Skip to main content

ملحق: النص الكامل لشهادة "توماس"، إريتري يبلغ من العمر 24 عاماً

تمت مقابلته في ملجأ في روما، 20 مايو/أيار 2009

في يوليو/تموز 2006، خرجت من الخرطوم إلى ليبيا. ومضيت في البداية إلى سوخ، ومن هناك إلى الكفرة. وأمضينا 21 يوماً في عبور الصحراء الكبرى. وكان في مجموعتنا 46 شخصاً لدى انتهاء الرحلة.

كان المهربون مدمني مخدرات. لم يجلبوا قطع غيار للعربة. تركونا عالقين في الصحراء بلا طعام أو مياه. وكان الاتفاق الأولي هو دفع 250 دولاراً للذهاب من الخرطوم إلى الكفرة. لكن في وسط الصحراء سلمنا السودانيون إلى الليبين، وقالوا لنا إن علينا دفع 300 دولار إضافية وإلا تركونا في الصحراء قبل أن نبلغ ليبيا. و74 في المائة منّا تقريباً تمكنوا من الدفع. ودفعنا لـ 25 في المائة الآخرين، كي لا يتخلف أحد.

ومن الكفرة، اضطررنا لدفع 300 دولار أخرى للذهاب إلى بنغازي. واستخدموا القوة معنا وهددونا بالسكاكين. وضربونا، لكن دون ضرر حقيقي. وكان الاتفاق هو نقلنا مباشرة، لكننا أمضينا يومين محتجزين في منزل على مشارف الكفرة، حيث طالبونا بالنقود وأجبرونا على الدفع.

أنا واثق بنسبة 100% أن المهربين كانوا متصلين بالشرطة والجيش. وقد رأيت ضباطاً في ثياب رسمية ونجوم معلقة على أكتفاهم يتحدثون إلى الأشخاص الذين كانوا ينقلونا. وقال السائقون "لا مشكلة هنالك" كلما رأينا عنصر من الجيش أو الشرطة. كما قال لنا المهربون إننا إن لم ندفع لهم فسوف يزجون بنا إلى السجن.

تمكنّا من حماية جميع أفراد المجموعة. وكنا لا نسمح لهم بفصل الفتيات عن المجموعة، ولم يذهب أحد إلى السجن.

وخرجنا من الكفرة إلى بنغازي، ووصلنا إلى مكان على مشارف المدينة. ومكثنا هناك ليلة واحدة فقط، ثم غادرنا في الصباح التالي إلى بنغازي. وأمضيت فترة العام ونصف العام التالية في طرابلس.

لم تكن أمامي أية فرصة للعمل في طرابلس. ولا يوجد تحضر يُذكر في ليبيا. وكنت أقيم مع الأصدقاء، وكنا نخشى الخروج إلى الشوارع. كثيراً ما كان الناس يحاولون مصادرة نقودنا، وكنا نضطر للفرار منهم. كانوا يدخنون الحشيش ويسرقون الناس. ولم أقع في أي مشكلة مع الشرطة في طرابلس، إذ كنت أفر من أمامهم كلما رأيتهم.

أنا أرتدي الصليب هنا [في روما]. ولم أكن أرتديه هناك. كانت توجد هناك كنيثة إيطالية كاثوليكية، وكنت أختبئ بها أحياناً. وكانت الكنيثة في وسط المدينة. وهناك أجانب فيها على الدوام، من ثم فهم لا يسيئون إليك أمام الأجانب. وكانت الكنيسة آمنة.

لم أكن أجلس هكذا بلا عمل طوال الوقت، إذ حاولت مغادرة ليبيا أربع مرات.

حاولت المغادرة لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2006. وكنا مجموعة من 108 أشخاص. وقال لنا المهربون إن معهم قارب جيد، لكنه كان قارب صيد صغير وبعد أن رأينا قلنا إننا لن نركبه. وما إن رأيت القارب عرفت أنني سأموت إذا ركبته في البحر. وأجبروا شخصين على ركوب القارب فبدأت بقيتنا في الشجار معهم، ثم جاء أشخاص كثيرون من الجيش وقبضوا علينا في القارب.

كانوا قد اتفقوا مع القوات البحرية على مصادرة نقودنا. وضعونا مباشرة في مكتب ميناء البحرية. وراح الناس يطالبون بنقودنا، وكان هؤلاء يرتدون بزات بحرية رسمية. وكانوا ممشوقي القوام، ومن الواضح أنهم من البحرية. وأنا أعرف منذ فترة أشخاص في البحرية [من ثم أستطيع تمييزهم]. لم يكونوا من حرس السواحل، بل البحرية، وقد تحدث إلينا ضابط بحرية رفيع الرتبة.

