في الموقع الرئيسي للمظاهرات في وسط بيروت، يمضي الحشد قدما مدفوعا بنداء موحّد للتغيير.
تهتف امرأة كويرية: "بدنا نسقط الطائفية؛ بدها تفلّ!"، يُردد الحشد الهتاف وراءها.
تقول: "بدنا نسقط الأبوية؛ بدها تفلّ!"، يصرخ الحشد موافقا.
تصيح الآن قائلة: "بدنا نسقط الهوموفوبيا [رهاب المثلية الجنسية]؛ بدها تفلّ!"، وتُردد أصوات المتظاهرين وراءها مزيجا من الهتاف وتأكيد الموافقة.
تستمر الهتافات المطالبة بإسقاط "الترانسفوبيا [رهاب العبور الجنسي]، الطبقية، العنصرية..."، وآلاف المتظاهرين يُرددونها.
على يمين الحشد، نُقشت على الجدار عبارة "لوطي مش مسبّة". على اليسار، كتابة على الجدار (غرافيتي) مفادها أن "رهاب المثلية جريمة" رُسِمت بالرذاذ فوق شعار "تسقط الطائفية". كلمات وصور تعلو جدران وسط بيروت احتفاء بالتنوع الجنسي والجندري.
انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول في لبنان – التي أذكاها الفساد المتفشي وأسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية في 1990 - أثارت وعيا جماعيا جديدا أصبحت فيه حقوق وهويات الفئات المهمشة جزءا لا يتجزأ من المظاهرات. حقوق المثليين/ات مزدوجي/ت التوجه الجنسي ومتغيري/ات النوع الاجتماعي (مجتمع الميم)، التي كانت في السابق من المحرمات ومستبعدة من المجال السياسي، دخلت للمرة الأولى في صلب الاحتجاجات كركيزة للمقاومة. أصبحت جزءا من ثورة لبنان.