Skip to main content

جماعات حقوق الإنسان والمجتمع المدني تحث الأمم المتحدة على احترام حقوق الإنسان في مكافحة معاداة السامية

رسالة مشتركة إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة

سعادة الأمين العام أنطونيو غوتيريش ووكيل الأمين العام ميغيل أنخيل موراتينوس المحترم،

تحية طيبة وبعد،

يكتب إليكم ائتلافنا المكوّن من 60 منظمة من منظمات المجتمع المدني للإعراب عن دعمنا القوي لالتزام "الأمم المتحدة" بمكافحة معاداة السامية بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان. معاداة السامية هي أيديولوجية خبيثة تلحق ضررا حقيقيا بالمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم وتتطلب عملا هادفا لمكافحتها. دعت منظماتنا قادة العالم إلى إدانة معاداة السامية واتخاذ خطوات لحماية المجتمعات اليهودية، بما في ذلك محاسبة مرتكبي جرائم الكراهية.

بينما تقوم الأمم المتحدة بوضع خطة العمل الخاصة بها من أجل استجابة منسقة ومعززة لمعاداة السامية تستند إلى حقوق الإنسان، فإننا ندرك أن عددا من حكومات الدول الأعضاء والمنظمات المتوافقة مع بعض تلك الحكومات، إضافة إلى المقرر الخاص السابق المعني بحرية الدين أو المعتقد أحمد شهيد، يدعو الأمم المتحدة إلى تبني واستخدام التعريف العملي لمعاداة السامية الذي وضعه "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (التحالف). نحن نحث الأمم المتحدة على عدم القيام بذلك.

تم وضع التعريف الذي يعتمده التحالف في الأصل لتوجيه الباحثين وعملية التحقق من صحة بيانات إنفاذ القانون قبل استخدامها من قبل التحالف في عمله، ويتضمن التثقيف حول الهولوكوست ومعاداة السامية. غالبا ما يتم تأطير تبني التعريف من قبل الحكومات والمؤسسات كخطوة أساسية في الجهود المبذولة لمكافحة معاداة السامية. لكن من الناحية العملية، غالبا ما تستخدم جهات أخرى تعريف التحالف حتى تُصنف على نحو خاطئ حق الاحتجاج غير العنيف والنشاط والخطاب الناقد لإسرائيل و/أو الصهيونية، بما في ذلك في الولايات المتحدة وأوروبا، بأنه معاد للسامية، وبالتالي يُحبِط هذه الأنشطة وأحيانا يقمعها.

كين ستيرن، المسؤول الرئيسي عن صياغة تعريف التحالف، كرّر مؤخرا مخاوفه بشأن التبني المؤسسي للتعريف في ضوء مقترح إدراج التعريف في مشروع قرار "نقابة المحامين الأمريكيين" بشأن معاداة السامية. ينبع قلق ستيرن من الاستخدام المتكرر لتعريف التحالف "كأداة غليظة لتصنيف أي شخص بأنه معادٍ للسامية". في النهاية، تبنى أعضاء نقابة المحامين الأمريكيين قرارا بشأن معاداة السامية لم يُشِر إلى تعريف التحالف. تنطبق رسالة ستيرن الموجهة إلى نقابة المحامين الأمريكيين أيضا على الأمم المتحدة.

أولئك الذين يستخدمون تعريف التحالف بهذه الطريقة يميلون إلى الاعتماد على مجموعة من 11 "مثالا معاصرا لمعاداة السامية" أُلحِقت بالتعريف في 2016. سبعة من هذه الأمثلة تُشير إلى دولة إسرائيل. هذه الأمثلة، التي يتم تقديمها على أنها أمثلة توضيحية ومؤشرات محتملة "لتوجيه التحالف في عمله"، تشمل:

  • "حرمان الشعب اليهودي من حقه في تقرير المصير. مثلا من خلال الادعاء بأن وجود دولة إسرائيل هو مسعى عنصري"؛ و
  • "تطبيق معايير مزدوجة من خلال مطالبة [إسرائيل] بسلوك غير متوقع أو مطلوب من أي دولة ديمقراطية أخرى".

مع أن بعض الانتقادات الموجهة لإسرائيل قد توصف بأنها معادية للسامية، فإن صياغة المثال الأول المذكور أعلاه عن "المسعى العنصري" تفتح الباب لتصنيف المزاعم بأن سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها تنتهك "الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري" بأنها معادية للسامية. وكذلك الأمر بالنسبة لنتائج منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية والعالمية الرئيسية التي وجدت أن السلطات الإسرائيلية ترتكب الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة بالفصل العنصري ضد الفلسطينيين. يمكن استخدام هذا المثال أيضا ليشمل الوثائق التي تُبيّن أن تأسيس إسرائيل تضمن نزع ملكية العديد من الفلسطينيين ووصفها بأنها معادية للسامية؛ أو الحجج التي قدّمها بعض أعضاء "الكنيست" الإسرائيلي، لتحويل إسرائيل من دولة يهودية إلى دولة متعددة الإثنيات تكون مِلكا لجميع مواطنيها بالتساوي – أي أن تكون دولة تقوم على الهوية المدنية، وليس الهوية الإثنية.

يفتح مثال "تطبيق المعايير المزدوجة" الباب أمام تصنيف أي شخص يركز على الانتهاكات الإسرائيلية على أنه معاد للسامية طالما يُعتبر أن هناك انتهاكات أسوأ في مكان آخر. بهذا المنطق، يمكن اتهام شخص متفانٍ للدفاع عن حقوق التبتيّين بالعنصرية المعادية للصين، أو يمكن اتهام مجموعة متفانية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الأقليات في السعودية بكراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا). يشير هذا المثال أيضا إلى أنه من معاداة السامية اعتبار إسرائيل بأنها أي شيء غير دولة ديمقراطية، حتى عند تقييم أفعالها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تحكم منذ أكثر من نصف قرن ملايين الفلسطينيين الذين ليس لديهم رأي في القضايا الأكثر تأثيرا على حياتهم والذين يُحرَمون من حقوقهم المدنية الأساسية.

يُصنف التحالف الأمثلة بالإشارة إلى أن "انتقاد إسرائيل على غرار ما يتم توجيهه ضد أي دولة أخرى لا يمكن اعتباره معادٍ للسامية"، وأن أي اكتشاف لمعاداة السامية يجب أن "[يأخذ] في الاعتبار السياق العام". مع ذلك، في الواقع، لم تمنع هذه التنويهات استخدام تعريف التحالف في الجهود المبذولة لتكميم خطاب منتقدي سجل إسرائيل الحقوقي أو المدافعين عن الحقوق الفلسطينية ونشاطهم.

تضمنت أهداف الاتهامات بمعاداة السامية على أساس تعريف التحالف طلاب وأساتذة الجامعات، ومنظمي المجموعات الشعبية، ومنظمات حقوق الإنسان والحقوق المدنية، والمنظمات الإنسانية، وأعضاء الكونغرس الأمريكي الذين يوثقون السياسات الإسرائيلية أو ينتقدونها ويدافعون عن الحقوق الإنسانية للفلسطينيين. إذا ما تبنّت الأمم المتحدة تعريف التحالف – بأي شكل أو صيغة – فقد يجد مسؤولو الأمم المتحدة العاملون في القضايا المتعلقة بإسرائيل وفلسطين أنفسهم متهمين ظلما بمعاداة السامية على أساس تعريف التحالف. ينطبق الأمر ذاته على العديد من وكالات، وإدارات، ولجان، وفرق، و/ أو مؤتمرات الأمم المتحدة التي يتطرق عملها إلى القضايا المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، وكذلك على الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتعاملون مع منظومة الأمم المتحدة.

بعد أن تبنّت الحكومة البريطانية تعريف التحالف لمعاداة السامية على المستوى الوطنب، حظرت جامعتان بريطانيتان على الأقل في 2017 بعض الأنشطة المخطط لها ضمن "أسبوع الأبارتهايد في إسرائيل". حظرت "جامعة سنترال لانكشاير" حلقة نقاش خطط لها "أصدقاء فلسطين" بشأن مقاطعة إسرائيل. صرّح متحدث باسم الجامعة: "نعتقد أن النقاش المقترح يتعارض مع تعريف التحالف" لمعاداة السامية "المعتمد رسميا" من قبل الحكومة.

في الولايات المتحدة، في فبراير/شباط 2020، تحدّت مجموعات مناصرة إسرائيلية دعم "كلية بيتزر وبومونا" لعرض فيلم عن الاحتجاجات الفلسطينية في غزة ضد القمع الإسرائيلي، وحلقة نقاش حول "وجهات نظر حول الجامعات والنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني"، والتي ضمت الشخصية اليهودية-الأمريكية البارزة بيتر بينارت والفلسطيني-الأمريكي يوسف منيّر، التي نظمّتها جمعية "طلاب من أجل العدالة في فلسطين". زعمت مجموعات المناصرة الإسرائيلية أن مواقف طلاب من أجل العدالة في فلسطين، كدعمهم لـ "حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها"، هي "مؤشرات واضحة على معاداة السامية بموجب الأمثلة المدرجة من قبل التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست". في يناير/كانون الثاني 2020، دعت مجموعات المناصرة الإسرائيلية "جامعة ميتشيغن" إلى مراجعة جدول أعمال مؤتمر "الشباب من أجل فلسطين" الذي يركز على النشاط الطلابي وتنظيم المجتمع بشأن فلسطين، و"مقارنته بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست"، والنظر في إلغائه بسبب القلق من أن ذلك سيغذي معاداة السامية.

قدم بعض المدافعين عن تعريف التحالف على أنه "مُجمَع عليه" ولا يثير الجدل. لكن العديد من أبرز خبراء معاداة السامية، وعلماء الدراسات اليهودية والهولوكوست، وخبراء حرية التعبير ومناهضة العنصرية طعنوا في التعريف زاعمين أنه يقيّد الانتقاد المشروع لإسرائيل ويُضر بمكافحة معاداة السامية. منذ 2021، طُرِح تعريفان بديلان على الأقل – "إعلان القدس حول معاداة السامية" من قبل "مجموعة من العلماء في مجالات معاداة السامية وتاريخ الهولوكوست والدراسات اليهودية ودراسات الشرق الأوسط" و"وثيقة نيكسوس" من قبل فرقة عمل معنية بإسرائيل ومعاداة السامية تابعة لبرامج في "كلية بارد" و"جامعة جنوب كاليفورنيا". رغم اعتراف هذه التعريفات البديلة بأن انتقاد إسرائيل يمكن أن يكون معادٍ للسامية، إلا أنها تحدد بشكل أكثر وضوحا ما قد يشكل معاداة للسامية وتقدم إرشادات حول ملامح الخطاب والأفعال المشروعة حول إسرائيل وفلسطين.

باعتبارها منظمة دولية ملتزمة بتعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان، يتعيّن على الأمم المتحدة أن تضمن أن جهودها الهامة لمكافحة معاداة السامية لا تشجع أو تؤيد عن غير قصد السياسات والقوانين التي تقوّض حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في التحدث والتنظيم لصالح حقوق الفلسطينيين وانتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية.

لهذه الأسباب، نحثّ الأمم المتحدة بشدة على عدم اعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية.

نتطلع إلى دعم جهود الأمم المتحدة لمكافحة معاداة السامية بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتحميها وتعززها.

مع فائق الاحترام والتقدير.

قائمة المنظمات الموقّعة:

  1. مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان
  2. مؤسسة الحق - القانون من أجل الإنسان
  3. مركز الميزان لحقوق الإنسان
  4. الاتحاد الأمريكي للحريات المدني
  5. بتسيلم
  6. الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين
  7. جيشاة - مسلك – مركز الدفاع عن حرية الحركة
  8. هيومن رايتس ووتش
  9. الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان
  10. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
  11. أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل

انضم إلى قائمة المنظمات الموقّعة:

  1. 11.11.11
  2. 7amleh - The Arab Center for Social Media Advancement
  3. Africa4Palestine
  4. American Friends Service Committee
  5. Association des Universitaires pour le Respect du Droit International en Palestine
  6. Association France Palestine Solidarité (AFPS)
  7. Association "Pour Jérusalem"
  8. Belgian Academics & Artists for Palestine (BAA4P)
  9. BDS Netherlands
  10. Broederlijk Delen
  11. Canadians for Justice and Peace in the Middle East
  12. CCFD-Terre Solidaire
  13. CIDSE
  14. CNCD-11.11.11
  15. Collectif Judéo Arabe et Citoyen pour la Palestine (CJACP)
  16. Combatants for Peace
  17. Comhlamh Justice for Palestine
  18. Le Comité de Vigilance pour une Paix Réelle au Proche-Orient (CVPR PO)
  19. Democracy for the Arab World Now (DAWN)
  20. European Jews for a Just Peace
  21. European Middle East Project (EuMEP)
  22. European Legal Support Center (ELSC)
  23. Finnish-Arab Friendship Society
  24. Global Ministries of the Christian Church (Disciples of Christ) and United Church of Christ
  25. Global Ministries of the United Methodist Church
  26. Independent Jewish Voices Canada
  27. Israeli Committee Against House Demolitions (Finland)
  28. Israeli Committee Against House Demolitions (UK)
  29. Jewish Network for Palestine (UK)
  30. Jewish Voice for a Just Peace in the Middle East (Germany)
  31. Jews for Palestine-Ireland
  32. Kairos Ireland
  33. La Cimade (France)
  34. Ligue des droits humains (LDH)
  35. Medico
  36. Mouvement de la paix France
  37. Nederlands Palestina Komitee
  38. One Justice
  39. Palestinian NGOs Network (PNGO)
  40. Parents Against Child Detention
  41. Pax Christi USA
  42. Plateforme des ONG françaises pour la Palestine
  43. Presbyterian Church (USA)
  44. The Rights Forum
  45. Une Autre Voix Juive (France)
  46. Union Juive Française pour la Paix (UJFP)
  47. United Jewish People's Order of Canada
  48. University Network for Human Rights
  49. Women in Black (Vienna)

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد
الموضوع

الأكثر مشاهدة