Skip to main content
تبرعوا الآن

سوريا ـ أدلة قوية على استخدام الحكومة لمواد كيمياوية كسلاح

خسائر مدنية في هجمات بالقنابل البرميلية على 3 بلدات

(نيويورك) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن الأدلة توحي بقوة بقيام مروحيات حكومية سورية بإلقاء قنابل برميلية مزودة باسطوانات من غاز الكلور على 3 بلدات في الشمال السوري في منتصف أبريل/نيسان 2014. وقد استخدمت هذه الهجمات غازاً صناعياً كسلاح، وهو عمل محظور بموجب الاتفاقية الدولية التي تحظر الأسلحة الكيمياوية، والتي انضمت إليها سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2013. والحكومة السورية هي الطرف الوحيد في النزاع الذي يمتلك مروحيات وأنواعاً أخرى من الطائرات.

في 29 أبريل/نيسان أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن بعثة جديدة لتقصي الحقائق حول مزاعم استخدام الكلور في سوريا. وقالت المنظمة إن الحكومة السورية قد وافقت على قبول هذه البعثة وتوفير الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

قال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يعد استخدام سوريا على ما يبدو لغاز الكلور كسلاح ـ ناهيك عن استهداف المدنيين ـ انتهاكات واضحة للقانون الدولي. وهو سبب آخر يدعو مجلس الأمن الأممي لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية".

توحي مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 10 شهود، بينهم 5 من العاملين بالحقل الطبي، إضافة إلى مقاطع فيديو للهجمات وصور فوتوغرافية لمخلفات الأسلحة، توحي بقوة بقيام القوات الحكومية بإلقاء قنابل برميلية مزودة باسطوانات من غاز الكلور في هجمات من 11 إلى 21 أبريل/نيسان على ثلاث بلدات في الشمال الغربي لسوريا. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاهدوا مروحية قبل أحد الانفجارات مباشرة، وأعقب هذا مباشرة رائحة غريبة. واتفق الشهود على وصف العلامات والأعراض الإكلينيكية للتعرض لمادة خانقة (وتعرف أيضاً بالعامل الرئوي أو التنفسي) من جانب الضحايا.

وبحسب طبيب عالج الضحايا وتحدث في ما بعد مع هيومن رايتس ووتش، تسببت تلك الهجمات في قتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وأدت إلى أعراض تتفق مع التعرض للكلور في نحو 500 شخص آخرين. والهجمات التي وثقتها هيومن رايتس وتش هي:

  • على كفرزيتا، وهي بلدة تقع إلى الشمال الغربي من مدينة حماة في محافظة حماة، يومي 11 و18 أبريل/نيسان، وتسببت في قتل شخصين وإصابة عدد يقدر بـ200 شخص، منهم 5 كانت إصابتهم خطيرة، بحسب طبيب محلي؛
  • على التمانعة، وهي بلدة صغيرة إلى الشمال من حماة في محافظة إدلب، يومي 13 و18 أبريل/نيسان وتسببت في قتل ما لا يقل عن 6 أشخاص وإصابة 150 آخرين تقريباً، بحسب أحد أفراد فريق طبي بالمستشفى الميداني، وشاهد ثان؛
  • على تلمنس، وهي بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة إدلب بمحافظة إدلب، يوم 21 أبريل/نيسان، وتسببت في قتل 3 أشخاص وإصابة ما يقدر بـ133 آخرين، بحسب متطوع في المستشفى الميداني المحلي.

تقع تلمنس على مسافة 3 كيلومترات إلى الشرق من قاعدة عسكرية تسيطر عليها الحكومة في وادي الضيف، وعلى بعد 11 كيلومتراً من الحامدية، وهي مناطق يصفها شهود بأنها أقرب خطوط للجبهة. وتقع التمانعة على مسافة 7 كيلومترات من خان شيخون، التي قال الشهود إنها أقرب خط من خطوط الجبهة؛ وتقع كفر زيتا على مسافة 10 كيلومترات من خان شيخون. في هجمة على كفر زيتا يوم 11 أبريل/نيسان قرر أحد الشهود أن مقاتلين من جماعة مسلحة غير حكومية احتلوا موقعاً يقع على بعد 500 متر خارج البلدة.

وتوحي الأدلة المستمدة من مقاطع الفيديو والمعلومات التي نشرها نشطاء محليون بأن القنابل البرميلية المزودة بالكلور قد استخدمت في كفر زيتا يوم 12 أبريل/نيسان. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأييد هذه التقارير بأقوال لشهود.

وقد أفاد 7 من مجموع 10 أشخاص أجرت معهم هيومن رايتس ووتش مقابلات بتشمم رائحة مميزة في المنطقة التي استهدفتها القنابل البرميلية. ولاحظوا أن تلك الرائحة كانت مألوفة وتماثل رائحة المنظفات المنزلية الشائعة. والأرجح أن الشهود كانوا يشيرون إلى المنظفات التي يدخل الكلور في تركيبها، والتي تضم العديد من المواد المحتوية على الكلور، وعلى رأسها حمض الهيبوكلوروز. عند ذوبان غاز الكلور في الماء، بما في ذلك بخار الماء في الجو والماء الموجود في الأغشية المخاطية في الأنف، يتكون حمض الهيبوكلوروز بكميات كبيرة. وتتفق التقارير المشيرة إلى رائحة تشبه المنظفات المنزلية مع وجود غاز الكلور.

