذا هيومن رايتس ووتش قلقة من التلوث بالرصاص في مخيم مافروفوني للمهاجرين، في ليسبوس؟
- ماذا كانت نتائج الاختبار؟
- هل الاختبار الذي أجرته الحكومة كافٍ؟
- هل يعكس تقرير المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن بدقة مخاطر التعرض للرصاص في المخيم؟
- ما هي الخبرة التي تمتلكها هيومن رايتس ووتش للتعليق على هذه القضية؟
- إذن، هل المخيم آمن للأشخاص الذين يعيشون ويعملون هناك؟
- هل التربة الملوثة مشكلة حقا، بما أن الناس يتعرضون للرصاص طوال الوقت؟
- رفضت الحكومة اليونانية أهمية الدراسات العلمية حول التلوث بالرصاص في ميادين الرماية، قائلة إن هذا البحث وجد فقط أن الرماة يستنشقون الرصاص أثناء إطلاق النار لكنهم لم يفحصوا تلوث التربة. فهل هذا صحيح؟
- قالت الحكومة اليونانية أيضا أن المقارنات مع الوضع في مخيم النازحين الملوث في كوسوفو ليست ذات صلة. هل هذا صحيح؟
- ماذا يجب أن تفعل الحكومة اليونانية الآن؟
ما هي مخاطر التسمم بالرصاص؟ ومن هم الأكثر عرضة للخطر؟
الرصاص معدن ثقيل شديد السمية للبشر عند تناوله أو استنشاقه، خاصة للأطفال الصغار وأثناء الحمل والرضاعة. المستويات المرتفعة يمكن أن تضعف وظائف الجسم العصبية والبيولوجية والمعرفية، ما يؤدي إلى عوائق التعلم والإعاقة؛ والمشاكل السلوكية؛ وضعف النمو؛ وفقر الدم؛ وتلف الدماغ، والكبد، والكلى، والأعصاب، والمعدة؛ والغيبوبة والتشنجات؛ وحتى الموت. يزيد الرصاص أيضا خطر الإجهاض ويمكن أن ينتقل عن طريق المشيمة وحليب الثدي.
يتعرض الأطفال للخطر بشكل خاص لأنهم عندما يتعرضون لنفس المستويات يمتصون أربعة إلى خمسة أضعاف الرصاص أكثر من البالغين، ولا تزال أدمغتهم وأجسادهم في طور النمو. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يضع الأطفال الصغار أيديهم في أفواههم أو يلعبون على الأرض، ما يزيد احتمال ابتلاع أو استنشاق الرصاص في الغبار والتربة. يمكن أن يؤدي التعرض أثناء الحمل إلى ولادة جنين ميت، والإجهاض، وانخفاض الوزن عند الولادة، ويمكن أن يؤثر سلبا على نمو دماغ الجنين.
لماذا هيومن رايتس ووتش قلقة من التلوث بالرصاص في مخيم مافروفوني للمهاجرين، في ليسبوس؟
في سبتمبر/أيلول 2020، شيدت السلطات اليونانية مخيم مافروفوني للمهاجرين، الذي يأوي حاليا 6,900 امرأة ورجلا وطفلا، في ميدان رماية عسكري استخدم منذ 1926 إلى سبتمبر/أيلول 2020، قبل إنشاء المخيم مباشرة. بعد أن نشرت تقارير إعلامية في أكتوبر/تشرين الأول أن المخيم أقيم في موقع عسكري، حثت هيومن رايتس ووتش الحكومة اليونانية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني على فحص الموقع للكشف عن وجود مادة الرصاص. بحسب الحكومة، 21 ألف متر مربع من المخيم كانت ضمن منطقة ميدان الرماية السابق. ميادين الرماية معروفة جيدا كمواقع ملوثة بالرصاص.
تعيش على الأقل 118 امرأة حامل و2,552 طفلا في المخيم، وفقا لبيانات حكومية قُدِّمت لـ هيومن رايتس ووتش في نوفمبر/تشرين الثاني، وتتواجد عاملة إغاثة حامل واحدة على الأقل داخل المخيم بانتظام. نظرا للمخاطر الناجمة عن تعرض الأطفال الصغار للرصاص وأثناء الحمل، كانت هيومن رايتس ووتش قلقة بشأن المخاطر الحادة الناجمة عن تلوث التربة المحتمل.
