World Report 2003 in English  هيومان رايتس ووتش
منظمة " مراقبة حقوق الإنسان"
التقرير السنوي لعام 2003
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

يتناول الفترة من نوفمبر2001 إلىنوفمبر 2002
  HRW World Report 2003
التطورات في مجال حقوق الإنسان || التطورات في مجال حقوق الإنسان في كردستان العراق || دور المجتمع الدولي
العراق وكردستان العراق
التطورات في مجال حقوق الإنسان
واصلت الحكومة العراقية ارتكابها لانتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان وعلى نطاقٍ واسع، بما في ذلك التوسع في تطبيق عقوبة الإعدام وإعدام السجناء، وطرد الأقليات العرقية بالقوة من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في إقليم كركوك الذي يتميز بثروته النفطية، وفي غيره من المناطق، والاعتقال التعسفي لمن يُشتبه في معارضتهم السياسية وأفراد أسرهم، وسوء معاملة المعتقلين وتعذيبهم. وقد عُقد استفتاء شعبي في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، ولم يُسمـح لثلاث محافظات شماليـة يسيطـر عليـها الأكـراد بالاشتـراك فيـه، وكانت نتيجته حصول الرئيس صدام حسين على "الموافقة بنسبة مائة في المائة من عدد الناخبين الذين شاركوا في التصويت بنسبة مائة في المائة" على تجديد رئاسته سبع سنوات أخرى، وفقاً لما أعلنه عزة إبراهيم الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي. وفي غضون أيام من إعلان نتيجة الاستثناء صدر الإعلان بالعفو العام عن السجناء العراقيين. (انظر أدناه).
    وتحسنت العلاقات بين "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، اللذين ظلا يسيطران على معظم مناطق المحافظات الشمالية، السليمانية وأربيل ودهوك، مع بداية تنفيذهما لاتفاق السلام الذي أُبرم في عام 1998 بوساطة من الولايات المتحدة. وقد استمر كل من الطرفين في إدارته المستقلة للمناطق التي يسيطر عليها، ولكن البرلمان الموحد السابق - أي "المجلس الوطني الكردستاني" - عقد أول اجتماع له منذ اندلاع الاقتتال ما بين الأكراد عام 1996. واتهم مسؤولو الحزبين عملاء الحكومة العراقية والجماعات الإسلامية الكردستانية بارتكاب أعمال تخريبية في الإقليم، بما في ذلك تعمد استهداف المدنيين. وارتكبت جماعات المعارضة الكردستانية انتهاكات لحقوق الإنسان، وشاركتها الجماعات الإسلامية أثناء المصادمات مع قوات "الاتحاد الوطني الكردستاني".
واستمر سريان العقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على العراق في عام 1991، وقبلت الحكومة الشروط الواردة في القرار 1409 الذي أصدره مجلس الأمن ويعيد فيه هيكلة نظام العقوبات، بوضع "قائمة مراجعة للسلع". لاكتشاف ما يمكن أن يُستخدم منها في "أغراض مزدوجة" (مدنية وعسكرية) وتطبيق إجراءات سريعة لتسليم السلع الإنسانية. وبعد استمرار تهديدات الولايات المتحدة بالقيام بعمل عسكري طيلة عدة شهور، أعلنت الحكومة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول أنها قد وافقت على السماح لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة بدخول العراق دون قيد أو شرط. وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني أصدر مجلس الأمن بالإجماع القرار 1441 الذي يدعو العراق إلى الامتثال لنظام تفتيش أشد صرامة إلى حد بعيد وإلا تعرض لـ"عواقب خطيرة".

تطورات حقوق الإنسان في الأراضي العراقية الخاضعة لسيطرة الحكومة

أصدر مجلس قيادة الثورة العراقي، في 20 أكتوبر/تشرين الأول، القرار رقم 225 الذي يمنح عفواً عاماً للمعتقلين السياسيين والفارين من الجيش، وكذلك لمن لم يُعتقل منهم، سواء أكان داخل العراق أم في الخارج. ولم تستفد من هذا العفو فئتان: المدانون بجريمة القتل العمد أو المتهمون بارتكابها "الذين لم يتمكنوا حتى الآن من إيقاع الصلح مع ذوي المجني عليهم"، والمعتقلون بتهم تتعلق بديون غير مسددة. وبُعيد إعلان العفو العام، الذي وصفته السلطات بأنه "شامل ونهائي وكامل" أوضح وزير العدل منذر الشاوي، أن المحتجزين على ذمة قضايا التجسس للولايات المتحدة و"العدو الصهيوني" لن يستفيدوا أيضاً من العفو. وفي اليوم نفسه أُطلق سراح آلاف النزلاء من سجن أبو غريب وغيره من المعتقلات في شتى أنحاء العراق، وأعلن المسؤولون الحكوميون أن السجون العراقية قد أُخليت من نزلائها.

ولم تذكر الحكومة أرقاما محددة عن عدد المفرج عنهم، وإن كان كثير من العراقيين قد ذكروا لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن الحكومة لم تفرج عن أقاربهم من المعتقلين لأسباب سياسية في مناطق متفرقة من العراق. ووقع يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول حادث غير مسبوق، إذ قامت أسر المعتقلين الذين لم تتوافر أية أنباء عنهم بمظاهرة احتجاج خارج مبنى وزارة الإعلام تطالب فيها بمعرفة مصائر أقربائها وأماكن وجودهم، وكان الظن السائد هو أنه لم يكد يُفرج عن أحد من المعتقلين السياسيين، وأن معظم المستفيدين من العفو العام كانـوا محتجـزين على ذمة قضايا الجرائم العادية في القانون العام، بما ذلك عشرات الأجانب. وفي الأيام التالية تحدث عدد من نزلاء السجون المفرج عنهم إلى الصحفيين الأجانب فوصفوا لهم أحوال السجن البشعة التي تعرضوا لها، وما كابدوه كذلك من التعذيب وسوء المعاملة في محبسهم.

واستمر معارضو الحكومة وأقارب المعتقلين السياسيين في الإبلاغ عن إعدام الكثيرين من المشتبه فيهم سياسياً، والمدانين بجرائم جنائية عادية، وكذلك أفراد الجيش السابقين الذين اشتُبه في عدم ولائهم للسلطات. ففي أوائل مارس/آذار، أُعدم، فيما يبدو، عشرات من المدنيين المحتجزين في سجن أبو غريب، وكان من بينهم خمسة من طائفة الشيعة من محافظة النجف، وكان قد قبض عليهم في ديسمبر/كانون الأول 2001 في أعقاب ما تردد عن عدم تعاونهم مع السلطات في اعتقال الفارين من الجيش، وأعيدت جثثهم إلى أهليهم في مارس/آذار. وفي يونيو/حزيران، أعدم عشرة آخرون في سجن أبو غريب، وكانوا من المشتبه في معارضتهم للحكومة، ومن بينهم جبار صادق علي، وعبد السلام هادي جواد، وكلاهما من البصرة. ويبدو أن السلطات لم تُعد جثث هؤلاء إلى أسرهم بل دفنتها في أحد مدافن بغداد. وورد أيضاً أن عدداً من أفراد القوات المسلحة قد أُعدموا رمياً بالرصاص في بغداد، والموصل، وغيرهما من المدن في مارس/آذار، وكان من بينهم عبد الحق إسماعيل وعبد الحسين جاسم.
    وواصلت الحكومة تنفيذ سياسة "التعريب"، وهى طرد الأسر الكردية والتركمانية والآثورية قسراً من ديارها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في كركوك، وخانقين، وسنجار، وغيرها، وإبدالها بأسر عربية تأتي بها من جنوب العراق. وكانت الغالبية العظمى للمطرودين من الأكراد الذين نُقلوا إلى المناطق الخاضعة للسلطة الكردية في المحافظات الشمالية، كما نُفى عدد أقل منهم إلى جنوب العراق.
وفي سبتمبر/أيلول أجرت، منظمة هيومن رايتس ووتش مقابلات شخصية مع أفراد العشرات من الأسر الكردية والتركمانية المطرودة، وفي بعض الحالات كان ذلك في غضون أيام معدودة من الطرد، فقالوا إن المسؤولين أرغموهم على ترك منازلهم، وألا يصطحبوا معهم إلا أقل القليل من المنقولات، وإن جميع وثائقهم الشخصية قد سُحبت منهم، باستثناء بطاقات الهوية. وكان من الأسباب المباشرة للطرد، في معظم الحالات، رفضهم توقيع ما يسمى باستمارات "تصحيح الجنسية"، وهى التي قررتها الحكومة عام 1997 لإرغام غير العرب على تغيير صفتهم القومية وتسجيل أنفسهم بصفتهم عرباً؛ وأما الأسباب الأخرى فكان من بينها رفضهم الانضمام إلى حزب البعث أو رفض أفراد الأسرة من الذكور القيام بالتدريب العسكري للانخراط في "جيش القدس"، أو - في حالة الأحداث ما بين سن الثانية عشرة والسابعة عشرة من العمر - الانتظام في سلك منظمة "أشبال صدّام". وقال الكثيرون إن الحكومة واصلت حظر استخدام أسماء غير عربية عند تسجيل المواليد؛ بل مارست ضغوطاً على غير العرب في بعض الأحيان لحملهم على استخدام أسماء عربية عند التزاوج. وتردد في أبريل/نيسان أن السلطات تقدم حوافز إضافية - مثل قطع الأرض - إلى العرب الذين أُعيد توطينهم في كركوك، والذين أتوا برفات الموتى من أقربائهم لإعادة الدفن في مقابر المدينة. وفي أبريل/نيسان، قال المسؤولون الحكوميون للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بالعراق (انظر أدناه) إن تسجيل أبناء الأقليات العرقية بصفتهم عرباً هو أمر "اختياري وليس إجبارياً"، وإن مصادرة أراضي الأسر المطرودة كان بسبب "أغراض زراعية".

وفي يناير/كانون الثاني، أُعيد إلى العراق 507 من الأسرى العراقيين من إيران تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكانوا قد أُسروا في الحرب العراقية الإيرانية من 1980-1988، إلى جانب 188 من رجال الجيش المحتجزين في إيران منذ عام 1991. كما ساعد الصليب الأحمر أيضاً في إعادة بعض الأفراد في حالاتٍ خاصة، فأُعيد إلى الكويت أحد المدنيين الكويتيين من العراق يوم 30 مارس/آذار، وأعيد ستة مدنيين عراقيين إلى العراق من المملكة العربية السعودية يوم 7 أبريل/نيسان، وأعيد عراقيان إلى وطنهم من الكويت يوم 8 يوليو/تموز، وكان الأخيران قد احتجزا في السجن المركزي بالكويت " لأسباب لا تتعلق بحرب الخليج عام 1991". واستمرت الحكومة العراقية في قصر زيارات الصليب الأحمر للسجون على قسم الأجانب في سجن أبو غريب في بغداد، حيث يبلغ عدد النزلاء الكلي 775 نزيلاً، وفقاً للمعلومات التي أدلى بها الصليب الأحمر في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2001، قال تون ميات، المنسق الإنساني للأمم المتحدة المعنى بالعراق، في مؤتمر صحفي، إن برنامج "النفط مقابل الغذاء" قد "بدأت تظهر عليه بوادر النضج" إذ اتسع نطاقه فتجاوز الأهداف الأصلية وهى توفير الأغذية والأدوية للسكان العراقيين إلى معالجة بعض القطاعات الأخرى مثل الكهرباء والماء، والمرافق الصحية، والإسكان، والتعليم، والزراعة، والتغذية. وقال إن " معيشة سكان البلد - في المتوسط - قد تحسنت قطعاً" وإن كان إحراز التقدم في توفير المياه العذبة، والمرافق الصحية، والطاقة الكهربائية لا يزال من الأولويات. وأكد ميات وجود بعض المشكلات الرئيسية مثل إرجاء البت في الكثير من عقود استيراد السلع في مختلف القطاعات، واستمرار صعوبات استخراج تأشيرات الدخول وتصاريح العمل للعاملين بالبرنامج. وجاء في التقرير الذي أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني "إن مستوى سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، وإن كان لا يزال مرتفعاً نسبياً، لم يعد يرتفع بل بدأ ينخفض" في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وجاء في التقرير أن سوء التغذية الحاد قد انخفض من 11 في المائة عام 1996 إلى 5.4 في المائة في 2002، وانخفضت نسبة سوء التغذية المزمن من 32 في المائة إلى 24 في المائة في الفترة نفسها؛ وعزا "ميات" استمرار الصعوبات في هذا المجال إلى نقص المياه النظيفة، وسوء أحوال المرافق الصحية، لا إلى النقص في الغذاء والدواء، مضيفاً أن "إصلاح البنية الأساسية لا يزال في حاجة إلى مزيد من الجهود ". وفي 25 سبتمبر/أيلول، قدم بينون سيفان المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لبرنامج العراق، تقريراً إلى مجلس الأمن عن تنفيذ برنامج "النفط مقابل الغذاء" جاء فيه أن تعليق البت في عقود استيراد السلع قد بلغ ذروته بحلول منتصف يوليو/تموز، إذ بلغت قيمة العقود المعطّلة 5.43 مليار دولار، ثم انخفض بحلول منتصف سبتمبر/أيلول إلى 3.74 مليار دولار، في أعقاب الإجراءات التي بدأ العمل بها في مايو/أيار.
وواصلت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى إعرابها عن القلق إزاء الأوضاع الإنسانية في العراق؛ ففي 7 أكتوبر/تشرين الأول، قال صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف) إن تدهور الخدمات العامة الأساسية، وتلوث البيئة، وإمكان الحصول على المياه المأمونة لا تزال من المجالات التي تبعث على القلق، وإن الحالة الإنسانية في العراق لا تزال متردّية رغم التحسينات التي أُدخلت على برنامج "النفط مقابل الغذاء". وقالـت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقريرها السنوي الصادر في يونيو/حزيران إن الآثار التي خلّفتها العقوبات الاقتصادية على البنية الأساسية وعلى المرافق العامة "لا تزال تحـدث أخطارها البالغة بالصحة العامة وحالة التغذية عند السكان. وكانت النتيجة ارتفاع معدل وفيات الرضع والأطفال، وما ورد من زيادة وفيات الأمهات وتدهور متوسط العمر المتوقع".
 
العراق وكردستان العراق
  • البيان الصحفي
  • نظرة على الشرق الأوسط
  • الجزائر
  • مصر
  • إيران
  • العراق وكردستان العراق
  • إسرائيل والسلطة الفلسطينية
  • سوريا
  • السعودية
  • تونس
  • 2002
    2001
    2000
    1999
    التقارير السنوية السابقة >> الجزء السابق  Arabic Home الجزء التالي