أفاد العديد ممن أجريت معهم المقابلات بأن الرائحة ظلت عالقة لعدة ساعات. ورغم أن غاز الكلور نفسه لا يتسم بالدوام إلا أن تلك التقارير تتفق مع دوام مركبات الهيبوكلوريت المتكونة بفعل غاز الكلور  في البيئة، عند اختلاطه بالبخار في الجو وأغشية الأنف المخاطية.

وأفاد نصف الأشخاص الذين أجرت هيومن رايتس ووتش معهم المقابلات بأن أنفجار القنابل البرميلية قد أنتج "دخاناً أصفر" أو "داكن الصفرة" بالإضافة إلى الدخان المعتاد من انفجار القنابل. ويظهر في مقطع فيديو، تم تصويره على الطرف الغربي لكفر زيتا وتحميله على يوتيوب يوم 11 أبريل/نيسان، سقوط شبه عمودي وانفجار لذخيرة غير محددة، مما يتفق إلى حد بعيد مع قنبلة برميلية ملقاة من مروحية. بعد الانفجار بعدة ثوان تتكون بقعة صفراء مميزةعند قاعدة سحابةكبيرة من الغبار والركام تنجرف شرقاً. يتمتع الكلور النقي بلون أخضر شاحب يميل للصفرة، وتتفق التقارير التي تفيد بظهور "دخان أصفر" في موقع الهجوم مع انطلاق غاز الكلور جراء انفجار اسطوانات الغاز المضغوط الصناعية.

 

وقد أفاد جميع العاملين بالحقل الطبي ممن أجريت معهم المقابلات برؤية العلامات والأعراض الاكلينيكية للتعرض للكلور بعد انفجار القنبلة البرميلية مباشرة. يؤدي التعرض البسيط إلى احمرار وحرقة في العينين وصعوبة في الرؤية، أما التعرض الأشد حدة فيؤدي إلى صعوبات في التنفس والشكوى من ضيق الصدر. وإذا ارتفعت مستويات التعرض أكثر وأكثر فقد تؤدي إلى القيء والكرب التنفسي الحاد، والسعال دون توقف وربما الاختناق، حيث تؤدي الإصابات الكيميائية، جراء حمضي الهيبوكلوروز والهيبوكلوريك الناتجين من ذوبان الكلور في المجاري التنفسية، إلى تراكم خطير للسوائل في الرئتين. أفاد من أجريت معهم المقابلات برؤية ضحايا يعانون من مستويات التعرض الثلاثة جميعاً.

وقد قام كيث ب. وورد، وهو خبير في اكتشاف عوامل الحرب الكيميائية وآثارها، بمراجعة العلامات والأعراض الإكلينيكية التي وصفها الشهود لـ هيومن رايتس ووتش، وكذلك مقاطع الفيديو المنسوبة إلى الهجمات. وقال وورد إن المقابلات ومقاطع الفيديو توحي بقوة بالاستنتاج الذي يقرر أن الهجمات الموصوفة انطوت على استخدام غاز الكلور، الصادر على الأرجح من انفجار اسطوانات غاز الكلور التجارية المضغوطة.

ويظهر في مقاطع فيديو لمخلفات القنابل المعثور عليها بعد الهجمات على كفر زيتا يومي 11 و18 أبريل/نيسان، والهجمة على تلمنس يوم 21 أبريل/نيسان، اسطوانات أو عبوات صفراء بجوار مخلفات القنابل البرميلية. وتحتوي العبوات على علامات بها رمز "CL2" الكيميائي ـ وهو رمز غاز الكلور ـ وكذلك "نورينكو"، مما يشير إلى تصنيع العبوات في الصين لدى شركة "نورينكو" المملوكة للدولة. واللون الأصفر هو الرمز اللوني الصناعي المتفق عليه للكلور.

في إحدى الحالات، يظهر في مقطع فيديو يقال إنه صُور في كفرزيتا يوم 18 أبريل/نيسان وتم تحميله في اليوم نفسه، يظهر رجال يقومون بتفكيك قنبلة برميلية يبدو أنها سليمة، وتحتوي على اسطوانة غاز حمراء وصفراء، وبداخلها على ما يبدو آلية تفجير. ويقرر الراوي أن البرميل استخدم في هجمة تتضمن استخدام مادة كيميائية. كما يقوم الرجل الذي نسمع صوته في مقطع الفيديو بتعريف المادة الكيميائية على أنها الكلور. وتظهر تلك المخلفات أيضاً في صور تم تقديمها إلى هيومن رايتس ووتش للمخلفات في كفرزيتا، وقد التقطها صحفي دولي يوم 5 مايو/أيار، بعد مرور أكثر من أسبوعين على الهجمات. لا تستطيع هيومن رايتس ووتش التحقق بشكل مستقل مما إذا كانت هذه القنبلة البرميلية تحديدا قد استخدمت في الهجمة وما إذا كانت اسطوانة الغاز الحمراء والصفراء احتوت على الكلور.

لا تستطيع هيومن رايتس ووتش التحقق بشكل مستقل من أن اسطوانات غاز الكلور المصورة في كافة الحالات كانت موضوعة بداخل القنابل البرميلية الملقاة من المروحيات. إلا أن أحاديث الشهود والأطباء عن أعراض تتفق مع التعرض للكلور، مباشرة بعد قيام المروحيات بإلقاء القنابل البرميلية في خمسة تواريخ على ثلاثة بلدات، من شأنه أن يستبعد احتمال تلفيق المقاطع المصورة لتلك الهجمات أو احتمال إضافة اسطوانات الغاز بعد الواقعة إلى القنابل البرميلية.

تصنع القنابل البرميلية البدائية التي سبق لـ هيومن رايتس ووتش توثيقها في المعتاد من براميل النفط الكبيرة، أو أنواع مختلفة من الاسطوانات المعدنية، أو خزانات المياه المحشوة بالمتفجرات والمعادن الخردة لتعزيز التشظي، وتلقى بعد ذلك من طائرة مروحية. ومن شأن الحرارة الناجمة عن انفجار القنبلة البرميلية أن تفسد القسم الأكبر من الكلور، كما يتشتت أي غاز متبق في الجو بفعل الانفجار، فينحدر تركيز الكلور سريعاً إلى مستويات غير مميتة.

ومع ذلك فإن رائحة الكلور ومشتقاته شديدة التميز، والمعرضون لمستويات ولو طفيفة منه يصابون بعلامات الكرب التنفسي الظاهرة لمدة من الوقت. ومن ثم فإنه يبدو أن الغرض من إضافة الكلور إلى القنابل البرميلية هو نشر الخوف من استخدام غاز سام أو مميت، بحسب هيومن رايتس ووتش.

ومع أن الكلور غاز صناعي شائع إلا أن استخدامه كسلاح محظور بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية لسنة 1993، التي تحظر استخدام الخصائص السامة للمواد الكيميائية بهدف القتل أو الإصابة. كما أن تعريف الاتفاقية للسلاح الكيميائي يشمل "المادة الكيميائية السامة" المعرفة بأنها: " أي مادة كيميائية يمكن من خلال مفعولها الكيميائي في العمليات الحيـوية أن تحدث وفاة أو عجزا مؤقتا أو أضرارا دائمة للإنسان أو الحيوان. ويشمل ذلـك جميع المواد الكيميائية التي هي من هذا القبيل بغض النظـر عن منشئها أو طريقة إنتاجها، وبغض النظر عما إذا كانت تنتج في مرافق أو ذخائر أو أي مكان آخر".

وحيث أن سوريا قد صارت الدولة رقم 190 الطرف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول 2013 فإن الاتفاقية تنطبق على كافة الأطراف في سوريا تحت أية ظروف. علاوة على هذا فإن كافة الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، بما فيها الحكومة السورية، ملتزمة بالعمل على منع وقمع أي نشاط تحظره الاتفاقية، بما في ذلك استخدام المواد الكيميائية كأسلحة.

وقد أعلنت سوريا عما يقارب 1300 طن متري من المواد الكيميائية وسوالفها، وقد تم إزالة 86,5 بالمئة منها من سوريا لتدميره حتى 22 أبريل/نيسان، بحسب منظمة الأسلحة الكيميائية. وقرر متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الكلور لم يكن ضمن المادة أو المادتين الكيميائيتين ذواتي الأولوية اللتين أعلنت عنهما سوريا لمنظمة الأسلحة الكيميائية ضمن مخزونها من الأسلحة الكيميائية.

وقد اتهمت الحكومة السورية الإرهابيين بامتلاك غاز الكلور وألقت عليهم بلائمة الهجمات على كفر زيتا. وبينما توحي تقارير إعلامية بأن جماعة جبهة النصرة المسلحة تستطيع الوصول إلى غاز الكلور فإن كافة الأدلة تشير إلى إجراء الهجمات بالطائرات المروحية، التي لا تمتلكها سوى الحكومة. في أبريل/نيسان 2013 أفادت مجلة "تايم" بأن مقاتلين من جبهة النصر قاموا في أغسطس/آب 2012 بالاستيلاء على المنشأة السورية الوحيدة التي تنتج غاز الكلور، على بعد 30 كيلومتراً من حلب. وأفادت تقارير بأن ما يقرب من 400 حاوية، تحتوي كل منها على طن واحد من الكلور بداخلها، كانت مخزنة في المنشأة.

وبالنظر إلى استمرار مخالفة الحكومة السورية للمعايير الدولية، بما في ذلك إخفاقها على ما يبدو في التقيد بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، فإن على مجلس الأمن الأممي فرض حظر للتسلح على الحكومة السورية، وكذلك على أية جماعة متورطة في انتهاكات واسعة النطاق أو ممنهجة لحقوق الإنسان. ومن شأن حظر كهذا أن يحد من قدرة الحكومة السورية على شن غارات جوية تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك ضمان عدم تلقي سوريا لمروحيات جديدة أو إجراء صيانة لمروحياتها الحالية في الخارج. قالت هيومن رايتس ووتش إن على مجلس الأمن أيضاً أن يفرض المنع من السفر وتجميد الأصول المالية على الأفراد المتورطين بمزاعم ذات مصداقية في الانتهاكات الجسيمة، وأن يحيل الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

قال نديم حوري: "طالما ظل مجلس الأمن يخفق في معاقبة سوريا على انتهاكاتها الصارخة لاتفاقية الأسلحة الكيميائية فسوف تستمر هذه الهجمات الشنيعة، العشوائية عديمة التمييز بطبيعتها. وثمة حاجة عاجلة إلى قيام المجتمع الدولي بتحرك جماعي حازم إذا كان له أن يمنع ويقمع المزيد من الانتهاكات".

هجمات كفرزيتا

أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع أربعة شهود على هجمتين بالقنابل البرميلية على كفرزيتا يوم 11 أبريل/نيسان 2014 تسببتا في قتل اثنين من المدنيين وإصابة ما يقدر بـ107 آخرين، وكانت إصابات 5 منهم خطيرة، بحسب طبيب محلي. وقد أطلق واحد من البرميلين على الأقل غاز الكلور، بحسب تقارير. كما قال الطبيب لـ هيومن رايتس ووتش إن قنبلتين برميليتين أطلقتا غاز الكلور وسقطتا على كفرزيتا في 18 أبريل/نيسان فأصابتا ما يقرب من 100 شخص آخرين.

