Skip to main content

ليبيا: بداية جيدة على مسار تدمير مخزون الألغام الأرضية

هناك حاجة إلى تكثيف جهود التخلص من الألغام

(طرابلس) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم، إن خطوات ليبيا الأولى على مسار التخلص من مخزونها الضخم من الألغام الأرضية تطور إيجابي، ويجب أن تستمر عمليات التخلص من المخزون.

في 21 مارس/آذار 2012، شاهدت هيومن رايتس ووتش تدمير حوالي 100 لغم مضاد للمركبات صيني صنع، من طراز 72SP ، بالقرب من منطقة الأبيار شرقي ليبيا. ومنذ منتصف شهر فبراير/شباط، تم تدمير ما يناهز العشرين ألف لغم زنة طُنين، وهو ما يمثل نسبة ضئيلة من جميع الألغام الموروثة عن حكومة القذافي.

خلال نزاع العام الماضي، تعهد رسميا المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وهو في المعارضة آنذاك، بعدم استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد وللمركبات، وتعهد بتدمير جميع الألغام في حوزة قواته.

وقال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش: "لقد بدأ الليبيون في احترام تعهدهم لعام 2011 بتدمير مئات الآلاف من الألغام الأرضية في حوزتهم. والآن هناك حاجة لمتابعة العمل للتأكد من أنه لا يمكن استخدام هذه الأسلحة العشوائية في ليبيا أو في أي مكان آخر".

دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة الليبية إلى تسريع عملية تدمير الألغام الأرضية والانضمام إلى معاهدة حظر الألغام الدولية. وجاء في تعهد المجلس الوطني الانتقالي، الموقع في 27 أبريل/نيسان 2011: "ينبغي على أية حكومة ليبية مقبلة أن تتخلى عن الألغام الأرضية والانضمام الى معاهدة حظر الالغام لعام 1997".

ودافعت ليبيا، في ظل حكومة معمر القذافي، عن استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد ورفضت الانضمام إلى معاهدة حظر الألغام.

وثقت هيومن رايتس ووتش الاستخدام الواسع النطاق للألغام المضادة للأفراد وللمركبات من قبل قوات القذافي خلال نزاع عام 2011، واستخدام القوات المعارضة للقذافي للألغام المضادة للمركبات في مكان واحد قبل تعهد المجلس الوطني الانتقالي. ووجد باحثو هيومن رايتس ووتش على الأقل خمسة أنواع من الألغام في تسعة مواقع، بما في ذلك حول أجدابيا، وفي جبل نفوسة، قرب البريقة، وفي مصراتة، حيث وضعت حكومة القذافي أيضا على الأقل ثلاثة ألغام بحرية بالقرب من الميناء.

وبينما فقدت حكومة القذافي تدريجيا السيطرة على البلاد، تمكنت القوات المناهضة للحكومة والمدنيين من الدخول إلى مستودعات ضخمة للأسلحة والذخيرة تحتوي على مئات الآلاف من الألغام الأرضية التي تخلت عنها القوات الحكومية. وعلى مدار السنة الماضية، عملت منظمات محلية ودولية على إزالة الألغام بتعاون مع السلطات الليبية والأمم المتحدة على جمع وتدمير هذه الذخائر المتروكة.

حتى الآن، يبدو أن تدمير الألغام الأرضية يتم فقط في شرق البلاد بواسطة مهندسي الجيش الليبي.

منذ 13 فبراير/شباط في شرق ليبيا، ساعدت المؤسسة السويسرية لنزع الألغام(FSD) ليبيا بتفجير 16694 لغم مضاد للأفراد من نوع T-AB-1برازيلي الصنع، و 494 لغم مضاد للمركبات من نوع 72SPصيني الصنع، و 48 لغم مضاد للمركبات من نوع  PRB-M3A1بلجيكي الصنع، وأعداد كبيرة من الأجهزة الانفجارية اللغمية والأجهزة التي تنفجر بفتيل.

وقال ستيف غوس: "هذه بداية جيدة، ولكن ونظرا للكمية الكبيرة من الألغام الأرضية التي خزنتها حكومة القذافي، فإنه لا يزال هناك الكثير من العمل في الانتظار".

ودعت هيومن رايتس ووتش المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الليبية إلى أن تُبرز لجميع الميليشيات والسلطات المحلية أهمية تسليم الألغام الأرضية من أجل تدميرها والتخلص منها.

ويجري تنسيق إزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب على يد فريق التنسيق المشترك لإزالة الألغام  (JMACT)، الذي يتألف من الأمم المتحدة ومنظمات دولية غير الحكومية. وفي المجموع، يعمل 27 فريقا للإزالة و29 فريقا للتوعية بالمخاطر في جميع أنحاء البلاد.

قتل شخصان على الأقل خلال عمليات إزالة الألغام في ليبيا، كلاهما بسبب لغم من طراز 84 . وكان واحد من الخبراء التقنيين من مؤسسة DanChurchAid.وكان الآخر، حسب ما ورد، ليبي، 19 عاما، قتل في ظروف غامضة في مدينة سرت. وأصيب آخرون بجروح.

انضمت ما مجموعه 159 دولة إلى معاهدة حظر الألغام، وكان آخرها فنلندا في يناير/كانون الثاني. وتحظر المعاهدة بشكل شامل الألغام المضادة للأفراد، وتطالب بإزالتها وتقديم المساعدة للضحايا. وامتنع كل أعضاء حلف شمال الأطلسي/الناتو، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وانضموا إلى معاهدة حظر الألغام، بالإضافة إلى البلدان المتضررة من الألغام غير المزالة، مثل أفغانستان، والجزائر، والعراق، والأردن، والسودان، وتركيا، واليمن. وانضمت دول أخرى على الحدود مع ليبيا أيضا، بما في ذلك تشاد والنيجر وتونس. 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة