منزل عليه علامة "X" حمراء قبل تدميره، في قره تبه، مايو/أيار 2016.

الاستهداف بالعلامة "X"

تدمير القوات الكردية العراقية لقرى وبيوت أثناء النزاع مع داعش

منزل عليه علامة "X" حمراء قبل تدميره، في قره تبه، مايو/أيار 2016.   © 2016 بلقيس ويللي/هيومن رايتس ووتش

 

ملخص

منذ مطلع 2014 – عندما بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف (المعروف أيضا بـ "داعش") – في شن هجمات على العراق، أدى القتال إلى تشريد أكثر من 3 ملايين عراقي من ديارهم. من بينهم 1.5 مليون من السنة العرب يعيشون الآن في إقليم كردستان العراق المتكون من محافظات دهوك وأغلب مناطق إربيل والسليمانية، وأجزاء صغيرة من نينوى وديالى. تعتبر حكومة إقليم كردستان تقبلها لتوافد العرب السنة المشردين لديها كبادرة على "قبول استضافة أي فرد أو مجتمع متضرر من الحرب، بغض النظر عن العرق أو الدين".

العديد من العراقيين النازحين المقيمين حاليا في إقليم كردستان هم من خارج الأراضي الخاضعة لحكومة إقليم كردستان، من نينوى وكركوك، حيث قاتلت قوات حكومة إقليم كردستان العسكرية – المعروفة بمسمى "البشمركة" – داعش لاستعادة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي. سيطرت البشمركة على بلدة سنجار في أواسط نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وممر يقع جنوب غرب مدينة كركوك في أكتوبر/تشرين الأول 2015. هذه كلها مناطق تُعرف بأنها متنازع عليها: المناطق خارج إقليم كردستان التي يزعم مسؤولو حكومة إقليم كردستان أنها يجب أن تكون ضمن أراضي الإقليم. ومن قبل وصول داعش كانت تلك الأراضي تخضع إلى حد بعيد لسيطرة حكومة إقليم كردستان من حيث الممارسة.

في مارس/آذار 2016 بدأت قوات حكومة إقليم كردستان، بالتعاون مع قوات حشدتها الحكومة العراقية في بغداد، في عمليات عسكرية هدفها دحر داعش من الموصل، ثاني أكبر مدن العراق. كانت عملية استعادة الموصل – معقل داعش الكبير الأخير المتبقي في العراق – قد أدت بالفعل إلى تدفق عشرات آلاف النازحين داخليا إلى مناطق تخضع لسيطرة حكومة إقليم كردستان.

هذا التقرير يتناول سلوك قوات أمن حكومة إقليم كردستان في المناطق التي هزم فيها داعش، وهي جميعا من المناطق التي يُدعى أنها متنازع عليها. توصل التقرير إلى نسق من عمليات الهدم غير القانونية على ما يبدو لبنايات ومنازل، وفي بعض الحالات هدم لقرى كاملة، بين أغسطس/آب 2014 ومايو/أيار 2016، في 17 قرية وبلدة في كركوك، و4 أخرى في محافظة نينوى.

وثق باحثو هيومن رايتس ووتش حالات هدم عديدة لبنايات ومنازل باستخدام النار ومعدات ثقيلة ومتفجرات إبان تقهقر قوات داعش وخضوع القرى لسيطرة البشمركة. استندت البحوث إلى مقابلات مع أكثر من 120 شاهد عيان و3 من مسؤولي البشمركة و7 مدنيين أكراد قالوا إنهم شاركوا في أعمال الهدم، وزيارات باحثي هيومن رايتس ووتش إلى 13 قرية وبلدة من بين المذكورة، وتحليل لصور القمر الصناعي الخاصة بـ 20 موقعا شهد تدميرا.

 

عمود دخان ناجم عن هدم المنازل في 7 سبتمبر/أيلول 2014. برزان، محافظة نينوى. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView

في 62 قرية أخرى لم يتمكن الباحثون من زيارتها، توفر صور القمر الصناعي أدلة على التدمير بعد أن استعادت قوات الأمن الكردية السيطرة على تلك القرى، لكن غياب شهادات الشهود يعني انتفاء القدرة على الوصول لنتائج مؤكدة حول أسباب الهدم والأطراف المسؤولة عنه في تلك القرى.

في 4 أبريل/نيسان 2016، بعد رسالة بعثت بها هيومن رايتس ووتش في 7 مارس/آذار تلخص فيها نتائج البحث وتقرير سابق صدر عن "العفو الدولية" حول انتهاكات مزعومة لحكومة إقليم كردستان، شكّلت حكومة إقليم كردستان لجنة للتحقيق في مزاعم التدمير غير القانوني للممتلكات وتقييد تنقلات النازحين داخليا في الأراضي الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان. طبقا لمسؤولي حكوميين، فإن اللجنة المشكلة من مسؤولين من الرئاسة، ومن وزارتي الداخلية والبشمركة، وكذلك إدارة "الأسايش"، قد نفذت بعثات تقصي حقائق. أرسلت حكومة إقليم كردستان في 30 يونيو/حزيران 2016 إلى "هيومن رايتس ووتش" تقارير من التحقيقات الخاصة بمحافظات نينوى وإربيل وكركوك (وكذلك ديالى، التي لم تناقشها هيومن رايتس ووتش في هذا التقرير). تتصدى تقارير حكومة إقليم كردستان هذه لبعض – وليس كل – المزاعم المذكورة في تقرير هيومن رايتس ووتش، وقد تم تضمين ردود حكومة إقليم كردستان في هذا التقرير.

 

ذكرت سلطات حكومة إقليم كردستان – فيما يخص هدم البنايات – أن قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمواقع داعش، فضلا عن قذائف الهاون والمدفعية، قد أدى إلى الكثير من الدمار. كما ذكرت – وقال قادة من البشمركة لـ هيومن رايتس ووتش – أن البشمركة فجّروا أجهزة متفجرة بدائية الصُنع للتخلص منها، ما تسبب في مزيد من الدمار.

مزاعم حكومة إقليم كردستان الخاصة بالحاجة لتدمير منازل من أجل تفكيك أجهزة متفجرة بدائية الصنع في القرى التي تم انتزاعها من داعش، هي مزاعم لا تتمتع بمصداقية. على سبيل المثال، في قرى محافظة نينوى التي زارها باحثو هيومن رايتس ووتش، يبدو أن حكومة إقليم كردستان لم تدمر سوى منازل العرب وتركت منازل الأكراد قائمة. رصد الباحثون أعمال هدم بنايات لعرب في البردية، وإلى جوارها بنايات كردية لم تُمس، ورصدوا كيف ظل الجزء الكردي من قرية حمد أغا قائما إلى جوار الجزء العربي المتهدم، وإلى جوار قرية شيخان توجد قرية عربية مهدمة.

 

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from May 20,2015

Satellite imagery of Nahrawan. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

كما أن قوات الأمن التابعة لحكومة إقليم كردستان بمحافظة كركوك هدمت بنايات في قره تبه وإدريس الهندية القديمة وهي مناطق لم يسيطر عليها داعش، ومن ثم فمن غير المرجح أن تكون قد تعرضت لتدمير أثناء المعارك. وبخصوص قوشقاية – وهي قرية أخرى لم يسيطر عليها داعش مطلقا – قال مسؤولو البشمركة في رد بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول 2016 إنهم لم يتمكنوا من منع "قطاع من السكان المحليين" من تدمير منازل في الحي العربي، يُزعم أن ملاكها قد انضموا إلى داعش. في إدريس خزعل وإدريس خباز، استخدمت قوات الأمن الكردية الجرافات لتدمير منازل، وهي ليست طريقة آمنة للتخلص من المتفجرات التي ربما زرعها داعش. كما تُظهر صور القمر الصناعي حرائق في عدد من القرى في نينوى، ولا تُعد بدورها وسيلة فعالة لتطهير الأراضي من الألغام.

كما أن حكومة إقليم كردستان لم تُظهر أية ضرورة عسكرية مُلحة لإزالة المتفجرات البدائية عن طريق تفجيرها وهدم البنايات المزروعة فيها. قال قادة للبشمركة إنهم ليست لديهم خبرة في نزع المتفجرات والألغام، وأن المتفجرات البدائية أدت إلى العديد من الخسائر البشرية. إذا كان هذا ما حدث، كان الخيار الأسلم إذن هو إخلاء القرى الملوثة بالمتفجرات ثم تفكيكها فيما بعد، وليس تفجير المتفجرات عن بُعد، والذي فضلا عن تسببه في هدم بنايات، فهو يؤدي إلى تفرق متفجرات أخرى، ما يجعل المنطقة عموما غير آمنة ويعقد من جهود تطهير الأراضي من مخلفات الحرب المتفجرة.

 

آبار نفط تحترق، ظاهرة للعيان من قرية قره تبه، في 20 مايو/أيار 2016. © 2016 هيومن رايتس ووتش

هناك مسألة مقلقة أخرى هي ما يبدو أنها خطة حكومة إقليم كردستان بعدم السماح للعرب بالعودة إلى قراهم. قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود برزاني لـ هيومن رايتس ووتش في يوليو/تموز 2016 إن حكومة إقليم كردستان لن تسمح للعرب السنة بالعودة إلى القرى التي "عُرّبت" من قبل الرئيس السابق صدام حسين. قال إنها – في رأيه – أراضٍ كردية. هذه المطالبات بالأرض تعطي مصداقية لاعتقاد الكثير من العرب بأن قوات أمن حكومة إقليم كردستان قد نفذت أعمال الهدم بهدف منع العرب من العودة إلى القرى أو دفعهم للعدول عن العودة.

من قوانين الحرب الأساسية مبدأ "التمييز"، الذي يعني ضرورة تمييز أطراف النزاع في كل الأوقات بين الأهداف العسكرية والأعيان المدنية. لا يمكن استهداف الأعيان المدنية بالهجمات إلا في حال استخدامها لأغراض عسكرية. على أطراف النزاع المسلح واجب تجنيب السكان المدنيين والأعيان المدنية آثار أعمال القتال وتقليص الضرر اللاحق بالأعيان المدنية. تحظر قوانين الحرب تدمير أو مصادرة الممتلكات ما لم تكن هناك ضرورة عسكرية حتمية. كما تحظر قوانين الحرب الهجمات العشوائية على المدنيين والأعيان المدنية، ومنها الهجمات التي تُعامل منطقة كاملة – كقرية مثلا – بصفتها هدفا عسكريا.

بناء على شهادات شهود وصور القمر الصناعي توصلت هيومن رايتس ووتش إلى أن قوات حكومة إقليم كردستان – والبشمركة على الأخص – هدمت بنايات في 21 قرية وبلدة على الأقل، بعد استعادتها من داعش، في خرق بيّن لقوانين الحرب. يظهر من مجال وتوقيت الكثير من أعمال الهدم في الحالات التي يستعرضها التقرير أنه لا يمكن تفسير الأمر بصفته محاولة لتفكيك الأجهزة المتفجرة البدائية التي زرعها داعش أو جراء غارات جوية للتحالف وأعمال قصف مدفعي وأعمال أخرى أثناء سير المعارك.

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى نحو 15 شخصا من سكان قره تبه قالوا إنهم شاهدوا في قريتهم – على مسافة 14 كيلومترا غربيّ مدينة كركوك – قوات مشتركة مشكلة من البشمركة والأسايش وشرطة كركوك في 5 مايو/أيار 2016 تدمر 26 منزلا في القرية. قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إن أغلب المنازل ملك لسكان قالوا إنهم انضموا إلى داعش في أواسط 2014. في ردّ مسؤولي حكومة إقليم كردستان بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول 2016 قالوا إن بعض منازل قره تبه قد هُدمت بسبب الأجهزة المتفجرة البدائية التي لم تتمكن قوات الأمن من تفكيكها. حدث التدمير بعد يوم من تفجير مخرّبين لآبار نفط قريبة، وقال مسؤولو الأمن إن الفاعلين هم أشخاص من قره تبه. تدمير هذه القرى لا يستجيب لاختبار الضرورة العسكرية القصوى.

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from August 12,2016

Satellite imagery of 'Atshana. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

قال نحو 15 شخصا من سكان قرى إدريس خزعل وإدريس خباز وإدريس الهندية القديمة، 20 كيلومترا غربيّ مدينة كركوك، إنهم رأوا عناصر البشمركة والأسايش ومدنيين أكراد مسلحين يعملون تحت إشراف البشمركة، ينهبون ثم يحرقون ويهدمون عشرات المنازل بالجرافات، خلال الأيام الأولى من شهر فبراير/شباط 2015. قال من أجريت معهم مقابلات إنهم لم يروا عناصر داعش يزرعون أجهزة متفجرة بدائية أثناء احتلال داعش القصير – لنحو 36 ساعة – لإدريس خزعل وإدريس خباز، وأن داعش لم تسيطر على إدريس الهندية القديمة مطلقا أثناء عمليته في المنطقة في 30 يناير/كانون الثاني 2015. تُظهر صور القمر الصناعي على مدار الأسبوع التالي أغلب أعمال الهدم في القرى الثلاث، وتبين وقوعها بحسب الصور نحو 5 فبراير/شباط، بعد استعادة البشمركة السيطرة على المنطقة.

في رد حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش في مارس/آذار 2016 كتبت أن في قرى إدريس الثلاث "لم تتمكن داعش من زرع أجهزة متفجرة بداية في تلك المنطقة بما أن قوات البشمركة شنت على الفور هجوما مضادا لتحرير هذه المناطق". لكن في ردّ يونيو/حزيران 2016، ذكرت حكومة إقليم كردستان أن "نطاق الدمار الكبير [في إدريس الهندية القديمة] كان سببه الدولة الإسلامية التي زرعت أجهزة متفجرة مرتجلة وتبادلت إطلاق النار مع قوات البشمركة". بالنسبة لـ إدريس خزعل، ورد في ردّ حكومة إقليم كردستان في يونيو/حزيران إن غارات التحالف والأجهزة المتفجرة المرتجلة "انفجرت حتما أثناء عملية التطهير" ما أدى إلى تدمير 3 أرباع العقارات الـ 84 التي تهدمت. وبالنسبة إلى إدريس خباز كانت أسباب التدمير "مماثلة لأسباب الدمار في إدريس خزعل".

في قرية المُرّة – وهي قرية دُمرت بالكامل – قال 3 من السكان إن قوات البشمركة أجبرتهم في أواخر فبراير/شباط أو مطلع مارس/آذار 2015 على مغادرة القرية بدعوى اقتراب المعركة مع داعش. في يوليو/تموز 2015 بعد أن عادوا وبعد هزيمة داعش في القرية، شاهدوا البشمركة يهدمون البيوت.

ورد في ردّ حكومة إقليم كردستان في سبتمبر/أيلول 2016 إن المرة وقرية الشاهد القريبة منها كانتا على مسافة نحو 3 كيلومترات من جبهة البشمركة "ولا تعد منطقة خاضعة لسلطة قوات البشمركة". في مراسلة منفصلة في سبتمبر/أيلول 2016 قال مسؤولو حكومة إقليم كردستان إن تهدم البيوت في القريتين كان "متصلا بشكل مباشر بحقيقة أن هذه الممتلكات تخص أفرادا انضموا إلى إرهابيي الدولة الإسلامية وهذه البيوت كان الإرهابيون يستخدمونها بهدف تعزيز تواجدهم في هذه القرى".

قال السكان لـ هيومن رايتس ووتش إن قرية المرة خضعت لسيطرة البشمركة منذ مارس/آذار 2015 وإن بعض البيوت كانت قد تضررت لكن لم يُهدم أي منها. تُظهر صور القمر الصناعي أن التدمير الكامل للمرة وقع بين 20 مايو/أيار و12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وتتفق آثار التدمير مع استخدام متفجرات ومعدات ثقيلة. من واقع شهادات السكان يبدو أن أعمال الهدم وقعت بعد معركة صغيرة على قرية المرة دامت ساعات قليلة في مطلع يوليو/تموز 2015، استعادت البشمركة بموجبها السيطرة.

قال نحو 15 شاهدا في محافظة نينوى إن قوات البشمركة والأسايش وبعض السكان قد هدموا بيوتا في شيخان وحمد أغا وبردية وبرزان، وهي جميعا قرى في ناحية زمار. استعادت البشمركة السيطرة على هذه المناطق من داعش في أواخر أغسطس/آب 2014.

قال لـ هيومن رايتس ووتش 5 مزارعين أكراد من قرية كاني أزير (أويس)، على مسافة كيلومترين غربيّ شيخان، إن داعش دمر بعض البنايات في شيخان أثناء تواجده هناك طيلة 3 أسابيع في أغسطس/آب 2014. لكنهم أضافوا أنهم هم أنفسهم – بالإضافة إلى مزارعين أكراد آخرين وقوات البشمركة – قد شاركوا في إحراق وهدم منازل القرية بعد استعادة السيطرة عليها. قال رجل شرطة كردي من قرية حمد أغا القريبة لـ هيومن رايتس ووتش إنه انضم إلى البشمركة ومدنيين أكراد وأيزيديين في هدم شيخان. زارت هيومن رايتس ووتش شيخان في 3 أغسطس/آب 2015 ووجدتها تكاد تخلو من أية بناية قائمة، باستثناء مسجد أخضر اللون، ظل سليما.

زار باحثو هيومن رايتس ووتش حمد أغا، وبها حي كردي وحي عربي، في 3 أغسطس/آب 2015، ووجدوا الحي الكردي وحده سليما. قال رجل الشرطة الكردي في القرية لـ هيومن رايتس ووتش إنه شارك قوات البشمركة في هدم الحي العربي في حمد أغا.

قال صاحب متجر كردي في قرية البردية – 7 كيلومترات جنوب شرقيّ عويس – لـ هيومن رايتس ووتش إنه ذهب كمتطوع ومعه مدنيون وعناصر من البشمركة والأسايش، ودمروا بيوتا لأهل القرية العرب "لأنهم دواعش". قابلت هيومن رايتس ووتش مجموعة من 15 شخصا نازحا من قرية قريبة على تخوم قرية البردية. قال بعضهم لـ هيومن رايتس ووتش إنهم رأوا البشمركة والمدنيين الأكراد يدمرون منازل في البردية. وافقهم الآخرون. قالوا إن المدنيين الأكراد أخبروهم بأنهم كان لهم بيوت في البردية قبل انتقال العرب إليها ضمن حملة التعريب التي نظمها الرئيس السابق للعراق صدام حسين.

تُظهر صور القمر الصناعي شيخان وحمد أغا وأجزاء من البردية وبرزان وقد تم تسويتها بالأرض، ما يشير إلى أن الدمار وقع بعد أواخر أغسطس/آب أو في مطلع سبتمبر/أيلول 2014، بعد سيطرة البشمركة على المنطقة وإخراج داعش منها. استمر الهدم والتدمير من سبتمبر/أيلول حتى عام 2015.

ذكرت حكومة إقليم كردستان في ردها على هيومن رايتس ووتش إن 85 عقارا في شيخان و120 منزلا في الجزء العربي من حمد أغا قد دُمرت في تبادل إطلاق نيران المدفعية والهاون، بالإضافة إلى 523 بيتا في برزان "ومنها البيوت التي تضررت من متفجرات داعش البدائية". قالت حكومة إقليم كردستان إن "جماعات غفيرة من الإيزيديين" أحرقت البيوت هناك، رغم جهود البشمركة لمنعهم، انتقاما من أشخاص في برزان يُزعم أنهم شاركوا في ارتكاب فظائع بحق الإيزيديين. قالت حكومة إقليم كردستان إن السبب في استهداف برزان تحديدا كان أنها "كانت قاعدة داعمة لداعش بمنطقة سنجار، وأيضا بؤرة تجنيد لمقاتلي داعش وقادتها".

تُظهر صور القمر الصناعي أن أكثر من نصف الدمار اللاحق بـ شيخان وقع بين نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ومارس/آذار 2015، مع تدمير 30 بناية إضافية بعد ذلك، وربع الدمار على الأقل في برزان وقع بعد 5 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد سيطرة البشمركة بكثير على القريتين. تشير مصادر عمومية إلى أنه لم تقع هجمات من داعش على شيخان أو برزان بعد أواخر أغسطس/آب 2014.

كون أحياء الأكراد في كل من البردية وعويس وشيخان وحمد أغا لم تُمس مع تدمير المناطق العربية القريبة منها، فهذا يقوض زعم حكومة إقليم كردستان بأن داعش أو ما ترك وراءه من ألغام ومفخخات هو المسؤول عن الدمار واسع النطاق بهذه المواقع. بالمثل، كون أغلب الدمار المشهود في صور القمر الصناعي وقع بعد سيطرة البشمركة على هذه القرى، فهذا يقوض الزعم بأن الغارات الجوية أو القصف المدفعي هو السبب الرئيسي للدمار (إضافة إلى أن تحليل صور القمر الصناعي يشير إلى استخدام النار والمعدات الثقيلة ومتفجرات شديدة الانفجار). كما أنه وبناء على المعلومات التي قدمتها حكومة إقليم كردستان إلى الآن، فليس من الممكن استنتاج أن تدمير البيوت المفخخة بالمتفجرات قد وقع بسبب الضرورة العسكرية الحتمية.

في القرار رقم 3 بتاريخ 17 مارس/آذار 2016، المرفق بهذا التقرير، أمر رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني، فيما يخص "جميع المواقف المحتملة... بحماية البلدات والقرى المحررة على يد قوات البشمركة". بدأت بعثة تقصي حقائق حكومة إقليم كردستان في أبريل/نيسان 2016، وانعكست في رد حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش بتاريخ 30 يونيو/حزيران، ويبدو أن هذا التقصي كان أول تحقيق ميداني تجريه حكومة الإقليم في انتهاكات محتملة لقوانين الحرب ربما ارتكبتها القوات الكردية. لكن لا تعرف هيومن رايتس ووتش بأية تحقيقات جنائية أو ملاحقات قضائية بدأت بها سلطات حكومة إقليم كردستان فيما يخص الانتهاكات المزعومة، ومنها التدمير غير القانوني لأعيان مدنية.

تقوم حكومات عدة دول في التحالف الدولي ضد داعش – ومنها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا وروسيا وإيران ودول وسط وجنوب أوروبا – بدعم حكومة إقليم كردستان بالعتاد العسكري والتدريب. نفذت بعض هذه الدول عمليات عسكرية مشتركة مع قوات حكومة إقليم كردستان. لم يتحدث علنا أي مسؤول من هذه الدول عن حاجة حكومة إقليم كردستان إلى إنهاء أعمال الهدم غير القانوني الذي يخالف قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مع محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. للولايات المتحدة قوات خاصة تقدم المشورة للبشمركة على جبهات القتال، وقد دربت أكثر من 1000 عنصر من البشمركة. في أبريل/نيسان 2016 قال وزير الدفاع أشتون كارتر إن الولايات المتحدة ستقدم 415 مليون دولار مساعدات مالية لوحدات مختارة من البشمركة. منذ فبراير/شباط 2015 تدير ألمانيا مركز تدريب دولي لقوات البشمركة في إربيل. بعد تقارير وردت في يناير/كانون الثاني 2016 بأن البنادق الآلية التي قدمتها ألمانيا للبشمركة قد ظهرت في السوق السوداء، وتقرير في الشهر نفسه أصدرته "العفو الدولية" يوثق مسؤولية قوات كردية عن تدمير منازل وتقييد تنقلات العرب السنة، قالت حكومة إقليم كردستان للحكومة الألمانية إنها ستحقق في هذه الادعاءات.

سؤال ماذا سيحدث إذا نجح التحالف بقيادة الولايات المتحدة والحكومة العراقية وقوات حكومة إقليم كردستان في حملة طرد داعش من الموصل، هو سؤال هام ومُلح. فانتهاكات قوات أمن حكومة إقليم كردستان للقانون الدولي الذي يحظر تدمير الممتلكات بشكل غير قانوني هي وصفة جاهزة لاستمرار حالة التناحر والنزاع حتى بعد دحر داعش وانسحابه من كل الأراضي العراقية.

قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني إن لديه خططا لعقد استفتاء لاستقلال الأكراد عن العراق في عام 2016، ولا يخفي المسؤولون الأكراد أنهم يعتبرون أغلب المنطقة التي تم استعادتها من داعش وتقع خارج أراضي الإقليم هي أراضٍ كردية تاريخيا يجب أن تكون جزءا من الإقليم أو من الدولة الكردية المستقلة في نهاية المطاف. هذه الأهداف السياسية لا تبرر الهدم المخالف للقانون للبيوت، ولا تبرر منع الأفراد من العودة إلى بيوتهم.

تدعو هيومن رايتس ووتش حكومة إقليم كردستان إلى التحقيق في ادعاءات انتهاكات قوانين الحرب التي يستعرضها التقرير تفصيلا وأن تحاسب المنتهكين. ربما تكون بعثات تقصي حقائق حكومة إقليم كردستان هي الخطوة الأولى نحو المحاسبة، لكن هناك عدة وقائع ومزاعم لم يتم التصدي لها بعد أو معالجتها، وهناك وقائع أخرى لا تماثل فيها نتائج حكومة إقليم كردستان ما توصلت إليه هيومن رايتس ووتش من نتائج.

كما تدعو هيومن رايتس ووتش كل من الولايات المتحدة وألمانيا والدول الأخرى التي تقدم مساعدات عسكرية لحكومة إقليم كردستان للتحقيق فورا في هذه الادعاءات، وأن تحقق في دور مساعداتها العسكرية في وقوع الانتهاكات المزعومة. على "مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة" أن يوسع مجال ولاية التحقيق الخاصة بمكتب "المفوض السامي لحقوق الإنسان" بشأن انتهاكات داعش، بحيث يضم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مختلف الأطراف، ومنها قوات أمن كردستان. كما يتعين على المجلس تعيين مقرر خاص بالعراق لمراقبة وتقديم التقارير عن حالة حقوق الإنسان هناك، وليوصي بتدابير لضمان المحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان وقوانين الحرب.

التوصيات

إلى حكومة إقليم كردستان

  • · يجب التحقيق في انتهاكات قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان المذكورة في هذا التقرير، لا سيما هدم البنايات والمنازل.
  • فرض تدابير تأديبية بحق قوات الأمن الكردية – ومنها البشمركة والأسايش وقوات مكافحة الإرهاب – المتورطة في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، والسماح للقضاء العسكري أو المدني – حسب الاقتضاء – بفتح تحقيقات مستقلة. وفي حال ظهور أدلة، يجب ملاحقة هذه القوات قضائيا ومنها أي مسؤول عن انتهاكات قوانين الحرب من منطلق مسؤولية القيادة.
  • ملاحقة المدنيين الأكراد الضالعين في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
  • اتخاذ كل الخطوات الممكنة لإنهاء التدمير غير القانوني للأعيان المدنية وإلحاق الأضرار بها، من قبل قوات حكومة إقليم كردستان، في غياب الضرورة العسكرية الحتمية، بما يشمل الهجمات على الممتلكات التي تعامل قرى بأكملها دون تمييز بصفتها أهدافا عسكرية.
  • توفير التعويض المُنصف والسكن البديل لمن دمرت بيوتهم قوات أمن حكومة إقليم كردستان بشكل غير قانوني.

إلى الولايات المتحدة وألمانيا والدول الأخرى الداعمة لقوات حكومة إقليم كردستان

  • يجب التحقيق فيما إذا كانت المساعدات العسكرية الأجنبية – ومنها الأسلحة والذخائر المُقدمة والتدريب العسكري – قد أسهمت في انتهاكات قوانين الحرب التي يوثقها التقرير. يجب إنهاء المساعدات العسكرية المقدمة للوحدات المشاركة في هذه الانتهاكات والكشف علنا عن أي تجميد أو إنهاء للمساعدات العسكرية، بما يشمل أسباب اتخاذ هذه الإجراءات.
  • تعريف سلطات حكومة إقليم كردستان بالحاجة لفتح تحقيقات ذات مصداقية في مزاعم انتهاكات قوانين الحرب الخطيرة، من أجل الاستمرار في نقل الأسلحة وفي التدريب العسكري.
  • دعوة حكومة إقليم كردستان إلى الإبلاغ علنا – في موعد غايته 30 يونيو/حزيران 2017 – عن التقدم المُحرز إزاء تحقيق المحاسبة على انتهاكات قوانين الحرب.
  • ضمان أن تدريب قوات الأمن الكردية يشمل تعليمات واضحة حول مبادئ قوانين الحرب وكيفية تطبيقها، لا سيما ما يخص هدم المنازل.
  • مراجعة جميع الوحدات والهيئات التابعة لقوات أمن حكومة إقليم كردستان التي تتلقى مساعدات عسكرية وأمنية فيما يخص انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات قوانين الحرب.
  • إجراء زيارات منتظمة ومشتركة لمواقع تدريب قوات الأمن من أجل تقييم فعالية التدريب، بما يشمل التدريب على حقوق الإنسان.
  • الإبلاغ علنا عن خرق الاتفاقات من قبل قوات أمن حكومة إقليم كردستان حول الاستخدام النهائي للتحويلات العسكرية.

إلى مؤسسات وهيئات الأمم المتحدة

  • على مجلس حقوق الإنسان أن يمدد ولاية التحقيق الخاصة بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان فيما يخص انتهاكات داعش بحيث تشمل الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها كل الأطراف في العراق، ومنها قوات الأمن الكردية.
  • على المجلس فرض ولاية لمقرر خاص يُعنى بالوضع في العراق، من أجل الرصد والنشر المنتظم للتقارير حول حالة حقوق الإنسان هناك، والتوصية بتدابير على مسار ضمان المحاسبة.
  • على منسق الأمم المتحدة الإنساني المعني بالعراق، و"صندوق تمويل الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي" إضافة السكن للأشخاص النازحين العائدين وضمان رد حقهم إليهم أو تعويضهم عما خسروه من ممتلكات.

منهجية التقرير

يستند هذا التقرير إلى مقابلات مع نحو 120 شخصا في محافظات نينوى ودهوك وإربيل والسليمانية وكركوك، على مدار 5 زيارات ميدانية للمناطق العراقية التي سيطرت عليها قوات الأمن الكردية بين سبتمبر/أيلول 2014 ومايو/أيار 2016. شملت المقابلات عراقيين عرب نزحوا جراء القتال ضد داعش في العراق. تحدث باحثو هيومن رايتس ووتش إلى جميع من أجريت معهم مقابلات تقريبا وجها لوجه وباللغة العربية. تم إجراء مقابلة واحدة بالكردية مصحوبة بترجمة. كما زار باحثو هيومن رايتس ووتش مواقع في محافظات نينوى وإربيل وكركوك حيث يُزعم قيام قوات كردية بتدمير بيوت. كذلك تحدثنا إلى مسؤولين من البشمركة وحكومة إقليم كردستان أثناء هذه الزيارات.

أخبرنا جميع من أجريت معهم المقابلات بالغرض من المقابلات وطبيعتها الطوعية، وكيف سنستخدم المعلومات، وحصلنا على موافقتهم جميعا وشرحنا لهم أنهم لن يحصلوا على أي تعويض من أي نوع مقابل مشاركتهم. وللحفاظ على سلامتهم الشخصية، حجبت هيومن رايتس ووتش أسماء وهوية من أجريت معهم المقابلات، إلا في حالة المسؤولين الرسميين ومن وافقوا على ذكر أسمائهم.

تعرب هيومن رايتس ووتش عن امتنانها لتعاون سلطات حكومة إقليم كردستان والمسؤولين الأمنيين أثناء الزيارات للمناطق الخاضعة لسيطرة قوات أمن حكومة إقليم كردستان، لا سيما مساعدة مسؤولي الأسايش في نينوى والبشمركة في كركوك. كما نذكر إعطاء الجنرال شيخ جعفر مصطفى من البشمركة من وقته وخبراته بسخاء في إجابته على أسئلتنا في قاعدته في السليمانية في ديسمبر/كانون الأول 2015.

أجرت هيومن رايتس ووتش تقييما للدمار اللاحق بمناطق في زمار وربيعة وأجزاء من ناحية الشمال في نينوى، ومناطق تقع إلى غرب وجنوب غرب مدينة كركوك، باستخدام سلسلة من صور القمر الصناعي عالية الجودة، في تسلسل زمني، تم تسجيلها في 35 تاريخا منفصلا في 143 بلدة وقرية بين يونيو/حزيران 2014 ومارس/آذار 2016. في كل الحالات تم تسجيل صورة القمر الصناعي قبل ثم أثناء ثم بعد التدمير.[1] استخدمنا صور القمر الصناعي للتعرف على مناطق التدمير، وفي التحليل الكمّي لمستويات ومعدلات التدمير، وفي تقييم وتأكيد شهادات الشهود، وفي تقدير معدل وانتشار وتوقيت الدمار اللاحق بالمباني. كما استخدمنا صور القمر الصناعي في تحديد وسائل التدمير المحتملة، وكذلك في التعرف على الضرر الذي تسببت فيه الغارات الجوية وأية أعمال قصف بالمدفعية والهاون وقعت أثناء المعارك بين داعش وقوات البشمركة، وفي تمييز هذه الأضرار عن أعمال الهدم التي نُفذت بعد المعارك.

في هذا التقرير تستخدم هيومن رايتس ووتش مصطلح البشمركة في الإشارة إلى القوات المسلحة التابعة لحكومة إقليم كردستان والأسايش في الإشارة إلى قوات الشرطة التابعة لحكومة إقليم كردستان. مصطلح "القوات الكردية" يُستخدم عندما يكون الشهود غير قادرين على تحديد أنواع القوات أو في إشارة إلى قوات مسلحة أخرى، مثل "وحدات حماية الشعب الكردية السورية"، والجماعات المسلحة الأيزيدية والمدنيين الأكراد المسلحين.

عرضت هيومن رايتس ووتش على حكومة إقليم كردستان نتائج البحث في يناير/كانون الثاني 2015 وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 وفي مارس/آذار 2016 وفي سبتمبر/أيلول 2016. ردت حكومة إقليم كردستان في كل مرة، بما يشمل تقريرا تفصيليا بتاريخ 26 مارس/آذار 2016، وتعريف بنتائج بعثاتها لتقصي الحقائق في 30 يونيو/حزيران 2016 (نشير بـ "رد حكومة إقليم كردستان" إلى رد 30 يونيو/حزيران، ما لم نذكر خلاف ذلك). في يوليو/تموز 2016 قابلت هيومن رايتس ووتش الرئيس بارزاني، ووزير الخارجية فلاح مصطفى، ووزير الداخلية والقائم بأعمال وزير البشمركة كريم سنجار، لمناقشة نتائج البحث. تم ذكر الأجزاء ذات الصلة من ردود حكومة إقليم كردستان في هذا التقرير. تحافظ هيومن رايتس ووتش على الحوار مع حكومة إقليم كردستان من أجل تقييم الحقائق المعروضة في هذا التقرير وأي تعويض أو انتصاف يسفر عنه. سبق أن نشرت هيومن رايتس ووتش بعض النتائج الخاصة بزيارات ميدانية في سبتمبر/أيلول 2014 في 25 فبراير/شباط 2015، ونتائج زيارة يناير/كانون الثاني 2016 في 5 أبريل/نيسان 2016.

I. خلفية

تمتع كردستان العراق باستقرار نسبي حتى وقت قريب، وشهد نموا اقتصاديا قويا في أعقاب الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وقد نال حكما ذاتيا سياسيا للمنطقة تم الاعتراف به في دستور العراق الصادر عام 2005.[2] لإقليم كردستان العراق برلمان إقليمي مقره العاصمة إربيل. الحدود الداخلية للإقليم هي الخط الأخضر المطابق للحدود كما رُسمت بين الحكومة العراقية والقوات الكردية في 1991، بما يشمل محافظة دهوك، وجزء كبير من محافظتي إربيل والسليمانية، وأجزاء صغيرة من محافظتي نينوى وديالى. منذ عام 2003 اتسعت دائرة النفوذ الكردية لتشمل سهل نينوى وسنجار بمحافظة نينوى، ومخمور بمحافظة إربيل، ومدينة كركوك بمحافظة كركوك، وطوز خورماتو في محافظة صلاح الدين، وخانقين وجلولاء في محافظة ديالى. هذه المناطق يقطنها العديد من الأكراد وأقليات عرقية ودينية أخرى مثل الإيزيديين والمسيحيين والشبك والكاكائيين، فضلا عن العراقيين العرب.

في الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران 2014 سيطرت قوات الدولة الإسلامية (المعروفة أيضا بمسمى داعش) على الموصل في نينوى وتقدمت إلى صلاح الدين وكركوك. أخفقت قوات الجيش العراقي الحكومية في المنطقة في المقاومة وتقهقرت سريعا، لكن البشمركة – القوات المسلحة لحكومة إقليم كردستان – تقدمت من الجبهة وأمنت المناطق المحيطة بمدينة كركوك ومناطق أخرى. في أغسطس/آب 2014 أخرج داعش قوات البشمركة من سنجار وسهل نينوى وحتى بحيرة الموصل. بعد صدّ القوات الكردية لهجوم من داعش على إربيل لم يدم طويلا، حافظت على خط للجبهة على امتداد نهر زاب الكبير وحتى قوير، ومخمور في محافظة إربيل، وحتى مدينة كركوك، على امتداد السلسلة الجبلية الممتدة من الشمال الغربي حتى الجنوب الشرقي.

بنهاية 2014 استعاد البشمركة أغلب مناطق سهل نينوى، وهي منطقة تمتد من جبل سنجار إلى شمال بحيرة الموصل. استعاد البشمركة سنجار في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ومضوا جنوبا وغربا من كركوك على امتداد عدة نقاط في عام 2015. في محافظة ديالى استعادت قوات البشمركة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2014 جلولاء من داعش، لتنهي تواجدها هناك الذي دام 3 أشهر.[3]

بحلول أواخر 2015 كانت القوات الكردية قد استعادت من داعش أغلب الأراضي التي وإن كانت رسميا خارج إقليم كردستان العراق، فقد كانت ضمن دائرة النفوذ الكردية منذ عام 2003 مع تواحد قوات البشمركة فيها. في 24 مارس/آذار 2014 بدأت وحدات الجيش العراقي التي انتقلت إلى مخمور بالتنسيق مع قوات البشمركة، في استعادة الموصل.

***

بعد عام 2003 قامت الإدارة التي قادتها الولايات المتحدة – "سلطة الائتلاف المؤقتة" – بتشكيل "هيئة دعاوى الملكية" التي كان عليها في موعد غايته 31 ديسمبر/كانون الأول 2007 تسوية منازعات الملكية الناتجة عن تعريب صدام حسين لمناطق في العراق والناتجة عن سياسات أخرى.[4] المادة 140 من دستور 2005 أعطت حكومة العراق ولاية:

من أجل رفع الظلم الذي سبّبته ممارسات النظام السابق والمتمثّلة في تغيير الوضع السكاني لمناطق معيّنة من ضمنها كركوك، من خلال ترحيل ونفي الأفراد من أماكن سكنهم، ومن خلال الهجرة القسرية من داخل المنطقة وخارجها، وتوطين الأفراد الغرباء عن المنطقة، وحرمان السكان من العمل، ومن خلال تصحيح القومية.[5]

تشمل هذه الممارسات حملة الأنفال التي أدت للإبادة الجماعية ضد أكراد العراق من 1987 إلى 1989، وقد أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص وسوت بالأرض مناطق تقع إلى جنوب وشرق مدينة كركوك.[6]

في عام 2006 استبدلت حكومة العراق هيئة دعاوى الملكية بـ "الهيئة العراقية لحل نزاعات الملكية العقارية"، التي احتفظت بولاية هيئة دعاوى الملكية مع إدخال بعض التغييرات. بحلول سبتمبر/أيلول 2007 فصلت الهيئة في نحو 37 ألف قضية من مجمل قضايا بلغ عددها 135 ألف قضية، لكن التغييرات في إجراءات الهيئة الجديدة اقتضت مراجعة نحو 9 آلاف من هذه القضايا، وكانت معدلات التنفيذ في القضايا الباقية ضعيفة، فيما يخص رد الحق والتعويض.[7] بحلول عام 2009 تبين إخفاق الآلية في توفير الانتصاف، وزادت التوترات كثيرا فيما يخص الملكية والتوزيع السكاني في كركوك وديالى ونينوى.[8] بحلول عام 2011 كان التزام كبار المسؤولين في بغداد بتنفيذ قرارات إعادة الأملاك قد ضعف كثيرا.[9] مع سيطرة داعش بالقوة على بعض المناطق المتنازع عليها في يونيو/حزيران 2014 وإرسال الأكراد القوات المسلحة لتأمين كركوك، كانت فرص رد انتهاكات الماضي بالسبل القانونية قد بهتت وانحسرت تماما. في ديسمبر/كانون الأول 2014 اتفقت بغداد وإربيل بشكل غير رسمي على التشارك في الأرباح في اتفاق يبدو أنه لم يعالج مسألة تسوية النزاع على الممتلكات عن طريق التحكيم أو آلية للتصدي لمطالبات تقرير المصير.[10]

***

منذ عام 2003 قام مسؤولون بالأحزاب الكردية الكبرى، "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (KDP) الذي يتبعه الرئيس برزاني و"الاتحاد الوطني الكردستاني" (PUK) الذي يتبعه جلال طالباني وهو رئيس سابق للعراق، بفتح مكاتب حزبية في عدة بلدات في منطقة النفوذ الكردية جنوبي إقليم كردستان العراق.

