IV. المعتقلون السابقون: أين هم الآن؟

ليس من المعروف على وجه الدقة عدد المعتقلين الذين تم احتجازهم في إطار برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للسجن السري في وقت ما قبل سبتمبر/أيلول 2006، ولكن من المؤكد أنهم كانوا أكثر من أربعة عشر.

وتتفاوت التقديرات حول عدد المعتقلين الذين احتجزتهم وكالة الاستخبارات المركزية طوال مدة البرنامج. فقد تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن نظام ثنائي للاعتقال يضم حوالي 30 من "المشتبه فيهم الرئيسيين فيما يتعلق بالإرهاب"، وهم محتجزون في سجون شديدة الحراسة تقتصر إدارتها على مسئولي وكالة الاستخبارات المركزية، بالإضافة إلى 70 مشتبهاً بدرجة أقل من الأهمية يُنقلون إلى سجون تديرها أجهزة استخبارات تابعة لبلدان أخرى.53 كما تم الزعم بأن المشتبه فيهم الرئيسيين، الذين يُطلق عليهم وصف "أهداف عالية القيمة"، هم من كبار زعماء تنظيم القاعدة، وليسوا "أذناباً".54

إلا إن الصورة التي ترسمها روايات المعتقلين توحي بأن هذه التقديرات أقل من الأعداد الحقيقية وأن الصورة الحقيقية أكثر تعقيداً. ففي حالة السجن الذي احتُجز فيه خالد المصري، على سبيل المثال، كان الحراس من الأفغان، أما المترجمون والمدير العام والقائمون على نقل السجناء فيبدو أنهم كانوا من وكالة الاستخبارات المركزية.55 لذلك كان السجناء يتعاملون يومياً مع مسئولين أفغان، أما كل القرارات المهمة المتعلقة بالحجز والمعاملة والإفراج فكانت في أيدي الأميركيين.

وفي السجن المسمى بالسجن المظلم في أفغانستان، والذي تقتصر إدارته فيما يبدو على مسئولي وكالة الاستخبارات المركزية، كانت هناك أعداد كبيرة من المعتقلين الذين ليسوا على رأس المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب. وهناك على حد علم هيومن رايتس وتش حوالي 20 سجيناً سبق احتجازهم في هذا السجن وهم الآن في معتقل غوانتانامو، إلى جانب معتقل سابق أُفرج عنه من غوانتانامو في 2004.56 ومعظم هؤلاء السجناء (وبالطبع ذلك الذي أفرج عنه) لا يُعتبرون من كبار المشتبه فيهم.

كما أن السجناء أمثال مروان الجبور والمعتقلين اليمنيين الثلاثة السابقين الذين التقت بهم منظمة العفو الدولية في عام 2005 لم يكونوا عن كبار المشتبه فيهم، حيث أُفرج عنهم في آخر الأمر دون توجيه أي اتهام إليهم. إلا إنهم احتُجزوا بدورهم في سجون يبدو أن طواقمها مقصورة على الأميركيين، وبها ترتيبات أمنية مشددة خاصة بوكالة الاستخبارات المركزية.

المعتقلون المفقودون

لا يوجد سجل شامل بمصير الأشخاص الذين اعتقلتهم وكالة الاستخبارات المركزية. ولكن بناءً على شهادة بعض المعتقلين والمقالات الصحفية وغيرها من المصادر، أعدت هيومن رايتس ووتش قائمة بأسماء 16 شخصاً تعتقد أنهم كانوا ذات يوم معتقلين في سجون وكالة الاستخبارات المركزية ولا يُعرف أين هم حالياً. كما جمعت هيومن رايتس ووتش قائمة أخرى منفصلة بها 22 اسماً لأشخاص ربما احتُجزوا ذات يوم في سجون وكالة الاستخبارات المركزية، ولا يُعرف أين هم في الوقت الحالي.57

وفيما يلي أسماء من يُعتقد أنهم احتجزوا ذات يوم في سجون وكالة الاستخبارات المركزية، مع بيان جنسياتهم والمكان والتوقيت المفترض أنهم قبض عليهم فيه:

1. ابن الشيخ الليبي (ليبي) (باكستان 11/1)58

2. محمد عمر عبد الرحمن (وشهرته أسد الله) (مصري) (كويتا، باكستان، 2/3)

3. ياسر الجزيري (جزائري) (لاهور، باكستان، 3/3)

4. سليمان عبد الله سالم (كيني) (مقديشو، الصومال، 3/3)

5. مروان العدني (يمني) (قبض عليه تقريباً في 5/3)

6. علي عبد الرحمن الفقاسي الغامدي (وشهرته أبو بكر الأزدي) (سعودي) (المدينة، السعودية، 6/3)

7. حسن غول (باكستاني) (شمالي العرق، 1/4)

8. أيوب الليبي (ليبي) (بيشاور، باكستان، 1/4)

9. محمد الأفغاني (أفغاني ولد بالسعودية) (بيشاورن باكستانن 5/4)

10. عبد الباسط (لعله سعودي أو يمني) (قبض عليه قبل 6/4)

11. عدنان (قبض عليه قبل 6/4)

12. حذيفة (قبض عليه قبل 6/4)

13. محمد نعيم نور خان (وشهرته أبو طلحة) (باكستاني) (لاهور،باكستان، 7/4)

14. محمد ستماريان ناصر (سوري/إسباني) (كويتا، باكستانن 11/5)

15. صومالي مجهول الاسم (لعله شعيب الصومالي أو رضوان الصومالي)

16. صومالي مجهول الاسم (لعله شعيب الصومالي أو رضوان الصومالي)

أما الأشخاص الآتية أسماؤهم فلعلهم احتجزوا ذات مرة في السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية:

1. عبد الهادي العراقي (يُفترض أنه عراقي) (1/2)

2. أنس الليبي (الخرطوم، السودان، 2/2)

3. رضا التونسي (كراتشي، باكستان من مطلع عام 2002 إلى منتصفه)

4. شيخ أحمد سالم (وشهرته سويدان) (تنزاني) (قردار، باكستان، 7/2)

5. سيف الإسلام المصري (مصري) (بانكيسي جورج، جورجيا، 9/2)

6. أمين اليافع (يمني) (إيران 2002)

7. الرُبَيَّع (عراقي) (إيران، 2002)

8. عافية صديقي (باكستاني) (كراتشي، باكستان/ 3/3)

9. جواد البشار (مصري) (فيندر، بلوخستان، باكستان، 5/3)

10. صفوان الهاشم (وشهرته عفان الهاشم) (سعودي) (حيدر أباد، باكستان، 5/3)

11. أبو نسيم (تونسي) (بيشاور، باكستان 6/3)

12. وليد بن عزمي (جنسيته غير معروفة) (كراتشي، 1/4)

13. عباد الياقوتي الشيخ السفيان (سعودي) (كراتشي، باكستان، 1/4)

14. أمير حسين عبد الله المصري (وشهرته فضل محمد عبد الله المصري) (مصري) (كراتشي، باكستان، 1/4)

15. خالد الظواهري (مصري) (وزيرستان الجنوبية، باكستان، 2/4)

16. مصعب عروشي (وشهرته البلوشي) (باكستاني) (كراتشي، باكستان، 8/4)

17. قاري سيف الله أختر (باكستاني) (قُبض عليه في الإمارات العربية المتحدة، 8/4)

18. مصطفى محمد فاضل (كيني/مصري) (شرقي البنجاب، باكستان، 8/4)

19. شريف المصري (مصري) (حدود باكستان، 8/4)

20. أسامه نظير (باكستاني) (فيصل آباد، باكستان، 11/4)

21. أسامه بن يوسف (فيصل آباد، باكستان، 8/5)

22. سبين غول (إفريقي) (باكستان)

أما السؤال المهم الذي لا إجابة له حتى الآن فهو: أين كل هؤلاء المعتقلين الآن؟ فمن دواعي القلق أن الولايات المتحدة ربما تكون قد نقلت بعضهم إلى سجون أجنبية حيث يظلون لاعتبارات عملية تحت سيطرة وكالة الاستخبارات المركزية. ومن دواعي القلق كذلك أن السجناء تم نقلهم من حجز وكالة الاستخبارات المركزية إلى أماكن قد يواجهوا فيها تهديداً خطيراً بالتعرض للتعذيب مما يُعد انتهاكاً للحظر الأساسي لإعادة الأشخاص إلى حيث يتعرضن لخطر التعذيب. وجدير بالذكر في هذا الصدد أن بعض السجناء المفقودين هم من الجزائر ومصر وليبيا وسوريا، وهي بلدان يشيع فيها تعذيب المشتبه في أنهم إرهابيون.




53 يقدر ستيفن غراي أن مئات المعتقلين تم تسليمهم إلى بلدان أخرى، بينما كان "أقل من ثلاثين في أي وقت من الأوقات" محتجزين في سجون وكالة الاستخبارات المركزية. الطائرة الشبح، ص 240.

54 "الأهداف العالية القيمة" هو مصطلح عسكري أميركي. وإذا فُقدت أهداف عالية القيمة " فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى الإخلال بوظائف العدو الهامة إخلالاً خطيراً عبر المجال الذي يهم القائد الصديق". مركز المعلومات الدفاعية التقنية (بلا تاريخ) على الموقع التالي على الإنترنت: http://www.dtic.mil/. ويُذكر أن معظم المعتقلين الأربعة عشر في حجز وكالة الاستخبارات المركزية، الذين نُقلوا إلى غوانتانامو في سبتمبر/أيلول 2006، يعتبرون أهدافاً عالية القيمة.

55 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خالد المصري، أولم، ألمانيا، 26 مايو/أيار 2006.

56 تتضمن هذه المجموعة محمد ناصر يحيى خسرف (عمره حوالي 60 عاما)، وعبد السلام الهيلة، ومصعب عمر علي المدواني، وبشير ناصر علي المرولة، وآخرين.

57 يجب التأكيد على أن مستوى السرية المحيطة ببرنامج وكالة الاستخبارات المركزية للسجن السري لا يزال مرتفعاً للغاية، ومن ثم فهناك عقبات كبيرة تعترض الحصول على هذا النوع من المعلومات. وباختصار قد يكون هناك كثيرون من معتقلي الاستخبارات المركزية السابقين الذين لا يعرف أحد خارج البرنامج بوجودهم.

58 يعتقد أن الليبي نُقل من حجز الاستخبارات المركزية في مطلع 2006، ولكن لم تتأكد هذه المعلومة.