وقد وصف أحد الشهود هجمة بالقنابل البرميلية على كفرزيتا في نحو السادسة من مساء 11 أبريل/نيسان:

كنت في مكتبي على بعد كيلومتر واحد من موقع الهجوم. سمعت المروحية في الجو فخرجت ورأيت البرميل يسقط. كنت أعرف أنه قنبلة برميلية بسبب بطء سقوطه. ثم رأيت الانفجار. سقطت القنبلة البرميلية على الجانب الغربي من الحي في منطقة سكنية. كان الجيش السوري الحر على بعد 500 متر على الأقل وليس له وجود في الحي السكني. رأيت قنبلتين برميليتين تسقطان من المروحية، ولكن ليس في الوقت نفسه. سقطت القنبلة البرميلية الثانية بعد الأولى ببضع دقائق.

وحين خرجت إلى موضع سقوط القنبلتين رأيت أن إحداهما لم تنفجر. كانت هناك رائحة قوية، لكنني لم أعرف ما هي. وبدأت أسعل لمدة دقائق، ورحلت لأني شعرت بشيء مريب في الرائحة. ورأيت ما لا يقل عن 50 مصاباً. كانوا على الأرض يختنقون، وكان بعضهم يسعل دون توقف.

تسببت القنبلة البرميلية المنفجرة في تدمير 3 منازل. شاهدت رجلاً مصاباً في رأسه من الشظايا، لكن هذا كان كل شيء. وكان هناك أطفال وسيدات وسط المصابين. في المستشفى الميداني رأيت أن الرجل الذي أصيب بشظايا في رأسه قد مات. كان اسمه مصطفى أحمد المحمد. كما توفيت فتاة عمرها 7 سنوات جراء الدمار أو الشظايا، لست متأكداً. تم أخذ بعض المصابين إلى تركيا. كانوا يعانون من اختناق شديد واحمرار في العينين.

وقال شاهد آخر على الهجمة:

سقطت القنبلة البرميلية الأولى على الجانب الغربي من الحي، على بعد 300 متر من المستشفى الميداني. كنت على بعد كيلومتر واحد في ذلك الوقت، وسقطت القنبلة البرميلية في نحو السادسة مساءً. سقط برميلان. رأيت المروحية تلقي بواحد منهما. وانفجر أحد البرميلين لكن الآخر لم ينفجر. ذهبت إلى مسرح الهجمة، لكن قيل لي ألا أدخل. قالوا لي أن القنبلة البرميلية أطلقت فيما يبدو نوعاً من المواد الكيميائية السامة. شممت رائحة الكلور لكنني لم أتخيل أن يكون صحيحاً. أعرف الرائحة لأننا نستخدمها في المنزل للتنظيف وأمور أخرى.

حين ذهبت إلى مسرح الهجمة رأيت أن هناك نحو 40 شخصاً ما زالوا على الأرض. كانوا يسعلون. ولم أتخيل أن يكون هناك المزيد في المستشفى الميداني [لكن] حين ذهبت إلى المستشفى الميداني رأيت نحو 160 شخصاً يعانون جميعاً من نفس الأعراض: السعال وضيق النفَس واحمرار العينين والرعشة التي لا يمكن التحكم فيها. رأيت سيدات وأطفال [وسط المصابين].

قال الشاهد لـ هيومن رايتس ووتش إنه اعتقد أن القوات الحكومية هي المسؤولة عن استخدام غاز الكلور، ملاحظاً أن "رائحة الكلور لم تظهر إلا بعد سقوط القنبلة البرميلية".

وقال شاهد آخر من كفرزيتا شهد الهجمة:

وقعت الهجمة في حوالي السابعة مساءً. كنت على بعد نحو كيلومتر واحد. ورأيت الانفجار وكان [الدخان] أصفر اللون. ذهبت إلى المكان فوراً لكننا اضطررنا بعد ذلك لإخلائه. عند وصولي رأيت مسعفين [في مسرح الحادث] مصابين. كانوا يسعلون ولا يرون جيداً. وكانت 4 منازل في حالة دمار جزئي. سقطت قنبلتان برميليتان، ولم تنفجر إحداهما. سقطت الاثنتان الواحدة بجوار الأخرى. وكانت هناك رائحة كلور. إننا نعرف الرائحة لأننا نستخدمه في المنزل ولذا نعرفها. كان هناك أربعة أشخاص مصابون بالشظايا. رأيت حالات اختناق وسعال واحمرار وكان هناك نحو 100 شخص مصاب جراء الكلور. رأيت الجرحى في المستشفى الميداني.

في 30 أبريل/نيسان أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة مع طبيب في كفرزيتا قام بمعالجة ضحايا لهجمة 11 أبريل/نيسان بالقنابل البرميلية على كفر زيتا:

وقعت الهجمة الأولى في السادسة من مساء 11 أبريل/نيسان. سمعت المروحية تحوم، لكننا معتادون على هذا. كنت في المستشفى عند سقوط القنبلة البرميلية الأولى على بعد 300 متر. وخرجت فرأيت دخاناً داكن الصفرة وغير معتاد، فأرسلت المسعفين. وحين خرجت شممت الكلور، لكن الرائحة لم تكن قوية. ولم أتصور أن يثبت أنه كلور فعلاً، فالرائحة شائعة والكلور يستخدم في المنازل.

تأثر المسعفون الذين أرسلتهم بالدخان وقالوا لي إن أتوقع أشخاصاً يعانون من السعال الشديد وضيق النفس. استقبلنا نحو 107 شخصاً يعانون جميعاً من نفس الأعراض، ولكن ليس بنفس الحدة. كانوا جميعاً يعانون من ضيق التنفس والسعال واحمرار العينين والرعشة التي لا يمكن التحكم فيها. وكانت هناك خمس حالات خطيرة. أرسلنا 4 إلى تركيا، وبينهم سيدة. وتوفي شيخ اسمه مصطفى الأحمد [المحمد] من إصابة في الرأس، وتوفيت فتاة صغيرة من ضيق التنفس.

قال الطبيب إن المستشفى الميداني لم يستقبل مقاتلين حيث كان خط الجبهة على بعد كيلومترات ولم يكن هناك وجود لجماعات مسلحة في وسط كفرزيتا.

أدرجمركز توثيق الانتهاكات، وهو منظمة رصد محلية، أدرج اسم ضحية واحدة جراء "قصف الطائرات الحربية" في كفر زيتا يوم 11 أبريل/نيسان: مصطفى أحمد المحمد من مريك، وهو رجل عمره 70 عاماً.

كما نشر مركز توثيق الانتهاكات تقريراً يوم 14 أبريل/نيسان يفصّل هجمات القنابل البرميلية التي استخدمت كيماويات سامة على كفرزيتا يوم 11 أبريل/نيسان في الجزء الغربي من البلدة في نحو الساعة 6 و11 مساءً. في 12 أبريل/نيسان أجرى مركز توثيق الانتهاكات مقابلة مع الطبيب الذي يدير الإدارة الصحية في حماة، ونقل عنه قوله:

يوم الجمعة [11 أبريل/نيسان] في نحو السادسة مساءً قامت مروحية بإلقاء عدة براميل على كفر زيتا، بالتحديد على الجزء الغربي منها. وكان أحد البراميل من الضخامة بحيث أدى إلى انفجار هائل بأدخنة صفراء، وبعد ذلك أسرعت عربات الإسعاف إلى المكان حيث كان المصابون العديدون، المقدر عددهم بـ100، يعانون من أعراض غير مسبوقة تشمل الاختناق والسعال الجاف والسعال الدامي واللعاب المزبد والقيء.

كانت رائحة الغاز تشبه الكلور، الذي يماثل مواد التنظيف المستخدمة في المنازل. وكان الجو بارداً وهناك بعض الرياح، مما جعل الرائحة تختفي على مسافة 500 متر من موضع الانفجار.

قال الطبيب لمركز توثيق الانتهاكات إن أحداً لم يتوفى كنتيجة مباشرة للمواد الكيميائية السامة، لكن فتاة ورجلاً بالغاً توفيا من إصابات بالرأس.

كما أفاد مركز توثيق الانتهاكات بسقوط أربعة قنابل برميلية أخرى، وبعضها يحتوي على مواد كيميائية سامة، على كفر زيتا في 12 أبريل/نيسان، في الجزء الشرقي من البلدة، مما تسبب في معاناة عشرات السكان من أعراض مشابهة.

وتظهر في مقطع فيديو، يقال إنه صور في كفرزيتا وتم تحميله في 13 أبريل/نيسان، اسطوانة صفراء ترقد في حقل مكشوف في ضوء النهار، ولكن لم يتضح ما إذا كانت العبوة مستقرة حيث سقطت أم منقولة من مكانها الأصلي. ويقرر مشغل الكاميرا أن العبوة كان بها غاز الكلور والعلامات التي على الاسطوانية تبين "نورينكو" و"CL2". ويقول أيضاً أن الأسلحة ألقيت على البلدة يوم 12 أبريل/نيسان.

ويظهر في مقطع فيديو آخر، مصور في ضوء النهار في كفرزيتا بحسب مزاعم، ومنشور يوم 13 أبريل/نيسان، مخلفات [عبوة] قنبلة أخرى يقول مشغل الكاميرا إنها كانت تحتوي على غاز الكلور. ولم يتضح توقيت إلقاء السلاح على البلدة.

ويظهر في مقطع فيديو ثالث، مصور في كفرزيتا بحسب مزاعم ومنشور يوم 16 أبريل/نيسان، مخلفات عبوة صدئة ذات لون أصفر وعليها علامات "نورينكو" و"CL2". وترقد العبوة بجوار حاوية مستطيلة يشير إليها رجل يظهر في مقطع الفيديو على أنها القنبلة البرميلية المستخدمة في توصيل العبوة. وفي موضع آخر يظهر نفس الرجل بجوار ما يبدو أنه مخلفات مختلفة، وتكشف لقطة مقربة للعبوة عن علامات "CL2"  و"نورينكو". وتبدو المخلفات وكأنها نقلت من موضعها الأصلي. ولم يتضح توقيت إلقاء السلاح على البلدة.

قال طبيب كفرزيتا إن قنبلتين برميليتين أخريين ألقيتا  الساعة 11 من مساء 18 أبريل/نيسان:

لم تنفجر القنبلتان لكنهما أطلقتا الكلور. سقطتا بجوار المستشفى الميداني في قلب القرية، على بعد نحو 500 متر من المستشفى الذي أديره. لقد عالجنا 100 حالة. وكان الأكثر تضرراً من أفراد الفريق الطبي ومن المرضى الذين كانوا في المستشفى. وعانى جميع الضحايا من نفس الأعراض. لقد عالجت الضحايا بالأكسجين والكورتيزون لأعراض عصبية، وكذلك البخاخة. وظل معظم الضحايا في المستشفى لمدة ساعتين أو ثلاث ثم تم صرفهم. الحالات الخطيرة وحدها أرسلت إلى تركيا.

ويظهر في مقطع فيديو يقال إنه مصور في كفر زيتا يوم 18 أبريل/نيسان وتم نشره في نفس اليوم رجال يقومون بتفكيك ما يبدو أنه قنبلة برميلية سليمة تحتوي على اسطوانة غاز حمراء وصفراء وآلية تزنيد، ويقول الراوي إنها استخدمت في الهجمة المنطوية على استخدام مادة كيميائية. كما يتولى رجل آخر يظهر صوته في مقطع الفيديو تعريف المادة الكيميائية بأنها الكلور.

هجمة تلمنس

أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع أربعة شهود كانوا قد شاهدوا قنبلتين برميليتين تسقطان على تلمنس يوم 21 أبريل/نيسان و/أو عالجوا ضحايا جراء الهجمة، التي تسببت في قتل 3 مدنيين وجرح نحو 133 آخرين، بحسب متطوع في المستشفى الميداني المحلي. وكانت واحدة من القنبلتين على الأقل تحتوي على غاز الكلور، بحسب تقارير.

وقد وصف أحد النشطاء من تلمنس الهجمة:

كنت على بعد يقل عن كيلومتر واحد وشاهدت المروحية تحوم وتلقي بالقنبلة. وهكذا عرفت بموضع حدوث الهجمة. تتبعت الدخان داكن الصفرة، وكانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها [دخاناً] بذلك اللون. سقطت قنبلتان برميليتان وانفجرت الاثنتان.

وفور وصولي شممت رائحة بشعة، نفاذة. وبدأت أسعل ودمعت عيناي. لم أدر بما يحدث، لكن الناس من حولي كانوا يختنقون. كانت الهجمة قريبة من المستشفى الميداني، فبدأنا جميعاً نخلي الجرحى. كانت هناك سيارات إسعاف لكن [المسعفين] لم تكن معهم أقنعة واقية. وكانوا يعانون عند نقل الجرحى لأنهم تأثروا بالغاز. كانت المشكلة في ذلك اليوم أن الريح تهب نحو الشمال، فساهم هذا العامل في نشر الرائحة بسرعة أكبر.

وعند وصولي إلى المستشفى رأيت ما لا يقل عن 100 شخص يعانون من ضيق التنفس والسعال والرعشة. وهذا رقم تقديري لأن غرف المستشفى الميداني تتسع في مجملها لـ50-60 شخصاً، لكن الناس في ذلك اليوم كانوا في الردهات وخارج المستشفى. لم أر أحداً مصاباً جراء الشظايا. كان هناك سيدات وأطفال وسط الجرحى لكنني لا أعرف الإحصائيات.

وقال الشاهد إن القنبلة البرميلية الثانية سقطت على بعد أمتار قليلة من الأولى وإنها سقطت بجوار المسجد القديم في تلمنس. وقال إن كلتا القنبلتين سقطتا على مبان في حي سكني. وقال إنه لم تكن هناك جماعات مسلحة في تلمنس، والمقاتلين على بعد 3 كيلومترات على الجبهة في وادي الضيف والحامدية.

وقد قال طبيب للشاهد إن 15 من الضحايا في حالة حرجة نقلوا إلى تركيا وتوفي 3 منهم جراء إصاباتهم، وبينهم طفلان: محمود عبد الرزاق الحشاش، 4 سنوات، ومريومة عبد الرزاق الحشاش، 15 سنة، وخديجة محمد بركات.

كما أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة مع رجل يعمل كمتطوع في المستشفى الميداني في تلمنس، وقد وصل إلى المستشفى بعد الهجمة بـ30 دقيقة. وقال إن القنبلة البرميلية سقطت على بعد 200 متر من المستشفى الميداني. وقال إن 133 جريحاً عولجوا هناك من أعراض تشمل ضيق التنفس والسعال واحمرار العينين والجلد. وقال إن نحو 90 بالمئة من الضحايا في مستشفى تلمنس غادروا بعد ساعة ورحل الباقون في اليوم التالي. وتوفي 3 ضحايا بين 21 و25 أبريل/نيسان، وبينهم صبي تأثر بشدة بالأعراض وتوفي أثناء نقله إلى منشأة طبية في باب الهوى لتلقي المزيد من العلاج.

وأجرت هيومن رايتس ووتش أيضاً مقابلة مع جراح سوري شهد هجمة القنابل البرميلية على تلمنس يوم 21 أبريل/نيسان:

كنت أقود سيارتي إلى ريف إدلب لحضور دورة تدريبية للأطباء في تركيا. وعند وصولنا إلى تلمنس في نحو العاشرة والنصف من صباح [21 أبريل/نيسان] كان الناس عند مدخل البلدة يتطلعون إلى السماء. سادت حالة من الخوف والذعر وسمعنا انفجاراً كبيراً تجاه مركز البلدة. وكان الناس يفرون واضعين أيديهم على أفواههم.

قال الجراح لـ هيومن رايتش ووتش إنه سمع أن الناس كانوا يراقبون مروحية لمدة حوالي 10 دقائق، وقد أسقطت بعد ذلك قنبلة برميلية:

لم أر المروحية تلقي بالقنبلة، لكنني سمعت الانفجار ورأيت تصاعد الدخان. تصاعد دخان أصفر. وبدت سحابة الدخان وكأن حجمها قد يبلغ 100 متر. وكانت هناك رائحة نفاذة. كنت على بعد 400 إلى 500 متر من مكان الانفجار في السيارة.

وذهب الجراح على الفور إلى المستشفى في تلمنس:

كانت حالة من الفوضى. كان هناك أناس كثيرون، ربما بضعة مئات. وكان الأقارب يتحلقون في الخارج. أعتقد أن عدد الجرحى بلغ 60 إلى 70. لم أر أي متوفين. وكانت الأعراض متباينة، بعضها بسيط نسبياً. أناس يعانون من مشاكل في التنفس. وآخرون يعانون من حروق بالجلد. وكثيرون يعانون من أعين دامعة ومحمرة وبها حكة. وكثيرون يعانون من مشاكل تنفسية. عالجنا البعض بالأكسجين، وغسلنا أعين الناس. واستخدمنا الهيدروكورتيزون للحالات الأصعب. لم أر أي حالات من تقلص الحدقة. تحسن الكثيرون من ذوي الإصابات الخفيفة على الأكسجين. وكان هناك قليلون بإصابات جسيمة، جراء الغاز والانفجار أيضاً. أعتقد أنه كان هناك نحو 50 إلى 55 شخصاً متأثراً بالغاز، بينما كانت إصابات الباقين من الانفجار والشظايا.

وقال الجراح إنه بينما كان يعالج الضحايا بدأت عيناه تصابان بحكة وشعر بصداع "بقي معي لمدة ساعات". وبعد المساعدة في المستشفى لمدة حوالي ساعة، واصل الجراح طريقه إلى تركيا. وقال إن بعض الضحايا من تلمنس أرسلوا إلى جرجناز وسراقب ومعصران لتلقي المزيد من العلاج.

قال طبيب آخر أجرت معه هيومن رايتس ووتش مقابلة إنه عالج أربعة من ضحايا القنابل البرميلية من تلمنس في منشأة طبية بباب الهوى. وقال الطبيب إن الضحايا "كانوا في حاجة عاجلة إلى رعاية جراء التعرض للغاز". وتوفي صبي واحد كان يعالجه جراء إصاباته.

وقال الجراح إنه لم يكن هناك قتال مؤخراً في تلمنس، البلدة التي يسكنها قرابة 35 ألف نسمة، لكنه تركز في وادي الضيف حيث وقع قتال حديثاً بين قوات الحكومة وجماعات مسلحة غير حكومية.

ويظهر في مقطع فيديو يقال إنه مصور في تلمنس ومنشور يوم 21 أبريل/نيسان مخلفات قنبلة عليها علامات صفراء. ويقول صوت الراوي إنها كانت قنبلة برميلية تحتوي على غاز الكلور. ويظهر في مقطع فيديو آخر لنفس المشهد عنزة ميتة بجوار حفرة القنبلة.

وبحسب صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، تزعم جماعات سورية مسلحة غير حكومية أنها تتنصت على الاتصالات بوادي الضيف، وهي قاعدة عسكرية قريبة من تلمنس، وقد استمعت في 21 أبريل/نيسان إلى تحذير مبثوث في ذلك اليوم يفيد بضرورة تجهيز الجنود للأقنعة الواقية من الغاز. كما يزعمون أن جنود النظام احتفلوا على أجهزة اللاسلكي بعد ساعات بأن "الإرهابيين" في تلمنس اضطروا لإرسال "العديد من عربات الإسعاف" في ذلك الوقت.

وقد ذكر مركز توثيق الانتهاكات 3 مدنيين، بينهم طفلان، كقتلى جراء "غازات كيميائية وسامة" في هجمة 21 أبريل/نيسان بالقنابل البرميلية على تلمنس:

·       محمود عبد الرزاق الحشاش "نواس"، وهو صبي عمره 7 سنوات وتوفي يوم 21 أبريل/نيسان؛

·       مريومة عبد الرزاق الحشاش "نواس"، وهي فتاة عمرها 14 عاماً وتوفيت يوم 25 أبريل/نيسان؛

·       خديجة محمد بركات، وهي سيدة توفيت يوم 25 أبريل/نيسان.

هجمة التمانعة

أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة مع أحد أفراد فريق طبي بالمستشفى الميداني المحلي كان قد عالج ضحايا هجمات بالقنابل البرميلية على التمانعة يومي 13 و18 أبريل/نيسان تسببت في قتل 4 مدنيين وإصابة ما يقدر بـ150 آخرين. كما أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة مع شاهد ثان شاهد الدمار الناجم عن هجمات القنابل البرميلية على التمانعة في هذين اليومين وقدر أنها قتلت ما لا يقل عن اثنين من المدنيين وأصابت ما يقرب من 162 شخصاً.

قام عضو الفريق الطبي بوصف هجمة وقعت في العاشرة والنصف من مساء 13 أبريل/نيسان:

كنت بالمستشفى الميداني في التمانعة. وألقت المروحية [التي سمعتها] بقنبلة برميلية سقطت على مدرسة خالية تسمى مدرسة مصطفى البكري، على بعد نحو 100 متر من المستشفى الميداني. ذهبت إلى هناك مع فريق طبي. ولدى وصولي أول الأمر شممت رائحة كريهة. لم أكن أعرف أنه الكلور. رأيت دخاناً مصفراً. وعند وصولي رأيت أن الانفجار لم يكن كبيراً والأضرار المادية غير جسيمة. تعرض جزء من المدرسة للدمار جراء الانفجار، كما تضررت غرفة واحدة في منزل خال. وعند وصولي رأيت 15-20 شخصاً يختنقون ويفقدون الوعي... يسعلون، ومعظمهم من السيدات كما كان هناك القليل من الأطفال. تأثر اثنان من أعضاء الفريق الطبي عند الذهاب إلى موضع الانفجار. وبدأت أسعل، لكن زملائي أصيبوا بالاختناق وتعين نقلهم إلى المستشفى الميداني.

