Skip to main content

منتدى فلسطيني يسلط الضوء على تهديدات الأسلحة ذاتية التشغيل

تدارس اللقاء انتهاكات الحقوق الرقمية للفلسطينيين

بندقيتان مثبتتان على سطح برج حراسة إلى جانب كاميرات مراقبة تُطل على مخيم العروب للاجئين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2022.  © 2022 محمود إليان /"أيه بي إيمدجز"

في أواخر شهر مايو/أيار، ألقيتُ كلمة في جلسة نقاش تناولتُ فيها عسكرة الفضاءات الرقمية، وتحديدا كيف تستخدم السلطات الإسرائيلية تكنولوجيات المراقبة لتعميق التمييز الممنهج ضد الفلسطينيين. حذّرتُ من أن استخدام خاصيات التشغيل الذاتي في أنظمة الأسلحة يساهم مساهمة خطيرة في هذا الاتجاه، وسلّطتُ الضوء على الحاجة الملحة لرد فعل قانوني دولي.

كانت جلسة النقاش هذه جزءا من "منتدى فلسطين للنشاط الرقمي" لهذا العام، والذي استضافه "المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" المعروف أيضا باسم "حملة". جمع اللقاء أكثر من 1,500 مشارك من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية لمناقشة تحديات الحقوق الرقمية التي يواجهها الفلسطينيون والنشطاء الذين يعملون على القضية الفلسطينية.

يعطي تقرير "منظمة العفو الدولية" الجديد المعنون "الأبارتهايد الرقمي - تكنولوجيات التعرف على الوجه وترسيخ الهيمنة الإسرائيلية"، معلومات تفصيلية عن الاستخدام المكثف لتكنولوجيات التعرف على الوجه والقياسات البيومترية من قبل السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لتسهيل ارتكابها الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.

تغذي أدوات مراقبة مماثلة التمييز ضد المجتمعات ذات البشرة الملونة على مستوى العالم. كما قالت منى شتيه، عضوة فريق المناقشة، "يعيش الفلسطينيون تحت حالة من المراقبة يستفيد فيها المحتلون من الاحتلال من خلال اختبار تكتيكات وبرمجيات جديدة على الفلسطينيين، يتم تصديرها لاحقا إلى جميع أنحاء العالم".

بالإضافة إلى استخدام السلطات الإسرائيلية تكنولوجيات المراقبة المنتهكة للخصوصية ومراقبتها الفضاء الإلكتروني الفلسطيني، فهي تعمل أيضا على تطوير أنظمة أسلحة ذاتية التشغيل. تعكس هذه الاتجاهات على المستوى العالمي انزلاقا نحو نزع الصفة الإنسانية عن الأدوات الرقمية، وفي حالة إسرائيل، يعني ذلك نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين. طورت السلطات الإسرائيلية واستخدمت طائرات بدون طيار، وذخائر متسكعة[تعرف أيضا بـ الدرونز الانتحارية]، وأبراج بنادق آلية يُتحكم فيها عن بعد، مثل سلاح "سمارت شوتر" الذي تم تركيبه مؤخرا في الخليل وبيت لحم. قال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى مؤخرا إن السلطات تبحث في "قدرة المنصات على الهجوم أسرابا، أو قدرة أنظمة القتال على العمل بشكل مستقل، ودمج البيانات، والمساعدة في اتخاذ قرارات سريعة، على نطاق أكبر مما رأينا في أي وقت مضى".

يثير دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الناشئة في أنظمة الأسلحة مخاوف أخلاقية وإنسانية وقانونية لدى الجميع، بمن فيهم الفلسطينيون. يدعو النشطاء إلى اعتماد معاهدة تتضمن حظرا وقيودا على أنظمة الأسلحة الذاتية التشغيل، انضمت إليها العديد من الدول من بينها فلسطين.

يمكن أن تساعد أنظمة الأسلحة الذاتية التشغيل في أتمتة استخدامات إسرائيل للقوة. غالبا ما تكون استخدامات القوة تلك غير قانونية وتساعد على ترسيخ الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. في غياب قانون دولي جديد للتصدي للمخاطر التي تشكلها هذه التكنولوجيا، يمكن أن تسهم أنظمة الأسلحة الذاتية التشغيل التي تطورها إسرائيل اليوم في انتشار هذه الأسلحة في جميع أنحاء العالم وإلحاق الأذى بالفئات الأكثر ضعفا.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة