Skip to main content
فرجينيا شيري. © خاص

(نيويورك) – توفيت فيرجينيا ن. شيري، إحدى أوائل موظفي "هيومن رايتس ووتش" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في 19 مارس/آذار 2024، في هاواي.

كانت جيني، كما كان يسميها أصدقاؤها وزملاؤها، باحثة شجاعة وغزيرة الإنتاج ألّفت، أو شاركت في تأليف، العديد من التقارير التأسيسية للمنظمة حول لبنان، وسوريا، ومصر. من ضمنها دراسات حول ظروف السجون في مصر (1993)، والمحاكمات أمام محاكم أمن الدولة في سوريا (1995)، وسجن تدمر في سوريا (1996)، والاحتجاز غير القانوني بحق مواطنين لبنانيين وفلسطينيين عديمي الجنسية في سوريا (1997)، وسجن الخيام في جنوب لبنان (1999).

كما شاركت مع جيميرا رون في 1991، في صياغة تقرير "الوفيات العبثية في حرب الخليج" المؤلف من 400 صفحة عن الضحايا المدنيين خلال الحرب بقيادة الولايات المتحدة على العراق. وهو التقرير الأول لـ هيومن رايتس ووتش الذي يطبق القانون الإنساني الدولي على حملة قصف جوي في إطار نزاع دولي. قال كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لـ هيومن رايتس ووتش، إن التقرير "تناول بالتفصيل شوائب كثيرة في العملية التي تقودها الولايات المتحدة" أدت إلى إصابات بين المدنيين، وإلى آثار طويلة الأمد على البلاد. "عندما كان حلف الناتو يقصف صربيا في 1999، عدّل المخططون الأمريكيون استراتيجياتهم على ضوء هذه الانتقادات".

قبل انضمامها إلى هيومن رايتس ووتش في 1990 كمديرة مشاركة، عملت جيني في "لجنة المحامين لحقوق الإنسان" (أصبحت اليوم "حقوق الإنسان أولا")، حيث قادت أبحاث المنظمة ومناصرتها للشرق الأوسط لعدة سنوات، وضغطت لزيادة تضمين حقوق المرأة في عمل المنظمة. كما صاغت تقرير لجنة المحامين حول احتجاز إسرائيل الحقوقيين والمحامين الفلسطينيين، بالإضافة إلى أوضاع سجن كتسيعوت (1988).

غادرت جيني هيومن رايتس ووتش في 2004، لتركز على مسقط رأسها، ستاتن آيلاند في ولاية نيويورك، حيث عملت مراسلة لصحيفة "ستاتن آيلاند أدفانس"، متناولة قضايا محلية عديدة، منها أخبار حقوق الإنسان. أسست "جمعية ستاتن آيلان للنباتات المحلية"، وأنشأت موقعا إلكترونيا مخصصا للحفاظ على الإرث التاريخي والعمارة في ستاتن آيلاند (كانت جيني حائزة على شهادة ماجستير في التخطيط المدني). كانت طاهية ومصورة شغوفة، فملأت صفحتها على "فيسبوك" بوصفاتها وصور طعامها وأزهارها.

توفيت جيني بعد صراع مع السرطان، محاطة بعائلتها، عن عمر 74 عاما.

قال إريك غولدستين، زميلها الذي عمل معها لفترة طويلة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "كل ما كانت تفعله جيني كانت تفعله بطاقة هائلة. في الميدان، طورت علاقة سريعة مع الضحايا والشهود، الذين قدموا إليها شهادات مفصلة ودامغة، شكلت أحجار بناء تقاريرها. كانت جيني القوة المحركة لبعض أفضل أعمال هيومن رايتس ووتش خلال السنوات التأسيسية".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.