توصلت بحوث هيومن رايتس ووتش في محافظة نينوى عام 2009 إلى أن السلطات الكردية استعانت بـ "خطة ثنائية: فهي قد عرضت على الأقليات الاغراءات، فيما تضغط عليها في الوقت نفسه من أجل أن تبقى خاضعة لها".[11] الأقليات في سهل نينوى مثل الشبك والإيزيديين والكلدانيين الأشوريين "كانت ضحية للسلطات الكردستانية وأساليبها الخشنة، ومنها الاعتقالات التعسفية وأعمال الاحتجاز والتهديد لأي شخص يقاوم الخطط التوسعية الكردستانية".[12] في 10 يونيو/حزيران 2016 قال هادي الحلبجي القائد في البشمركة عن المناطق المحيطة بالخازر في محافظة نينوى التي تمت السيطرة عليها قبل أسبوعين: "هذه المناطق الآن كردية. لن نعيدها لجيش العراق أو لأي أحد".[13]

قالت "مجموعة الأزمات الدولية"، وهي منظمة معنية بتسوية النزاعات، في مايو/أيار 2015:

يتبع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني استراتيجيات متشابهة وإن كانت غير منسقة، هدفها فرض السيطرة على مناطق نفوذ كل منهما. الحزب الديمقراطي الكردستاني في سهل نينوى والمعابر للمناطق المأهولة بالأكراد في سوريا، والاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك وديالى... تعمل القوات الكردية على ضمان "تحرير" المناطق المأهولة بالسنة العرب فقط بعد إبرام اتفاقات مع القيادات المحلية تكفل سيطرة القوات عن طريق فرض قيادتها وجعل الرموز القيادية المحلية معتمدة عليها في الحماية والخدمات اللازمة لعودة النازحين.[14]

هناك خريطة منشورة على موقع رئاسة حكومة إقليم كردستان تظهر مجال النفوذ الكردي – ويشتمل في عدة مناطق على السيطرة الأمنية والسياسية – في الأراضي المتنازع عليها خارج إقليم كردستان العراق.[15] قال رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مقابلة في يوليو/تموز 2016: "سوف نقرر حدودنا من واقع ما حررناه على يد قوات البشمركة المقدامة... وسواء بقينا في العراق أم أصبحنا مستقلين أم صرنا جزءا من اتحاد فيدرالي أو اتحاد كونفدرالي، فإن الأولوية ستبقى ترسيم حدودنا".[16] قال فلاح مصطفى رئيس إدارة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان: "جميع المناطق التي حررتها قوات البشمركة ستبقى فيها قواتنا".[17] قال سفين دزه يي الناطق باسم حكومة إقليم كردستان إن البشمركة "لن تكف عن تقدمها حتى تتحرر جميع أراضي كردستان بمنطقة نينوى".[18] وقال الجنرال شيخ جعفر مصطفى القائد رفيع المستوى بالبشمركة لـ هيومن رايتس ووتش في ديسمبر/كانون الأول 2015 فيما يخص جنوبي محافظة كركوك:

جميع القرى التي استعدناها في داقوق في أغسطس/آب [2015] كانت جزءا من خطة التعريب. هذه الأرض هي أرض كردية ولن ندع لهم أبدا فرصة السيطرة على هذه الأرض. لن ندع العرب يأخذون هذه الأرض ثانية.[19]

II. هدم المباني

تحظر قوانين الحرب تدمير أو مصادرة ممتلكات الخصم ما لم يكن هذا من منطلق الضرورة العسكرية الحتمية، والتي تعرفها "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" بصفتها "ضرورة اتخاذ تدابير لا غنى عنها لتحقيق أهداف الحرب، وتكون قانونية بمقتضى قوانين وأعراف الحرب".[20]

عندما يُسمح بالهدم من منطلق الضرورة العسكرية الحتمية، فلابد ألا يكون الهدم غير متناسب، أي لا يكون مفرطا بالنسبة إلى الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتحققة منه، وأن يقتصر على الظروف القائمة في اللحظة، أي ليس من منطلق أسباب من الماضي أو إمكانية الاستخدام العسكري في المستقبل. ولا يسمح مفهوم الضرورة العسكرية بالتدمير الجزئي أو الكلي لمنطقة بأسرها، كهدم حي مثلا أو قرية، بغض النظر عن قُرب المنطقة من جبهة القتال. يجب التحقيق مع المسؤولين عن التدمير غير المبرر للأعيان المدنية من منطلق احتمال ارتكاب جرائم حرب ويجب أن يخضعوا للمحاسبة.

كانت العديد من القرى والبلدات التي انتزعتها القوات الكردية من داعش على مدار العامين الماضيين مسرحا لأعمال هدم واسعة، وبعضها الآن تخلو تماما من الحياة المدنية. في بعض الحالات لحق الضرر بالبيوت بعد أن أحكمت قوات البشمركة سيطرتها على المنطقة بالكامل.

جمعت هيومن رايتس ووتش معلومات من 83 بلدة وقرية تحمل أمارات الهدم والتدمير العريض: 61 قرية في محافظة كركوك، و21 في محافظة نينوى، وواحدة في أبو شيتة في محافظة إربيل. في هذا التقرير حققت هيومن رايتس ووتش في 21 من الـ 83 بلدة وقرية التي تتوفر عنها أدلة توحي بتدمير البيوت بشكل غير قانوني (17 في كركوك و4 في نينوى). من هذه البلدات والقرى الـ 21 زرنا 13 بلدة وقرية عليها أمارات التعرض لقدر كبير من التدمير (9 في كركوك و4 في نينوى).[21] كما تحدثنا إلى سكان وشهود على التدمير والهدم في 8 قرى وبلدات إضافية (جميعها في محافظة كركوك).[22] كانت 7 من المواقع الـ 13 خالية من السكان.[23] بالنسبة إلى الـ 62 قرية وبلدة الأخرى، تُظهر صور القمر الصناعي دمارا واسعا لحق بها يظهر أن سببه استخدام النيران والمعدات الثقيلة والمتفجرات شديدة الانفجار، ولا يبدو نسق الهدم متفقا مع كونه بسبب غارات جوية وقصف مدفعي ثقيل قبل انسحاب داعش من هذه المواقع، لكن عدم توفر شهادات الشهود لا يسمح بالوصول إلى نتائج قاطعة حول كيف تم التدمير ومن المسؤول عنه في هذه المواقع.

توصلت هيومن رايتس ووتش إلى أن أسباب التدمير للبنايات متباينة. فجّر داعش بعض المنازل، وكانت عادة بيوت لمسؤولين بالأمن العراقي، بحسب السكان في 6 قرى وبلدات.[24] كما تسببت غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تدمير بنايات، على حد قول سكان من 3 قرى وكما كشفت صور القمر الصناعي. في قرية واحدة على الأقل، هي كبيبة في محافظة كركوك، كان الدمار اللاحق بالقرية من الغارات الجوية كبيرا ولم ندرجها ضمن الـ 21 قرية وبلدة التي وجدنا أدلة على أعمال هدم غير قانوني فيها إثر سيطرة حكومة إقليم كردستان عليها.[25]

جميع القرى والبلدات الـ 83 تقريبا التي قيمتها أو زارتها هيومن رايتس ووتش إما كانت قد سوت بالأرض بشكل كلي أو جزئي، ما أسفر عن تدمير آلاف المنازل الخاصة بمدنيين، وكذلك بنايات إدارية وتجارية. توصلت هيومن رايتس ووتش إلى توقيت الهدم عن طريق مقارنة عدة صور بالقمر الصناعي سُجلت قبل وبعد تواريخ قال السكان إنها تواريخ استعادة قوات البشمركة للسيطرة على المناطق المعنية من داعش. في عدة مواقع، وقع هدم البنايات على مدار فترة أسابيع وربما شهور، من بعد سيطرة البشمركة عليها. توصلت هيومن رايتس ووتش لأن هدم المباني في عدة مواقع تم في البداية عن طريق إشعال النار عموما في البنايات الأصغر المكونة من طابق واحد، ثم هدم البنايات الأكبر متعددة الطوابق بمعدات ثقيلة ومتفجرات شديدة الانفجار.

قال ضباط بالبشمركة في أحد المواقع – داقوق – لـ هيومن رايتس ووتش إنهم فجّروا عدة بنايات فخخها داعش بمتفجرات من أجل حماية أنفسهم من انفجار قنابل مخبّأة بها بشكل عارض. في 3 قرى، لم يكن ممكنا أن يزرع داعش قنابل مرتجلة يدوية الصنع لأنه لم يسيطر على القرى في المقام الأول. وفي حالتين أخريين سيطر داعش على القرية لأقل من يومين. وقال السكان إن داعش لم يزرع أجهزة متفجرة مرتجلة في تلك المدة وأنهم رأوا عناصر البشمركة يدمرون البنايات بالجرافات.[26]

قال الجنرال شيخ جعفر مصطفى – وهو قيادي في البشمركة بمنطقة كركوك – لـ هيومن رايتس ووتش إن 80 بالمائة من الخسائر في صفوف رجاله كانت بسبب أجهزة متفجرة بدائية الصنع زرعها داعش.[27] قال إن رجاله تمكنوا من تفكيك بعض الأجهزة المتفجرة البدائية وأن البشمركة "دمروا منازل بالـ "تي إن تي"، لا سيما في الحالات التي رأينا فيها أن داعش قد يستخدم القرية مرة أخرى".[28] قال الكولونيل إبراهيم، وهو ضابط بشمركة على جبهة داقوق: "أحيانا ما نفجر المتفجرات التي نجدها عن بُعد لنحمي أنفسنا".[29]

وصف الكولونيل إبراهيم نشاط رجاله حول قرية البومحمد، وتل ربيع ودلس غربي داقوق، التي استعادتها البشمركة في 15 أغسطس/آب 2015:

لحق بفريق نزع الألغام أيضا خسائر كبيرة. الأجهزة المتفجرة البدائية معقدة للغاية. على سبيل المثال، وجدنا سيخين معدنيين للكباب على الأرض، بينهما مسافة قصيرة. عندما يحدث اهتزاز ويتلامس السيخان ينفجر اللغم. هناك طريقة أخرى، هي سلكان عاريان على وجه الأرض وأطراف كل منهما متقاربة داخل أنبوب بلاستيكي، لكن لا يتلامسان. عندما تطأ على الأنبوب أو تمر بالسيارة فوقه، تتلامس الأسلاك وينفجر اللغم. هناك أجهزة متفجرة مرتجلة أخرى وجدناها تنفجر بتنشيط سلك رفيع للغاية لا يكاد يُرى لدى الباب. عندما تفتح الباب يحدث الانفجار. أحيانا ما ينفجر البيت بأكمله، لكن في الأغلب تنفجر حجرة واحدة. هناك أجهزة أخرى تنفجر عن بُعد باستخدام هواتف خلوية. قام عناصر داعش بإحداث شقوق في أعمدة الكهرباء، ثم وضعوا في التجويف داخلها متفجرات من الأمونيوم. بسبب ضيق المساحة داخل الأنبوب المعدني والحشو الكثيف بالمتفجرات يكون الدمار واسعا عند الانفجار.[30]

قال العميد أراز عبد القادر عبد الرحمن قائد البشمركة في منطقة داقوق لـ هيومن رايتس ووتش إنه نظرا لتفخيخ داعش للكثير من البيوت: "نقصف القرى قبل أن ندخلها لنشعل فتيل الأجهزة المتفجرة البدائية".[31]

الأجهزة التي تنفجر بفعل ملامسة البشر لها تندرج ضمن تعريف الألغام المضادة للأفراد، التي تحظرها "اتفاقية حظر الألغام" لسنة 1997. ولكي يكون تدمير الأعيان المدنية قانونيا، على قوات حكومة إقليم كردستان أن يكون لديها ضرورة عسكرية حتمية للتدمير. يعني مطلب الضرورة العسكرية الحتمية عدم وجود بدائل أقل تدميرا لتحقيق الهدف، وأن يكون للعملية العسكرية صلة ملموسة بالقتال الدائر أو المتوقع. من غير القانوني تدمير الأعيان المدنية دون وجود أدلة محددة على أن هذا التدمير يستهدف أعيانا جاري استخدامها عسكريا أو هي على وشك استخدامها عسكريا.

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 3 مسؤولين من هيئات نزع الألغام لديهم خبرة في العمل في المنطقة الشمالية بالعراق. اتفقوا جميعا على أن في أغلب الحالات يكون من الأفضل تطويق المناطق المفخخة بالألغام، ويشمل هذا قرى بأكملها إذا لزم الأمر، ومحاولة تفكيك الألغام بحذر في وقت لاحق لأن المتفجرات غير القابلة للسيطرة عليها التي تتناثر جراء الانفجار، في الركام، تجعل المنطقة غير آمنة ويصعب تطهيرها للغاية لاحقا.[32]

لا تعرف هيومن رايتس ووتش – ولا تزعم حكومة إقليم كردستان – بأنه كان على قوات البشمركة التحصن في مواقع عسكرية داخل تلك القرى (كما فعلت في قوير وأبو شيتة في محافظة إربيل، التي وقع بها أيضا بعض أعمال هدم). تدمير القرى بعد أسابيع وشهور من سيطرة البشمركة عليها من داعش يشير لأن الألغام والمفخخات في القرى لم تمثل عائقا عسكريا وأن نزعها لم يكن ضرورة قائمة. كما أن تدمير بنايات وقرى بأكملها من أجل الوقاية من خسائر في صفوف فرق نزع الألغام لا يستوفي المطلب القائل بضرورة تحقيق التدمير لميزة عسكرية أكيدة وقت التدمير. كان بإمكان البشمركة تطويق هذه المناطق لحماية أرواح قواتها وأرواح فرق نزع الألغام.

في رد حكومة إقليم كردستان بتاريخ 26 مارس/آذار 2016 على هيومن رايتس ووتش كتبت أن غارات التحالف والقتال بين البشمركة وداعش هو المسؤول عن بعض الدمار اللاحق بالبنايات (انظر أدناه لمزيد من التفاصيل). في 4 أبريل/نيسان 2016 إبان صدور تقارير عن هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية بانتهاكات البشمركة، شكلت حكومة إقليم كردستان لجنة لإجراء زيارات ميدانية والتحقيق في مزاعم التدمير غير القانوني.[33] في هذا الصدد نشير إلى النتائج ذات الصلة التي توصلت إليها بعثة تقصي حقائق حكومة إقليم كردستان التي أرسلتها حكومة الإقليم إلى هيومن رايتس ووتش بتاريخ 30 يونيو/حزيران 2016. قال د. ديندار زيباري رئيس اللجنة لـ هيومن رايتس ووتش في 25 مايو/أيار 2016 إن الحكومة قد تفكر في تعويض من دمّرت قوات البشمركة منازلهم بشكل متعسف.[34] في 19 مايو/أيار 2016 قال فؤاد حسين مدير مكتب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لـ هيومن رايتس ووتش إن الحكومة الإقليمية ليست لديها سياسة تخص تدمير البنايات أو التمييز ضد العرب لكن هناك "أخطاء فردية" ربما وقعت.[35] في اجتماع مع هيومن رايتس ووتش في 28 يوليو/تموز 2016 لمناقشة الانتهاكات المزعومة من قبل قوات حكومة إقليم كردستان، قال الرئيس بارزاني: "اليوم تخالف داعش كل القواعد. جرائمهم كبيرة لدرجة أن بعض ناسنا تجاوزوا التعليمات المقدمة لهم".[36]

محافظة كركوك

تشير شهادات الشهود وصور القمر الصناعي وزيارات ميدانية إلى التدمير غير القانوني لممتلكات في 17 قرية في محافظة كركوك استعادت قوات البشمركة السيطرة عليها في تواريخ عدة في عام 2015، إضافة إلى موقع واحد شهد تدميرا في عام 2016. اخترنا التحقيق في هذه المواقع بناء على المؤشرات المبدئية الخاصة بالتدمير ونظرا لتنوع وتباين مواقعها. يظهر من الشهادات الثانوية التي جمعتها هيومن رايتس ووتش وصور القمر الصناعي التي راجعتها أن هناك احتمال قائم بتعرض قرى إضافية للتدمير بمحافظة كركوك أثناء الفترة المذكورة، فصور الأقمار الصناعية وحدها تُظهر أكثر من 60 قرية مدمرة بشكل جزئي أو كلّي في محافظة كركوك.

أقرت لجنة تقصي حقائق حكومة إقليم كردستان بهدم بنايات في محافظة كركوك، لكن ذكرت أنه "لم يتم تدمير ممتلكات عمدا والممتلكات التي دُمرت كان سبب تدميرها الوحيد هو تبعات الحرب المؤسفة" مثل غارات التحالف الجوية وزرع داعش لأجهزة متفجرة بدائية في البيوت والقصف المدفعي والصاروخي وقصف الهاون. كما كتبت اللجنة أن "هناك سبب بارز آخر لتهدم الممتلكات وهو تواجد ميليشيات لا تتبع حكومة إقليم كردستان وعناصر مدنية عدوانية قامت في بعض الحالات بتدمير عدد من الممتلكات في قرية أو منطقة".

غربيّ مدينة كركوك

قره تبه

استمرت أعمال هدم البنايات على يد قوات الأمن باستخدام الجرافات في قرية واحدة على الأقل حتى مايو/أيار 2016.

في قره تبه وهي قرية بها نحو 2600 من السكان العرب – على مسافة 14 كيلومترا غربي مدينة كركوك – قامت مجموعات من البشمركة والأسايش وشرطة كركوك بالتوافد صباح 5 مايو/أيار 2016. كان هذا بعد يوم من اعتقال مسؤولي الأمن لـ 42 من سكان القرية للاشتباه في تورطهم في انفجارات وقعت في اليوم السابق عند آبار نفط وغاز قريبة تتبع منطقة خباز.[37]

قال سكان القرية لـ هيومن رايتس ووتش إنهم رأوا مسؤول أمن يجول بالقرية ويكتب علامة "×" حمراء على نحو 20 بيتا، وفيما بعد عرفوا أنه تم وضع هذه العلامة عليها لهدمها.[38] قال سكان من قرية قره تبه لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن جمعتهم في حقل مجاور للقرية في اليوم السابق، فيما قام مخبر ملثم بالإشارة إلى بعض رجال القرية فقامت قوات الأمن باعتقالهم. بعد هذا أمرت قوات الأمن السكان بالعودة إلى بيوتهم، ومن داخل البيوت راحوا يشاهدون عملية وضع العلامات على البيوت في ساعة لاحقة من اليوم نفسه.

بحسب السكان، فإن سائقين في ثياب عسكرية مضوا بأربع جرافات إلى مناطق مختلفة من القرية وبدأوا في تدمير المنازل التي عليها علامات "×". إجمالا، دمروا 28 بيتا: 16 بيتا من الخرسانة و12 بيتا من الطوب اللين، على حد قول السكان.[39] في جولة قصيرة بالقرية رصدت هيومن رايتس ووتش 18 بيتا مهدوما. كان ظاهرا على بقايا عدة جدران منتصبة علامة "×" حمراء. كما رصد الباحثون آثار عجلات كبيرة متعامدة على البيوت المُهدمة ورصدوا دمارا لحق بأركان بيتين على امتداد درب ضيق قال السكان إن الجرافة لم تتمكن من العبور فيه.[40] لم تكن البيوت المهدمة تخص أولئك الذين تم اعتقالهم قبل يوم للاشتباه في تفجير بئري النفط القريبين، على حد قول سكان القرية، إنما تخص سكانا قال أقارب وجيران لهم إنهم انضموا إلى داعش قبل فترة طويلة.[41]

قال 3 من السكان لـ هيومن رايتس ووتش إنهم مكثوا في القرية ورأوا رواند ملا محمود، وهو مسؤول بفرع كركوك للاتحاد الوطني الكردستاني (واحد من حزبين سياسيين لهما الريادة في المنطقة) وشاهده وهو يعطي الأوامر بالهدم والتدمير. قال السكان إن ضباط الأمن نادوا على رواند محمود باسمه.[42]

لم يكن هدم المنازل في قره تبه متصلا بالعمليات العسكرية ضد داعش، ويبدو أنه متسق مع الهجمات على الأعيان المدنية، وهو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني.

قال ديندار زيباري – رئيس لجنة الرد على التقارير الدولية في إدارة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان – في مراسلة في سبتمبر/أيلول 2016 إن 18 بيتا لأشخاص يُزعم أنهم أعضاء مسلحون في داعش قد هُدمت، وتم وضع

 

منزل مُهدّم باستخدام جرافة في قره تبه، مايو/أيار 2016.  © 2016 هيومن رايتس ووتش

علامة "×" على 10 بيوت أخرى من قبل مختار القرية وسكان آخرين.

قال إن بعض البيوت قد هُدمت عندما لم تتمكن قوات الأمن من نزع فتيل الأجهزة المتفجرة البدائية التي عثرت عليها بها.[43] في رد منفصل، قال فلاح مصطفى بكر – فيما يخص قره تبه – إن "القوات الكردية هدمت 20 منزلا تخص إرهابيين، أغلبهم ما زالوا نشطين في صفوف الدولة الإسلامية".[44]

منازل مُهدّمة في قره تبه، ويظهر جزء من علامة "X" على جدران أحدها، 20 مايو/أيار 2016.  © . 2015 هيومن رايتس ووتش

قال سكان القرية إنهم رأوا مسؤولي الأمن يسرقون أكثر من 200 شاة وجوادين وما ثمنه 10 إلى 15 مليون دينار عراقي (8400 إلى 12600 دولار أمريكي) من الشعير وعلف الحيوانات من إحدى المزارع.[45] قالت امرأة إنها رأت قوات الأمن في 5 مايو/أيار تسرق ثلاجة وتلفاز ومكيف هواء وعدة أوانٍ من بيتها.[46] ورد في مراسلة زيباري قوله "وقعت هجمات انتقامية على هيئة أعمال نهب" ردا على قتل داعش لأربعة من السكان.

قرى إدريس

إلى الجنوب الغربي من قره تبه بثمانية كيلومترات تقع قرى إدريس خزعل وإدريس خباز وإدريس الهندية القديمة. ليلة 29-30 يناير/كانون الثاني 2015 استولى داعش على إدريس خزعل وإدريس خباز وليس على إدريس الهندية القديمة، بحسب سكان قابلتهم هيومن رايتس ووتش. قال السكان إنهم لم يروا داعش يفخخ البنايات هناك. عندما سيطرت البشمركة مساء 31 يناير/كانون الثاني 2015 على القرى، أمرت السكان المتبقين بالمغادرة.[47] طبقا للشهود، فإن مجموعة قوامها البشمركة والأسايش وأكراد مدنيين استخدمت جرافات تحت إشراف وحماية قوات البشمركة في هدم بنايات في القرى الثلاث جميعا.[48] قال سكان القرى إنهم شهدوا على بداية أعمال الهدم والتدمير من داخل القرى فيما راحت قوات البشمركة تأمرهم بمغادرة إدريس خزعل وإدريس الهندية القديمة، وشهدوا على أعمال الهدم والتدمير من عند حاجزين أمنيين على مسافة أقل من 500 متر من القرى الثلاث بعد أيام قليلة.[49] كان في كل من

القرى الثلاث ما يتراوح بين 70 و100 بيت، والسكان من العرب السنة.[50] يظهر في صور القمر الصناعي ليومي 5 و14 فبراير/شباط 2015 – بعد استعادة البشمركة للمنطقة – تدمير مناطق كبيرة من قرى إدريس خزعل وإدريس خباز وإدريس الهندية القديمة، ويتفق نسق التدمير مع كونه باستخدام النيران والمعدات الثقيلة وربما المتفجرات شديدة الانفجار.

منازل مدمرة بالجرافات في إدريس خزعل بعد 1 فبراير/شباط 2015  © 2015 هيومن رايتس ووتش

قال سكان القرى لـ هيومن رايتس ووتش إنهم فيما كانوا يهمّون بمغادرة إدريس خزعل ليلة 31 يناير/كانون الثاني، رأوا شاحنات تحمل جرافات تدخل إلى القرية، وكانت وقتها تحت سيطرة البشمركة، ورأوا شاحنات أخرى تحمل جرافات على الطريق المؤدية إلى القرية.[51] قال سكان آخرون إنهم في 1 فبراير/شباط كانوا عند حاجز أمني للبشمركة على مرأى من إدريس خزعل، ومن هناك رأوا جرافات تهدم بيوتا في القرية.[52] في 3 فبراير/شباط ذهب المزيد من سكان القرية إلى الحاجز الأمني ومن هناك شاهدوا الهدم.[53]

قال أحد سكان قرية إدريس خزعل لـ هيومن رايتس ووتش إنه في 3 فبراير/شباط رأى مجموعة من حوالي 11 رجلا مسلحا، يرتدون زي الأكراد ويتكلمون الكردية، وهم ينهبون ويحرقون ويهدمون بيوت القرية بجرافة.[54] قال إنه أخبر الرائد رزجار من البشمركة، وكان يعرفه شخصيا، لكن الرائد رزجار قال إنه لا يمكنه منعهم.[55]

زارت هيومن رايتس ووتش إدريس خزعل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ورصدت هدم جميع المباني تقريبا الخاصة بـ 70 عائلة كانت تعيش هناك. كانت توجد علامات على اشتعال حرائق في عدد من البيوت، ولم يكن بالبيوت المهدمة أمتعة منزلية تُذكر قابلة للاستخدام. قال سكان القرية لـ هيومن رايتس ووتش إن الغارات الجوية أصابت بيتين، على طرفي إدريس خزعل، كما أصابت مركبات تخص داعش. كما سقطت قذائف مدفعية أطلقتها البشمركة في القرية، لكن لم تتسبب في كل هذا الدمار، على حد قولهم.[56]

واحد من منزلين في إدريس خزعل أصابتهما غارة جوية، ويظهر السقف مهدّما.  © 2015 هيومن رايتس ووتش

قال أحد سكان قرية إدريس خزعل – وذكر أنه مكث فيها أثناء احتلال داعش لها لمدة 36 ساعة – إن داعش استولى على بعض الأغراض لكن بشكل عام لم ينهب البنايات أو يهدمها. قال إن قصف البشمركة أصاب قلة من البيوت، وهدمت غارة جوية بنايتين واحدة عند كل من مداخل القرية، وكذلك سيارات تخص مقاتلي داعش.[57]

قال أحد سكان إدريس خزعل إن البشمركة أمروه بالخروج من القرية في 31 يناير/كانون الثاني 2015 وأنه عاد لفترة وجيزة بعد 3 أيام، ووقتها رأى بيوتا مهدمة وأخرى مشتعلة. قال إنه تمكن من العودة بشكل نهائي إبان أمر من نجم الدين كريم محافظ كركوك بعد 10 أيام، ووقتها كانت القرية قد دُمرت تماما.

أعمال الهدم والتدمير في إدريس خباز.  © 2015 هيومن رايتس ووت

إدريس خباز التي تقع على مسافة كيلومتر إلى الشمال تشابه إدريس خزعل، وإن كان قد بقي بها عدد أكبر من البيوت والبنايات القائمة لم تُهدم. قال أحد سكان القرية لـ هيومن رايتس ووتش إنه رأى – من عند حاجز أمني خارج إدريس خباز – عدة جرافات تهدم البيوت بعد استعادة البشمركة السيطرة على القرية في 31 يناير/كانون الثاني.[58]

في إدريس الهندية القديمة، على مسافة كيلومترين تقريبا إلى الجنوب الشرقي من إدريس خزعل، قال السكان لـ هيومن رايتس ووتش إنه رغم عدم دخول داعش قريتهم إطلاقا، فقد قامت البشمركة والأسايش بالتعاون مع مدنيين أكراد مسلحين، بتدمير الكثير من بنايات القرية بعد أن أمروهم بالمغادرة يوم 31 يناير/كانون الثاني.[59] قال أحد سكان القرية إنه عندما حاول منع رجل مسلح في زي عسكري – وكان يتكلم الكردية – من هدم متجره بالجرافة، هدده الرجل بسلاحه ومضى في الهدم. قال أحد السكان إن الرجال المسلحين كانوا يرتدون ثيابا مدنية فضلا عن زي البشمركة وزي الأسايش الذي ارتداه البعض، لكنهم كانوا يكلمون أهل القرية الذين كانوا في طريقهم للمغادرة بالعربية أيضا.[60]

منزل مُهدّم في إدريس الهندية القديمة.  © 2015 هيومن رايتس ووتش

قال أحد السكان إنه رأى جرافة صفراء تدخل القرية تحت إشراف البشمركة. قال إن حوالي 30 بيتا من بين البيوت الستين في القرية قد هُدمت.[61]

في رد حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش في مارس/آذار 2016 قالت إن في قرى إدريس الثلاث "لم تتمكن داعش من زرع أجهزة متفجرة بدائية بالمنطقة إذ شنت قوات البشمركة فورا هجوما مضادا لتحرير هذه المناطق". لكن في رد يونيو/حزيران 2016 ذكرت حكومة إقليم كردستان إن "شيخا [من إدريس الهندية القديمة] أكد أن السبب الوحيد لمعدل الدمار الكبير في قريته كان الأجهزة المتفجرة البدائية التي زرعها داعش، وتبادل إطلاق النار أثناء القتال بين داعش والبشمركة". فيما يخص إدريس خزعل، قالت حكومة إقليم كردستان إن "قائد القبيلة العربية المحلية" زعم أن غارات التحالف والأجهزة المتفجرة البدائية "انفجرت حتما أثناء عملية التطهير التي قام بها فريق المهندسين" ما أدى لتدمير ثلاثة أرباع البنايات الـ 84 المُدمرة. لم تذكر حكومة إقليم كردستان البيوت الـ 21 المدمرة الباقية أو قالت لماذا كان تفجير الأجهزة المتفجرة البدائية "حتميا".[62] بالنسبة لإدريس خباز، بحسب رد حكومة إقليم كردستان، فالسبب في التدمير "كان هو نفس سبب التدمير في إدريس خزعل".

تدمير بجرافات في إدريس الهندية القديمة.   © 2015 هيومن رايتس ووتش

هذه المعلومات الواردة في رد حكومة إقليم كردستان في يونيو/حزيران 2016 تتعارض مع شهادات سكان القرى لـ هيومن رايتس ووتش حول قصر مدة سيطرة داعش على القرى، وزعمهم بعدم رؤية عناصر داعش يزرعون أجهزة متفجرة بدائية، وكذلك الشهادات المتسقة بأن داعش لم يصل إلى إدريس الهندية القديمة مطلقا. يوجد نهر صغير بين إدريس خزعل وإدريس الهندية القديمة هو بمثابة الحد النهائي لتقدم داعش شرقا في تلك المنطقة.[63] أغلب الدمار في إدريس خزعل وقع بين ما بعد استعادة البشمركة السيطرة على القرية ليلة 31 يناير/كانون الثاني – 1 فبراير/شباط و5 فبراير/شباط، ما يستدعي التساؤل حول الزعم بأن فرق تطهير الألغام قد قررت سريعا حتمية تفجير الأجهزة المتفجرة البدائية التي زرعتها داعش.

كذلك دُمرت قرية ملتقى – التي تقع على امتداد قناة الماء، على مسافة كيلومترين جنوب غربي إدريس خزعل – ولم يعد إليها أي مدنيين، على حد قول سكان القرية لـ هيومن رايتس ووتش، لكن لم يتمكن الباحثون من زيارة المنطقة لتأكيد الشهادات بسبب قيود أمنية.[64] تُظهر صور القمر الصناعي هدم أكثر من 90 بالمائة من بنايات القرية، ويُرجح أن السبب هو المتفجرات شديدة الانفجار، في الفترة بين 14 فبراير/شباط و29 أغسطس/آب 2015.

هناك قرى إلى الشمال الغربي من مدينة كركوك ظلت تحت سيطرة قوات الأمن الكردية شهدت بدورها تدميرا واسعا للبنايات، بشكل متسق مع كون التدمير بسبب الحرائق والمعدات الثقيلة والمتفجرات شديدة الانفجار. حجم الدمار الكبير اللاحق بالبنايات وطبيعة ونسق التدمير والهدم في تلك القرى، لا يتفق مع كونه بسبب الغارات الجوية أو القصف المدفعي.

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from January 24,2016

Satellite imagery of Multaqa. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

في قوشقاية – 20 كيلومترا شمال غرب مدينة كركوك – تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 3 من سكان القرية قالوا إن قوات البشمركة دمرت في العام الماضي 30 بيتا تخص سكانا قالوا إنهم انضموا إلى داعش.[65] رصدت هيومن رايتس ووتش 10 من البيوت المدمرة عندما زار الباحثون القرية في 20 مايو/أيار 2016. كان التدمير مقتصرا على الحي العربي من قوشقاية، إلى الجنوب من طريق كركوك – الدبس، لكن لم يمتد إلى الجزء الكردي إلى الشمال. ورد في رد حكومة إقليم كردستان في سبتمبر/أيلول 2016 إن "تدمير البيوت في الأحياء العربية بالقرية كان المحرض عليه قطاع من السكان المحليين على سبيل الانتقام من انضمامهم إلى الدولة الإسلامية". قالت حكومة إقليم كردستان إن قوات البشمركة حاولت وقف الهجمات لكن "الحشود كانت كبيرة على الضبط أو السيطرة".[66] في رد منفصل من فلاح مصطفى بكر وزير ورئيس إدارة العلاقات الخارجية، ورد أن نحو 50 من السكان في قوشقاية انضموا إلى داعش وأن البشمركة – وليس سكان القرية – دمروا البيوت. "عند تحرير المدينة من الإرهابيين على يد قوات البشمركة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تم هدم بيوت من انضموا إلى الإرهابيين بحيث لا يتسنى للخلايا النائمة استخدام بيوتهم أو أن تُستخدم في أية أنشطة أخرى للإرهابيين".[67] التدمير لأسباب غير الضرورة العسكرية القائمة هو انتهاك لقوانين الحرب.

على مسافة كيلومترات قليلة إلى الشمال الغربي من قوشقاية، على طريق الدبس، رأت هيومن رايتس ووتش أن البنايات المتفرقة المحيطة بقرى مرعي وعمشة قد دُمرت تماما، وعليها دلائل تدمير مشابهة لتلك المرصودة في قرية قره تبه وفي قرى إدريس وقرية قوشقاية. لم تجد هيومن رايتس ووتش أي سكان هناك لمقابلتهم فيما يخص ظروف وملابسات أعمال الهدم.

القوس الغربي من مكتب خالد إلى مريم بك

تُظهر صور القمر الصناعي دمارا كبيرا يتسق مع شهادات السكان بمنطقة تشبه القوس، تمتد من تقاطع كبير عند مكتب خالد، إلى المرة وشاهد واليرموك ومريم بك، ويتكون هذا القوس أيضا من قرى أبو كعوبة ونهروان – وهي جميعها قرى عربية شيدت بعضها أثناء حملة تعريب صدام حسين أواسط الثمانينيات. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من زيارة هذه القرى، باستثناء قرية مكتب خالد، التي استوت تماما بالأرض.

مكتب خالد

وقعت المعارك لطرد داعش من مكتب خالد بدءا من 29 يناير/كانون الثاني 2015، مع وقوع مناوشات إضافية في فبراير/شباط ومارس/آذار 2015.[68] قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن داعش هاجم مكتب خالد في فبراير/شباط 2015 لكنه لم يحتل القرية وأن قوات البشمركة استمرت في السيطرة على القرية.[69] صدت البشمركة هجوما آخر من داعش في مطلع يوليو/تموز 2015 بحسب تقارير إعلامية.[70] بحلول 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 عندما زارت هيومن رايتس ووتش القرية، لم يكن بها حجر على حجر، وكان مقاتلو البشمركة يقلّبون الحطام بحثا عن الأغراض الثمينة. أشار البشمركة إلى حفر انفجارية كبيرة إلى جانب الطريق قالوا إنها بسبب غارات التحالف الجوية، لكن لم تكن هناك حفر مماثلة في منطقة البنايات المدمرة بالمناطق إلى شمال وجنوب الطريق الرئيسية. تُظهر صور القمر الصناعي الملتقطة في صباح 5 و14 فبراير/شباط 2015 أن التدمير شبه الكامل للقرية وقع في فترة التسعة أيام بين اليومين المذكورين. كما تظهر صور قمر صناعي أخرى أن الجزء التجاري من القرية إلى جنوب الطريق الرئيسية قد دُمر بين مايو/أيار 2015 ومارس/آذار 2016. في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2015 كانت مكتب خالد أرض خواء تمتد على مسافة عدة كيلومترات إلى الغرب من مواقع البشمركة الدفاعية وأمامها، على حد قول ضباط من البشمركة لـ هيومن رايتس ووتش.

ذكرت حكومة إقليم كردستان في ردها على هيومن رايتس ووتش بشأن هذه المنطقة أن أسباب التدمير هي "غارات التحالف" و"المصادمات بين البشمركة والدولة الإسلامية" وأجهزة متفجرة بدائية محمولة على مركبات "انفجرت وسط البيوت". ورد في الرد أن داعش زرع في مكتب خالد أجهزة متفجرة بدائية "أكثر من أية قرية أخرى بمحافظة كركوك"، إذ فخخت جميع البيوت تقريبا.

وجدت هيومن رايتس ووتش أن التدمير في مكتب خالد قد وقع في وقت كانت فيه القرية تحت سيطرة البشمركة. في حين أن الغارات الجوية والقتال البري الشديد ربما كان مسؤولا عن تدمير بعض البيوت، فإن طبيعة الدمار اللاحق بأغلب المناطق يتسق مع كونه جراء الهدم بالمتفجرات شديدة الانفجار والمعدات الثقيلة. لم تحاجج حكومة إقليم كردستان – أو وفرت أدلة – بأن الضرورة العسكرية الحتمية تطلبت هدم البيوت من أجل تفجير ما ذكرت الحكومة أنها أجهزة متفجرة بدائية زرعها داعش، ما أدى إلى تدمير القرية بأكملها. لم يأت رد حكومة إقليم كردستان على ذكر لماذا لم تطوق البشمركة القرية وتترك الأجهزة المتفجرة على حالها ثم تعود لتفكيكها لاحقا.

المرة وشاهد والقرى القريبة منهما

في يونيو/حزيران 2014 سيطر داعش على المرة، على مسافة 4 كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مكتب خالد.[71] استعادت البشمركة السيطرة عليها في فبراير/شباط على حد قول أحد السكان لـ هيومن رايتس ووتش.[72] أفاد "معهد دراسة الحرب"، الذي يرصد تطورات الأوضاع في العراق فيما يخص داعش، بأن داعش هاجم قوات البشمركة في المرة يوم 20 أبريل/نيسان 2015.[73] أفادت صفحة فيسبوك بعنوان "أخبار البشمركة الابطال" التي يبدو أنها صفحة خاصة، بأن قوات البشمركة سيطرت على المرة في 6 يوليو/تموز 2015، وظهرت على الصفحة صور للبشمركة إلى جوار جثث لمقاتلي داعش هناك.[74] قال أحد سكان المرة إنه قد وقع هجوم لم يدم طويلا من داعش على المرة في يوليو/تموز 2015.[75]

قال هذا الشخص إنه مكث في القرية لما كانت تحت سيطرة داعش، حتى أواخر سبتمبر/أيلول 2014. قال إنه انتقل بعدها إلى قرية قرحا التي كانت تحت سيطرة داعش وتقع بين بلدتي رشاد والرياض، قبل أن يعود إلى المرة عندما عرف أن البشمركة سيطروا عليها في فبراير/شباط 2015.[76] قال إنه وجد شقا من البيوت في المرة مدمرا. قال إنه لا يعرف من هدم هذه البيوت أو كيف، لكن داعش لم يدمر البيوت في الشهور التي قضاها في القرية.

satellite imagery of May 20,2015satellite imagery from November 12,2015

Satellite imagery of Abu Ka'uba. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

هناك شخص آخر من المرة أعطى هيومن رايتس ووتش شهادة مشابهة. قبل أن يغادر القرية في ديسمبر/كانون الأول 2014، على حد قوله، وقع بعض القصف على المرة.[77] في 4 مايو/أيار 2015 عبر من قرية الأغير التي يسيطر عليها داعش إلى المرة، التي قال إنه سمع باستعادة البشمركة السيطرة عليها. قال إنه أثناء العبور مع عائلات أخرى ماتت طفلتان جراء أجهزة متفجرة بدائية، وأصيب آخرون، بينهم 5 من أطفاله. قال إنه ذهب إلى القرية لفترة قصيرة، ووجدها سليمة، قبل أن يأخذ أطفاله إلى مستشفى في كركوك. عندما عاد إلى المرة بعد 10 أيام على حد قوله كان بيته ما زال قائما، لكنه تعرض للنهب، في وجود البشمركة وشرطة كركوك في القرية، وقد لام كل من الطرفين الآخر على أعمال النهب.[78] أمرته قوات البشمركة بمغادرة القرية في أواخر يونيو/حزيران 2015 على حد قوله، فذهب إلى اليرموك القريبة. صدت البشمركة هجوما من داعش في مطلع يوليو/تموز، بعد أسبوع من مغادرته على حد قوله، وبعد ذلك جلبوا جرافات لهدم القرية في وجود الشرطة المحلية. قال الشخص المذكور إن شهادته تستند إلى ملاحظاته ومشاهداته الشخصية وإلى رواية قريب له كان مع البشمركة.[79] قال إن البشمركة استخدموا متفجرات لتدمير جامع ومدرسة، كما ظهر في مقطع فيديو صوره قريبه.[80]

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from May 20,2015

Satellite imagery of Nahrawan. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

الشخص الأول من قرية المرة قال أيضا لـ هيومن رايتس ووتش إن في يوليو/تموز 2015 حذرته البشمركة وحذرت سكان القرية الآخرين بضرورة مغادرة المرة نظرا لمعركة وشيكة. استعاد داعش المرة لفترة وجيزة على حد قوله، لكن البشمركة أخرجتهم منها مرة أخرى في ظرف 5 ساعات. قال إنه شاهد المعركة من نقطة قريبة في اليرموك. قال إنه اقترب حتى مسافة كيلومتر واحد من المرة خلال فترة الأسبوعين التاليين لمعركة يوليو/تموز وكان يرى الناس وهم يفجرون البيوت.[81]

تُظهر صور القمر الصناعي للمرة من 20 مايو/أيار 2015 دمارا نسبيا لحق بمباني القرية. أما صور 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 فتُظهر قدرا كبيرا من الدمار، إذ تحولت جميع المباني تقريبا إلى أنقاض، بشكل يتسق مع كون التدمير حدث باستخدام متفجرات شديدة الانفجار ومعدات ثقيلة.

satellite imagery from February 5,2015satellite imagery from February 14,2015

Satellite imagery of Maktab Khalid. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

في رد حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش في 26 مارس/آذار 2016 قالت "قرية المرة تقع حاليا تحت سيطرة شبكة الدولة الإسلامية الإرهابية". في مايو/أيار 2016 قال سكان قرية المرة الذين ذكروا إنهم كانوا على اتصال بالبشمركة هناك، لـ هيومن رايتس ووتش إنها كانت خاضعة لسيطرة البشمركة وقتها، إلى حدود ساتر ترابي شيدته بنفسها.[82]

تُظهر صور القمر الصناعي دمارا كبيرا لحق بالبنايات في شاهد بين 20 مايو/أيار و12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.[83]

satellite imagery from May 20,2015satellite imagery from November 12,2015

Satellite imagery of Al-Murra.© 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

لا يتناول رد حكومة إقليم كردستان من سبتمبر/أيلول 2016 بشكل مباشر السؤال الخاص بما إذا كانت البشمركة مسؤولة عن الدمار اللاحق بالمرة وشاهد، وذكرت الرسالة أن هذه القرى كانت "على مسافة 3 كيلومترات من أقرب نقطة للبشمركة ومن ثم لا تعتبر خاضعة لسيطرة قوات البشمركة".[84] وفي رده، قال الوزير فلاح مصطفى بكر إن "قوات البشمركة انسحبت من هاتين القريتين بمسافة نحو 3 كيلومترات وأن الدمار اللاحق بالبيوت داخل القريتين يتصل أيضا بحقيقة أن هذه ممتلكات تخص أشخاصا انضموا إلى إرهابيي الدولة الإسلامية وكان يجري استخدام هذه المنازل من قبل الإرهابيين بهدف دعم تواجدهم في القريتين".[85] هذه الحجج لا تستوفي المطلب الخاص بقوانين الحرب القائل بأنه لكي يكون تدمير الممتلكات قانونيا فلابد من هدف عسكري ملموس (ضرورة عسكرية) لا أن يكون التدمير مفرطا أو غير متناسب.

satellite imagery from May 20,2015satellite imagery from November 12,2015

Satellite imagery of Shahid. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

تُظهر صور القمر الصناعي أيضا دمارا كبيرا لحق بالبنايات في اليرموك، وإن كان في تاريخ لاحق، بين 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 و24 يناير/كانون الثاني 2016. ذكرت حكومة إقليم كردستان في ردها في يونيو/حزيران 2016 أنه رغم أن اليرموك جبهة قتال إلا أن "الممتلكات هناك [في اليرموك] ظلت إلى حد بعيد قائمة كما هي ولم يلحق بها ضرر". طبقا لمعهد دراسة الحرب، في 11 يونيو/حزيران 2015 صدت البشمركة محاولة من داعش لاتخاذ مواقع في وستانة، على مسافة كيلومترات قليلة جنوبي اليرموك.[86]

قال سكان من قرى المرة وشاهد واليرموك لـ هيومن رايتس ووتش إنهم أقاموا في اليرموك لفترة وجيزة أو مروا بها ووجدوها إلى حد بعيد سليمة، وذلك حتى أواسط يوليو/تموز 2015.[87]

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from February 20,2016

Satellite imagery of Maryam Bek. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

يظهر في صور القمر الصناعي على قريتين بين مكتب خالد ومريم بك – هما نهروان وأبو كعوبة – آثار دمار واسع. تشير صور القمر الصناعي بتاريخ 20 مايو/أيار 2015 إلى تدمير واسع جراء النيران لحق بالمباني في الجزء الغربي من أبو كعوبة، وتُظهر صور 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تدمير القرية بالكامل، ويتسق الهدم والتدمير كما ظهر في الصور مع كونه بسبب استخدام متفجرات شديدة الانفجار ومعدات ثقيلة.

satellite imagery from November 12,2015satellite imagery from January 24,2016

Satellite imagery of Yarmuk. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

قال أحد سكان قرية شاهد إن أبو كعوبة، مثل اليرموك، تقع في جانب الساتر الذي شيدته البشمركة لمواجهة داعش أواخر عام 2015. قال الرجل إنه في أعقاب هجمات داعش على مكتب خالد في ديسمبر/كانون الأول 2014، هدم البشمركة قرية نهروان، وهي من القرى التي شيدها صدام حسين أثناء حملة التعريب في الثمانينيات. تؤكد صور القمر الصناعي أن أبو كعوبة واليرموك ونهروان على جانب البشمركة من التحصين الدفاعي، في حين أن مكتب خالد والمرة وشاهد على الطرف الآخر مباشرة، لكن في المنطقة التي تدخل ضمن نطاق البشمركة الدفاعي.

في رد حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش ذكرت – دون تحديد تواريخ – أن تدمير نهروان كان بسبب الغارات الجوية الثقيلة من التحالف، التي تُظهر آثارها صور القمر الصناعي أيضاً، وبسبب الأجهزة المتفجرة البدائية التي زرعها داعش. لم يتناول الرد كيف انفجرت الأجهزة المتفجرة البدائية. أكد رد حكومة إقليم كردستان أن البشمركة في القرية منعوا الناس في القرى المجاورة من تدمير البيوت في نهروان.

 

مجموعة من 3 قرى بين تازة وداقوق

تقع القريتان العربيتان سعد وخالد على مسافة كيلومترين إلى الغرب من طريق كركوك-تازة خورماتو السريع، في منتصف الطريق تقريبا بين تازة وداقوق. تقع قرية الوحدة إلى الغرب مباشرة من هذه الطريق الرئيسية، على مسافة كيلومترين آخرين إلى الجنوب.

قال السكان من هذه القرى الثلاث لـ هيومن رايتس ووتش إنهم مكثوا فيها لشهور بعد يونيو/حزيران 2014 تحت سيطرة داعش، لكنهم غادروا قبل أن تبدأ المعركة مع البشمركة في أواخر سبتمبر/أيلول 2014.[88] طبقا لاثنين من السكان، فقد صادر داعش سيارات خاصة وماشية وبعض الجرارات الزراعية، لكن لم يكن له تواجد داخل القرى، إذ فرض سيطرته عليها من عند أطرافها.[89] قبل معركة سبتمبر/أيلول قصف داعش المنطقة فقتل 15 شخصا وأصاب 33 آخرين بينهم مقاتلين عرب محليين دافعوا عن القرية، فضلا عن مدنيين. عندما غادر السكان، على حد قولهم، كانت البيوت كلها تقريبا سليمة إلى حد بعيد.[90]

صدّ داعش هجوم البشمركة في سبتمبر/أيلول 2014 لكن بعد 5 أشهر، في أواسط مارس/آذار 2015، استعادت البشمركة السيطرة على المنطقة، بما يشمل القرى الثلاث. نقل معهد دراسة الحرب، وهو معهد بحوث للشؤون العسكرية مقره واشنطن، عن وستا رسول، قائد البشمركة المسؤول عن المنطقة، قوله إنه في 9 مارس/آذار 2015: "شن البشمركة هجوما لتطهير منطقة تل الورد ومنطقة مكتب خالد وقرية الوحدة إلى الجنوب الغربي من مدينة كركوك".[91] ذكر المعهد قبل ذلك في 10 فبراير/شباط أن "غارات التحالف استهدفت تجمعات داعش ومقاره في القرى [الثلاث]" مضيفا أن البشمركة بدورهم قصفوا هذه التجمعات بالمدفعية والهاون.[92]

قال السكان لـ هيومن رايتس ووتش إن البشمركة أخذوا 3 أفراد منهم إلى القرى كمرشدين. قال واحد من الثلاثة لـ هيومن رايتس ووتش إنه بغض النظر عن بعض الدمار بسبب القذائف والرصاص، فإن بيوت الوحدة كانت قائمة عندما سيطرت قوات البشمركة على القرية.[93]

 

بعد أن قابل كبار القرية أسو ما ماند، رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، وهو الحزب الكردي الأكبر في المنطقة على حد قول السكان، سمح لهم بالعودة مؤقتا إلى بيوتهم، بعد يومين من انتهاء المعركة. في الوحدة، على حد قول أحد السكان، كانت جميع البيوت محترقة، لكن لم تُهدم، مع اختفاء كل الأمتعة. قال أحد سكان القرية الآخرين إنه عندما عاد بعد يومين من انتهاء المعركة إلى سعد، وجد بيته ما زال يحترق، مع احتراق القرية بأكملها، وتهدم 7 بيوت. قال الشخص الذي رافق البشمركة كدليل إنه رأى أغلب الأمتعة في مكانها لم تُمس ولم ير أي حرائق بعد إخراج البشمركة لداعش مباشرة من سعد والوحدة. تُظهر صور القمر الصناعي أدلة على ضرر سببه الحرائق لحق بأغلب البنايات في القرى الثلاث في الفترة من 14 فبراير/شباط 2015 إلى 5 أبريل/نيسان 2016.[94] بناء على شهادات السكان المحليين ودبلوماسيين ومشتغلين بالمساعدات الإنسانية وعناصر من البشمركة، أفاد موقع "فورين بوليسي" الأمريكي في يوليو/تموز 2015 عن الوحدة بأن – وبشكل يتسق مع الشهادات التي قدمها السكان لـ هيومن رايتس ووتش – أغلب البيوت كانت ما تزال قائمة والأمتعة لم تُمس لما رافق المرشدون المحليون قوات البشمركة إلى داخل القرى في أواسط مارس/آذار 2015.[95] بعد أيام، وبحسب أحد المسنين في القرية: "دخل البشمركة إلى القرية وجلبوا عصابة كردية متخصصة في أخذ كل شيء: الأسلاك والغسالات وكل أملاكنا".[96]

ذكر رد حكومة إقليم كردستان أن غارات التحالف الجوية و"صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون الكبيرة والمدفعية" تسببت في تدمير الوحدة وخالد، فضلا عن المتفجرات التي زرعتها داعش هناك. لم يتناول الرد الدمار اللاحق بقرية سعد أو مزاعم النهب والحرق في القرى الثلاث جميعا.

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from April 5,2016

Satellite imagery of Sa'd. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

جنوب غرب داقوق

في 2 ديسمبر/كانون الأول 2015 رافق باحثو هيومن رايتس ووتش قوات البشمركة إلى جبهة البومحمد، على مسافة 12 كيلومترا جنوب غربي داقوق. كانت قوات البشمركة على وشك الانتهاء من تشييد تحصين ترابي دفاعي إلى الغرب من البومحمد مباشرة. وقال كولونيل من البشمركة لـ هيومن رايتس ووتش إن داعش فخخ القرية، وقد استعادتها البشمركة في أغسطس/آب وقامت بتفجير أجهزة داعش البدائية عن بُعد.[97]

أعمال هدم وتدمير في البومحمد في سبتمبر/أيلول 2015.  © 2015 هيومن رايتس ووتش

وجدت هيومن رايتس ووتش القرية الصغيرة التي كان أغلب سكانها من العرب، مُدمرة بالكامل، إذ لم تبق منها سوى بعض جدران الطوب وبعض الأسقف التي ما زالت قائمة. كانت القرية خاوية من الأغراض المنزلية وغير ذلك من المتعلقات.

 

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from June 2,2016

Satellite imagery of Al-bu Muhammad. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from August 12,2016

Satellite imagery of Tel Rabi'. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

قال مقاتلو البشمركة وهم يشيرون باتجاه الشمال الغربي من عند نقطة محصنة على الجبهة، إن قرى دلس السفلى والعليا وتل ربيع – التي أصبحت خاوية تماما من السكان وتسيطر عليها البشمركة كمناطق ضمن مجال انتشارها الدفاعي – قد دُمرت بدورها نتيجة الغارات وتفجير البشمركة للأجهزة المتفجرة التي زرعها بها داعش.[98] تُظهر صور القمر الصناعي للقرى أن مبانيها قد استوت بشكل شبه كامل بالأرض لأسباب لا تقتصر على الغارات الجوية فحسب.

satellite imagery from February 14,2015satellite imagery from August 12,2016

Satellite imagery of 'Atshana. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

قال قيادي عربي في محافظة كركوك لـ هيومن رايتس ووتش إن عددا كبيرا من القرى قد دُمر، بدءا من ناحية الدبس إلى داقوق، بما يشمل البومحمد وعطشانة والعزيرية والمرة. قال إن مجتمعه أكد أن بعض التدمير بسبب النزاع العسكري، أو لمنع داعش من استخدام المباني، لكن في بعض القرى حدث الدمار، على حد قوله "لأسباب أخرى"، هي بالأساس منع العرب من العودة إليها.[99]

Al-'Azairyya Satellite imagery taken on February 12,2015Al-'Azairyya Satellite imagery taken from June 2,2016

Satellite imagery of Al-'Azairiyya. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

محافظة نينوى

في محافظة نينوى، استعاد البشمركة المنطقة الواقعة بين جبل سنجار وبحيرة الموصل من داعش بين أواخر أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول 2014. سيطر البشمركة على ناحية زمّار، من ناحية الحدود السورية في الغرب وحتى ما قبل بلدة زمّار مباشرة إلى الشرق، وذلك بحلول مطلع سبتمبر/أيلول 2014. تبادل داعش والبشمركة السيطرة على بلدة زمّار عدة مرات، حتى سيطرت عليها البشمركة واحتفظت بها في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2014. منذ مطلع عام 2015 ظلت الأراضي التي تمت استعادة السيطرة عليها مستقرة إلى حد بعيد.[100]

في ديسمبر/كانون الأول 2014 وثقت هيومن رايتس ووتش تدمير عدد كبير من بيوت العرب، وفي بعض الحالات تدمير قرى عربية كاملة، بمناطق ناحية زمّار بمحافظة نينوى، وكانت وقت زيارتنا تحت سيطرة البشمركة. نشرت هيومن رايتس ووتش تلك النتائج في فبراير/شباط 2015 وتشمل تصريحات لمسؤولين من البشمركة والأسايش يزعمون فيها أن الدمار وقع أثناء المعارك، بما يشمل الغارات الجوية وضربات قوات داعش.[101]

المعلومات التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015 تشير إلى أن قوات البشمركة والأسايش مسؤولة عن أعمال التدمير والهدم في الأيام والأسابيع والشهور التالية لاستعادة هذه المناطق من داعش، لا سيما في 3 قرى في زمّار زارتها هيومن رايتس ووتش: شيخان، حمد أغا، برزان، وأيضا بلدة البردية.

يُظهر تحليل صور القمر الصناعي الخاصة الملتقطة في 2014 و2015 أنه بالإضافة إلى التدمير الأولي الذي وثقته هيومن رايتس ووتش في ديسمبر/كانون الأول 2014، فقد وقع تدمير إضافي شديد في مطلع 2015، في الوقت الذي لم تعد فيه المنطقة ساحة معركة. زارت هيومن رايتس ووتش المنطقة في أغسطس/آب 2015 ووجدت أدلة داعمة لهذه المعلومات.

بعد اجتياح داعش لسهل نينوى بعدة أيام، في الأيام الأولى من أغسطس/آب 2014، وإخراجها البشمركة من سنجار وبلدات أخرى، شنت القوات الكردية هجوما مضادا، على امتداد الضفة الجنوبية لبحيرة الموصل وباتجاه الجنوب الشرقي.[102] سكان المنطقة من العرب والكرد بالإضافة إلى بعض الإيزيديين.[103]

أثناء زيارة في 2 أغسطس/آب 2015 وفي رحلة بالسيارة على امتداد الحدود مع سوريا، من بيشابور في الشمال إلى ما قبل سنون مباشرة، إلى جوار جبل سنجار جنوبا، رأت هيومن رايتس ووتش مشاهد للدمار من الطريق. ظهرت على العاصمة الإقليمية ربيعة أمارات القتال العنيف في البلدة، وكانت مآذن المساجد فيها ثقوب من الرصاصات. وكان الطريق إلى جنوب ربيعة تظهر إلى جانبيه بيوت وقرى مهدمة بالكامل. في قرية على مسافة 30 كيلومترا جنوبي ربيعة، لم يظهر على المكان أي هدم أو تدمير. قال السكان هناك لـ هيومن رايتس ووتش إن هذه قرية كردية.[104]

استعادت القوات الكردية السيطرة على بلدة ربيعة في مطلع أغسطس/آب 2014 وعلى سنون، إلى الجنوب، في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2014.[105]

ظهرت على الفور مزاعم بقيام البشمركة بهدم المنازل بعد المعركة، في خرق لقوانين الحرب.[106] هناك صحفي قابل عربا وأكرادا من سكان القرى، بالإضافة إلى عناصر من البشمركة، وقد وثق تدمير وهدم البيوت العربية في شيخان، وعمر خالد القريبة منها وبرزان في سبتمبر/أيلول 2014. أقر من تحدث إليهم بأن البشمركة ومدنيين أكراد أحرقوا ونهبوا ودمروا البيوت على سبيل الانتقام.[107f]

ناحية زمار

في أغسطس/آب 2015 قابلت هيومن رايتس ووتش 5 مزارعين أكراد من قرية كاني آزير (أويس) الكردية التي لم يلحق بها أعمال هدم. قالوا إنهم كانوا يزرعون حقول السكان العرب من شيخان، على مسافة كيلومترين إلى الغرب، وأن المُلاك العرب غادروا مع داعش إلى الموصل بعد استعادة البشمركة السيطرة على القرية في أواخر أغسطس/آب 2014.[108] قالوا إن داعش دمّر بعض البنايات في شيخان خلال الأسابيع الثلاثة التي قضاها في القرية في أغسطس/آب 2014، لكنهم بالإضافة إلى مزارعين أكراد آخرين من المناطق المجاورة – برفقة قوات البشمركة – أحرقوا بيوتا وهدموا بلدة شيخان بعد استعادة البشمركة السيطرة عليها في أواخر أغسطس/آب 2014.[109]

وثق معهد دراسة الحرب في 22 أغسطس/آب 2014 بداية هجوم قوات البشمركة في ناحية زمار، بدعم من الغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.[110]

زارت هيومن رايتس ووتش شيخان في ناحية زمار يوم 3 أغسطس/آب 2015، لتجد أنه لم يبق في القرية أية بنايات سليمة تقريبا، باستثناء مسجد أخضر.

ردت حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش بشأن محافظة نينوى قائلة إن "في قرية شيخان التي تقع على الجبهة، دُمرت نصف البنايات بسبب تبادل إطلاق النار (170 بيتا، 85 منها دُمرت) ... بسبب القصف المدفعي وقذائف الهاون".

منازل محترقة ومهدّمة في شيخان، وعليها كتابات "عاشت البشمركة".  © 2015 هيومن رايتس ووتش

بناء على تحليل صور القمر الصناعي توصلت هيومن رايتس ووتش إلى أدلة على دمار محدود لحق بالبنايات في شيخان يتسق مع كونه جراء تبادل نيران ثقيلة قبل 7 سبتمبر/أيلول 2014. كما وجدت هيومن رايتس ووتش أدلة من صور القمر الصناعي على أن أغلب بنايات الشيخان يُرجح أنها لم تُدمر جراء القصف المدفعي إنما باستخدام النار والمعدات الثقيلة والمتفجرات شديدة الانفجار. بدأ تدمير البنايات بعد 7 سبتمبر/أيلول 2014 وتسارعت وتيرته بين 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 و21 مارس/آذار 2015. هذه الفترة، التي سيطرت خلالها البشمركة على شيخان، شهدت تدمير نحو نصف البنايات. استمرت أعمال الهدم في عام 2015 ودُمرت أكثر من 30 بناية بين 22 أبريل/نيسان و9 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

satellite imagery from September 7,2014satellite imagery from October 9,2015

Satellite imagery of Sheikhan. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

في قرية حمد أغا (يُشار إليها أيضا باسم تل حمد أغا أو أحمد أغا)، على مسافة 3 كيلومترات إلى الجنوب من كاني أزير (أويس)، قال ضابط شرطة كردي لـ هيومن رايتس ووتش في 3 أغسطس/آب 2015 إنه تطوّع مع البشمركة لاستعادة القرى والبلدات المحيطة من داعش. قال إنه انضم إلى البشمركة والمدنيين الأكراد والإيزيديين في هدم وتدمير شيخان.[111]

قرية حمد أغا نفسها – ناحية ربيعة – تضم حيا كرديا على الطريق الرئيسية (يعتبر هذا الحي في بعض الخرائط جزءا من أويس) وحي عربي إلى الجنوب. عندما زارت هيومن رايتس ووتش القرية في 3 أغسطس/آب 2015 كان الحي الكردي سليما في حين دُمر الحي العربي. قال رجل شرطة لـ هيومن رايتس ووتش إنه شارك البشمركة في هدم الحي العربي في حمد أغا، على مسافة قصيرة إلى الجنوب، بعيدا عن الطريق الرئيسية، حيث رأت هيومن رايتس ووتش بوضوح البيوت المهدمة.[112] يُظهر تحليل صور القمر الصناعي 177 بيتا مدمرا في حمد أغا، تمثل 98 بالمائة من القرية. يُرجح أن أغلب البنايات قد هُدمت بالمعدات الثقيلة أو أُحرقت بين 7 يونيو/حزيران و7 سبتمبر/أيلول 2014. استمرت أعمال الهدم التي استهدفت البنايات الأكبر، التي يُرجح أنها دُمرت بمتفجرات شديدة الانفجار، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أو نحوه.

satellite imagery from June 7,2014satellite imagery from September 7,2014

Satellite imagery of Hamad Agha. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

ردت حكومة إقليم كردستان على نتائج هيومن رايتس ووتش قائلة إن "في قرية حمد أغا... دُمر 120 بيتا... بسبب المدفعية وقذائف الهاون".

أشار ردّ حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش في مارس/آذار 2016 إلى أن البردية – وهي بلدة تبعد 8 كيلومترات عن حمد أغا، إلى الشرق، في ناحية زمار - "والمناطق المحيطة مأهولة بالسكان الأكراد (قبيلة حسيني على وجه الدقة) وليس فيها سكان عرب". زارت هيومن رايتس ووتش البردية في 3 أغسطس/آب 2015 وقابلت سكانا أكراد ومسؤولين ورجل شرطة من العرب السنة من قرية قريبة. قال السكان الأكراد إنهم كانوا ولسنوات يعيشون مع جيران عرب سنة دون مشاكل، ولا يصدقون أن بعضهم انضموا إلى داعش.[113] في حين لا يمكن لـ هيومن رايتس ووتش أن تحدد بدقة أي قطاع من سكان البردية هم العرب السنة، فقد أشار السكان إلى أن العرب السنة يعيشون بينهم وليس في حي بعينه.

على مسافة قريبة من البردية، قرب محطة للمياه، توجد مزرعة دواجن يملكها رجل عربي سني من المنطقة قال السكان الأكراد ومهندسون عرب سنة في محطة المياه إنه أصبح الزعيم المحلي لداعش وهو مسؤول عن الإعدام الميداني لعائلة إيزيدية كانت تعمل في مزرعته.[114] قال السكان إن قوات البشمركة دمرت مزرعة الدواجن بمتفجرات.

مزرعة دجاج يملكها قائد محلي في داعش يُزعم أنه قتل 24 إيزيديا قرب المزرعة على بحيرة الموصل، وقد دُمرت على يد من قال السكان إنهم عناصر البشمركة.  © 2015 هيومن رايتس ووتش

وراء مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في البردية منطقة مفتوحة إلى جوار البيوت المُدمرة. قال المسؤولون والسكان إن داعش هدم نحو 10 بيوت في البلدة كانت لضباط أمن أكراد، خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة التي قضاها داعش في البردية في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2014.[115]

قال صاحب متجر كردي لـ هيومن رايتس ووتش إنه تقدم مع البشمركة كمتطوع في صفوفها في أواخر أغسطس/آب 2014 لكن توقفوا عند البردية. هناك، على حد قوله، قام برفقة المدنيين الأكراد وقوات البشمركة والأسايش بتدمير بيوت السكان العرب "لأنهم كانوا دواعش"، "بعضهم كانوا من جيراني لسنوات". قال صاحب المتجر إن جميع الأكراد فروا من البلدة عندما جاءت داعش، وغادر جميع العرب عند مجيئ البشمركة.[116] قال نحو 15 شخصا مشردا من قرية قريبة كانوا يعيشون على أطراف البردية لـ هيومن رايتس ووتش إنهم رأوا البشمركة والمدنيين الأكراد يدمرون البيوت في البردية. قالوا إن المدنيين الأكراد أخبروهم بأنهم جاءوا من أربيل والسليمانية إلى البردية، التي كان لهم فيها بيوت قبل أن يدخلها العرب كجزء من حملة التعريب التي نظمها الرئيس الأسبق صدام حسين.[117]

 منازل عربية يُزعم أن البشمركة وأكراد في البردية قد دمروها.  © 2015 هيومن رايتس ووتش

قالت حكومة إقليم كردستان في رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها لـ هيومن رايتس ووتش في 5 يونيو/حزيران 2016 إن في البردية "83 بيتا دمرت بالغارات الجوية".[118] ردّ حكومة إقليم كردستان في 30 يونيو/حزيران لم يأت على ذكر البنايات المُدمرة في البردية.

أثناء زيارة هيومن رايتس ووتش لناحية زمار في ديسمبر/كانون الأول 2014 وجدت الجدران القريبة من بعض البيوت المهدمة مكتوب عليها شعارات مناهضة للعرب. الأكراد فقط هم من عادوا إلى القرية منذ إخراج البشمركة لداعش منها في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وكانت بيوت كثيرة في الحي العربي عليها أمارات التعرض للحرق. كان مكتوبا على أحد الجدران "وقف الدولة الإسلامية" بالعربية، وكلمات "الدولة الإسلامية" مشطوبة ومكتوب فوقها "الكرد". أشار عدة سكان لأنقاض أحد البيوت وقالوا إنهم رأوا البشمركة يهدمونه لأنه يخص شخص عربي سني كان يتعاون مع داعش. قال بعض السكان الأكراد إنهم رأوا أكرادا محليين يدمرون بيوتا للعرب في البردية والشيخان وبرزان عند عودتهم، في حين قال آخرون إنهم رأوا البشمركة يفعلون ذلك.[119]

تُظهر صور القمر الصناعي في الفترة من يونيو/حزيران 2014 إلى مارس/آذار 2016 3 مناطق مختلفة لحق بها الدمار في البردية، مع تهدّم 365 بيتا في المُجمل، وأغلبها دُمرت بعد يناير/كانون الثاني 2015، وحينها كانت البشمركة قد رسخت سيطرتها على القرية. بحلول أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2014 كانت قوات البشمركة قد سيطرت على بلدة زمّار، 20 كيلومترا إلى الجنوب من البردية.[120] لا تعرف هيومن رايتس ووتش بهجمات لداعش على مناطق شمالي زمّار بعد هذا التاريخ. تُظهر صور القمر الصناعي الملتقطة بين يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول 2015 تدمير أكثر من 200 بناية في البردية خلال تلك الفترة.

satellite imagery from January 2,2015satellite imagery from March 23,2016

Before: Satellite imagery © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView After: Satellite imagery © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView

Satellite imagery of Bardiya. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

في قرية رابعة هي برزان – 6 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من البردية – وجدت هيومن رايتس ووتش في أغسطس/آب 2015 دمارا تاما. لم يكن في القرية حجر على حجر. وكان حراس البشمركة متمركزون عند مخرجي القرية.

قال سكان نزحوا من برزان لـ هيومن رايتس ووتش في 3 أغسطس/آب 2015 إنه قد وقعت غارة جوية واحدة أثناء احتلال داعش للقرية، وقد استهدفت حاجزا أمنيا عند عين فراس، 3 كيلومترات جنوبي القرية، فقتل أحد حراس داعش.[121] كما دمر داعش بعض بيوت مسؤولي الأمن في برزان، على حد قولهم، وأدى قصف مدفعية البشمركة إلى أضرار خفيفة بأحد البيوت. قال السكان إنهم تمكنوا من الذهاب إلى صمود، على مسافة 5 كيلومترات إلى الشرق، مع دخول البشمركة إلى القرية، وأنهم مكثوا بها أثناء بسط البشمركة سيطرتها على برزان. قالوا إنهم رأوا البشمركة في برزان عندما وقفوا لدى حاجز أمني خارج القرية على الطريق إلى البردية.[122]

 أعمال هدم وتدمير في برزان.  © 2015 هيومن رايتس ووتش

قالوا إنه بعد استعادة البشمركة السيطرة على برزان، لم تدخل قوات أخرى القرية، لكن كل يوم على مدار عدة أسابيع كانوا يسمعون انفجارات من قريتهم، على الأقل 3 مرات يوميا، وذات يوم سمعوا نحو 27 انفجارا. من صمود، وعند الحاجز الأمني، على حد قولهم، رأوا ألسنة اللهب والدخان المتصاعد من البيوت المحترقة. قالوا إنهم لم يشاهدوا أية غارات جوية في تلك الفترة.[123]

ورد في رد حكومة إقليم كردستان على هيومن رايتس ووتش: "الأغلبية العظمى من الممتلكات في القرية تعرضت للإحراق على يد طائفة كبيرة من الإيزيديين انتقاما من [السكان] على مشاركتهم في القتل الجماعي للإيزيديين". يقول الرد إن جهود البشمركة لمنع إحراق البيوت فشلت بسبب "كثرة عدد السكان الإيزيديين". فيما يخص تدمير البنايات، كتبت حكومة إقليم كردستان أن "523 بيتا دُمرت في قرية بارزن كه، بينها البيوت التي وضع فيها داعش الأجهزة المتفجرة البدائية"، مع عدم ذكر من قام بالتدمير. سبب "استهداف" برزان "بشكل خاص" كان دور البلدة "كبؤرة مركزية لدعم مجموعات الدولة الإسلامية... وكذلك لكونها بؤرة تجنيد لمقاتلي داعش وقادتها [ولأنها كان يسكنها] الكثير من الجناة الذين ارتكبوا أعمال القتل الجماعي للإيزيديين". هذه الحجة لا تستوفي مطلب قوانين الحرب بضرورة أن يكون تدمير الممتلكات – بصفة قانونية – من منطلق هدف عسكري ملموس (الضرورة العسكرية) وألا يكون التدمير مفرطا أو عشوائي.

تشير صور القمر الصناعي إلى أن ما لا يقل عن رُبع التدمير في برزان وقع بعد 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، في فترة لم تشهد مناوشات في القرية أو حولها، وكانت حينها تحت سيطرة البشمركة.[124]

satellite imagery from September 7,2014satellite imagery from January 2,2015

Satellite imagery of Barzan. © 2016 CNES - Airbus DS; DigitalGlobe - NextView 

إن قُرب القرى السليمة المأهولة بالأكراد، قرى عويس وحمد أغا وكذلك أجزاء كبيرة من البردية، من القرى المأهولة بالعرب السنة التي دُمرت، قرى شيخان ومناطق من حمد أغا والبردية، هو أمر يناقض الادعاء بأن داعش هو المسؤول عن التدمير الممنهج لهذه المواقع. الغالبية العظمى من الدمار كما يبدو في صور القمر الصناعي وقعت بعد أن سيطرت البشمركة على القرى، وأنساق التدمير تبدو متسقة مع كونها بسبب النار والمعدات الثقيلة والمتفجرات شديدة الانفجار، وهذا مناقض للزعم بأن الغارات الجوية أو القصف المدفعي هما المسؤولان عن التدمير. لم تقدم حكومة إقليم كردستان تفسيرا لتفجيرها الأجهزة المتفجرة البدائية التي فخخ بها داعش البنايات في برزان، وكيف أن هذا العمل كان ضرورة عسكرية حتمية في حين كانت قواتها تسيطر بالفعل على المنطقة.

طبقا لوزارة الدفاع الأمريكية، فإن الغارات الجوية الأمريكية ضد داعش بين مطلع أغسطس/آب وأواسط سبتمبر/أيلول 2014 "قرب سد الموصل" أصابت 10 مواقع قتالية و3 مواقع للقصف بالهاون و3 نقاط للبنادق الآلية و3 بنايات و10 أجهزة متفجرة بدائية، بالإضافة إلى بعض المركبات والحواجز الأمنية. الغارات الجوية التي تناهز الـ 30 غارة لا تكفي لتفسير الدمار اللاحق بقرى كاملة، فضلا عن شهادات الشهود التي أفادت بقلة الغارات الجوية على قرية برزان.[125]

III. المعايير القانونية

يحدد القانون الدولي الإنساني – قوانين الحرب – سير الأعمال القتالية في النزاعات المسلحة، وكذا يفعل القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو مُنطبق في كل الأوقات.

تتوفر القواعد الخاصة بأساليب ووسائل الحرب والقتال في "البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 لاتفاقيات جنيف" (البروتوكول الأول).[126] أغلب مواد البروتوكول الأول تعكس القانون الدولي العرفي المنطبق على النزاعات المسلحة غير الدولية.[127]

يُعتبر مبدأ التمييز في صلب قوانين الحرب، ويتطلب تمييز أطراف النزاع في كل الأوقات بين المقاتلين والمدنيين. يمكن لأطراف النزاع توجيه العمليات إلى المقاتلين والأهداف العسكرية الأخرى فقط، مع حظر أي استهداف للمدنيين والأعيان المدنية، سواء بالهجمات أم بالأعمال الانتقامية.[128] جميع الأعيان المدنية لا تعتبر أهدافا عسكرية. الأهداف العسكرية هي "تلك التي تسهم مساهمة فعالة في العمل العسكري سواء كان ذلك بطبيعتها أم بموقعها أم بغايتها أم باستخدامها، والتي يحقق تدميرها التام أو الجزئي أو الاستيلاء عليها أو تعطيلها في الظروف السائدة حينذاك ميزة عسكرية أكيدة". تبقى الأعيان المدنية مشمولة بالحماية من الهجمات ما لم تستخدم لأغراض عسكرية وأثناء مدة استخدامها بهذه الصفة لا أكثر.[129]

على أطراف النزاع بذل رعاية متواصلة لتفادي السكان المدنيين والأعيان المدنية أثناء القتال.[130] على أطراف النزاع اتخاذ احتياطات من أجل تفادي حدوث خسائر بصفة عرضية في أرواح المدنيين أو الإضرار بالأعيان المدنية، أو في كل الحالات تقليص تلك الخسائر أو الأضرار.[131]

تحظر قوانين الحرب تدمير أو مصادرة ممتلكات الخصم ما لم تكن مطلوبة لضرورة عسكرية حتمية.[132] تعرّف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تعليقها على البروتوكولين الاختياريين لعام 1977 الضرورة العسكرية بصفتها "ضرورة اتخاذ إجراءات لا غنى عنها لتحقيق أهداف الحرب، وتكون قانونية بمقتضى قوانين وأعراف الحرب".[133]

تحظر قوانين الحرب أيضا الهجمات العشوائية – أي الهجمات غير الموجهة إلى هدف عسكري بعينه. المادة 51 (5) (أ) تنص على أن الهجوم العشوائي هو: "الذي يعالج عدداً من الأهداف العسكرية الواضحة التباعد والتميز بعضها عن البعض الآخر والواقعة في مدينة أو بلدة أو قرية أو منطقة أخرى تضم تركزاً من المدنيين أو الأعيان المدنية، على أنها هدف عسكري واحد".

توصلت هيومن رايتس ووتش في الحالات التي يستعرضها التقرير إلى أن تدمير قوات البشمركة للممتلكات – في بعض الحالات بالتعاون مع قوات الأمن الداخلي (الأسايش) ومدنيين أكراد – كان مفرطا وينتهك بوضوح الحظر على تدمير الأعيان المدنية. لا توجد أدلة على أن التدمير – لا سيما التدمير الكامل في حالات عدة – يستوفي مطلب الضرورة العسكرية الحتمية، هذا إذا كانت بعض البنايات المدنية قد استُخدمت حقا في أغراض عسكرية وقت تدميرها، وإن كان تدمير تلك البنايات وقت حدوثه يحقق ميزة عسكرية أكيدة.

الأجهزة المتفجرة البدائية التي تنفجر بمجرد اقتراب شخص منها أو ملامسته لها تندرج ضمن تعريف الألغام المضادة للأفراد. تمنع اتفاقية حظر الألغام لسنة 1997، والعراق طرف فيها، استخدام الألغام المضادة للأفراد في جميع الظروف. هناك أسباب عدة لاعتبار أن حجج حكومة إقليم كردستان بأن قواتها اضطرت لهدم البنايات بسبب الأجهزة المتفجرة البدائية هي حجج لا تلبي مشروعية أعمال الهدم هذه. (حكومة إقليم كردستان ذكرت هذه الحجة بوضوح في موقع واحد هو إدريس خزعل، حيث لا توجد مؤشرات على زرع داعش لأجهزة متفجرة بدائية هناك. وفي مواضع أخرى من الردود تشير حكومة إقليم كردستان إلى أن الأجهزة المتفجرة تسببت في الدمار، دون تحديد كيف أو لماذا). أولا، الحجة المذكورة لا تتصدى لحقيقة أن في مواقع عدة تم تدمير البنايات الخاصة بالعرب فحسب رغم أنها ملاصقة لبنايات تخص أكرادا، في حين أنه في مواقع أخرى لم تكن هناك أجهزة متفجرة مزروعة في البنايات المُدمرة. في محافظة نينوى، كانت المناطق العربية المُدمرة في البردية مجاورة للمناطق الكردية التي ظلت سليمة لم تُمس، وكان الجزء الكردي السليم في قرية حمد أغا (عويس) إلى جوار الجزء العربي المهدوم، وكان الجزء العربي المهدوم في شيخان يقع على مسافة قريبة منه. في محافظة كركوك، هدمت قوات أمن حكومة إقليم كردستان بنايات في قوشقاية وقره تبه وإدريس الهندية القديمة، وهي أماكن لم يسيطر عليها داعش مطلقا ومن ثم فلم يلحق بها دمار جراء المعارك، ولم تكن مفخخة بالمتفجرات على يد داعش. (يبدو في قوشقاية وقره تبه أن الهدم ربما وقع انتقاما من ملاك البيوت الذين يُزعم أنهم انضموا إلى داعش، والهجمات الانتقامية ضد الأعيان المدنية في غياب الضرورة العسكرية تعتبر غير قانونية). في إدريس خزعل وإدريس خباز، استخدمت قوات الأمن الكردية الجرافات في تدمير البيوت، وليست هذه بالطريقة الآمنة للتخلص من الأجهزة المتفجرة المزروعة، إن وُجدت. تُظهر صور القمر الصناعي أعمال حرق في عدة قرى في نينوى، وهي بدورها ليست وسيلة فعالة للتطهير من الأجهزة المتفجرة. في بعض الأماكن وقعت أعمال نهب للأمتعة من البنايات المُدمرة، ما يقوض الزعم بأن الهدم كان وسيلة للتخلص من خطر الأجهزة المتفجرة المرتجلة.

ثانيا، لكي تصبح إزالة الأجهزة المتفجرة عن طريق تفجيرها عملا قانونيا، كان على حكومة إقليم كردستان إظهار وجود ضرورة عسكرية حتمية لذلك، لكنها لم تتقدم بهذه الحجة في ردودها. على النقيض، يبدو أن قوات حكومة إقليم كردستان قد تركت أجهزة متفجرة لأسابيع وشهور – إن وُجدت – في البنايات المهدومة، بعد دحر عناصر داعش في أحد المواقع. إذن تغيب الإجابة عن سؤال لماذا لم تترك البشمركة الأجهزة المتفجرة البدائية لمدة أطول إلى أن تصل إليها فرق تطهير ألغام مختصة. قال قادة للبشمركة أيضا إنهم يفتقرون إلى خبرات تفكيك الأجهزة المتفجرة المرتجلة، ما أدى إلى وقوع خسائر. مرة أخرى، كان تطويق القرى الملغمة خيارا أكثر أمنا من تفجير الأجهزة المتفجرة عن بُعد، ما يؤدي إلى تناثر متفجرات غير مرئية، ما يجعل المنطقة كلها غير آمنة ويعقد من جهود تطهير مخلفات الحرب في المستقبل، وهو العمل الذي قالت حكومة إقليم كردستان إنها تعكف عليه.

الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب التي تُرتكب بقصد إجرامي تعتبر جرائم حرب. تشمل جرائم الحرب "تدمير ممتلكات العدو أو الاستيلاء عليها ما لم يكن هذا التدمير أو الاستيلاء مما تحتمه ضرورات الحرب"[134] والعقاب الجماعي، المُعرّف بصفته فرض عقوبات أو المضايقات على أساس جماعي وليس من منطلق المسؤولية الفردية.[135]

بموجب قوانين الحرب، على الدول واجب التحقيق في جرائم الحرب التي يُزعم ارتكاب عناصر قواتها المسلحة لها، أو أي أفراد ضمن الولاية القانونية للدولة. يمكن تحميل الأفراد المسؤولية الجزائية جراء محاولة ارتكاب جريمة حرب، وكذا المساعدة فيها أو تيسيرها أو المعاونة عليها أو دعمها. المسؤولية قد تقع أيضا على الأفراد الذين خططوا لارتكاب جرائم حرب أو حرضوا عليها.[136] يمكن أيضا ملاحقة القادة والزعماء المدنيين قضائيا على جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية من منطلق مسؤولية القيادة، إذا عرفوا أو كان بوسعهم المعرفة بوقوع جرائم حرب ولم يتخذوا التدابير الكافية لمنع ارتكابها أو لمعاقبة الأشخاص المسؤولين عنها.[137]

من تتبين مسؤوليتهم يجب أن يحاكموا محاكمة عادلة أمام محاكم تستوفي المعايير الدولية للمحاكمة العادلة.[138] كما تطالب قوانين الحرب الدولة بتقديم الجبر الكامل لضحايا انتهاكات قوانين الحرب.[139]

"مبادئ بنهيرو المتعلقة برد المساكن والممتلكات إلى اللاجئين والمشردين" تشمل الحق في رد أو تعويض الممتلكات التي حرموا منها بصفة غير قانونية أو تعسفية (المبدأ 1 والمبدأ 21)، وعدم التمييز بناء على الدين أو العرق أو اللغة (المبدأ 3)، والحق في تمتع المرء سلميا بأمتعته (المبدأ 7) والحق في حرية التنقل (المبدأ 9)، والحق في الحماية من التشريد القسري (المبدأ 5).[140]

شكر وتنويه

أجرى بحوث هذا التقرير وكتبه باحث من قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش. أجرت ليتا تايلر الباحثة الأولى في برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش بعض البحوث المشمولة في التقرير.

قدم جوش ليونز مُحلل صور القمر الصناعي في هيومن رايتس ووتش التحليل لصور القمر الصناعي الوارد في التقرير. راجع التقرير كل من سارة ليا ويتسن – المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – وجو ستورك – نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – وتوم بورتيوس، نائب مدير قسم البرامج. قدم المراجعة القانونية للتقرير كلايف بالدون، الاستشاري القانوني الأول. ساعد في إنتاج التقرير وتنقيح مسوداته سركيس بلخيان، المنسق الأول في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

صممت التقرير وخرائطه غريس تشوي، مديرة المطبوعات. أعد التقرير للنشر كل من أوليفيا هانتر – أخصائية المطبوعات – وفيتزروي هوبكنز، المدير الإداري.

تتقدم هيومن رايتس ووتش بالشكر للأفراد الذين أطلعونا على تجاربهم وخبراتهم، التي كان من المستحيل إعداد التقرير من دونها. في حالات عدّة، قدم أفراد معلومات رغم احتمال تعرض سلامتهم الشخصية للخطر، ورغم الظروف شديدة الصعوبة.

الملحق I: قرار رسمي صادر عن مسعود بارزاني،
رئيس إقليم كردستان

إن إقليم كردستان وسلطاته الحاكمة يوليان أهمية كبرى لقضايا حقوق الإنسان والقانون الإنساني، لا سيما في مرحلة الحرب القائمة. من ثمة، يتم تنفيذ جميع الإجراءات لضمان تجنب وقوع أي انتهاكات لهذه المبادئ. من هذا المنطلق، فإن إقليم كردستان، رئيس إقليم كردستان الرئيس مسعود بارزاني بنفسه، قد أصدر قرارا في مارس/آذار 2016 يجرّم أية حالات فردية لا يتم فيها الوفاء بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الإنساني.

إن هذا القرار لشاهد على جدّية تناول إقليم كردستان لمسألة الحكم الرشيد ومراعاة حقوق الإنسان، حتى في فترات النزاع، ويتناول هذا القرار عددا من المسائل المتصلة أيضا ببعض الأمور الجاري مناقشتها في مذكرة التفاهم، ويعد من المهم لفت انتباه هيومن رايتس ووتش إليها. فيما يلي نسخة مُترجمة من القرار الرئاسي:

القرار رقم (3) – مارس/آذار 2016

بناء على "قانون رقم 1 لعام 2006 الصادر عن رئاسة إقليم كردستان" المُعدّل، وعلى ضوء الأوضاع الحالية في إقليم كردستان، وتشمل الحرب الشاملة ضد منظمة الدولة الإسلامية الإرهابية، ومن منطلق ضرورة الحفاظ على سمعة وإنجازات قوات البشمركة في المجتمع الدولي، فإنه وبموجب هذا القرار، يتعين على جميع قادة البشمركة وضباطها مراعاة القواعد التالية والالتزام بها.

  1. التأكيد على التزامنا بالأمر رقم 120 بتاريخ 21 أغسطس/آب 2014 الذي حث وزارة داخلية حكومة إقليم كردستان ووزارة البشمركة والهيئات الأخرى ذات الصلة، على الحفاظ على السمعة الممتازة لقوات البشمركة وحماية المدنيين أثناء الحرب ضد الدولة الإسلامية عن طريق الدفاع عن حياتهم والالتزام بالمعاملة الحسنة أثناء العمليات.
  2. يجب في كل الحالات الممكنة حماية المدنيين من أي تهديد لأرواحهم أو ممتلكاتهم، وكذلك حماية بلداتهم وقراهم التي تحررها قوات البشمركة.
  3. يجب عدم اعتقال أي مدني دون أدلة قانونية كافية تستند إلى قانون. يجب إحالة جميع حالات الاعتقال إلى محاكم لها اختصاص على الاتهامات، ويجب أن تكون المداولات القضائية متفقة مع القوانين والأنظمة القضائية.
  4. يجب عدم نقل أي مدني من منطقته السكنية بالمناطق المحررة على يد البشمركة إلا بمنطق/مبرر قانوني أو عسكري كاف.
  5. لا تُقيّد تنقلات المدنيين الحرة في المناطق المحررة إلا في إطار الأنظمة الأمنية والعسكرية المرعية في منطقة إقليم كردستان. الاستثناء في هذا هو المناطق التي تقع على مشارف الجبهات بين قوات البشمركة ومقاتلي الدولة الإسلامية مباشرة.
  1. يجب مراعاة المبادئ الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني فيما يخص المدنيين بالمناطق الواقعة على الجبهة.
  2. أي جهة أو فرد يرتكب أعمالا مناقضة للأوامر المذكورة أعلاه سوف يواجه إجراءات قانونية.

********* هذا الأمر نافذ من تاريخ نشره **********

مسعود بارزاني

رئيس إقليم كردستان

رئيس أركان قوات البشمركة

[1] تم تسجيل صور القمر الصناعي المستخدمة في هذا التقرير في التواريخ التالية: 11 مارس/آذار، 7 و22 يونيو/حزيران، 18 أغسطس/آب، 1 و7 و28 سبتمبر/أيلول، 5 و11 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. 2 يناير/كانون الثاني، 5 و10 و14 فبراير/شباط، 21 مارس/آذار، 22 أبريل/نيسان، 20 و21 و26 مايو/أيار، 12 أغسطس/آب، 15 سبتمبر/أيلول، 9 و10 أكتوبر/تشرين الأول، 1 و12 و18 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. 24 يناير/كانون الثاني، 12 فبراير/شباط، 23 مارس/آذار، 5 و7 أبريل/نيسان، 23 مايو/أيار، 2 يونيو/حزيران، 2 يوليو/تموز 2016.

صور القمر الصناعي المستخدمة في التقرير تم جمعها من الأقمار الصناعية التجارية:

Pléiades-1A/B, SPOT-6 and SPOT-07 (Copyright: CNES 2016; Distribution Airbus DS), WorldView-1, WorldView-2, GeoEye-1 (Copyright: DigitalGlobe 2016 – NextView Distribution License).

[2] دستور العراق، 2005، مادة 117. فيما يخص النمو الاقتصادي انظر على سبيل المثال:

Ministry of Planning, Kurdistan Regional Government, Regional Development Strategy for Kurdistan Region 2012-2016, 2011, http://www.mop.gov.krd/resources/MoP%20Files/PDF%20Files/gd_ps/regional_development_strategy.pdf

) تم الاطلاع في 24 ابريل/نيسان 2016 (

[3]“Peshmerga have Jalawla; ISIS on the run,” Rudaw, November 23, 2011, http://rudaw.net/english/middleeast/iraq/2311201

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

and “ISIS defeats Kurds in flashpoint Iraq town of Jalawla,” Alarabiya news, August 11, 2014,
http://english.alarabiya.net/en/News/middle-east/2014/08/11/ISIS-defeat-Kurds-in-flashpoint-Iraq-town-of-Jalawla-.html

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[4] سلطة التحالف الموقتة، "قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية للعام 2001"، 8 مارس/آذار 20014، http://www.iraqja.iq/view.78

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016)، المادة 58.

[5] قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، http://www.constitutionnet.org/files/transitional_admin_law_2003.pdf

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016) المادة 158.

[6] Human Rights Watch, Genocide in Iraq: The Anfal Campaign Against the Kurds, July 1993, https://www.hrw.org/reports/1993/iraqanfa

كما ورد في تقرير يعود لعام 2011 صادر عن "معهد السلام الأمريكي":

كذلك تورطت الحكومة البعثية في سياسات متعمدة وممنهجة لضمان السيطرة على ما يوصف الآن بالأراضي المتنازع عليها، عن طريق طرد مئات الآلاف من الأكراد والأقليات الأخرى، وتدمير مئات القرى الكردية، ومصادرة أراض كردية وتركمانية وتوزيعها على مستأجرين زراعيين بعقود من المزارعين العرب الشيعة بالأساس، من جنوب العراق، و"التصحيح القومي" الجبري للأقليات العرقية غير العربية بحيث تصف نفسها بأنها عربية، ومنع غير العرب من تبوء مناصب في شركة نفط شمال العراق والشركات الأخرى المملوكة للدولة وإعادة ترسيم الحدود الإدارية في شمال العراق بما يضمن تقليص تجمعات الأقليات العرقية في الوحدات الإدارية المختلفة.

ورد في:

Sean Kane, “Iraq’s Disputed Territories. A View of the Political Horizon and Implications for U.S. Policy,’ United States Institute of Peace, 2011, http://www.usip.org/sites/default/files/resources/PW69.pdf,

.) تم الاطلاع في 24 ابريل/نيسان 2016(

[7] Peter Van der Auweraert, “Property Restitution in Iraq: Presentation at the Symposium on Post-Conflict Property Restitution,” hosted by the United States Department of State Bureau of Population, Refugees, and Migration; Bureau of Intelligence and Research; Office of the Coordinator of Reconstruction and Stabilization, September 6-7, 2007, System Planning Corporation,
 http://2001-2009.state.gov/documents/organization/98032.pdf, 8 .
ص, تم الاطلاع في 24 ابريل/نيسان 2016

[8] مجموعة الأزمة الدولية، "العراق والأكراد: اضطراب على خط التماس"، تقرير رقم 88، 8 يوليو/تموز 2009،
https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/gulf-and-arabian-peninsula/iraq/iraq-and-kurds-trouble-along-trigger-line, لصفحات: 7- 17

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[9] مجموعات الأزمات الدولية، "العراق والأكراد: مواجهة مخاوف الانسحاب"، تقرير رقم 103، 28 مارس/آذار 2011،
https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/gulf-and-arabian-peninsula/iraq/iraq-and-kurds-confronting-withdrawal-fears, ص. 4 (تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[10] Haywa Ridha, “Article 140.The Elephant at the Negotiating Table as Kurds and Iraqis Reach Oil Deal,” Niqash, December 11, 2014, http://www.niqash.org/en/articles/politics/3593/

)تم الاطلاع في 24 ابريل/نيسان 2016.(

[11] هيومن رايتس ووتش، "العراق: على أرضية هشة – العنف ضد الأقليات في المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى"، نوفمبر/تشرين الثاني 2009، https://www.hrw.org/sites/default/files/reports/iraq1109arweb.pdf، ص 5.

[12] السابق، ص. 2

[13] Mohammed A. Salih, “Will Iraqi-Kurdish conflict break out in Ninevah?,” Al-Monitor, June 10, 2016,

http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2016/06/iraq-nineveh-kurds-control-isis-army.html#ixzz4BXz46K1I

(تم الاطلاع في 13 يونيو/حزيران 2016)

[14] مجموعة الأزمات الدولية، "تسليح أكراد العراق: محاربة تنظيم الدولة، واستدراج الصراع"، تقرير الشرق الأوسط رقم 158، 12 مايو/أيار 2015،
https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/gulf-and-arabian-peninsula/iraq/arming-iraq-s-kurds-fighting-inviting-conflict، ص. 24،
(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[15] Presidency of Kurdistan Region, “Kurdistan Region,” with map, no date, http://www.presidency.krd/english/ndisplay.aspx?sm=5yBwBg+oqQY

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[16] Voice of America, “Exclusive: Kurdish PM Says Mosul Operation Still in ‘Planning Stage’.” July 24, 2016 http://www.voanews.com/a/exclusive-kurdish-prime-minister-mosul-operation-planning-stage/3432751.html,

.(تم الاطلاع في 28 سبتمبر/أيلول 2016)

[17] Susannah George and Qassim Abdul-Zahra, “Mosul Fight is Already Redrawing the Map of Northern Iraq,” Associated Press, August 27, 2016 http://bigstory.ap.org/article/5271b7f7d7e244e5a9be573ea8919058/mosul-fight-already-redrawing-map-northern-iraq

. (تم الاطلاع في 13 سبتمبر/أيلول 2016)

[18] السابق.

[19] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الجنرال شيخ جعفر مصطفى، 1 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[20] International Committee of the Red Cross, Commentary of 1987, Basic Rules, Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August 1949, and relating to the Protection of Victims of International Armed Conflicts (Protocol I, 8 June 1977, para 1389 https://ihl-databases.icrc.org/ihl/COM/470-750044?OpenDocument,

.(تم الاطلاع في 29 سبتمبر/أيلول 2016)

[21] زارت هيومن رايتس ووتش إدريس الهندية القديمة، وإدريس خزعل وإدريس خباز ومكتب خالد والبومحمد وتل ربيع ودلس وقره تبه وقوشقاية في محافظة كركوك، وزارت برزان وبردية وحمد أغا وشيخان في محافظة نينوى.

[22] قابلت هيومن رايتس ووتش سكانا وشهودا على الدمار والهدم في المرة والشاهد واليرموك ونهروان وأبو كعبة وسعد وخالد ووهبة، وهي جميعا من قرى محافظة كركوك، ولم نتمكن من الذهاب لهذه القرى لاعتبارات أمنية.

[23] مكتب خالد، البومحمد، تل ربيع، دلس، برزان، حمد أغا (الحي العربي) وشيخان، كانت خاوية من السكان.

[24] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان المرة، كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015، ومع أحد سكان برزان، بردية، 3 أغسطس/آب 2015، ومع صاحب متجر من بردية، بردية، 3 أغسطس/آب 2015، ومع أحد سكان الوحدة، عمر بن الخطاب، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[25] أدت الغارات الجوية إلى أضرار جسيمة في كبيبة، على حد قول أحد سكان القرية. توصلت هيومن رايتس ووتش إلى 32 موقعا متمايزا لانفجارات في كبيبة من فحص صور القمر الصناعي المسجلة في 15 سبتمبر/أيلول و10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، ويتفق نسق التدمير مع كونه باستخدام ذخائر ثقيلة ملقاة جوا. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان قرية كبيبة، كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015. ذكر آخرون إن غارات جوية وقعت على برزان والوحدة وسعد وخالد والمرة، مقابلات هيومن رايتس ووتش مع سكان قرى برزان والبردية، 3 أغسطس/آب 2015، ومع سكان قرى الوحدة وسعد وخالد في عمر بن الخطاب، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، ومع أحد سكان قرية المرة، في كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[26] القرى الأربع هي: إدريس خزعل، إدريس خباز، إدريس الهندية القديمة، المرة.

[27] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الجنرال شيخ جعفر مصطفى، قائد الفرقة 70، السليمانية، 1 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[28] السابق.

[29] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الكولونيل إبراهيم، البشمركة، ثكنات داقوق، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[30] السابق.

[31] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع العميد أراز عبد القادر عبد الرحمن، الضابط القائد لمنطقة داقوق، قاعدة داقوق، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[32] محادثات هاتفية لـ هيومن رايتس ووتش مع 3 خبراء تفكيك ألغام طلبوا عدم ذكر أسمائهم. توفي في 17 مايو/أيار 2016 غربي داقوق عضو استرالي في فريق نزع ألغام تابع لـ "المؤسسة السويسرية لنزع الألغام" (ماين أكشن)، جراء انفجار جهاز متفجر بدائي. انظر:

Matt Brown, “Australian demining expert killed while trying to defuse bomb in Iraq,” ABC News Australia, May 18, 2016, http://www.abc.net.au/news/2016-05-18/australian-killed-in-iraq-while-trying-to-defuse-bomb/7423694

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[33] "كردستان العراق – تهجير وتطويق واعتقال العرب"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش 25 فبراير/شباط 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/02/25/266992 وانظر العفو الدولية:

Amnesty International, “Iraq: Banished and Dispossessed: Forced Displacement and Deliberate Destruction in Northern Iraq,” January 20, 2016, https://www.amnesty.org/en/documents/mde14/3229/2016/en/

.(تم الاطلاع في 15 يونيو/حزيران 2016)

[34] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع د. ديندار زيباري، رئيس لجنة التحقيق في ادعاءات هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، إربيل، 25 مايو/أيار 2016.

[35] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع فؤاد حسين، مدير مكتب رئيس الحكومة الإقليمية مسعود بارزاني، إربيل، 19 مايو/أيار 2016.

[36] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني، ساري بليند، إقليم كردستان العراق، 28 يوليو/تموز 2016.

[37]

Baxtiyar Goran, “Kirkuk’s oil fields are still on fire,” Kurdistan24.net, May 23, 2016, http://www.kurdistan24.net/en/news/f9c83ab6-d018-45f3-b41f-ecfa8c355d7f/Kirkuk%E2%80%99s-oil-fields-are-still-on-fire

.(2016تم الاطلاع في 3مايو/أيار)

[38] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان القرية، 20 مايو/أيار 2016.

[39] السابق.

[40] بناء على شهادات نحو 10 من سكان القرية، تخص البيوت المُدمرة كل من: جلال نوري خلاف، و5 بيوت في المنطقة الشمالية من قره تبه تخص أقاربه. في المنطقة الغربية من القرية تعود البيوت لماجد محمد جدوع، وعدنان محمد جدوع، وعمر جدوع. في الجزء الجنوبي الغربي تخص البيوت محمد خلاف جدوع وشقيقه جاسم محمد خلاف. جميع هؤلاء الرجال انضموا إلى داعش في أواسط 2014، على حد قول سكان القرية. كما دمرت قوات أمن كردستان بيوت خالد محمد جدوع، وهو معتقل سابق، وبيت حارث عمر جدوع الذي قال أقارب له إنه ظل رهن احتجاز الأسايش في إربيل. تم وضع علامة على بيت حسين خلاف جدوع لهدمه، لكن لم تتمكن الجرافة من المرور بالدرب الضيق الذي يقع فيه، على حد قول امرأة من القرية. وقت زيارة هيومن رايتس ووتش كانت تظهر على الأرض آثار عجلات كبيرة وضرر بسيط لحق بجوانب البيوت في هذا الدرب الضيق، ما أعطى المصداقية لشهادة المرأة. ولدى المدخل الجنوبي للقرية، قرب قاعدة البشمركة، تم هدم بيتي شهاب أحمد جاسم وطه صالح جمعة، وما زالا في القرية.

[41] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان القرية، قره تبه، 20 مايو/أيار 2016.

[42] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 3 من سكان القرية، قره تبه، 20 مايو/أيار 2016. رواند ملا محمود، نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، رد على مكالمات ورسائل سألناه فيها عما إذا كان قد حضر وشارك في أوامر الهدم وما الأسباب الأمنية وراء هذا؟ فقال إنه لا صلة له بالشؤون الأمنية، إنما يعمل بالإعلام الخاص بالحزب. رسائل نصية متبادلة بين هيومن رايتس ووتش ورواند ملا محمود، 14 يونيو/حزيران 2016.

[43] ديندار زيباري، رئيس اللجنة العليا للرد على التقارير الدولية، حكومة إقليم كردستان، خطاب مؤرخ في 22 سبتمبر/أيلول 2016.

[44] فلاح مصطفى بكر، وزير ورئيس إدارة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان، رسالة مؤرخة في 22 سبتمبر/أيلول 2016.

[45] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع مالك الشعير والعلف، واثنين من سكان القرية ممن يملكون خرافا، قره تبه، 20 مايو/أيار 2015.

[46] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع 3 نساء، قره تبه، 20 مايو/أيار 2016.

[47] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان قرى إدريس خزعل وإدريس خباز وإدريس الهندية القديمة في قراهم، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[48] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع اثنين من سكان إدريس خزعل و3 سكان رصدوا الأحداث في إدريس خباز، ونحو 10 من السكان في إدريس الهندية القديمة.

[49] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان قرى إدريس خزعل وإدريس خباز وإدريس الهندية القديمة في قراهم، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[50] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد المسنين من قرية إدريس خزعل، كركوك، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[51] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع 2 من سكان القرية، إدريس خزعل، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[52] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع 2 من سكان القرية، إدريس خزعل، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[53] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد المسنين من قرية إدريس خزعل، كان لدى الحاجز الأمني المفضي إلى القرية، كركوك، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[54] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد المسنين في قرية إدريس خزعل، كركوك، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[55] السابق.

[56] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 3 من سكان القرية، إدريس خزعل، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[57] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان القرية، إدريس خزعل، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[58] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد المسنين في القرية، كركوك، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[59] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان القرية، إدريس الهندية القديمة، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[60] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان القرية، إدريس الهندية القديمة، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[61] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد السكان، إدريس الهندية القديمة، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[62] ليس لدى هيومن رايتس ووتش أية معلومات لتأكيد الزعم بأن داعش فخخ 60 بيتا، لكن لديها معلومات بأن الغارات الجوية أصابت بنايتين فقط في إدريس خزعل.

[63] هناك مصادر خارجية أيضا تؤكد قصر مدة غارة داعش التي استهدفت حقول خباز النفطية، على مسافة قصيرة من إدريس خزعل وإدريس خباز: انظر –

Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report: January 31 – February 1, 2015,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/Iraq%20SITREP%202015-1-31-2-1.pdf

.(تم الاطلاع في 29 ابريل/نيسان 2016)

[64] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع سكان القرية، إدريس خزعل وإدريس الهندية القديمة، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[65] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 3 من سكان القرية، قوشقاية، 20 مايو/أيار 2016.

[66] ديندار زيباري، رئيس اللجنة العليا للرد على التقارير الدولية، حكومة إقليم كردستان، رسالة مؤرخة في 22 سبتمبر/أيلول 2016.

[67] فلاح مصطفى بكر، وزير ورئيس إدارة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان، رسالة مؤرخة في 22 سبتمبر/أيلول 2016.

[68] [(بالفيديو) داعش يعرض أسرى البشمركة في أقفاص حديدية قرب كركوك]، Qoraish.com، 14 فبراير/شباط 2015: http://www.qoraish.com/qoraish/

(تم الاطلاع في 29 أبريل/نيسان 2016).

[69] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان قرية المرة، كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015، ومع أحد سكان قرية المرة، كركوك، 20 مايو/أيار 2015، وأحد سكان قرية شاهد، كركوك، 20 مايو/أيار 2015. انظر أيضا:

Mohammed A. Salih, “Kurds and ISIL battle over Kirkuk. Desperate for a Victory, ISIL Sets its Eyes on Kirkuk Threatening the Core of Kurdish Heartland,” Aljazeera.com, February 5, 2015, http://www.aljazeera.com/news/2015/02/kurds-isil-battle-kirkuk-150205055953557.html

)تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2016(.

ومقطع من برنامج تلفزيوني فيه أحد قادة البشمركة في مكتب خالد يقول إن البشمركة طردت داعش من المنطقة بعد 10 ساعات إلى يوم:

“Exclusive: Iraqi Peshmerga drive ISIL out of Kirkuk’s Borders with Mosul, Tikrit,” February 9, 2015, PressTV.com, https://www.youtube.com/watch?v=eiFWheGNnC4

)تم الاطلاع في 12 أغسطس/آب 2016(.

[70] قوات البشمركة تصد هجوما لداعش من عدة محاور جنوب غربي كركوك، التغيير، 6 يوليو/تموز 2015 http://altaghier.tv/2015/07/06/قوات-البيشمركة-تصد-هجوماً-لـداعش-من-ع

(تم الاطلاع في 29 أبريل/نيسان 2016).

[71] لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من زيارة المرة أو شاهد أو اليرموك أو أبو كعوب أو نهروان بسبب القيود الأمنية.

[72] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان قرية المرة، كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[73]“Institute for the Study of War,” Iraq Situation Report, April 18-20, 2015, http://www.understandingwar.org/sites/default/files/Iraq%20SITREP%202015-4-20%20-%20print_0.pdf 

)تم الاطلاع في 3 أغسطس/آب 2016(.

and: Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report: July 2-6, 2015,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/iraq%20SITREP%202015-7-6.pdf

)تم الاطلاع في 3 أغسطس/آب 2016(.

[74] تحديث بتاريخ 6 يوليو/تموز 2015 على صفحة "أخبار البشمركة الابطال"، فيه صورة لما يُزعم أنهم مقاتلين لداعش قُتلوا في المرة. النص المصاحب للصورة يقول: "صور حصرية.. جثث كلاب النار #داعش خوارج العصر في قرية المرة والحميرة.. محور كركوك بيد قوات البشمركة الابطال":
https://www.facebook.com/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B4%D9%85%D8%B1%D9%83%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84-765431270160421/ (تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016). في اليوم نفسه – 6 يوليو/تموز – نشرت صفحة "مركز أخبار العراق" مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر قوات البشمركة تقود مركبات حول مدينة كركوك ومعها جثث مقاتلين لداعش قتلوا في ذلك اليوم في المرة. النص المصاحب للمنشور يقول: "#شاهد قوات البشمركة الكردية تستعرض بجثث عناصر من تنظيم الدولة في شوارع مدينة كركوك بعد دخولهم الى قرية المرة" على: https://www.facebook.com/newsofiraq3/?fref=nf

(تم الاطلاع في 3 يونيو/حزيران 2016).

[75] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان قرية المرة، كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[76] السابق.

[77] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شخص ثان من سكان المرة، كركوك، 20 مايو/أيار 2015.

[78] السابق.

[79] السابق.

[80] تلقت هيومن رايتس ووتش مقطع الفيديو من هذا الشخص من المرة والذي قال إن قريبه كان مع البشمركة وقت تفجيرهم للمدرسة المحلية.

[81] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان المرة، كركوك، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[82] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع اثنين من سكان قرية المرة، كركوك، 20 مايو/أيار 2015.

[83] صور 20 مايو/أيار 2015 لا تظهر دمارا في شاهد، بينما صور 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تظهر دمارا كبيرا لحق بالبنايات هناك.

[84] ديندار زيباري، رئيس اللجنة العليا للرد على التقارير الدولية، حكومة إقليم كردستان، رسالة مؤرخة في 22 سبتمبر/أيلول 2016.

[85] فلاح مصطفى بكر، وزير ورئيس إدارة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان، رسالة مؤرخة في 22 سبتمبر/أيلول 2016.

[86]“Institute for the Study of War,” Iraq Situation Report, June 11-12, 2015,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/iraq%20SITREP%202015-6-12.pdf

)تم الاطلاع في 3 أغسطس/آب 2016(.

[87] مقابلة هيومن رايتس ووتش في كركوك مع اثنين من قرية المرة، 3 ديسمبر/كانون الأول 2015، و20 مايو/أيار 2016 ومع اثنين من قرية شاهد، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 و20 مايو/أيار 2016، ومع أحد سكان قرية اليرموك، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[88] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 18 من سكان قرى الوحدة وخالد وسعد، في عمر بن الخطاب، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[89] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع اثنين من سكان الوحدة وخالد، في عمر بن الخطاب، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[90] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان الوحدة وخالد وسعد، في عمر بن الخطاب، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[91]

Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report, March 9, 2015,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/Iraq%20SITREP%202015-3-9_approved.pdf

.(تم الاطلاع في 29 ابريل/نيسان 2016)

انظر أيضا تقارير من 10 مارس/آذار 2015 يقول فيها واسته رسول إن البشمركة صدوا هجوما لداعش على مكتب خالد واستعادوا تل الورد والوحدة، "تقرير يكشف أوضاع العراق في يوم 9 اذار / مارس 2015"، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية http://rawabetcenter.com/archives/4753

(تم الاطلاع في 13 يونيو/حزيران 2016).

[92]

Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report, February 10-11, 2015,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/Iraq%20SITREP%202015-2-10-11_V3.pdf

.(تم الاطلاع في 6أكتوبر/تشرين الأول2016)

[93] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان خالد، عمر بن الخطاب، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[94] ترجيح احتمال أن النيران هي سبب الضرر في صور القمر الصناعي يحدث بفحص كل من البنايات على حده، ويقيم حال كل مبنى في الصور بناء على الحضور (أو الغياب) النسبي لمجموعة من الدلائل المميزة للنيران، منها على سبيل المثال: وجود جدران تحميل سليمة مع انهيار السقف، وتواجد بقع محترقة في العقار أو إلى جواره مباشرة، وطبيعة الدمار اللاحق بالنباتات أو الأشجار المجاورة للعقار، بالإضافة إلى غياب تجمعات أكوام الأنقاض الكبيرة بعيدا عن أساسات المبنى. عند الإمكان يتم تأكيد هذه المعلومات بواسطة بيانات التوزيع الحراري التي تجمعها مجسات القمر الصناعي البيئية، والتي يمكن بشكل عام أن تحدد هل توجد حرائق في نطاق كيلومتر مربع من نقطة بعينها.

[95] تُظهر صور القمر الصناعي عددا كبيرا من البنايات في جديدة وجديدي - وهما قريتان على مسافة 5 كيلومترات إلى شمال الوحدة – دمرتها النيران، مع حريق مشتعل هناك صباح 1 فبراير/شباط 2016، وتُظهر هدم مسجد جديدة الرئيسي بمتفجرات شديدة الانفجار بين 1 فبراير/شباط و5 أبريل/نيسان 2016.

[96]

Sara Elizabeth Williams, “Destroying Homes for Kurdistan,” Foreign Policy, July 23, 2015, http://foreignpolicy.com/2015/07/23/peshmerga-war-crimes-ethnic-cleansing-islamic-state-iraq/

) تم الاطلاع في 2مايو/أيار2016(

[97] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الكولونيل إبراهيم، البومحمد، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، وانظر:

“Kurdish Socialist Party leader and Peshmerga commander wounded in Kirkuk offensive,” Ekurd Daily, September 11, 2015, http://ekurd.net/kurdish-socialist-party-leader-wounded-kirkuk-2015-09-11 (accessed May 2, 2016), and Arina Moradi, “Kurdistan: Battle-tested Kakai Battalion Begs to Retake Villages,” Rudaw, August 24, 2015, http://rudaw.net/english/kurdistan/240820153

)تم الاطلاع في 2مايو/أيار2016 .(

[98] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع الكولونيل إبراهيم واثنين آخرين من البشمركة، جبهة دلس، 2 ديسمبر/كانون الأول 2015.

[99] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع قيادي عربي، كركوك، 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

[100] معهد دراسة الحرب الذي تعقب المعارك مع داعش لم يشر إلى مصادمات بين البشمركة وداعش في 2015 و2016 بالمناطق المذكورة.

[101] "كردستان العراق – تهجير وتطويق واعتقال للعرب"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 25 فبراير/شباط 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/02/25/266992

[102]

“After Peshmerga Control of Zumar, Civilians to Return Home,” ARANews, September 5, 2014, http://aranews.net/2014/09/peshmerga-control-zumar-civilians-return-home/

.(تم الاطلاع في 11يوليو/تموز2016)

[103] Diplomatic Cable from Ryan Crocker, US Ambassador to Iraq, “Article 140: Ninewa Faces Serious Downside Risks From Encroaching ‘Green Line’,” to US Secretary of State, August 23, 2007, https://wikileaks.org/plusd/cables/07BAGHDAD2827_a.html, and more generally: Human Rights Watch, Iraq--On Vulnerable Ground. Violence against Minority Communities in Nineveh Province’s Disputed Territories, November 10, 2009.

(تم الاطلاع في 12مايو/أيار2016).

[104] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع 3 من سكان قرية على مسافة 30 كيلومترا إلى جنوب ربيعة على الطريق السريع الحدودي، 2 أغسطس/آب 2015. لم يقل السكان لـ هيومن رايتس ووتش اسم قريتهم، فقط أنها كردية.

[105] Richard Spencer, “Isil Jihadists Driven out of Rabia after Two-Day Siege,” The Telegraph, October 2, 2014, http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/islamic-state/11137455/Isil-jihadists-driven-out-of-Rabia-after-two-day-siege.html, and “Sinjar Battle: Kurds 'Take Control' of Large Area from IS,” BBC News, December 21, 2014, http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-30569313

.(تم الاطلاع في 11يوليو/تموز2016)

[106] في 24 سبتمبر/أيلول 2014 زعم عبد الرحمن اللويزي النائب البرلماني العراقي عن محافظة نينوى، أن البشمركة "دمروا البيوت ومدارس المحافظة" في قضاء الزمار.

Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report, September 23-24, 2014,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/2014-09-24%20Situation%20Report.pdf

(تم الاطلاع في 13 يونيو/حزيران 2016).

[107] Martin Bader, “Kurden brennen Dorf nieder. Rache an sunnitischen Arabern (Kurds Burn Down Villages. Revenge on Sunni Arabs),“ Neue Zürcher Zeitung, October 13, 2014, http://www.nzz.ch/international/naher-osten-und-nordafrika/rache-an-sunnitischen-arabern-1.18402498

.(تم الاطلاع في 2مايو/أيار2016)

[108] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 5 مزارعين أكراد، أويس، 3 أغسطس/آب 2015.

[109] السابق.

[110] Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report, August 22, 2014” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/2014-08-22%20Situation%20Report.pdf (تم الاطلاع في 13 يونيو/حزيران 2016).

[111] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رجل شرطة كردي، حمد أغا، 3 أغسطس/آب 2015.

[112] السابق.

[113] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 3 سكان أكراد من البردية، البردية، 3 أغسطس/آب 2015.

[114] مقابلات هيومن رايتس ووتش مع 3 أشخاص يعيشون في مجمع محطة المياه قرب البردية، 3 أغسطس/آب 2015.

[115] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومع صاحب متجر، ومع سكان بمجمع محطة المياه، البردية، 3 أغسطس/آب 2015.

[116] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع صاحب متجر، البردية، 3 أغسطس/آب 2015.

[117] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 نازحا من برزان، البردية، 3 أغسطس/آب 2015.

[118] مراسلة بالبريد الإلكتروني بين هيومن رايتس ووتش وديندار زيباري، 5 يونيو/حزيران 2016.

[119] "كردستان العراق – تهجير وتطويق واعتقال للعرب"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 25 فبراير/شباط 2015: https://www.hrw.org/ar/news/2015/02/25/266992

[120]  Institute for the Study of War, “Iraq Situation Report: October 25-26, 2014,” http://www.understandingwar.org/sites/default/files/2014-10-26%20Situation%20Report_0.pdf

(تم الاطلاع في 13 يونيو/حزيران 2016).

[121] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نحو 15 من سكان برزان النازحين، البردية، 3 أغسطس/آب 2015.

[122] السابق.

[123] السابق.

[124] في 3 سبتمبر/أيلول 2014 كانت برزان تحت سيطرة البشمركة. انظر:

Nabih Bulos, “Iraqi Kurds, Buoyed by U.S. airstrikes, Eye More Sunni Arab Towns,” Los Angeles Times, September 3, 2014, http://www.latimes.com/world/middleeast/la-fg-iraq-barazan-20140904-story.html

)تم الاطلاع في 11يوليو/تموز2016.(

وظلت تحت سيطرتها. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسن خالو، رئيس وحدة الحزب الديمقراطي الكردستاني قرب البردية، 3 أغسطس/آب 2015. انظر أيضا:

Richard Spencer, “Ghost Villages In Northern Iraq Ripped Apart by ISIL Jihadists,” The Daily Telegraph, October 5, 2014, http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/iraq/11142115/Ghost-villages-of-northern-Iraq-ripped-apart-by-Isil-jihadists.html

)تم الاطلاع في 11يوليو/تموز2016.(

and Donatella Rovera, “Revenge Time in Barzan,” @DRovera, October29, 2014, https://twitter.com/drovera/status/527589137596289026

)تم الاطلاع في 11يوليو/تموز2016.( وزيارة هيومن رايتس ووتش في ديسمبر/كانون الأول 2014. وانظر: "كردستان العراق – تهجير وتطويق واعتقال للعرب"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 25 فبراير/شباط 2015

[125] U.S. Department of Defense, Operation Inherent Resolve. Targeted Operations Against ISIL Terrorists, http://www.defense.gov/News/Special-Reports/0814_Inherent-Resolve

(تم الاطلاع في 25فبراير/شباط 2016).

[126] البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف بتاريخ 12 أغسطس/آب 1949، والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة (البروتوكول الأول) بتاريخ 8 يونيو/حزيران 1977، دخل حيز النفاذ 7 ديسمبر/كانون الأول 1978. أصبح العراق طرفا في البروتوكول عام 2010. "أساليب" القتال تعني بشكل عام الأسلحة المستخدمة، في حين أن "وسائل" القتال تشير إلى طريقة استخدام هذه الأسلحة.

[127] انظر على سبيل المثال:,Yoram Dinstein, The Conduct of Hostilities under the Law of International Armed Conflict (Cambridge: Cambridge University Press, 2004),
قال دينستين: "أغلب البروتوكول قد يُنظر إ ليه بصفته إعلان للقانون الدولي العرفي، أو على الأقل المتفق عليه منه". انظر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي.

[128] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، القاعدة 1، البروتوكول 1، المادة 48. طبقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، في التعليق على البروتوكولين الإضافيين: "القاعدة الأساسية للحماية والتمييز مؤكدة في هذه المادة. هي الأساس الذي ينهض عليه تقنين قوانين وأعراف الحرب"، السابق، ص 598: https://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/6e7ec5.htm

)تم الاطلاع في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2016).

[129] بموجب نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية (نظام روما)، فمن جرائم الحرب توجيه أي هجمات متعمدة إلى أعيان مدنية، ما لم تكن الهجمات أثناء فترة استخدامها عسكريا. نظام روما، مادة 8(2)(ب)(ii).

[130] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 15، البروتوكول الأول، مادة 57 (1).

[131] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، البروتوكول الأول، مادة 57(2).

[132] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 50 نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية مادة 8(2)(هـ)(12).

[133] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعليق على البروتوكولين الإضافيين، ص 393. "الركائز الأربع" للضرورة العسكرية بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي "الضرورة المُلحّة، إجراءات تقتصر على ما هو تعد خسارته مقبولة، السيطرة (في المكان والزمن) على القوة المستخدمة، والوسائل التي ليس من شأنها المساس بأي حظر مُطلق"، السابق، فقرة 1396.

[134] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة1 156، اقتباس من نظام روما، مادة 8 (2)(هـ)(12). يُشار إلى هذا التدمير في سياق النزاعات المسلحة الدولية بصفته "تدمير تعسفي"، كما ذكرت اتفاقية جنيف الرابعة، مادة 147، ورد في: "تدمير واغتصاب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية".

[135] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 156، اقتباس من البروتوكول الثاني، مادة 4.

[136] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 151 و152.

[137] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 153، باقتباس من نظام روما، مادة 28.

[138] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 158 باقتباس من اتفاقيات جنيف ونظام روما.

[139] انظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي الإنساني العرفي، قاعدة 150.

[140]

Housing and Property Restitution for Refugees and Displaced Persons. Implementing the ‘Pinheiro Principles’, FAO, IDMC, OCHA, OHCHR, UN-Habitat, and UNHCR, March 2007, http://www.ohchr.org/Documents/Publications/pinheiro_principles.pdf

(تم الاطلاع في 8مايو/أيار2016).