بعد اختبار التربة من مخيم مافروفوني في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نشرت الحكومة اليونانية في 27 يناير/كانون الثاني تقريرا صدر عن "المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن" يؤكد وجود مستويات عالية من الرصاص في بعض مناطق مخيم المهاجرين المؤقت.
أخذ الباحثون ما مجموعه 12 عينة تربة من المخيم، ثلاثة منهم في منطقة ميدان الرماية السابق. أظهرت نتائج الاختبارات من التربة المجاورة لمنطقة إدارية داخل المخيم وداخل منطقة سكنية بالمخيم في ميدان الرماية السابق مستويات عالية من الرصاص. أظهرت التربة من المنطقة الإدارية أنها تحتوي على 2,233 مغ رصاص/كغم من التربة (العينة "ماف-1") وأن التربة من المنطقة السكنية تحتوي على 330 مغ/كغم (العينة "ماف-12). وفقا للسلطات اليونانية، المستويات القصوى المقبولة للرصاص في التربة لأمكنة اللعب هي 100 مغ/كغم. معيار "مكان اللعب" هو الإجراء المناسب لتطبيقه على المخيمات بما الأطفال يتواجدون في جميع أنحاء المخيم.
هل الاختبار الذي أجرته الحكومة كافٍ؟
كلا، يُظهر تحليل هيومن رايتس ووتش والتحليل الذي أجراه خبراء تقرير المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن أن نظام الاختبار لم يكن كافيا لتقييم مدى وشدة التلوث بالرصاص في المخيم والمخاطر على صحة الناس، وأن هناك حاجة ملحة لمزيد من الاختبارات.
من بين 12 عينة مأخوذة من المخيم بأكمله، أخذ المعهد اليوناني ثلاث عينات فقط من ميدان الرماية، بمساحة 21 ألف متر مربع الأكثر عرضة للتلوث، وواحدة من التلة خلف الميدان، حيث قد تكون سقطت بعض الذخائر. مع ذلك، العينة المأخوذة من سفح التل لم تؤخذ من المنطقة الواقعة على التل التي تهتم بها هيومن رايتس ووتش والخبراء بشكل كبير، حيث قد تكون مستويات الرصاص مرتفعة. بل أخِدت من منطقة شمالا أبعد من خط النار المتوقع من الميدان، وليس من المنحدر حيث يتوقع المرء أن المقذوفات التي يتم إطلاقها من الميدان ستهبط على التل.
خلال اجتماع في 1 فبراير/شباط بين وزارة الهجرة ومنظمات غير حكومية حضرته هيومن رايتس ووتش، قال أحد باحثي المعهد اليوناني إن الهدف من الاختبار كان "رسم خريطة أولية" للمخيم بأكمله وليس تحليل شامل للمناطق الأكثر عرضة لخطر التلوث. رغم ذلك، قال ممثل حكومي في الاجتماع إنه لا توجد خطط لإجراء اختبارات شاملة إلا بعد اكتمال البناء الجاري، بما فيه جهود معالجة التربة، في المخيم. هناك حاجة ملحة لمزيد من الاختبارات، لا سيما قرب المناطق التي عُثر فيها على مستويات مرتفعة من الرصاص، 2,233 مغ رصاص/كغم (العينة "ماف-1") و330 مغ/كغم (العينة "ماف-12)، على التوالي. لم يعالج تقرير المعهد اليوناني أيضا الأسئلة حول منهجية أخذ العينات المستخدمة بما فيه الأساس المنطقي لعمق العينات، وما إذا كانت مواقع العينات من مناطق تربة جديدة أو قديمة؛ أو من أين أتت التربة الجديدة، أو المكان الذي وضعت فيه بالضبط في المخيم، وأين أخِذت التربة القديمة إذا أزيل أي منها.
هل يعكس تقرير المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن بدقة مخاطر التعرض للرصاص في المخيم؟
لا، كان نطاق الاختبار غير كافٍ، واستُبعدت المعلومات المتعلقة بما إذا كانت العينات من تربة جديدة أو قديمة، وقلل تقرير المعهد اليوناني والحكومة من مخاطر ارتفاع مستويات الرصاص الموجودة في اثنتين من العينات من خلال الإشارة بشكل غير صحيح إلى معايير أقل صرامة مما ينبغي.
ذكرت الحكومة أن نتائج مستويات الرصاص المأخوذة من عينات التربة في موقع واحد في المنطقة الإدارية، "ماف-1"، كانت ضمن الهامش المقبول من خلال الرجوع إلى معايير التربة على مستوى الرصاص للمناطق الصناعية. صُممت هذه المعايير للمناطق الصناعية حيث يرتدي العمال معدات واقية وعادةً لا يوجد أطفال. مع ذلك، أخِذت العينة بالقرب من منطقة إدارية داخل المخيم على تل مافروفوني حيث توجد مكاتب لأربع منظمات إغاثة على الأقل، حيث يعمل عديد من الموظفين هناك بدون معدات واقية.
يصطف الناس، الذين يصل عددهم أحيانا إلى 200، بما فيهم الأطفال والمقيمات الحوامل أو المرضعات، للحصول على الدعم والمعلومات هناك لساعات. بالنظر إلى هذا الواقع، كان على الحكومة على الأقل أن تطبق المعايير التي تشير إليها بما يتعلق بالمناطق السكنية، والتي تجاوزتها عينة "ماف-1" بأكثر من أربع مرات.
يشير التقرير أيضا إلى الحد الأقصى الوطني للرصاص في المناطق السكنية، 500 مغ/كغم، للتأكيد على أن أيا من العينات الـ 11 الأخرى المأخوذة في المناطق السكنية بالمخيم ليست أعلى من المستويات الآمنة. مع ذلك، نظرا لطريقة استخدام المخيم من قبل السكان، بما فيه الأطفال الذين يلعبون في الغبار، فإن مقارنة نتائج الاختبار لمكان اللعب (100 مغ/كغم) وليس الحد الأقصى للأماكن السكنية (500 مغ/كغم) أكثر ملاءمة لتقييم إمكانات الخطر على صحة الأطفال في هذا المكان. تجاوزت اثنتان من 11 عينة مأخوذة من مناطق سكنية بالمخيم هذا المعيار البالغ 100 مغ/كغم، كما هو مشار إليه في التقرير، بما فيها "ماف-12" تحديدا.
مستويات الرصاص الموجودة في عينة "ماف-12" مأخوذة من منطقة كان فيها ميدان إطلاق الأسلحة الصغيرة السابق، وهو الآن داخل المنطقة السكنية بالمخيم حيث كانت هناك حوالي 50 خيمة تأوي مهاجرين حتى 5 فبراير/شباط على الأقل. بينما كانت المستويات تقنيا ضمن الأقصى الذي تقبل به اليونان لمستويات الرصاص في المناطق السكنية، إلا أنها كانت أعلى بثلاث مرات من المستويات المقبولة في أماكن اللعب وأعلى بكثير من العينات الأخرى المأخوذة في المناطق السكنية. يشير هذا إلى أن تربة منطقة إطلاق النار ملوثة أو أن التربة الملوثة من التل ربما تحركت أو تم إنزالها إلى مناطق عند أسفل التل. يلزم إجراء مزيد من الاختبارات لفهم أصل التلوث ومدى انتشاره بشكل أفضل.
علاوة على ذلك، لا يوضح التقرير ما إذا كانت العينات المأخوذة جاءت من مناطق أضيفت فيها تربة جديدة أثناء البناء وأعمال مكافحة الفيضانات. إذا كان هذا هو ما حدث، فهناك خطر من استمرار وجود مناطق في ميدان الرماية بها جيوب من التربة القديمة، والتي سيكون بها مستويات أعلى من الرصاص. فقط الاختبارات الشاملة والموجهة ستكون قادرة على تقييم وتخفيف هذا الخطر.
ما هي الخبرة التي تمتلكها هيومن رايتس ووتش للتعليق على هذه القضية؟
حققت هيومن رايتس ووتش في آثار معدن الرصاص على صحة السكان المهمشين والمعرضين للخطر لأكثر من 12 عاما ودافعت عن الحقوق في الصحة والبيئة الصحية فيما يتعلق بالتسمم بالرصاص في كوسوفو (2009)، والصين (2011)، ونيجيريا (2012)، وكينيا (2014)، وتايلاند (2014)، وكوسوفو (2017)، والولايات المتحدة (2018)، وزامبيا (2019). هذه قضية تتعلق بحقوق الإنسان لأن الحكومات عليها واجب بموجب قوانين حقوق الإنسان لحماية صحة الناس وإبلاغهم بمخاطر التسمم بالرصاص.
حلل خبراء من أقسام البيئة، والصحة، والأزمات، وأوروبا في هيومن رايتس ووتش نتائج ونطاق اختبار التربة الذي أجري بطلب من الحكومة اليونانية. تتضمن الاستنتاجات تحليل الخبراء ومشورة الدكتور جاك كارافانوس، أستاذ الصحة البيئية العالمية في جامعة نيويورك؛ والدكتور غوردون بينكورست، نائب رئيس البرامج العالمية في "بيور إيرث"؛ والدكتورة ماري جين براون، الرئيسة السابقة لـ "فرع الوقاية من التسمم بالرصاص في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها". استعرض كل منهم بشكل مستقل نتائج الاختبار.
إذن، هل المخيم آمن للأشخاص الذين يعيشون ويعملون هناك؟
مستويات الرصاص التي عُثر عليها بجوار الخيام الإدارية ("ماف-1")، وفي المنطقة السكنية القريبة ("ماف-12")، ليست آمنة للأطفال الصغار أو النساء الحوامل، ويجب تسييج كلا المنطقتين على الفور ومنع استخدمها حتى تتم معالجتهما بنجاح. هناك أيضا خطر كبير من أن المناطق الأخرى في التل ونطاق الرماية التي لم يتم اختبارها قد تحتوي على مستويات عالية من الرصاص تجعلها غير آمنة للأشخاص الذين يعيشون هناك.
أجرت هيومن رايتس ووتش، بتوجيه من خبير في الصحة البيئية، محاكاة باستخدام نموذج علمي معترف به لتقدير مستويات الرصاص في الدم للأطفال البالغين من العمر سبع سنوات أو أقل والذين يعيشون في مافروفوني باستخدام النتائج المحدودة من تقرير المركز اليوناني. استخدم النموذج مدخلات متحفظة تفترض أن الأطفال يتعرضون فقط للرصاص من خلال التربة، وليس من خلال الهواء أو الماء أو الطعام، وأنهم لا يحملون تركيزات رصاص موجودة في دمائهم. وجد النموذج أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سبع سنوات وما دون والذين يتعرضون حتى لفترة قصيرة للمستويات المرتفعة التي قاستها الحكومة عرضة لخطر كبير في أن يكون مستوى الرصاص في الدم أعلى من 5 ميكروغرام/ديسيلتر. حدّد هذا المستوى "المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض" على أنه مستوى يتطلب مزيدا من إجراءات الصحة العامة.
إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان الأشخاص في أجزاء أخرى من المخيم مهددون بالتعرض لمستويات غير آمنة من الرصاص لأن نطاق الاختبارات الحكومية كان محدودا للغاية من حيث عدد عينات التربة المأخوذة ومواقعها.
هل التربة الملوثة مشكلة حقا، بما أن الناس يتعرضون للرصاص طوال الوقت؟
يوجد الرصاص بمستويات منخفضة في البيئة الطبيعية. مع ذلك، انتشار الرصاص في البيئة يرجع إلى حد كبير إلى النشاط البشري، مثل تعدين الرصاص، وصهره، وتكريره، وإعادة تدويره؛ واستخدام البترول ووقود الطائرات اللذين يحتويان على الرصاص؛ واستخدام الرصاص في التصنيع، مثل بطاريات الرصاص الحمضية، والدهانات، والزجاج، والزجاج المحتوي على الرصاص؛ وفي صناعة المجوهرات، ومواد اللحام، والسيراميك؛ وكجزء من النفايات الإلكترونية؛ ويستخدم في أنابيب المياه واللحام.
يُقدر أن التعرض للرصاص يتسبب في أكثر من مليون حالة وفاة مبكرة وفقدان 24 مليون شخص للحياة الصحية في أنحاء العالم كل عام. تؤكد "منظمة الصحة العالمية" أنه لا يوجد مستوى من التعرض للرصاص معروف أنه بدون آثار ضارة، وخفضت السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد الحدود القصوى المسموح بها للرصاص في التربة، والماء، والغبار، وما إلى ذلك. حتى مستويات الرصاص المنخفضة في الدم في الأطفال تم ربطها بانخفاض معدل الذكاء وزيادة المشاكل العاطفية والسلوكية وتأخر النمو البدني.
انتشار الغبار في مخيم مافروفوني يعني أن السكان والموظفين أكثر عرضة للتربة الملوثة. وجود الغبار، خاصة في المناطق التي اكتُشف أنها ملوثة، هو سبب حقيقي للقلق لأن الرصاص عادة ما يتم استنشاقه أو ابتلاعه عن طريق التربة أو الغبار الملوث. لدى سكان المخيم أيضا إمكانية محدودة للحصول على المياه للغسل وإزالة التراب الملوث.
قال السكان الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنه في الطقس الجاف، تؤدي السيارات التي تسير على الطرق المرصوفة بالحصى داخل المخيم وغيرها من الأنشطة إلى إثارة الغبار وعليهم تنظيف خيامهم عدة مرات في اليوم. شاهد باحثو هيومن رايتس ووتش صورا لأطفال يلعبون في مناطق مغبرة ويحفرون ثقوبا في الأرض حيث كان ميدان الرماية السابق، وعلى تلة خلف ميدان الرماية.
تنقل الحكومة أيضا التربة في إطار عملية بناء كبيرة في المخيم، كجزء من أعمال مكافحة الفيضانات وغيرها من الأعمال، ما يثير مزيدا من الغبار ويحتمل أن يؤدي إلى نقل التربة الملوثة في المخيم، ما يؤدي إلى انتشار خطر التعرض.
حسب عمال الإغاثة، تنقل الحكومة التربة من إحدى مناطق التل إلى أجزاء أخرى من المخيم بما فيها ميدان الرماية والمنطقة الواقعة أسفل التل التي أخذت منها العينة "ماف-1". نظرا لعدم إجراء اختبار للتربة من هذا الجزء من التل، هناك خطر أن تكون التربة التي يتم تحريكها ملوثة.
لا. البحوث بشأن التلوث بالرصاص في ميادين الرماية تحقق في التأثيرات أثناء إطلاق النار والتأثيرات على التربة. وجدت الأبحاث التي أجريت في نطاقات الرماية أن انطلاق غبار الرصاص الناتج عن إطلاق النار يؤدي إلى تلوث التربة على المدى الطويل، ما قد يعرض الناس لمعدن الرصاص عندما لا تُعالَج المنطقة.
فيما يتعلق بكوسوفو، في حين أن مصدر ومدى التعرض للرصاص في مخيمات كوسوفو كان مختلفا (معمل صهر معادن كبير) عن ليسبوس (ميدان إطلاق نار)، فإن طرق التعرض ونقاط الضعف للأشخاص الذين يعيشون في المخيم متشابهة. نتيجة لسكن الناس في الخيام ولعب الأطفال في الغبار، من المتوقع أن يتعرضوا بشدة للتربة الملوثة. مع ذلك، لا يمكن مقارنة مدى التلوث والآثار الصحية المحددة دون إجراء اختبار شامل.
في حين أن طول فترة التعرض يزيد من المخاطر المرتبطة بالتعرض للرصاص، فإن الأشخاص المعرضين لمستويات مرتفعة قد يعانون من عواقب صحية في غضون فترات قصيرة. في كوسوفو، عثُر على مستويات عالية من الرصاص في عينات الدم في غضون عام من انتقال الأشخاص إلى المخيم، وهي فترة زمنية مماثلة يمكن أن يتعرض لها سكان ماروفوني للرصاص إذا انتقلوا إلى مخيم جديد في خريف 2021، حسب وعد الحكومة.
أقيمت مخيمات كوسوفو بين سبتمبر/أيلول 1999 ويناير/كانون الثاني 2000. في أغسطس/آب 2000، كشف اختبار الجنود الفرنسيين التابعين لـ "قوة كوسوفو" )كفور( الذين يخدمون بالقرب من منشآتها أن مستويات الرصاص في الدم لديهم زادت بشكل كبير. اتخذت وحدات قوة كوسوفو تدابير لحماية أفرادها، بما فيه إبعاد الأفراد الذين يعانون من ارتفاع مستويات الرصاص في الدم من المنطقة. في نوفمبر/تشرين الثاني 2000، طلبت "بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو" إعداد تقرير داخلي، حيث وجد الباحثون تركيزات عالية جدا من الرصاص في الغطاء النباتي والتربة والغبار. كما ذكروا أنه تم تسجيل مستويات عالية من الرصاص في الدم بشكل خاص لدى الغجر الذين يعيشون في المخيمات.
ماذا يجب أن تفعل الحكومة اليونانية الآن؟
بعد إصدار تقرير المعهد اليوناني، التزمت الحكومة اليونانية باتخاذ بعض تدابير التخفيف، بما فيها إضافة تربة جديدة وحصى فوق التربة الملوثة؛ وتقييد الوصول إلى المنطقة التي عُثر فيها على مستويات مرتفعة من الرصاص عند أسفل التل؛ وإجراء مزيد من الاختبارات بمجرد الانتهاء من أعمال الصرف الصحي وأعمال البناء الأخرى للتأكد من عدم وجود مستويات عالية من الرصاص؛ ومشاركة المعلومات مع منظمات المجتمع المدني والموظفين والجهات الفاعلة الأخرى المعنية. هذه خطوات إيجابية وينبغي متابعتها بسرعة.
على الحكومة اليونانية أيضا إجراء اختبارات شاملة إضافية فورا في المناطق الأكثر تعرضا لخطر التلوث للمساعدة في تطوير إجراءات العلاج. ما لم تفعل ذلك، فلن تعرف أي تربة آمنة وأيها ملوثة وبالتالي ما هي المخاطر الصحية وكيفية تخفيفها. عند إجراء مزيد من الاختبارات، على الحكومة التأكد من مشاركة جميع المعلومات ذات الصلة بتاريخ التربة مع الباحثين وإعلان المنهجية الكاملة إلى جانب النتائج.
من الضروري للمعهد اليوناني مشاركة نطاق العمل المخطط له (أي خطة الاختبار) مع خبراء دوليين للمراجعة والسعي للحصول على آراء بشأن تدابير الاختبار والمعالجة قبل إجراء مزيد من الاختبارات.
إلى أن تُجرى مزيد من الاختبارات، على سلطات المخيم وضع سياج حول المناطق القريبة من "ماف-12" و "ماف-1" حيث عُثر على تربة ملوثة وإبلاغ السكان والموظفين، وخاصة الأشخاص الذين لديهم أطفال صغار، الحوامل أو المرضعات، حول التدابير المأخوذة ومخاطر التعرض للرصاص، وهو ما لم تفعله السلطات حتى الآن.
نظرا للمستويات المرتفعة من الرصاص في منطقتين على الأقل، يجب أن يتلقى الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر وسنتين الذين يقضون وقتا في هذه المناطق اختبار دم مجاني لأنهم أكثر عرضة لخطر التسمم الشديد بالرصاص. في أوائل فبراير/شباط، أخبرت الحكومة عمال الإغاثة أنه إذا أصيب بعض سكان المخيم بالتسمم بالرصاص، فقد يكون ذلك نتيجة التعرض المسبق للرصاص. من الممكن بالفعل أن يكون الأشخاص قد تعرضوا للرصاص قبل وصولهم إلى المخيم وهذا يزيد أهمية ضمان عدم حدوث تعرض إضافي في المخيم. إذا عُثر على مستويات مرتفعة من الرصاص في الدم لدى السكان أو الموظفين، فيجب معالجتهم بسرعة، بغض النظر عن أصل هذه المستويات.