إساءة معاملة الشرطة المصرية للأطفال المحتاجين للحماية
9
توصيات
إلى الحكومة المصرية
آليّات للتحقيق في أمر القبض التعسّفي والتعذيب وإساءة المعاملة
استحداث منصب دائم في وزارة العدل , يُكرَّس لمراقبة معاملة الأطفال في مقار الاحتجاز . ويجب أن يكون من مهام المنصب مراقبة التحقيقات المتعلقة بتعذيب وإساءة معاملة الأطفال المحتجزين لدى الشرطة , والاحتفاظ بإحصاءات دقيقة , يُسمح للعامة بالاطلاع عليها , عن الشكاوى الخاصة بالتعذيب وإساءة المعاملة , مع تحديد هوية أفراد الشرطة المسئولين عن هذه الممارسات , وكذلك التحقيق في ممارسات أقسام الشرطة التي يُوجَّه ضدها العديد من الشكاوى .
على النائب العام إصدار تعليمات لكافة وكلاء النيابة , بأن يعطوا أولوية للتحقيق في قضايا القبض التعسّفي والتعذيب وإساءة المعاملة , التي تُرتكب ضد الأطفال المحتجزين لدى الشرطة , ومقاضاة مرتكبيها . ويجب أن تتضمن هذه التعليمات , متطلبات بأن يقوم وكلاء النيابة بإجراء عمليات تفتيش منتظمة , وغير معلنة المواعيد , لكافة الأماكن التي يُحتجز في أطفال . ويحب أن ينتج عن عمليات التفتيش تحقيقات رسمية شاملة وبتوقيت مناسب , لكافة الشكاوى المتعلّقة بانتهاكات حقوق الأطفال . كما يجب أن تقوم بعمليات التفتيش , فرق تتضمن أطباء وقضاة من محكمة الأحداث وخبراء مستقلّين . يجب أن تشمل جميع عمليات التفتيش , مقابلات سريّة مع كافة الأطفال الموجودين , وأن تتناول كافة جوانب معاملتهم في الحجز , وذلك باستخدام المعايير المحددة في قواعد الأمم المتحدة بشأن حماية الأحداث المجردين من حريتهم , وكذلك قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لإدارة النظام القانوني للأحداث . وعلى فرق التفتيش إيلاء عناية خاصة لحالات التعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة , من قبل الشرطة والمحتجزين الآخرين . وعلى النيابة العامة إعداد تقارير مكتوبة وفورية حول نتائج التفتيش , وتقديمها إلى وزارتي العدل والداخلية , وذلك بهدف تطوير إجراءات فعّالة لمنع كافة الانتهاكات
على ضوء إخفاق وحدة التفتيش في وزارة الداخلية , بالتحقيق في حالات إيذاء الأطفال المحتجزين لدى الشرطة ومعاقبة مرتكبيها بصورة ملائمة , على الوزارة اتخاذ خطوات عاجلة لتطوير آلية مستقلة وفعّالة وشفافة , للتحقيق في الشكاوى ولاتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة ضد أي أي فرد شرطة , يشارك في حالات القبض التعسّفي والابتزاز والتعذيب وإساءة معاملة الأطفال , وضد أي فرد شرطة يمتنع عن الإبلاغ عن هذه الممارسات أو يتغاضى عنها . يجب أن تكون هذه الآلية متاحة للأطفال وللمدافعين عنهم , ومن ضمن ذلك أولياء الأمر والمحامين وممثلي المنظمات غير الحكومية , ومن خلال هذه الآلية يجب جمع إحصاءات دقيقه ومتاحة للعامة عن عدد الشكاوى وطبيعتها , وعن رجال الشرطة وأقسام الشرطة المسئولين عن الانتهاكات , ونتائج كافة التحقيقات , ومن ضمن ذلك تفاصيل الإجراءات التأديبية . ويجب إدراج الإجراءات التأديبية كجزء ثابت في ملففرد الشرطة , وأن تعتبر عاملاً سلبياً مهماً , في القرارات المستقبلية المتعلقة بالترقيات . ويجب نقل كل من تثبت مسئوليته عن الإساءات من كافة المواقع التي تتضمن أموراً تخص الأطفال .
على مجلس الشعب المصري تعديل قانون العقوبات , وقانون الإجراءات الجنائية , لكي يفي بالتزاماته بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة . ويجب أن يتضمن ذلك تعريف للتعذيب يتوافق تماماً مع التعريف الوارد في في البند رقم 1 من الاتفاقية , وكذلك إتاحة السبل المباشرة لضحايا التعذيب وإساءة المعاملة لرفع شكاوى للمحاكم ضد الشرطة , وأن يتضمن ذلك أيضاً تشديد العقوبات على الاحتجاز غير القانوني وعلى استخدام القسوة من قبل الموظفين العموميين .
على الحكومة المصرية , وبموجب اتفاقية مناهضة التعذيب , أن تعلن اعترافها باختصاص لجنة مناهضة التعذيب باستلام ودراسة بلاغات ترِدها بخصوص انتهاكات الاتفاقية , وحسب ما هو محدد في البندين 21 و 22 .
على الحكومة أن توافق على الطلب القائم منذ العام 1996 من مقرر الأمم المتحدة الخاص لشأن التعذيب , لزيارة مصر , وعليها تسهيل زيارته من خلال توفير الدعم اللوجستي , وإتاحة السبيل أمامه لزيارة ادارات رعاية الاحداث و أقسام الشرطة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال والنيابة العامة للأحداث , ومحاكم الأحداث , وكل الأماكن التي من الممكن أن يُحتجز فيها أطفال مجردين من حريتهم .
على الحكومة أن توسع دعوتها لزيارة مصر , بحيث تشمل مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة لشأن الاحتجاز التعسّفي , وذلك في أقرب وقت ممكن . وعلى الحكومة تسهيل عمل مجموعة العمل من خلال توفير الدعم اللوجستي , وإتاحة السبيل أمامهم لزيارة الأطفال المحتجزين , وكل الأماكن التي من الممكن أن يُحتجز فيها أطفال , ولزيارة الشرطة والمسئولين في السلك القضائي , والاخصائيين الاجتماعيين , والجهات الآخرى العاملة في مجال النظام القضائي للأحداث .
آليات لمنع الإساءات أثناء الاحتجاز
حماية الأطفال الذين في رعاية الدولة من الاحتجاز التعسّفي ومن كافة ضروب التعذيب ومن المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من قبل الشرطة أو الموظفين الآخرين أو المحتجزين الآخرين . ويجب بصورة خاصة , التأكد من أن وكلاء النيابة والقضاة يقومون فعلياً بمراقبة أوضاع الأطفال المحتجزين لدى الشرطة , أو في مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، او مجردين من حريتهم بأي طريقة أخرى , والتأكد من أن تفي كل هذه المؤسسات بالمعايير الدولية والتأكد من أن وكلاء النيابة يقومون سريعاً بإجراء تحقيقات حول التعذيب والاحتجاز التعسفي والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ضد الأطفال , ومقاضاة المسئولين عنها .
على وزارة العدل التوقّف عن ممارستها بتعيين وكلاء النيابة للأحداث لفترات قصيرة , وعليها دعم استحداث سلك محترف ودائم من وكلاء النيابة والقضاة والأخصّائيين الاجتماعيين , على أن ينحصر عملهم في جوانب النظام القانوني للأحداث وحسب . ويجب تزويد ذلك السلك المحترف بالتدريب المستمر , لتمكينه من النهوض بمسئولياته بفاعليّة , ومن ضمن ذلك تدريبات خاصة بالصحّة النفسية للأطفال , ورعاية الأطفال , وبالمعايير الدولية لحقوق الإنسان , وتزويدهم بالموارد الضرورية لاتخاذ قرارات مدروسة بخصوص المصالح الفضلى للأطفال .
على وزارة الداخلية أن تتيح للعامة الاطلاع على إحصائيات شاملة لكل مصر , وتجديدها سنوياً عن عمليات القبض على الأطفال من قبل الشرطة , وأن تصنّف هذه الإحصائيات بحسب العمر والجنس والاتهامات الموجهة والمحافظات ؛ إضافة إلى إحصائيات عن الشكاوى المتعلقة بإساءة المعاملة من قبل الشرطة , وما نتج عن هذه الشكاوى , وتصنيفها بحسب عمر وجنس المشتكين , وطبيعة الإساءة , وأقسام الشرطة والمحافظات التي حدثت فيها الإساءات . وينبغي استخدام هذه المعلومات في تطوير آليات لمنع الإساءات .
على وزارة الداخلية ووزارة التأمينات والشئون الاجتماعية أن تُتيحا مجالاً كاملاً , للمنظمات غير الحكومية المستقلة في الوصول إلى أماكن الاحتجاز التي يودع فيها الأطفال , ومن ضمنها مقار احتجاز الأطفال والبالغين في أقسام الشرطة , ودور الملاحظة , ومؤسسات الرعاية الاجتماعية , والمؤسسات الإصلاحية والعقابية , بغية مراقبة معاملة هؤلاء الأطفال وأوضاع احتجازهم .
على وزارة الداخلية تأسيس تدريب إلزامي للشرطة وعلى كافة المستويات , حول الاحتياجات الخاصة بالأطفال وحقوقهم , ومن ضمن ذلك المعايير الدولية لإدارة النظام القانوني للأحداث , ومعاملة الأطفال المجردين من حريتهم .
عندما يتم القبض على طفل , على الضابط المسئول إخطار ولي أمر الطفل فوراً . وإذا كان ولي الأمر غير قادر أو غير راغب بالمساعدة في الدفاع عن الطفل , فعلى وزارة العدل تزويد الطفل بالمساعدة القانونية .
على الحكومة المصرية القيام , ودون تأخير , بالتوقيع والمصادقة على وتنفيذ البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة , من خلال تأسيس نظام زيارات دورية تقوم بها جهات مستقلة , محلية ودولية , للأماكن التي يوجد فيها أشخاص مجردين من حريتهم .
التنفيذ الكامل لتوصيات لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة , ومن ضمنها توصياتها بتأسيس آليات مستقلة وفعّالة ومتاحة لاستخدام الأطفال من أجل تلقي الشكاوى ؛ تطوير برامج ومرافق للتعافي الجسدي والنفسي للأطفال ولإعادة دمجهم في الجتمع ؛ وطلب المساعدة من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان , والمركز الدولي للوقاية من الجريمة , والشبكة الدولية للنظام القانوني للأحداث , واليونيسيف , وذلك من أجل جعل القوانين والممارسات على تطابق مع المعايير الدولية الخاصة بإدارة النظام القانوني للأحداث .
أوضاع الاحتجاز
الشروع بخطوات فورية لتقليل دور الشرطة في القضايا المتعلقة بالأطفال , إلى الحد الأدنى , ومن ضمن ذلك الإلغاء الفوري لسياسة وزارة الداخلية بالاحتجاز الروتيني للأطفال في مقار الاحتجاز لدى الشرطة . ودائما , يجب ألاّ يُستخدم إجراء السجن أو الاحتجاز ضد الأطفال إلا كملاذ أخير , ولأقصر فترة زمنية ممكنة .
التأكد من أن الأوضاع في كافة مقار الاحتجاز التي يودع فيها الأطفال , تفي بالمعايير الدولية لإدارة النظام القانوني للأحداث ولمعاملة الأطفال المجردين من حريتهم . ويجب على الأخصّ , كفالة حق الأطفال في توفير وسائل التمثيل القانوني بصورة فورية , وكفالة الحق في الطعن في قانونية تجريدهم من حريتهم , ويجب أن يتلقّوا فحصاً طبياً من قبل طبيب , فور إيداعهم في أماكن الاحتجاز ؛ والتأكد من فصل الأطفال عن البالغين وتصنيفهم وفصلهم بطريقة تضمن سلامتهم وخيرهم ؛ وتزويدهم بنوعيات ملائمة من الطعام والعناية الطبية والفراش والماء والنظافة ؛ وكذلك تزويدهم بفرص التعليم والترفيه . وينبغي تركيز اهتمام خاص لحاجات البنات , ومن ضمن ذلك التأكد من وجود حارسات من النساء في العمل , وفي كل الأوقات , ويجب الأشراف على كل الحراس بصورة كافية , والتأكد من أن تخطيط المرافق لا يؤدي إلى عزل البنات , أو إلى تعريضهن للخطر بأي طريقة .
الأطفال المحتاجون للحماية
مع التأكيد أن الأطفال "المعرضين للانحراف" و "المعرضين للخطر" , هم أولاً وأهم شيء , أطفال محتاجون للحماية والرعاية , ينبغي على الحكومة المصرية القيام بما يلي :
الإنهاء الفوري لممارسات القبض على الأطفال المعتبرين "معرضين للانحراف" أو "معرضين للخطر" , وتعديل قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 , لضمان عدم تعرّض أي طفل للعقاب بسبب تصرّف لا يعاقب عليه القانون إذا ما قام به شخص بالغ . ويجب الإبقاء في الذهن أن قسماً كبيراً من الأطفال المحتجزين بموجب هذه التصنيفات , هم أطفال محرومون من بيئتهم العائلية بصورة دائمة أو مؤقتة , أو أن مصالحهم الفضلى تقتضي عدم السماح لهم بالبقاء في تلك البيئة , وبناءً على ذلك يجب ضمان حصولهم على الحماية والمساعدة الخاصتين اللتان يستحقونهما بموجب اتفاقية حقوق الطفل .
العمل مع الجهات المانحة للمساعدات , من أجل إنشاء وتنفيذ برامج لتطوير قدرة وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية , على إيجاد الأطفال المحتاجين للحماية , وتوفير المساعدات الملائمة لهم ولأسرهم . وعلى الحكومة في تطويرها لهذه البرامج أن تستفيد من خبرات اليونيسيف , والبرامج الدولية لإنهاء عمل الأطفال التي تديرها منظمة العمل الدولية , والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية التي تعمل مع الأطفال , وينبغي من هذه البرامج أن تأخذ بالأعتبار وجهات نظر الأطفال . وفي جميع الاجراءات والقرارات أن تولى الاعتبار الأول لمصالح الأطفال الفضلى .
القيام بخطوات للتأكد من ان كافة الأطفال يتمتعون تمتعاً تاماً بالحق بالتعليم الابتدائي الإلزامي والمجاني دون تمييز , ومن ضمن ذلك تنفيذ التشريعات القائمة المتعلقة بالتعليم الإلزامي , وتطوير برامج لمنع التغيّب عن المدارس , وتوفير برامج علاجية للأطفال الذين يتوقفون عن الدراسة مبكراً , أو انهم معرضون لترك الدراسة مبكراً , وتزويد مثل هؤلاء الأطفال بالتكاليف الملازمة للتعليم (مثل الرسوم المدرسية والكتب والزي المدرسي والتأمين الصحي الحكومي) .
تطبيق فقرات قانون الطفل التي تمنع الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن الرابعة عشرة من العمل , والتحرّك السريع من أجل التطبيق الكامل لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 (اتفاقية وقف أسوأ أنواع عمل الأطفال) .
إلى الحكومات المانحة للمساعدات
على الحكومات المانحة , خلال اجتماعاتها الثنائية مع السلطات المصرية , التعبير عن قلقها بسبب معاملة مصر للأطفال الذين يُعتبرون "معرضين للانحراف" أو "معرضين للخطر" , والعمل معها من أجل مناصرة حقوق الأطفال , ومن ضمن ذلك تخصيص مساعدات لما يلي :
تحسين الأوضاع في كافة المرافق التي يحتجز فيها الأطفال "المعرضين للانحراف" أو "المعرضين للخطر" , أو الأطفال المتهمين أو المدانين بارتكاب مخالفات قانونية .
تدريب الشرطة ووكلاء النيابة والقضاة والأخصّائيين الاجتماعيين , وأفراد الهيئات الأخرى الذين لهم علاقة بالنظام القانوني للأطفال , على حقوق الأطفال ومتطلباتهم الخاصة .
تطوير برامج لإيجاد الأطفال المحتاجين للحماية وتزويدهم , هم وأسرهم , بالمساعدة .
إلى الأمم المتحدة
على مقرر الأمم المتحدة الخاص لشأن التعذيب , أن يضم مسألة معاملة الأطفال الذين يحتجزون كونهم "معرضين للانحراف" و "معرضين للخطر" , إلى القضايا التي يحقق بشأنها في أي زيارة له إلى مصر في المستقبل .
على مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة لشأن الاحتجاز التعسّفي , أن تضم مسألة معاملة الأطفال المحتجزين لدى الدولة كونهم "معرضين للانحراف" و "معرضين للخطر" , إلى القضايا التي تحقق بشأنها في أي زيارة لها إلى مصر في المستقبل .
We use cookies, tracking technologies, and third-party analytics tools to better understand who is using the website and improve your experience. By using our website you are agreeing to this. Read our privacy policy to find out what cookies are used for and how to change your settings.
Some cookies are necessary for the functioning of Human Rights Watch's website.
These cookies allow us to understand how people are using the site and improve their experience.
We use marketing cookies to better understand our audience and increase effectiveness of outreach.