تقرير
ارحموا الأطفال: العقاب البدني في مدارس كينيا
الأنواع الأخرى للمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في مدارس كينيا
لا تنحصر الممارسات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في مدارس كينيا بالعقوبة البدنية. فقد اطّلعت منظمة هيومان رايتس ووتش على عدة شهادات عن أنواع أخرى من العقاب يمكن اعتبارها من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. فعلى سبيل المثال، يقوم المعلمون في العديد من المدارس بأجبار الطلاب على الركوع لفترات طويلة أمام الطلاب الآخرين في الصف، كوسيلة عقابية تهدف إلى إلحاق الخزي بالطلاب المُعاقَبين، وهي تلحق بهم الخزي فعلاً؛ وقد أخبَرَنا أحد مدراء المدارس أنه لا يشجع هذه الممارسة في مدرسته، إذ أن الركوع لفترات طويلة على أرضية إسمنتية غير مستوية أو أرضية ترابية يؤدي أحياناً إلى إصابة الركب والأرجل بالتورم والكدمات والجروح.
وكذلك، تلجأ بعض المدارس وبعض المعلمين إلى إجبار الطلاب على تأدية أعمال بدنية على سبيل العقاب، وهي أعمال منفصلة عن الأعمال الروتينية الخفيفة التي يقوم بها طلاب الصف. ومن ضمن الأعمال البدنية العقابية الشائعة: حفر الخنادق، وقص العشب، أو اجتثاث جذع شجرة. ويقوم بعض المعلمين بفرض أنواع أخرى من العمل البدني كعقوبة، مثل إجبار الطلاب على الركض حول حرم المدرسة لمرات متعددة. وهناك معلمون يفرضون على الطلاب تنظيف حمامات المدرسة كعقاب.
قد لا تكون هذه الفروض قاسية أو لاإنسانية أو مهينة بالضرورة، ولكن في الواقع العملي قد تصل إلى ذلك المستوى، وكثيراً ما يحدث ذلك. فإذا استُخدمت هذه الفروض بطريقة لا مسؤولة كعقاب، فقد تصبح مفرطة في الإذلال أو الأذى: فعلى سبيل المثال، القيام بجهد بدني مرهق لعدة ساعات، أو إجبار الطلاب على الركض تحت الشمس الاستوائية، قد يؤدي إلى إصابة الأطفال بالإغماء من الحرارة والإرهاق. كما أن تنظيف الحمامات عادة ما يعني فرك فوهة المرحاض القذرة دون استخدام صابون التنظيف، أو القفازات الواقية، ودون استخدام مياه جارية لشطف الأوساخ. وكل هذه العقوبات تشكّل مخاطر صحية، إضافة إلى أن الطلاب يعتبرونها مهينة. وإذا وصلت إلى درجة معينة من القسوة، فهي تشكّل معاملة قاسية ولاإنسانية أو مهينة.
المزيد عن كينيا بالانجليزية
|
