Israel



Israel Israel & Occupied Palestinian Territories
  

.VII  غياب التعويضات أو البدائل الملائمة

منذ السبعينيات قدمت إسرائيل للبدو تعويضات مالية متدنية أو غيرها من التعويضات على هيئة مباني أو أراضي، لكن هذا لا يتم إلا إذا وافقت الأسرة على الانتقال إلى إحدى البلدات الحكومية وأن توقع على التنازل عن أي مطالبات بالأراضي القديمة أو البيوت. ويرفض البدو التعويضات باعتبارها متدنية إلى درجة مهينة، خاصة لدى مقارنتها بالتعويضات الكبيرة بالمقارنة التي تمنحها الدولة للمستوطنين الذين كانوا يستوطنون سيناء وغزة، أو المزارعين الذين صادرت الحكومة أرضهم لبناء الطريق السريع العابر لإسرائيل (انظر أدناه). ولا يتلقى البدو أية تعويضات بالمرة، ومطالبهم الخاصة بالأراضي لا يتم الاعتراف بها، وإذا رفضوا الشروط تهدم الحكومة بيوتهم.

وتصور إدارة الأراضي الإسرائيلية التعويض الذي تمنحه على أنه تعويض "سخي". وعلى موقعها تتباهى إدارة الأراضي بأن: "عائلات البدو التي تغادر الشتات إلى قرى دائمة تتلقى تعويضات مرتفعة بشكل استثنائي من الدولة. وتعرض إسرائيل على الأسر البدوية التعويضات لمغادرة مبانيهم المشيدة في الشتات. والتعويض يبلغ أضعاف سعر المباني غير القانونية التي يغادرونها".207

إلا أنه في عام 2002، كشف دودو كوهين – متصرف اللواء الجنوبي بوزارة الداخلية – عن حقيقة مغايرة، إذ أقر بالقول: "إن التعويضات (المالية وعلى هيئة أراضي) المعروضة على البدو ليست معقولة ولا عادلة حين يجري البدو حساباتهم الخاصة بالجدوى، بمعنى آخر، كم ستمنحهم الدولة جراء الأراضي التي يطالب بها، وكم سيضطر لدفعه للدولة جراء الحصول على قطعة الأرض أو المبنى القائم في المحليات المتواجدة أو المُخطط لإنشائها".208

ووصف سكان قرية ترابين الصانع مشكلة عدم تناسب التعويضات. فقد وقع بعض السكان على اتفاق مع إدارة الأراضي الإسرائيلية على مغادرة قريتهم غير المعترف بها المجاورة لعومر والانتقال إلى قرية منشئة حديثاً لترابين قرب رهط. وقال طلال الذي ما زال يقيم في ترابين الصانع:

انتقل شقيقي إلى البلدة الجديدة لأن لديه أطفال معاقين، ويحتاج لبيت حقيقي. وحصل على 180000 شيكل كتعويض مقابل المبنى الذي تركه وعلى قطعة أرض بمساحة 800 متر. لكن اتضح أن التعويض المدفوع له لا يكفي لبناء البيت الجديد. واضطر للاستعانة بمدخراته لكنها بدورها لم تكن كافية لتغطية النفقات المطلوبة.209

وفي أبريل/نيسان 2006 زارت هيومن رايتس ووتش قرية ترابين الجديدة، التي تبدو بلدة أشباح فيها عشرات البيوت نصف المبنية المنتصبة على جانبي شوارع خالية. وقال كمال، شقيق طلال:

لا يمكنني الانتهاء من بناء بيتي والإقامة فيه بسبب نقص النقود. ثم إنني تمكنت من توفير نقود كثيرة أثناء البناء لأنني أعمل بهذا المجال، فقمت بتركيب الأرضية بنفسي وأوصلت الأنابيب والكهرباء. لكن ما زال لا توجد كهرباء ولا موائد في المطبخ ولا مراحيض ولا حوض اغتسال ولا أثاث. ثلاثون في المائة من التعويض الذي تلقيته نفد مني قبل أن أبدأ حتى في البناء لأنه كان علينا دفع الرسوم لشركات الخدمات لكي توصل لقطعة أرضنا الكهرباء والصرف الصحي والمياه.210

وحين زارت هيومن رايتس ووتش القرية الجديدة كانت الأسرة تعيش في كوخ من الصفيح قاموا بتشييده وراء بيتهم الذي لم يتم الانتهاء من العمل فيه. كما اشتكى كمال من أن الحكومة خالفت اتفاقها معه. إذ قال إن مسؤولي إدارة الأراضي وعدوه بقطعة أرض زراعية لم يتلقاها قط. كما اشتكى من أنه لا توجد وظائف في القرية ولا خدمات صحية ولا نقل عام. ولكي يأخذ ابنه المعاق إلى مواعيد الكشف الدورية في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، على كمال أن يدفع 125 شيكل للسيارة الأجرة ذهاباً وإياباً. وقال كمال: "لخلاصة أن بقية سكان قرية ترابين عليهم البقاء هناك [في القرية غير المعترف بها المجاورة لعومر] وألا يأتوا إلى هذا المكان كي لا يكابدوا الإهانة والعزلة والانهزام الذي نعانيه. على الأقل توجد في القرية القديمة وسيلة مواصلات للطبيب. على الأقل يمكن العثور على عمل هناك، لكن هنا لا يوجد أي شيء. اليوم هناك بسنة هنا".211

مقارنة معدلات التعويض

تزايد التعويض المقدم للبدو على مر السنوات زيادة طفيفة، على الرغم من أن المعادلة الأساسية هي ذاتها: البدو ممن لديهم أقل من 400 دونم من الأرض لا يحصلون على أرض بديلة بل تعويض مالي، ومن يملكون أكثر من 400 دونم يحصلون على 20 في المائة أرض بديلة و80 في المائة على هيئة تعويض مالي. وفي القرى غير المعترف بها يتراوح التعويض المالي الفعلي بين 1100 و3000 شيكل للدونم الواحد، وهو سعر لا يزيد عن كونه جزء يسير من قيمة الأرض الفعلية.212

ولدى إجراء المقارنة، يتضح أن متوسط الأسر اليهودية التي كانت تملك قطع أراضي مخصصة للبناء في مستوطنة غزة، حصلت على تعويض يتراوح بين 1.5 و2 مليون شيكل.213 وتلقى مُلاك الأراضي الزراعية التي صودرت لبناء الطريق السريع العابر لإسرائيل عليها تعويضاً على هيئة أراضي زراعية على نفس الدرجة من الجودة في كيبوتز باهان القريب.214

البلدات المعترف بها

لا يقتصر الأمر على رفض البدو معدلات التعويض المتدنية التي تعرضها الدولة، بل يرفضون أيضاً البديل غير المقبول بالعيش في البلدات التي خططت لها الحكومة. وكما سبق الذكر في هذا التقرير، فإن هذه البلدات هي ضمن المواقع الأكثر حرماناً في إسرائيل ولا توفر للبدو بديلاً يماثل أسلوب حياتهم التقليدي.

ويقوم مكتب الإحصاءات المركزي الإسرائيلي بشكل دوري بإعداد جدول توضيحي يعرض الترتيب الاجتماعي الاقتصادي لكل محليات إسرائيل، والرقم 1 فيه هو الأكثر انخفاضاً، بينما رقم 198 هو الأعلى مرتبة. والجزء التالي مقتبس من جدول عام 2003، ويوضح أن البلدات البدوية تمثل سبعاً من أفقر ثماني محليات في إسرائيل.215 للمقارنة نذكر أدناه أيضاً ترتيب بعض المحليات اليهودية في النقب. واثنتان منها ضمن أعلى خمسة مجتمعات من حيث الثراء في إسرائيل.

كسيفة                      1

تل شيفع                   2

رهط                       3

عرارة                     4

سيجيف شالوم               5

اللقية                       7

حورة                      8

ديمونة                     95

عراد                       109

بئر السبع                  118

ميتار                       193

لهافيم                       195

عومر                      197

وقام باحثون من مركز آفدا بجمع بيانات من عدة دراسات عن مشكلات البلدات ووصفوا في تقريرهم المشكلات الأساسية التالية:216

  • الميزانيات المتوافرة للسلطات المحلية في البلدات البدوية الحكومية السبع هي أكثر الميزانيات تدنياً في البلاد.

  • لدى نهاية التسعينيات كانت نصف البيوت في البلدات ما زال لم يتم توصيلها بشبكة الصرف الصحي.

  • لا توجد وسائل مواصلات عامة سواء داخل البلدات أو بين البلدات والمدن الأخرى.

    ويشير آرييل دلومي من دوكيوم إلى أنه لا توجد مكتبات عامة ولا مراكز رياضية ولا برك سباحة ولا مناطق صناعية حقيقية في أي من هذه البلدات. وبعض البلدات لا يوجد بها مكاتب بريد ولا مراكز مجتمعية.217 وطبقاً لباحثي جامعة بن غوريون في النقب، فإن البلدات تعاني أيضاً من تدني حالة الطرق، وغياب أي نشاط اقتصادي وعدم ملائمة مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والترفيهية.218 وخلص الباحثون إلى أن:

    ليس البدو جزءاً من أي عملية تخطيط فعلية. فضلاً عن أن الالتزامات الحكومية التي تكرر التعهد بها لتصحيح الأخطاء والوفاء بالالتزامات والقضاء على التمييز، هي تعهدات لم يتم الوفاء بها قط. ويمكن تبرير وضع البدوي في الحضر إذا هو استنتج أن الفشل في عملية التحويل إلى أسلوب الحياة الحضرية هو فشل متعمد، بما أنه يصعب تصديق أن كل الأخطاء التي وقعت قد وقعت بالصدفة أو لمجرد عدم الكفاءة.219

    ومن المشكلات الأساسية الأخرى التي تواجه البلدات ذات التخطيط الحكومي، والمذكورة أعلاه، هي حقيقة أن الدول صادرت أراضي البلدات التي يطالب بها بدو آخرون. وفي مناطق البلدات التي سجل البدو طلبات ملكيتها، من الصعب على سلطات التخطيط والبناء أن تقوم بإعداد خطط لتقسيم الأراضي للإسكان، مما يفاقم من نقص خيارات الإسكان في البلدات. ويقول أحمد الأسد، رئيس مجلس اللقية المحلي أن سكان البلدة البالغ عددهم 9000 شخص، يعيش 3000 منهم خارج حدود البلدة الرسمية، في أحياء غير معترف بها. وفي الوقت نفسه توجد 4000 قطعة أرض خالية داخل اللقية لا يمكن تخصيصها بسبب طلبات ملكية البدو الصادرة بحقها.220

    ويستمر بعض المسؤولين الحكوميين في القول بأن البدو في القرى غير المعترف بها يمكن ويجب أن يسكنوا داخل البلدات الحكومية السبع. وطبقاً لوزارة العدل فإن "البلدات القائمة يمكن أن تفي باحتياجات السكان البدو. وفي كل هذه البلدات توجد مساحات خالية تنتظر من يشغلها".221 وقد أعلنت وزارة العدل في رسالتها لـ هيومن رايتس ووتش بتاريخ 23 يوليو/تموز 2007 أن ثمة خطط لتوسيع البلدات القائمة وللتسويق لتوزيع قطع أرض جديدة مخصصة للإسكان. وقالت الوزارة: "توجد 3000 قطعة أرض خالية في البلدات الدائمة يمكن أن يشغلها السكان فوراً من بدو الشتات. كما أنه توجد 4400 قطعة أرض أخرى يمكن تدبيرها إذا لزم الأمر".222

    إلا أن بعض المسؤولين الحكوميين الآخرين المنخرطين على نحو أكثر مباشرة في مشكلة إسكان البدو يقرون بتعقيد الموقف على أرض الواقع. وقال دودو كوهين – متصرف اللواء الجنوبي بوزارة الداخلية – للجنة الكنيست: "يمكن في كسيفة واللقية العثور على الآلاف من قطع الأراضي المطورة التي لا يمكن تسويقها بسبب طلبات الملكية الصادرة بحقها".223 وذكر وزير الإسكان نفسه: "إذا كانت توجد مطالبة بملكية على قطعة أرض معينة، فلن يوافق أي بدوي على العيش على هذه الأرض".224

    والمشكلة معروفة، لكن سلطات التخطيط مستمرة في إصدار أوامر الهدم وفي هدم البيوت، فيما تزعم بأن البدو يمكنهم ببساطة أن يخضعوا لإعادة التوطين في أي من البلدات الحكومية السبع. وقابلت هيومن رايتس ووتش عدة أشخاص من البدو قاموا بشراء قطع أرض بديلة في البلدات الحكومية السبع من عشرات الأعوام ولم يحصلوا على أرضهم هذه بعد. وحالة أبو عبيد أدناه توضح أبعاد المشكلة. إذ توجد المئات من الأسر في بلدة اللقية وحدها قاموا بشراء أراضٍ من إدارة الأراضي الإسرائيلية ثم لم يحصلوا عليها قط.225

    و يرجع أصل عشيرة أبو عبيد لشاريا (بالقرب من موقع نيتيفوت الحالي)، لكن الجيش أجبرها على الانتقال إلى اللقية، ثم إلى تل عراد فيما بعد، في أوائل الخمسينيات. وحين أعلنت الحكومة عن بناء بلدة اللقية المعترف بها في السبعينيات، تلهف العديد من أعضاء عشيرة أبو عبيد على الذهاب، بما أن جزءاً من أراضي العشيرة القديمة توجد في هذه المنطقة.

    وكان سلطان أبو عبيد، 48 عاماً حالياً، في سن المراهقة في السبعينيات حين كان يجري تخطيط اللقية. وقال لـ هيومن رايتس ووتش: "راودني حلم ببيت حقيقي معاصر فيه كهرباء ومياه جارية. وكنا نتنقل من مكان إلى آخر. كنت أحس كأنني ورقة في مهب الريح لا يمكنها الاستقرار. ولم نكن نرغب إلا في الاستقرار في موقع دائم يخصنا".226

    وحين وافقت أسرة سلطان أبو عبيد لأول مرة على الانتقال إلى اللقية، مع أعضاء آخرين من عشيرتهم، لم تكن السلطات قد انتهت من تخطيط البلدة. واشترى الكثير من أقاربه أراضٍ على الورق من المفترض أن تتحول إلى أراضي فعلية لدى الانتهاء من إعداد البلدة. وقال سلطان أبو عبيد: "كان عرض إدارة الأراضي الإسرائيلية أن بإمكان كل أسرة كبيرة أن يشتروا قطعة أرض بمساحة دونم واحد للبناء عليها على أن تقوم السلطات بتقسيم وتخطيط اللقية، وبعد هذا يمكننا البدء ف يالبناء على قطع الأرض الخاصة بنا". وأضاف:

    قالوا لنا: يمكنكم شراء قطعة أرض الآن حتى رغم أنه لا توجد اللقية ولا توجد وثيقة تخطيط للقية تمت الموافقة عليها بعد. لكن لا تقلقوا، سوف تحصلون على قطع الأرض فيما بعد. فاعتقدنا أننا إذا اشترينا الأرض فسوف نؤمن مستقبلنا. وحسبنا أنه في مصلحة الحكومة أن تكثف وجودنا في هذه البلدات الجديدة، ولهذا حين قالت الحكومة إنها تخطط البلدة حسبنا أن التخطيط سيتم بشكل عاجل. ولم يكن لدينا أي أسباب للاعتقاد بأن الحكومة ستخلف بالتزامها، إذ بدا أن المخطط بالكامل يصب في مصلحتها.227

    واشترى سلطان أبو عبيد قطعة أرض في عام 1979. وعلى مدار السنوات وبعد جولات كثيرة من المفاوضات، اعتقد أنه بلغ اتفاقاً مع إدارة الأراضي بشأن قطعة أرض بعينها:

    كتبت رقم قطعة الأرض على بطاقة الهوية – ها هي – وأعتقد أنها في الحي الثالث، قطعة رقم 281، في اللقية. وذهبت إلى وزارة الداخلية وطلبت تسجيل هذا العنوان باعتباره عنواني الرسمي، وها هو ذا في بطاقة الهوية كما ترى. لكن حتى اليوم ما زالت قطعة أرض خالية. منذ البداية وافق مالك الأرض البدوي الحقيقي لقطعة الأرض هذه أن يدعني أحصل عليها وأبني فوقها. وأنا عضو ناشط في المجتمع وناشط في الكفاح من أجل الاعتراف بالقرى ولتحسين مستوى الحياة في اللقية والبلدات. وليس لي أي أعداء في المجتمع. وفي عام 1992 وافق مالك هذه الأرض البدوي أن يتركني استخدم الأرض ومنحني رسالة موقعة منه. وحين حصلت على الرسالة من المالك عام 1992 وذهبت مع زوجتي إلى إدارة الأراضي اضطررت لدفع نقود بما أن قطعة الأرض أكبر من القطعة الأصلية المخصصة بمساحة دونم واحد التي اشتريتها من قبل. وهكذا دفعت النقود الإضافية، وما زلت لم أحصل على قطعة الأرض. منذ عامين قال المالك البدوي: لنذهب معاً حتى تحصل على قطعة أرضك. وفيما يوجد يواجه أشخاص كثيرون غيري مشكلات بسبب عدم موافقة مالك الأرض البدوي الحقيقي أو المطالب الشرعي بالأرض، على أن يستخدموا أرضه، فلم تمثل هذه مشكلة لي، بل على النقيض إمنه مستعد لمساعدتي على حل المشكلة.228

    وعلى الرغم من كل جهود سلطان أبو عبيد، فما زال حتى اليوم يعيش في حي غير معترف به في مبنى غير مرخص بتشييده، وينتظر أن تسلمه إدارة الأرضي قطعة أرضه. وقال: "بعد ثلاثين عاماً تقريباً ما زلت لم أحصل على قطعة أرضي".229

    وتعاني مئات العائلات في اللقية من نفس المشكلة التي تعاني منها عشيرة أبو عبيد. وفي عام 1999 تقدمت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل بشكوى بالنيابة عن بعض العائلات، وهذه المرة كانوا من عشيرة أبو رتيوش. وبعد سبعة أعوام، تلقت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل وعشيرة أبو رتيوش حُكماً من المحكمة العليا بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2006.230 وأثناء نظر المحكمة العليا في القضية، وعدت إدارة الأراضي بتوسيع اللقية وإضافة قطع أرض سكنية إضافية، لكن المحكمة العليا رفضت إضافة هذا الوعد إلى الحُكم النهائي (انظر أدناه). فضلاً عن أنه طبقاً لبانا شغري - بدرانه، محامية جمعية الحقوق المدنية التي مثلت عشيرة أبو رتيوش في المحكمة، فحتى إذا كانت إدارة الأراضي صادقة في وعدها، فسوف تستغرق العملية عدة سنوات غضافية. وقالت لـ هيومن رايتس ووتش:

    إن المنطقة التي من المفترض تخصيص هذا الأراضي فيها تقع حالياً خارج "الخط الأزرق" أو الحدود الرسمية لبلدة اللقية. أولاً، يجب أن تحصل اللقية على تصريح بالتوسع، ويجب تغيير الخط الأزرق وأن تتم الموافقة على الخطة الأساسية الجديدة الخاصة بالمنطقة، والتي تشمل هذه الأراضي، وكل هذا قبل أن تتمكن العائلات من تلقي قطع الأرض الجديدة هذه من إدارة الأراضي الإسرائيلية.231

    كما اشتكت شغري - بدرانه من أن العملية بأكملها تستند إلى وعد شفهي من إدارة الأراضي الإسرائيلية، والتي تتنصل دائماً من وعودها لعشيرة أبو عبيد وغيرها من عشائر اللقية. وقالت: "لقد وعدوا شفهياً بأنهم سيوفرون قطع الأرض بعد الانتهاء من توسيع اللقية. وقبلت المحكمة هذا الوعد، وطلبنا من المحكمة أن تضم هذا الوعد رسمياً إلى حُكم المحكمة المكتوب، لكنها رفضت، زاعمة أن الحكومة ستلتزم بوعدها".232

    وجاء في حُكم المحكمة النهائي:

    طالب طرف الادعاء [أسرة أبو رتيوش] ذكر التسوية بينهم وبين المدعى عليه [الدولة] في الحُكم، لكن القاضي لا يرى ضرورة لهذا بما أن المدعى عليه يجب أن يلتزم بأقواله التي يدلي بها في المحكمة، ويقضي بإغلاق القضية.233




    207  إدارة الأراضي الإسرائيلية، "بدو النقب"، على: http://www.mmi.gov.il/static/HanhalaPirsumim/Beduin_information.pdf (تمت الزيارة في 21 مايو/أيار 2007). ولا تستخدم إدارة الأراضي مصطلح "القرى غير المعترف بها" بل تلجأ للإشارة للبدو في النقب على أنهم بدو "شتات".

    208  انظر: Swirski and Hasson, Invisible Citizens, صفحة 24.

    209  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع طلال [تم حجب الاسم الكامل]، 6 أبريل/نيسان 2006.

    210  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع كمال [تم حجب الاسم الكامل]، نحال شمرية، 11 أبريل/نيسان 2006.

    211  المرجع السابق.

    212  انظر: Swirski and Hasson, Invisible Citizens.

    213  انظر: Meirav Arlosoroff, “Each Gaza evacuee family to get NIS 1.5-2 million in compensation,”  Haaretz 22 فبراير/شباط 2007، على: http://www.haaretz.com/hasen/spages/828913.html (تمت الزيارة في 16 سبتمبر/أيلول 2007).

    214  ترتيب مكتب الإحصاءات المركزي للسلطات المحلية الـ 204 في إسرائيل عام 1995، مقتبس من: Swirski and Hasson, Invisible Citizens

    215  مكتب الإحصاءات المركزي. على: http://www.cbs.gov.il/publications/local_authorities2003/pdf/t01.pdf (تمت الزيارة في 19 يونيو/حزيران 2007).

    216  انظر: Shlomo Swirski and Yael Hasson, Invisible Citizens Israel Government Policy Toward the Negev Bedouin (Tel Aviv: Adva Center, February 2006)  على: http://www.adva.org/UserFiles/File/NegevEnglishFull.pdf (تمت الزيارة في 23 مايو/أيار 2007).

    217  بريد إلكتروني إلى هيومن رايتس ووتش بتاريخ 8 يونيو/حزيران 2007.

    218  انظر: Abu Asad and Lithwick, A Way Ahead, صفحة 11.

    219  المرجع السابق.

    220  بروتوكول 1/16/2007، لاجتماع لجنة الشؤون الداخلية والبيئة بالكنيست عن الخطط الأساسية لاستيطان البدو في النقب وهدم المنازل (مسجل لدى هيومن رايتس ووتش). على: http://www.knesset.gov.il/protocols/data/html/pnim/2007-01-07.html [بالعبرية] (تمت الزيارة في 9 سبتمبر/أيلول 2007).

    221  رسالة من قسم الاتفاقيات الدولية والتقاضي الدولي بوزارة العدل، إلى طرف مجهول، بتاريخ 13 فبراير/شباط 2005، وتم نشرها على موقع الوزارة.

    222  رسالة إلى هيومن رايتس ووتش من وزارة العدل، 23 يوليو/تموز 2007.

    223  بروتوكول 11/06/2006 لاجتماع لجنة الشؤون الداخلية والبيئة بالكنيست عن الخطط الأساسية لاستيطان البدو في النقب وهدم المنازل (مسجل لدى هيومن رايتس ووتش). على: http://www.knesset.gov.il/protocols/data/html/pnim/2006-11-06.html [بالعبرية] (تمت الزيارة في 23 مايو/أيار 2007).

    224  بروتوكول 1/16/2007، لاجتماع لجنة الشؤون الداخلية والبيئة بالكنيست عن الخطط الأساسية لاستيطان البدو في النقب وهدم المنازل (مسجل لدى هيومن رايتس ووتش). على: http://www.knesset.gov.il/protocols/data/html/pnim/2007-01-07.html [بالعبرية] (تمت الزيارة في 9 سبتمبر/أيلول 2007).

    225  طبقاً للمحامية بانا شغري - بدرانه من جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل، فإن بعض العشائر الأخرى التي تأثرت العائلات بها من هذه المشكلة هي عشيرة أبو رتيوش وعبد الخالق وأبو بدر والطلالقة، وتواجه العائلات في بلدة حورة نفس المشكلة. بريد إلكتروني من بانا شغري - بدرانه لـ هيومن رايتس ووتش بتاريخ 18 يونيو/حزيران 2007.

    226  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سلطان أبو عبيد، بئر السبع، 10 أبريل/نيسان 2006.

    227  المرجع السابق.

    228  المرجع السابق.

    229  المرجع السابق.

    230  حكم المحكمة العليا في قضية رقم 6459/99 بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2006 [بالعبرية]، ومسجل لدى هيومن رايتس ووتش.

    231  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع بانا شغري - بدرانه، القدس، 27 فبراير/شباط 2007.

    232  المرجع السابق.

    233  حكم المحكمة العليا في قضية رقم 6459/99.


  •