ما يدهشني هو أن الشخص الذي قال لنا أنه سينقلنا إلى إيطاليا هو نفس الشخص الذي اعتقلنا. من اعتقلونا كانوا في ثياب مدنية. ومن قالوا إنهم سيأخذونا كانوا في ثياب رسمية. لكنهم اعتقلونا جميعاً في عملية واحدة.

حاولنا التفرق. فر اثنان من المجموعة وركضا مبتعدين. لكن الآخرين تم القبض عليهم ووضعوا رهن الاحتجاز. وأنا ممن تعرضوا للاحتجاز.

قبضت علينا القوات البحرية [الليبية] ونقلتنا إلى مركز شرطة يُدعى ظنظور. ومن مركز الشرطة ذاك نقلوا المسيحيين الستة بيننا إلى المحكمة، ستة فقط، وليس الـ 108. لم نفهم ما قيل في المحكمة. ثم نقلونا إلى مكان يُدعى جوازات. وهو سجن للمهاجرين، وقريب من مكان يُدعى سوق كريميا [حسب ما سمعنا]. وهو مخيم الترحيل الذي يُنقل المصريين إليه. وتم احتجازي هناك طيلة شهرين. وكان الشهر العاشر من العام، أي شهر رمضان، وأنا أحد المسيحيين الستة. وقالوا إنهم سيعاملوننا بشكل مختلف، لكن في حقيقة الأمر كانوا لا يعطونا أي طعام أثناء النهار، بل في المساء فقط، من ثم فقد أُجبرنا على الصيام دون رغبة منّا.

كنا في حجرة واحدة مع 160 شخصاً آخرين. وكان المكان أشبه بمرأب سيارات وفيه نوافذ صغيرة لا يزيد حجمها عن ثقوب دقيقة أعلى الجدران. وكنا نتبول في أطباق بلاستيكية يرمون بها في المساء. ولا يُسمح لنا باستخدام المرحاض إلا مرة واحدة يومياً. وكان الكثيرون مصابين بأمراض جلدية. ولم يكن هنالك صابون، وكانوا يعطونا مياه الشرب في دورق. وأصيب الكثيرون منّا بأمراض في المعدة. وكنا نستجدي الحراس كي ينقلوا المرضى منّا إلى المرحاض.

وكان الحراس قساة. كانوا مدمنين. كنا نراقبهم كل يوم يدخنون الحشيش. وكانوا يمزحون قائلين: "أين المسيحيين الذين لا يصومون؟" وكان من الواضح أنهم يميزون ضدنا ويتحدثون إلينا وكأنهم لا يحبون المسيحيين.

ورحنا نغني ذات يوم. فجاء الحراس وقالوا: "من يصدر هذه الجلبة؟" وقال آخرون: "المسيحيون"، وأخرجونا نحن الستة وقاموا بضربنا. وضربونا على أخمص القدمين بعصي خشبية. وكانوا يضربون القدمين من خمس إلى عشر دقائق. ووضع حارسان خشبة تحت أقدامنا. ثم أوثقوا الأقدام إلى الخشبة، وتُركنا لنسقط على ظهورنا، ثم ضربونا على أقدامنا. فعلوا هذا فينا نحن الستة جميعاً. ضربونا على أقدامنا فقط، وكانوا يعرفون أنهم إذا ضربونا فلن نتمكن من السير بعدها، لكنهم أجبرونا على الركض حول الفناء بعد ضربنا على الأقدام. حدث هذا ليلاً. ولم تكن إدارة المخيم موجودة في تلك الأثناء، لكن جميع الحراس كانوا يعرفون بما يحدث.

أنا بخير الآن. لم أتعرض لضرر مستديم، لكن السجن كان شديد القسوة عليّ. إن ما تعرضت له هناك أصاب هويتي وإدراكي لمن أكون. هناك يرونك كأنك أقل منهم، وأنت تشعر بالدونية عنهم، سواء بدنياً أو روحياً.

بعد شهرين، وضعونا مع مجموعة أخرى من الإريتريين، وكنا إجمالاً 150 شخصاً. وضعونا في شاحنة كبيرة. وكانت مليئة بالأشخاص. ولم يكن فيها فسحة تكفي لجلوس أي شخص. وظللنا جميعاً واقفين. والهواء القليل المتسرب للداخل يهب من ثقوب صغيرة في سقف الشاحنة، وكانت باستثناء هذا مغلقة تماماً. نقلتنا الشاحنة من طرابلس إلى الكفرة. وخرجنا في السادسة صباحاً وارتحلنا اليوم بطوله والليلة التالية. كانت الشاحنة مغلقة طيلة الرحلة. وكانت في أرضيتها بعض الشقوق، فراح الناس يتبولون على الأرض. وآلمتني عيناي من الرائحة.

وكان في الشاحنة بعض الفتيات. ولم يكن الوضع سيئاً بالنسبة للفتيات فقط، بل كان صعباً للغاية على الرجال أيضاً. رحنا نستجدي الهواء، وكانت الشاحنة تتوقف كي يرتاح السائقون ويأكلون، لكنهم كانوا لا يفتحون الباب لنا. كانوا يخشون فرارنا. وأسوأ ما في الأمر حين وصلنا الكفرة. على الأقل كان الهواء يدخل أثناء حركتنا، لكن في الكفرة توقفنا لمدة ساعتين في درجة حرارة 45 مئوية وبالكاد كنا نجد ما نلتقط من أنفاس. كانت الشاحنة من المعدن، وأبقونا لمدة ساعتين كعقاب لأننا كنا نصيح أثناء الرحلة. الرب عظيم، لقد نجونا جميعاً.

حين تركونا نخرج من الشاحنة، وجدنا أنفسنا في سجن الكفرة. وأمضينا هناك أسبوع. أطعمونا مرة واحدة يومياً أثناء تلك الفترة. والطعام أرز فقط. وقد انتهى رمضان وكنا قد تعرضنا بالفعل للجوع طيلة شهرين في السجن. أصبحنا 880 سجيناً مكتظين في عدة حجرات. وكنا ننام على قطع من الورق المقوى، ولا توجد حشايا، والمكان قذر، والحراس لا يتواصلون معنا إطلاقاً، ولا يزيد عملهم عن فتح وغلق الأبواب.

والكفرة هي منطقة الحدود الخاصة بالترحيل. وهم يدعونك تخرج من هناك فحسب لأن ليس ثمة مكان يمكن الذهاب إليه. دائماً ما كان هناك ثلاث جنسيات، السودانيين والإريتريين والأثيوبيين. كانوا يعيدونك إلى بلدك من نقطة الكفرة. ولا يصطحبونك إلى الحدود فعلياً، بل يسرحونك فحسب.

لكن المهربين كانوا على اتفاق مع قائد السجن. حين يسرحونا نصبح جاهزين للسوق. ينتظرنا السائقون خارج سجن الكفرة ويبرمون الصفقات معنا لنقلنا إلى طرابلس. وقال السائقون إنهم دفعوا النقود لإخراجنا من السجن، ثم نقلونا إلى المدينة، إلى مكان مفتوح وخال من البشر.

وقال لنا السائقون إن علينا أن نرد لهم النقود التي دفعوها لإخراجنا من السجن. وكنا إما ندفع 40 ديناراً على سبيل الرشوة للخروج من السجن، أو 400 دولار للنقل إلى طرابلس. والسبيل الوحيد لهذا هو أن تتصل بأسرتك كي ترسل لك النقود. وأرسلت أسرتي النقود وعدت إلى طرابلس.

أخفقت محاولتي الثانية للخروج من ليبيا بدورها. شاهدت الشرطة تجمهر كبير ممن يحاولون ركوب البحر. تم اعتقالي مجدداً وأُرسلت إلى سجن الفلاة في نوفمبر/تشرين الثاني 2006. أرسلوا 200 شخص إلى السجن ذلك اليوم. وكنت من بين هؤلاء وتظاهرت بفقدان الوعي. فعلت هذا عمداً، ونقلوني وحدي في سيارة كي يتم استجوابي. وتعرضت للاستجواب طوال الليل، لكن في النهاية حسبوا أنني مريض.

أحياناً ما كاونوا يطرحون الأسئلة، وأحياناً ما لكموني. وكان هذا هو الثمن الذي يجب أن أدفعه لتظاهري بفقدان الوعي. نقلوني عائداً إلى المنزل الذي كنت معتقلاً فيه. جميع الأشخاص الآخرين المعتقلين ذلك اليوم تم نقلهم إلى مسراتة. وكان هذا في بداية وضع مركز احتجاز في مسراتة. وقمت بمحاولتي الثالثة لمغادرة ليبيا في يونيو/حزيران 2007. وكنا متجمعين في سبراتة. ومجدداً تم اعتقالنا قبل أن نستقل القارب. وكنا 60 شخصاً، وشعرت بغضب لم أتمكن من السيطرة عليه، فلم أهتم إن قتلوني، فحاولت الفرار بلا مبالاة لأية اعتبارات أخرى.

وعلى أبواب السجن شرعنا جميعاً في الجري. ركض 32 شخصاً في شتى الاتجاهات، وتم القبض على 18 شخصاً. وكنت ممن تم القبض عليهم. وحين أمسكوا بي، عرف القادة أنني من قاد الهروب. وتمت معاقبتي على كل من تمكنوا من الفرار. تم ضربي بعصي خشبية ومعدنية على يد ثلاثة حراس. ضربوني لأكثر من 10 دقائق، ونعتوني بـ "الزنجي"، أثناء ضربي. وحين سقطت على الأرض ركلوني. وضربوني بعصا معدنية على رأسي. وأصبت بكدمات وآلام داخل رأسي. وما زلت أشعر بالألم في كتفي. وكانت العصي المعدنية رفيعة لكنها لا تنبعج مع الضرب.

ضربوني ما إن قبضوا عليّ. ومن فروا منّا ربطوهم بأسلوب خاص، وأبقونا منفصلين عن أحدنا الآخر. ورشوا علينا المياه. ولم أتمكن من السير جراء الألم فيما بين ساقيّ. وكنت أخشى حقاً النزيف الداخلي في رأسي. ولم نفكر حتى في مقابلة طبيب أو ممرضة.

تم احتجازي في سبراتة لمدة أسبوعين. وكان في سبراتة 100 شخص. وكانوا من إريتريا وغرب أفريقيا وأثيوبيا. وكان مكاناً قذراً للغاية. واضطررنا للتبول في زجاجات بلاستيكية. وبعض الناس ممن ضربوني في البداية تبينت فيهم حراسي لمدة الأسبوعين التاليين. واستمروا في تهديدي بقسوة بالغة، واستمروا في ضربي.

لدى تواجد مدير السجن، كانت المعاملة تتحسن. كانوا لا يضربوني أمام المدير. وبالطبع فإن الحراس يتعاطون المخدرات، وأثناء تعاطيهم يشعرون بأنهم أفضل منّا بكثير ويعاملوننا كالكلاب. وفي تلك الأوقات يضربوننا بالركلات كالكلاب.

بعد أسبوعين في سبراتة، قررت الفرار. وفررت مع مجموعة من الأفراد، وابتعدت عن السجن.

في محاولتي الرابعة لمغادرة ليبيا، ربحت. خرجنا من غاريبولي في طرابلس. وكان هناك 64 شخصاً على متن قارب مطاطي منفوخ بالهواء. وحين دفعنا الليبيون إلى البحر، قالوا إن رجلاً ليبيرياً يُفترض أنه يقود القارب، لكن النيجيريين قادوا القارب نحو إيطاليا. وارتحلنا مدة 16 ساعة. وتعطل المحرك ونفدت صلاحية بطاريات الهاتف، لكن قبل هذا اتصلنا بحرس الحدود الإيطاليين. وفي اليوم التالي حضرت مروحية. وحين بدأنا الرحلة، كنا على متن 4 قوارب مطاطية، اثنان منهم ممتلئان بالنيجيريين. وحين وصلنا إلى لامبادوزا عرفنا أنهم فُقدوا جميعاً في عرض البحر.

أنقذتنا البحرية الإيطالية. وعاملونا أطيب المعاملة، ونقلونا إلى إيطاليا في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2007. ونقلونا إلى لامبادوزا. وأمضينا فترة أسبوع هناك. ولم أعان من أية مشكلات، ومن هناك ذهبت إلى كالتانيسيتا. وأمضيت هناك فترة شهر و27 يوماً. والمشكلة الوحيدة أننا اضطررنا لدفع النقود مقابل الحصول على الوثائق. واضطررنا لدفع 50 يورو في القنوات الرسمية، وتقدمت بطلب اللجوء، وحصلت على وضعية المستحق للمساعدة الإنسانية. ولم أطعن في القرار. وحين أفرجوا عني من كالتانيسيتا، تركوني في وسط الشارع. فذهبت إلى روما.

سافرت إلى السويد، وطلبت اللجوء في السويد. لكن السويديون قالوا إنني كنت في إيطاليا. وحصلوا على بصمات أصابعي، وأعادوني إلى إيطاليا على متن طائرة. ولم تفعل الشرطة الإيطالية شيئاً، أخذوا بصمات أصابعي مجدداً لا أكثر. والآن أنا أعيش في شارع رومانينا في حي أناغنينا [منطقة بنايات سكنية كبيرة يعيش فيها أفارقة كثر بصفة غير قانونية]. وأقيم هناك طوال الوقت.

لا فرصة أمامي للعمل أو الدراسة في إيطاليا. وحتى تجديد أوراقي [الخاصة بالوضع كمستحق لمساعدات إنسانية] يستغرق عدة أشهر. وأنا مُصاب بآلام في ذراعيّ وعظامي. وبالنسبة لي، فإنني دفعت مقابل هذه الحياة أكثر من الثمن الواجب.

أعتقد أن شخص يحمل اسم مشابه لاسمي ارتكب جريمة ما. في العادة، حين تطالع الشرطة أوراقي ينقلوني إلى مركز الشرطة على الفور. وكلما رأت الشرطة اسمي يعتقلوني وكأنني مجرم كبير. وأمضي يوماً في السجن ثم يتحققون من بصمات أصابعي ويطلقون سراحي.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة