في الأسابيع التي سبقت الانتخابات النيابية في 10 أكتوبر/تشرين الأول، وعدت "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" في العراق باتخاذ خطوات لضمان تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التصويت.
لكن في يوم الانتخابات، أشارت مقاطع الفيديو المتداولة إلى أنه لم يتم الوفاء بوعود المفوضية بمواءمة الاقتراع مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ووضع صناديق الاقتراع على الطوابق الأرضية. بعد أسبوع، تحدثنا إلى حيدر جاسم (40 عاما)، الذي لديه إعاقة جسدية. هذا ما قاله:
تفاءلتُ كثيرا عندما سمعتُ أن المفوضية ستجعل أماكن الاقتراع في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة.
في الساعة 11:30 صباح يوم الانتخابات، ذهبت إلى مركز الاقتراع في حيّي في بغداد، على كرسي متحرك، وكلّني أمل أن أتمكن من التصويت. أظهرتُ بطاقتي الانتخابية لموظفَيْن في مفوضية الانتخابات. نظر إليّ أحدهما وقال، "عليك الصعود إلى الطابق الثاني". سألتُ إذا كان بإمكاني التصويت دون الذهاب إلى الطابق الثاني. قال رئيس مركز الاقتراع إنهم لم يتمكنوا من نقل الصناديق إلى الطابق السفلي، لكن يمكنني العودة لاحقا خلال اليوم: سيحاول التفكير في حل. أخبرتهم عن إعلان المفوضية. قال إن لا علم له به.
قال موظف آخر، "سأعطيك نصيحة، عُد إلى منزلك. صوتك لن يحدث فارقا في أي حال". ذُهلت. شرحتُ له أنني أريد ممارسة حقوقي والتمتع بها مثل أي شخص آخر. لا يسعني إلا أن أستنتج أنه وزملاءه لا ينظرون إلينا كبشر يتمتعون بالحقوق ذاتها. ثم طلب من رجل كبير السن على كرسي متحرك العودة إلى منزله دون أن يصوّت، وغادر.
عدت إلى المنزل واستبدلت كرسيَّ المتحرك الكهربائي بآخر يدوي أخفّ، وعدت إلى مركز الاقتراع مع قريبي. بمساعدة موظف آخر في المفوضية، نقلاني إلى الطابق الثاني، وتمكنتُ أخيرا من التصويت.
للأسف، أعرف العديد من ذوي الإعاقة الذين لم يتمكنوا من التصويت في بغداد لأن مراكز الاقتراع لم تكن متوائمة مع احتياجاتهم.
على مفوضية الانتخابات أن تشرح لحيدر، وكل من خذلَته يوم الانتخابات، لماذا لم تَفِ بوعودها المحدودة بشأن مواءمة الاقتراع مع احتياجاتهن، وما الذي تخطط لفعله قبل الانتخابات المقبلة لضمان عدم تكرار ذلك.