Skip to main content

من أحدث الفظائع السعودية، إطلاق الرصاص والقذائف على المهاجرين عند الحدود

نُشر في: The Hill
ظهر فيديو نُشر على "تيك توك" في 31 يوليو/تموز 2022 وحددت هيومن رايتس ووتش موقعه الجغرافي مجموعة من 22 مهاجرا، يبدو أن 20 منهم نساء، ينزلون من منحدر حاد إلى السعودية قرب مسار العبور من مخيم المهاجرين في الثابت. © 2022 خاص

أوثّق منذ ثلاثة عقود الانتهاكات عند الحدود الدولية.

العام الماضي، قابلتُ طالبي لجوء أفغان، وأعددتُ تقارير عنهم؛ كان حرس الحدود اليونانيون قد عرّوهم خلال الشتاء القارص وأجبروهم على عبور النهر عند الحدود التركية.

وكنت شاهدا في مرفأ بورت أو فرانس عندما أنزل عناصر من خفر السواحل الأمريكي هايتيين بالقوة ليقعوا بين أيدي مضطهديهم. لقد سمعت روايات مئات الشهود والضحايا حول الابتزاز والضرب على يد حرس الحدود، وعمليات الترحيل بدون محاكمة في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، والأميركيتين.

اعتقدتُ أنه لم تعد هكذا روايات تصدمني أو ترعبني، لكنني كنت مخطئا!

منذ أشهر، إن لم يكن أكثر، يدأب حرس الحدود السعوديون على إطلاق النيران والقذائف، بشكل ممنهج، على المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يحاولون العبور من اليمن، عبر الحدود النائية وصعبة العبور التي تفصل البلدين. بين هؤلاء المهاجرين أعداد كبيرة من النساء والأطفال، وهم غير مسلحين. قُتل منهم المئات، أو ربما الآلاف.

بعض الفيديوهات والصور تُظهر قساوة هذه الهجمات. وتُظهِر أكوام الجثث المكدسة في مستوعبات في مستشفيات اليمن؛ وأجساد مزقها الرصاص والشظايا والمتفجرات؛ وأطراف مبتورة؛ وحياة أُنهيت بوحشية وتغيرت إلى الأبد، كلها موثقة بالكاميرا.

سافر كل من الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب إلى السعودية للتشبيك مع قادتها. يبدو أن رؤساء الولايات المتحدة، بغض النظر عن حزبهم، يهتمون للمصالح الاقتصادية والأمنية أكثر من حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالسعودية. متى سيصبح لنهر الدماء هذا أهمية مساوية لنهر النفط؟

لن يُعرف عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين قُتلوا على هذه الحدود، بينما يقدم الناجون روايات ترسم صورة مرعبة عن ميادين القتل.

قال أحدهم: "مِن 150، نجا سبعة أشخاص فقط في ذلك اليوم... كان هناك رفاة لأشخاص في كل مكان، منتشرة في كل مكان".

قال ناجٍ آخر، ذهب إلى الحدود السعودية لاستلام رفات فتاة من قريته: "كانت جثتها مكدسة فوق 20 جثة". يستخدم حرس الحدود السعوديون الأسلحة المتفجرة بدون تمييز ويطلقون النار على الأشخاص من مسافات قريبة. وتفيد روايات أن في بعض الحالات، كانوا يسألون ضحاياهم على أي جزء من جسدهم يفضلون تلقي الطلقة، قبل إطلاق الرصاص عليهم.

بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران، أجرت "هيومن رايتس ووتش" مقابلات هاتفية مع 38 مهاجرا وطالب لجوء إثيوبيين، كانوا قد حاولوا عبور الحدود من اليمن إلى السعودية بين مارس/آذار 2022 ويونيو/حزيران من العام الحالي، بالإضافة إلى أربعة أصدقاء وأقارب لأولئك الذين حاولوا العبور.

كما راجعت هيومن رايتس ووتش أكثر من 350 فيديو وصورة منشورة على منصات التواصل الاجتماعي، أو مجمعة من مصادر أخرى، وصور من الأقمار الصناعية تغطي مئات الكيلومترات المربعة. يظهر فيها مهاجرون أموات أو مصابون على الطرقات، وفي المخيمات وفي المنشآت الطبية، وكيف تعاظم عدد المدافن  المحاذية لمخيمات المهاجرين، وتوسعت البنى التحتية لأمن الحدود السعودي، والطرقات التي يسلكها المهاجرون حاليا في محاولين عبور الحدود.

عمليات القتل على الحدود واسعة ومنهجية. إذا كانت عمليات قتل المهاجرين جزءا من سياسة حكومية سعودية، فقد تشكل جرائم ضد الإنسانية.

العديد من الأميركيين على علم بعملية القتل الوحشية الصحفي في جريدة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله في 2018، على يد عناصر سعوديين في القنصلية السعودية في تركيا. لكن، نظرا إلى أن عمليات القتل هذه تحدث في منطقة نائية، ولأن قلة من المدافعين عن هؤلاء الضحايا لهم وزن، فإن أخبار عمليات القتل الجماعي عند الحدود مع اليمن منعدمة تقريبا.

وما تبقى من سجل حقوق الإنسان في السعودية سيئ للغاية. إذ تستمر السلطات السعودية باستهداف المعارضين السياسيين، والناشطين الحقوقيين، وقادة حقوق المرأة، والأكاديميين، والقادة الدينيين، وتحتجزهم  تعسفا، وتعذبهم، وتسيء معاملتهم. وتعتمد المحاكم السعودية على الاعترافات الملطخة بالتعذيب كأساس وحيد للإدانة.

في 12 مارس/آذار 2022، وخلال يوم واحد فقط، أعدمت السعودية 81 رجلا، 41 منهم من الأقلية الشيعية، التي الذين طالما عانوا من التمييز الممنهج. وتستمر السعودية في إعاقة مساعي العدالة في اليمن، حيث قتلت الغارات الجوية للتحالف، الذي تقوده، وجرحت آلاف المدنيين منذ 2015.

لا أريد إطلاقا أن أصرف النظر عن عمليات الصد على الحدود الأخرى، بما فيها الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إلا أن العنف السعودي ضد مهاجرين عزّل قد بلغ درجة تفوق كل ما رأيته من قبل. إنه يتطلب اهتمامنا، ويجب أن يحظى بالأولوية في أي تعامل مع الحكومة السعودية. لا بد من رد صارم وقاطع.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة