Skip to main content

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إن الذخائر المهجورة تلحق إصابات بالمدنيين في البصرة جنوبي العراقي لأن القوات البريطانية لم تقم بتأمين مخابئ الذخائر

وقد ذكر ضباط الاتصال المدني العسكري في الجيش البريطاني لمنظمة هيومن رايتس ووتش أنهم لا يعتزمون تأمين هذه المواقع؛ وقالوا إنهم ليست لديهم قوات كافية في البصرة لحراسة مواقع الذخائر المهجورة، بالإضافة إلى النهوض بواجباتهم الأخرى.

وقال رويبن بريغتي، الباحث في قسم الأسلحة بمنظمة هيومن رايتس ووتش
"إن انفجار هذه الذخائر يوقع كل يوم إصابات في صفوف المدنيين، وبخاصة الأطفال؛ يجب على القوات البريطانية القيام فوراً بتأمين هذه المواقع منعاً لوقوع مثل هذه الحوادث المفجعة".
وقد أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحر إلى أن ما لا يقل عن 30 موقعاً في البصرة تحتوي على أسلحة مهجورة وذخائر لم تنفجر؛ وقد تخلت القوات العراقية عن معظم هذه الأسلحة، وإن كانت بعض الذخائر غير المنفجرة قد أطلقتها قوات التحالف. ولم تقم القوات البريطانية التي تحتل البصرة بتأمين أي من هذه المواقع؛ وقد أصيب بعض المدنيين بجروح من جراء العبث بالذخائر المهجورة في هذه المواقع؛ وقال أطباء في مستشفى البصرة التعليمي، وهو أحد المستشفيات الثلاثة الرئيسية في البصرة، لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنهم عالجوا ما لا يقل عن 15 مدنياً أصيبوا من جراء انفجار الذخائر المهجورة خلال الفترة بين 11 أبريل/نيسان و5 مايو/أيار.
فقد أصيب الطفل ساجد كاظم، البالغ من العمر 11 عاماً، بجروح بالغة في 3 مايو/أيار عندما التقط قنبلة غير منفجرة تركت في مدرسته، وهي مدرسة حضرموت الابتدائية؛ فقد انفجرت القنبلة وبترت يده اليسرى. وقال جاسم المالك، وهو مساعد طبيب في مستشفى البصرى التعليمي حيث يُعالج الصبي، إن قسم الإصابات بالمستشفى يستقبل خمس حالات من هذا القبيل كل يوم، ولكن ليس جميع المصابين يبقون على قيد الحياة بعد هذه الحوادث. ولا يُعرَف على وجه الدقة عدد الإصابات الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة في البصرة.

وقد تفقَّد باحثو هيومن رايتس ووتش أحد مواقع الذخائر المهجورة بالقرب من مطار البصرة القديم؛ وكان هذا الموقع، الذي تبلغ مساحته نحو كيلومتر مربع، يحتوي على ما لا يقل عن عن 20 حاوية شحن، تبلغ سعة كل منها 1100 قدم مكعب، وكانت ممتلئة عن آخرها بالأسلحة التي تخلت عنها القوات العراقية، ومن بينها القذائف المضادة للطائرات، وقنابل الهاون، والقنابل الصاروخية، وصواريخ الكاتيوشا، وغيرها من الذخائر. وكان بعض الأطفال يعبثون بهذه الحاويات ومحتوياتها؛ وقد فُتحت الكثير من القذائف، وأفرغت من المواد الكيميائية التي تحتوي عليها؛ وكان الوقود الدفعي من شتى الذخائر يغطي عشرات الأمتار المربعة من رصيف الشارع، أي نصف مساحة ملعب التنس على أقل تقدير.

ويبعد هذا الموقع بأقل من 600 متر عن مدخل المقر الرئيسي لقوات "المجموعة القتالية البريطانية الأولى لحملة البنادق"، ولا يزال بلا حراسة شأنه شأن سائر مواقع الذخائر المهجورة في البصرة.
وقال بريغتي
"إلى أن يتم تدمير هذه الذخائر، ينبغي على القوات البريطانية أن تفعل المزيد لإبقاء المدنيين بمنأى عنها، وإلا فسوف تستمر هذه الأسلحة في إلحاق الضرر بالعراقيين الأبرياء".
وقد شوهد بعض الأطفال وهم يلعبون كرة القدم في ملعب بإستاد البصرة تحيط به الذخائر غير المنفجرة.
للاطلاع على أحدث وثائق هيومن رايتس ووتش بشأن العراق، انظر الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة