فروا من سوريا وعلقوا في المجر

يتواصل تدفق الآلاف من طالبي اللجوء على المجر يوميا، ومنهم العديد من سوريا التي مزقتها الحرب، سعيا إلى الوصول إلى ألمانيا وغيرها من دول أوروبا الغربية. احتجزت المجر طالبي اللجوء، ولم تسمح لهم أحيانا بمواصلة طريقهم نحو أوروبا الغربية، استنادا إلى قانون في الاتحاد الأوربي ينص على تقدمهم بطلب اللجوء في أول دولة يصلون إليها من دول الاتحاد. نتيجة للنهج الذي تتبعه المجر، تقطعت السُبل بالآلاف في محطة قطارات كيليتي بمدينة بودابست، وأصبحوا ينامون على الأرصفة، ولا يحصلون فعليا على أية مُساعدات إنسانية من السلطات المجرية. لا يزال الكثير منهم عازمون على مواصلة طريقهم حتى ألمانيا، التي أعلنت أنها أعدّت لاستقبال ما يصل إلى 800,000 من طالبي اللجوء هذا العام. الرحلة إلى أوروبا محفوفة بالمخاطر، منها الغرق في عرض البحر، التعرض للاستغلال على يد مُهربين لا يعرفون الرحمة، والانتهاكات من جانب الشرطة. على الحكومات الأوروبية التحرك لضمان توفير حق اللجوء والمُعاملة الإنسانية لمن يطلب السلامة في أوروبا، وزيادة القنوات الآمنة والقانونية لمن يحاول العثور على ملجأ، وتقاسم المسؤولية تجاه طالبي اللجوء بين الـ 28 دولة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. التقط كافة الصور الفوتوغرافية باحثا هيومن رايتس ووتش بيتر بوكارت وليديا غال، من 31 أغسطس/آب إلى 4 سبتمبر/أيلول 2015.

جمال تمين، 49 عاما، من مُخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق، مع ابنه خالد، 8 أعوام، في محطة قطارات كيليتي. يريدان السفر إلى ألمانيا، وعند الوصول سيُحاول جمال جلب زوجته وأولاده الثلاثة الآخرين من سوريا.

علي الدهنر، 46 عاما، سوري من دمشق يعاني من الإعاقة. ابنه محمد، 20 عاما، دفع والده بالكرسي المُتحرك وحمله على ظهره طوال الرحلة عبر تركيا، اليونان، مقدونيا، وصربيا حتى وصلا إلى المجر. يريدان مواصلة طريقهما إلى ألمانيا.

رزان ومحمود عريسان حديثان من دمشق. فرا من سوريا عندما حاولت السلطات السورية تجنيد محمود في الجيش، في أعقاب العفو العام الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد عن المُتهربين من الخدمة العسكرية. قال محمود إنه لا يريد الخدمة بجيش مسؤول عن قتل أبناء شعبه.

فتاة صغيرة من أفغانستان بمحطة قطارات كيليتي، تبتسم بعد حصولها على زوج من الأحذية.

دكتور علي، 25 عاما، أمضى 4 سنوات يعمل في مستشفى في سراقب، سوريا، "يعالج الجرحى وينتشل الأموات من تحت الركام أيضا. هرب منذ اسبوعين، بعد أن شهد مقتل صديقه بانفجار برميل متفجر أسقطته مروحية للجيش السوري. يود الذهاب إلى ألمانيا لمتابعة دراسة الطب

أفيستا، 40 يوما، على ذراعيّ والدتها روان، 23 عاما. ولدت في تركيا بعد فرار أبويها من مدينة كوباني السورية الكردية، التي دمرها القتال بين داعش وبين الميليشيات الكردية. في المجر، بعد أن رفض الأبوان أخذ بصماتهما، احتجزه عناصر الشرطة العائلة داخل مركبة لنقل السجناء مع نحو 100 آخرين من طالبي اللجوء لليلة كاملة. كان لديهم زجاجة مياه واحدة ليتقاسموها فيما بينهم.

سلك شائك وملابس مُمزقة عند السياج الذي رُفع حديثا على الحدود المجرية مع صربيا. على الرغم من السياج الشائك، يتواصل عبور أكثر من ألف طالب لجوء يوميا إلى المجر.

أم سورية تحاول تبريد جسد طفلها بالمياه، بعد السير ساعتين في الحرارة الحارقة لبلوغ الحدود المجرية مع صربيا. يواجه طالبو اللجوء أثناء رحلتهم ظروفا مُرهقة وتهدد الحياة، خاصة بالنسبة للصغار وكبار السن.

عائلة من مدينة الرقة السورية، التي تسيطر عليها داعش، في انتظار الصعود إلى حافلة تابعة للشرطة المجرية، ستقلّهم إلى مُعسكر احتجاز خاص بطالبي اللجوء. محمد، 6 سنوات (يمين) يحمل حقيبة ظهر كبيرة. قال لـ هيومن رايتس ووتش: "الأمر صعب، إلا أنني سأتحمل. العودة إلى الرقة أسوأ. ليس هناك سوى قطع الرؤوس، قطع الرؤوس طوال الوقت".

مركز احتجاز بمدينة روشكيه مُخصص لطالبي اللجوء، على الحدود المجرية مع صربيا. أخبر المُحتجَزون في المُعسكر هيومن رايتس ووتش عن الظروف المُزرية، الانتهاك، وتجاهل احتياجاتهم الإنسانية من جانب السلطات المجرية.

الشرطة المجرية تحرس مدخل محطة قطارات كيليتي في بودابست، بعد طرد جميع طالبي اللجوء من المحطة. أُجبر الآلاف على النوم في العراء في الشوارع، دون مُساعدات إنسانية فعلية من قبل السلطات المجرية.

علي عنتر، سوري من القامشلي، مع أبنائه الثلاثة في محطة قطارات كيليتي، حيث ظلوا في العراء لمدة 3 أيام. قال لـ هيومن رايتس ووتش: "في سوريا، قد يموت المرء جراء انفجار، يموت مرة واحدة فقط. أما هنا، فأنا أموت آلاف المرات من الإذلال الذي أتعرض له أمام أبنائي".

راميس شهال، 30 عاما، من حمص، سوريا، تقيم في خيمة بصحبة 5 من أطفالها الستة، خارج محطة قطارات كيلتي في بودابست. يحاولون بلوغ النروج، للالتحاق بزوجها الذي قام بالرحلة قبل 3 أشهر. قالت إن 2 من أطفالها قد أصبحا في حالة صحية خطيرة جراء سوء الأوضاع الصحية بالمحطة.

جمال ووهدة شقيقان من أكراد سوريا من الحسكة، في أواخر الستينات من العمر، يحصلان على قسط من الراحة على الحدود المجرية. يُسافران دون أي أحد ليساعدهما، في محاولة للوصول إلى أحفادهما في ألمانيا.

مجموعة من طالبي اللجوء، بينهم أطفال، يسيرون على امتداد خط سكة حديدية غير مُستخدم في صربيا لبلوغ الحدود المجرية، حيث ستحتجزهم السلطات المجرية فور وصولهم.

حسن محمد، 35 عاما، مع ابنته تسنيم، 5 سنوات، عند الحدود الصربية مع المجر. فقد زوجته وابنته الأخرى ذات الأعوام الثمانية منذ شهرين، في غارة جوية شنتها الحكومة السورية وأصابت منزلهم. فر حسن من مدينة الرقة التي تسيطر عليها داعش، ويعزم على الوصول بابنته الناجية إلى الأمان وحياة أفضل في ألمانيا.

صباح خنيفة، 35 عاما، بصحبة أطفالها الستة الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 10 أعوام، عند الحدود الصربية مع المجر. غادروا مدينة كوباني الكردية السورية في أعقاب قتال عنيف بين داعش والميليشيات الكردية، الذي نجم عنه تدمير معظم المدينة، ومن بينها منزلهم. تحاول بلوغ ألمانيا لتلتحق بزوجها الذي قام بالرحلة قبل عام.

محمد كوسا، 31 عاما، يُعطي الماء لابنه جاد، 9 أشهر، بعد رحلة مُرهقة استغرقت ساعتين سيرا من صربيا إلى الحدود المجرية. فرّت العائلة من دمشق هربا من تجنيد محمد في الجيش السوري، عقب صدور عفو عام في أغسطس/آب وتجدد محاولات التجنيد من جانب الجيش.