بلغ العدد الإجمالي للمتضررين 112. وهو العدد المأخوذ من عدة مستشفيات ميدانية استقبلت الجرحى. لم تكن هناك إصابات من الشظايا. نقلت 25 مدنياً إلى المستشفى الميداني على أطراف القرية، وكانوا جميعاً يعانون من نفس الأعراض، لكن بدرجات مختلفة. وتم نقل مرضى آخرين إلى مستشفيات ميدانية أخرى في التمانعة وتلمنس. اضطررنا لإخلاء المستشفى الميداني الذي أعمل فيه لأنه دمر في الهجمة.

وبحسب عضو الفريق الطبي لم يمت أحد جراء الهجمة. كما قال، "لم تكن هناك أدوية كافية" واستخدمنا "الأكسجين والديكساميثازون والهيدروكورتيزون" لمعالجة "الحالات متوسطة الشدة" و"سلفات الأتروبين" لمن يعانون من ضيق النفس الشديد واحمرار العينين. بقيت الحالات متوسطة الشدة في المستشفى لما يقارب الساعات الثلاث، بينما بقيت الحالات الشديدة لمدة 6 ساعات.

قال الشاهد الثاني إنه كان على بعد نحو كيلومتر واحد عند سقوط قنبلة برميلية على التمانعة في نحو العاشرة من مساء 13 أبريل/نيسان:

سقطت القنبلة البرميلية بجوار مدرسة في حي سكني في قلب القرية، فدمرت جزءاً من المدرسة التي كانت مغلقة لمدة لا تقل عن العام ولا يحتلها الجيش السوري الحر. وكانت تلك هي الأضرار المادية الوحيدة. عند وصولي كان المسعفون قد سبقوني إلى هناك وكان بعضهم يسعل. ونصحوني بالرحيل لأن القنبلة البرميلية أطلقت رائحة. كنت أعرف أنها رائحة الكلور بسبب شيوع استخدامه. رأيت أشخاصاً يتقيأون ويسعلون في موضع الهجمة. ورأيت نحو 35-40 شخصاً يعانون من نفس الأعراض. رأيت سيدات وأطفال بين الجرحى. ولم أر أي شخص مصاباً جراء الشظايا. ولم يقتل أحد.

وقال الشاهد إنه عاد إلى مسرح الهجمة في الصباح التالي و"كانت الرائحة لا تزال موجودة".

قال عضو الفريق الطبي إن هجمة القنابل البرميلية التالية على التمانعة وقعت يوم 18 أبريل/نيسان. وقال إنه سمع مروحية تحوم قبل سقوط القنبلة البرميلية:

سقط البرميل على بعد 10 أمتار من مدرسة مروان قدور، التي أغلقت قبل عامين وظلت خالية منذ ذلك الحين. ذهبت إلى موضع الهجمة ورأيت 40 إلى 50 شخصاً متضررين. كانت الرائحة أقوى في تلك المرة وظلت لمدة 4 ساعات ونصف. توفيت عائلة مكونة من أربعة أشخاص جراء هجمة الكلور وليس الشظايا. وتوفي ثلاثة في المستشفى الميداني وتم نقل شخص واحد إلى تركيا، لكنه لم ينج.

كما وصف الشاهد الثاني هجمة 18 أبريل/نيسان قائلاً إنها وقعت في العاشرة مساءً تقريباً، على بعد 500 متر من مسرح هجمة 13 أبريل/نيسان:

تسببت القنبلة البرميلية في تدمير جزئي لثلاثة منازل متجاورة. ذهبت إلى مسرح الهجمة لكنني كنت أرتدي القناع الواقي هذه المرة. وخلعته للتأكد من وجود الرائحة ذاتها، فاتضح أنها هي نفسها. توفي شخصان جراء ضيق التنفس، [وكانا طفلين من نفس الأسرة]....

قال الشاهد إنه زار مستشفى ميداني محلي بعد هجمة 18 أبريل/نيسان فشاهد ما يقرب من 50 شخصاً متضرراً من سكان القرية.

وقال عضو الفريق الطبي لـ هيومن رايتس ووتش إن أربعة أشخاص في المجمل قتلوا جراء هجمة 18 أبريل/نيسان بالقنابل البرميلية على التمانعة، بينهم طفلان من أسرة واحدة. وقال إن الأسرة كانت من النازحين، وأصلها من خان شيخون:

  • عبد الناصر حسين السوسي، وهو أب لطفلين عمره 41 عاماً;
  • أمينة مصطفى اسكندر، وهي سيدة عمرها 35 عاماً;
  • محمد عبد الناصر السوسي، وهو صبي عمره 11 عاماً;
  • سميرة عبد الناصر السوسي، وهي فتاة عمرها 13 عاماً.

ويذكر مركز توثيق الانتهاكات أسماء الضحايا الثلاثة الأوائل كقتلى جراء "غازات كيميائية وسامة" في التمانعة يوم 18 أبريل/نيسان.

قال عضو الفريق الطبي والشاهد على السواء إن أقرب خط للجبهة يقع في خان شيخون، على بعد 7 كيلومترات. وقال عضو الفريق الطبي، "وزعنا منشورات توعية تدعو ضحايا الهجمات إلى استخدام أقنعة [واقية] أو قطع من القماش المبلل بالماء، والجري في عكس اتجاه الريح".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة