أنقاض سوق ومخبز في بلدة الطبقة إثر غارة جوية، من المرجح جدا أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة هو الذي شنها في 22 مارس/آذار 2017.

جميع الاحتياطات الممكنة؟

الإصابات المدنية جراء غارات التحالف ضد داعش في سوريا

أنقاض سوق ومخبز في بلدة الطبقة إثر غارة جوية، من المرجح جدا أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة هو الذي شنها في 22 مارس/آذار 2017. © 2017 أولي سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

ملخص

في سوريا، ازدادت الإصابات بين المدنيين جراء الغارات الجوية التي شنها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة والذي يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف أيضا باسم "داعش") المتطرف بشكل ملحوظ في مارس/آذار 2017. خلال بعثة في يوليو/تموز إلى الطبقة والمنصورة، وهما بلدتان قرب الرقة سيطرت عليهما داعش حتى وقت قريب، حققت "هيومن رايتس ووتش" في عدة غارات جوية كهذه. في أعنف هجومين، قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة مدرسة وسوقا مما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 88 مدنيا. ورغم كون مقاتلي داعش متواجدين في هذه المواقع أيضا، إلا أن عدد القتلى المدنيين المرتفع يثير مخاوف من أن قوات التحالف أخفقت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الخسائر المدنية وتقليلها، وهو ما يقتضيه القانون الإنساني الدولي.

تقوم "قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب"، التي أنشأتها "القيادة المركزية الأمريكية" لتنسيق الجهود العسكرية لتحالف الدول التي تقاتل داعش، بعمليات عسكرية في سوريا منذ عام 2014. وفي إطار حملتها لنزع السيطرة على الرقة من داعش، أطلقت "قوات سوريا الديموقراطية" وقوة المهام المشتركة هجوما في 22 مارس/آذار للسيطرة على سد الطبقة، وهو موقع استراتيجي يبعد عن الرقة، عاصمة داعش الفعلية، 40 كيلومترا. في الأيام السابقة والأسابيع التي تلت، زادت الضربات الجوية من قبل قوة المهام المشتركة بشكل كبير في المناطق المحيطة. قال سكان محليون إن العديد من هذه الضربات أصاب قواعد داعش أو مقاتليه مع إيقاع أضرار مدنية قليلة نسبيا.

ومع ذلك، تسبب عدد من الضربات في أضرار مادية جسيمة كما هو موثق في هذا التقرير. أبلغ ناشط محلي هيومن رايتس ووتش بأسماء 145 مدنيا، من بينهم 38 امرأة و58 طفلا، يقول إنهم قُتلوا في غارات جوية على مدينة الطبقة وحدها ما بين 19 مارس/آذار و10 مايو/أيار، عندما سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على المدينة. لم تقتصر الأضرار المدنية الناجمة عن هذه الغارات الجوية على الإصابات، فقد تسبب بعضها في تدمير كبير للممتلكات والبنى التحتية المدنية، وهو ما عاينته هيومن رايتس ووتش على الأرض. وقال السكان إن الضربات التي أدت إلى مقتل المدنيين نشرت الخوف ودفعت الكثيرين إلى الفرار، مما يزيد أزمة النازحين في سوريا تفاقما.

وفي 2 من أشد الهجمات فتكا في الطبقة والمنصورة، أصابت الطائرات مدرسة يقيم بها نازحون في المنصورة في 20 مارس/آذار وسوقا ومخبزا في الطبقة في 22 مارس/آذار. ردا على أسئلة هيومن رايتس ووتش، أقر المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة بأن قوات التحالف نفذت هجوم المنصورة، قائلا إنها استهدفت ما اعتقدت أنه مقر استخبارات ومخزن للأسلحة لداعش.

وحتى 18 سبتمبر/أيلول، قال المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة إن التحالف ما زال يقيّم تقارير بأن طائراته قتلت عشرات المدنيين في الهجوم على سوق الطبقة. ومع ذلك، فإن ظروف الهجوم – وهو هجوم عسكري كبير من قبل القوات البرية السورية المتحالفة مع قوة المهام المشتركة لاسترجاع موقع استراتيجي على بعد كيلومترين فقط – تجعل من غير المرجح أن تكون جهة أخرى مثل روسيا أو سوريا مسؤولة عنه. بالإضافة إلى ذلك، أقر متحدث عسكري أمريكي بعد وقت قصير من هجوم الطبقة بأن طائرات قوة المهام المشتركة نفذت ضربات على منطقة مجاورة، واعترف المكتب الإعلامي التابع للقوة بأن قوات التحالف هاجمت نفس المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2016.

خلال زيارة للمنصورة والطبقة في الفترة ما بين 1 و4 يوليو/تموز 2017، قابلت هيومن رايتس ووتش 16 من السكان المحليين. وبينما نفوا أن المواقع كانت قواعد عسكرية، قالوا إن عناصر داعش كانوا متواجدين في كل من الموقعين وقت الغارات. في هجوم مدرسة المنصورة، قالوا إن عناصر داعش وأسرهم النازحة من العراق انتقلوا إلى المدرسة قبل الهجوم. قال بعض السكان إن سيارة مزودة برشاش ثقيل مضاد للطيران كانت في الجوار. وفي هجوم سوق الطبقة، قال السكان المحليون إن أعضاء داعش كثيرا ما يستخدمون مقهى إنترنت في السوق، وإن هناك مكتبا إداريا لداعش بالقرب من السوق يتكفل بشؤون سكن عناصر التنظيم.

لكن السكان وأقارب القتلى والناجين قالوا أيضا إن هناك عشرات، إن لم يكن مئات، من المدنيين في كل مكان في وقت الغارات. قالوا إن مدرسة المنصورة تضم عددا كبيرا من المدنيين، بما في ذلك كثيرين لا علاقة لهم بداعش، وإن سوق الطبقة الذي يضم مخبزا، يخدم أغلبية ساحقة من المدنيين، كان الكثير منهم يصطفون أمامه وقت الهجوم.

كما قالوا إن الهجومين أسفرا عن مقتل عشرات المدنيين. وجمعت هيومن رايتس ووتش أسماء 84 مدنيا من السكان المحليين والأقارب الذين تم التعرف عليهم كقتلى في الهجومين، من بينهم 30 طفلا. وفي كل من الهجومين، قال السكان إن العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا أكبر بكثير من العدد الذي تمكنوا من التعرف عليه. قالوا إن أعدادا كبيرة من المدنيين كانت متواجدة في مواقع الهجمات، وإن جثثهم لا تزال تحت الأنقاض، كما أضافوا أنهم لا يعرفون أسماء الكثير من القتلى لكونهم نزحوا من مناطق أخرى.

على حد علم هيومن رايتس ووتش، لم يكن للضحايا المذكورين في هذا التقرير أي ارتباط بداعش. وحتى الأشخاص المرتبطين بداعش قد يكونون مدنيين. فأفراد أسر مقاتلي داعش والعناصر الذين يقومون حصرا بمهام إدارية أو غير قتالية يُعتبرون مدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا يجوز استهدافهم إلا إذا كانوا يشاركون مباشرة في القتال.

يُلزم القانون الإنساني الدولي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وجميع الأطراف الأخرى في النزاع بالتمييز في جميع الأوقات بين المقاتلين والمدنيين وضمان أن تكون أهداف الهجوم أعيانا عسكرية. على أطراف النزاع في جميع الأوقات اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين إلى أقصى حد ممكن، وفي أي حال من الأحوال التقليل منها إلى أدنى حد ممكن. وفي حالة الشك في ما إذا كان الشخص مدنيا، يُعتبر ذلك الشخص مدنيا. عندما يكون المدنيون موجودين في موقع هدف عسكري، يجب أن يكون واضحا لقوات التحالف أن الضرر الذي يلحق بالمدنيين أو الممتلكات المدنية متناسب وغير مفرط مقارنة بالفائدة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة من الهجوم.

ردّا على أسئلة من هيومن رايتس ووتش، قال المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة إن قوات التحالف رأت قبل هجوم المنصورة أنه لم يكن هناك أي نشاط مدني في الموقع. قال المكتب، الذي أفصح عن تفاصيل قليلة، إن قوات التحالف راقبت المكان في مناسبات عديدة لتقييم نمط الحياة المدنية. وأفادت وسائل الإعلام الألمانية أن طائرة ألمانية مُشاركة في قوة المهام المشتركة صوّرت المدرسة قبل يوم من الهجوم. كما قال المكتب الإعلامي إن التحالف اتخذ اجراءات وقائية أخرى، مثل قصف المدرسة ليلا واختيار حجم الذخيرة وتزويدها بآلية انفجار تلقائي من أجل تقليل الضرر المحتمل بالمدنيين.

لم يردّ المكتب الإعلامي التابع للقوة المشتركة على سؤال هيومن رايتس ووتش عمّا إذا كانت قوات التحالف تعلم بوجود مدنيين في سوق الطبقة وقت الهجوم، قائلة إنها لا تزال تقيّم الحادث. ولم يكن الهجوم على سوق الطبقة من ضمن الحالات التي يتعين التحقيق فيها بخصوص الضحايا المدنيين في إطار تقارير القوة المشتركة الشهرية إلى غاية أغسطس/آب.

قال جميع السكان الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنه من المعروف تواجد العديد من المدنيين في كل من الموقعين. وقالوا إن مدرسة المنصورة استضافت منذ فترة طويلة المدنيين النازحين من مناطق أخرى من سوريا، وإن المدنيين ارتادوا سوق الطبقة طوال الحرب التي دامت لسنوات. كان ممكنا لأي شخص لديه معرفة محلية إدراك خطر وجود أعداد كبيرة من المدنيين في الموقعين.

إذا لم تتمكن قوة المهام المشتركة من الكشف عن وجود عشرات وربما مئات المدنيين في هذين الموقعين، فإن ذلك يثير مخاوف جدّية بشأن كيفية تأكدها من وجود مدنيين في محيط الهدف، وبالتالي ما إذا كان التحالف اتّخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار بالمدنيين. كما يثير تساؤلات حول كيفية تحديد قوة المهام المشتركة ما إذا كان الشخص مدنيا أو مقاتلا، وبالتالي ما إذا كانت قوات التحالف تمتثل لشرط معاملة الشخص كمدني إذا كان هناك شكّ والتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين.

لكن، إذا كانت القوة على علم بوجود مدنيين وقررت شنّ الهجوم رغم ذلك، فقد تكون قد انتهكت مبدأ التناسب.

قال المكتب الإعلامي إن قوات التحالف، في محاولتها التخفيف من الأضرار المدنية، "تستفيد من جميع القدرات الاستخبارية للتحالف والقوات الشريكة، بما في ذلك المعلومات الاستخبارية البشرية ومتعددة المصادر"، وإنها "تستثمر قدرا كبيرا من الجهود الاستخبارية وتحليل المنطقة لمعرفة نشاط داعش، وأماكن تواجد المدنيين، ونمط حياتهم، وكيف تُستخدم الأبنية". في هجوم المنصورة، أفاد المكتب الإعلامي بأن قوات التحالف أجرت "(تحليلا) لنمط الحياة قبل الضربة، وأن لقطات الفيديو لا تدل على وجود أي نشاط مدني قبل أو بعد الضربة". ومع ذلك، لا يوجد في المعلومات التي قدمتها قوات المهام المشتركة ما يدل على أن التحالف استخدم أي قدرات استخبارية بشرية للتحقق من الهدف في هجوم المنصورة. وردّا على أسئلة مُتابعة من هيومن رايتس ووتش، رفض المكتب الإعلامي التابع لقوة المهام المشتركة تقديم مزيد من التفاصيل عن تحليلها لنمط الحياة في مناطق الهجوم، قائلا إن هذه المعلومات سرية وستكشف عن مصادر حساسة.

تشير الشهادات التي جمعتها هيومن رايتس ووتش إلى أن الرصد الجوي للموقعين كان ليُظهر نشاطا مدنيا. وقالت طفلة عمرها 11 عاما نجت من الهجوم على المدرسة إن الأطفال اعتادوا اللعب في باحتها، وأكد شهود على هجوم السوق أن المدنيين كانوا يصطفّون في المخبز.

وأخيرا، حتى لو هاجمت قوات التحالف الموقعين على أساس معلومات حينية، كان ينبغي لها أن تعلم أن الأهداف كانت سوقا ومدرسة حيث يلجأ عشرات إن لم يكن مئات المدنيين: لأن قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف كانت تحضّر لهجوم عسكري وتخطط له منذ فترة طويلة، ينبغي أن تكون قوة المهام المشتركة قد اطّلعت على الوجود المدني في المنطقة. وهذا يثير تساؤلات حول مدى الأولوية التي أعطتها القوة للتقليل من الأضرار والمعاناة المدنية مقارنة بالفوائد المتوقعة من هذه الهجمات.

الهجمات على مدرسة المنصورة وسوق الطبقة ليست الوحيدة من نوعها. ففي 16 مارس/آذار مثلا، أصابت الطائرات الأمريكية مسجدا بالقرب من الجِنّة غرب حلب، ما أسفر عن مقتل العشرات الذين اعتبرهم السكان المحليون مدنيين. وفي إخفاق مماثل في فهم طبيعة الهدف وكشف وجود المدنيين، فإن الجهة التي وافقت على الضربات لم تكن تعرف أن الهدف كان مسجدا، وفقا لتحقيق عسكري لاحق. غير أن التحقيق نفى وجود عدد كبير من المدنيين واعترف فقط بأن أحد المدنيين قد يكون قُتل.

 في هجوم مدرسة المنصورة، وهجوم مسجد الجِنّة، وربما أيضا في هجوم سوق الطبقة، فإن عدم فهم قوة المهام المشتركة طبيعة الأهداف بشكل كاف، والتواجد الكبير للمدنيين، أمر يثير القلق بشكل خاص، لأن أيا من تلك الهجمات لم يكن لدعم قوات برية صديقة في مواجهة قوات العدو، وهي حالات قد تتطلب إجراءات عاجلة.

تشير تصريحات مسؤولين حكوميين أمريكيين إلى أن السلطات الأمريكية غيّرت إجراءات الموافقة على الضربات الجوية بما قد يسهم في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر الجيش بتسريع الحملة وتفويض سلطة الموافقة على الضربات إلى مستوى أدنى من التراتبية. وقال ماتيس إن ذلك سيسمح "بالتحرك بقوة وفي الوقت المناسب ضد نقاط ضعف العدو". وكانت الإدارة الأمريكية السابقة قد أجرت تغييرات مماثلة في ديسمبر/كانون الأول 2016.

في مراسلة مع هيومن رايتس ووتش، قال المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة إنه لم يطرأ أي تغيير على قواعد الاشتباك الخاصة بالتحالف أو امتثاله لقانون النزاعات المسلحة. ومع ذلك، من الصعب التصور أن تفويض سلطة الإذن بالضربات الجوية إلى مستوى أدنى للسماح بهجمات أكثر قوة على العدو لن يؤثر على مدى أو فعالية الاحتياطات التي تتخذها قوات التحالف لتقليل الأضرار المدنية. وفي غياب المزيد من التفاصيل حول هذه التغييرات، يصعب تقييم آثارها بدقة، ولكن الإخفاق الواضح لقوة المهام المشتركة في فهم طبيعة الأهداف وكشف الوجود المدني في الحالات المذكورة أعلاه يثير القلق.

على التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة أن يستخدم جميع الوسائل المتاحة للتحقق من وجود مدنيين في الأهداف أو بالقرب منها عند شن الهجمات، واتخاذ "جميع الاحتياطات الممكنة" لتقليل الخسائر في الأرواح المدنية إلى أدنى حد، وعدم مهاجمة الأهداف العسكرية إذا كانت الأضرار المدنية المتوقعة مُفرطة مقارنة بالمكاسب العسكرية.

وبالإضافة إلى الهجمات على مدرسة المنصورة وسوق الطبقة، حققت هيومن رايتس ووتش في 3 هجمات أخرى أسفرت عن إصابات بين مدنيين. وفي 2 من الهجمات، شنت قوات التحالف ضربات جوية لدعم القوات البرية السورية في مواجهتها مع قوات العدو على ما يبدو. ففي إحدى الحالات مثلا، يبدو أن قوات سوريا الديموقراطية التي شاركت في القتال البري ضد داعش طلبت من التحالف شن غارة جوية على منزل كان يُعتقد أن أعضاء داعش يختبئون فيه. غير أن السكان قالوا إن الجثث الـ18 التي انتشلوها من الانقاض بعد أيام قليلة كانت جميعها لمدنيين.

تُظهر هذه الهجمات خطر استخدام الأسلحة المتفجرة بما في ذلك أي ذخائر تُلقى من الجو، في بيئة قتالية متحركة وفوضوية في مناطق مأهولة بالسكان. على الأطراف المتحاربة الحد قدر الإمكان من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بسبب المخاطر التي تشكلها على المدنيين.

وتُوضح الحالات الموصوفة في هذا التقرير أيضا أوجه القصور في منهجية قوة المهام المشتركة لتقييم ما إذا كانت الغارات الجوية للتحالف قد أصابت مدنيين أو قتلتهم. وفي الحالتين اللتين أجرت فيهما القوة تقييمات عند وقت النشر، وجدت أن ادعاءات وقوع خسائر في صفوف المدنيين ليست ذات مصداقية. وتُظهر المعلومات التي قدّمتها القوة أنها لم تزُر مواقع الغارات أو تستجوب السكان أو الشهود. هذا التقصير يثير الدهشة بشكل خاص، إذ إن قوات التحالف الشريكة كانت تسيطر على هذه المناطق منذ شهور، وكان من الممكن لمحققي التحالف زيارة المواقع. وتشير التحقيقات التي أجرتها هيومن رايتس ووتش إلى أنه لو كان محققو قوة المهام المشتركة قد زاروا المواقع واستجوبوا الشهود، لما كانوا توصلوا إلى أن مزاعم وقوع خسائر في صفوف المدنيين تفتقر إلى المصداقية.

بينما تركز تقارير قوة المهام المشتركة عن الضحايا المدنيين على ما إذا كان مدنيون قد أُصيبوا أو قُتلوا في هجمات محددة، فإن هذه التقارير لا تتطرق إلى مشروعية هجمات بعينها. ويتعين على القوة أن تشرع في إجراء تحقيقات كاملة في جميع الهجمات التي تتسبب في وقوع إصابات مفرطة في صفوف المدنيين، بما في ذلك تلك الواردة في هذا التقرير، باستخدام مجموعة كاملة من أدوات التحقيق، منها إجراء مقابلات مع الضحايا وأسرهم، فضلا عن السكان المحليين.

كما على التحالف أن يتحمل المسؤولية عندما تقتُل هجماته مدنيين. ينصّ القانون الدولي على تعويض الضحايا المدنيين في حالة وقوع انتهاكات للقانون الدولي. وعندما تقع خسائر، حتى في غياب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، ينبغي منح المدنيين المساعدة أو التعويض. يمكن أن يتخذ هذا التعويض شكل مبالغ مالية تعويضا عن الخسائر في الأرواح والممتلكات المدنية (على سبيل الهبة) دون التزام قانوني، وإقرار غير نقدي بإحداث الضرر، مثل الاعتذار. في سوريا، لا توجد آلية واضحة للضحايا المدنيين أو الأقارب الباقين على قيد الحياة للحصول على أي شكل من أشكال التعويض من قوات التحالف - أو أي طرف متحارب آخر.

وبعيدا عن المأساة الإنسانية، ينبغي أن يكون ارتفاع عدد الضحايا المدنيين - سواء بسبب سلوك قانوني أو غير قانوني - مدعاة للقلق لأي عسكرية، لأن الضرر الذي يلحق بسمعتها قد يكون كبيرا. ويصِحّ هذا بشكل خاص في الحملة ضد داعش حيث تسعى قوات التحالف إلى حرمان التنظيم من الدعم المستقبلي.

توصيات

إلى قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب

تقليل الأضرار المدنية

  • اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الأذى بالمدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي؛
  • بقدر الإمكان، استخدام كل مصادر الاستخبارات المتاحة، بما في ذلك الاستخبارات البشرية، للتأكد من طبيعة الهدف وأي وجود مدني. التّريّث كُلّما كان ذلك ممكنا للسماح بالتحقق السليم من الهدف؛
  • إذا كان هناك شكّ حول وضع شخص ما، يُفترض أن الشخص مدني، بما يتماشى مع القانون الدولي؛
  • يُفترض وجود مدنيين في المناطق السكنية، بما في ذلك المناطق التي تشهد قتالا عنيفا، نظرا لكون داعش يحارب من مناطق مأهولة بالسكان، وقد استخدم المدنيين دروعا بشرية في بعض الأحيان؛ وتعديل التكتيكات لأخذ الوجود المدني بعين الاعتبار؛
  • الحد من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان إلى أقصى حد ممكن؛
  • توفير قدر أكبر من الشفافية حول التغييرات في إجراءات الموافقة على الضربات؛
  • النظر في مدى مساهمة هذه التغييرات في زيادة عدد الضحايا المدنيين ونشر النتائج.

تقييم الإصابات المدنية والإبلاغ عنها

  • زيادة الموارد المخصصة لتقييم مزاعم وقوع إصابات في صفوف المدنيين جراء الغارات الجوية التي تُنفذها قوة المهام المشتركة ونشر النتائج؛
  • نشر المنهجية المستخدمة في هذه التقييمات، بما في ذلك كيفية التمييز بين المدنيين والمقاتلين؛
  • مراجعة المنهجية المستخدمة بهدف تحسين دقة التقييمات؛
  • تحسین تقییم حوادث الإصابات المدنیة بمقابلة الشھود ومعاينة الموقع عند الامكان.

التحقيقات

  • كخطوة أولى، إجراء تحقيقات في الضربات الجوية التي أسفرت عن وقوع إصابات مدنية أكثر بكثير مما كان متوقعا، بما في ذلك الهجمات المستعرَضة في هذا التقرير؛
  • إجراء تحقيقات ومقابلات في الموقع مع الضحايا والشهود. وإذا تعذر ذلك، القيام بزيارات ميدانية، وإيجاد طرق أخرى لإجراء مقابلات مع الضحايا والشهود، مثل وسائل الاتصال الآمنة أو من خلال إجراء مقابلات مع الضحايا والشهود الذين فروا إلى مناطق يمكن فيها إجراء هذه المقابلات؛
  • في التحقيقات، إيلاء اهتمام خاص لامتثال قوة المهام المشتركة لمتطلبات القانون الدولي باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين واعتبار الشخص مدنيا إذا كان هناك شك؛
  • الإفراج الفوري عن تقارير التحقيق بما في ذلك استنتاجاتها مع أكبر قدر ممكن من التفاصيل.

إنصاف الضحايا المدنيين

  • إنشاء آلية لإبلاغ الضحايا المدنيين وأقاربهم بنتائج التحقيقات، والنظر في الإقرار غير النقدي بالضرر الذي حدث، مثل الاعتذار، بغض النظر عن شرعية الهجوم الذي تسبب في الضرر؛
  • إنشاء آلية موحّدة وشاملة لتقديم مدفوعات على سبيل الهبة إلى من يعانون من خسائر بسبب عمليات قوة المهام المشتركة، بغض النظر عن شرعية الهجوم الذي تسبب في الضرر.

المنهجية

يستند هذا التقرير إلى مقابلات شخصية أجراها موظفو هيومن رايتس ووتش مع سكان وضحايا وأقاربهم ومسعفين وعاملين طبيين أثناء بعثة إلى الطبقة والمنصورة، وهما بلدتان غرب الرقة في شمال سوريا، في يوليو/تموز 2017. زارت هيومن رايتس ووتش مواقع الهجمات في الطبقة والمنصورة ما بين 1 و4 يوليو/تموز، وأجرت مقابلات مع السكان المحليين الذين كانوا حاضرين وقت وقوع الهجمات. أجرينا مقابلات باللغة العربية، أو الإنغليزية من خلال مترجم.

بالنسبة لكل هجوم، راجعنا أيضا البيانات والتحديثات والمقابلات الإعلامية ذات الصلة المتعلقة بقوة المهام المشتركة، وهي قوة أُنشئت من قبل القيادة المركزية الأمريكية لتنسيق الجهود العسكرية لتحالف الدول التي تقاتل داعش في العراق وسوريا. ولأن داعش حظر على السكان المحليين التقاط الصور أو الفيديو ويراقب الاتصالات بشكل صارم، فإن المعلومات السمعية والبصرية التي نشرت على الإنترنت عن هذه الهجمات أقل من تلك المتعلقة بالهجمات التي وقعت في أجزاء أخرى من سوريا.

اختارت هيومن رايتس ووتش نشر أسماء المصادر الذين أعطوا الإذن بذلك، وعندما ترى هيومن رايتس ووتش أن القيام بذلك لن يعرضهم لخطر إضافي. بالنسبة لبعض المصادر، استخدمت هيومن رايتس ووتش أسماء مستعارة، إما لأن المصادر طلبوا السرية، أو لأننا قررنا أن نشر أسمائهم يمكن أن يُشكّل خطرا عليها.

عدد الأشخاص الذين يُبلّغ عن مقتلهم في كل حالة هو عدد الضحايا الذي يقدم الجيران أو الأقارب معلومات أساسية عنهم، مثل الاسم والجنس والعمر.

غير أن التشريد الجماعي للمدنيين في المنطقة جعل من الصعب تجميع قائمة شاملة للضحايا. وفي بعض الحالات، قال السكان إنهم لا يعرفون أسماء أو هويات العديد من الضحايا لأنهم نزحوا من مناطق أخرى. كما فرّ العديد من الناجين إلى مواقع أخرى بعد الهجوم، مما جعل من الصعب تحديد مكانهم ومقابلتهم. وبالنسبة لبعض الهجمات، قالت مصادر محلية إن عدد القتلى كان أعلى من عدد الأسماء التي جمعناها. في هذه الحالات، أشرنا إلى ذلك في النص.

I."الائتلاف العالمي لهزيمة داعش"

في سبتمبر/أيلول 2014، أعلنت الحكومة الأمريكية تشكيل "الائتلاف العالمي لهزيمة داعش"، وهو ائتلاف يضم 69 حكومة و4 مؤسسات دولية. في أكتوبر/تشرين الأول، شكّلت القيادة المركزية الأمريكية قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، لتنسيق الجهود العسكرية لأعضاء الائتلاف العالمي في مكافحة داعش في العراق وسوريا. وتنفذ القوة حملات عسكرية في العراق وسوريا لاسترجاع الأراضي التي يسيطر عليها داعش، خاصة بشن هجمات جوية دعما للقوات البرية المحلية.[1] قام 9 من أعضاء القوة على الأقل بضربات جوية ضد داعش في سوريا: الولايات المتحدة، أستراليا، البحرين، كندا، فرنسا، الأردن، السعودية، تركيا، والإمارات.[2]

في سوريا، تدعم قوة المهام المشتركة قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف من القوات البرية معظمها كردية وعربية وتقاتل داعش. في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية رسميا عن بدء عملية "غضب الفرات"، وهي عملية عسكرية لاسترجاع الرقة الواقعة في شرق سوريا، والتي كان تعداد سكانها قبل الحرب أكثر من 200 ألف نسمة، وصارت عاصمة داعش الفعلية.[3]

في 22 مارس/آذار، شنّت قوات سوريا الديموقراطية وقوة المهام المشتركة هجوما للسيطرة على سد الطبقة، وهو موقع استراتيجي يقع حوالي 40 كيلومترا إلى الغرب من الرقة. [4] وبالإضافة إلى كونه مصدر الكهرباء الرئيسي للمنطقة، فإن سد الطبقة هو نقطة الدخول الرئيسية من الشمال إلى بلدة الطبقة (المعروفة أيضا باسم الثورة) والتي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 70 ألف نسمة. وشمل الهجوم أيضا نقل جوي إلى المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش جنوب نهر الفرات شملت 500 من أفراد قوات سوريا الديموقراطية الذين هاجموا الطبقة من الغرب. [5] وفي 10 مايو/أيار، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية أنها استولت تماما على مدينة الطبقة وسد الطبقة من داعش.[6] استولت قوات سوريا الديموقراطية على بلدة المنصورة الواقعة بين الطبقة والرقة في بداية يونيو/حزيران. [7]

الاستهداف

خلال جلسات إحاطة ومقابلات مع الصحفيين، ميّز المسؤولون العسكريون التابعون لقوة المهام المشتركة بين نوعين من الضربات الجوية: المدروسة والديناميكية.

الضربات المدروسة هي تلك التي شُنّت ضد أهداف تم اختيارها في وقت مبكر. وحسب الفريق جيفري هاريجيان، قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، فإن "الاستهداف المدروس ينطوي على عملية تطوير واسعة النطاق لضمان أن تكون كل ضربة مشروعة وتفي بالمعايير المعمول بها. ويمكن أن يستغرق تطوير هذه العملية من أيام إلى أسابيع، حسب الهدف والوقت اللازم لمراقبة أنماط الحياة اليومية".[8] في هذه الهجمات، يدرس "اختصاصيو الاستهداف" الهدف، ويقيّمون الأسلحة المتاحة، ويدرسون كيفية تدمير الهدف. ويقوم المستهدِفون أيضا بتوقع الأضرار الجانبية لكل هدف لتقليلها.[9]

أما الاستهداف الديناميكي، فيشمل ضربات ضد "فرص سانحة"، سواء كانت غير مخطط لها أو غير متوقعة، مثل تلك التي تستهدف مواقع العدو استجابة لطلبات القوات البرية أثناء القتال أو الأهداف التي تم تحديدها أثناء العملية.[10] ويشير الفريق هاريجيان إلى أن "الاستهداف الديناميكي أكثر استجابة للتهديدات الناشئة، حيث يستغرق من دقائق إلى ساعات، حسب نوع الهدف وبيئته. وكثيرا ما يتم اكتشافها من قبل القوات البرية أو طائرات الاستكشاف".[11] أضاف: "بالنسبة للأهداف المدروسة، فنحن نتحقق منها بعناية ونضمن الحصول على موافقة السلطة المختصة كما نفعل في الضربات المدروسة".[12] وأكد للصحفيين أن كل هدف يمر "بإجراءات دقيقة لضمان أنه ليس فقط هدفا مشروعا بموجب قانون النزاع المسلح، بل أيضا يستوفي شروط التناسب والضرورة".

تشير البيانات الصادرة عن مسؤولين حكوميين أمريكيين إلى أن قوة المهام المشتركة غيّرت مؤخرا إجراءات التصريح بالضربات الجوية بحيث قد تزيل بعض الضمانات، مما أسهم في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين. وبعد مراجعة الحملة ضد داعش، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجيش بتسريع الحملة وتفويض سلطة الموافقة على الضربات إلى مستوى أدنى من التراتبية؛ وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن الهدف من ذلك "التحرك بقوة وفي الوقت المناسب ضد نقاط ضعف العدو".[13] يبدو أن هذه التغييرات، بالإضافة إلى تغييرات مشابهة فى ديسمبر/كانون الأول، قد أعطت مستشارين عسكرييين على مستوى الألوية سلطة تقديم الدعم المباشر مثل الضربات الجوية والقصف المدفعي للقوات الصديقة. [14]قد تكون هذه التغييرات قد حدّت من الاحتياطات التي يتخذها الجيش لتقليل وتجنب الإصابات بين المدنيين، مما يسهم في زيادة عدد الضحايا المدنيين. [15]ونظرا لكون قوة المهام المشتركة نشرت معلومات محدودة حول الهجومين الرئيسيين المذكورين في هذا التقرير، فإنه من غير الممكن القول ما إذا كانت هذه التغييرات قد أثرت على إجراءات التصريح بهذه الهجمات.

الخسائر المدنية

تزايدت الغارات الجوية في منطقة الطبقة وحولها بشكل ملحوظ في الأيام التي سبقت 22 مارس/آذار وبعدها. وفي الفترة ما بين 19 و23 مارس/آذار، نفّذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة 85 ضربة جوية في منطقة الرقة مقابل 45 ضربة في الأيام الخمسة التي سبقت تلك الفترة مباشرة، وفقا لتقارير الضربات اليومية.[16]

بحسب "إيروورز"، وهي منظمة غير حكومية مقرها المملكة المتحدة تجمع المعلومات المنشورة عن إصابات بين المدنيين في العراق وسوريا، أدت زيادة الغارات الجوية في مارس/آذار أيضا إلى زيادة كبيرة في عدد الضحايا المدنيين. [17] بحلول 13 أبريل/ نيسان، وثقت إيروورز 52 حادثة تسببت في وقوع إصابات بين المدنيين في سوريا في مارس/آذار، معظمها في الرقة، مما أسفر عن مقتل ما بين 320 و860 مدنيا، مقارنة بحصيلة قتلى مدنيين بلغت ما بين 65 و142 في فبراير/شباط.[18]

عدد كبير من الضحايا المدنيين في مارس/آذار كان في الطبقة، حيث وقع 15 من مجموع الحوادث ومن المرجح أن 100 مدني قتلوا على الأقل بحسب ما رصدت إيروورز.[19] أبلغ ناشط محلي هيومن رايتس ووتش بأسماء 145 مدنيا، من بينهم 38 امرأة و58 طفلا، قال إنهم قُتلوا في غارات جوية على بلدة الطبقة وحدها بين 19 مارس/آذار و10 مايو/أيار، عندما استولت عليها قوات سوريا الديموقراطية.[20]

على عكس السلطات الروسية والسورية، تنشر قوة المهام المشتركة بانتظام تقارير عن الضربات التي نفّذتها. ولديها أيضا آلية لتقيّم ما إذا كانت الضربات تسببت في إصابات بين المدنيين. واعتبارا من 1 سبتمبر/أيلول 2017، قرّر الفريق أن "ما لا يقل عن 685 مدنيا قُتلوا عن غير قصد [في سوريا والعراق] بسبب ضربات التحالف منذ بدء عملية العزم الصلب" في آب/أغسطس 2014.[21]

تقول قوة المهام المشتركة إنها:

تأخذ جميع التقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين مأخذ الجد، وتقيّم جميع التقارير بأكبر قدر ممكن من الدقة. وعلى الرغم من أننا غير قادرين على التحقيق في جميع التقارير عن احتمال وقوع إصابات بين المدنيين باستخدام أساليب التحقيق التقليدية، مثل إجراء مقابلات مع الشهود وفحص المواقع، فإن التحالف يستجوب الطيارين وغيرهم من الموظفين المشاركين في عملية الاستهداف، ويراجع ملابسات الضربات وفيديو المراقبة إن وُجد، ويحلل المعلومات التي تقدمها الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقوات الشريكة ووسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، ينظر الائتلاف في المعلومات الجديدة عندما تصبح متاحة من أجل ضمان عملية مراجعة شاملة ومستمرة.[22]

تضمّن استعراض أجرته منظمة إيروورز للتحقيقات التي أجرتها قوة المهام المشتركة في الإصابات في صفوف المدنيين في ديسمبر/كانون الأول 2016 عدة ملاحظات نقدية، ولكنه أشار أيضا إلى أن الأمر التنفيذي الأمريكي بشأن الخسائر المدنية الصادر في يوليو/تموز 2016 أدى على ما يبدو إلى تحسينات هامة في رصد الولايات المتحدة وإبلاغها عن الخسائر في صفوف المدنيين، كزيادة التعاون مع الفاعلين الخارجيين.[23] منذ ديسمبر/كانون الأول 2016، نشرت قوة المهام المشتركة بانتظام تقارير شهرية عن الإصابات المدنية، تقدم معلومات أساسية عن التقييم الذي أجرته قوة المهام المشتركة للإصابات في صفوف المدنيين. وفي يونيو/حزيران، زاد الجيش الأمريكي عدد موظفيه في إطار القوة لتقييم الخسائر في صفوف المدنيين، مُضيفا 5 أعضاء بدوام كامل إلى الفريق الذي كان مكونا من 2 بدوام كامل و2 بدوام جزئي.[24]

منذ أبريل/نيسان 2017، لم تكتف التقارير الشهرية عن الإصابات المدنية بذكر الإصابات المدنية في ضربات قوة المهام المشتركة التي تُنفذها القوات الأمريكية، بل شملت أيضا الإصابات الناجمة عن أعضاء آخرين في القوة. وهذا يوفر صورة أوضح للخسائر المدنية الناجمة عن الحملة ضد داعش. لكن الجانب السلبي هو أن التقارير لا تحدد البلد المسؤول عن الضربة، مما يجعل التماس الضحايا للمساءلة مستحيلا عمليا.[25] ما عدا الولايات المتحدة، لم يعترف أي من أعضاء قوة المهام المشتركة الذين يُنفّذون طلعات جوية قتالية بكون غاراتهم الجوية تسببت في وقوع إصابات بين المدنيين، على الرغم من أن مسؤولين عسكريين أمريكيين قالوا لإيروورز إن شركاء في التحالف مسؤولون عن مقتل 80 مدنيا على الأقل.[26] كما انتقدت هيومن رايتس ووتش وغيرُها السلطات العسكرية الأمريكية لعدم استخدامها كل أساليب التحقيق، بما في ذلك المقابلات الهاتفية مع الشهود، عند التحقيق في إصابات المدنيين في الغارات الجوية في سوريا.[27]

II. مخاوف حيال تدابير حماية المدنيين

في 2 من أكثر الغارات فتكا على الطبقة والمنصورة، قصف الطيران مدرسة في المنصورة كانت تأوي نازحين في 20 مارس/آذار، وسوقا وفرنا في 22 مارس/آذار. قتلت الغارتان عشرات المدنيين حسب شهود ومسعفين وأقارب وناجين قابلتهم هيومن رايتس ووتش.

إذا كان مخططو الهجوم في قوة المهام المشتركة غير عالمين بوجود مدنيين في هذين المكانين، فإن ذلك يثير شكوكا حول اتخاذ قوة المهام المشتركة جميع التدابير الممكنة لتفادي أو تقليص عدد الضحايا المدنيين. يضاف ذلك إلى شكوك حول كيفية تحديد قوة المهام المشتركة مَن هم المدنيون ومَن هم المقاتلون. أما إذا كانوا على علم بوجود المدنيين، فقد تكون قوة المهام المشتركة انتهكت مبدأ التناسب.

يفرض القانون الدولي على الأطراف المتنازعة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة، في كل وقت وبأكبر قدر ممكن، لتفادي، أو أقلّه تقليص عدد، الضحايا المدنيين. وفقا للملحق (البروتوكول) الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف، على الأطراف المتنازعة بذل ما في طاقتها "للتحقق من أن الأهداف المقرر مهاجمتها ليست أشخاصا مدنيين أو أعيانا مدنية... لكنها أهداف عسكرية".[28] وإذا ثار الشك حول ما إذا كان شخص ما مدنيا أم غير مدني فإن ذلك الشخص يعد مدنيا. يتضمن البروتوكول أيضا واجب الامتناع عن اتخاذ قرار بشن أي هجوم قد يتوقع منه، بصفة عرَضية، أن "يحدث خسائر في أرواح المدنيين أو إلحاق الإصابة بهم، أو الأضرار بالأعيان المدنية، أو أن يحدث خلط من هذه الخسائر والأضرار، مما يفرط في تجاوز ما ينتظر أن يسفر عنه ذلك الهجوم من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة".[29] تُعَد هذه الالتزامات قانونا عرفيا وبالتالي فإنها تلزم حتى الدول التي لم توقّع على البروتوكول الأول.[30]

الهجوم على مدرسة البادية في المنصورة، 20 مارس/آذار

  • الزمان: 20 مارس/آذار 2017، الساعة 11 ليلا تقريبا
  • ; المكان: محافظة الرقة، المنصورة
  • إحداثيات نظام تحديد المواقع (جي بي إس): 35.817220، 38.756306
  • الإصابات بين المدنيين: على الأقل 40، ضمنهم مقتل 16 طفلا أو أكثر

في حدود الساعة 11 ليل 20 مارس/آذار، دمّر هجوم لقوة المهام المشتركة مدرسة داخلية مؤلفة من 3 طوابق في المنصورة. في حين قال سكّان محليون إن تنظيم داعش كان موجودا في المدرسة، قالوا أيضا إنها كانت تأوي عددا كبيرا من المدنيين النازحين.

زارت هيومن رايتس ووتش المدرسة مرتين بعد أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على المنطقة. وقابلت 11 أشخاص على اطّلاع مباشر على الهجوم، منهم ناجيان ومسعفون ورجال دفنوا بعض القتلى.

مدرسة البادية في المنصورة كانت مدرسة داخلية افتُتحَت في 2009 لاستقبال تلاميذ من مناطق سوريا شبه البدوية.[31] حسب رواية العديد من السكان المحليين، أقفلت المدرسة مع اندلاع الأزمة السورية في 2011 وانتقل إليها النازحون، تحديدا من حمص وتدمر.

صورة لافتتاح مدرسة البادية في سوريا، 2009.   ESyria ©

أقابلت هيومن رايتس ووتش شخصيا نازحتين من بلدة مسكنة غرب الطبقة، كانتا في المدرسة وقت الهجوم: عواش (24 عاما)، وابنة أخيها عهد (11 عاما):

يوم الهجوم كان كل شيء عاديا. كنت نائمة في المدرسة. حصل هجومان، أُصِبتُ في وجهي وجسدي. لم أسمع الانفجارات، أحسست بها فقط. خرجت أمي إلى الرواق لتحضر ابن أخي، حاولت اللحاق بها ولكني لم أستطع. نادين أمي وأخي لكنني لم أجدهما. وجدت عهد وأمها في الملعب، لم تكن ترتدي ملابس والشظايا تملأ جسدها. بعد أن غطّيتها بالشراشف أغمي عليّ ثم استيقظت في مستشفى الرقة.[32]

وصف لنا رجل قال إنه يعيش على بعد 100 متر من المدرسة، ما حدث مباشرة بعد الهجوم:

كنت نائما عندما أيقظتني انفجارات كبيرة. سمعت 4 قنابل تقريبا، فسارعت إلى المدرسة. رأيت جثث رجال ونساء وأطفال تملأ المكان. نُقِل نحو 50 شخصا بسرعة إلى المستشفى.[33]

قال مسعف آخر إنه ساعد وشقيقه بنقل 60 مصابا من المنطقة.[34] قال إنهما نقلا المصابين في البداية إلى عيادة صغيرة في المنصورة. حسب دكتور موسى محمّد العلي الذي يعمل في العيادة:

كانت الفوضى تعمّ المكان. جلبوا بين 70 و100 مصاب وقتيل. لم تكن عيادتنا المحلية تمتلك القدرة على القيام بما يلزم لهم لذا اكتفينا بتحويلهم مباشرة إلى مستشفى الطبقة.[35]

تُظهر صور المدرسة التي نُشرَت مباشرة بعد الهجوم أنه دمّر المبنى تماما تقريبا في حين بقيت بعض أجزاء الهيكل منتصبة.

عندما زارت هيومن رايتس ووتش المكان في أوائل يوليو/تموز، كان المبنى قد دُمِّر أكثر. قال سكان محليون إن الدمار الإضافي ناتج عن التفتيش عن الجثث واستخراج داعش مواد بناء يمكن استخدامها.

حسب السكان المحليين، في بداية سيطرة داعش على المنطقة لم يكن للتنظيم وجود في المدرسة، ولكن تغيّر الوضع في الفترة التي سبقت الهجوم عندما نزحت أُسَر مقاتلي داعش هربا من العراق إلى المدرسة.[36] أكّد ناجون أن بعض أُسر عناصر داعش كانت تعيش في المدرسة بالإضافة إلى أناس لا صلة لهم بداعش، مثل أُسرهم.[37]

قال أحد الوجهاء المحليين، الذي كان يمرّ عادة أمام المدرسة، إنه بدأ يلاحظ مقاتلي داعش يقودون سياراتهم إلى المبنى ومنه أو يتجمعون بقرب المدخل مساء.[38] كان يعتقد أنهم عناصر من داعش يزورون أسرهم. وأضاف أنه سمع أن داعش عقد أحد دروس الشريعة في المدرسة. وقال الناجيان أيضا إن داعش أنشأ جامعا داخل المدرسة.

قال أحد مقاتلي داعش قابلته هيومن رايتس ووتش عندما كان في قبضة القوات الأمنية الكرية (الأسايش) في القامشلي، إن بعض مقاتلي داعش كانوا في المدرسة مع أسرهم، لكن المدرسة كانت مليئة بالنازحين المدنيين.[39]

قال رجلان محليان أيضا إن مقاتلي داعش قد يكونون استخدموا شاحنة صغيرة "بيك أب" مزوّدة برشاش ثقيل مضاد للطيران على الطريق العام بالقرب من المدرسة.[40] في حين نقل ساكن محلّي آخر إشاعة مفادها أن عناصر داعش قد يكونوا قد قادوا الشاحنة مع الرشاش إلى داخل المدرسة، لكن هيومن رايتس ووتش لم تجد أحدا رأى ذلك شخصيا.[41]

على الرغم من وجود داعش، أشار جميع الشهود والسكان المحليون إلى أن أعدادا كبيرة من المدنيين كانت لا تزال في المدرسة.[42] قالت الناجية ابنة الـ 11 عاما إن الأطفال اعتادوا اللعب في الملعب.[43]

أقرّ المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة في رد على أسئلة هيومن رايتس ووتش بأن القوة قصفت مبنى المدرسة في 20 مارس/آذار، قائلا إن الهجوم ضرب مركز مخابرات لداعش ومستودع أسلحة حيث اعتاد 30 من مقاتلي داعش التواجد.[44]

قالت قوة المهام المشتركة إنها راقبت الهدف في عدة أوقات لتقييم نمط العيش فيه، وإنها قصفته ليلا واختارت حجم وعيار الذخيرة لتقليص الأذى المحتمل اللاحق بالعابرين.[45] حسب مواقع إعلامية ألمانية، أخذت قوات ألمانية تطير في طائرات "تورنايدو" صورا للمبنى قبل الهجوم بيوم وشاركتها مع شركائها في التحالف.[46] نقلت وسائل الإعلام الألمانية أيضا أن ألمانيا قامت بمهمّة متابَعة لتقييم أثر الهجوم. ونُقِل أن الجنرال فولكر فيكر، المفتش العام في الجيش الألماني، التقى لجنة الدفاع البرلمانية في جلسة مغلقة لمناقشة الحادث في 29 مارس/آذار.

قال المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة إن المشاهد المصوّرة لا تُظهِر أي نشاط مدني قبل أو بعد الهجوم؛ وإن المبنى كان يُستَخدَم من قبل داعش حصرا وتحت سيطرته؛ وإنه لم يتعرّض أي مدني للأذية خلال الهجوم.[47] في موضوع الهجوم أشارت قوة المهام المشتركة في "التقرير الشهري لإصابات المدنيين" في يوليو/تموز إلى أنه "بعد مراجعة المعلومات المتاحة وفيديو الهجوم تم التوصّل إلى أنه لا يوجد دليل كافٍ على تعرّض مدنيين للأذى".[48]

لكن تحقيقات هيومن رايتس ووتش أظهرت أنّ مدنيين قد قُتلوا خلال الهجوم. الأقارب والناجون والسكان المحليون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش قدّموا أسماء 40 شخصا، قالوا إنهم كانوا مدنيين، قُتِلوا في الهجوم. من ضمنهم 15 امرأة و16 طفلا.

تشير عدة عوامل إلى أن عدد القتلى المدنيين أكبر. قال أحد العاملين البلديين، مسؤول عن تشغيل جرافة لإزالة الأنقاض، إنه ذهب إلى المدرسة في الصباح التالي:

وصلت إلى المكان الساعة 7 صباحا. الذين كانوا هناك قبلنا قالوا إنهم أزالوا 25 جثة الليلة السابقة. بعد وصولنا أزلنا 54 جثة، أغلبهم لرجال، لكن كان هناك بعض النساء والأطفال أيضا. كانوا جميعا مدنيين، نعرف ذلك من ملابسهم. كان هناك أحد عناصر داعش، أبو عائشة، وساعدَنا على إزالة الجثث، قام بسحب 9 جثث. سمعت بأن عناصر داعش أزالوا 65 جثة بعد حوالي 20 يوما.[49]

قال إنهم نقلوا العديد من الجثث إلى مقبرة قريبة ودفنوهم في مقابر جماعية. زارت هيومن رايتس ووتش موقع المقبرة الجماعية في 2 يوليو/تموز. وأشار أحد السكان المحليين وحفّار قبور إلى القبور التي قالا إنهما دفنا فيها بعض الجثث من الهجوم.

من الصعب تحديد عدد الضحايا وأسمائهم بدقّة لأن الشهود والمسعفين قالوا إن داعش لم يسمح لهم بتصوير القتلى وتوثيقهم كما يجب. وما زاد من صعوبة المهمة أن المدنيين الذين قُتلوا جاؤوا من مناطق أخرى وكانت صلتهم بالسكان المحليين ضعيفة. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش أيضا من جمع أسماء مقاتلي داعش أو أُسرهم الذين قُتلوا في الهجوم.

قال السكان إن عمال الإنقاذ أرسلوا أغلب المصابين إلى مستشفى الطبقة لتي كانت تحت سيطرة داعش حينها. زارت هيومن رايتس ووتش بعد أن استعادت قوات سوريا الديمقراطية المنطقة من داعش المستشفى لتعاين إن كانت هناك سجلّات تشير إلى عدد الجثث والمصابين الذين جُلبوا إلى المستشفى بعد الهجوم. قالت قوات الأمن المتمركزة في المستشفى إن داعش دمّر جميع السجلّات قبل انسحابه.[50]

قدّم ناجون وسكان محليون وناشطون محليون لهيومن رايتس ووتش التفاصيل التالية حول القتلى الذين يعرفونهم.

21 قتيلا من أُسر نزحت من قرية مسكنة (جُمعت المعلومات من أقاربهم):

  • دحية رمضان، أنثى، 60 (زوجة عادل الفرهود)

أسرة إبراهيم الإبراهيم الفرهود

  • إبراهيم الإبراهيم الفرهود، ذكر، 40 (ابن دحية)
  • حليمة الحمدي، زوجة إبراهيم
  • أحمد، طفل، حوالي 5 أعوام
  • إسماعيل، طفل، حوالي العامين

أسرة إسماعيل الإبراهيم الفرهود

  • إسماعيل الإبراهيم الفرهود، ذكر، 35 عاما (ابن دحية)
  • آلاء، طفلة، حوالي 7 أعوام
  • آمال، طفلة، حوالي  5 أعوام
  • ملاك، طفلة، حوالي 3 أعوام
  • عادل، طفل، شهران

أسرة أحمد الفرهود (ابن عم إبراهيم وإسماعيل)

  • أحمد الفرهود، ذكر
  • نهى الفرهود، زوجة أحمد الفرهود
  • أيلان، طفلة، 10
  • لانا، طفلة، أقل من 8 أعوام

أسرة عيدان رمضان

  • عيدان رمضان، ذكر، 50 عاما
  • زهرة، زوجة عيدان الأولى
  • ناصر رمضان، ابن عيدان وزهرة، حوالي 13 عاما
  • منصور رمضان، ابن عيدان وزهرة، حوالي 9 أعوام
  • عليا، زوجة عيدان الثانية
  • محمّد، ابن عيدان وعليا، حوالي 15 عاما
  • كفاء، ابنة عيدان وعليا

قتلى من عائلات نازحة من تدمر والسخنة (تم تجميع المعلومات من أقاربهم):

أسرة الخالد[51]

  • مهى خالد السلامة، حوالي 30 عاما
  • علي زهير الخالد، طفل، حوالي 7 أعوام
  • محمّد زين زهير الخالد، طفل، حوالي 5 أعوام

أسرة الخرز[52]

  • موفق جمعة الخرز، ذكر، 40 عاما
  • ختام خالد سلامة الدعاس، أنثى، 38 عاما
  • ملاك موفق الخرز، طفلة، 8 أعوام
  • حنين موفق الخرز، طفلة، 5 أعوام
  • كفاء جمعة الخرز، أنثى، 33 عاما
  • جوهرة جمعة الخرز، أنثى، 30 عاما

أسرة سلامة (المعلومات من ناشط محلي)[53]

  • خالد سلامة، ذكر، 70 عاما
  • منى محمود الكبّة، أنثى، 57 عاما
  • محمّد خالد سلامة، ذكر، 28 عاما
  • أحمد خالد سلامة، ذكر، 25 عاما
  • أسماء خالد سلامة، أنثى، 22 عاما
  • ياسمين خالد سلامة، أنثى، 20 عاما
  • مهى خالد سلامة، أنثى، 18 عاما
  • نور خالد سلامة، أنثى، 15 عاما
  • مناف حسين العزب، ذكر، 35 عاما
  • فاطمة أكرم محمّد العيد، أنثى، 33 عاما

الهجوم على السوق، الحي الثاني، الطبقة، 22 مارس/آذار

  • الزمان: 22 مارس/آذار 2017 قُبَيل 5 مساء
  • المكان: محافظة الرقة، الطبقة
  • إحداثيات نظام تحديد المواقع (جي بي إس): 35.845879، 38.540913
  • إصابات المدنيين: 44 على الأقل، بينهم 14 طفلا. على الأرجح أكثر.

قُبَيل الساعة 5 مساء في 22 مارس/آذار، قصفت غارة جوية سوقا في الحي الثاني في الطبقة. كان السوق يتألف من عدة متاجر بينها، فرن وصالون حلاقة ومتاجر مأكولات.

قال سكان محليون لهيومن رايتس ووتش إن السوق كان يعجّ بالمدنيين في وقت الهجوم. كان الناس قد خرجوا لتوّهم من جامع قريب بعد صلاة العصر وكثير منهم كانوا مصطفين أمام الفرن لشراء الخبز. قال أحد الناجين: "كان توقيت الهجوم سيئا للغاية. كان هناك أناس كُثُر في الفرن والسوق".[54] حسن خليف (33 عاما)، الذي قُتل ابنه البالغ من العمر 12 عاما في الهجوم عندما كان يقف بالصف لشراء الخبز، قال لهيومن رايتس ووتش إن الصف كان أكبر من العادة لأنه كان يوم الأربعاء والفرن يقفل أيام الخميس.[55]

قال محمّد الحسين، أحد السكان المحليين، لهيومن رايتس ووتش إنه ذهب إلى الفرن مع ابنتيه، أسماء (12 عاما) وآلاء (8 عاما) بعد ظهر ذلك اليوم. كان هناك صف للرجال وآخر للنساء، ولأن صف النساء أقصر وقفت ابنتاه فيه بينما انتظرهما هو في الجهة المقابلة من الشارع، على بُعد أمتار.

بينما كنت أقف هناك رأيت الطائرة في السماء. لم نشعر بالخوف لأن طائرات التحالف لا تقصف خلال النهار بالعادة كما تتفادى المدنيين. لكن بعد ثوانٍ سقطت القنابل. أُصِبت بسبب وقوع الركام عليّ كما أصابتني قطعة معدنيّة في ساقي. أصيبَت ابنتي آلاء أيضا لكنّها نجَت، أمّا أسماء فقُتِلَت، وهي لا تزال مدفونة تحت الركام حتى يومنا.[56]

قالت ريم ديبو (16 عاما) التي أدارت قسم النساء في "مقهى انترنت" في السوق إن المقهى كان يعجّ بالناس وقت الهجوم. "كان هناك العديد من النساء، كثير منهنّ كنّ صديقاتي من الحي. فجأة تغيّر كلّ شيء وخيّم الظلام". قالت إنها أُصيبت خلال الهجوم، في حين قُتِلَت أختها، ولاء، التي كانت في المقهى. أمّا محمّد، مدير المقهى، فقال إنه تغيّب عن المقهى لبعض الوقت ليجلب شيئا من منزله؛ وأضاف أنه كانت في قسم النساء نحو 40 امرأة وإنه عَلِم بنجاة 12 منهنّ.[57]

حسب روايات العديد من الناجين وشهود العيان، امتلك داعش مكتبا للشؤون الإدارية في السوق لخدمة الشقق القريبة التي يسكنها أعضاؤه. وقال سكّان محليون إن عددا من أعضاء داعش كانوا موجودين في السوق، تحديدا في مقهى الانترنت. قال طه، صاحب المقهى، إن 12 من الموجودين في قسم الرجال كانوا أعضاء في داعش.[58] وقدّم "أحمد"، صديق محمّد، الذي كان يهتم بالمقهى في غياب محمّد، رواية مشابهة. قال: "نصف الموجودين تقريبا في قسم الرجال كانوا أعضاء في داعش. كان هناك بعض أعضاء داعش في السوق أيضا ولكن أقل من أولئك في المقهى.[59] نجا 2 فقط من الموجودين في المقهى كما قال. عاينت هيومن رايتس ووتش إصابات في قدم أحمد ويده، قال إنها ناتجة عن الهجوم.

قال بعض السكان أيضا إنهم يعتقدون أن شاحنةً مركونة بالقرب من السوق كانت مِلكا لداعش؛ قال أحدهم إنهم رأى صندوقَيْ ذخيرة على الشاحنة.[60] عاينت هيومن رايتس ووتش الشاحنة والتي كانت قد دُمِّرت خلال الهجوم، لكنها لم تتمكن من تأكيد احتوائها ذخيرة.

قال سكان محليون لهيومن رايتس ووتش إن غارة جوية قصفت السوق قبل بضعة أشهر أيضا. في 20 ديسمبر/كانون الأول 2016، قصفت غارة جوية مبنى ملاصقا للسوق كان داعش يستخدمه لجباية الضرائب دون أن تقصف السوق. وأضاف أحدهم أن الغارة قتلت وَلَدَيْ أخته، وعمرهما  6 أعوام و12 عاما، ورجلَين مدنيَّين، وامرأة وصفها بأنها "امرأة من داعش" آتية من تركيا.[61]

اعترف المكتب الإعلامي، التابع لقوة المهام المشتركة، في رسالة إلكترونية ردّا على أسئلة هيومن رايتس ووتش، بأن قوة المهام المشتركة نفّذت غارة ديسمبر/كانون الأول مستهدفةً مُنشأة تخزين مالي.[62] قال المكتب الإعلامي إن قوة المهام المشتركة راقبت الهدف في أوقات مختلفة لتقييم نمط حياة المدنيين، وإنها قصفت الهدف ليلا واختارت حجم وعيار الذخيرة لتقليص الأذى المحتمل للمدنيين.[63] وردا على أسئلة من هيومن رايتس ووتش قال المكتب الإعلامي إن قوة المهام المشتركة قامت بتقييم "تقارير استخبارية وفيديوهات إلخ..." وختم بأن مزاعم الإصابات المدنية "غير موثوقة".[64]

في حين لا تؤكّد قوة المهام المشتركة شنها هجوم 22 مارس/آذار على السوق، تشير الظروف المحيطة به أنها كانت المسؤولة عنه. حصل الهجوم يوم إطلاق قوات سوريا الديمقراطية معركتها لاسترداد سدّ الطبقة الذي يبعد كيلومترَين شمال شرق السوق.[65] تضمّنت المعركة قيام الجيش الأمريكي بنقل مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية جوّا خلف خطوط العدو. وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي إنهم قدّموا لهم الدعم عبر إطلاق النار.[66] مباشرة بعد الهجوم على السوق، قال الكولونيل جوزيف سكروكا في رد على سؤال أحد الصحفيين، إن الولايات المتحدة نفذت ضربات في المنطقة لكنه لم يؤكّد أنهم أصبوا فرنا أو سوقا، قائلا إن الجيش سينظر في الادعاءات.[67] علاوة على ذلك، وكما ذكرنا سابقا، أقرّت قوة المهام المشتركة بقصف السوق مباشرة في وقت سابق، في 20 ديسمبر/كانون الأول 2016.

قال شاهدان أيضا لهيومن رايتس ووتش إن الطائرة التي رأياها تنفذ الهجوم على السوق كانت أكبر من الطائرات المقاتلة المعتادة. ويعتقدان، حسب حجم الطائرة وشكلها، أنها "بي-52" (B-52). وهي قاذفة أمريكية طويلة المدى، لكن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من تأكيد مزاعمه.[68] حسب قوة المهام المشتركة، بدأت الولايات المتحدة استخدام طائرات بي-52 ضد داعش في العراق وسوريا في أبريل/نيسان 2016.[69] لا القوات الروسية ولا السورية تستخدم طائرات بي-52.

في التحديث اليومي عن الضربات، قالت قوة المهام المشتركة إنها نفذت 8 ضربات قرب الرقة، من ضمنها الطبقة في 22 مارس/آذار ولكن تفاصيل الأهداف المدمَّرة لم تسمح لهيومن رايتس ووتش بالتأكّد ما إذا كانت ضربة السوق واحدة منها.[70] أدرجت قوة المهام المشتركة ضربة 22 مارس/آذار على الطبقة ضمن تقريرها لشهر أغسطس/آب حول إصابات المدنيين لكن حتى 18 سبتمبر/أيلول قالت إنها كانت لا تزال تقيّم الادعاءات بأنها نفذت الضربة .[71]

جمعت هيومن رايتس ووتش أسماء 45 مدنيا قال السكان المحليون والناجون إنهم قُتلوا خلال الهجوم. قد يكون العدد الفعلي أكبر. قال أحد الناجين، والذي يقول إنه أصيب خلال الهجوم، إنه رأى 77 جثة في مستشفى الطبقة حيث ذهب للعلاج مباشرة بعد الهجوم.[72] وقال سكان محليون إنهم دفنوا بعض الذين قُتلوا في الطبقة وآخرين في المنصورة. قال أحد سكان المنصورة، الذي غالبا ما كان يساعد في دفن القتلى لهيومن رايتس ووتش، إنه دفن 23 شخصا جراء الهجوم على السوق في الطبقة، 2 منهم كانا، كما قال، من أعضاء داعش الأجانب.[73] قال السكان إن عددا من القتلى، ومنهم أسماء (12 عاما)، كانوا لا يزالون تحت الأنقاض عند زيارة هيومن رايتس ووتش للموقع.

قدّم السكان المحليون والناجون لهيومن رايتس ووتش أسماء 28 شخصا قُتلوا في الهجوم. في حين قدّم ناشط محلّي 15 اسما إضافيا قال إنه جمعها من السكان المحليين، ما يرفع عدد القتلى الموثّقين إلى 44، بينهم 14 طفلا.

السنّ التقريبية

الجنس

الاسم

40

 
  1. خديجة أحمد الإبراهيم (معروفة أيضا باسم خديجة البطش)

42

 
  1. دعد منصور
   
  1. ولاء ديبو
   
  1. محمّد العلوي

 

 

  1. إسماعيل (حسين) حاج عارف

13

 
  1. عيسى محمّد المدخر

14

 
  1. عبد الله محمّد المدخر

32

 
  1. هيثم خلّوف
   
  1. رائد عبيد

12

 
  1. سعاد طاجي

16

 
  1. هديل ربيع

26

 
  1. محمّد (جميل) أسعد

25

 
  1. أحمد العبد

15/16

 
  1. إبراهيم شحادة العبد

13

 
  1. شحادة شحادة العبد

55/60

 
  1. أحمد المصطفى

35

 
  1. مهند بركو

45

 
  1. خالد (أحمد) السلال (أو الهلال)

11

 
  1. حسين رشيد الأحمد

10

 
  1. صبري رشيد الأحمد

6

 
  1. وليد رشيد الأحمد
   
  1. عمار كنحت

50

 
  1. ميادة قشاش

42

 
  1. حسن كساب
   
  1. منار حسين

12

 
  1. محمّد بيبرس الحسين
   
  1. فاطمة الهندي

60

 
  1. محمود أحمد مصطفى/أحمد علي مصطفى
   
  1. محمود دحام المحمد العبد الله
   
  1. يسرى فتاح
   
  1. حمود صطيف
   
  1. مريم المصري

12

 
  1. عدي حسن خليف
   
  1. فايز محمّد العبد الله
   
  1. أحمد عبد الحي الجنيدي

12

 
  1. لينا حسن حجا

13

 
  1. مصطفى رجب عبدو
   
  1. منصور الحاج
   
  1. حاجي الهايم

12

 
  1. أسماء
   
  1. محمّد العمر
   
  1. شاكر العمر
   
  1. محمّد حمدو علوش
   
  1. ماجد محمّد محمود علوش

III. ضربات أخرى أوقعت إصابات بين المدنيين

حققت هيومن رايتس ووتش في ضربات أخرى قامت بها قوة المهام المشتركة في مارس/آذار وأبريل/نيسان وأوقعت إصابات كثيرة بين المدنيين في نفس المكان. لم تجمع هيومن رايتس ووتش حتى الآن معلومات كافية لتعرف إن كانت هذه الضربات قانونية أم لا، لكن عدد القتلى المرتفع يخلق شكوكا حول اتخاذ قوة المهام المشتركة الاحتياطات اللازمة لتقليص الخطر على المدنيين.

في 2 من الضربات، نفذت قوة المهام المشتركة غارات جوية كانت على الأرجح بناء على طلب قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، التي كانت قريبة جدا من قوات داعش وتشتبك معها في مكان الغارة مباشرة. في حين أن من الصعب تحديد الاحتياطات التي اتخذتها قوة المهام المشتركة في هذه الحالات، يُظهر عدد القتلى المدنيين الخطر الذي يعرَّضهم له استخدام أسلحة متفجرة في أماكن مأهولة. في إحدى الحالات، وجدت هيومن رايتس ووتش بقايا صاروخ "هيلفاير"(Hellfire) ، وهو صاروخ جو-أرض يمكنه أن يحمل حتى 10 كيلوغرامات من المتفجرات. في الحالات الأخرى، لم تجد هيومن رايتس ووتش أي بقايا للأسلحة المستخدمة، ولكن نمط الدمار في أماكن الضربات يتفق مع استخدام قذائف تُلقى من الجو.

عبارة "أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة" جديدة في مجال القانون الإنساني الدولي، أما الأسلحة المقصودة وأثرها على المدنيين ليسا جديدين. الأسلحة المتفجرة هي الأسلحة التي "تؤثر على منطقة حول مكان التفجير، عادة عبر الانفجار أو التشظّي"،[74] وتشمل أسلحة مثل قنبلة يدوية وصولا إلى قذائف تُلقى من الطائرات، ومنها القذائف التي تستخدمها حاليا قوة المهام المشتركة في حربها ضد داعش في سوريا والضربات الموثقة في هذا التقرير. الاتفاقيات الدولية تحظر تماما استخدام نوعين من الأسلحة المتفجرة – الألغام المضادة للأشخاص والذخائر العنقودية – بسبب أثرها الخطير على المدنيين.

تعتقد هيومن رايتس ووتش أن على الأطراف المتنازعة اعتماد سياسة الحد من الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، والتوقّف كليا عن استخدام تلك التي تؤثر على منطقة واسعة.[75]

الهجوم على منزل في حي العجراوي في الطبقة، 25 و26 أبريل/نيسان

  • الزمان: 25 أو 26 أبريل/نيسان 2017، بين الساعة 11 و11:30 ليلا
  • •         المكان: محافظة الرقة، الطبقة، شمال دوّار العجراوي
  • إحداثيات نظام تحديد المواقع (جي بي إس): 35.820467، 38.537615
  •          إصابات المدنيين: 16 قتيلا، بينهم 5 نساء و9 أطفال

قال سكان محليون لهيومن رايتس ووتش إن قتالا عنيفا وقع بين قوات سو ريا الديمقراطية وداعش في 25 و26 أبريل/نيسان في المنطقة المحيطة بدوّار العجراوي عند مدخل الطبقة الجنوبي.[76] قالوا إن مقاتلي داعش كانوا يجولون في الطرقات واستخدموا منزلا على الأقل لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية المتقدمة. وأضافوا أن عند الساعة 11:30 ليلا في 25 أو 26 أبريل/نيسان، ضربت غارة جوية منزلا كانت تختبئ فيه أسرة الجاسم. يقع منزل أسرة الجاسم مقابل المنزل الذي كان يستخدمه عناصر داعش. قال الشهود إنهم كانوا يختبؤون في منازلهم وقت الضربة، لذا لا يعلمون إن كان مقاتلو داعش موجودين بالقرب من منزل أسرة الجاسم أو على سطحه. زارت هيومن رايتس ووتش المكان ووجدت أن الأضرار متسقة مع الأضرار الناجمة عن ضربة جوية.

منزل سكني في مدينة الطبقة قصفته غارة جوية للتحالف في 25 أو 26 أبريل/نيسان 2017، في ضربة قتلت 16 مدنيا، بينهم 9 أطفال.  © أولي سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

بحلول الصباح التالي، كانت المنطقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. قال السكان إنهم جمعوا جثث 16 مدنيا، بينهم 9 أطفال من المنزل المستهدف بعد أيام من الضربة. وقدّموا لهيومن رايتس ووتش أسماء الضحايا وأرَوا هيومن رايتس ووتش مكان دفنهم.

مقابر 16 مدنيا، بينهم 9 أطفال، قُتلوا خلال غارة جوية للتحالف في 26 أو 26 أبريل/نيسان، مدينة الطبقة.    © أولي سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

قال المكتب الإعلامي التابع لقوة المهام المشتركة في رد على أسئلة هيومن رايتس ووتش إن التحالف نفذ ضربات محددة في المكان. في 18 سبتمبر/أيلول قال المكتب الإعلامي إن قوة المهام المشتركة لا تزال تقيّم إذا كانت الضربة قد أوقعت إصابات بين المدنيين.[77]

قدّم السكان المحليون الأسماء التالية لهيومن رايتس ووتش:

السن التقريبية

الجنس

الاسم

40

ذكر

  1. مصطفى الجاسم العابد

39

أنثى

  1. بشرى الملحم

44

أنثى

  1. فهيمة أحمد الجاسم

20

أنثى

  1. فاطمة أحمد الجاسم

17

ذكر

  1. حسين علي الجاسم

9

أنثى

  1. هالة علي الجاسم

47

ذكر

  1. علي محمّد الجاسم

44

أنثى

  1. مريم محمّد الجاسم

7

أنثى

  1. نور مصطفى الجاسم

6 أشهر

أنثى

  1. فاديا مصطفى الجاسم

11

أنثى

  1. سجا مصطفى الجاسم

38

أنثى

  1. فوزة علي الجاسم

14

أنثى

  1. لولو علي الجاسم

16

ذكر

  1. قيس علي الجاسم

5

ذكر

  1. خالد علي الجاسم

9

أنثى

  1. مريم علي الجاسم

هجوم على منزل قرب شارع فلسطين، التاريخ مجهول

  • الزمان: مجهول (قبل 5 مايو/أيار)
  • المكان: محافظة الرقة، الطبقة
  • إحداثيات نظام تحديد المواقع (جي بي إس): 35.827932، 38.547741
  • إصابات المدنيين: 18 قتيلا، بينهم 3 نساء و11 طفلا

على الأرجح أواخر أبريل/نيسان، قصفت قوة المهام المشتركة في غارة جوية منزلا في أحد أحياء الطبقة الشرقية، بالقرب من شارع فلسطين، يُزعَم أنها قتلت 18 فردا من أسرة دالو. 2 من الجيران يقطنان الشارع حيث المنزل الذي قُصِف قالا لهيومن رايتس ووتش إن معارك طاحنة كانت تدور بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش وقت الغارة.[78] لم يتمكن أي منهما تذكّر تاريخ الغارة، لكنهما أشارا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت تحاول التقدم من جهة الشرق وأن مقاتلي داعش كانوا يتنقلون بين المنازل في الحي ويطلقون النيران على القوات المتقدمة. قال محمّد، مالك المنزل الذي قُصف، لهيومن رايتس ووتش إنه لم يكن في المنزل وقت الغارة – غادر منزله مع اقتراب المعارك- لكنه أعطى المفاتيح لجيرانه، أسرة دالو، لأن  جدران منزله أسمك وكانت المياه متوفرة.

قال سكان محليون لهيومن رايتس ووتش إن إحدى الضربات أصابت شارعا ضيقا أمام المنزل وقتلت أحد مقاتلي داعش. بينما أخرى أصابت المنزل حيث لجأت أسرة دالو وقتلت 18 من أفرادها، بينهم 3 نساء و11 طفلا.

ركام تمت إزالته جزئيا من مبنى سكني قُصف في هجوم جوي على الأرجح في أواخر أبريل/نيسان، قتل 18 فردا من العائلة نفسها.  © 2017 أولي سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

وجدت هيومن رايتس ووتش في ركام المنزل بقايا صاروخ هيلفاير جو-أرض مع رمز تجاري وحكومي – معرّف فريد يعيَّن للمورّدين لمختلف الوكالات الحكومية والدفاعية – يعود لـ "Alliant Techsystems Operations LLC" في مركز روكيت، فرجينيا الغربية. آليانت هي من أبرز مزوّدي الأسلحة ومحركات الصواريخ إلى لوكهيد مارتن، المقاول الرئيسي لصواريخ هيلفاير.[79]

بقايا صاروخ هيلفاير جو-أرض وُجدَت في ركام منزل سكني بعد أن ضربته غارة جوية للتحالف، وقتلت 18 مدنيا، بينهم 3 نساء و11 طفلا.   © أولي سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

 

مالك المنزل قدّم لهيومن رايتس ووتش أسماء القتلى:

السن التقريبية

الجنس

الاسم

48

ذكر

  1. عبد الجليل محمّد دالو

44

أنثى

  1. صالحة أحمد دالو

13

أنثى

  1. أمينة عبد الجليل دالو

11

ذكر

  1. محمّد عبد الجليل دالو

9

أنثى

  1. شهد عبد الجليل دالو

5

ذكر

  1. حمزة عبد الجليل دالو

7

ذكر

  1. عهد عبد الجليل دالو

46

ذكر

  1. خالد محمّد عبد الجليل دالو

38

أنثى

  1. آمنة أحمد دالو

19

ذكر

  1. محمّد خالد دالو

17

أنثى

  1. أمينة خالد دالو

13

أنثى

  1. فاطمة خالد دالو

5

ذكر

  1. عمر خالد دالو

7

أنثى

  1. ريم خالد دالو

50

أنثى

  1. عيوش عبد الجليل دالو

50

ذكر

  1. عبد الرزاق المرعي (السناني)

17

أنثى

  1. بيان عبد الرزاق المرعي

13

أنثى

  1. روان عبد الرزاق المرعي

الهجوم على منزل في المنصورة، 30 مارس/آذار

  • الزمان: 30 مارس/آذار، الساعة 11:15 ليلا تقريبا
  • المكان: محافظة الرقة، المنصورة، منزل عبد العزيز الفرج
  • إحداثيات نظام تحديد المواقع (جي بي إس): 35.848105، 38.735632
  • إصابات المدنيين: 6

قال بعض الأقارب الذين يسكنون بالقرب لهيومن رايتس ووتش، إن غارة جوية عند الساعة 11:15 ليل 30 مارس/آذار ضربت منزل عبد العزيز الفراج، فقتلته وأسرته.[80] قال القريب إن الأسرة لم تكن تنتمي إلى داعش وإن عناصر التنظيم لم يكونوا في محيط المنزل المباشر. لكنهم قالوا إن داعش كان يحفر بعض الأنفاق في مكان قريب.

ركام مبنى سكني قال سكان محليون إنه قصف في هجوم للتحالف يوم 30 مارس/آذار 2017 قتل 6 مدنيين.  © 2017 أولي سولفانغ/هيومن رايتس ووتش

في 18 سبتمبر/أيلول، قال المكتب الإعلامي التابع لقوة المهام المشتركة إن الأخيرة لا تزال تقيّم إن كانت مسؤولة عن الغارة، وإن كانت الغارة تسببت بإصابات بين المدنيين.[81]

قدّم الأقارب أسماء القتلى لهيومن رايتس ووتش:

السن التقريبية

الجنس

الاسم

 

ذكر

عبد العزيز الفرج

 

أنثى

لينا الفرج

8

أنثى

ماريا

5

ذكر

عمار

3

ذكر

علاء

3 أشهر

ذكر

أنور

شكر وتنويه

أجرى البحوث لهذا التقرير وكتبه أولي سولفانغ، نائب مدير قسم الطوارئ؛ ونديم حوري، مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش. حررت التقرير سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قدم كلايف بالدوين وتوم بورتيوس مراجعات قانونية وبرامجية. قدم مارك هيزناي، من قسم الأسلحة، وسارة مارغون، مديرة مكتب واشنطن، مراجعات متخصصة.

قدمت ميشال لونكيست، المنسقة في قسم الطوارئ، المساعدة في مجال التحرير والتحرير. قدمت أوليفيا هنتر، منسقة التصوير الفوتوغرافي والمطبوعات؛ خوسيه مارتينيز، منسق أول؛ وفيتزروي هوبكنز، المدير الإداري، المساعدة في الإنتاج.

تعرب هيومن رايتس ووتش عن امتنانها للعديد من الشهود وأقارب الضحايا والصحفيين والمسعفين وغيرهم ممن جعلوا هذا التقرير ممكننا.

[1] “About Us,” Operation Inherent Resolve, undated, http://www.inherentresolve.mil/. Other countries use other names. France, for example, calls the operation Chammal. French Ministry of the Armed Forces, “Opération Chammal,” undated, http://www.defense. gouv.fr/operations/operations/irak-syrie/dossier-de-presentation-de-l-operation-chammal/operation-chammal.

[2] “Airstrikes hit ISIL terrorists in Syria, Iraq,” US Department of Defense news release, September 30, 2015, https://www.defense.gov/News/Article/Article/621107/airstrikes-hit-isil-terrorists-in-syria-iraq/.

[3]Rodi Said, “US-backed Syrian alliance declares attack on Islamic State in Raqqa,” Reuters, November 6, 2016, http://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-raqqa-idUSKBN1310GX.

[4] Ellen Francis and Tom Perry, “US-led coalition airdrops forces in Raqqa province,” Reuters, March 22, 2017, http://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-tabqa-idUSKBN16T1KM?il=0.

[5] السابق.

[6] Ellen Francis, “US-backed Syria militias say Tabqa, dam captured from Islamic State,” Reuters, May 10, 2017, https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-tabqa-idUSKBN1862E4.

[7] “US-backed forces seize Islamic State-held town near Syria’s Raqqa,” Reuters, June 2, 2017, http://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-raqqa-idUSKBN18T2S6.

[8] “Department of Defense press briefing by General Harrigian via teleconference,” US Department of Defense new transcript, May 24, 2017, https://www.defense.gov/News/Transcripts/Transcript-View/Article/1193060/department-of-defense-press-briefing-by-general-harrigian-via-teleconference/.

[9]Richard Whittle, “The unprecedented way America is fighting ISIS,” New York Post, May 28, 2016, http://nypost.com/2016/05/28/a-surreal-day-inside-our-war-against-isis/.

[10] السابق.

[11] “Department of Defense press briefing by General Harrigian via teleconference,” US Department of Defense new transcript, https://www.defense.gov/News/Transcripts/Transcript-View/Article/1193060/department-of-defense-press-briefing-by-general-harrigian-via-teleconference/.

[12] السابق.

[13] “Department of Defense press briefing by Secretary Mattis, General Dunford and Special Envoy McGurk on the Campaign to Defeat ISIS in the Pentagon Press Briefing Room,” US Department of Defense new transcript, May 19, 2017, https://www.defense.gov/News/Transcripts/Transcript-View/Article/1188225/department-of-defense-press-briefing-by-secretary-mattis-general-dunford-and-sp/..

[14] Susannah George and Balint Szlanko, “US changes rules of engagement for Mosul fight in Iraq,” Associated Press, February 24, 2017, https://apnews.com/f084b4f094f440058e6b58318a67adce/us-changes-rules-engagement-mosul-fight-iraq.

[15] “Iraq: Airstrike Vetting Changes Raise Concerns,” Human rights Watch news release, March 28, 2017, https://www.hrw.org/news/2017/03/28/iraq-airstrike-vetting-changes-raise-concerns.

[16] “Strikes Releases,” Operation Inherent Resolve, undated, http://www.inherentresolve.mil/News/Strike-Releases/.

[17] Alex Hopkins, “International airstrikes and civilian casualty claims in Iraq and Syria: March 2017,” Airwars, April 13, 2017, https://airwars.org/news/international-airstrikes-and-civilian-casualty-claims-in-iraq-and-syria-march-2017/.

[18] السابق؛ Alex Hopkins, “International airstrikes and civilian casualty claims in Iraq and Syria: February 2017,” Airwars, https://airwars.org/news/monthly-report-feb-2017/. Airwars generates its estimates of the death toll from incidents for which two or more “generally credible sources” have provided information.

[19]  السابق

[20] مقابلة لهيومن رايتس ووتش مع ناشط محلي، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[21] “Combined Joint Task Force-Operation Inherent Resolve monthly civilian casualty report,” Operation Inherent Resolve, September 1, 2017, http://www.inherentresolve.mil/News/News-Releases/Article/1297778/combined-joint-task-force-operation-inherent-resolve-monthly-civilian-casualty/.

[22] “Combined Joint Task Force-Operation Inherent Resolve monthly civilian casualty report,” Operation Inherent Resolve, July 7, 2017, http://www.inherentresolve.mil/News/News-Releases/News-Article-View/Article/1239702/combined-joint-task-force-operation-inherent-resolve-monthly-civilian-casualty/.

[23] Airwars, “Limited Accountability: A Transparency Audit of the Coalition Air War Against So-Called Islamic State,” December 2016, https://airwars.org/wp-content/uploads/2016/12/Airwars-report_Web-FINAL1.compressed.pdf.

[24] Lolita C. Baldor, “US boosts team to investigate civilian deaths in Iraq, Syria,” Associated Press, June 13, 2017, http://www.businessinsider.com/ap-us-boosts-team-to-investigate-civilian-deaths-in-iraq-syria-2017-6?IR=T.

[25] Samuel Oakford, “US officials confirm their Coalition allies have killed 80 civilians – but none will accept responsibility,” Airwars, May 26, 2017, https://airwars.org/news/80-coalition-ally-deaths/.

[26] السابق.

[27] Sarah Knuckey, Ole Solvang, Jonathan Horowitz, Radhya Almutawakel, “Pentagon admits major investigation flaw: they rarely talk to air strike witnesses or victims,” Just Security, June 29, 2017, https://www.justsecurity.org/42675/pentagon-admits-rarely-talks-air-strike-witnesses-victims/.

[28] "الملحق (البروتوكول) الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف المعقودة في 12 آب / أغسطس 1949 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة، الملحق (البروتوكول) الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف"، 8 يونيو/حزيران  1977، https://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/5ntccf.htm، المادة 57.

[29] السابق.

[30] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، القانون الدولي العرفي، https://ihl-databases.icrc.org/customary-ihl/eng/docs/v1_rul، المادتان 14 و15.

[31] يوسف دعيس، "الرقة تدشن ثلاثة مشاريع خدمية في آذار الخير"، Esyria.sy، 7 مارس/آذار 2009، http://www.esyria.sy/eraqqa/index.php?p=stories&category=news&filename=200903070855043.

[32] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عواش، 6 سبتمبر/أيلول 2016، تم حجب المكان.

[33] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد، المنصورة، 2 يوليو/تموز 2017.

[34] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عبد اللطيف المحمد الفرج، المنصورة، 2 يوليو/تموز 2017.

[35] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع دكتور موسى محمّد العلي، المنصورة، 2 يوليو/تموز 2017.

[36] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع إبراهيم حاج قاسم، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[37] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عهد، ريف جرابلس، 6 يوليو/تموز 2017.

[38] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عبد اللطيف المحمد الفرج، المنصورة، 2 يوليو/تموز 2017.

[39] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محتجز، القامشلي، 3 يونيو/حزيران 2017.

[40] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع "يوسف" (اسم مستعار)، عامل بلدي، المنصورة، 4 يوليو/تموز 2017؛ مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسعف محلّي [لم يرد الكشف عن اسمه]، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[41] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مستجيب أول [لم يدلِ باسمه]، الطبقة 1 يوليو/تموز 2017.

[42] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رمضان محمّد القرموش، المنصورة 2 يوليو/تموز 2017.

[43] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عهد، ريف جرابلس، 6 يوليو/تموز 2017.

[44] هيومن رايتس ووتش، مراسلة إلكترونية مع قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، 14 أغسطس/آب 2017. لدى هيومن رايتس ووتش نسخة عنها. أدلى قائد عملية العزم الصعب الفريق ستيفن تاونسند بمعلومات مشابهة خلال بيان صحفي في 28 مارس/آذار. راجع"Department of Defense briefing by General Townsend via telephone from Baghdad, Iraq"، أخبار وزارة الدفاع الأمريكية، 28 مارس/آذار 2017، https://www.defense.gov/News/Transcripts/ Transcript-View/Article/1133033/department-of-defense-briefing-by-gen-townsend-via-telephone-from-bagdad-iraq/.

[45] السابق.

[46] "كان على الجيش الاتحادي توفير صور استطلاع" [الألمانية]، شبيغل أونلاين، 29 مارس/آذار 2017،  http://www.spiegel.de/politik/deutschland/bundeswehr-soll-luftbilder-fuer-bombardement-auf-syrische-schule-geliefert-haben-a-1141051.html؛ "مقابلة حصرية: قائد طائرة تورنادو سابق يتحدث عن غارة جوية مدمرة في سوريا" [الألمانية]، أر تي الألمانية، 30 مارس/آذار 2017، https://deutsch.rt.com/inland/48463-interview-mit-ehemaligen-tornado-piloten/.

[47] مراسلة هيومن رايتس ووتش مع قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، 14 أغسطس/آب 2017. لدى هيومن رايتس ووتش نسخة عنها.

[48] “Combined Joint Task Force-Operation Inherent Resolve monthly civilian casualty report,” Operation Inherent Resolve, July 7, 2017, http://www.inherentresolve.mil/News/News-Releases/News-Article-View/Article/1239702/combined-joint-task-force-operation-inherent-resolve-monthly-civilian-casualty/.

[49] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع "يوسف [اسم مستعار]، عامل بلدي، المنصورة، 4 يوليو/تموز 2017.

[50] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع قوات الأمن التي تحمي مستشفى الطبقة، الطبقة، 4 يوليو/تموز 2017.

[51] مقابلة هيومن رايتس ووتش الهاتفية مع أبي عرب، 10 أبريل/نيسان 2017.

[52] مقابلة هاتفية لهيومن رايتس ووتش مع زياد محمّد الأحمد، 15 يونيو/حزيران 2017.

[53] مقابلة هيومن رايتس ووتش هاتفية مع ناشط محلّي، 10 أبريل/نيسان 2017.

[54] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد بسير عثمان، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[55] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع حسن خليف، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[56] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد الحسين، الطبقة، 4 يوليو/تموز 2017.

[57] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد طه، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[58] السابق.

[59] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد بشير عثمان، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[60] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد طه، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[61] مقابلة هيومن رايتس ووتش، مع أحد السكان المحليين، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[62] مراسلة هيومن رايتس ووتش، مراسلة إلكترونية مع المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة، 14 أغسطس/آب 2017. لدى هيومن رايتس ووتش نسخة عنها.

[63] السابق.

[64] السابق.

[65] Ellen Francis and Tom Perry, “US-led coalition airdrops forces in Raqqa province,” Reuters, March 22, 2017, http://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-tabqa-idUSKBN16T1KM?il=0.

[66] السابق.

[67] السابق.

[68] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد الحسين، الطبقة 4 يوليو/تموز 2017 ومقابلة مع محمّد طه، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[69] Lisa Ferdinando, “Iraqi forces liberate Hit, OIR spokesman says,” US Department of Defense news release, April 20, 2016, https://www.defense.gov/News/Article/Article/738928/iraqi-forces-liberate-hit-oir-spokesman-says/.

[70] “March 23: Military airstrikes continue against ISIS terrorists in Syria and Iraq,” US Central Command news release, March 23, 2017, http://www.centcom.mil/MEDIA/PRESS-RELEASES/Press-Release-View/Article/1127659/march-23-military-airstrikes-continue-against-isis-terrorists-in-syria-and-iraq/.

[71] “Combined Joint Task Force-Operation Inherent Resolve monthly civilian casualty report,” Operation Inherent Resolve, August 4, 2017, http://www.inherentresolve.mil/News/News-Releases/Article/1262124/combined-joint-task-force-operation-inherent-resolve-monthly-civilian-casualty/.

[72] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمّد بشير عثمان، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[73] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد سكان المنصورة، 2 يوليو/تموز 2017.

[74] International Network on Explosive Weapons, “INEW Call Commentary,” 2011, http://www.inew.org/about-inew/inew-call-commentary.

[75] Steve Goose and Ole Solvang, “Deadly cargo: explosive weapons in populated areas,” openDemocracy, December 30, 2014, https://www.opendemocracy.net/open-security/steve-goose-ole-solvang/deadly-cargo-explosive-weapons-in-populated-areas.

[76] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحمد، الطبقة، 1 يوليو/تموز 2017.

[77] هيومن رايتس ووتش، مراسلة إلكترونية مع المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، 4 أغسطس/آب 2017. تملك هيومن رايتس ووتش نسخة عن الملف.

[78] مقابلة هيومن رايتس ووتش.

[79] “ATK receives $14 million in contracts for Hellfire rocket motors and warheads,” defense-aerospace.com, December 28, 2006, http://www.defense-aerospace.com/articles-view/release/3/77247/atk-wins-order-for-hellfire-motors,-warheads.html.

[80] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد الأقارب [لم يدلِ باسمه]، المنصورة، 2 يوليو/تموز 2017.

[81] مراسلة إلكترونية لهيومن رايتس ووتش مع المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، 14 أغسطس/آب 2017. لدى هيومن رايتس ووتش بنسخة عنها.