1. ما هو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
تُعرّف منظمة الصحة العالمية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على أنه "جميع العمليات التي تشمل استئصال كلي أو جزئي للأجزاء الخارجية من الأعضاء التناسلية الأنثوية أو إصابتها، لأسباب غير طبية".
2. ما الفرق بين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وقطع الأعضاء التناسلية الأنثوية، وختان الإناث؟
هي جميعاً مصطلحات تشير إلى عملية استئصال جزء من الأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية:
- تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مصطلح تستخدمه منظمات كثيرة لحقوق الإنسان والمدافعين عن الحقوق الصحية، من أجل إلقاء الضوء على الآثار البدنية والنفسية والعاطفية لهذه العملية. هذا المصطلح يعتبر هذه الممارسة انتهاكاً لحقوق الإنسان بسبب العنف المصاحب للعملية ولأنها تتم على الفتيات الصغيرات بالأساس. وفي تقرير هيومن رايتس ووتش "أخذوني ولم يخبروني بشيء: تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في كردستان العراق"، يتم استخدام مصطلح تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
- قطع الأعضاء التناسلية الأنثوية مصطلح يستخدمه النشطاء والمدافعون عن الحقوق الصحية أيضاً لإظهار الأخطار المرافقة لهذه العملية. هذا المصطلح يرد أحياناً على هيئة: تشويه/قطع الأعضاء التناسلية الأنثوية.
- ختان الإناث هو المصطلح المستخدم لوصف هذه الممارسة دون أن يأخذ في الاعتبار الأضرار المصاحبة لها. وهو مضلل لأنه يقارن بصورة خاطئة بين ختان الذكور والإناث، دون مراعاة أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية هو إجراء أكثر خطورة ولا يتم لأي أسباب طبية.
3. ما عدد أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وما الاختلافات فيما بينها؟
هناك أربعة أنواع من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، طبقاً لمنظمة الصحة العالمية:
- النوع الأول يشمل استئصال البظر كلياً أو جزئياً و/أو القلفة (الطية الجلدية المحيطة بالبظر)، وهو أكثر أنواع هذه الممارسة شيوعاً في كردستان العراق.
- النوع الثاني إجراء أكبر ويشمل استئصال البظر والشفرين الصغيرين كلياً أو جزئياً، وهذا النوع يمكن إجراءه مع استئصال الشفرين الكبيرين (الشفتان المحيطتان بالمهبل).
- النوع الثالث هو أقسى أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ومعروف باسم الختان التخييطي. التخييط يشمل تضييق الفوهة المهبلية بوضع سداد غطائي ويتم تشكيل السداد بقطع الشفرين الداخليين أو الخارجيين أحياناً ووضعهما في موضع آخر، مع استئصال البظر أو عدم استئصاله.
- النوع الرابع يشمل جميع الممارسات الضارة التي تتم في الأعضاء التناسلية الأنثوية ومنها الوخز والثقب والشق والحك والكي لهذه المكونات التناسلية الخارجية.
4. ما أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الأكثر شيوعاً في العالم؟
على مستوى العالم، النوعان 1 و2 هما الأكثر ممارسة من بين أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويمثلان أكثر ن 85 في المائة من جميع العمليات التي تجري.
5. في أي سن تتعرض الفتيات لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أغلب الفتيات يتعرضن لهذه الممارسة منذ الولادة وحتى سن 15 عاماً، لكن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يحدث في جميع الأعمار. في بعض الثقافات، يُستخدم هذا الإجراء كعلامة فارقة لإدخال الفتيات عالم البلوغ ولضمان صلاحيتهن للزواج.
6. ما المعدل العالمي لانتشار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
منظمة الصحة العالمية تُقدر أن هناك أكثر من 140 مليون فتاة وامرأة على مستوى العالم تعرضن لهذه الممارسة.
أكثر من 3 مليون فتاة في أفريقيا وحدها عرضة لخطر هذه الممارسة كل عام.
7. ما البلدان التي يُمارس فيها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
يُمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في أكثر 27 دولة في أفريقيا، وفي مجتمعات محلية في ماليزيا وأندونيسيا في آسيا. كما تعتبر ممارسة شائعة في أوساط المهاجرين في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا.
وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في بلدان مثل مصر واليمن وكردستان العراق. ويُعتقد أنه يُمارس بدرجات أقل في مجتمعات محلية في عُمان والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان يهود الفلاشا يمارسونه في أثيوبيا. أظهرت الدراسات الحديثة أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يُمارس في مجتمعات كردية في إيران.
8. ما هي المبررات الشائعة لهذه الممارسة الضارة؟
من يمارسون تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يبررونه بالإشارة إلى عوامل اجتماعية-ثقافية كثيرة. الكثير من الناس من المجتمعات التي تمارسه يقولون إنه يعود للثقافة المحلية القديمة، وأن هذه العادة متوارثة أباً عن جد. الثقافة والحفاظ على الموروث الثقافي من المبررات القوية لاستمرار هذه الممارسة.
من المبررات الشائعة الأخرى لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أدوار النوع الاجتماعي النمطية والإدراكات الخاصة بالنساء والفتيات كحارسات لشرف العائلة، وفي حالات كثيرة يرتبط هذا بالتوقعات الحازمة حول "النقاء" الجنسي للمرأة وضرورة عدم إحساسها بالرغبة. في بعض المجتمعات، تسود فكرة ضرورة السيطرة على الرغبات الجنسية للفتاة في وقت مبكر من حياتها من أجل الحفاظ على عذريتها والحيلولة دون سقوطها في أمور غير أخلاقية. وفي مجتمعات أخرى، يُرى تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على أنه من ضروريات ضمان إخلاص الزوجة والحيلولة دون السلوك الجنسي المنحرف.
بعض من يؤيدون تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يبررون الممارسة على أساس الالتزام بالنظافة والجمال، مع انتشار أفكار تعتبر الأعضاء التناسلية الأنثوية غير نظيفة وأن الفتاة التي لا تخضع لهذه الممارسة هي فتاة غير نظيفة. حيث تسود هذه المعتقدات، فرص الفتاة في الزواج تنخفض إذا لم تخضع لهذا الإجراء. كما يُعتبر أحياناً أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يجعل الفتاة جذابة. الختان التخييطي على سبيل المثال، يُرى على أنه يؤدي للنعومة في هذه المنطقة، وهو ما يُعتبر جمالاً.
9. هل هناك أية ديانة تحرض على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يُمارس في صفوف المسلمين والمسيحيين واليهود. ويُمارس أيضاً في أوساط معتنقي الديانات الحلولية، ممن يعتقدون في وجود أرواح فردية وقوى خارقة للطبيعة. والممارسة مرتبطة بالدين بالخطأ، وليست تابعة لأي معتقد ديني محدد، وتسبق في ظهورها الإسلام والمسيحية. لكن بعض معتنقي هذه الديانات يرون أنها ممارسة واجبة على أتباع الدين. وبسبب هذه الصلة غير الصحيحة بمختلف الأديان، لا سيما الإسلام، فإن للقيادات الدينية دور هام في الفصل بين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والدين.
على سبيل المثال، فيما يُمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في مصر، ذات الأغلبية المسلمة، فإنه لا يُمارس في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مثل السعودية وباكستان. الربط بين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والإسلام رفضه بعض علماء المسلمين الذين يقولون بأن هذه العادة غير واردةف ي القرآن وتناقض تعاليم الإسلام.
10. ما الوضع القانوني على مستوى العالم لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
البلدان التي فيها قوانين تنظم أو تحظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تشمل بوركينافاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وجيبوتي وغانا والمملكة المتحدة وغينيا والسودان والسويد والولايات المتحدة. وتوجد في كل من كندا وفرنسا والمملكة المتحدة أيضاً قوانين ضد العنف ضد الأطفال وإساءة معاملتهم، وتشمل هذه القوانين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
الحكومات الداعمة للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تشمل بنين وبوركينافاسو والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وساحل العاج وجيبوتي ومصر وإريتريا وأثيوبيا وغامبيا وغينيا وكينيا والنيجر والسنغال والسودان وتنزانيا وتوجو وأوغندا.
11. ما هي مضاعفات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية آثار فورية وآثار بعيدة الأمد على الصحة البدنية والجنسية والنفسية للمرأة.
الآثار الصحية البدنية قد تشمل التعرض للنزيف، والصدمة من الألم أثناء العملية، وخطر العدوى، خاصة عندما تُستخدم أدوات القطع على أكثر من فتاة دون تعقيم، وكذلك تشمل احتباس البول. الآثار بعيدة الأمد تشمل الأنيميا والتقرحات والندبات وصعوبة التبول واضطرابات الدورة الشهرية والإصابة بالعدوى في مجرى البول بشكل متكرر، والناسور وطول مدة الولادة والعقم. الدراسات الحديثة أظهرت أن النساء اللاتي يتعرض لأي من أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ومنها النوع الأول، يتعرضن لخطر المضاعفات أثناء الولادة. النساء الحوامل يتعرضن لخطر أعلى في الاحتياج لولادة قيصرية وربما يتعرضن للنزيف بعد الولادة.
الآثار على الصحة الجنسية والنفس-جنسية قد تشمل الإحساس بالألم أثناء الاتصال الجنسي، واعتلال الوظائف الجنسية، والإحساس الزائد عن الطبيعي في منطقة العضو التناسلي. كما تم الربط بين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والعقم، وهو ما يمكن أن يكون سببه الإصابة بالعدوى أو عدم الإيلاج بالعمق الكافي أثناء الاتصال الجنسي. وفي المجتمعات التي تمثل فيها الخصوبة والولادة دوراً كبيراً للنساء، فإن الإخفاق في الإنجاب تُلام عليه المرأة عادة. وقد يؤدي هذا إلى رفض المرأة العاقر من قبل زوجها وأسرته.
المشكلات النفس-جنسية قد يكون سببها الألم المصاحب للعملية، والدورات الشهرية المؤلمة أو الألم أثناء الاتصال الجنسي، ربما نتيجة للعملية. كما أن عدم الإحساس بالمتعة أو الرغبة الجنسية أثناء الاتصال الجنسي قد تؤدي إلى مضاعفات متعلقة بالصحة النفسية الجنسية.
الآثار على الصحة العاطفية والنفسية قد تشمل الاكتئاب والقلق والفوبيا وحالة القلق ما بعد الصدمة PTSD، ومشكلات نفسية جنسية، وغيرها من المشكلات الخاصة بالصحة النفسية.
وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إجراء لا ضرورة طبية له ولا يمكن إصلاح آثاره ما إن يتم ويضر بصحة ملايين الفتيات في شتى أنحاء العالم.
12. كيف ينتهك تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الحقوق الإنسانية للأطفال والنساء؟
ينتهك تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الحقوق الإنسانية للنساء والفتيات، بما في ذلك حقهن في الصحة، وفي عدم التعرض للعنف، وفي الحق في الحياة والسلامة البدنية، وفي عدم التعرض للتمييز، وفي عدم التعرض لمعاملة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة. عندما يتم التعرض للفتيات الصغيرات بالقطع في هذه المنطقة ربما يتعرضن للنزيف الحاد أو يصبحن عرضة لعدوى خطيرة، لا سيما عندما يتم استخدام أدوات غير معقمة للقطع، مثل السكاكين أو شفرات الحلاقة. هذه العملية، التي لا تخدم أي غرض طبي ولا يمكن إصلاح آثارها، تصيب الفتيات الصغيرات بالألم الحاد، ويمكن أن تهدد حياتهن ذاتها.
وهناك مواد محددة في المواثيق الدولية، ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل، تشير إلى الالتزامات على الدول الأطراف في الاتفاقيات، بضمان الحقوق الواردة أعلاه للفتيات والنساء.
13. ما هي الأطر أو الإستراتيجيات الدولية الخاصة بالمساعدة في التصدي لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
الجهات المراقبة لتنفيذ المواثيق الدولية، من قبيل لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ولجنة حقوق الطفل، ولجنة مناهضة التعذيب ولجنة حقوق الإنسان، تصدت لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في تقاريرها المرسلة لحكومات معينة، وأوصت بالتحرك بشكل مجدي للمساعدة على القضاء على هذه الممارسة الضارة. مقررو الأمم المتحدة الخاصين أدلوا بتوصيات محددة أيضاً لحكومات تنتشر في أقاليهما هذه الممارسة وأوصوا بإجراءات محددة للمساعدة على القضاء عليها، سواء برامج لمكافحة الممارسة أو تشريعات.
هيئات الأمم المتحدة من قبيل منظمة الصحة العالمية واليونسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان أصدرت بيانات ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. كما نشرت وثائق فيها توصيات محددة بسياسات وبرامج تساعد على القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
14. هل تترتب على الأوساط الطبية أية مسؤولية في القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
تلعب الأوساط الطبية دوراً هاماً في المساعدة في القضاء على هذه الممارسة الضارة. العاملون بالرعاية الصحية عليهم مسؤولية أساسية تتمثل في نشر المعلومات الدقيقة عن الآُثار الصحية لهذه الممارسة، ويجب من ثم أن يكونوا على دراية تامة بآثار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويجب أيضاً أن يكونوا قادرين على التعامل مع المضاعفات الناجمة عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
خطة العمل من أجل القضاء على الممارسات التقليدية الضارة المؤثرة على صحة النساء والفتيات، والتي تم تحضيرها عام 1994 من قبل المنتدى الإقليمي الثاني للأمم المتحدة، ورد فيها خطة خاصة بالدول من أجل القضاء على الممارسات التقليدية الضارة، ومنها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ومنها العناصر الآتية:
- وضع تعليمات عن الآثار الضارة لهذه الممارسات، في برامج التعليم الصحي والجنسي.
- ضم موضوعات على صلة بالممارسات التقليدية المؤثرة على صحة النساء والفتيات إلى حملات محو الأمية.
- إعداد برامج إذاعية بصرية والسعي لنشر مقالات في الصحافة عن الممارسات التقليدية التي تعرض صحة الفتيات والأطفال للخطر، ومنها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
15. ماذا بإمكان الحكومات أن تفعله للمساعدة في القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟
كي تكون برامج القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية فعالة، فمن الواجب أن تكون بقيادة الحكومات وأن تُنفذ على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية. هذه الجهود يجب أن تشمل:
- صياغة التزام سياسي قوي وواضح بالقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
- إعداد إطار عمل تشريعي وسياسي للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، بما في ذلك قانون يحظر الممارسة على الفتيات والنساء البالغات اللاتي لا يوافقن عليه.
- إدخال آليات القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ضمن البرامج والسياسات الخاصة بالصحة الإنجابية والتعليم ومحو الأمية.
- توفير معلومات دقيقة يسهل الاطلاع عليها والتوعية بشأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
- تحريك المجتمعات المحلية كي تعد بنفسها برامجها للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.