Skip to main content

إيران: يجب إخلاء سبيل الإصلاحي المعوّق

تدهور وضع سعيد هجاريان الذي كشف اغتيالات وزارة الاستخبارات في التسعينيات

 

(نيويورك) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن إصلاحياً بارزاً يعاني من ضعف في حالته الصحية، تدهورت حالته أكثر أثناء احتجازه جراء المعاملة القاسية، بما في ذلك الاستجواب في الشمس في درجات حرارة مرتفعة للغاية. وجددت هيومن رايتس ووتش دعوتها الحكومة الإيرانية لإطلاق سراح الإصلاحي سعيد هجاريان على وجه السرعة.


وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "سعيد هاجاريان محتجز دون أن يقابل محامي أو يحصل على رعاية طبية ملائمة لأكثر من ستة أسابيع". وتابع قائلاً: "إننا نعتقد أن حياته مُهددة، ويجب إخلاء سبيله على الفور".


وهجاريان - البالغ من العمر 55 عاماً - محتجز دون نسب اتهامات إليه منذ 15 يونيو/حزيران 2009، ولم يقابل محامٍ أو هو حصل على رعاية طبية مناسبة. وهو من رجال السياسة الإصلاحيين، والمثقفين والصحفيين ورجال الدين والقيادات الطلابية، وغيرهم ممن اعتقلتهم السلطات في محاولة لإخماد الاحتجاجات التي عمت أنحاء البلاد إثر نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها والمُعلن عنها في 12 يونيو/حزيران.


وبعد أن كان هجاريان مسؤول استخبارات بارز في الثمانينيات، أصبح أحد العناصر الأساسية المُخططة للحركة الإصلاحية في التسعينيات ومستشار سياسي للرئيس السابق محمد خاتمي، في عام 1997. وصحيفته - صُبح إمروز (صباح اليوم) - لعبت دوراً أساسياً في كشف تورط الاستخبارات الإيرانية في سلسلة من أعمال القتل والاختفاءات بحق كبار المثقفين والمفكرين في أواخر التسعينيات.


وفي 12 مارس/آذار 2000، حين أصبح هجاريان عضواً بمجلس مدينة طهران، أطلق عليه النار - في وجهه - رجلٌ مسلحٌ على متن دراجة نارية، أمام مجلس المدينة. ونجى هجاريان من الحادث بعد أن سقط في غيبوبة دامت لأكثر من أسبوع، لكنه خرج من الحادث معاقاً ويلزم المقعد المتحرك أغلب الوقت، وبحاجة إلى رعاية ومتابعة طبية دائمة.


زينب هجاريان، ابنة سعيد هجاريان المقيمة في الولايات المتحدة، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن أباها تعرض لضغوط بدنية ونفسية مفرطة أثناء احتجازه.


وتستند معلوماتها إلى ما روته أمها، فاجيهي مورسوسي، وهي طبيبة وزارت زوجها في سجن إيفين في 24 يوليو/تموز. وقال هجاريان لزوجته إن المحققين يستجوبونه بشكل دائم تحت أشعة الشمس في درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت). وبناء على زيارتها وتقييمها لحالة زوجها الصحية، تشتبه مورسوسي في أنه عرضة لخطر التعرض لأزمة قلبية ومضاعفات في الكبد.


وقالت مورسوسي لابنتها: "لونه أصفر وغير طبيعي. مصاب بحالة ضعف عام ولا يمكنه التحدث بسهولة. ويبدو أنه تعرض لضغوط نفسية هائلة". وقالت مورسوسي إنها قامت بقياس نبض زوجها ولاحظت أنه غير منتظم، مما يثير الشكوك حول إصابته بمشكلة جسيمة في قلبه. وقالت ابنتها عمّا ذكرته لها: "حالته يبدو منها بوضوح أنه بحاجة إلى رعاية طبية. ويبدو أنهم يحاولون قتله".

وقالت زينب هجاريان إن مورسوسي حين سألت المحققين متى سيُفرج عن زوجها ردوا قائلين: "حين يتم المشروع". ولم يحددوا ما هو "المشروع". والكثير من المحتجزين تعرضوا لضغوط مشددة كي يوقعوا على اعترافات كاذبة تدعم ما تؤكده السلطات من أن مظاهرات ما بعد الانتخابات في إيران من تحريض ودعم قوى خارجية ومُصممة لقلب نظام الحُكم.


وقالت زينب هجاريان لـ هيومن رايتس ووتش إن أمها قالت إن سلطات السجن لم تسمح لأسرة هجاريان بمدّه بالعقاقير الطبية المطلوبة لحالته. وتتطلب حالته تلقي جرعات منتظمة من عقاقير موصوفة له، وعدم الانتظام في إعطاءه العقاقير قد يؤدي إلى ضرر جسيم.


وبالإضافة إلى الضغط على هجاريان نفسه، استجوبت السلطات وضايقت ابنه محسن، وزوجته، وهما يعيشان في إيران. وتناقلت التقارير تحذير مسؤول أمني لهما من أن هجاريان سيتعرض لضغوط أكبر إذا هم أبلغوا وسائل الإعلام بحاله أثناء الاحتجاز.


وقالت زينب هجاريان لـ هيومن رايتس ووتش إن أشخاصاً مجهولين، تعتقد أنهم من عناصر الأمن الإيراني، اتصلوا بها بواسطة البريد الإلكتروني في الولايات المتحدة وحذروها من الإبلاغ عن أي شيء يخص حالة أبيها.


وقواعد الأمم المتحدة الدنيا لمعاملة السجناء تتطلب أن "السجناء المرضى الذين يحتاجون لرعاية مختصة يجب نقلهم إلى مؤسسات متخصصة أو إلى مستشفيات مدنية". وعدم توفير الرعاية الطبية الملائمة للمحتجز المريض تُعتبر معاملة لاإنسانية ومهينة حسب ما رأت المحاكم الدولية، وهو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان.


وقال جو ستورك: "الحكومة الإيرانية تستغل تدهور حالة هجاريان الصحية وإعاقته، على ما يبدو لإجباره على توقيع بيان كاذب، وهو ما يتفق مع نسق الاستجوابات المسيئة الذي شهدناه". وأضاف: "السلطات الإيرانية مسؤولة بالكامل عن سلامته. ويجب عليها تسليمه لأسرته وللرعاية الطبية على الفور".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.